الفصل الثاني

3233 Words
{{ كان الجو في الخارج باردا قارس .. الثلج تساقط منذ ساعات وملأ المكان .. تنفست جوليا بصعوبة والبخار يتصاعد من رئتيها ويصطدم ببرودة الطقس حولها .. حدقت بشحوب في الباب الذي اغلق في وجهها لا تستوعب ماحصل للتو !! ماالذي حدث ؟! هي لا تفهم واقتربت برويد ورفعت يدها لتطرق على الخشب باصابع مرتعشة باردة وتردد بصوت باكٍ راجٍ : - ليام .. افتح الباب .. لماذا تفعل ذلك بي ؟؟!! ليام ارجوك .. ارجوك ادخلني .. لياام .. وقست ض*باتها .. ودموعها تنساب بذل كانت لاتزال ترتدي معطفها الاسود وشكرت الرب على ذلك فهو سيدفئها قليلا .. وص*رت منها شهقه مجروحه واقتربت براسها تسند جبينها الى الباب وتابعت : - ارجوك ليام .. أنا لا افهم شيء .. افتح لي .. أرجوكم افتحوا .. جدتي .. جدتي ... وراحت تض*ب الباب بقوة وعنف وغضبها يتصاعد : - افتحوا الباب .. ليس لي مكان اخر اذهب اليه .. كيف تفعل هذا بنا ليام ؟؟!! .. افتح .. افتح هياا .. لم يرد احد .. وران ال**ت في المكان فبكت بحرقة وعقلها عاجز عن العمل - ظننتك تحبني .. ظننتك .. ( واختفى صوتها وسط نحيب مرير واغمضت عينيها بعجز ) ما الذي فعلته ؟! لم لا تشرح لي اولاً فانا لا أعرف .. ظننتك تحبني .. ظننت انني أغلى إنسان في حياتك !!كيف تفعل هذا بي ؟؟ كيف ؟؟ ليام ارجوك .. ارجوك وضغطت جبينها الى الباب اكثر ودموعها تنساب بلا توقف فيما البرد بدأ يتغلل الى عظامها .. وعادت لتطرق بقبضتها برويد واستسلام : - اتوسل اليك افتح .. دعني فقط افهم الأمر .. أنا أحبك .. ارجوك .. لا يمكنني الابتعاد عنك لا استطيع العيش بدونك .. ارجوك ليام .. افتح لي الباب .. دعني ادخل .. اكاد أموت من البرد .. ارجوك .. يا الهي .. ساعدني .. بعد وقت طويل استسلمت جوليا للامر الواقع .. يبدو انها كانت تحادث نفسها فقط ليام طردها من منزله ومن حياته .. وكانها لم تكن يوماً سارت على غير هدى في الطريق تنظر امامها ولا تر .. والثلوج تتساقط عليها فيما الهواء البارد يعصف حولها ويكاد يوقعها لقوته .. كانت لا تملك شيء .. سوى الثياب التي ترتديها .. حتى اوراقها الثبوتية .. نقودها .. ملابسها .. لاشيء سوى هي .. وخاتم الخطوبة الموضوع في اصبعها .. وعضت على شفتها بقسوة مرتجفه وهي تسير بلا هدى .. وجسدها يكاد يتهالك .. فيما دموعها الساخنه لا تتوقف .. مشت ومشت وبكت بقوة .. ولسوء حظها لم تمر سيارة واحدة على الطريق الريفي البعيد عن المدينة مسيرة نصف ساعه شعرت مع مرور الدقائق بالدماء تتجمد في عروقها ورئتيها فتصبح عاجزة عن التنفس .. سعلت بجفاف واجبرت ساقيها على المتابعه والا ماتت هنا بلا اية مساعدة .. ولم لا ؟؟ .. وهل يختلف ماحصل لها عن الموت ؟!...هل يختلف ؟؟ وعادت دمعتها للانسياب .. لقد قتلها ليام ... قتلها ورماها خارجاً وكأنه لم يفعل شيء .. وبرويد شديد شعرت بساقيها لا تسيران اكثر ثم انهارت ارضاً وفقدت الوعي }} انتفضت جوليا في السرير بعنف وكل جسدها يرتجف .. وكانها لاتزال في ذلك المكان المنعزل وحيدة تحت رحمة الثلوج مسحت جبينها بيد مرتعشة وتنفست بصعوبة تلاحظ الدموع التي بللت وجنتها فضمت فمها بأسى .. لن تنسى ماحصل يوما .. ابدا ..وهذا الحلم لا ينفك يتكرر كل عدة ايام وكانه لعنة كانت الشمس قد بدأت بالظهور والنور ملأ الغرفة ف*نهدت بخلاص وغادرت السرير تتجه الى الحمام وقفت تغسل وجهها بماء بارد لتصحو جيدا وتسنعيد نشاطها ثم القت نظرة متامله على شكلها الجديد وتذكرت نظرات ليام المتاملة لها قبل يومين .. كان منصدم مستغرب لما يراه .. معه حق فهي باتت شخص اخر .. حتى ملامحها تغيرت .. شعرها الاشقر الطويل قد قص ليصل الى اسفل كتفيها بقليل وتهدل باهمال على جبهتها وجهها قد فقد لونه الطبيعي ليغدو شاحب على الدوام .. وعينيها الزرقاوتين الفاتحتين قد باتتا ذابلتين بلا روح جسدها نحيل جدا كما لم يكن يوما بمعنى اخر كانت جوليا الان فتاة عملية باردة .. تفعل المستحيل لتعيش هي و.... - جوولي .. جوووووولي ... نحت جوليا العبوس بسرعه ورسمت ابتسامة كاذبة على وجهها كما تفعل على الدوام ثم استدارت نحو باب الحمام ولمعت عينيها بحب على الصغير الذي وقف يراقبها بابتسامة بريئة صافية لا تحمل اي هموم - حبيبي ... استيقظت ؟!!.. وخطت نحوه فركض رافعا ذراعيه لها وضحك بسعادة ضمته بقوة بين ذراعيها فدفن وجهه في عنقها بحب - اه .. اه .. ما أطيب هذه الرائحة .. !! وداعبت خصل شعره المائلة للون الاشقر وقبلت راسه بشوق لا يزول : - أنا جائع ... - وانا ايضا .. هيا لنحضر الافطار قبل ذهابنا .. ماذا تريد ان تاكل ؟. - حليب .. - حاااضر .. - وكعك .. سارت به نحو المطبخ تتامل وجهه الملائكي .. عيون ليام شكل وجهه حتى ابتسامته كلها اجتمعت في هذا الوجه .. وهي لاتعرف ابسبب حبها الشديد له في الماضي أو بسبب كرهها المميت حالياً له - هيااا جيدن .. سوف نتاخر - قاادم .. قادم كانت كلماته لاتزال مبعثرة ومنها ماهو غير صحيح لكن وجوده في الحضانة الخاصه اثناء عملها الصباحي وعشرته للعديد من الاطفال حسن نطقه بشكل اكبر على الرغم من انه لايزال في العمر الثانية والنصف تقريبا وخرجا معاً من الشقة ونزلا السلالم ثم فتحت جوليا الباب الرئيسي للمبنى ودلفا منه - لاتنزع سترتك .. مفهوم ؟ - لكن .. - لا تعترض .. الجو لايزال بارد - لا .. انظري .. أزهاااار - حتى لو جيدن .. اسمع كلام ماما .. لا اريدك ان تمرض .. مفهوم ؟؟ - حاضر قالها باستياء لكنها عرفت بانه سينفذ .. فهو طفل هادئ مطيع تماماً كما حلمت وتمنت... وسارا نحو الحضانة الخاصة - لا تزعج معلمتك .. ونفذ كل ما تطلبه منك .. - حاضر جولي .. - احسنت وتوقفا عند الباب فجثت امامه تراقبه بحب شديد وشوق : - ساشتاق اليك .. كن ولد مطيع يا روحي ... هز راسه موافقا فاقتربت تقبل وجنته - ستحضرك ليندا اليوم وسأراك عند باب المنزل الساعه الثالثة اتفقنا ؟ - اتفقنا - اعطني عناق قوي جداااً اقترب على الفور وضمها بذراعيه فتوقفت انفاسها واغلقت جفنيها باستسلام .. انه السبب الوحيد لبقائها على قيد الحياة ومجابهة الظروف القاسية التي مرا بها معاً .. هو وهي .. وداعبت شعره بقبلة رقيقه وحررته - هيااا اذهب واستمتع .. احبك كثيرا يا عصفوري .. - وانا احبك .. باي باي ولوح لها وهرع الى داخل الحضانه فاستقامت بوقفتها وقلبها يخفق بالم تربي طفل رجل رفضها .. جرحها وقتل كبريائها .. تحبه وتعشقه على الرغم من ملامحه وصفاته الجنية الابوية وستدافع عنه وتحميه وتضحي بحياتها لاجله .......... ******************* كانت عائدة الى المنزل بعد عمل يوم شاق .. الساعه تجاوزت الثالثة بقليل .. ولابد ان جيدن ينتظر مع ابنه الجيران التي تكفلت باحضاره في اليوم الذي تتاخر هي به بسبب ضغط العمل ... لمحت ليندا البالغة من العمر خمسة عشر تقف عند سلالم المبنى المتداعي .. وبجوارها جيدن ينتظران فابتسمت بوهن وتابعت السير وبرويد وصدمة اختفت ابتسامتها وتباطئت حركتها .. فقد توقفت بالقرب منهما سيارة سوداء نزل سائقها فعرفته والرجل المجاور كذلك .. وشعرت بقلبها يتوقف عن الخفقان ... ماالذي يفعله هنا ؟! هل عرف بامر الطفل ؟!!الذلك جاء ؟ لمحته يتوقف ويتامل المبنى براس مرتفع فيما اقترب سائقه يحادث ليندا .. كأنه يستفسر فتدخل جيدن بالحديث والابتسامة على وجهه مما جعل انفاس جوليا تتسارع بذعر نظرات ليام لحقت بسائقه وانحدرت نحو الصغير لينصت الى كلماته فهرعت جوليا سريعا لتحمي طفلها .. هو لا يعرف هذا واضح فقد راقب الطفل ببرود وعدم اهتمام لكن عليها ابعاده لو مهما كلفها الامر قالت ليندا وهي ترفع يدها وتشير نحو جوليا : - آه .. هاهي جوليا .. لقد جاءت ارتدت الاعين نحو وجهها الشاحب وعينيها الخائفتين ودقق ليام بها بتجهم يلاحظ ارتجافها صوت جيدن خرج هاتفا بلهفه ( ماما ) فاقتربت سريعا تحمله بذراعيها وتضمه كي تحميه فيما شخصت نظات ليام بصدمة وكانه صعق .. وسارت مبتعده به تصعد سلالم المبنى وتفتحه بيد مرتجفه لتهرب وكان حيوان مفترس يطاردها اختفت في الداخل بلا اي كلمة ولم تستطع التنفس الا عندما اغلقت باب الشقه على كليهما عندها وضعته ارضا فركض الى غرفته وهو ينزع حقيبته وسترته ويقول : - اغنيه جديد .. قالتها معلمة .. يا جولي .. واختفى داخل غرفته الصغيرة كل هذا وجوليا لاتزال مكانها .. مسمرة بلا حراك والصدمة تلجمها لماذا جاء ؟؟ .. كيف عرف مكانها ؟؟. ا****ة لقد بات يعرف الان بامر جيدن ... ماذا ستفعل ؟؟ وفركت جبينها المتعرق بقلق وتوتر .. ظلت خائفة من الرد لبقية النهار .. ولما نظرت من النافذة لم تر اثر للسيارة في الاسفل حاولت الاسترخاء فلربما هو ظنها تحمل طفل رجل اخر وليس طفله .. ربما ظنها متزوجة .. وقبعت على الاريكة براس مشوش وافكار متراكمة تراقب طفلها يلعب بسيارته على السجادة أمامها يعيش في عالمه الخاص غير آبه بكل ما يحصل حوله .. كادت جوليا تضعف لحظتها وتستسلم لبكاء مرير لكنها لا تستطع .. ليس الان على اية حال ... وليس امام طفلها لا .. وضغطت على فكها بقسوة .. لن تضعف .. لاجل جيدن كانت الساعه الثامنة مساءً تقريبا عندما علا رنين جرس الشقة فانتفضت بذعر ووقفت تتامل الباب بشحوب لن ترد .. لا .. وظلت ساكنة لا تفتح لكن جيدن هب سريعا وركض نحوه - سأرى من ... - لااااا جيدن ...!! لكن الاوان قد فات فقد امسك بالقبضة وفتحه فسارت سريعا بقلق لتوافيه توفقت خطواتها خلف طفلها وحدقت بليام وانفاسها مختنقه .. لقد جاء !! تباً ... وابتعلت ل**بها بصعوبه تلاحظ قسوة فكه وعينيه الغارقتين في ظلال الحقيقه عاد نحو الصغير ليدقق به جيدا فتململت جوليا تمسك براس جيدن وتديره نحوها - حبيبي .. خذ ال**بك واذهب الى غرفتك .. هيا - لكن يا جولي .. هذا رجل .. - لا تناقش ... ( وعبست به ) لا اريدك ان تكلم الغرباء .. كما اتفقنا .. هيا الى غرفتك - حاضر وتافف بسام وابتعد .. فعادت الى عيني ليام وتصنعت البرود - ماذا تريد الان ..؟؟ - ماذا اريد ؟!! واقترب ليصبح داخل الشقه ويواجهها عن قرب يغلق بابها خلفه ليصبحا لوحدهما مماجعل ض*بات قلبها تتسارع بخوف : - وما رأيك ؟؟ لم لا تسألي نفسك هذا السؤال ؟؟ - انا ... لا افهمك ... - حقاً !!! وبدى صوته اجش عميق يحمل الازدراء وضغط على فكه بقوة ليكتم غضبه - ماذا تريد ؟؟!! - اريد طفلي ... اللعنه عليه ... فكرت جوليا وعلى الفور هزت راسها بسخرية مصطنعه - طفلك ؟!!... اي طفل ؟!! هب يمسك بذراعها ويجذبها بعنف - اياكِ .. ا****ة .. كيف فعلت ذلك ؟ - لا اعرف عما تتكلم .. وحاولت تحرير يدها من قبضته : - والآن ارحل .. والا اتصلت بالشرطة - افعلي ما تشائين .. لكنني اريد رؤيته .. هل فهمت ؟؟ ودفعها للخلف وحاول المرور نحو غرفة الطفل فوقفت في وجهه تمنعه : - الى اين تظن نفسك ذاهباً ؟ - ابتعدي عن طريقي .. والا ندمت - حقاً .. اخرج في الحال - اريد ... رؤية .... ابني وامتلأت نظراته بغضب وحشي فضمت فمها المرتعش ويدها على ص*ره تدفعه ليبتعد : - هل تهذي ..؟؟ انه ليس طفلك .. - لا تكذبي علي جوليا وأمسك بكتفيها ينظر الى عينيها المذعورتين ووجهها الشاحب : - انه ابني .. هذا واضح - لا .. ليس لك انه ابني انا ... من المستحيل ان يحمل دمك الفاسد القذر .. - تحدثي عن دمك ايتها الخائنة .. انه يحمل دمي رغماً عنك .. انه طفلي .. لقد عرفت ذلك بمجرد رؤيته .. كيف اخفيتي عني امر كهذا .. كيف تجرؤين ؟؟؟ حررت نفسها منه تتراجع للخلف وهي تضحك بعدم تصديق : - كيف اجرؤ ؟!! .هه .. ياللسخف .. الم تعلم بانني كنت اخونك مع كل رجل اصادفه .. كنت ادعي البراءة لاتزوج بك .. واحصل على مالك .. لقد خنتك لمرات ومرات ايها الغ*ي .. حتى انني لا اكاد اذكر من هو والد الطفل تصور !! .. لكنه مؤكد ليس طفلك هو طفل المرأة الخائنة هذه ورفعت يدها تشير الى نفسها فاحمرت عينيه بنار مستعرة - توفقي عن هذا .. - وان لم أفعل ..؟ هل سترميني خارج شقتي .. ها ؟؟!! ثم بأي حق تدخل بيتي وحياتي لتطالب بشيء ليس لك وتصرخ وتثير عاصفه .. من انت لتفعل ذلك ؟؟ اقترب نحوها فوقفت بتحدي لا تتراجع وهو يرد بتجهم : - انا والد ذلك الطفل .. لو مهما انكرتِ - لست والده .. لانني مجرد خائنة عاشرت نصف رجال البلده في غيابك وكنت أس..... ا**تها على الفور بصفعه قوية دوت في الشقه مخلفة **ت رهيب خلفها .. ووضعت جوليا يدها على وجنتها ثم حدقت به بعدم تصديق وهو يتنفس بصعوبة ليهدأ - هل .. هزتك كلماتي ..؟؟ .. الست مجرد خائنة كما ادعيت انت ؟!! ومررت يدها بخفه علئ مكان صفعته المتالم وهي تكتم غضبها .. عليها البقاء باردة .. لن يستفزها - انت اجبرتني على صفعك .. بسبب كلماتك هذه هل هذه لهجه ندم ؟؟!.. لا .. فهو رجل لا يعرف معنى المشاعر الانسانيه .. ولن يعرفها - ألأنها الحقيقه ؟؟ آلمتك ؟؟ - انها ليست الحقيقه ... وعاد ليمسك بذقنها عن قرب فتوقفت انفاسها في رئتيها وحدقت في عينيه القاسيتين : - انت لم تكوني يوماً لغيري .. أنا كنت الرجل الوحيد في حياتك .. وساظل .. لا شك عندي ابدا في ذلك - لقد قلت عني خائنة يوما ... - خيانتك للامانه ولعملي .. لا علاقة لها بهذا .. لا تخلطي الامور يا حمقاء - عملك ..؟؟ خنتك في عملك ؟؟ واااو تفاجئت .. هه ظننت السبب هي علاقاتي مع الرجال .. - كفي عن السخرية جوليا .. ابننا هو موضوع الحديث فلا تتساخفي - ابننا ؟؟!! .. ( وتراجعت عنه بحده ) لا يوجد شيء يدعى ابننا ليام .. انه ابني وهو لا يحمل اي ذرة منك .. فرك جبينه بسأم وأخذ نفس عميق ليسيطر على الوضع : - اعرف بانه لي .. كل ملامحه تقول ذلك .. لعبتك السخيفه هذه مكشوفه **تت لثوان ونظراتهما متقا**ه .. ثم همست بعدها بخلاص : - ما الذي تريده ليام ؟؟ - اريد ان ارى طفلي .. هذا حقي - لقد سلبتني كل شيء املكه .. اخذت مني كل شيء وتركتني بلا قوة ولا حول .. بلا شيء وعضت علئ شفتها بارتعاش والالم ي**و وجهها .. فدقق ليام بها ولمعت عيناه : - عاملتني كحشرة ورميتني خارجاً .. بلا رحمة ولا شفقة - انت من .... حاول مقاطعتها لكنها تابعت بلا توقف وصوتها يعلو - اخذت كل شيء .. لم تعود الآن ..؟؟ .. ها .. كل ما اريده هو العيش بسلام مع طفلي .. لكن حتى هذا تريد اخذه - انه حقي جوليا - ليس لك حق عندي .. ليس لك شيء هنا - اسمعي ... - اريدك ان تغادر في الحال .. غادر ولا تعد .. لا اريد رؤيتك مجدداً - انه ليس اختيارك جوليا .. - ومتى كان اختياري ؟؟ ولا لمرة صح ؟ - ماما وعت من المها على صوت جيدن خلفها فجذب ليام انفاسه بعجز وحاول تخطيها ليراه لكنها كانت اسرع حملته بذراعيها واخفت ملامحه في عنقها - لم .. صراخ جولي ..؟؟!! - لا شيء حبيبي ونظرت بأسى الى ليام .. تأملها ليام ب**ت وألم يملأ عينيه حين همس الطفل بصدق : - لا احب .. هذا رجل .. ليغادر ..قولي غادر - غادر ليام .. قالتها بهمس مرير فضغط على فكه ثم اومأ براسه - ساغادر حاليا لاجله فقط .. لكنني ساعود جوليا اعرفي هذا .. وسأحصل على ماهو لي .. اعدك ورمقها بنظرة قاسيه اخيرة ثم ارتد على عقبيه وخرج صافقا الباب خلفه بقوة جعلت روحها تتحطم وعضت على شفتها بارتعاش تضم طفلها اقوى .. لن يسلبها اياه .. مستحيل .. فهس لن تستطيع العيش بدونه ظلت عيني جوليا مسمرتين في مكان واحد على شيء واحد طوال الليل حتى بزغ الفجر .. شاردة خائفة تنظر الى الخاتم الذي وضعته على حافه الطاولة بقرب السرير وتتامله بسكون لقد كان هنا طوال هذه السنوات في نفس المكان .. وكانت كلما افتحت عينيها وقعت نظراتها عليه فعلت هذا عن قصد حتى لا تنس يوما مافعله ليام بها وبطفلها حتئ لا تصفح ولا تشعر بالحنين للماضي .. لتجعل ذلك الجرح العميق حيا نابضا يذكرها بما عانته واخذت نفس عميق وضوء الفجر يملأ الغرفة ثم هبت جالسه بسرعه وقد قررت .. سارت بخطاً عمليه واثقه نحو الخزائن تخرج الحقائب وتبدأ بتوضيب كل ما يلزمها .. الثياب الحاجيات الاغراض الال**ب كل ما تملكه وماقد تحتاجه فهي .. سوف تهرب ستاخذ طفلها وتهرب به قبل ان يسلبها اياه انسابت دمعاتها وهي تغلق السحابات بعد جهد كبير لساعتين .. فمسحتها بقسوة هي ليست ضعيفة ولن تكون ايقظت طفلها وغيرت ملابسه وهو يثرثر بفضول ويسال عما يجري فكذبت قائله بانهما ذاهبان برحله وتاكدت من عدم وجود احد أمام المبنى ثم نادت الحارس ليساعدها ..سلمته المفاتيح قائله بانها ستعود لاحقا لجمع ما تبقئ وتسليم الشقه ثم طلبت سيارة اجرى وقصدت محطة القطار - ماما .. انا جااائع .. - اعرف حبيبي .. سوف ناكل عندما نصعد في القطار - الى اين نذهب .؟؟ بللت شفتيها بجفاف وهي تعبث ب*عره الاملس وهما واقفان جانبا بانتظار اعلان الرحلة: - سوف نرى .. انها مفاجأة .. - بالفعل هي كذلك .... توقفت يدها عن الحراك .. وارتدت بذعر مميت نحو مص*ر الصوت للاتجاه الاخر حيث يقف ليام يراقبهما ويديه في جيبي سترته وجهه مخيف وعينيه الغامقتين تلتمعان بقسوة : - الى اين تظنين نفسك هاربة ؟؟ - لست هاربة .. انا ... لا علاقة لك بي - ليس بك .. لكن به ..اين تاخذين طف.... اقتربت علئ الفور لتقاطعه وعبست بانزعاج لاتريد للصغير ان يسمع - اخفض صوتك .. ثم .. هو ليس طفلك .. - حقاً ؟؟ لم تهربين اذاً ..؟ ولا حظت بان عدد من الرجال يرافقونه ويحيطون به وعلى اتم الاستعداد - لست اهرب .. انا فقط ... وتن*دت وعادت لتراقب صغيرها لاتدري ماتقول - انااا... - انت .. انت مجرد لاشيء .. لقد حرمتني اياه لثلاث سنوات .. والان تنوين الهرب به .. هل تظنين اني غ*ي ولن اعرف .. ها ؟؟ - انا لم احرمك منه لثلاث سنوات .. انت هو من رماني خارجاًلم ينتظر ليستمع الي حتى .. لقد فقدت حقك في تلك اللحظة الا تفهم ؟؟ وارتجف جسدها بتاثر فضغطت علئ فكها لتكتم حنقها .. فيما هو يقول ببحه : - اذاً هو طفلي ..!! - انا لم .. لست.. وتلعثمت لا تدري ما تقول وفركت جبينها بتوتر - علينا الرحيل ..فقد تاخرنا .. هيا بني .. حاولت التحرك فأمسك ليام بيدها سريعا ليوفقها بقبضة حديدية .. ورات مساعده الايمن يقترب ليمسك بالطفل فهتفت بفحيح : - لا تقترب منه ... اياااك حمله بين ذراعيه مماجعل جيدن يخاف .. ونظر اليها لايدري مايحصل - اتركني .. اتركني ايها اللعين .. اعد لي ابني .. وقاومت لتتحرر وهو يتراجع بطفلها للخلف فيما الصغير شرع يبكي ويناديها .. فصرخت بليام : - دعني والا ساصرخ للشرطة .. - الطفل لي .. وسياتي معي .. لك حرية الاختيار في مرافقتنا - لا يمكنك اخذه فهو طفلي انا هذا يعد ا****ف .. وقاومته بقوة ليتركها - سأجري له فحص جيني واثبت ابوتي وهكذا سيغدو لي .. وسارفع قضية ضدك في المحكمة واحصل عليه للابد - لا مستحيل ... دعني .. ايها السافل عديم الرحمة .. - ماما .. جولي .. اترك .. وبكى جيدن فشعرت بروحها تتحطم وقاومت كطائر جريح لتتحرر : - اتركه .. ألا تفهم ..؟ . والا اقسم ساقتلك ..دعه ينزل .. - خذه الى السيارة صوته بارد امر وجاف ..مما جعل المساعد يتحرك به ويبتعد وسط الجموع التي لم تتوقف حتى لتتساءل عما يحصل - لاا .. لاااا ساعدوني .. لااا صرخت وسط المجتمعين فجذبها ليام من عنقها لتواجهه وقال بتجهم : - ان اردت مرافقته فسيري امامي .. والا .. ارحلي بمفردك .. افهمت ؟؟ غاصت عينيها بالدموع وحدقت به كانها طفله ..بشفتين مرتعشتين ووجه شاحب دقق ليام بها ب**ت لثوان وقبضته تصبح اخف شيء فشيء ثم عاد الى برودته وهمس بصوت اجش : - تباً لك ... ودفعها عنه للخلف بعدم احتمال فتراجعت متهالكة تبلل شفتيها الجافتين - ارجوك .. ارجوك اعد لي طفلي .. دعنا نذهب ..ارجوك ليام وامسكت بذراعه فوق سترته السوداء تتوسله فجذبها منها بق*ف وارتد مبتعداً يلحق بالطفل - ليااااام - احضر الحقائب كلها .. فهي ستلحق بنا في النهايه وسار بتكبر وثقه وهي تلاحقه بوجه باك مصدوم .. عادت لتصرخ باسمه بلا فائدة ثم فركت جبينها وعينيها المبللتين بالدموع .يا الهي ماذا ستفعل ؟؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD