أجاب عكاش" إنه السيد أوندر دميرهان..خال الآنسة هزان" رفع ياغيز حاجبه
استغرابا و سأل" و كيف عرفت أنه هو؟" وضع عكاش يده في جيبه و أخرج ولاعة
ذهبية.نقش عليها اسم اوندر دميرهان و مدها إلى ياغيز و هو يقول" لقد وُجدت
هذه الولاعة بالقرب من المخزن" تفحصها ياغيز و قرأ الإسم المنقوش عليها ثم
قال" غريب..لماذا قد يفعل خال هذا بابنة أخته؟" ابتسم عكاش و قال" سيد
ياغيز..يبدو أنك لا تعرف بما حدث في السابق بين الأخ و أخته" سأله" و ماذا جرى؟
أخبرني" حكى له عكاش الحكاية كلها ففهم ياغيز أن اوندر يريد أن يحطم حياة
هزان بأية طريقة و أنه يريد أن يمنع ابنه من مساعدتها أو التقرب منها..أخفى
ياغيز الولاعة في جيبه و دخل إلى مكتبه..في المساء..ساعدت هزان أختها في حل
بعض الواجبات المستعصية ثم دخلت إلى غرفتها لكي تجهز نفسها للحفل..ارتدت
فستانا طويلا بلون أزرق سماوي ..ياقته عالية و ظهره عاري ..به شق بين الن*دين
و ينسدل على جسمها مظهرا تفاصيله..جمعت هزان شعرها كله واضعة فيه دبوسا
على شكل نجمة..و زينت رقبتها بعقد والدتها الألماسي و اذنيها بأقراط تناسبه..ثم
وضعت مساحيقا بألوان هادئة و حملت حقيبتها الصغيرة الزرقاء اللون و احتذت
حذاءها العالي الكعب و خرجت..ركبت سيارتها و انطلقت إلى الحفل..في
الباب..وجدت كمال واقفا يستقبل ضيوفه..كان يرتدي بدلة بيضاء اللون و قميصا
أ**دا ..ابتسم فور رؤيته لها و صافحها قائلا" مرحبا هزان..الآن يمكن للحفل أن
يصبح ذا معنى" ابتسمت هزان و ضغطت على يده فتألم و قال" آخ" نظرت هزان
إليه ثم تأملت أصابعه فرأت آثار حروق عليها..سألت بقلق" ماهذا؟ كمال..ماذا
حدث ليد*ك؟" سحب يده من يدها بسرعة و أجاب" كنت أضع ابريق الشاي على
النار و حملته بيدي مباشرة دون انتباه..لا تقلقي..انها بخير الآن" ابتسمت هزان و
تجاوزته للداخل..وجدت هزان بعض معارفها كالمحامي سليم و زوجته فوقفت
معهما و انهمكوا في الحديث..وصل ياغيز مرتديا بدلة رمادية اللون و قميصا
أ**دا..صافح كمال و أسرع بالدخول باحثا عن هزان بعينيه..رآها تقف في زاوية
بعيدة..تأملها مطولا ثم اقترب منها و همس " أنت رائعة الجمال" التفتت هزان إليه
و ابتسمت و هي تقول" شكرا لك سيد ياغيز " ..هم بإجابتها لكنه رأى أوندر دميرهان
..يدخل ..اشتعلت عيناه شرارا و بدا الغضب جليا على ملامح وجهه..التفت ياغيز لهزان و قال" عن إذنك هزان" و ابتعد عنها و وقف أمام أوندر ممسكا
إياه من ذراعه و هو يقول" سيد دميرهان..تعال معي..هناك ما يجب أن نتحدث عنه
معا" نظر إليه أوندر باستغراب و قال" عفوا؟ هل أعرفك؟" تكلم ياغيز من بين
أسنانه" ستتعرف علي بعد قليل..تفضل معي" و سحبه من يده فتبعه إلى
الخارج..وقف ياغيز أمام أوندر و قال" أنا ياغيز إيجمان..صاحب أرض عائلة
شامكران عن طريق الرهن" رد أوندر" تشرفنا سيد ياغيز.. مالأمر؟ هل من
مشكلة؟" نظر إليه ياغيز بغضب و أراه الولاعة و هو يقول" هل تعرف هذه الولاعة سيد
أوندر ؟" مد أوندر يده ليأخذ الولاعة لكن ياغيز أبعدها عنه ..قال الرجل"
نعم..إنها ولاعتي" ضحك ياغيز بسخرية و قال" نعم..ولاعتك التي أحرقت بها
محصول الأرض..ألم تكتفي بما فعلته مع أختك في السابق؟ لماذا تريد أن تؤذي
هزان؟" رفع أوندر حاجبه باستغراب و علق" سيد ياغيز..عم تتحدث؟ أنا لم.."
قاطعه" اسمعني جيدا سيد أوندر ..ان كنت تظن أن هزان وحيدة و أنك تستطيع أن
تؤذيها فأنت مخطئ..أنا معها و لن أسمح لأحد بأن يسرق جهدها و تعبها..حتى لو
كنت أنت..هل هذا واضح؟ ..إذا فكرت أن تفعل شيئا من هذا فتأكد أنك ستجدني
أمامك" و ابتعد من أمامه عائدا إلى الحفل..في الداخل..وقفت هزان بجانب
البوفيه و ملأت طبقها ببعض الوجبات الخفيفة و أخذت تتناولهم ..وقف كمال
بجانبها و قال" عزيزتي هزان..هل أعجبك الحفل؟" هزت رأسها و أجابت"
نعم..الحفل ممتع..و الأكل لذيذ جدا" ابتسم و قال" بالهناء و الشفاء" صمت قليلا
ثم أضاف و هو يضع يده على كتفها" هزان..أردت أن أخبرك بأن أبي قد يأتي الليلة
إلى هنا..أتمنى ألا تتضايقي من وجوده" وضعت هزان الطبق على الطاولة و قالت"
لا..لا مشكلة..هو أبوك..و من حقه أن يكون معك" لامست أصابع
كمال وجه هزان و هو يقول" أنت شخص رائع حقا" و مع انطلاق الموسيقى..وضع
كمال يده على ظهرها العاري و سأل" هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟" ابتسمت
هزان و قالت" بكل سرور" و تبعته إلى الفضاء المخصص للرقص تحت أنظار ياغيز
.المشتعلة غيرة عليها..رقصت هزان مع كمال الذي كان يلتهم وجهها بعينيه المتفحصتين..ابتسمت هزان و
أبعدت عينيها عنه..التقت نظراتها بنظرات ياغيز الغاضبة..أشاحت بوجهها عنه و
هي تستغرب تصرفات ياغيز و نظراته..راقب ياغيز يد كمال الذي تحركت بحرية
على ظهر هزان العاري و عيناه اللتان كانتا تتجولان على وجهها..شعر أنه يكاد
يختنق ففتح أزرار قميصه العلوية و مرر يده على خصلات شعره ثم أخذ كأسا من
الويسكي و احتساه دفعة واحدة..يريد أن يبعده عنها ..و أن يمنعه من لمسها..و من
النظر إليها..و من الحديث معها حتى..نيران الغيرة تلتهم قلبه و تكوي جنبيه..بين
ذراعي كمال ..تمايلت هزان على أنغام الموسيقى..همس كمال في أذنها"
هزان..أريد أن أعرض عليك عرضا" سألت" ما هو؟" قال" أنا أريد أن أساعدك بأية
طريقة لكنك لا تسمحين لي..ما رأيك أن أسدد أنا قيمة الرهن لياغيز و تتخلصي
منه و من شره..و تستطيعين تسديد المبلغ المطلوب لي عندما تجمعينه..ما
رأيك؟" صمتت هزان قليلا ثم قالت و هي تنظر إلى وجه أوندر الذي كان يراقبهما
بغضب" كمال..كما أخبرتك سابقا..لا يمكن أن أقبل ذلك..والدك يرفض أن تقترب
مني أو أن تساعدني ..لا أريدك أن تتواجه معه من أجلي..شكرا لك لأنك تفكر بي و
تريد أن تساعدني..لكن..لن أستطيع أن أقبل..أنا آسفة" قال كمال بنبرة غاضبة" و
إلى متى ستبقين تحت رحمة ذلك المتكبر؟ إنه يستغلك و يعاملك بقسوة..أرجوك
هزان..فكري أكثر بعرضي" ابتسمت هزان و قالت" مع أن الإجابة ستكون هي
.. "نفسها..لكن..حسنا..سأفكر"..
توقفت الموسيقى فابتعدت هزان عن كمال و دخلت إلى الحمام..و ما هي إلا
لحظات حتى فتح ياغيز الباب و دخل عليها..نظرت إليه هزان باستغراب و سألت"
مالذي تفعله هنا؟ هذا حمام النساء" تقدم ياغيز منها و أمسكها من ذراعها بأصابع
انغرزت في لحمها بشدة و قال بعصبية" كيف تسمحين له بلمسك و الإقتراب
منك؟ قولي..كيف؟ " قالت بسذاجة" عفوا..لم أفهم..عم تتحدث؟" قرب ياغيز
وجهه من وجهها حتى صار أنفاسه الحارة تحرق وجنتيها و قال" كمال..كيف
تسمحين له بملامسة ظهرك بتلك الطريقة الو**ة؟" رمقته هزان بنظرات حادة و
سألت" وبأي حق تحاسبني يا هذا؟ هل سأبرر لك لماذا رقصت مع ابن خالي؟
غريب" تمتم" هزان..لا تفقديني صوابي..ليس من حقه أن يلمسك..أنت.." و صمت فجأة
فصاحت به هزان" أنا ماذا؟ هل أنا مرهونة لك مع الأرض ؟ هل تعتقد أن كل الناس
وقحون مثلك؟ كمال انسان طيب و محترم و لا يعاملني بقذارة مثل غيره" كلامها
استفز ياغيز و أثار جنونه فألصقها بالحائط و حاصرها بجسمه و هو يقول" هزان..أنا
أمنعك من الاقتراب من كمال بعد اليوم..هل هذا واضح؟ و إلا رأيت مني ما لم تريه
سابقا" ضحكت هزان بسخرية و سألت" بأي حق تمنعني ياهذا؟ هل نسيت نفسك؟
أنت لا تملكني و لا سلطة لك علي..سأقترب منه و سأكلمه و لن تستطيع أن
تمنعني لأنه لا يحق لك ذلك أصلا..هل فهمت؟" أحاطها ياغيز بيديه و قرب وجهه
من وجهها و همس" هزان..حاولي أن تفهميني..أنا لا أريدك أن تكرهيني..على
العكس..أريدك أن" قاطعته" هل تريدني أن أحبك؟ كيف؟ كيف أستطيع أن أحبك و
أنت تعاملني بقلة احترام؟ كيف أحبك و أنت تحاول أن تسلب مني أرضي و
شرفي؟ كيف.." وضع ياغيز اصبعه على فمها ليسكتها و قال" هزان..أنا أريدك أن
تحبيني..أن تبحثي في أعماق عيني عما أكنه لك من مشاعر..أريدك أن تري وجهي
الحقيقي..أريد أن أكون معك ياغيز الأصلي الذي لا يعرفه أحد غيرك..افتحي قلبك
لي..و اسمحي لي بالاقتراب منك..أرجوك" حملقت هزان فيه غير مصدقة ما
تسمعه منه و ما لامس قلبها من كلمات..عيناها التقتا بعينيه البلوريتين و غرقتا
فيهما..أنفاسه الحارة ألهبت وجهها و جعلت الدماء تغلي في عروقها..شفاه ياغيز
اقتربت من شفاهها ..همس" هزان..ستخبرك شفتاي بما أشعر به تجاهك" و أهوى
بفمه على فمها يقبلها و يطيل تقبيلها..استسلمت له هزان و بادلته قبلاته الرقيقة
..التي سرعان ما تحولت إلى معركة طاحنة بين الشفاه..