مقدمة

295 Words
خلف الجبال الشاهقة أمام تلك البحيرة الزرقاء وقفتمن أطلق عليها لقب بيلا، كابتة دموعًا حاولت الهرب من مقلتيها الرماديتين. إقتصَّ الحُزنُ منها، و سيطر على تحرُّكاتها حتَّى باتت جسداً بلا روح، مأوى بلا أمل، وهجاً بدون نور. قاست، و عانت ألماً جثم على قلبها بحجم ما كبتته من حزن طوال السَّنوات المنصرمة حتَّى ضاقت أنفاسها. لكن و كما لكُلِّ شيء نهاية حتماً معاناتها لن تستمر ! إنع** ضوء القمر الذي يتوسط كبد السماء السوداء في هذه الليلة على البحيرة الموجودة أمامها، تلك البُحيرة التي كانت تشكي لها همومها و أوجاعها، كل جرح خُلِّف بجسدها الهزيل و كل ندب رفض الإلتئام بقلبها تعرفه. سحرها لون البحيرة المتوهِّج كالمعتاد فغدت مسلوبة الإرادة، و وجدت نفسها تقتربُ منها بخطوات بطيئة حتى باتت محاذية لحافتها، و قدماها الهزيلتان وجدتا مكانهما بداخل مياهها الباردة و قد كانت على أتمِّ إستعداد لرمي جسدها المرهق في قعرها بغية أن يخدِّرَ بردُ مياهِ البُحيرة جروحها. فكرة الإنتحار لم تكن يومًا سهلة، ترددت كثيرًا ببالها، لكن لم تكن قادرة على القيام بها. و إختلف كلُّ هذا مع الأحداث الأخيرة التي كانت تهاجمها مرارًا، و تكرارًا، كعاصفة تحاول إطفاء شعلة الأمل الصغيرة بوجدانها، حتى نجحت أخيرًا، و فقدت أي رغبة بالمضي قُدمًا. فجأة تجمعت سيول من الذكريات التي عزمت على دفنها عميقا أمام عينيها مرغمة اياها على تذكرها، على تذكر القسوة التي تجرَّعت منها حدَّ الإمتلاء أغلقت عينيها بقهر عندما تمرَّدت دموعها مُجدَّداً بغزارة، يقالُ أن الشخص الذي يرغبُ بإنهاء حياته غ*ي، فهو يقوم بتضيع فرصة كبيرة من بين يديه، فرصة العيش ! لكنها غير قادرة على العيش، لا رغبة لها، و كأنها خاوية إلا من أفكارٍ سلبية تهمسُ لها " ماذا لو ساء الأمر أكثر مما هو عليه، ماذا لو لم يتحسن أي شيء ؟ "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD