رواية (شغاف القلب) للكاتبة سلمي سمير

الحقيقةالخادعة البارت الاول شغاف القلب ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆ حياة عبير بعد انتحار إلياس تقوم دكتورة الرعاية بإسعاف عبير ، التي تستجيب بصعوبة لمحاولات افاقتها وانعاش قلبها و كانها فقدت الرغبة في الحياة، وفضلت الاستسلام للموت وبعد محاولات مضنية تفوق من الاغماء، تفتح عيناها مرغمه لتجول فيما حولها لتري الفتاة التي ساعدتها في الدخول الي الياس بالأمس تتشبث بها وتسالها بحزن ورجاء" ارجوكي قوليلي ان إلياس عايش، ومماتش وسابني وحيدة اقاسي الحياة من غيره ، واعيش بالذنب اللي هيقتلني لاني السبب في اللي حصله ولحرماني من سعادتي معه تمسك يدها وتبتسم لها بحنان" لا يا حبيبتي المهندس الياس عايش وبخير، الخوف دلوقتي عليكي لان عدم استجابتك للافاقة مؤشر خطر تنتهض عبير منتفضه من علي السرير تريد فصل المحاليل والاجهزة التي كانت تقوم علي انعاشها بعد ان دب الحماس في اوصالها فجاة لتهتف بحرارة" انتي بتتكلمي بجد إلياس عايش!! طيب هو فين وليه العمال اللي كانو هنا قالولي انه مات؟! وهو انتقل لغرفة تانية ولا وضعه اية طمنيني بسرعة تربت عليها الطبيبة بعطف " اهدى يا مدام ريري انتي حاليا اللي محتاجه للراحة ، ولا هتكوني ع**دة زي جوزك اولا العمال كانوا بيتكلموا علي استاذ رياض اللي كان في الانعاش ومات والمهندس الياس حل محله فالعمال ميعرفوش ان في حالة دخلت مكانه، اما هو فين ده مقدرش اجاوب عليه لان بعد اللي عمله الصبح محدش قدر يسيطر علي غضبه وخرج بدون اذن خروج! تحدق اليها عبير بفزع واستغراب" خرج ازاي خرج ! انت قولتيلي ان حالته خطيرة جدا وصعب تطمنيني علي وضعه غير بعد ٢٤ ساعة تهز الطبيبة راسها بضيق" فعلا قلت كده وده بسبب كمية النزيف، كان حظه حلو ان الرصاصه أصابت كتفه واخترقت اللحم من العظام، لكنه نزف بغزارة وحصله هبوط حادة وكاد قلبه يقف، وكان لازم يفضل بالرعاية يومين علي الاقل، لكن مجرد ما فاق الصبح، فصل الاجهزة والمحاليل، واصر علي الخروج ضارب بكل التحذيرات له عرض الحائط، واشتد غضبه لما قلت له ان زوجته اخدت كل متعلقاته منهم ثيابه ومفاتيحه الخاصه ثار علينا وقال انه مش متجوز وطلب من احد الممرضين يعطيه طقم من بتوع التمريض وخرج ومحدش قدر يوقفه تاخذ عبير نفس عميق لتسالها بارتباك" معلش هو سؤال صغير، انا سمعت حاجه كده وعايزة اتاكد منها، سمعت وانا مغمي عليا سمعت حد بيقول انه متجوز اتنين تقصدو مين الياس ولا حد تاني؟!! تبتسم لها وتطمئنها قائلة" فعلا حصل بس الكلام علي المريض اللي اتوفي، لانه كل ما كان بيفيق من الغيبوبة،كان بيطلب زوجته الاولي،وفي مرة زوجته الثانية هنا وقت ما فاق وسمعته وطلبت منه يطلقها رغم انها حامل وقالت انه خدعها ومعرفهاش انه متجوز قبلها اظن كده اطمنتي، بس انا ليا عندك رجاء ياريت ترجعي المهندس الياس بسرعه للمستشفي ، لانه ممكن ينهار فجأة من المجهود اللي عمله ومحدش هيقدر ينقذه وقتها تبتلع عبير إرياقها بخوف وارتباك " هحاول بس ممكن اكلم الطبيب المعالج لحالتة يفهمني وضعه ايه ومخاطر اللي عملها بخروجه بالشكل ده تضحك بشدة وتنظر اليها بحيرة" استاذة ريري انا الطبيبة المسؤوله عن متابعة حالة المهندس إلياس، انا عارفه انك بتحسبيني الممرضه ،لاني كنت لابسة لبس تمريض لما سمحت ليكي تدخلي تطمني عليه، لكن الطقم الخاص بي، كله كان ملطخ بالدم من محاولة انقاذة والطبيب اللي اجري لية الجراحه مش موجود حاليا ، لكني عندى كل تطور حالته ،هو حاليا محتاج يعوض الدم اللي ففده والراحه والهدوء وعدم التعرض لأي توتر الاهم من كل ده انه يرجع المستشفي باسرع وقت ممكن تجنب لانهيار اعضاءه الحيوية فجأه او يصيبه هبوط حاد في الدورة الد**ية يؤدي بحياته تتطلع اليها عبير بخزن وخوف" اوعدك انا هحاول ارجعه باسرع وقت، وانا متشكرة لكي لرعايتك له ولانك خلتيني ازوره امبارح لتهتف محدثا نفسها" اتمني من ربنا اني الحق ارجعه ليا ووللمستشفي قبل ما يفوت الاون واخسره للابد وتستأذن من الدكتورة وهي تتمني ان تعيده اليهم بسرعه ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆ تخرج عبير علي عجل من المستشفي وتركب سيارة د/ عدلي التي استعارتها منه ،وتنطلق مسرعة الي بيت العزبة لثقتها بانه المكان الوحيد الذي سياتي اليه إلياس وتقترب من المزرعة لتنظر الي البيت بامل ورجاء بان يكون الياس عاد إليه لتري جسد احدهم متأكا علي الباب تبتلع ريقها وتترجل من السيارة وتقترب رويدا رويدا ، لتتأمله بحب وشووق وقلبها يهفو اليه تريد ان تحتضنه يشعر بها الياس ليلتفت وراءة ويراها تحدق به بشدة وتغيم عينه ويهتف بغضب ممزوج بحالة من الاعياء الشديد" عبير أنتي هنا بتعملي ايه ؟ مش معقول دكتورك المحترم بلغك بحالتي وجيتي علشان تتاكدي من موتي !! تدنو منه وبعينها مزيج من الالم والشوق لتهتف بخفوت" لاء يا إلياس انا جيت علشان اطمن عليك واقف جمبك، فعلا دكتور عدلي بلغني باللي حصلك ،ومصدقتش الياس الانسان العاقل الرزين يضعف ويوصل للانتحار يضحك بصعوبة وهو يتحامل علي إلمه" وانت تعرفي اية عن إلياس !! علشان تقدري تحكم عليا او تفهمي ايه هي قدرتي علي الأحتمال ليهز راسه قائلآ بتهكم" يبقي انتي اللي بلغتيهم انك مراتي وأخدتي متعلقاتي صح يمد يده اليها بحقد مبطن ليقول بحدة" هاتي المفاتيح واتفضلي مع السلامه انا بخير متقلقيش عليا ترتبك بشدة من نظراته الحاقدة اليها ،تبتسم اليه بمودة قائلة" ايوة المفاتيح معايا بس انا مش همشي غير لما اقنعك ترجع المستشفي او اطمن عليك انك بخير فعلا يتطلع اليها بغموض وعينه تقدح شرآ رغم ذبولهم لاعياءه" لاء بجد ومن امتي الاهتمام ده، لياخذ نفس عميق متغلبآ به علي المه وحالته السيئة ليكمل" هو مش امبارح كان زفافك علي ابن خالتك شوقي بيه اللي هجرتيني وهربتي معاه،ولا هربتي منه ومن وعدك له بالزواج كعادتك لانك بتهربي من كل التزام اومسؤولية تبتلع إرياقها وتبلل شفتاها التي جفت من اشارته علي هروبها الدائم منه لترد عليه باستحياء" كنا هنتجوز فعلا لكن ماتمش ، لان مفيش قسيمة طلاق وربنا جعلها سبب علشان افوق لنفسي قبل فوات الآوان تراه يترنح بشدة محاولا التماسك لتقترب منه وتضمه الي ص*رها بقوة ليسند عليها وتصيح بها بحده ليه العناد اتفضل ارجع معايا المستشفي ،حالتك محتاجه متابعه وانت كده بتموت نفسك بالبطئ يرفع اليها عيناه المعاتبتان لها قائلا بصوت ضغيف " افتحي الباب خليني ادخل ارتاح ،وانسي موضوع المستشفي نهائي مستحيل ارجع لمجموعة المجانين اللي هناك تستسلم عبير لرغبته وتفتح الباب لتسنده وتساعدة علي الدخول وتمدده علي الاريكة الموجودة بالصاله ،تجلس بجوارة لكنه ينظر اليها بحدة" شكرا ليكي لحد كده واتفضلي روحي لعريسك،تممي زواجك منه ،ام قسيمة الطلاق تقدري تستلميها من اي محكمه تهز راسها بقوة رافضه حديثه " لاء يا إلياس مش هخرج واسيبك لوحدك وانت في الحالة دي ثم انا جاية هنا علشان اتكلم معاك لتفرك يدها بعصبية ويتملكها الخجل" انا عايزة اصلح كل حاجه بينا ،وارجعلك وكمان اساعدك ترجع ميراثك انا جاية النهاردة اوهب لك نفسي وحياتي كلها يتطلع اليها بنظرات غامضه وهدوء مريب ليتهكم عليها قائلا" بجد وكان ايه خلاكي طلبتي الطلاق، وهربتي من وعدك بانك تكوني ام لابنائي؟ عايزه تقوليلي ان اللي حصلي فوقك لنفسك ولا موضوع القسيمة دي كانت حجه!! ، شوقي رفض يتجوزك بعد ما منحتي نفسك له وبقيتي عشيقته ؟؟ تصرخ بجزع وتنهار باكية" انت بتقول ايه اتجننت يا الياس، انا لحد ما كنت في حضنك اخر مره كنت كارهه الزواج، حنانك عليا هو اللي خلاني اتقبل العلاقه، ازاي تتهمني في شرفي ليضحك بتهكم ظاهر" انا بهينك في شرفك واللي عملتيه مجلبش العار عليا وعلي ابوكي ومرمطتي شرفك بالوحل فوقي لنفسك يا عبير كل اللي بيحصل من طيشك وافعالك ، تسمحي تقوليلي لما طلبتي مني الطلاق قولتيلي ايه تحبي افكرك؟ طلقني يا الياس انا خدعتك وكنت معاك علشان اقدر اهرب منك، طلقني احفظ كرامتك قبل ما اخونك والوث شرفك فاكرة مش ده كلامك وفي الاخر تقوليلي بهينك تضع يدها علي اذنها وتصرخ بحسرة" اسكت ارجوك اسكت ارحمني من كلامي الغ*ي، ايوة قلت لكني عمري ما كنت اقدر اخونك او اكون لراجل غيرك، انا اتخلقت ليك انت وبس ، قبل ما تملك قلبي ملكت روحي ونفسي وجسدى ، انا كنت لك حتي قبل ما اتولد تبكي وتحاول تريح راسها علي ص*ره لكنه يبعدها عنه" تزيد من بكائها لرفضه لها ان تكمل حديثها وبالم يقطر عشقآ" تقول ايوه يا الياس دي الحقيقه اللي عمري ما هقدر انكرها، انا كلي ليك قلبآ وروحآ وجسدآ لاني بحبك بجنون يحاول يضحك لكنه جرحه يؤلمه لتخرج صوت ضحكته مكتومه ويقول بتهكم" حب اية اللي بتقولي عليه، وانتي كل ما المسك بتهربي مني!! وكل وعدك بتقسمي عليه بتخلفيه اي حب وانتي **رتي كبريائي بهروبك مني بدل المرة ثلاثة! تهز راسها بقوة وتحاول ان تتحدث ليصيح بها معنفآ" انتي خلاص بقيتي بره حياتي ياعبير، ومعنديش استعداد اتحمل افعالك وطيشك ورعونتك وغباءك تاني روحي شوفي حياتك ونجاحك وانسيني وانسي حبك ليا لاني مش محتاجه الحب اللي زي حبك يقتل مش يسكن الروح مش قادر الاقي لكي عذر يخليني اسامحك ، بعد هروبك الاول قلت طفله وانا فقدت سيطرتي معاها من غير ما افهمها وهروبك جزاء لتهوري معاكي لكن تاني مره ليه ياعبير؟؟ حاولت افهم ليه تدوسي علي كرامتي بالشكل ده بعد وقفتي معاكي وخوفي عليكي واظهار برائتك من غير ما حد يمس اسمك ليه وانتي كنتي معايا برضاكي ، وكنتي سعيدة بحياتك في حبستك اللي عشتي فيها بكيفك وبمزاجك معايا وبعدها تجي تقولي كلام اهبل عن انك بتخدعيني علشان تقدري تهربي رغم انه من تاني يوم كنت تقدري ترجعي لأمك لو مش عايزاني،لكن كله بمزاجك انسانه متهورة طايشه طفله غير مسؤولة ،محتاجه تتأدب وتتربي من جديد تحدق اليه بدهشه وذهول لتهتف صائحه" انت ازاي عرفت اني كنت معاك بمزاجي، ولما انت عارف ان كلامي كذب عن خداعي ليك ليه طلقتني؟؟ ليصيح فيها بعنف متناسيآ المه ومرضه لشدة غيظه منها" لانك غ*ية ، لما واحدة تقول لجوزها طلقني قبل ما اخونك كنت عايزاني اترجاكي ، ولا اتمسك بيكي وانا معرفش كنتي بتعملي ايه طول السنه ونص مع ابن خالتك اللي هربتي معاه اما عرفت منين من الرساله اللي بعتيها لأصحابك نجلاء وسما لما اروحت ابلغهم بعد رجوعهم من رحلتهم بلغوني انك بعتيلهم رساله تطمنيها عليكي وانك رجعتي ليا تكتم شهقتها بوضع يدها علي فمها لتهتف بخجل" اوبس نسيت انها كانو مسافرين ، انت كنت عارف اني بلغتهم من تاني يوم لانك عارف انهم كانوا سافروا وانا غ*يه نسيت لكن ايه معني كلامك من انك مش عارف عملت ايه طول سنه ونص؟!! واشمعني بعد خمس سنين رجعت ليا رغم اني طلبت الطلاق بردك كان ايه ضمنك اني محافظه علي شرفك يشيح بنظرة بعيد عنها ويتحدث وهو ضاغط علي فكه بغيظ" لانك كنتي تحت عيني ، لكن هروبك مع شوقي كان **رة ليا مبقتش قادر اوصلك تنظر اليه عبير بامل ينتعش في قلبها من جديد لتساله برجاء" افهم من كده انك دورت عليا وكنت بتعرف اخباري طوال الخمس سنين اللي بعدتهم عنك؟ رد عليا ارجوك يهز راسه رافضآ الرد عليها ليصيح فيها" مش ده موضوع كلامنا انا سالتك سؤال واحد ردي عليه ، ليه هربتي يا عبير بعد وعدك ليا ليه كذبتي وليه رجعتي؟ تبكي خوفآ من فقدها اخر امل في عودتها لها " انا هربت وندمت ورجعت علشان اطلب منك السماح بعد ما اطمنت اني ملكت اخيرا اللي يخليك تسامحني، لكن رجعت وفهمت غلط انك اتجوزت سهام، ولما جيت العزبة كنت جاية اطلب منك السماح، ولما لقيت سهام في بيتك وحامل اتاكدت انها مراتك قلت اللي قولته بغباء حفاظآ علي كرامتي لكني ندمانه وغلطانه في حقك بعد كل اللي عملته معاك ومهما عملت فيا مش هعترض، بس ارجوك سامحني وفهمني انت فعلا دورت عليا اول مرة هربت منك فيها ...!! يبتسم بتهكم ناظرآ اليها بغموض مريب" مش موضوعنا يا عبير قولتلك ،انا سالتك سؤال تجاوبي عليه لاما تتفضلي مع السلامه لاني مش طايق وجودك ، او حتي اكلمك ، وياريت يكون كلام مقنع مش زي الغباء اللي دايما موجود في كل افعالك وكلامك الخايب تبتلع ريقها وتن** راسها لتقول بصوت مهزوز" عارفه انك هتقول عليا مجنونه ،لكن غصب عني، بسبب حبي ليك انا كرهت يكون ليا شريك في قلبك ،حتي لو ذكري لواحدة ماتت من سنين وبتدين لبها بالوفاء لتراه ينظر اليه متعجبآ وتكمل" ايوة كنت غيرانه من حبك لهيفاء وكلامك اللي كتبته في المذكرات ليها كنت بموووت يا الياس لما قراته ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆ يتبع.....