الخامس

1975 Words
نظرت حوالي حين زن سؤاله ذاك بطبل اذني وتعالت نبضات قلبي خشيتاً من ان يكشُف امري امام اكثر شخص مهم بهذاا العالم بالنسبة لي ، نظراته تلك المنتظرة جوابي تزيد من ارتباكي بدأت اقهقه واتمم بالكلمات متقاطعة كطفلة تتعلم الكلام ” اوه ا….نا ….ك..نت…” رفع حاجبيه بدهشة قائلا ” ما الذي تحاولين قوله !؟” بلعت ريقي وعصرت كفي غير ان قدمي لم تهدأ من الحركة معلنتاً توثري … اخدت نفساً عميقاً وانا اجمع شجاعتي قائلة ” لقد كنت اكلم نفسي ” قهقه بسخرية ” تكلمين نفسك ؟ ماذا هل فقدت عقلك ؟ “ لم اتوقع منه هذا لكن ما عساي افعل بحثتُ عن كذبة كالعادة ” افعل هذا لاحاول كبت خوفي واؤمن ان هناك أحد بجانبي يمكنه حمايتي “ بعدما نطقت تلك الكلمات لا أعرف كيف تساقطت دموعي فجأة وشعرت بضيق بص*ري أنزلت رأسي انظر بالأرض تفادياً من ان تتقابل عينيه بعيني المتورمة …لكن وبدون سابق انظار احاطني بكلتا يديه بينما يدفن وجهي في عُنقه …اجل تشانيول حضنني للمرة الثانية لكن هذه المرة كانت مليئة بالمشاعر لدرجة أنني بدات اسمع دقات قلبه المتسارعة … ربت على رأسي هامساً ” لقد اخبرتكِ أني سأحميكي وسأظل بجانبي فأنتِ كل شيء بالنسبة لي “ بعد سماعي لكلامه اصابني ارتجاف بكل جسدي أو كانني تعرضت لابرة م**ر جعلت كل حواسي تتجمد لدرجة انني لم اعد اشعر بها … ابتعد عن حضني ببطئ ليمسك بخدي بلطف ورأفة … نظر الي مباشرتاً بعيونه البنيتين وهو يحدق بي عن قرب لتتجانس أنفاسنا معاً … أغمض عينيه وبدا يحاول الإقتراب مني اكثر …إنها اللحظة التي كنت أنتظرها … هل سيتحقق حلمي الآن وأطبق شفتي على شفتيه التي أشبه بإنظار الضوء الأحمر…. لكن كل حلمي هذا تلاشى للحظة حتى كان على وشك ان يتحقق بسبب تلك الكائنات رميت بعيدا عن يديه وعن انفاسه توقفت نبضاتي وانا أقع أرضاً ورؤيتي لذلك الكائن يتحول من طيب الى شرير بعيونه الحمراوتين وفمه المليء بالدماء غير ان وجهه الذي كان يشع نورا تلاشى النور ليصبح ممزقاًً ومق*فاً … بلعت ريقي وانا ارتعش خوفاً من صوته المنتشر كالصدا ” بدلا من ان تذهبي لكي تنقذي زوجتي التي تحتضر انت الآن تتسلين مع هذا الحقير ، اسمعي جيدا إن ماتت زوجتي ولفظت انفاسها الأخيرة تأكدي من أن هذا الو*د سيدفغ الثمن ويلحق بها” ثم إقترب من عيني بنظرة شريرة تؤكد تهديده ليختفي بعدها … نظرت أمامي لأجد تشانيول ينظر إلي بوجه شاحب وخجول مهسهساً ” أسف لا أعرف كيف أوشكت على فعل ذلك بدون إذنك أنا أسف لن أكررها ” ماذا لقد قال انه لن يكررها أشعر باني سأموت … يا ليتني أشرح له لما إبتعدت عنه فجأة … أومئت له وأنا أقف من مكاني قائلة ” دعنا نذهب الآن ” نظر إلي بتعجب ” ماذا إلى أين ؟ “ أجبته وأنا أتجه نحو الباب “للبحث عن مخرح من هذه الغابة ” سمعت خطواته وهي تلحقني ليمسك بذراعي قائلا ” انتظري إلى أين سنذهب بهذا الوقت ، مهلا هل انت خائفة من…” لم اجعله يتمم جملته حتى وضعت أصبعي السبابة على شفتيه لي**ت ، هززت رأسي نافية ” لا تتجرأ على قول هذا ما حدث لتو ليس له علاقة بمغادرتي ، تشانيول صدقني أنا أتق بك أكثر من نفسي لذا لا تفترض امورا ليس لها أساس من الصحة “ ابعدت أصبعي لأدعه يتكلم ” حسنا إذا أخبريني عن سبب عروجك خارجا هكذا وبهذا الوقت بعد ان وجدنا مكانا يأوينا ؟” نظرت لاجد ذلك الكائن جالساً على كتف تسانيول مما جعلني أسحب تشانيول من يديه وأركض خشيتا من فقدانه ظل تشانيول يحاول منعي لكن لم أستمع له واستمريت بجره والركض وانا ألحق الكائن المخيف ليدلني على الطريق وبعد مسافة طويلة لا تحتسب وصلنا إلى خارج الغابة ، لنجد الشارع امامنا وذلك ا شبح او الكائن وقف امام تلك السيارة التي تنقلب رأساً على عقب بالجانب الاخر من الشارع ، تركت يد تشانيول لأتوجه إليها مباشرتاً لحق تشانيول بي بذهول قائلا ” هل هذا حادث !؟ “ أومأت رأسي له وإنحنيت لأنظر إلى داخل السيارة لأجد السائق لديه نفس ملامح ذلك الشبح وهذا يؤكد انني ارى ارواح الاموات وبينما انا نظر إلى ملامحه صاح تشانيول ” هنا إمرآة بالخلف إنها لازالت حية “ تقدمت نحوه بفزع ” إذا علينا إخراجها من هنا بسرعة قبل أن تنفجر السيارة “ أجابني وهو يحاول فتح الباب ” إن الباب مغلق بإحكام “ بدات انظر بالارجاء محاولتا ايجاد شيء يمكنه مساعتنا بفتح الباب لم اجد شيء لتأتي روح الرجل مجدداً هامساً لي ” خلف السيارة توجد طفاية حريق خديها لت**ري زجاجة النافذة الامامية وسينفتح الباب “ اومأت له برأسي وذهبت لأخرج المطفئة لم استطع لوحدي بسبب انقلاب السيارة لذا أتى تشاني لمساعدتي …بمحاولات جاهدة إستطعنا إخراجها فطلبت من تشانيول **ر الزجاج الذي بالمقعد الامامي … اخد المطفئة من بين يدي و**ر الزجاج حاولت إدخال يدي من بين النافذة الم**وة لينجرح كفي وأصرخ ألما سحب تشانيول يدي إليه صارخا بوجهي ” هل جننت لما أدخلت يد*ك هناك ؟ ” نظرت إليه وعلامات القلق مرتسمة على جبينه بينما ينظف جرحي بمنديله الخاص . … تمنيت ان يتوقف الزمن بنا وهو يمسك يدي بخوف … ابعدتها فور تذكري المراة ” لا باس إنه جرح بسيط دعنا نخرج المرأة اولا “ اجابني قائلا ” حسنا إبتعدي أنت ، ساخرجها بنفسي “ فتح باب السيارة من القفل الداخلي بحذر واخرجنا المرأة من السيارة ووضعناها على الرصيف بدأت تموء بصوت متعب ” عزيزي ، عزيزي “ نظرتُ إلى تشانيول بأسف قائلة ” خد الهاتف وانظر إذا عاد الإرسال اتصل بالإسعاف فجسمها لن يتحمل اكثر” اومأ براسه ليخرج الهاتف من جيبه الهاتف قائلا ” حظها جيد لقد عاد الإرسال “ اجبته ” إذا إتصل بسرعة “ نظرت إلى تلك المرأة المتهالك جسدها وذلك الشبح الذي يقف عند رأسها ويربت عليه بقلق وحزن … لقد كان مشهدا يفوق الروعة رغم انه مات الا أنه لا زال يحب زوجته باخلاص وتفاني ولا يريد لها الموت رغم انه يعلم إذ ماتت ستصعد إلى الأعلى برفقته …هذا ما نطلق عليه الحب المخلص .. ~ للحظة كان كل شيء بخير ونحن ننتظر سيارة الإسعاف لتأتي لكن فجأة تسارعت نبضات قلب تلك المرآة وبدأت بطنها تهتز وفمها يخرج منه سائل لزج أبيض …تقدمت نحوها بهلع بينما كانت روح زوجها تقف خلف تشانيول محاولتا تهديدي بقتله … لم أعرف ما الذي سأفعله أو كيف سأتصرف فقد وضعت رأسها على ركبتي وبدأت بمساعدتها على التنفس ببطئ إلا أن أغمي عليها فجأة ولم تعد تتنفس … توسعت عيني وأنا أنظر إليها بهلع وخوف من أن يكشف روح زوجها الأمر … بينما كنت أحاول تغطية ذلك إقترب مني ذلك الكائن وهو ينظر إلى زوجته وبعدها أعاد النظر إليه بعينين يملأها الشر … بحيث دفعني عن زوجته بقوة حتى إرتطمت بحافة السيارة.. إتجه إلي تشانيول مسرعاً يتفقدني بقلق ” هل أنت بخير ؟؟ ، هل تأذيتي بمكان ما ؟” نظرت إليه بذهول قائلة ” ديه أنا بخير “ رفعت نظري إلى الأعلى وأنا أشاهد غمامة كبيرة مليئة بالسواد تملآ السماء إن شر تلك الروح بدأت بالإنتشار ، لا أصدق تشانيول بخطر الآن … لم أشعر حتى سحبت تشانيول إلى حضني وأنا أغرس عنقه بخصري محاولتاً إمناعه عن النظر وحماية من شر تلك الروح … ظل تشانيول يهمهم ويحاول الإبتعاد من حضني لأنني كتمت أنفاسه بدون شعور .. أغمضت عيناي وصوت ذلك الكائن يتردد في أذني ” إنها نهاية صديقك هيا إفتحي عينيك لتشاهديني وأنا أقبض روحه “ شددت على شعر تشانيول بقوة بينما هو الآخر يموء من شدة الآلم …. للحظة شعرت بفراغ بين ذراعي … سمعت صراخ تشانيول يتعالى بالمكان .. فتحت عيني لأجد يحلق بالأعلى بالتأكيد ليس لوحده بل تلك الروح تتمسك به … نظرت إليه بدهشة وخوف فأنا لا أعرف كيف أتصرف … بلعت ريقي وأنا أسمع صوت تشانيول يستنجد بي فهو لا يعلم ما الذي يحدث معه … بدأت بالتوسل إليه قائلة ” أرجوك لم أفعل هذا عن قصد … أترك صديقي فزوجتك ستكون لخير أرجوك أتركه وخدني مكانه أنا أتوسل إليك “ نظر إلي تشانيول باستغارب وأنا راكعة على قدمي أتوسل وأبكي ليصرخ ” مع من تتكلمين يوري وكيف صعدت إلى أعلى سأجن .. أرجوكي ساعديني” بينما تشانيول كان يصيح طالباً النجدة بدأت تلك الروح الشريرة باطلاق ضحكتها الساخرة لتمزق طبل أذني من شدة الصوت العالي … مسكتهما جيدا حتى إستفرغت من ضحكاتها المستفزة وتقدمت نحو زوجته الملقات على الأرض مسترجيتاً أن تستيقظ … بدأت أداعب وجهها مهسهستاً ” أرجوك أجوما إستيقظي … إن زوجك ينتظرك لتعودان سوياً إلى المنزل … ها وإبنك ينتظر الوقت الذي سيخرج فيه إلى هذا العالم وأنا أيضا أنتظر الوقت الذي سأعود به إلى طبيعتي .. أرجوك إستيقظي “ بدأت أشدد على ص*رها وأبكي بحرقة … فجأة تن*دت بقوة حتى إرتفع ص*رها قليلا عن جسمها … إرتسمت على شفتي إبتسامة وشعرت ببعض الأمل بانقاذ تشانيول … وقفت صارخة ” أنت أيها الروح الشريرة أنزل صديقي فإن زوجتك على قيد الحياة لذا أرجوك سامحني وأعفو عنه إن زوجتك بخير …. “ ترددت كلمة ” زوجتك بخير “ بالمكان كصدى الجبال فإذا به يضع تشانيول على الأرض ليتجه نحوها … وقفت وإتجهت مسرعتاً نحو تشانيول الذي كان يرتعش وأسنانه تتراقص من شدة الخوف … خلعت سترتي ووضعتها على كتفيه ورببت عليه بخفة قائلة ” لا تخف تشاني كل شيء بخير لن يتكرر هذا مجددا أعدك ” صوته المرتعش خرج من بين صرير أسنانه “ما الذي حدث بالضبط وكيف صعدت أنا إلى الأعلى ومع من كنت تتكلمين؟؟ “ إرتبكت ولم أعرف بماذا سأجيبه ، لذا تجاهلت سؤاله قائلة ” هذا ليس وقت الكلام الآن ها بعدما ستتحسن سنتكلم بالأم..” قاطع كلامي صوت إنذار سيارة الإسعاف … نزل ممرضين منها ومعهم سرير متحرك … إتجهت نحوهم ” لقد أتيتم أخيرا “ أجابني أحدهم ” من منهم المصاب؟؟ “ أجبته تلقائياً ” إنها تلك المرآة آه وهناك رجل بداخل السيارة لكنه توفي” أشار الممرض قائلا” وذاك الذي المستلقي ع الأرض “ أدرت رأسي لأجد تشانيول قد أغمي عليه .. إتجهت نحوه لأفقده … حركت وجهه يمينا ويسارا لكنه لم يستجب فناديت على الممرض ” أرجوك إنه يحتاج إلى العلاج “ تقدم الممرضين نحونا بعد أن وضعو المرأة بالسيارة ليحملو تشانيول ويضعوه بجانبهاا . بعد أن وصلنا إلى المستشفى تم نقل المرأة إلى العناية المركزة أما تشانيول فقد وضعوه بإحدى الغرف حتى يستعيد وعيه … جلست لساعات طويلة أمام سرير تشانيول منتظرتاً أن يستيقظ … بدأت أشعر بتقل بعيني وألم بمفاصلي أجل إنه وقت النوم… بدأت عيناي تغفو لحظة بلحظة حتى وقفت أمامي روح ذلك الطفل الصغيرة ، وقفت من مكاني بفزع قائلة ” ما بك لقد أخف*ني ، كاد قلبي أن يخرح من مكانه “ إبتسم لي وهو يردد ” إنه وقت نومي لذا إروي لي قصة “ هذا ما ينقصني الأن روي القصص ولمن ؟ لشبح !! … فركت عيناي اللتان تغلبهما النوم وجلست على الأرض… إستلقى الشبح الصغير أمامي و هو يبتسم … بادلته بابتسامة جانبية تع** شعوري نحوه ثم بدأت بروي إحدى قصص الأطفال …. بعدما أوشكت على إنهائها بدأ يغفو شيئاً فشيئاً حتى نام كالأطفال الحقيقيين اللذان يشبهون الملائكة … رببت على رأسه ببطئ لترتسم تلك الإبتسامة على وجهي تلقائياً ، أخفيتها وتوجهت لأتفقد تشانيول النائم على السرير جلست بكرسي بجانبه وأنا أنظر إلى يديه التي لطالما حلمت بامساكها … لقد أتتني فرصة لإمساكها الآن ولن أضيعها ، شددت على يديه بقوة وقبلتها بلطف ثم إتكئت على طرف السرير وأنا أمسك بها … ........................................................ تسللت ضوء الشمس إلى الغرفة بعد أن حل الصباح … فتحت عيناي بصعوبة لأسمع صوتاً يهمس لي ” إستيقظتي “ نظرت بهلع لأجد تشانيول صاحب الصوت أومأت له بخجل إبتسم لي قائلا” أظن أن يدي تشنجت “ نظرت إلى يديه لأجد نفسي مازلت أتمسك بيها … أبعدتها بسرعة وهرشت خلف رأسي خجلاً لأهسهس ” سأذهب لأنادي الطبيب “ وخرجت من الغرفة مسرعة …. مسكت بقلبي الذي كاد يخرج من مكانه بسبب تسارع دقات نبضاته … أخدت نفساً عميقاً وذهبت لأخبر الطبيب بـﻷن تشانيول إستعاد وعيه … عاد معي الطبيب إلى الغرفة ليلقي نظرة عن مؤشرات تشاني الحيوية ثم قال ” إن كل شيء مستقر الآن يمكن العودة إلى المنزل “ إنحنيت له °90 بعد أن شكره تشانيول … توجهت بقرب سريره قائلة ” هيا دعنا نذهب لنجد بيكهيون “ مسك بذراعي بشدة مهسهساً “ ليس الآن حتى تخبرينني بالشيء الذي حدث البارحة وما السر الذي تخفينه عني؟؟” توسعت عيناي على مصرعيهما وأنا أستوعب كلامه ….
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD