4

1332 Words
" إذًا أنت تظنين ؟ " تمتم جاك بتردد فأومأت بيلا سريعًا بينما تنطقُ بهدوء " أظن أي لست متأكدة ، و لن أتأكد إلا إذا عُدت لذلك العالم، سأنام الآن و أنتِ إبقى بجواري لتراقب الوضع " ابتسم جاك بهدوء يحاول طمأنتها ثم قال لها بينما يجلس بجوارها على السَّرير و يحكم إمساك يدها " لا تقلقي سأبقى أنتِ فقط نامي " مجددًا أومات بيلا بخفوت ثم أغلقت عينيها مستسلمة للتعب الذي فتك بجسدها. *** *** *** *** فتحت عينها ببطء فوجدت نفسها قد عادت مرَّة أُخرى لذلك المكان المظلم ذو الجو المخيف، و تحديداً تقفُ أمام تلك الزنزانة التي تحوي بداخلها الرجل ذي الضمادات التالفة , لكنه كان هادئاً بشكل غريب، لم يطلب منها المساعدة هذه المرَّة، إقتربت من الزِّنزانة و اختلست النَّظر للداخل من القضبان الحديدية و التوتر عشعش بداخلها حالوت أن تناديه علَّهُ يُجيب لكنها خرست تماماً عندما شاهدت الدَّماء التي غلفت الضِّمادات و ارتعش جسدها . لقد مات ذلك الرَّجُل لهذا هو لا يُجيب لكن كيف، و هل سيكون مصيرها مثله ؟ نظرت حولها علَّها تجد شيء غير الصناديق الفارغه لكن لم تستطع ذلك ، تنهَّد بخفوت تطردُ الجزع الذي استحوذ عليها فهو لن يفيدها بشيء عليها أن تهدأ، رفعت نظرها للسقف و بدأت تنظر إليه بتمعن علَّها تجد ضالتها شيء قد يُساعدها على الخروج من هذه الدَّوامة المفرغة، فاستطعت أن تلمح فتحة دائرية كبيرة الحجم في السقف يتسلل منها ضوء القمر ليهزم القليل من ظلام الغرفة ، لكنها بعيدة للغاية و مستحيل عليها أن تصل إليها، أكملت المشي و نظرُها ما يزالُ مسلط للأعلى ، فلمحت شيء غريب جعل شعلة أمل توقدُ بداخلها، يبدو كفتحة تهوية، و هو أقل إرتفاعاً من الفتحة الكبيرة، لو إستطعت الوصول إليه فقط قد تستطيع الخروج من هنا ! عمَّت لحظات من ال**ت تفكِّرُ فيها بينما توزع أنظارها بأنحاء الغرفة عن طريقة تستطيع من خلالها الوصول إلى الفتحة. و عندما لمحت الصناديق و البراميل المتكدسة بزوايا الغرفة لمعت فكرة ببالها، اتجهت إلى أحد الصناديق، تن*دت بخفة ثم أنزلت مستواها للأرض، و قامت بدفع الصندوق الثقيل إلى أن أوصلته لأسفل الفتحة ثم سريعاً بدأت في حمل الصناديق و الدلاء البقية و كدستها على شكل كومة. فورما انتهت من صف الصناديق بعد عذاب طويل إلتقطت أنفاسها قبل أن تخاطر و تخطو على أولهم واحدة تلو الأخرى لكي تصعد بحذر شديد، فالصناديق تهتز و تهدد بالإنهيار في أيَّةِ لحظة. و عندما شعرت بأن الكومة التي كدستها ستسقط قفزت بسرعة، و تشبثت بطرف الفتحة و بنفس اللحظة تناءى لمسامعها صوت ارتطام الصناديق الخشبية بالأرض، إختلست نظرة سريعة إلى الأسفل فوجدت أن الكومة بالفعل إنهارت. و يا إلهي كم سيكون مؤلماً إن سقطت من هذا الإرتفاع ! تعلقت بطرف الفتحة بإحكام ثم جذبت نصفها السُّفلي للأعلى بصعوبة مستعينة بكل قوة بقيت جسدها، و فجأة دبَّ الألم بذراعها المصابة، و شقَّ جرحٌ نفسه بذراعها التي كانت سليمة، لم تكن تستطيع الوقوف بسبب ضيق المكان، و بيوت العناكب، و الفئران التي ملأت الممر الضيق وكأي شخص كان من المفترض عليها أن تشعُر بالتَّقزُّز و الإنزعاج، لكنها قد إعتادت على هذه المناظر فوالدها المحترم كان يزجُّها دائماً بقبو القصر المظلم القذر لأيام طويلة، لم تكن تذوق فيهم لقمة طعام أو شُربة ماء... تن*دت بألم، و استلقيت على بطنها لضيق المكان، و بدأت تسحب نفسها بينما تحاول التغاضي عن شعورها بالألم جراء إحتكاك النتوءات التي تملأ الأرض بيديها و شعور الأتربة التي علقت بوجهها وجسدها بسبب العرق الذي يملؤها لحرارة الجو التي زادت فجأة. كم تشعر بالاختناق إلا أنها قاومت بينما بقيت تزحف إلى مكان نهايته مجهولة لكن فجأة توقفت و بدأ جسدها بالإرتجاف، و الإرتعاش بشدة عند سماعها صوت صراخ قوي اخترق طبلة أذنها من خلفها، أرادت الإلتفاف لكن شيء بعقلها رفض هذه الفكرة تماماً، و طالبها بالتَّقدُّم سريعا خاصةً عندما علا الصَّوتُ أكثر ! زادت من سرعة سحبها لجسدها في كل مرة تشعر باقتراب الصوت و فجأة وصلت إلى مفترق طرق، لم يكن لديها الوقت لتفكر يميناً أو يساراً أتجهت يساراً لأن صوت الصراخ بدأ يعلوا !ً بدأ بالصوت يخف تدريجياً، و لكن للأسف هذا لم يريحها بسبب اهتزاز النفق الضيق الذي هي فيه فجأة بقو،ة و كأنه على وشك الإن*دام، بقيت تزحف و تزحف تحاولُ الإسراع و دموعها التي لم تعد تستطيع إخفائها انهمرت على وجنتيها فاختلطت مع التراب الذي غزا وجهها. توقفت للحظات بعد أن توقف الصوت و توقف اهتزاز النفق تماماً و بدأت بإلتقاطِ أنفاسها بصعوبة ، و بينما هي تفعل لمحت عيناها فتحة قد تكفيها للخروج من هذا المكان , اتجهت إليها تزحف بآخر قوة قد بقيت لديها ثم ألقيت نفسها في داخلها فسطدمت بالأرض بقوة آه كم تشعر بالألم يفتك بكل خلايا جسدها، حاولت الوقوف و لكن قدماها خانتاها و بدأ صوت صفير مزعج بالتنائي إليها , ببطء أغلقت عينيها و تن*دت بخفوت بينما تسمحُ لجسدها بالإستلقاء و التَّمدُّدِ على الأرضِ الباردة ، قد يكون هذا حلها ربما عليها فقط الإستلقاء قليلا علَّها تستيقظ من هذا الكابوس ! مرت عدة دقائق و ما زالت على نفس الحالة و لكن تشعر بأنها أفضل حالًا ، فتحت عينيها بهدوء و نظرت حولها فوجد أنها ما تزالُ في ممر حجري لكن أوسع ، آه ألم يكن بإمكانها الإستيقاظُ فقط ؟ وقفت من على الأرض و جسدها يرتعش من نسمات الهواء الباردة التي تلجمه ، كيف للمكان أن يكون حارا لدرجة لا تطاق تارة و باردًا لدرجة الإرتعاش تارة أخرى , نظرت حولها تحاول أن تفهم ما يدور حولها فوجدت طريقين ، أحدهما مغلق بصخور عملاقة و الآخر مفتوح سالك للمشي ، نهضت بصعوبة و مشيت بينما تضم جسدها المرتجف من الخوف و البرد ، تحاول الحفاظ على وعيها و عقلها بصعوبة ، و بينما تمشي تفكر بما علي فعله ، لمحت سائلاً أحمر على الأرض الحجرية تكاد أجزم أنها دماء ، و كأنه شخص مصاب كان ينزف و يجر نفسه على الأرض , هل هناك شخص غيرها هنا ؟ تبعت خط الدماء إلى أن رت باب خشبي غريب الشكل و شموع بيضاء قد صفت على جانبيه فأعطت هالة مرعبة له , اتجهت إلى الباب الخشبي الذي بدا عليه القدم و دفعته بخفة خوفاً من أن يكون هناك شيء مختبئ في الداخل ، ففتح الباب بعد أن أص*ر صريراً مزعجًا تناءى صداه في أركان المكان فرأت ما جعلها تتصنم بمكانها لعدَّة دقائق و قد شعرت بالغثيان الشديد يسري بجسدها , جرت رعشة خائفة بأوصالها و لم تعد تستطيعُ التحكم بإرتجاف جسدها ، أدوات عديدة بدت مألوفة لديها ، إنها أدوات ت***ب كالتي يمتلكها الملك في قبو القصر ، هل هذا السائل الأحمر الذي يملؤ الأرض دماء آه كم أشعر برغبة في التقيؤ على الرغم من أنها ليست أول مرة لها ترى فيها دماء لكن هذا المظهرُ الب*ع و الرائحة المقززة أثارا إشمئزازها بخطى مرتجفة اقتربت من أحد الطاولات الخشبية فرأت الأدوات التي رميت بعشوائية عليها ، و رسومات الفحم التي بينت أشخاصًا معذَّبين ! أرغمت نفسها على المشي بأنحاء الغرفة بينما توزع أنظارها في أنحائها علها تجد شيء يساعدها لفهم ما يدورُ حولها ، فلفت نظرها جهاز تشغيل أسطوانات قديم غريب، لماذا قد يكون هناك شيء كهذا هنا ؟ اقتربت منه بحذر ثم لامست مقبضه و أدارته لثلاث مرات تقريبًا قبل أن يصلها أي شيء منه، تشوش في الصوت هذا ما حصلت عليه في البداية ، لكن بعدها سمعت صوت إمرأة مألوفاً " آه , لقد وصلتي إلى هنا ؟ " استمري عزيزتي بيلا فما زال أمامك الكثير و تذكري، لكل شيء حل، فقط عليك أن تتذكر بدايته، و نهايته إنتهى التسجيل فلعنت بيلا هذه المرأة مئة مرَّة بداخلها ، من تكون و ما كل هذا الذي يحصل حولها ، خرجت منسحبة من الغرفة و بدأت أتمشى بحذر تشبثت به في الأروقة الحجرية هل هي في قصر، فالمكان كبير للغاية مقارنة بسجن ؟ رأت درجًا كبير حجرياً يقود لممر طويل للغاية في نهايته إستقرَّ باب عملاق قاتم اللون نزلت من السلالم بهدوء شديد و حذر إلى أن انتهى بها الأمر واقفة أمام الباب تطالع النقوش التي نحتت عليه بمهارة , ترددت في البداية في فتحه ، ما هي المفاجأة الجديدة التي ستراها خلفه ؟ كادت يديها أن تلامس مقبض الباب ، لكن خارت قواها قجأة و رفضت قدماها حملها أكثر من هذا فسقط على الأرض و قد بدأت نقاط سوداء اللون تغزو مقلتيها ،يبدو أنها أخيراً ستستيقظ من هذا الكابوس...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD