الفصل الثامن

918 Words
وصلت إلي بيتها ، قررت الصعود سريعا إلي بيت صديقتها كي تودعا وتخبرها بما حدث ، لكنها لم تجد أحد بالشقة والإنارة مغلقة ، قررت الدخول إلي شقتها وتجهز اشيائها حتي تعود "نادية" من الخارج ، فتحت باب الشقة ودلفت للداخل مغلقة الباب خلفها ، فتحت الإنارة وصدمت فور أن رأته ، جالساّ بجمود واضعاً رجلٍ فوق الأخري وعلى وجهه ابتسامة بلهاء قائلاً بجمود :- -مفاجأة مش كدا ...! خوف شديد تسرب إليها ، ماذا يريد منها ..؟ ، لا تعلم ..! ، كادت أن تصرخ بأعلى صوتها ولكن لا تعرف ماذا ستكون ردت فعله ، أقترب منها ماسكاً إياها من يديها ، مقربا وجهه منها وهو يهدر كالأفعي :- _يلا معايا بدل ما هاجيب البوليس واخدك بفضيحة ...! بعدته عنها وهي تدفعه بيديها ولكنه كالصخر رافض التحرك ، ترقرقت الدموع داخل عينيها وهي ترى فشلها فى حماية نفسها ، كاد قلبه أن يلين معها لكن افاقه عقله سريعاً ، زاغت عيناه علي تفاصيل جسدها المغري بالنسبة إليه ، ابتلعت ريقها بخفوت من نظراته وهدرت بخوف :- _انت عايز ايه يا "سيف" ، سيبني فى حالي أنا معنديش حاجة اديهالك ...! رد عليها بتمعن ونظراته الدنيئة لم تبتعد عن جسدها :- _لا عندك كتير يا "جميلة" واولهم حقي اللي هاخده منك وض*بتك ليا واهانتك لرجولتي وسط الطلبة ، وكل ده انتي هتسدديه ...! ابعد جسدها عنه صادماً اياها بالحائط ، وضع يديه الاثنتين على الحائط وثبت وجهها تجاهه ، اقترب من أذنيها هامساً لإياها بوقاحة :- _و مثلاً فضيحتك اللي هربانة منها وجاية هنا يا مداام ...! كرر كلمته الأخيرة اكثر من مرة غير عابئاً بدموعها التي تسقط وبغزارة لأول مرة منذ وفاة والدتها ، ابتعدت عنه وهي ترد عليه قائلة ب**رة :- _كان غصب عني ، مكنش بإرادتي ...! _خلاص مافرقتش كأن المرادي هي كمان غصب ، ولو اني اشك فى موضوع غصب ده ..! قالها بسخرية شديدة من حديثها ، بعدته عنها وهي تُردف بنظرات نفور وكراهية منه :- _ده لا يمكن يحصل ، مش هسمح أن الماضي يتكرر تاني حتي لو فيها تمن موتي ...! ابتسامة شماتة زينت محياه وهو يقترب منها محدثاً إياها بنظرات وضيعة :- _وهو ده اللي انا عايزه ، انه يحصل غصب مش بموافقتك ابدا ..! دارت بعينيها فى كل أرجاء شقتها فى محاولة منها أن تجد شيئا يحميها منه ، لمحت سكينة موضوعة على منضدة ما داخل المطبخ ، لم تفكر سريعاً فى الأمر و جرت عليها تأخذها ، مهددة إياه بها قائلة بضعف وانهيار :- _لو مطلعتش دلوقتى انا هقتلك ، فاهم يعني ايه هقتلك ...؟ _انتى اضعف من انك تقتلينى ، ولو عايزة فتعالى اقتلينى واقفة بعيد ليه ...! قالها وهو ينظر إليها بتحدي ، تفاجأ من ردة فعلها حينما اوقعت ما بأيديها على الأرضية مص*رة صوت عالي ، اتجهت ناحية الشرفة وقررت الانتحار لعلها تُرحم مما تعيشه ، وبدون اى تردد ألقت نفسها من شرفتها وهي تغلق عيناها متمنية داخلها بأن يغفر الله لها تلك الخطيئة ، جرى ناحيتها فى محاولة منه لمنعها ولكن فات الوقت وانتهي كل شئ بمجرد ارتطام جسدها بالأرض ...! ………………… _يا ابني وانت إيه ضمنك انها هتحضر الحفلة ...! قالتها "دينا" وهي تنظر إلي ابن عمها بحيرة منه ، رد عليها دون تردد قائلاً بإبتسامة خبث :- _ما انتي بقي يا حبيبتي اللي هتظبطيني ، انتي هتعلني عن الحفلة بتاعتك فى الكلية عندي وهشاورلك عليها ، تروحي تتعرفي عليها وتديها دعوة عن حفلتك وتبقي مُصرة انها تحضر ...! ابتسمت "دينا" من سخرية وهي تردف بإستهزاء من تفكيره :- _ده على أساس اني اعرفها من عشر سنين والعشم واخدها اوي انها تيجي حفلة واحدة لسة متعرفة عليها ، انت اتجننت يا "ياسين" ...؟ رد عليها بعصبية وهو يجر الشقة ذهابا وايابا بها :- _ايوه انا اتجننت بيها ، "دينا" ابوس ايد*كي ساعديني انا هموت واعرف حتي اسمها وهي مش مدياني فرصة اصلا ..! قطع حديثه معها رنين هاتفه ، نظر إلي شاشته وجده اخيه "سيف" ، زمجر بضيق وهو يقول :- _مش ناقصاك دلوقتي يا "سيف" ...! أغلق هاتفه دون الرد عليه ، نظر إلي ابنة عمه التي كانت تتطلع إليه بذهول من تصرفاته ، فتحدثت بإستغراب :- _والله انت اتجننت ، انا نازلة عشان الحق احضر لبابا العشا قبل ما يوصل ، هجيلك بكره الكُلية عشان تورينى اللى خ*فت قلبك ، سلاااام .....! …………………… تجمع شديد من البشر فى شارع منزلها ، عقدت حاجبيها فى استغراب ناظرة لوالدتها التى بجانبها محدثةً إياها قائلة بتعجب :- _هو فيه ايه فى الشارع يا ماما ...؟ ردت عليها والدتها وهى تحاول أن ترى شيئا ولكن دون جدوى :- _علمى علمك يا بنتى ، ربنا يجيب العواقب سليمة ولو ان قلبي مش مطمن ...! صرخة دوت منها حينما رأت صديقة عمرها غارقة بدمائها ، سقطت على الأرض ممسكة بها وهى تهدر بوجع ودموع تسقط كالشلالات :- _جميلة ....! صرخت بالواقفون دون توقف وهى تصرخ بهم قائلة بعصبية شديدة :- _انتوا واقفين زى عدمكوا ، اتصلوا بالإسعاف تلحقها ..! لم تكمل حديثها فور أن استمعت لصوت سيارة الإسعاف التى أخذتها سريعاً وركبت بجوارها ورحلت دون ملاحظة لذلك الشخص ولا لتلك السيارة التى تلاحق عربة الإسعاف ...! ………………… قلق عليها كثيرا ، حتى استقر الأمر بأن يذهب إلى بيته يحادثها من هاتف زوجته ، فهاتفه لا يفهم به شيئاً ، وصل إلي منزله وهو يسير على أحد عجازه ودلف للداخل ، وجد زوجته بإنتظاره وهى تردف بسرعة :- _كلمتها يا "انس" ، هااا وقالتلك إيه ، وافقت صح ...! جلس على الأريكة وهو يأخذ نفسه من صعود الدرج ، ثم تحدث بهدوء :- _يا نعمة أهدى واصبرى شوية اخد نفسي ، وهاتيلي التليفون اتصل بيها اشوفها اتأخرت ليه ..؟ انتهي البارت ♥ بقلم / نورهان نادر ♥ #NOURHAN #NADER
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD