- الفصل الرابع -
❈ - ❈ - ❈
❈ - ❈ - ❈
زادت دهشتها وصدمتها بنفسها عندما خرجت تلك الكلمات من فمها بلحظة واحدة من غياب عقلها وهي تتأثر بتلك الرغبة التي لم تختبرها من قبل وشعرت بغبائها وسذاجتها بعد لمساته المُشتتة لها ثم ابتعد ليُخبرها بأعين التمعت ظفرًا بما ود أن يحصل عليه منذ البداية:
- أيتها الع***ة سيبدأ عقابك الآن!
سرعان ما تركها وحدها بالغرفة وتوجه للخارج بعد إلقائه لكلماته عليها وكأنما يبصق دون اهتمام وشعرت هي بالتوتر بل والمزيد الصدمة، ع***ة؟! لماذا يُلقبها بهذا وهي لم تفعل شيئًا؟ وما الذي ستقدم عليه من معه بعد ما قالته وما تفوه هو به؟. إلي أين يذهب بها هذا الزواج؟!
تذكرت كلماته مراجعة اياها بعقلها مرة ثانية.. هل سيعاقبها الآن أم متى؟ هل ستشعر بالآلم؟ ماذا لو آذاها أو سبب لها شيئاً مبالغ فيه؟!
تذكرت ما فعله معها منذ قليل وكم أخجلها ذلك، هل لم تكذب عندما أخبرته بأنها تريده ولكن لماذا وافقت على أن يعاقبها بكل هذه السهولة؟
تشتت أفكارها بين كل ما حدث وأرادت أن تعرف الكثير والكثير عن عقابها وعنه وعن الس***ة عمومًا، هل هي شيء جيد أم مُخيف مثل ما رآت؟ وهل هذا مستمر دائماً أم مجرد أثناء اللحظات الحميمية بين الرجل والمرأة؟ وحيرتها الأكبر كانت ما إذا ستتحمل أن تعيش معه بهذا الشكل أم لا!
فتشت عن الكثير عن طريق حاسوبها ولكنها لم تجد اجابة وافية وبداخلها آلاف التساؤلات الممزوجة بتعجبها، لماذا تركها الآن وذهب بعد أن وافقت حتى على أن تعاقب وبعد اقترابه الحميم منها بهذا الشكل؟.
وقفت أمام المرآة لتطلع مظهرها ثم ذهبت تبحث عنه لتجده نائم بسريره فآخذت تحدق به عن بعد.. لا تدري هل شكله مخيف أم شكله هذا يروقها بسبب ملامحه الجذابة؟
أقتربت من السرير ودنت لتتكأ بجانبه ثم حاولت أن تريح رأسها على ص*ره، فهو لتوه اقترب منها، ولتوها وافقته على ما يريده، متى سيتحول هذا الزواج لزواج طبيعي، تبًا لجرأتها ولكنه تريد أن ينتهي هذا التشتت برأسها..
ما إن شعر هو بما تفعله اجتذب شعرها بين يده متحدثاً لها بسؤال زاجر:
- ما الذي أتى بك هنا؟
نظرت له دون أن تجيبه لأنها تشعر بالريبة بل والخجل أن تُحدثه مباشرة بتفاصيل الس***ة الجنسية كما قرأت ورآت عنها أثناء بحثها ليزداد جذبه لشعرها البني الطويل لتصيح صارخة بتوسل:
- آه.. أرجوك.. لم أقصد شيء.. فقط أردت أن..
تلعثمت متألمة لتلعن فعلتها وفكرتها الساذجة بالإقتراب منه وشعرت بالحرج بينما تكلم بهدوء نافى جذبه لشعرها:
- أنا أسمعك
تهدجت أنفاسها بإرتباك واجابته على مكث وهي تحاول أن تتحاشى النظر له:
- حسناً.. أردت أن.. أن أسألك بعض الأسئلة لأن ذهني أصبح مشتتاً ولا أستطيع النوم ولا التفكير فوجدتك هنا وفكرت أن أنا..
قاطعها بمنتهى الجفاء ونبرة جامدة:
- لا أسمح لكِ بالنوم بجانبي حتى الآن! ما الذي ظننتِه بفعلتك؟
دموعها أنهمرت ليس لآلمها الذي تُحدثه قبضته بخصلات شعرها ولكن شعرت بالإهانة والإن**ار لما قاله وهي التي كان يتهافت عليها الرجال بأعينهم يومًا ما يأتِ الآن من يُحدثها بمثل هذه الطريقة، بينما بداخله شعر هو بمنتهى السيطرة والتلذذ عندما أغضب تلك النمرة التي ظنت بيوم ما أنها لن تعاقب.
كفكفت دموعها وهي تهمس بإن**ار:
- لم أكن أعلم.. سأغادر.. طابت ليلتك
توجهت للخارج بعدما ترك خصلاتها وهو يشعر بإبتعادها وما إن ابتعدت خارج المنزل بالقرب من الشاطئ حتى أنفجرت بالبكاء وشعرت أنه لم يتزوجها إلا لي**ر ذلك الكبرياء بداخلها وشعرت ربما أنه سيتخلص منها في النهاية بعد أن يفعل ما يريده ويسأمها. يا لها من فكرة ساذجة برأسها! لا تظن أنه يُريدها فقط سوى لرغبة جسدية بحتة!
لم تتوقف عن البكاء ولا تدري هل ما تُفكر به صحيحاً أم لا أم هو في الأساس هكذا أم ماذا عليها أن تفكر وشعرت بدوامة أفكار ليتعالى إنتحابها ولم يجعلها تتوقف إلا صوته المُتسائل بمنتهى البرود:
- لماذا تبكين؟
نشجت وسط شهقاتها المتعالية ودموعها تتساقط على وجنتيها:
- لا أعلم
آتاها تفسيره مُعللًا ما تمر به بمنتهى الثبات والثقة وكأنه لم يكن سبب من أسباب حُزنها:
- لم تتوقعي ولو للحظة واحدة أن أحداً سيرفضك أو لن يريد أن يتودد إليك فجرح كبرياءك وكرامتك
استمعت لقوله لتجد أن كلامه يصف ما تشعر به فنظرت له في تعجب امتزج بالكثير من المشاعر التي لا تدري كيف لها أن تعبر عنها وعسليتيها لا تزال تلتمع ببقايا عبراتها وبدأ نحيبها في السكون ومد يده إليها بكوباً فأمسكته لترى أنه قد صنع مشروب الشوكولا الدافئ..
تكلم بلهجة يبزغ بها السيطرة والثقة ممليًا المزيد من آوامره خلالها:
- سأتحدث معك لمدة ساعة واحدة عما يجول في خاطرك وبعدها ستنصرفين للنوم بمفردك وإن لم تنفذِ ما أقول لن أجيبك على أي شيء وسيتضاعف عقابك.. هل لدينا اتفاق؟
وكأنما لديها سواه تتحدث معه عن كل ما يجول بخاطرها!! اضطرت أن تومأ له بالإيجاب ولكن لم يعجبه هذا فقال بتحذير زاجر:
- عندما أسأل أحب أن أُجاب بصوت مسموع
لماذا عليه أن يكون بهذه الشخصية الغريبة؟ تن*دت وتماسكت داخلها ثم همست بصوت يُسمع:
- اتفقنا
فكرت مليًا بكل ما دار بداخل عقلها لهنيهة ثم بدأت تطرحها وهي تحاول تنظيمها داخل رأسها بكل ما شغلها منذ قليل لتستفسر بتردد وارتباك استطاع قرائته على ملامحها:
- هل تزوجتني فقط لتعاقبني وستتركني؟
نظر أمامه يتطلع سواد البحر في هذا الوقت من الليل واجابها بثقة:
- لن أتركك إلا أن أردتي أنتِ هذا
ارتشف من كوبه لتبادره بسؤال آخر بتوجس:
- هل أنت سادي؟
حصلت منه على همهمه بالإيجاب لتبتلع بذعر وهي لا تعرف سوى ما رآته على شاشة حاسوبها لتتسائل بخوف امتزج بخجلها:
- هل ستعذبني كل مرة تقترب مني.. أقصد في السرير
فنظرت بعيدًا عنه في غير مرمى بصره ليباغتها متيقنًا بما يُريد التوصل له:
- تقصدين عندما اضاجعك؟
وما إن قال تلك الكلمة حتى **ت الحمرة وجهها بأكمله ولكنه واصل كلماته ببساطة شديدة:
- ليس ضروريًا، وسيتوقف عليك أنتِ الأخرى.. وعندما أحدثك تنظرين إلي وإلا لن أتحدث معك ثانية!
شعرت بالخوف يتملك سائر دمائها وارتفع رجيف قلبها فألتفتت له بسرعة فهي لا تريد أن تفقد المزيد من التبريرات منه الموضحة لما ستكون عليه حياتهما معًا واعتذرت بعفوية ولباقة اعتادت عليهما:
- حسناً.. آسفة
شعر برضاءٍ طغى بداخله ثم سألها بمكر اخفاه ببراعة:
- على ماذا؟
ضيقت ما بين حاجبيها متريثة هنيهة وهي تبحث عن سببٍ لإعتذارها فأجابته بتردد:
- لأنني قمت بشيء لا تحبذه!
لم تدرِ ما هذا الهراء الذي تفوهت به بينما أعجب هو بذلك كثيرًا وكاد أن يبتسم ولكنه لم يرد أن يبالغ واكتفى بإطراء بسيط:
- فتاة جيدة
تزايد الصمت للحظات بينما فضولها لم يسمح لها بالإنتظار أكثر فسألته بإعتدال:
- هل من الممكن أن تتحدث معي عن الس***ة قليلاً؟ فأنا بالكاد أعرف عنها شيئاً!
حدق أمامه دون النظر لها ثم تكلم وكأنما يحفظ ما سيقوله عن ظهر قلب:
- أعلم أنك حاولتي البحث بخصوص هذا الموضوع ولكن كل ما وجدتيه هو كيف أن الطرف السادي هو الذي يُعذب ويتحكم ويسيطر حتى بدا لكِ عن أن عالم الس***ة ملئ بالعنف وربما يظهر للبعض إنه كمرض نفسي ولكن، العلاقة بين السادي وخاضعته مليئة بالثقة، كيف أن تثقين بأن الذي أمامك وهو يملكك ويملك زمام كل شيء بين يديه لن يضرك بالرغم من أن في استطاعته ولكن لا يرضى لك هذا، كيف وأن ذلك الشخص السادي ينظم حياتان معاً، يعمل على حماية الطرف الآخر، ومهما بلغ أمر تقبل المخضوعة له لن يضرها ولن يأذيها وسيعاملها بكل ما تستحق وتتحمل..
نظر لها ليرى تأثير كلامه عليها ليجد أنها وقعت في الحيرة وانتظر سؤالها التالي فحدقت به وتسائلت:
- هل لو وافقتك على كل شيء سنكون مثل الأزواج الطبيعين وسنجد السعادة سويًا؟
عقد حاجباه واجابها بهز رأسه بالموافقة واجاب:
- لو فعلتِ كل ما أريد سأكون سعيدًا وبالتالي سينع** هذا على علاقتنا وسنكون سعداء!
زمت شفتاها بتردد وحمحمت وهي تبحث عن المزيد من الأسئلة بداخلها لتتعجب من جديد:
- هل أنت سادي منذ أن كنت صغيراً؟
رد بسرعة وقد بدأ بالإنزعاج لغوصها بماضيه:
- أكتشفت ميولي وأنا بالثامنة عشر
رطبت شفتاها وقد لاحظت بعض الإنزعاج على ملامحه فتسائلت مجددًا:
- هل كان لد*ك رفقة.. يعني أقصد.. مممم..
تلعثمت لعدم علمها ماذا تقول بطريقة لا تكون مُخجلة فسكتت رغمًا عنها لتجده يُكمل بدلًا منها:
- أتقصدين جواري وخاضعات ونساء في المُطلق؟
نطق بكلماته بمنتهى البساطة وهي التي قد توترت من تلك الكلمات التي شعرت أنها غريبة عليها للغاية فأومأت ليجيبها بإقتضاب:
- بالطبع
لماذا اجاباته بأكملها لا تُشفي عقلها المُلتاع لإيجاد المزيد من التفسيرات؟ لابد من معرفة المزيد وعليها التحلي بالجرأة فسألته:
- هل وقعت في الحب من قبل؟ مع أي منهن؟!
نظر لها وصمت ولم يجبها ثم آتت اجابته لتكون بعيدة كل البُعد عن الإجابة المُنتظرة وهو يرى أن لو استمرت هذه المُناقشة بينهما ستقود لكل ما لا يُريد التحدث بشأنه:
- ستعلمين ذلك ولكن ليس الآن
جاء صوته غريبًا، ربما متألمًا أو منزعجًا، أدركت أن هناك لغزًا وراء ما سألته فقررت أن تغير مجرى الحديث لتجد بداخلها المزيد فاستفهمت منه بصوتٍ اهتز خوفًا:
- هل ستؤذيني؟
نظر لها متفحصًا اياها وهو يُحاول أن يُطمئنها بعينيه واجاب بلهجة مؤكدة:
- لن يحدث
ضيقت ما بين حاجبيها بإستغراب وهي لا تزال تتذكر تلك الصور التي وجدتها خلال بحثها فسألته:
- إذن، كيف ستعاقبني على ما فعلت؟
اجابها بصرامة:
- ستختبرين هذا بنفسك..
تفقد ساعة يده ثم تشدق آمرًا:
- هيا لقد أنتهت الساعة فلتذهبي للنوم
ودت لو تسائلت بالمزيد ولكنها لم تجد سوى أن تومأ بالإيجاب ثم توجهت للداخل وتريثت قليلًا فعادت إليه و أخبرته كمحاولة منها أن تغير هذا الإضطراب بينهما:
- طابت ليلتك..
ودته يحدق بها متفحصًا وأومأ لها ليُعقب بنبرة لينة:
- وليلتك..
أخبرها ولكن ليس بجفاء ككل مرة فابتسمت بإقتضاب ثم توجهت للداخل لغرفتها وبعد دقائق استغرقت خلالها بالكثير من الأفكار استطاعت أخيرًا أن تنام ببعض الريبة مما تخيلته معه..
❈ - ❈ - ❈
❈ - ❈ - ❈
لم ينم طوال الليل، كيف أعجبه وأرضاه غروره بإستجابتها واعتذارها بهذه السرعة، كم بدت بريئة للغاية وهي تسأله تلك الأسئلة التي لم ترتب لها وتنقلت على لسانها برقة عفوية لم تقصدها صراحةً..
تعجب لسؤالها المستفسر عن ما إذا أحب إمرأة أخرى، يا تُرى هل تشعر نحوه بشيء وهل ستُحبه بعد معرفة كل شيء عنه؟ أرقه هذا السؤال مُتخيلًا العديد من الإفتراضات خاصة وأنه قد بدأ بذلك قبلها، منذ أن رآها بمكتبه قد قرر أنها لن تكون إلا له، وبعد ما توصل له بإقرارها ليلة أمس شعر بتلك الإرادة بداخله ورغبته في ألا يبتعد عنها..
أقترابها منه هكذا جعله يريدها أكثر ولكن يجب أن يسير كل شيء وفق إرادته وكيفما يحلو له فهو لم يكن أبدًا الرجل الذي يُنفذ ما تريده النساء، أو على الأقل هذا ما تعلمه منذ سنوات!
❈ - ❈ - ❈
❈ - ❈ - ❈
استيقظت مبكراً لتشعر بوجوده حولها عندما تسرب عطره لأنفها ونور الصباح يملئ غرفتها لتعلم أنه هنا في مكان ما.
جلست على سريرها تحاول فتح عيناها بصعوبة لتراه جالساً أمامها على الأريكة فتعجبت لأنه لم يفعلها ولو لمرة واحدة من قبل منذ أن تزوجا لتستيقظ وهو بجانبها ف أخبرته بإبتسامة ناعسة:
- صباح الخير
تكلم آمرًا دون أن يُبادلها تحية الصباح التلقائية:
- هيا أحزمي أمتعتك وتجهزي.. سنعود اليوم ولا تخبري أحد بذلك
تعجبت لما أخبرها به ولجفائه الذي عاد فجأة بدون انذار فتسائلت بعفوية:
- هناك عشرة أيام باقية، لماذا لا نقضيها هنا؟
سألها بلهجة لا تقبل النقاش بصرامة واضحة:
- هل هذا إعتراض أم عصيان؟!
أحقًا، سؤالها هذا يعتبره اعتراض وعصيان، كيف ستتعامل معه لتنجح بهذا الزواج؟ لم يتبق لها سوى أن تدارك ما قالته فتلعثمت مجيبة:
- لا، لا أقصد، إنما فقط.. أعتذر لك..
حاولت ألا تغضبه وهي تشتق من هذا الحديث الذي دار بينهما ليلة أمس، فعندما تعتذر له يسكن وكأن شيئًا لم يكن وهي في حاجة لبعض الهدوء حتى تستكشف ما وراء هذا الزوج الذي لتوها وقعت معه في علاقة لا تعرف ما نهايتها فوجدته يومأ لها بالموافقة ثم باغتها بالمزيد من كلماته الجافة الآمرة:
- أمامك ساعة كحد أقصى
ترك غرفتها لتنهض مسرعة لتحاول ألا تتأخر خاصة وأن ليس لديها الوقت وهي لا تدري على تشعر بأنها مُرغمة أم هي حقًا تريد أن تعرف الكثير عنه وعن طريقته الغريبة وأخذت تحزم أمتعتها بعد أن فرغت من آخذ حمامها الصباحي وقبل أن ينتهي الوقت بربع ساعة بحثت عنه لتجده قد أرتدى ملابسه بكاملها ومستعد للمغادرة في انتظارها فأقتربت وهي تحدثه بصوتٍ مسموع:
- لقد أنتهيت.. أنا مستعدة
تفقد الوقت بساعته وأُعجب بإمتثالها آوامره وقلب شفتاه بإعجاب مُطريًا عليها:
- فتاة جيدة.. ستجدين طعامًا بالمطبخ فلتتناولي بعضاً منه..
تفحصها جيدًا وهو قد لاحظ بالأيام الماضية أنها تتهرب احيانًا من تناول الطعام وتريث ليستمع لردها ليرى هل ستوافق وتطيعه أم ستُجادل ليجدها تتكلم برفض عفوي:
- شكراً لك ولكن لا أشعر بشهية الآن
تكلم بلهجة ساخرة والوعيد يُغلفها:
- فلتعيدي ما قلتِ أظن أنني لم أستمع جيدًا..
سقطت كلماته عليها لتدهشها، لم تتصور أن تحكمه قد يصل حتى لما تأكل ومتى تستيقظ ورآت شبحًا من الغضب قد بدأ في أن يأخذ طيفه على وجهه لتلعن أسفل أنفاسها وقالت لتنتهي من هذه الملامح التي ارتسم عليها الغضب:
- أنا آسفة سأذهب لتناول الطعام
غادرت مسرعة ولم تر تلك الإبتسامة التي عجت بالزهو على شفتيه عندما ارضاه أستجابتها له بل وأعتذرت مجددًا.. كان لحن إعتذارها على أذناه جديدًا وممتعًا للغاية وسيعمل بمنتهى الجدية على أن يستمر دائمًا وأبدًا في ترنيم اذناه..
❈ - ❈ - ❈
❈ - ❈ - ❈
ما إن أنتهت الساعة توجه إليها ليراها قد تناولت قدرًا لا بأس به من الطعام الذي أعده لها ليتكلم بنبرة مُص*رة للتعليمات:
- هيا الآن قد أنتهى الوقت
تبعته لترى أنه قد رتب كل شيء بالسيارة فركبت بجانبه وانطلقا للمطار ومر كل شيء بسرعة حتى جلسا في طيارته الخاصة التي آتيا بها إلي هنا.
عم الصمت حولهما ولكن كان هناك ضوضاء برأسها بينما هو كان يُفكر فيما سيفعل معها، وكيف ستتلقاه، يموت شوقًا لإستماع توسلاتها وصرخاتها بغرفته الخاصة بمنزله.. يريد أن يفعل الكثير.. لو فقط يستطيع أن يُطوي هذه المسافة اللعينة، لو كان يملك المقدرة على السفر عبر الوقت لكانا الآن بمزله، ربما لم يكن عليه السفر منذ الأساس!
وهي الأخرى كان يدور في خلدها الكثير، سرقت بعض النظرات إليه بينما كان يطالع شيئًا بهاتفه، شعره بدأ في أكتساب طولاً مما جعلها تتمنى أن تتلمسه، لم تلحظ كيف شفتاه تلك تبدو مثيرة من قبل، وتذكرت ما فعله بها ليلة أمس لتبتسم ابتسامة صغيرة بخجل.
زجرت نفسها لتفكيرها المُراهق كالفتيات الصغيرات، هناك الكثير الذي يجب أن تنتبه له، عليها أن تخبره بطريقة لبقة أن تحكماته تلك مُبالغ بها للغاية، عليهما بالتأكيد أن يصلا لحل وسطي كي تستمر وتنجح هذه العلاقة!
لم يقطع تلك اللحظات إلا المضيفة التي دخلت عليهما ولم تتوقف عن تفحص "عُمر" بنظرات لم تجد هي بها سوى أنها تملؤها العهر لتمتعض ملامحها لتلك المرأة التي تحدثت بالإنجليزية:
- أتمنى أن تكون مستمتعاً بالرحلة..هل تريد أن تتناول شيئاً سيدي؟
يا لها من نبرة لعوب مليئة بالعُهر!! ازداد غضبها الشديد تجاه ما سمعته وخاصة أنها وجهت حديثها إليه دونها وكأنها غير متواجدة فأجابتها مسرعة بكبرياء وتعجرف:
- سأتناول قهوة باللبن مضاف إليها نكهة الفانيليا
جاءت نبرتها آمرة كمن تقول أنا هنا أيتها الكفيفة ليتعجب منها "عمر" وثقبها بلمحة سريعة بطرف عينيه ونظر إلي المرأة ثم أجاب بنبرة رسمية:
- قهوة سوداء دون سكر
ابتسمت حتى ظهرا صفي اسنانها ومجددًا وجهت حديثها إليه متسائلة:
- هل هناك شيئا آخر سيدي؟
كاد أن يجيبها ولكن اندفعت هي بلهجة آمرة انع** صداها مؤثرًا للغاية بل حتى ظنها أنها تفعل هذا أفضل منه:
- فلتذهبي
تعجب منها وانتظر إلي أن غادرت المرأة ليتحدث بنبرة هادئة لم تكن تعلم أن بطياتها استتر الغضب اللاذع:
- أرى أنكِ جيدة في إلقاء الآوامر.. هذا لن يحدث في وجودي مجدداً
التفتت له وقالت بإندفاع عفوي مصاحب لغضبها ونبرة كانت غاية في الإصرار:
- وأنا لن يتفحص زوجي أي إمرأة بتلك النظرات الرخيصة
ضيق عينيه بإتجاهها ليسألها بطيف ابتسامة على شفتاه:
- هل شعرتِ بالغيرة؟
أشاحت بوجهها بعيدًا عنه وقد **ى الغضب ملامحها وكذلك الإمتعاض لهذا السؤال الغ*ي ليأمرها بجفاء:
- عندما احدثك تنظري إليّ.. ألم ألفت نظرك لهذا الأمر بالأمس؟
التفتت له بعصبية ثم هتفت به مُجيبة في حنق:
- ليس هناك حق لأي إمرأة أن تنظر لك مثل تلك النظرات.. ألم ترى أيضًا كيف تجاهلتني تمامًا وكأنني لست هنا، أنا روان صادق لا يتم تجاهلي بمثل هذه السخافة!!.. يكفي أنني لم أفقد أعصابي بسببها
غمرته السعادة من ردة فعلها وكأن تلك الفتاة ذات الكبرياء القديمة عادت وبقوة شديدة الآن ليجد أخيرًا ما سيدفعه أن يعاقبها هنا حتى قبل العودة إلي المنزل، هو حقًا نفذ صبره، حاول التحمل والسيطرة على نفسه بكل تلك الأيام ولكن هذه كانت بمثابة النهاية لكل تصرفاتها، ليرى إذن ما لديها:
- أولاً لا ترفعي صوتك.. ثانيا ما فعلته المضيفة هذا من باب التعود فلم يُسافر غيري هنا.. ثالثاً لم تقمي بإجابة سؤالي ولا تريدين أن تضيفي هذا لقائمة ما ستعاقبين عليه! القائمة طويلة بالفعل ولقد اكتظت بسلوكك غير المقبول، يكفي انني نبهتك كثيرًا!
التفتت له بملامح مستهجنة للغاية وفطرتها لم تقبل مثل تلك التراهات لتُصيح به:
- حسناً.. أشعر بالغيرة لأنك زوجي.. وبما أن هذا من باب التعود هل مارست عليها هي الأخرى عقابك؟ هل..
توقفت قبل أن تُكمل سؤالها ليرى الغضب بعينيها ينهمر بصحبة شرر الغيرة اللاذعة وهناك رفض قاطع منها كإشارة له على بعض التأديب اللازم لتصرفاتها فتوجه للباب وأوصده من الخلف ثم أتجه نحوها آمرًا:
- على ركبتيك.. هيا!
❈ - ❈ - ❈
❈ - ❈ - ❈
يُتبع