أحلام فتاة قروية..... الحلم الثاني

4389 Words
أحلام فتاة قروية …….……. الحلم الثاني …………. أقترب منا الشاب بابتسامة هادئة سلم على عمتى بيده قائلاً: أعرف أنكِ لا تعرفينى يا عمتى ، لكن أنا أعرفكما جيداً أعرفك بنفسي : أنا ابن الشيخ جمال الدين ، سمير نظر لي مبتسم : أخو حسام صديق حمادة. نظرت له باهتمام ولكني لم ابادله ابتسامته ولم أهتم به ، ولكني تذكرت هذا الاسم فقد كان سمير يرسل لي سلامه لي مع حسام دائما ، ورغم أني لا أعرف سمير ، كنت أرد سلامه الذي يرسله مع حسام خفضت رأسي ونظرت ناحية الأرض، وهززت رأسي بتلقائية ، ولم أنبس بكلمة نظرت عمتي إلى سمير وقد اتسعت ابتسامتها ، فهو أخو حسام صديق حمادة مص*ر ثقافتها ومعلوماتها الثرية القيمة قالت عمتى وهى تنظر إلى سمير بترحاب شديد وكأن سمير يزورها في منزلها : أهلا، أهلا بك يا أبنى معرفتك تشرفني جدا ، لقد كنت أشتاق دوما أن أراك رفعت وجهي ونظرت إلى عمتي عندما سمعت ترحبيها المبالغ فيه وكلامها المعسول إلى سمير نظرت لي عمتي غامزة بطرف عينها تجاهي وهى تقول: أنت مص*ر ثقافة لي خاصة ، وإلى المنزل كله عامة نظرت إلى عمتي وقد أحمر وجهي من الخجل ، ولكني حاولت أن أدارى ذلك الخجل بخفض وجهي مرة أخرى، ونظري إلى الأرض ، بينما نظرت عمتي إلى سمير وقد وضعت يدها على كتفه وابتسمت له عرفان بالجميل ، وتأكيد لسعادتها على لقائه الذي كان صدفا ليس أكثر ، ولكن هل كان هذا اللقاء صدفة حقا ؟ أم كان مدبر من قبل سمير؟، لم أفكر في هذا الأمر وقتها ولكني عرفت بعض أسرار هذا اللقاء في الأيام الاحقة نظر سمير لي نظرة لمحتها من طرف عيني وهو يقول مبتسما: لا شكر على واجب يا عمتي، أننا نتقاسم الثقافة معا نظر سمير إلى عمتي وهو مبتسم باهتمام قائلا: قراءت مرة أن الفكرة تكبر وتزداد وتنضج عندما يتقاسمها الأشخاص معا رفعت وجهي من الأرض ، ووجهت عيني صوب سمير وقد راقت لي تلك المقولة التي قالها سمير فكرت لحظة في كلام سمير: وجدت كلامه حقيقي ، فعندما أقول فكرة لأحد الأشخاص وأقسامه فيها ، يفتح هذا الشخص باب حوار ، واحيانا يوجه فكرتي إلى مجرى أخر ، أو ربما يضيف إليها فكرة جديدة وندمج الفكرتين سويا ، لكي تكون في الٱخر فكرة عظيمة متميزة نظرت إلى سمير وأنا مبتسمة ، لم أكن ابتسم إلى شخص سمير ، لكني كنت أبتسم من أجل مقولته التي أعجبتني نظر سمير إلى عمتي مبتسم ،ثم التفت يمينا ويسارا وهو يبحث عن شئ حوله نظر سمير إلى محل في منتصف الشارع وقد ابتسم وهو ينظر نحوه ،استاذن سمير من عمتي وهو يقول : بعد أذنك يا عمتي، سأحضر بعد دقيقة فقط أشار سمير نحو الشارع وقال: سأذهب هناك ، وأحضر سريعا نظرت عمتي إلى ساعتها بتوتر وقالت : يجب أن نسرع يا أبني ، سنتأخر على المشوار الذي نريد أن نذهب إليه نظر سمير إلى عمتي وهو يمشي مسرعا تجاه منتصف الشارع وهو يقول: لحظة فقط يا عمتي ،لن أتأخر عليكم، ولن أؤخركم على مشواركم الذي تريدان الذهاب إليه نظرت إلى سمير الذي كان يمشي مسرعا ، وساعده في ذلك قدماه الطويلتان التي استبقا الريح ذهابا وايابا اقترب سمير وهو ينظر إلينا مبتسما ، وفي يده كيس أ**د كبير الحجم وقف سمير بجوار عمتي نظر سمير إلى عمتي ووضع يده عليها بحنان، وهو يقدم لها الكيس الكبير الأسود ابتسم سمير إلى عمتي برقة وقال: تفضلي يا عمتي فتحت عمتي الكيس وأخرجت منه بعض البسكويت وقطع شيكولاتة ،علبتين عصير نظرت عمتي إلى سمير وهى معجبه بشخصيته ، فرغم صغره ، إلا أنه يتعامل وكأنه رجل يقدر المسئولية ، ويستطيع أن يتعامل بحكمة وجدية في المواقف وضعت عمتي يدها على كتف سمير وهى تبتسم بامتنان وتقول: ماشاء الله عليك يا سمير، أنت إنسان خلوق ، وأنا سعيدة إني تعرفت عليك نظرت لي عمتي نظرة لم أفهم معناها وقالت : يا بخت من تكون من نصيبك يا أبني لم أهتم بكل ما يدور حولي ، فقد مللت الوقوف ، وأردت الذهاب بسرعة إلى الزقازيق ، خوفا من أن يأخذنا الكلام ونتأخر على مشوارنا وبتالي نتأخر على أمي ، التي لن تتركنا إلا بعدما تضع سهام كلامتها ترشق في جسد عمتي وبالتأكيد سأخذ من هذه السهام نصيبا ، أو كما يقولون في في الأحاديث والأمثال ، أخذ من الحب جانبا استطردت عمتي وهى تشير إلى سمير مبتسمة: أنت يا سمير حسن الأخلق ، وعائلتك أيضا من العائلات المحترمة، والمعروفة فى البلد أنها من أصول طيبة وحسنة السيرة ومحترمة. ابتسم سمير إلى عمتي وهو سعيد بمدح عمتي له ولعائلته فهز رأسه وقال : شكرا لك يا عمتي على هذا المدح الجميل نظرت له عمتي وقالت بحماس: هذه الصفات لا أقولها مدحا ، لمجرد حديث طريق فقط ،فهذه الصفات فيك وفي أسرتك حقا يا أبني مسكت كتف عمتي وشببت من على الأرض رافعة قدمي ، انتبهت عمتي وخفضت رأسها نحوي قلت لها بصوت هادئ: لا تجعلي الحديث يأخذك إلى مالا يحمد عقباه، هيا بنا سريعا فأمي تنظرنا في المنزل نظرت عمتي لي وهزت رأسها لي مبتسمة ، ولم ترد بكلمة نظر إلى سمير نظرة لوم ثم نظر سمير إلى عمتي وقال: هيا بنا نمشي حتى لا اتسبب في تأخيركم وقعت عيني على ملامح سمير وهو يتحدث بجدية إلى عمتي قالت عمتي وهى تضع يدها على كتف سمير مبتسم: هيا أبني فطريقنا مازال طويلا قال سمير بصوت منخفض : شكرا يا عمتي على ذوقك وكلامك الجميل ،هل تريدين شيء مني يا عمتى؟ نظرت له عمتي وهى تلتفت شمالا ويمينا ، ثم قالت: لا أشكرك يا بنى ، سنأخذ سيارة أجرة من هنا إلى محطة القطار. نظر لها سمير وقال بفضول : إلى أين تذهبان يا عمتي ؟ نظرت له عمتي وهى تقول : سنذهب إلى الزقازيق يا سمير. نظر لها سمير وفكر لحظة ، ثم تهللت ثغرات وجهه وكأنه وجد قرارا صائبا وقال : لن أترككم حتى أوصلكم إلى محطة القطار يا عمتي . رمقت عمتى سمير وهى معجبة بشهامته ثم ترددت عمي وقالت : ليس هناك داعي أن تتعب نفسك ، أشكرك يا حبيبى. نظر سمير إلى عمتي وقد بدا على وجهه الحزن الشديد فكر سمير لحظة ، ثم نظر إلى عمتي ورفع كتفه وهو يقول بصوت حزين: ليس ورائي شئ هام لإنجازه تلعثم سمير وأحمر وجهه خجلا ثم **ت لحظة وقال بخجل: أقصد أن الوقت مازال مبكرا بالنسبة لي على ما أريد عمله نظرت عمتي إلى سمير نظره لم أفهم مغزاها ، ولكن فهمها سمير وأحمر وجهه وضع سمير رأسه في الاتجاه الٱخر ، هاربا من عيون عمتي المتفحصه ابتسم سمير عند أقتراب سيارة أجرة فارغة غير محملة بالركاب أشار سمير إلى السيارة الأجرة ، وقفت السيارة أمامنا قال السائق : إلى أين تذهبون ؟ قالت عمتي بصوت مرتفع : سنذهب ….. قاطعها سمير بسرعة وهو ينظر إلى السائق ويقول: إلى محطة القطار ثم نظر سمير إلى عمتي نظرة لطيفة ، و فتح سمير لنا باب السيارة ، ساعد سمير عمتي في ركوب السيارة الأجرة ، وابتعد سمير عن باب السيارة قليلا حتى ركبت أغلق الباب ، ركب سمير بجوار السائق انطلقت السيارة الاجرة مسرعة تقطع الشارع بسرعة وخفة أقترب سمير من السائق ، وهو يخرج من جيبه محفظة بها نقود ورقية مرتبة بعناية ، دس منها فى يد السائق بعد سؤاله بصوت منخفض: كم الأجرة إلى محطة القطار؟ أقترب سمير باذنه نحو السائق ، خفض السائق صوت ، ورغم أنني أنا وعمتي حاولنا أن نسمع ما ثمن الأجرة التي قد قاله السائق إلى سمير ، إلا أننا لم نسمع صوت السائق المنخفض ، ولم نعرف الثمن الذي دفعه سمير في السيارة الاجرة ابتسم سمير لي ابتسامة مبهمة لم افهمها . رمقته بعينى ، كان سمير ينظر إلى الشارع ، فتفحصت قسمات وجهه بنظرة خاطفة، فهو فتى لم يتجاوز الثامنة عشر عاما ، طويل القامة يافع ، قوى البنية ،معتدل القوام ،وشعره ناعم قصير بني اللون ، ووجهه بيضاوي ، أبيض اللون ، وعيناه خضراء كلون الشجر تبرز من بين أهدابه الصفراء الطويلة ، أنفه طويل نسبيا وفمه متوسط وله شفتان غليظتان، يظهر الثراء على ملابسه ، فكان يرتدي بنطلون جينز بني وقميص أخضر قيم ، ويرتدي ساعة يبدو عليها أنها غالية الثمن ، ويضع على رأسه نظارة شمس فخمه ، كما كان يرتدي خاتم كبير من الفضة له فص أزرق كبير في يده اليمنى ، لم أعرف سر هذا الخاتم إلا فيما بعد قاطعت عمتي أفكاري عندما تحدثت إلي سمير وقالت: لقد تعبت معانا اليوم كثيرا يا سمير التفت سمير ووجه نظرة إلى عمتي مبتسما ابتسامة رقيقة وهو يقول: لا أبدا لم اتعب في شئ يا عمتي التفت سمير ونظر لي ومازالت الابتسامة الرقيقة تشرق في وجهه وهو يقول: تعبك راحه وقفت السيارة الأجرة أمام محطة كبيرة مكتوب على بابها ( محطة القطار ) نزل سمير مسرعا وفتح باب السيارة الاجرة من أجل أن تنزل عمتي ، مسك سمير يد عمتي حتى نزلت ووقفت على الأرض، قدم سمير يده لي وأنا مازلت داخل السيارة لكي يساعدني على النزول ولكني أبيت وربطت يدي أمام ص*ري ، ففهم اصراري ورفضي لمساعدته لي ، تنحى جانبا بعيد عن باب السيارة ، فنزلت وأنا أنظر إليه نظرة محذرة من مساعدتي مرة أخرى نظرت عمتي إلى سمير بامتنان وعرفان بالجميل وهى مبتسمة وتقول له : شكرا لك يا سمير نظر سمير إلى عمتي بتعجب وقال لها : لماذا تشكريني يا عمتي؟، وعلى أي شئ تشكريني؟ ابتسمت عمتى إلى سمير وقالت: على كل شئ فعلته من أجل مساعدتنا يا أبني فتحت عمتي حقيبتها وأخرجت نقود ورقية ، ودستها في يد سمير وهى تنظر له بامتنان وتبتسم له ابتسامة بحنان وتهز له رأسها : تفضل يا أبني نظر سمير إلى النقود التي أعطتها عمتي له بتعجب ، دون أن يفتحها أو يعدها ثم نظر إلى عمتي بحزن وقال: لماذا تعطيني هذه النقود يا عمتي؟ فهمت عمتي سر حزن سمير ، فوضعت عمتى يدها على كتف سمير وطبطبت عليه وهى تقول مبتسمة: هذه نقود التي دفعتها إلى سائق السيارة الأجرة يا سمير، وليست نقود أعطيها لك من أجل مساعدتك لنا ، فما فعلته لا يقدر بأموال العالم يا أبني، فأنا لم أتكلم عندما دفعت أنت النقود إلى سائق سيارة الأجرة حتى لا أحرجك أو أضايقك أمام السائق، ولكني عزمت أن أعطيها لك عند نزولنا من السيارة الأجرة ، فهذا المشوار هو مشوار لي أنا ، ويخصني أنا ، وليس لك ناقة فيه ولا جمل لكي تدفع نقوده أشارت عمتي إلى سمير بابهامها محذرة له : يجب أن تأخذ هذه النقود يا سمير حتى لا تغصبني منك نظر سمير إلى عمتي مبتسم وهو يعطي إلى عمتي النقود مرة أخرى في يدها و يقول : سأخذها في المشوار القادم إن شاء الله يا عمتي نظر سمير إلى عمتي باستعطاف وقال: أرجو أن تسامحيني يا عمتي ولا تغضبي مني ، فلن أخذها منك اليوم ابتسمت عمتي له وهى تقول داعية له : ربنا يوفقك يا حبيبي عقدت حاجبي في ضيق ونظرت إلى عمتي نظرة لأئمة وقلت في نفسي: لماذا تقول عمتي إلى سمير يا حبيبي، لقد تطور الوضع بينهم جدا ، فيجب أن نمشي من هنا سريعا ، حتى لا يتطور الأمر وتأخذ عمتي سمير معنا المنزل ، وربما تطلب من سمير فيما بعد أن يقيم معها في الدور الثاني من المنزل ، وتلقى بي في الدور الأول مع باقي العائلة نظرت إلى عمتي بضيق وقلت: هيا بنا يا عمتي حتى لا نتأخر على ميعاد القطار نظرت لي عمتي مبتسمة وهزت رأسها وقالت: حاضر يا شيرين بينما نظر سمير إلى عمتي مبتسم وهو يقول: تحبي أن أوصلك إلى محطة القطار يا عمتي هزت عمتي رأسها بالنفي وهى تشير إلى أحد المحال المجاورة للمحطة وقالت: لا ،شكرا يا حبيبي ، سنشتري طلبات من هذا المحل أولا نظر لها سمير مودعا بحزن: مع السلامة يا عمتي سأطمئن عليكم من حسام في الليل هزت عمتي رأسها إلى سمير مبتسمة: مع السلامة يا حبيبي شكرا لك مشي سمير مسرعا نظرت عمتي إلى سمير مبتسم وهى تقول بصوت منخفض: أنه يعرف كل أخبارنا من أخيه حسام صديق حمادة ، إذا كان الوضع كما توقعت ، فأن سفره معنا اليوم ليس صدفا ، لكن سمير قد رتبه لكي يراك يا… **تت عمتي عن حديثها ، عندما أدركت أني اسمعها ، ولم تكمل حديثها ، ولم أهتم كثيرا بهذا الحديث ، ولا أهتم بمعرفة الكثير عن سمير الذي كنت غاضبة من وجوده معنا في تلك الرحلة التي كانت يجب أن تكون مشتركة بيني وبين عمتي فقط مسكت عمتي يدي وسارت ببطء إلى المحل الذي قد أشارت إليه لسمير،أمسكت الكيس الذي أحضره سمير إلى عمتي ولي أشارت إلى الكيس وأنا أفتحه وأرى ما به وقلت إلى عمتي: هل أحضر لك يا عمتي بسكويت أو شيكولاته أشارت عمتي بالنفي وقالت: لا شكر ،فأنا لا أكل شئ في السفر نظرت عمتي إلى يدي وقال : هل ما زال معك زجاجة الماء الخاصة بي؟ رفعت الكيس الأ**د الٱخر وقلت: مازال بالكيس زجاجاتك وزجاجتي يا عمتي ابتسم عمتي لي وقالت: كلي ما في الكيس كله من حلوى ، وأهتمي بالكيس الذي به زجاجات الماء ، فهو هام لأن الطريق طويل ، وأكيد سنعطش كثيرا فيه نظرت إلى عمتي وهززت رأسي ، بمعنى أني أفهم كلامها جيدا وقلت: حاضر يا عمتي ،سأفعل ذلك أخذت من الكيس البسكويت وأكلته فكنت بدأت أشعر بالجوع مرة أخرى ثم أكلت الشيكولاتة التي كان مذاقها روعة أقتربنا من المحل ، نظرت إليه وجدته محل كبير للسندوتشات المختلفة، كما كان به الكثير من أنواع الجبن والمأكولات الكثيرة التي توضع في الثلاجة مثل اللانشون ، والزيتون والحلاوة وغيرها طلبت عمتي من البائع خبز ، ونصف كيلو جبن رومي ، فهي تعرف أن الجبن الرومي لا نأكله في المنزل و نكاد نعرفه من صور الجرائد ، ثم أشترت عمتي من المحل كمية من القرص السادة والمحش*ه بالعجوى ،ووضعتها فى حقيبة سوداء وضعت خمس قرص مختلفة ما بين سادة ومحشو بالعجوى مع كيس الخبز ونصف كيلو الجبن الرومي وقالت لى مفسرة : هذه لنأكلها في الطريق شعرت بمعدتى تنادينى بلهفة طالبة تذوق الجبنه الرومي ؛ فلأول مرة أرى الجبنة الرومى التى كانوا يتحاكون عنها فى المصنع ، أو أراه في الجرائد فقط ، واسمع عن طعم الرائع الشهي مسكت عمتي الكيس الكبير ، بينما أعطتني الكيس الذي به الخمس قرص والجبن الرومي والخبز في يدي نظرت لي عمتي وهى تشير إلى بإبهامها : هذا الكيس ستحمليه مع الكيس الذي به زجاجات الماء، ويجب أن تهتمي به ، وتحافظي عليه ، ولا تضيعيه من يدك أو تهمليه ، أتفهمين يا شيرين؟ هززت رأسي بفرح غامرة بعيني وأنا أقول لعمتي: حاضر يا عمتي ، أفهم قلت في نفسي مبتسم: كيف أضيع كيس به جبن رومي ، وبه خيرات الله من قرص سادة ومحش*ه بالعجوى نظرت لي عمتي ثم قالت: هاتي كيس القرص يا شيرين نظرت إلى عمتي بتعجب وقلت: سأحمله أنا يا عمتي لا تحمليه ، فهو خفيف اكتفت عمتي بالنظر إلى مبتسمة ولم تتكلم ، وأخذت الكيس وأخرجت منه زجاجة ماء وشربت منها قليلا ، ثم صبت بعض الماء على يدها ، وأخرجت علبة المناديل من حقيبتها ومسحت يديها جيدا ثم نظرت لي وقالت: افتحي يدك لم أكن أفهم الذي كانت تفكر فيه عمتي ، ولكني سمعت كلامها وفتحت يدي ، ضعت عمتي بعض الماء من الزجاجة على يدي ، ثم أعطتني منديل لأجفت به يدي ، ثم أخرجت من الكيس طبق الجبن الرومي ، وفتحته وأخذت منه قطعتين ، ثم أغلقته مرة أخرى سال ل**بي عندما رأيت قطعتين الجبن الرومي في يد عمتي نظرت لي عمتي مبتسمة وأسرعت وقدمت لي قطعة جبن رومي وضعت يدي على ص*ري مشيرة إلى نفسي وأنا أقول بتعجب: هذه لي أنا ؟ هزت لي عمتي رأسها بالايجاب وهى تقول مبتسمة : طبعا لك ، هل عندي أغلى منك في هذا العالم يا شيرين ابتسمت إلى عمتي ، وأخذت منها قطعة الجبن الرومي والتهمتها وأنا أتذوق طعمها الرائع الجديد على حاسة تذوقي مسكت عمتي بالقطعة الٱخرى وكادت أن تضعها في فمها وأكلها ، ولكنها عندما نظرت لي وأنا سعيدة الوك قطعة الجبن الرومي بين اسناني متلذذة بطعمها تراجعت عمتي وأخذت جزء صغير من القطعة الرومي ، ثم أعطت لي الجزء الأكبر وهى تقول : خذي تلك القطعة يا شيرين أيضا نظرت إلى عمتي رافضة وقلت: لا يا عمتي شكرا لك ،أخذت قطعتي ابتسمت عمتي مبررة اعطائي قطعة الجبن الرومي الٱخرى قائلة: كما تعرفين يا شيرين فأنا لا أحب الأكل في السفر هززت رأسي بالإيجاب، وأخذت قطعة الجبن وقلت : أعرف يا عمتي ، أعرف أخذت القطعة الٱخرى من عمتي ،وأنا أكلها بسعادة ، وعمتي تنظر لي بسعادة مشينا قليلا، ثم وقف*نا أمام بائع الفاكهة أشترت عمتى ثلاث أنواع مختلفة من الفاكهة ؛ موز وتفاح ومشمش. ذهبت عمتي مسرعة لثلاجة المياه الملتصقة بالمحل وأخذت من الكيس بعض حبات من كل نوع وغسلتهم بعناية ثم جففتهم بالمناديل ، ووضعتهم في الكيس الأ**د مع القرص كيس الخبز الجبن الرومي وقالت باسمة : هذه أيضاً لنا فالرحلة طويلة . قلت إلى عمتى وأنا أشير لإحدى الأصناف : ما هذا يا عمتى ؟ أنا أعرف الموز والتفاح ، أما هذا فلا أعرفه . ضمتنى عمتي بحنان الأم وقالت : هذا مشمش يا حبيبتى. أخرجت عمتى حبات مشمش أخرى من الكيس وذهبت لغسلهم تحت ماء ثلاجة المياه التي في الشارع ثم جاءت عمتي وهى مبتسم لي ، وقدمت لي خبات المشمش وقالت : هذه الحبات لكِ كليهم الآن. امسكت بحبات المشمش وبدأت فى قضمها بشهية ثم مسكت عمتي يدي ومشت عمتي ببطء حتى وصلنا مرة أخرى أمام سلم محطة القطار سمعنا صوت قطار فصعدت على السلم مسرعة بينما صعدت عمتي السلم ببطء وهى تمسك بسور سلم المحطة و تقول مسرعة في عجلة : هيا ..هيا يا شيرين حتى لا يفوتنا القطار أجلستني عمتي على أريكة كبيرة متهالكة تشكو من طول الزمن ثم قالت لي : سأترك معك كيس القرص حافظي عليه مع كيس الماء وكيس الجبن الرومي الذي معك ، وسأذهب لكي أقطع تذاكر القطار هززت رأسي بالموافقة ، وأنا أقول الجملة التي أعتادها ل**ني من أول الطريق فقلت : حاضر يا عمتي ذهبت عمتي مسرعة لكي تقف في الصف الطويل لكي تقطع تذاكر السفر ، وقفت عمتي في أخر طابور طويل من النساء والشابات وقد بدا على وجهها الارهاق والتعب دققت في عمتي تلك السيدة الستينية العجوز التي ترتدي عباءة سوداء قيمة وطرحة سوداء طويلة تلفها على وجهها الصغير بأحكام ، و حقيبتها السوداء الأنيقة وحذاءها الأ**د الأنيق الذي يرتفع كعبه عن الأرض بسنتيمترات فيزيد من أناقتها ، فهي تأبى أن ترتدي الحذاء الأرضي الواطي الكعب ، وجسدها الهزيل الرفيع ، وانحناء ظهرها قليلا إلى الأمام الذي يظهر كبر سنها ، ووجها الذي قد ظهرت عليه التجاعيد ، وعيونها السوداء الضيقة التي تضغط عليهما عندما تنظر بتدقيق لٱحد المارة ، ورموشها التي سقطت من كثرة البكاء ، وفمها المجعد الذي تخلت أسنانه عنه وخلعت منه ، كما فعل خشب الأريكة المخلوع نظرت إلى عمتي وهى تقف بضعف ، فانتابني شعور بالحزن ، ثم تحول إلى شعور بالعزيمة والقوة ، فذهبت إلى عمتي التي نظرت لي بغيظ عندما رأتني وقالت : لماذا تركتي أريكتك ،وتركتي الأكياس التي أعطتها لكي كأمانة يا شيرين؟ أشارت إلى الأريكة وقلت : أذهبي أنتي يا عمتي لكي تجلسي على الأريكة وأنا سأقطع التذاكر من الشباك هزت عمتي رأسها رافضه وقالت: لا يا شيرين ، لن تعرفي ، فهذه أول مرة تأتين إلى محطة القطار ، ولن تعرفي ماذا تفعلين في قطع التذاكر أشارت إلى الفتاة التي تقف أمامي وقلت: سأفعل مثلما تفعل اعترضت عمتي وهى تنظر لي وتقول: لا لن… قاطعتها بإصرار وأنا أخذ النقود من يدها وأقول: ستقطعين من هذا الشباك تذكرتان إلى الزقازيق ، صح؟ هزت عمتي لي كتفها بالموافقه وهى تقول: نعم يا شيرين قلت إلى عمتي وأنا أنظر إليها مبتسمة: حسنا سأقطع أنا تذكرتان إلى الزقازيق من هذا الشباك هززت كتفي ونظرت إلى عمتي في اصرار : الأمر سهل يا عمتي ، ولا يحتاج مساعدة نظرت لي عمتي وهزت رأسها بالموافقة ، ربما لأنها شعرت باصراري ، أو ربما لأنها لم تعد تقوى على الوقوف وتشعر بالتعب وتريد الجلوس على الأريكة قالت عمتي وهى تهمس لي: هذه النقود سعر التذكرتين نظرت إلى عمتي مبتسمة وقلت وأنا أشير إلى الأريكة المتهالكة: حسن يا عمتي أذهبي وأجلسي على الأريكة نظرت لي عمتي وأومأت برأسها وقد بدا على وجهها التعب نظرت إلى عمتي غامزة بعيني وقلت : أذهبي بسرعة يا عمتي حتى لا ي**ق أحدهم كيس القرص ابتسمت عمتي وهى تتجه إلى الأريكة المتهالكة وهى تقول بصوت مرتفع: لا تنسي ياشيرين تذكرتين إلى الزقازيق وقفت خلف الفتاة وأنا أنظر إلى الشباك ، وقد قمت بهز رأسي إلى عمتي بالموافقه وأنا انظر في الاتجاه الٱخر جلست عمتي على الأريكة المتهالكة ، ووقفت طويلا حتى جاء دوري ، رفعت قدمي قليلا وأنا أنظر إلى الرجل الواقف خلف شباك التذاكر وأقول: تذكرتين إلى الزقازيق ابتسم لي الرجل من خلف شباك التذاكر الصغير ، وهو يأخذ مني النقود ويعطي لي التذكرتين قال الرجل مداعبا : تأخذين تذكرتين لوحدك أشارت إلى الأريكة المتهالكة التي كانت تجلس عليها عمتي وتتابعني بدقة وقلت: لا ، تذكرة لي وتذكرة لعمتي ابتسم الرجل وقال: تفضلي ابتسمت له وقلت: شكرا لك أمسكت بورقتان صفراء اللون وذهبت بسعادة إلى عمتي أعطيت إلى عمتي التذكرتين وانا سعيدة وقلت : تفضلي يا عمتي تذكرتين إلى الزقازيق اوقفت عمتي أحد المارة وهو شخص يرتدي بذله ويبدو عليه الجدية ، واعطت له التذكرتين وقالت : لو سمحت ، هذه التذاكر إلى الزقازيق نظر الرجل بسرعة إلى التذكرتين وقال بجدية: نعم يا أمي أنها إلى الزقازيق نظرت إلى عمتي بغيظ لعدم ثقتها في ، ولكني عذرتها لأنها سيدة عجوز وتخاف السفر لمكان أخر اعطتنى عمتي أحدى التذكرتين وهى رافعة ابهامها محذرة : خذى يا شيرين هذه التذكرة ، وإن لم تستطيعِ الركوب معى فى نفس عربة القطار ، أركبى فى أى عربة أخرى في القطار،وقدمى هذه التذكرة للرجل الذي سيحضر ويريد التذاكر ، وانزلى من العربة فى محطة الزقازيق ،أتفهمين يا شيرين ما أقوله ؟ بدأ القلق يدب فى أوصالى امسكت بالتذكرة بقوة كغريق يمسك بقارب النجاة ، ثم وضعت تذكرتي في جيب بنطلوني الجينز وادخلتها فيه جيدا ، ونظرت إلى عمتي وأنا أهز رأسي بأني أفهم وقلت بقلق : نعم يا عمتي أفهم جيدا سألت عمتي أحد عمال نظافة المحطة : متي سيأتي قطار الزقازيق؟ أشار لها العامل وهى يكنس بمكنسه بجانبنا : سيأتي بعد عشر دقائق على هذا الرصيف نظرت عمتي إلى رصيف القطار الذي إشار له عامل النظافة ، ثم نظرت إلى العامل قائلة: شكرا لك قامت عمتي من على الأريكة المتهالكة ، وحملت كيس القرص ، ووقفنا على محطة الزقازيق دك صفير القطار عظام أذنى وهو يأتى من بعيد ، امسكت عمتى بيدى بقوة ، كنت خائفة أن أطير مع عمتي ، وضعت حذائي على الأرض بقوة ، ولو استطاعت حينها لثبت حذائي بالمسامير في الأرض حتى لا أطير توقف القطار أمامنا ، وفى لحظة شدتنى عمتى ، ثم امسكت بى أمامها ورفعتنى أمام باب إحدى العربات وارتمت بجسدها المرهق من كبر السن وقلة الحركة على أول أريكة وقعت عليها عينها وأجلستني بجانبها بسرعة . مشى القطار بعد لحظات ، وعندما جلسنا مستقرين ، فتحت عمتي الكيس و اخرجت الخبز والجبن الرومي وعملت سندوتشات جبن رومي ،أعطتني أثنين ولها أثنين وبدأت تأكل معى، وشربنا الماء الذي في الزجاجتين عندما انتهينا من أكل سندوتشات الجبن الرومي ،اعطتنى عمتي قرصة سادة وأخرى محش*ه بالعجوة نظرت إلى عمتي وقد شعرت بامتلاء معدتي فقلت إلى عمتي : لا أريد أكل المزيد، لقد شبعت الحمد لله أخذت عمتى إحدى القرص المحشوة بالعجوة ونظرت لي مبتسمة : أنا أكلت الطعام ولابد أن أُحلى. جلست عمتى بجانب نافذة القطار ،وبدأت تغمض عينها و تركب قطار النوم ، كان أكثر المسافرين يركبون نفس قطار نوم عمتى، أو ربما قطارات أخرى للنوم، والباقين أما يتحدثون أو يقرأون الجريدة نظرت إلى من يقرأون الجريدة بغيظ كم كنت أتمنى أن أخذ كل الجرائد المختلفة من الجالسين حولي لأقرأها يوماً بدون مغامرات حسام . ضحكت عندما لاح أمامى صورة حسام وهو يخرج الجريدة من تحت قميصه وهو يتلفت شمالا ويمينا كالسارق أردت الجلوس بجوار النافذة بدلاً من عمتى ،فروحت أهز يدها محاولة ايقاظها وقلت بصوت خافت : عمتى أريد الجلوس بجانب النافذة . فتحت عمتي عينيها ببطء خائفة من هروب النوم من عينها وهزت رأسها ، وقفت لأجلس مكانها ، وزحفت عمتي بوسطها السفلى لتستقر مكانى . جلست أقرأ اللافتات الموضوعة على الأعمدة بين مسافات متباعدة على ق**ب القطار المكتوب عليها أسماء الله الحسنى. وطار الوقت بسرعة وأنا منشغلة بالبحث بين المحطات على اللافتات المكتوب عليها الزقازيق لكي أكمل رحلتي الممتعة . سأل رجل عجوز ممن كانوا يجلسون بالقرب مني شاب يجلس بجواره قد أخفى وجهه ولحيته وراء الجريدة : هل هذه محطة الزقازيق يا أبنى ؟ أنزل الشاب الجريدة وهو ينظر إلى الرجل العجوز وقال الشاب مبتسماً: لا يا والدى الزقازيق المحطة القادمة ثم استطرد الشاب وهو يتكلم مع الرجل العجوز : أنا سأنزل أيضاً الزقازيق ، أنزل معى. وضعت رأسى على الشباك فى انتظار ولهفة للمحطة القادمة. ترنح القطار العجوز ببطء فعرفت من خبرتى الحديثة فى عالم القطارات ، أن بطء القطار يعنى أنه يقترب من المحطة القادمة. ابتسمت لنفسى فى فخر عندما وجدت القطار يبطئ وأن المحطة التي وقف عندها هى المحطة التي أرغبها انتظرها طويلا ، وهى محطة الزقازيق أيقظت عمتي وقلت: قومي يا عمتي نحن في محطة الزقازيق قامت عمتي سريعا وامسكت بميس القرص كنت سعيدة فقد اكتسبت خبرة من ركوبي اليوم للقطار . بدأ يص*ر القطار صفير متهالك كعجوز صدأ حنجرته من أعتيادها على السعال امسكت عمتى يدى بقوة كعادتها ووقفنا أمام باب النزول حتى وقف القطار على محطة مكتوب عليها ( محطة الزقازيق ) نزلنا من محطة الزقازيق وعمتي تمسك الكيس الأ**د الكبير الممتلأ بالقرص ، وأنا قد فرغ كيسي إلا من بعض القرص وثمرات الفاكهة وقفنا أمام باب محطة الزقازيق أشارت عمتى إلى سيارة أجرة، ركبنا فيها ونحن نأكل القرص والفاكهة المتبقية نزلنا أمام شارع به قبور كثيرة وقد صارت الساعة الواحدة تقريباً ، وكانت الشمس حامية تخترق ملابسنا تلسع أجسدانا بحرارتها ، وقفت عمتى أمام قبراً مكتوب عليه اسم زوجها تقرأ له القرآن . امسكت بفستان عمتى من الخوف وحاولات طرد الهواجس المخيفة المحتلة رأسى عن المقابر والأموات. امسكت بزمام نفسى رويداً رويداً ،ثم نسيت الخوف وأن أقرأ آيات من القرٱن الكريم تناثرت رؤوس أطفال من حولنا ترمقنا. قفزت إلى رأسى فكرة أن الموتى أرسلوا لنا أطفالهم ليعذبون. تشبثت بفستان عمتى بخوف مرة أخرى انتبهت عمتى إلي وجود الأطفال حولنا. نظرت لي قارئة نظراتى المذعورة مسكت عمتي يدى بلطف نظرت لي عمتي مبتسمة ثم انحنت هامسة : لا تخافى فهؤلاء أطفال مثلك ، من بنى البشر. نظرت لها بنظرة مبهمة وقبل أن تجيب فتحت الكيس مدا الأطفال ايديهم بإلحاح أعطت عمتي لكل طفل منهم قرصتين ، وبعض الفاكهة من كل نوع، وبعض النقود المعدنية انف*ج وجه الصغار بابتسامة كبيرة وهم يأخذون الطعام من عمتى . حتى نفذت محتويات الكيس جرى الأطفال مهللين فى نفس الوقت ضاحكين ضحكات رنانة اختفوا ومازالت ضحكاتهم ترن فى أُذنى. أجابتى عمتى قبل أن أسألها وقالت : هؤلاء أطفال فقراء ،يسكنون هم وذويهم القبور . نظرت عمتي لي وقد ترقرقت دمعة في عينها قائلة : يعيشون على عطايا زوار القبور. نظرت إلى عمتي وقلت باستغراب : لماذا أعطيتي لهم القرص والفاكهة ؟ نظرت لي عمتي وقالت مبتسمة : هذه يسمونها رحمة ونور على الأموات ، يعطيها زوار القبور لهؤلاء الأطفال الفقراء قلت وأنا أفكر : لكن من الأفضل أن نعمل لهم صندوق ، ونجمع النقود التي يتبرع لهم بها زوار القبور فى هذا الصندوق حتى يصبح مبلغ كبير من المال ، ثم نصنع لهم محلات صغيرة من الخشب فى بداية طريق المقابر لمي يبيعون فيها الورود والقرص والفاكهة وغيرها من مشتريات زوار القبور ،ما رأيك يا عمتى ؟ نظرت لي عمتي وضحكت عمتى واضعة قبلة على خدي : سنتفق على هذا فيما بعد ، هيا بنا الآن يا شيرين حتى لا ي**قنا الوقت ………….. أحلام فتاة قروية بقلم نانيس خطاب ……….. للتواصل naniskids1@g*******m‬‏
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD