توقفت قدماي عن الحركة و ازدادت سرعة نبضات قلبي خاصتاً عندما كرر تشاني سؤاله لي
” أخبريني بالشيء الذي حدث البارحة وما السر الذي تخفينه عني؟؟”
بلعت ريقي و أنا أخرج تلك الكلمات من فمي
” أرجوك دعنا لا نتحدت عن هذا الأمر الأن فيجب علينا إيجاد بيكهيون أولا ، أراسو؟؟ “
أدرت وجهي متجهتاً نحو الباب ليمسك هو الأخر بدراعي مهسهساً ،
” لا ستخبرنني بكل شيء حالاً “
عصرت كفي و أنا أنظرلعينيه التي تملأهما نظرات الحيرة و شك ، مسكت بيديه بلطف قائلة
” سأخبرك لكن ليس الآن ، عندما سنعود لسيؤول سأخبرك لكل شيء أعدك بذلك ، تق بي أرجوك “
أومأ رأسه لي ببطئ قائلاً ” حسنا سأتق بك “
إبتسمت له وأنا أسحبه خلفي قائلتاً ” كجا لنجد بيكي قبل أن نضيع طريقنا مجدداً “
خرجنا سوياً من المستشفى وتوجهنا لمحطة الحافلة ، صعدنا على متن الحافلة المتوجهة إلى خارج جزيرة جيجو …
عم ال**ت حولنا حتى وصلنا … نزل تشانيول أولا ثم لحقتُ به …ملامح وجهه تدل على غضبه ونفوره مني …
نظرت حولي لأجد تلك القرية التي يوجد بها منزل بيكهيون بسيطة للغاية ومنازلها كمنازل عصر جوسيون …
كان المكان هادئ جدا لدرجة أن خطواتنا تُسمع .. إلتفت تشانيول إلي وآخيراً لاحظ وجودي بعد كل هذه المسافة
وقف أمامي قائلا ” أنا لا أعرف أين يقع منزل بيكي ؟“
توسعت عيناي بدهشة قائلة ” ماذا إذا لما أتينا كل هذه المسافة ؟”
” أنا أعرف القرية فقط لكني لا أتذكر شكل المنزل ﻷنني زرته ليلا”
قالها وهو يضع يديه على خسره وبدأ يأخد جولة بالمكان ثم أشار بسبابته
قائلا ” لنسأل تلك الأجوما “
وتقدم ذاهبا نحوها ، أخدت نفساً عميقاً ولحقت به ، ألقى تشانيول التحية قائلا
” أنيوهاسيو أجوما هل يمكنني أن أسئلك شيئاً “
نظرت تلك الأجوما لنا بعد أن وضعت جرة الماء التي كانت تحملها
” أجل ماذا تريد ؟”
إبتسم لها تشانيول قائلاً ” هل تعرفين أين يقع منزل عائلة هيون ؟ “
أخدت تلك الأجوما تقلب ذلك الإسم بداخل رأسها لتنطق يجوابها ” أجل إنه بنهاية هذا الطريق “
إنحنيت لها أنا وتشانيول شاكرين وأتممنا طريقنا عند وصولنا لآخره صُدِمنا بوجود سيارة الشرطة أمام منزل بيكي
فجأة خرج رجالين من الشرطة ممسكين بشخص ما وبيكي خلفهم يصرخ ويبكي يحاول منعهم …
وقفت أنا وتشانيول نراقبه بصدمة بينما هو الآخر ينادي بصراخ ” لالا هيونغ هيونغ لما فعلت هذا ويه ويه !؟ “
ثم سقط على الأرض وهو يعصر على يدي ويبكي بحرقة تقدم نحوه تشانيول ببطئ ، عندما شاهده بيكي عانقه بقوة ودموعه تتساقط كالمطر
فعندما شاهدني بيكي تفاجئ ومسح دموعه فوراً كأنه شعر بالخجل ثم وقف قائلا ” لما أنتم هنا !؟ “
أجابه تشانيول ” لنعيدك معنا ، كيف أمكنك الذهاب بدون إخباري بشيء ها “
أومأ بيكي رأسه قائلاً ” لنتكلم بالداخل “ دخلنا إلى منزل معا جلس بكهيون أمامنا
قائلا ” أرجو أن تنسو ما حدث لتو “
صاح تشانيول ” هل جننت كيف أمكنك قول ذلك ألست صديقك ، ألست أخاك كما تدعي …”
قاطعه بكهيون مهسهساً ” أنا لم أقل شيء كهذا فأنت تعلم جيداً مكانتك بقلبي فشيء كهذا لا أستطع البوح به أمام الغرباء “
فهمت أنه يقصدني بكلامه ، شعرت بضيق بص*ري والخجل بدأ يأخد مكاناً على وجنتي ،
وقفت و أناأهرش خلف رأسي قائلة ” أريد الذهاب إلى الحمام “ نظروا إلي معا بدهشة ليشير بيكهيون بسبابته قائلا ” إنه بأخر هذا الممر “
أومأت له وتوجهت إلى الحمام …
تشانيول pov
نظرت مباشرة بعيني بيكي قائلا ” أظن أنه ليس هناك غريب بيننا الآن “
أمومأ برأسه لي مهسهساً ” حسنا سأتكلم ، الشخص الذي أخدته الشرطة الآن كان أخي الأكبر فبعد موت أمي أصبح شخص مختلفا تماماً
يتعاطى للكحول بكثرة ويؤذي الناس أيضا بنهب وسرقة أموالهم غيره و إنه بالمرة الاخيرة قام بالاعتداء على فتاة بالتانوية وقام ب … “
قاطعته قائلا ” هل هو نفسه الشخص الذي تحدث معه عبرالهاتف بصراخ خلف حديقة المنزل”
نظر إلي بـ ذهول قائلاً ” ماذا !؟ هل كنت تتصنت علي !؟ “
أومأت له نافياً “ لا فلقد سمعت بمحض الصدفة “
تن*د ليجيبني ” أجل إنه هو لقد كان يخبرني بخطاياه وبأن لشرطة تبحث عنه لأنه قام بقتل فتاة الثانوية “
إنحنى رأسه بينما الدموع بدأت تأخد حيزاً بعينيه ، رببت على كتفيه مهسهساً
” لا تقلق فهذا ليس خطأك فأنت لم تأمره بقتلها “
” لكم هذا سيؤثر على مسيرتي الفنية فكيف سأصبح نجم هاليو بأخ مجرم كه…. “
قبل أن يتمم كلامه ظهرت يوري أمامنا قائلة ” إن أخاك لم يكن هو من قتل تيفاني “
إلتف*نا إليها بدهشة و إستغراب ليهسهس بيكهيون ” ماذا هل تعرفينها !؟”
تقدت نحوه ثم جلست أمامنا قائلة ” ليس هناك وقت لشرح إن أخاك الآن سيتعاقب على جريمة لم يقم بها دعنا نذهب إلى منزل الفتاة “
قاطعتها قائلا ” ما الذي سنفعله هناك !؟ “
أجابتني قائلة ” هناك سنعرف هوية القاتل الحقيقي “
ثم وقفت متجهة نحو الباب وهي تلوح لنا بأن نلحقها ، نظرت إلى بيكي وهو الأخر بادلني النظر مع فعل إشارة الجنون هامسا ” هل فقدت فتاتك عقلها ؟ “
أجبته ” دعنا نلحق بها فقط “
بصراحة ﻻ أعرف ما الذي يحدث مع يوري خاصتي فبعد تلك الحادثة بدأت أشعر ب*عور
مختلف نحوها فلقد أصبحت غريبة عني ،
غريبة عن الفتاة الهادئة التي أعجبت بها لا أعرف ما الذي يحدث معي رغم كل هذا فأنا ﻻ أريد التوقف عن حبها …
لحقنا بيوري بدون قول أي شيء فالغريب أنها تتجول بالقرية كأنها تعيش بها و للحظة تتكلم لوحدها كأن شخص مخفي يرشدها الطريق
بدأ الشك والخوف يتسلل لقلبي لكن رغبتي العارمة في معرفة ما الذي سيحدث جعلتني أتغلب على تلك المشاعر المختلطة .
عدنا إلى المنزل بعد أن تم الإفراج على نامجون ،حض*بيكهيون لنا الطعام وهو عبارة عن حساء الكيميتشي
وبعض الأرز ، عم ال**ت المكان…بعد مرور ثواني يوقف نامجون بعد أن رمى بصحنه
بعيدا حتى إرتطم بالحائط ، نظر له الجميع بذهول …وقف بيكهيون أمامه قائﻻ
” هيونغ ما الذي فعلته ألم يعجبك الطعام ؟ “
عبس نامجون وبدأت شرارة الغضب تشع من عينيه مهسهساً ” ألم تجد أي طعام سوى حساء الكمتشي لتعده ها “
تعالت نظرة الإستغراب وجه بيكهيون قائلاً ” وماذا في الأمر فهو أكلتك المفضلة “
أشار نامجون إلى الصحن الملقات على الأرض قائلاً ” لقد أصبحت أكرهه الآن وأكرهك وأكره هذا العالم كله “
بعد إنتهاء جملته خرج مسرعاً من هناك مما جعل بيكهيون يقف بمكانه مذهولاً ومصعوقاً
بتصرف أخيك ، توجه نشانيول نحوك ليربت على كتفيه قائلاً
” إهدئ ﻻ بد أن هناك شيء ما جعله يفقد أعصابه “
أما أنا فقد إنحنيت رأسي وبدأت بتناول الأرز كأن شيء لم يحدث… مرت ساعات منذ مغادرة نامجون المنزل وزاد قلق بيكهيون عليه بعد أن غط سواد ليل تلك السماء المشرقة …
بينما كنت بالحمام أتيت إلي روح تيفاني مجددا ﻻ أعرف لما عادت بعد
أن صعدت روحها بسلام … ارتعبت بوجودها كالعادة لكن تمالكت نفسي لﻷني بدأت أعتاد على الأمر ،
إقتربت مني هامستاً بصوتها الذي يشبه صدا الجبال
” إنقذي نامجون … إنقذيه أرجوكي “
عقدت حاجبي بحيرة قائلة ” نامجون ما الذي حدث له ؟”
خرجت من الحمام بعد أن أخبرتني روح تيفاني كل شيء … تقدمت نحو بيكي وتشانيول اللذان كانا معاً عند باب المنزل منتظرين عودة نامجون .. ناديت بأعلى صوتي
” بيكي دعنا نذهب إلى البئر القرية القديم بسرعة “
إلتف إلي كل من هما بدهشة للتتعال نبرة صوت
تشانيول قائلا ” ليس وقت هذا الآن ألم تﻻحظي أننا قلقان بشأن عودة نامجون “
أجبته ” أجل هذا ما أحاول تفسيره أقصد إن نامجون قرب ذلك البئر وأخشى أن يفعل شيئاً بنفسه “
إقنرب مني بيكهيون بعينيه اللتان يملأهما الغضب قائلا ” هل تعنين أن أخي أصبح مجنونا ها ؟ “
بلعت ريقي هامستا له ” ﻻ أنا أقصد ه…”
لم أتمم كلامي حتى قاطعني تشانيول ” دعنا نذهب إلى هناك ربما يكون كلامها صائباً “
أومأت له برأسي برقة قائلة ” دعنا نذهب بسرعة “
عضعض بيكهيون على شفتيه ليخرج صوته الأجش من بين صرير أسنانه ” حسنا سنرى ”
بعد ذلك ذهبنا إلى هناك بسرعة .. عند وصولنا إلى المكان الذي يوجد به البئر لنجد ال**ت والهدوء يعم المكان ،
نظرت بكل الجهات وليس هناك أي أثر لنامجون يا خوفي قد… ﻻﻻ ما الذي أفكر به… قطع حبل أفكاري
صوت بيكهيون ” أين هو نامجون الآن ؟ “
بلعت ريقي محاولتا إيجاد جواب له فجأة سمعت شهقات خافتة قرب البئر فوضعت سبابتي على فمي وطلبت من بيكهيون وتشانيول أن يلحقاني بهدوء …
لنجد نامجون جالس الق*فساء حاضناً كلتا رجليه ليغرس رأسه بهما ويبكي بحرقة ، كان مشهده محزناً
لكن الأكثر حزناً هو روح تيفاني التي كانت تربت على رأسه بحنان ودفئ جعلتني أذفر دموعي بدون شعور سائلتاً داخل عقلي ” هل يمكن أن يدوم الحب حتى بعد وفاة الشخص “…
تقدم بيكهيون نحو نامجون قائلا ” ما بك هيونغ لما تجلس هنا وأيضاً لما كل تلك الدموع لم أرك في هذا الحال منذ أن توفت والدتي ، أرجوك هيونغ أنظر إلي و أخبرني ما الذي يؤلمك؟؟ “
رفع نامجون رأسه ليظهر ذلك الوجه المليء بالدموع والعينين المتورمتان بالبكاء … عانق
بيكهيون قائلا ” أخي لقد تركتني ورحلت كيف سأعيش بدونها … هي الوحيدة التي وتقت بي وتقربت مني بعد نبذني الآخرون ، بسببها أصبحت إنساناً صالحاً ، إنها ﻻ تحبني يا بيكي لو كانت كذلك لما تركتني ورحلت”
ربت بيكي على ظهره قائﻻ ” من تكون يا أخي من التي جعلتك تعاني هكذا ؟ “
لم أشعر بنفسي حتى أجبته أنا ” إنها تيفاني الفتاة التي تهم بقتلها “
وضعت كلا يدي على فمي بعد أن شعرت بما قلته ، نظر إلي الجميع باندهاش ليسألني بيكي
” كيف علمت هذا ؟ ” بدأت ألف بؤبؤ عيناي بكل النواحي وأتمتم وتقلب سؤاله بداخل رأسي ، لم أشعر حتى سحبتني يد تشانيول قائلا” تعال معي أريد أن أريك شيءا ، بيكي خد نامجون إلى المنزل فهو متعب “
نظرت بدهشة وتقل ل**ني عن الكﻻم بينما تشانيول يسحبني خلفه بقوة كثور هائج داخل حلبة المصارعة ، توقف بي وسط حقل كبير فارغ تماماً ثم وقف أمام بعد أن مسح على رأسه بغضب
، أنزلت رأسي أرضا متفاديتاً الرؤية بعينيه … بعد ثواني من ال**ت هسهس ” أريد معرفة كل شيء الآن لم يعد لدي صبر أبدا “
بلعت ريقي وأنا أستجمع كل شجاعتي
” حسنا أعتقد أنه حان الوقت لتعرف لكن أخشى أن ما ستعرفه سيجعلك تبتعد عني “
مسك بخدي بلطف ودفء قائلاً ” ﻻ أعدك أنني سأكون بجانبك مهما كان ما ستقولينه “
كلماته تلك ووعده ذاك شجعني ولم أشعر حتى نطقت بها ” يمكنني رؤية الموتى “
توسعت عينيه على مصرعيها ﻻبد أنه صعق من الصدمة .. بدأت أشعر بيده الدافئة تنزاح من خدي ببطئ ، ليبتعد عني بمسافة خطواتين قائلاً
” هذا ﻻ يعقل إن هذا الشيء نشاهده فقط بالأفلام ، إنه شيء من وحي الخيال ﻻ يمكنني تصديقه”
” هذا ما كنت أظنه أنا أيضا لكن هذا فعلا ما حصل معي أنا بالفعل أستطيع رؤة الموتى “
إلتف للجهة المعا**ة محاولا تصديق الأمر شعرت باليأس يتملكني والحزن والفراغ يتربص بي
لذا إنحنت رأسي وإنعطفت ذاهبة ككتلة إحباط تسيرعلى هذه الأرض فإذا به يحضنني من الخلف بذراعيه الدافئة ليعيد الحياة لقلبي الذي توقف عن النبض
هامسا ” ﻻ تذهبي أنا لن أتركك أبدا رغم كل ما قلته فأنا مازلت أريدك … ﻻبد أنك مررت بوقت عصيب وأنت تواجهين تلك المخلوقات لوحدك “
بعد كلامه ذاك شعرت بوخز بقلبي وسعادة مختلطة ﻻأعلم شعور أعجز عن وصف فقط أقحمت على **ت ودموعي ظلت ترذف كالشلال لكن أشعر أنني بخير
ﻷني أزلت ذلك التقل من على كتفي وأخبرته بكل ما كنت عاجزة على قوله .
———————————