أحلام فتاة قروية... الحلم الأول

4870 Words
أحلام فتاة قروية ……… الحلم الٱول ……...… في غرفة نوم شيرين منزل العائلة قلت لآمة إلى نفسى: ألن أعطى شيء للفقراء ؟ لمت نفسى أننى لم أفكر فيهم فى بادئ الأمر وقلبت الورقة مرات عديدة فوجدتها مكتملة الخمسة جنيهات ،لا يوجد بها شيء ممكن الاستغناء عنه من المصروفات التى بها. ثم قلت برضى : هناك حل واحد ؛ أن أخذ نصف جنية وأعطى إلى الفقراء النصف الآخر فهذا حق الله فى هذه النقود. قلت متمنية :ليتك يا عمتى أن تعطينى خمسة جنيهات ونصف بدلاً من خمسة ………… جلست أفكر في مستقبلي ، أستطيع أن أكون يوما معلمة أعمل بجد ، وأعلم الأطفال في المدرسة ابتسمت تذكرت عندما ذهبت منذ سنوات وأنا صغيرة إلى الحضانة و مكثت فيها شهرين قبل أن ينتقل أبي بنا إلى بلد أخرى تذكرت معلمتي شمس التي كانت تحبني وتناديني دائما باسم شيري، كم كانت تأمل أن أصبح طبيبة ، وكنت دائما مصره أن أصبح معلمة مثلها ، لحبي للتعليم ، فيقول البعض أن فاقد الشئ لا يعطيه ، ولكني أقول أن فاقد الشئ يعطيه بكثرة ، لأنه يشعر بأهميته لديه ولدى الٱخرين تذكرت لحظتها كل التفاصيل الدقيقة التي حدثت لي في الحضانة وكأنها بالأمس ………...……… فلاش باك في الحضانه تجلس طفلة ذات خمسة أعوام في الصفة الأول وترتدي بنطلون جينزأزرق وبلوزه حمراء تبدو قديمة ، ذات وجه مستدير قمحي وعيون زرقاء كلون السماء الصافيه ، طويلة ، معتدلة القوام ، شعرها بني طويل تضفر شعرها ضفيرتين طويلتان تفتح الطفلة كراستها وفي يدها قلم رصاص تدخل الفصل معلمة شابة ترتدي فستان أزرق واسع وطرحة قصيرة ، وجها صغير مستدير ، وبشرتها قمحيه ، وعيونها عسلية ، ورموشها سوداء طويلة كالرماح ، و انفها صغير ، وفمها بارز وشفتيها ممتلئة وهى تنظر لجميع الأطفال الجالسين أمامها بانتباه المعلمة وهى مبتسمة وتهدي ابتسامتها إلى جميع الٱطفال الجالسين قالت المعلمة : السلام عليكم رد بعض الأطفال: عليكم السلام بينما لم يرد البعض رددت أنا بكل حماس: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته نظرت لي المعلمة وابتسمت واشارات لي متسائلة : ما اسمك أيتها الجميلة ؟ نظرت لها وأنا أشير إلى نفسي وابتسم لها : أنا؟ هزت رأسها وهى مبتسمة قائلة: نعم ،أريد أن أعرف اسمك أنتي؟ وقفت مسرعة وأنا أقول بثقة وسعادة : اسمي شيرين صلاح الدين محمد خطاب نظرت لي المعلمة باعجاب من ثقتي بنفسي وكلامي الفصيح اقتربت منى المعلمة وربتت على كتفي وقالت متسائلة: لماذا قلتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نظرت إليها ورفعت كتفي وأنا أقول: لأن أبي يقولها هكذا ، وأنا أعرف أن أبي دائما على حق ، ويقول الصواب دائما ، فأحاول أن أقلده في كل ما يفعله أو يقوله نظرت لي المعلمة وقد لمعت في طرف عينها دمعة ، أبت أن تنزل وقالت: أنتي يا شيرين تحبين والدك ، وتؤمنين به وبكل ما يقول ويفعل نظرت إلى معلمتي وهززت رأسي بالموافقة ، دون أن أفهم ماتقوله معلمتي حرفيا نظرت لي المعلمة وضحكت ، ضحكة هادئة كشفت عن أسنانها البيضاء ، وقلبها النقي قالت المعلمة: ماذا ترغ*ين أن تعملي عندما تكبري يا شيرين؟ نظرت لها وابتسمت بحماس، وأنا أشير إليها وقلت : أريد أن أصبح معلمة مثلك ابتسمت معلمتي وقالت: تبدين ذكيه ، وستكونين متميزة في التعليم ، كوني طبيبة لكني حركت رأسي يمينا ويسارا وأنا رافضة ، وقلت : لا أريد أن أكون طبيبة أشارت لي المعلمة أن أجلس ونظرت مرة أخرى مبتسمة إلى الجميع ، ولكنها رمقتني بنظرة امتنان وقالت: أنا شمس عبد الله ، معلمة الرياضيات نظرنا جميعا إلى تلك الكلمة الصعبة ، وتسألنا في أنفسنا ، ما معنى تلك الرياضيات شرحت المعلمة الحصة وفهمت منها سريعا ، وكتبت في الكراسة التي معي طلبت المعلمة كراسة الواجب نظرت إلى المعلمة بحزن ، وأنا أرفع كراستي وأقول : ليس معي إلا كراسة واحدة يا أستاذة شمس هزت الأستاذة شمس كتفها بعدم فهمها وهى تقول: أشتري كراسة أخرى للواجب نظرت الأستاذة شمس إلى جميع الطلاب وهى تقول بصوت مرتفع: يجب على الجميع أن يكون معه كراستان في حصتي ، كراسة نكتب فيها للحصة ، وكراسة أخرى للواجب ، حتى نكتب ونحل الواجب في المنزل نظر الجميع وهو يقول : حاضر بينما رفع البعض كراسته الثانية وقال: معي كراسة ثانية أنكمشت في درجي وأنا أفكر بحزن : كيف سأطلب من والدتي نقودا أخرى لكراسة ثانية ، فقد أعطتني ثلاث كراسات ، للغة العربية والرياضيات والتربية الإسلامية بمعاناة شديدة مني ، وبعد ضغطي على أمي بالدموع تارة و الاستعطاف تارة ، فكيف أطلب منها كراسة أخرى نظرت لي معلمتي وقد أحمر وجهي من الخجل وأنا أفكر كيف سأحضر تلك الكراسة أقتربت مني الأستاذة شمس وأحضرت مقعدها و جلست بجواري وهمست في أذني: أليس معك كراسة أخرى اشتاط وجهي بحمرة الخجل وأنا أنظر إلي الأستاذة شمس ، ولا أعرف بماذا أجيب ثم أخرجت الكراستين الموجودتان في حقيبتي أخرجت واحدة تلو الٱخرى إلى الأستاذة شمس هزت الأستاذة شمس رأسها وهى تقول : هاتان الكراستان كل ما معك ؟ هززت رأسي بالموافقة نظرت الأستاذة شمس نظرة سريعة إلى ملابسي وحقيبتي ، واكتشفت فقري وقلة حيلتي نظرت لي الأستاذة شمس ثم أمسكت بكراستي ووجدتني قد كتبت رقم اثنان باتقان وبخط جميل نظرت لي الأستاذة شمس مرة أخرى وهى تفكر قليلا ثم وقفت الأستاذة شمس مسرعة وهى تتجه إلى السبورة وهى تنظر لجميع الطلاب ، ثم نظرت لي وارسلت لي نظره رقيقة ، ثم عادت ونظرت نظرة شاملة عامة لجميع الطلاب وقالت بصوت مرتفع: من منكم يستطيع أن يقوم ويكتب رقم أثنين على السبورة رفع معظم الطلاب يدهم وقد وقف البعض من كثرة حماسه كما قال البعض بحماس: أنا ،أنا، أنا أخرجت الأستاذة شمس من حقيبتها نقود ورفعتها وقالت بحماس: من سيكتب رقم أثنان بطريقة صحيحة سأشتري له مجموعة كراسات وقلم وبراية ومسطرة وممحاه تحمس الجميع ووقف معظم الطلاب وهم يهتفون:أنا ، أنا نظرت الأستاذة شمس للجميع وهى تختار بيدها من سيخرج ويكتب على السبورة رقم اثنان كنت ممن يرفعون يدهم ، وقد تحمست بعد سماع عرض الأستاذة شمس المغري بشراء مجموعة من الكراسات والقلم والمسطرة والممحاة والبراية وقد رفعت يدي عاليا أشارت لي الأستاذة شمس بيدها وأختارتني لكي أقف على السبورة وأكتب رقم أثنان وقفت على السبورة وأعطتني الأستاذة شمس صباع من التباشير وعندما أمسكت بصباع التباشير تصلبت يدي وزاغت عيوني وكأن سيارة صدمتني ، ونظرت إلى الأستاذة شمس بتعجب ، ولم أعرف أكتب رقم أثنان الذي كنت أكتبه بسهولة وبخط جميل في كراستي حاولت تذكر كيف يكتب ، ولكن جميع الطلاب لم يتركوني أفكر ، وصاحوا من جديد: أنا ، أنا ، أنا ارتعشت يدي بشدة ولمعت الدموع في عيني ، وتوقف عقلي عن التفكير نظرت إلى الأستاذة شمس وأعطتها صباع التباشير ، وفلتت الدموع من عيني ، رغم محاولتي المستمر في أن أكون صلبه ولا أبكي أعطيت صباع التباشير إلى الأستاذة شمس بدون أن أنظر إليها ومشيت مبتعدة متجهة إلى مقعدي وحولي صياح زملائي وهم يرفعون أيديهم ومنهم من وقف على مقعده ، ومنهم من خرج من درجه امسكت الأستاذة شمس بكتفي و أعادتني إلى السبورة بيدها ونظرت للجميع نظرة غاضبة وقد احمرت عيونها ، وأرتفع صوتها بغضب: أ**توا ، لا أريد أن أسمع صوت مطلقا، أجلسوا جميعا على مقاعدكم **ت الجميع فجأة وجلسوا على مقاعدهم ، وسار الفصل هادئا لا يسمع فيه غير صوت باب الفصل الذي أخذ يتحرك يمينا ويسارا نظرت الأستاذة شمس في عيني بقوة وهى مبتسمة ابتسامة لن أنساها طيلة حياتي ، فقد منحتني من خلالها العزيمة والقوة والقدرة على تخطي كل الصعاب التي واجهتها فيما بعد و وضعت يدها على كتفي وهزتني بقوة وهى تقول لي: أكتبي رقم أثنان ، تستطيعين أن تكتبيه بسهولة نظرت إلى الأستاذة شمس وكأن نظرتها ويديها منحوني القوة والعزيمة قربت مني الأستاذة شمس صباع التباشير ، امسكت صباع التباشير بقوة نظرت لي الأستاذة شمس مبتسمة وقد فهمت أني سأنجح هذه المرة في كتابه رقم أثنان على السبورة خطوت خطوة على السبورة ووقفت أمام السبورة وفي يدي صباع التباشير ، شعرت بالرهبة فنظرت خلفي إلى الأستاذة شمس ، التي استمرت في ابتسامتها المحفزة وضعت صباع التباشير على السبورة وكتبت رقم اثنان سمعت صوت تصفيق شديد عالي ، مختلط بصوت الأستاذ شمس وهى تقول: ممتازة يا شيرين ، ممتازة جدا التفت إلى الأستاذة شمس التي أشارت لي بيدها أنا أقترب منها وهى مبتسمة وقد وضعت يدها على كتفي لتقويني وقالت : صفقوا جميعا إلى أختكم شيرين صفق الجميع لي ، ارتسمت السعادة على ملامحي، وقد شعرت بلذة العلم ، وتأكدت أن العلم يعطي ارتفاع ومكانة عالية للمتعلم واحتراما من الٱخرين له ، وقررت وقتها أن أتعلم مهما كانت الصعاب والتضحيات التي سأقدمها ، فهى لا تساوي أبدا الرقي الذي أصل إليه عندما أتعلم أمسكت الأستاذة شمس بالنقود التي معها وأعطتها لي في يدي أعطتها مرة أخرى إلى الأستاذة شمس في خجل ، رغم إحتياجي الشديد لها ابتسمت لي الأستاذة شمس وهى تنظرفي عيني وتضع يدها على شعري بحنان وهى تقول: هذه جائزتك ، إن تلك النقود حقك لأنك كتبتي على السبورة رقم اثنان كما طلبت منك ، فهي مقابل تفوقك وتميزك خفضت رأسي ونظرت في الأرض ، لم أكن أرغب في أخذ النقود من الأستاذة شمس ، لقد كان ذلك يحزنني لم تفهم الأستاذة شمس ما يدور في عقلي ، أمسكت برأسي و هى ترفعها وتنظر في عيني بعيون متسأله ، نظرت بعمق إلى عيني وقد وقفت الدموع على طرف رموشي ، فهمت الأستاذة شمس ما جال في عقلي هزت رأسها وقالت: أتريدين أن أحضر لك الكراسات والقلم والمسطرة والبراية والممحاة كهدية ، بدلا من النقود نظرت إلى الأستاذة شمس ولاحت ابتسامتي التي حاولت منعها ، ولكنها أبت أن تسمع كلامي ونبتت على شفتي كررت الأستاذة شمس جملتها مرة أخرى وهى تبادلني الابتسام: أتريدين أن أشتري لك الهدية ، ولا تريدين النقود؟ هززت رأسي بالموافقة بحركة لا إرادية مني ابتسمت لي الأستاذة شمس وقالت : أحضر لك الأدوات المدرسية بكل النقود ؟ هززت رأسي مؤكدة رسم على وجه الأستاذة شمس علامات التعجب وهى تكرر جملتها لي مؤكده وهى ترفع النقود التي في يدها أمام وجهي وهى تقول بتعجب: ألا تريدين أنا تأخذي النقود ، وتفضلين أن أشتري لك الكراسات والأقلام ؟ هززت رأسي بحماس وقلت بصوت منخفض: نعم أريدك يا أستاذة شمس أن تشتري لي الهدية ، ولا أريد نقود هزت الأستاذة شمس رأسها مبتسمة وقالت: كما تريدين يا حبيبتي دق جرس الحضانة وخرجت الأستاذة شمس وجاءت حصة الرسم التي استمعت بها، رغم أن أمي رفضت أن تحضر لي كراسة رسم و اكتفت باعطائي كراسة قديمة من كراسات أبي التي يكتب فيها المقاسات ،بعد أن مسحت أمي كل ما كتبه أبي فيها بالقلم الرصاص ، كما أعطتني أمي ثلاث أقلام ألوان خشب قصيرة متبقية من عمل أبي نظرت معلمة الرسم إلى كراستي وأقلامي الألوان الثلاثة وأكتفت بالنظر إلى الجميع وقالت: عليكم إحضار كراسات رسم وألوان خشبية غدا رفع بعض الزملاء كراساتهم وأقلامهم وهم يهتفون بحماس: معنا كراسات رسم والوان قالت المعلمة وهى تنظر لنا نظرة شاملة : ليس الجميع معه كراسات رسم والوان خشبيه نظرت لي معلمة الرسم بطرف عينها وقالت: بعضكم ليس معه ، ولكن أحضروا الكراسات والألوان غدا انتهت حصة الرسم سريعا ورغم قلقي من شراء كراسة الرسم والألوان الخشبية ، إلا أني سعدت واستمتعت ، وأنا ارسم والون ،و رغم أن الجميع كان يأخذ أقلام الوان من الٱخرين ، إلا أني أبيت أن أخذ أقلام من أحد ، وأكتفيت باللون الأخضر لتلوين الزرع ، و اللون الأزرق لتلوين البحر والسماء واللون الأحمر لتلوين الورود ، فقد رسمت تبعا للأقلام التي أملكها وبعد انتهاء الحصة ، وقد كانت الحصة الٱخيرة ، لملمنا كل ما معنا ووضعناه في حقائبنا ، وسط أصوات الجميع منهم من يسأل على بعض أدواته ، ومنهم من يرد عليه ، ومنهم من يتحدث عن رسمته الجميلة، ومنهم من يستمع ، والجميع يجمعهم شيء واحد وهو السعادة جاءت الأستاذة شمس ووقفت على باب الفصل ووضعت يداها على بابه من الناحيتين البعض رأى الأستاذة شمس والتزم ال**ت، والبعض الٱخر أسرع في الجلوس على مقاعدهم مرة أخرى ، والبعض الٱخر لم يراها وكان يحدث غوغاء ، بين متحدث ومستمع وضاحك نظرت الأستاذة شمس بنظرة شاملة إلى الجميع ، ورفعت صوتها ولكن كانت على وجهها ابتسامة بشوشة تطمئن الجميع بعد انفعالها عليهم دخلت الأستاذة شمس الفصل ووقفت ، انتبه الجميع، جلس الواقف، و**ت المتحدث ، ونظر إليها من كان يستمع لزميله ، وانكمشت ضحكة البعض لتتبدل بابتسامة رقيقة يهديها إلى الأستاذة شمس ، وانكمشت ابتسامة البعض الٱخر فضم شفتاه وحجب وراءها ابتسامته خوفا من غضب الأستاذة شمس حتى هدأ الفصل واصبح مثل قبور الأموات نظرت الأستاذة شمس لي وهى تشير لي أن أترك درجي و أقف بجوارها قالت الأستاذة شمس بهدوء: تعالي يا شيرين هنا بجواري أريد أن أتحدث إليك نفذت أمر الأستاذة شمس وقمت من درجي وذهبت إليها ووقفت جوارها أمام السبورة قالت الأستاذة شمس وهى تمسك كتفي بحماس: هذه زميلتكم شيرين ، والتي أمل أن تكمل تعليمها وأن تلتحق بكلية من كليات القمة ، وأتمنى أن أكون على قيد الحياة حتى اسمع عنها أجمل الأخبار ، وأؤمن في الله ثم فيها ، أنها سترتقي إلى مناصب عالية ، وستكون شخصية ذو شأن عظيم في المجتمع ، وستكون أم صالحة ، وتربي أولادها تربية سليمة ، ويؤمنون بها ، مثلما تؤمن شيرين بوالدها نظرت إلى الأستاذة شمس وكانت كلماتها كالقنابل التي تنسف الظلام واليأس ، وكالورود التي تزرع الأمل في مستقبل أفضل ومشرق نظرت الأستاذة شمس لي في حماس ، وهى تهديني ابتسامة عذبة ، نزلت في قلبي كبحر يروي أرض قاحلة لا زرع فيها ولا ماء ، فقد انتعش قلبي ونبتت فيه زهور الأمل وأشجار القوة والعزيمة ، وقد شع وجهي بنور الأمل ، وكأن ابتسامتها طرحت ثمار الأمل المشرق في داخلي فهمت الأستاذة شمس ما أشعر به ، فقالت الأستاذة شمس في حماس: صفقوا معي إلى أختكم شيرين صفق الجميع بحماس وهم يبتسمون بسعادة وحب بادلتهم ابتسامتهم بابتسامة ممتلائة بالسعادة والحب طرق الباب فجأة ودخلت العاملة وهى تحمل كيسا أ**دا كبيرا أشارت الأستاذة شمس إلى العاملة لكي تضع الكيس على درجي وكانت تلك أجمل مفاجئة لي همست الأستاذة شمس وهى تعطي إلى العاملة نقود في يدها وتقول لها : أحملي الكيس عن شيرين ، ووصلي شيرين بالكيس إلى منزلها اتسعت ابتسامة العاملة وهى تنظر بطرف عينها إلى النقود التي في بيدها ، ومن الواضح أنها مبلغ كبير اسعد العاملة وجعل ابتسامتها تتسع من اذنها اليمنى إلى أذنها اليسرى أشارت الأستاذة شمس لجميع الطلاب بالانصراف، خرج الجميع وهم يكتمون أصواتهم ويهمهمون وهم يمشون ببطء ثم عندما خرجوا من باب الفصل، انطلقوا وهم يجرون و أنطلق صراخهم وضحكاتهم وأحاديثهم همست الأستاذة شمس في أذني : ستحمل شيماء العاملة الكيس عنك ، وتذهب معك إلى منزلك هززت رأسي وأنا أنظر إلى الأستاذة شمس و تملئني الفرحة وقلت: حاضر يا أستاذة شمس نظرت الأستاذة شمس وهى ترفع اصبعها الابهام نحو وجهي محذرة بجدية وقالت : لا تفتحي الكيس هنا يا شيرين ، أفتحيه في منزلك وسط أسرتك ، وقولي لأسرتك أنها هدية مني لتفوقك وذكاءك هززت رأسي وأنا أنظر باهتمام إلى أبهام الأستاذة شمس نظرت الأستاذة شمس إلى عيني المتحرك مع ابهامها ، ثم ضحكت وقالت : وقولي لوالدك أنك تحبيه ، وأنك تؤمني به طوال حياتك لمعت دمعة في عين الأستاذة شمس وهى تقول بحزن: قولي له قبل فوات الأوان خرجت الأستاذة شمس وهى تمسح دمعة لم أفهمها إلا عندما كبرت عندما توفى والدي ، ولكني كنت نفذت كلام الأستاذة شمس وقلت له أني أحبه، وأؤمن به وبكل كلامه وتصرفاته دخلت العاملة شيماء وحملت الكيس الثقيل الأ**د ومشت بجواري في الشارع ، وهى تسألني : لماذا أعطتني الأستاذة شمس هذا الكيس؟ رفعت كتفي وقلت : مجرد هدية لذكائي وتميزي لوت العاملة شيماء شفتاها ، وكأنها لم تصدق ما قلت لم أهتم بحركتها ولا كلامها ولا بماذا تفكر ، كل ما كان يتملكني هو السعادة ، وأنا أتخيل عندما أذهب إلى عائلتي ومعي الهدية الكبير من الأستاذة شمس كما كنت أفكر طول الطريق ماذا بهذا الكيس الكبير الضخم، واتشوق إلى الذهب إلى المنزل حتى أرى ما في هذا الكيس ذهبت إلى المنزل وطرقت الباب خرجت أمي مبتسمة عندما رأت شيماء التي تعرفها جيدا ،لأن منزلها قريب من منزلنا قالت أمي : أهلا يا شيماء ، كيف حالك ، شكرا أنك أحضرتي شيرين في طريقك ابتسمت شيماء وهزت رأسها ولم ترد أعطت شيماء إلى أمي هذا الكيس الكبير ومشت شيماء مسرعة دخلت المنزل وأنا مسرعة بسعادة ، ومشت أمي خلفي وهي تحمل الكيس الكبيرالأسود وضعت أمي الكيس الكبير على الطاولة أسرعت وفتحت الكيس وأخرجت ما فيه ، وجدت ثلاث مجموعة من الكراسات مربوطة كل واحدة على حدى ، بكل رابطة اثنا عشر كراسة ، وست كراسات رسم ، وعلبة ألوان خشب كبيرة بها ستة وثلاثين لون مختلفين الألوان والدرجات ، وثلاث برايات ، وثلاث محايات ، ومسطرة كبيرة وأخرى قصيرة طرت من الفرحة والسعادة قالت أمي: من أين أحضرت هذه الأشياء يا شيرين؟ نظرت إلى أمي بزهو: لقد أعطتني الأستاذة شمس هذه الأشياء لتفوقي وتميزي بين زملائي ………….………. عودة كم أحبك يا أستاذة شمس ، وكم أحب الرياضيات التي أحببتها لأني أحببتك، لقد كانت تسمى شمس ، وكانت صفاتك تتوافق مع اسمك ، فقد كنتي بالنسبة لي شمس المعرفة ، لقد أحببت التعليم على يدك، كم كنتي رقيقة ولطيفة معي ، كم أتمنى أن أصبح معلمة مثلك قفزت من السرير على صوت عمتى وهى تقول بضجر : نامى يا شيرين ، يكفى كلامك لنفسك الوقت تأخر ولا تنسى أن وراءنا سفر غداً. نظرت تجاه عمتي وقلت مغمغمة : لقد أفزعتنى يا عمتى ، حاضر سأنام. قال عقلى فرحاً : غداً السفر والخمسة جنيهات أيضاً. ……...……… في الصباح استيقظت على يد عمتى وهى تهز جسدي من على السرير لكي توقظنى. فركت عيني وأنا أتثائب وقلت : كم الساعة الآن يا عمتى؟ قالت عمتي بصوت منخفض: الساعة السادسة صباحاً ،هيا انهضي من ثُباتك العميق ؟ نظرت إلى عمتي بعين مغمضه وقلت لها: مازال الوقت مبكراً يا عمتى ، لماذا نستيقظ الٱن؟ قالت بحزم : لا الوقت ليس مبكرا، يجب أن نقوم ونسرع ونجهز للسفر، الوقت يجرى أسرع من حصان العدو، البلد بعيدة وسنستقل أكثر من مواصلة. وسأشترى قرص الرحمة على روح زوجى ، وسيأخذ مننا الطريق وقت طويل فى ذهاباً وأياباً. أريد أن نحضر قبل حلول الليل ، واحتلال الظلام لسطح السماء . نظرت إلى عمتي التي تكلمت بحكمة بالغة ثم استكملت كلامها بجدية مشيرة إلى بأصابع يدها : إما أن تقومي لتأتي معي أو أخرج بمفردى ؟ رميت الغطاء من على كتفي مسرعة ، ثم وقفت على الأرض ضاربة بقدمي على الأرض رافعة يدى للتعظيم كما يفعلون فى السلام الجمهورى قائلة بجدية مصطنعة : تمام يا فندم ، تحت أمرك يا فندم. حاولت عمتى تخبئة ابتسامة لاحت على وجها ، فوضعت يدها على وجهها نظرت عمتي لي وأشارت عمتي مبتسمة : عسكري شيرين وقفت معتدلة القامة وأنا أنظر إلى عمتي بجديه قلت في جدية: نعم يا فندم أشارت عمتي إلى الحمام وقالت مبتسمة: هيا لنبدأ المهمة جريت مسرعة إلى الحمام لغسل وجهى. ثم تذكرت شيء هام فجريت نحو عمتى ومازال أجزاء من الصابون على وجهي قلت : هل يعرف أبي وأمي أنك ذاهبة اليوم لزيارة المقابر ؟، وأننى سأذهب معكِ ؟ قالت عمتي وهى تنظر لي وتهز رأسها بالموافقة : نعم فقد استيقظت في الفجر لأصلي وناديت على والدك قبل أن يذهب للصلاة فى الجامع وأخبرته بسفرنا ،ونزلت إلى الدور الأول وأخبرت والدتك وصليت معها الفجر والحمد لله. ثم استطردت عمتي وهى تنظر لي وتشير إلى وجهي ضاحكة : هيا أغسلى وجهك يا شيرين لقد أصبحتي بهذا الصابون ذات القناع الأبيض. ابتسمت إلى عمتي وهززت رأسي بالموافقة وذهبت مسرعة اغسلى وجهي جيداً ، أردت بنطلون جينز كان البنطلون الوحيد الذي أملكه ولبست فوقه بلوزه صفراء قصيرة بكم ، مشطت شعري الطويل ونظرت في المرٱة لتلك الفتاة الطويلة معتدلة القوام ، ذات البشرة القمحية والوجه الصغير المستدير كالقمر ، والعينان الزرقاء كلون البحر الهائج والرموش السوداء الطويلة التي تشبه رماح الحروب ، وذات الأنف الصغير والفم القرمزي الصغير والأذن كبيرة التي لا تلائم هذا الوجه الصغير ابتسمت إلى نفسي في المرٱة ووضعت طرحة قصيرة على رأسي ؛ فوالدى أمرنى بارتداء الطرحة من أول أستقرارنا فى البلد ، لأننى أصبحت كبيرة من وجهة نظره ، وشعورهم أننى فتاة كبيرة يسعدنى كثيراً فى الحقيقة . ابتسم وقلت لنفسي: حمدا لله أن أمرني أبي بلبس الطرحه مسكت أذني الكبيرة الخالية من الحلق وقلت لنفسي مبتسمة: حتى لا يرى الناس تلك الأذن الكبيرة التي تشبه أذن جحا وقفت عمتي وهى تنظر لي خلسة وأنا أكمل أرتداء طرحتي وقبل أن تنطق عمتي وقفت أمام عمتى وقلت ببهجة : لقد أنتهيت من لبسي يا عمتي فى أقل من ربع ساعة، هيا بنا لكي نتناول الفطور. نظرت لي عمتي بتعجب وقالت عمتى وهى تحمل حقيبتها الأنيقة فى يدها : هيا بنا للسفر ،لا وقت للفطور الٱن يا شيرين ، سنتناول فطورنا فى الطريق. امسكت عمتي بيدى، فأبتلعت يدها الكبيرة يدي الصغيرة ، ولم تظهر يدي من بين يديها خرجنا من شقتنا في الدور الثاني ، واتجهنا نحو السلم حيث كانت تجلس أمى فى الدور الأول واضعه إحدى ذكور الأوز تحت ركبتها ، وهى تطعمها وتضع للإوزة كمية من الفول فى حلقها بيدها ، والإوزة تبتلعه غصبا عنها ، حاولت الإوزة الصياح والاستغاثة عندما ترانا ، وكأنها تريد أن ننقذها من يد أمي التي تطعمها بالقوة، ولكن أمي لحقتها ووضعت لها كمية أخرى من الفول نزلنا إلى الدور الأول وسط جري الإوز الآخر وهو يصح صيحات عالية ، لا نعرف هل هى صيحات جوع أم خوف ؟ وقفت عمتي وهى تنظر إلى أمي مبتسمة قالت عمتي إلى أمى بصوت منخفضة : لن نتأخر بأذن الله ، سننتهي من الزيارة ونعود بسرعة نظرت أمى إلى عمتي نظرة غير راضية عن سفرى وعندما وجدتني أمي أنظر لها وأنا مبتسمة ،نظرت أمي لي نظرة غيظ ، انكمشت ابتسامتي واغلقت فمي بسرعة ، خوفا من أن تمنعي أمي من الذهاب مع عمتي ، وقد كنت اشتاق للذهاب معها ، وأشتاق أكثر إلى الخمس جنيهات نظرت أمي إلى عمتي بضيق و أشارت بإبهامه إلى عمتي محذرة قالت أمي لعمتي بصوت يشوبه التهديد : لا تهملى الفتاة ، هى لا تعرف شيء عن كيفية السفر ولا ركوب المواصلات نظرت عمتي إلى أمي لائمة قالت عمتي: لا توصيني عليها فهي أبنتي ، وأحب أبناء أخي إلى قلبي نظرت إلى عمتي بنظرة شاكرة وقد اتسعت ابتسامتي لكلماتها الرقيقة التي نزلت على قلبي بردا وسلاما وأمنا رفعت كتفى ، و نظرت إلى أمي لائمة على ما تفعله مع عمتي التي تحبني من كل قلبها قلت إلى أمي بجدية : لا تخافى يا أمى ، طالما أنا أعرف القراءة والكتابة فأنا أستطيع الوصول إلى أى مكان بسهولة نظرت عمتى لأمى نظرة مستكينة وضغطت على يدى أكثر وحاولت أظهار يدها لكى تكشف لأمى عن أهتمامها بي، وأنها تمسك بيدي قالت عمتي إلى أمي : لا تخافى لا علىّ ولا على أبنتك فكل شيء سيكون على ما يرام ، وسنعود قبل المغرب بأذن الله . خرجنا من البيت ومازال الصبح يرسل أشعته بهدوء وحذر ، مشينا أيضاً بحذر في طرقات البلدة التي امتلأت بالفلاحين وهو يمشون خلف أبقارهم ، أو يسحبون أبقارهم وراءهم في حبل طويل ويذهبون إلى الأرض مشينا مسافة قصيرة من بيتنا إلى الشارع الذي تتوقف فيه العربات ، وجدنا أتوبيس ذاهب إلى المنصورة ، أشرنا إليه ليقف وجدنا شاب يسبقنا و يركب الأتوبيس ، أخذ الشباب يد عمتى وساعدها فى الصعود إلى الأتوبيس ذو الدرجات المرتفعة بالنسبة إلى سيدة كبيرة كعمتي مد الشاب يده لي لكي أصعد إلى الأتوبيس مرتفع السلالم ، ولكني أبيت أن أمسك بيد الشاب ، وأحمر وجهي بالحمرة من الخجل حاولت الإمساك بالمقعد الأمامي وصعدت الأتوبيس بمفردي ،كنت أريد الجلوس على رجل عمتي كما تعودت أن أجلس على رجل أمى، حتى لا تدفع لي أمي ثمن التذكرة، لكن عمتى أشارت لي بالجلوس بجانبها نظرت لي عمتي مبتسمة وقالت بصوت منخفض : أنتِ لست صغيرة على أن تجلسي على رجلي ، أنتِ الآن عروسة، يجب أن تجلسِ على مقعد بمفردك جلست على المقعد المجاور إلى عمتي تتطاير السعادة من عيني كصواريخ المناسبات المنطلق فى السماء قلت لنفسي: نعم لقد أصبحت كبيرة بما يكفي أن يكون لي أشياء خاصة بي، كما أصبحت كبيرة ويجب أن أجلس على مقعد بمفردي عقدت حاجبي وقلت لنفسي ب**ت وأنا أفكر : لن أسمح بعد اليوم أن تجلسني أمي على رجلها نهائيا ، يجب أن يكون لي مقعد مستقل أجلس عليه في أي مكان أذهب إليه ، فلم أعد صغيرة الٱن كما قالت عمتي جلس الفتى الذي لم يتجاوز الثامنة عشر فى المقعد الجانبي للنافذة فى الصف السابق لمقعدنا، لكنه كان ينظر للخلف ،وتلتقي عينه بعيني بين الحين والآخر، وقد شعرت أن الفتى على وجهه كلاماً يريد أن يلوكه ل**نه، ويريد أن يتحدث معي انشغلت بالنظر للأشجار المماثلة لشجرتي التي في بلدتي، وكم كنت سعيدة لرؤيتها فشجرتي ليست وحيدة كما كنت أعتقد ، لقد وجدت اليوم لها أخوه وأخوات يشبهونها ويقفون مثلها بشموخ ابتسمت للأشجار المماثلة لشجرتي وأردت التلويح بيدي لهم ، والنداء عليهم ، وأن أخبرهم أن لهم أختا في بلدة صغيرة تسمى حلاوة فكرت طويلا وأنا أحدث نفسي ب**ت : ماذا أفعل ؟، هل ألوح إلى الأشجار وأخبرها بوجود شجرتي المماثلة في بلدتي حلاوة ، أم أ**ت ولا أتكلم حتى يظنوا من في الأتوبيس أنني مجنونة وأحدث نفسي لكني نظرت إلى عمتي وتراجعت ، وخفت أن تظنني هى والجالسون في الأتوبيس أنني مجنونة وألواح للأشجار واكلم نفسي ،فهم لا يفهمون لغة الجماد والح*****ت والطيور مثلي، ولو قلت لهم هذه الأشياء سيعتبرونها دربا من الجنون ، وسيحضرون لي قميص المجانين ، ويزجون بي في أقرب مستشفى للمجانين ارتعش جسدي خوفا عندما فكرت في ذهابي وجلوسي في مستشفي المجانين وأنا وحيدة وحولي مجموعة من المجانين بحركاتهم الغريبة اكتفيت بالابتسام لتلك الأشجار ، و هز رأسي من حين لٱخر تذكرت شجرتي الحبيبة ، وكم ستكون سعيدة عندما تعرف أن هناك أشجار مماثلة لها قريبة من البلدة فكرت بصوت منخفض: بعد وصولي من هذه الزيارة ، يجب أن أذهب إلى البيت أولا لأطمئن أبي وأمي ، ثم أجري إلى شجرتي لإخبارها أن هناك أشجار أخرى تماثلها في بلاد قريبة منا نظرت أشاهد الطيور التى أتخذت من الشجر ملاذ لها من تعب الطيران ، كم تمنيت وقتها أن أصبح واحدة من تلك الطيور الحرة ، أجوب العالم شرقاً وغرباً فكرت :هل أخبرت الطيور تلك الأشجار بخبر وجود شجرتي قبلي؟ هززت رأسي بالموافقة وقلت في نفسي : إن الطيور تطير هنا وهناك وتقف على الأشجار المختلفة ، ومن المؤكد أن لها أحاديث طويلة مع الأشجار التي تقف عليها ، وربما تبني عليها عشها لتبيض وترقد فيه ربما كانت تلك الطيور التي تقف على تلك الأشجار ، قد طارت ووقفت على شجرتي الحبيبة ، وربما بنت عليها عشا في يوم من الأيام نظرت إلى الطيور بعناد وقلت لنفسي : لأبد أن أخبر شجرتي بما رأيته حتى لو كانت الطيور قد اخبرتها سابقا سأدعم كلامي بلغتي المعبرة وحركاتي التمثيلية المثيرة للاهتمام نظرت إلى عمتي فوجدتها قد أغلقت عينيها واستسلمت إلى النوم ، وغاصت في أحلامها تابعت الطريق باهتمام فقد انسحبت الأراضى الزراعية بأشجارها وزرعها، وجاءت الطرق السريعة بمحالات البضائع المختلفة. انشغلت بمحاولة قراءة بعض لافتات المحلات التى قبعت متراصة على الطريق . مر الوقت مسرعاً وقف السائق أمام إحدى المحلات ليحضر طعام وقال بصوت مرتفع السائق: هل يحب أحدكم شراء مأكولات أو مشروبات؟ ترددت إجابات الجالسين بين نعم ،ولا . استيقظت عمتى بعد نوم طويل عند وقوف الأتوبيس وسألت عمتي الجالسين : هل جاءت المنصورة ؟ التفت الفتى الذي يجلس أمامنا وكأنه يتابع حتى أنفاسنا فعندما سمع كلام جدتي نظر وقال لها الفتي بابتسامة رقيقة : لا يا عمتى، نحن مازلنا في الطريق ثم نظر لي وأنا ألقى له نظرة أنذار نارية قلت في نفسي بضيق : أنها عمتى أنا فقط ، كيف يناديها هذا الفتى الغريب بعمتي، ليس له الحق في هذا ، من هو هذا الفتى المتطفل؟، وماذا يريد منا ؟، ولماذا يحشر أنفه معنا من أول الطريق ؟ نظرت عمتي فوجدت الأتوبيس قد وقف أمام محل مأكولات ، وبجواره محل حلوى ، وبجواره محلات كثيرة متنوعة من الخبز والبقالة نظرت عمتي لي مبتسمة ، وهى تشير إلى المحلات المتراصة على الطريق قالت عمتي مبتسمة : هل تريدين أن أحضر لك فطوريا شيرين ؟ نظرت إلى عمتي وأنا أسمع دقات الطبول التي تص*ر من معدتي ، معلنة الجوع الشديد لكني شعرت بالخجل أن أطلب من عمتي طعاما ، وأن أجعلها تنفق نقودا إضافية ، فيكفي أنها أنفقت الكثير من أموالها لكي تجعلني أجلس على كرسي منفرد نظرت إلى عمتي وقد أحمر وجهي خجلا وقلت إلى عمتي بخجل : لا أريد طعاما الٱن يا عمتي ، سأكل معك عندما نصل إلى المنصورة. هزت عمتي رأسها وقد نادت على أحد الشباب الذي في أحد المحلات وطلبت منه بسكويت وماء وعصير أخذ الشاب منها النقود وهو يقول بتعاطف : ماذا تريدين يا سيدتي ؟ قالت جدتي بصوت مازال نائما وهى تشير إلى بضاعته في المحل قالت عمتي وهى تنظر إلى الشاب مبتسمة: أريد بسكوته سادة كبيرة ، وبسكوته أخرى بالشيكولاته وعلبة عصير وزجاجتين صغيرتين ماء أعطت عمتي النقود إلى الشاب من خلال نافذة الأتوبيس الزجاجية الضيقة وناول الشاب كيس الحلوى إلى عمتي ولكن الكيس كان كبيرا لم يستطع الدخول من نافذة الأتوبيس الزجاجية التي تفتح بصعوبة نظر الفتى إلى عمتي وهو يهز رأسه ويقول لها مبتسما بلطف: لا عليك يا عمتي ، لا تقلقي نزل الفتى مسرعا من الأتوبيس ، وتوجه إلى الشاب صاحب المحل وأخذ منه الكيس ثم ركب الأتوبيس مرة أخرى وأعطى الكيس إلى عمتي وهو يبتسم برقة: تفصلي يا عمتي نظرت له عمتي وشكرته بامتنان وربتت على كتفه قالت عمتي بامتنان : شكرا يا أبني، جزاك الله خير نظرت إلى عمتي بضيق وهى تقول لهذا الفتي يا أبني قلت لنفسي بضيق: كيف تقول له عمتي يا أبني، يجب ألا تقول عمتي لأي شخص غيري يا أبني هززت رأسي وأنا مصلحة للكلمة: تقول لي يا أبنتي ، ولكن لا تقول لأي شخص مطلقا يا أبني وضعت عمتي الكيس على ركبتي وهى تنظر لي مبتسمة ، وتشير إلى الكيس الكبير قالت عمتي بمرح: خذي كل مافي الكيس ، ولكن لا تقربي من زجاجة الماء الخاصة بي اتسعت ابتسامتي وتبدل الضيق بداخلي إلى سعادة ، وهززت رأسي بسعادة وقلت: حاضر يا عمتي استغرقت عمتي فى النوم مرة أخرى فتحت الكيس وبدأت في أكل البسكويت ثم العصير ، ثم فتحت زجاجة الماء وشربت منها وشعرت أن معدتي هدأت من سيمفونية عزف لحن الجوع القاتل لم يمر وقت طويل، بعدها وقف الأتوبيس وقال السائق : حمد الله على السلامة نحن فى المنصورة. استيقظت عمتى على تلك الكلمات وكأنها دقات المنبه تحثها على الإستيقاظ. نزلت عمتي بصعوبة ونزلت بعدها وقد مسكت عمتي يدي لكي أنزل نظرت لتلك السيدة الطيبة التي تساعدني على النزول من الأتوبيس بدلا من أن أساعدها أنا أقترب منا الشاب بابتسامة هادئة . سلم على عمتى بيده قائلاً: أعرف أنكِ لا تعرفينى يا عمتى ، لكن أنا أعرفكما جيداً أعرفك بنفسي : أنا ….. ………… أحلام فتاة قروية بقلم نانيس خطاب ……….. للتواصل naniskids1@g*******m‬‏
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD