على الرغم من أن ذهنها كان مشوشاً و مشاعرها كانت مضطربة إستطاعت التوصل لإستنتاج قد يفسر ما يحصل لها، قرأت قبل فترة طويلة في إحدى كتب المكتبة الملكية كتابا حمل عنوان الإسقاط النجمي، و نفس الكتاب الآن موجود بين يديها تقرأ و تنتقل بين صفحاته تبحث عن ضالتها فيه، و ما إن لمحته عيناها حتى ندهت على جاك الذي كان يجلس على كرسي خشبي بجوارها يقرأ هو الآخر، رفع رأسه و أغلق الكتاب واضعه على الطاولة ثم سألها " وجدتِ شيئًا ؟ "
أومأت بيلا كإجابة ثم سارعت بقراءة ما وجدته " الإسقاط النجمي هو حالة خروج الروح من الجسد أي الإنفصال عن الواقع أو إنفصال اللاوعي من الجسم و عيش الواقع بجسد أثيري أي غير حقيقي في محيط أثيري يسمى العالم الأثيري، و عادة ما تكون هذه الحالة إما موهبة منذ الولادة للشخص , أو بسبب لعنه أصيب بها، و المقصود باللعنه هو إلحاق الضرر من قبل أي قوى غير طبيعية و عادة ما يقوم بها السحرة أو ذوي القدرات من المستوى الثامن فما فوق "
قاطعها جاك قائلاً " لكن من المستحيل أن تكوني ولدتي بها، لهذا ربما تكون لعنه "أجابته بيلا بانفعال بينما تغلق الكتاب بقوة" حتى و إن كانت لعنه فمن الأ**ق الذي قد يقوم بلعني، و أيضاً مكتوب هنا أن ذوي القدرات فوق المستوى الثامن هم الوحيدون من يستطيعون لعني بالطبع بعد إستثناء السحرة بما أنهم قد إنقرضوا منذ زمن "
بدا على جاك التفكير لثواني و هي أيضاً بدأت تفكر في حل، يا ترى من الذي قد يفكر بلعنها، و ما الذي فعلته له، ثم ما ذلك المكان الذي تذهب إليه في كل مرة تنام و لماذا لا تذهب لمكان غيره ؟
" هناك أمرٌ أفكر به ..." قال جاك مقاطعاً أفكارها الغزيرة فنظرت إليه بأمل، حدق نحوها لثواني، تن*د ثم أردف قائلا
" أنت قلت أن إنتقالك لذلك المكان عندما تستغرقين في النوم بدأ عندما حاولتي الإنتحار في البحيرة، و بالحديث عن الإنتحار في ماذا كنت تفكرين ، ماذا لو مت حقا ؟ "
قاطعته بيلا سريعا تدافع عن نفسها " لكن جاك ظننت أنك ميت كنت في حالة مزرية لم أكن أفكِّرُ بعقلانية ! "
" توقفي عن إعطائي أعذارا واهية لن تفيدك في شيء و دعينا ننتهي من المصيبة التي رميتها على نفسك ، ماذا لو كانت البحيرة هي الملعونة و انتقلت ا****ة إليك "
قاطعته مجددا قائلا بينما تنفي برأسها
" مستحيل أذهب لهذه البحيرة منذ أن كنت في السادسة و لم يحصل لي شيء كهذا قبلا "
" إذاً ربما لأن نيتك كانت مختلفة، ففي هذه المرة كنت راغبة بالأنتحار "
ربما أصاب جاك في كلامه ، ربما لأن رغبتها كانت مختلفة عن المرات السابقة ، فقد أرادت إنهاء حياتها للأبد ، لكنها تبقى شكوكًا و ظنونا لا تنم للواقع بصلة ، و لن يؤكدها إلا شخص واحد، كايدي واحدة من أقوى ذوي المستويات في العالم و هي واحدة من الحكماء الثلاث ، تلك العجوز الخرفة قد تكون مفتاحها للنجاة و ستأتي غداً للقصر ، لأن الغد سوف يكون...
*** *** *** ***
" مولاي طلبتني " قال جاك بينماينحني باحترام للملك كارلوس الذي وقف أمامه
" أجل جاك ، غداً سوف تجتمع العائلة الملكية بالكامل من الأبناء إلى أحفاد في هذا القصر، لهذا أردت أن أتأكد من التجهيزات الأمنية "
" كل شيء في استعداد لأي تهديد قد يحصل " قال له فاكتفا الملك بالإيماء كإجابة له ،أراد جاك المغادرة، لكن من الوقاحة أن يغادر و الملك لم يسمح له بذلك " مولاي هل تأمرني بأمر أخر ؟ "
قال جاك مستفسراً ليقول الملك متردداً على الرغم من ملامح البرود التي إكتست وجهه
" هل عادت ؟ "" من تقصد مولاي ؟ " قال جاك باستغراب فقال الملك موضحا بينما يشيح بنظره بعيدا عنه " أقصد الأميرة إيزابيلا هل عادت ؟ "
أجابه جاك باستغراب فليس من عادة الملك أن يسأل عن أحوال بيلا " أجل مولاي لقد عادت منذ ثلاث أيام سليمة معافاه "
قال الملك باختصار " أخبرها أن تتجهز من أجل الغد فهي ستحضر الإجتماع الملكي "
" أمرك مولاي " قال جاك فقال الملك آذنا له بالإنصراف " يمكنك الذهاب لإتمام عملك " إنحنى جاك مرة أخيرة ثم غادر إلى الغابة القريبة من القصر، فهو عالمٌ أن إيزابيلا هناك تتدرب على التعاويذ و القتال ، لم يمشي كثيراً فهو يعلم تماماً أين يجدها، على سفح المنحدر، و بالفعل كانت واقفة هناك تحدِّق بالأشجار الخضراء فارعة الطول التي تتراءى لها من الأسفل صغيرة الحجم ، إلتفتت لجاك عندما أحست بوجوده و قابلته بابتسامة ، فرسم هو الآخر إبتسامة هادئة على شفتيه، لكن فجأة إلتفتت بيلا و رمت نفسها من على المنحدر شاهق الإرتفاع !صاح جاك بأعلى صوته بإسمها و شرع يجري سريعا ليحاول إلتقاطها إلا أن الأوان قد فات ، فقد هوى جسدها بالفعل إلى أسفل المنحدر " مستحيل، كيف لم أنتبه لها أكثر ! "
تمتم جاك بذهول يلوم نفسه و قد شعر بألم مزعج إحتل قلبه، نهض من مكانه سريعا ليتجه إلى أسفل المنحدر سريعا، قد تكون ما تزال على قيد الحياة لكن قبل أن يبتعد شعر بيد توضع على كتفه و صوت مألوف يهمس له قائلا " هل كنت ستلوم نفسك إن لقيت حتفي ؟ "
نظر إليها بأعين توسعت من الصدمة، بعد أن قفزت من المنحدر ما تزال أمامه قطعة واحدة لم تتأذى و لو بخدش صغير !
" كيف لم تتأذي ، لقد قفزت من المنحدر " قال جاك متأتئا غير مصدق إلا أنه أردف ينهرها سريعا بغضب
" لماذا فعلت هذا ، أما زلت راغبة بإنهاء حياتك ؟ "
تن*دت بخفوت بينما تبعد خصلة من شعرها إلى خلف أذنها أجابته قائلة " ظننت أني لم أنجح و لكن في اللحظة الأخيرة نجحت "
" حقاً و ما الذي نجحت في القيام به ؟ " صاح جاك عليها بغضب فرسمت بيلا إبتسامة انتصار على شفتيها بينما تجيبه قائلة " الإنتقال الآني " بعد أن نطقت بتلك الكلمتين تحولت تعابير وجه جاك إلى التفاجؤ و الصدمة ...
أردفت بيلا باستمتاع " أبقِ الأمر سراً لا يجب أن يعلم أحد أن مستوى قدراتي أصبح أعلى من الملك نفسه" قال جاك و قد صعقته المفاجأة حقا " لكن الملك في المستوى السادس هذا يعني أنك في "
قاطعته بيلا قائلة " السابع ، قبل ثلاث أيام إكتشفت هذا ! "
تن*د بتعب ثم قلت لها محاولا تناسي الوضع فهو أمر معتاد من بيلا أن تتنقل سريعا بين المستويات
" قبل أن أنسى الملك يريد منك أن تحضري الإجتماع الملكي غداً "
"بالأصل لا خيار آخر لي ، يجب أن أتحدث مع المدعوة كايدي ، سمعت أنها في المستوى العاشر تخيل ذلك لم يبقى أحد حي و هو في المستوى العاشر ، بالكاد وصل الملك الأعضم للمستوى السادس ! "
ابتسم جاك بخفة و قال لها بسخرية
" توقفي عن التباهي فقط لأنك أصبحت في المستوى السابع " قهقهت بيلا و قالت بغرورِ مزيف " حقاً و في أي مستوى أنت عزيزي جاك ؟ "
" بصراحة سمو الأميرة أنا ما زالت أحارب لأصل للمستوى الثاني "
أجابها جاك بينما يقهقه إلا أنه توقف عن الضحك عندما رأى معالم وجه بيلا قد إنكمشت بألم ثم فجأة انهار جسدها فسارع بإلتقاطها في الوقت المناسب !
" بيلا هل أنت بخير ؟ " قال جاك بقلق بينما يمرر أنامله على وجهها الشاحب أومأت بيلا بخفة كإجابة بعد أن فتحت عينيها ببطء ثم حاولت الإستقامة بجلستها ببطء
" لا بأس جسدي يتعود على الطاقة الجديدة فقط "