ايام عاشتها بقلق ينخر بها حتي عودته التي كانت بداية النهاية
قرار بزواجه هو سك الغفران الذي يطلبه والده كي يعود مرضيا عليه..... اعتقدت ان الامر لن يشغله ولن يفكر به اساسا لكنه صدمها حين أخبرها بموافقته وان الأمر يصب بمصلحتهم
ثارت حين شعرت برضوخه لرغبه ابيه واستعداده لإشراك امرأة أخرى به لم تقبل حتى النقاش بالأمر... رفضت فكبريائها يأبى ذلك وقلبها ينزف من ان**اره
-اما هم أو انا عادل
الْجِسْمُ في بَلَدٍ والرُّوْحُ
في بَلَدِ يا وَحْشةَ الرُّوْحِ،
بَلْ يا غُرْبَةَ الْجَسَدِ إِنْ تَبْكِ عَيناكَ لِي
يَا مَنْ كُلِفْتُ بهِ مِنْ رَحْمَة
فَهُمَاْ سَهْمَانِ فِيْ كَبِدِيْ
أجمل ما قيل في وصف العيون العيون وصف العيون الجميلة كانت من أهم إبداعات العرب خاصة العيون الّتي يمتزج فيها الغموض والجمال والسّحر، وكان من أهم صفات الشعر الذي يصف العيون أنّه دُرج تحت مسمّى الشعر العذري. قصيدة العيون السود إيليا بن ضاهر أبي ماضي، ولد وتوفي (1889م-1957م)، من كبار شعراء المهجر ومن أعضاء (الرابطة القلمية)، ولد في قرية (المحيدثة) بلبنان، وسكن الإسكندرية سنة 1900م، أولع بالأدب والشعر حفظاً ومطالعةً ونظماً، ولم يستطع إيليا أبو ماضي إلّا أن يكتب قصيدة في العيون السود، حيث إنّ سحر العيون السوداء وجمالها لا يستطيع أن يقاومه أيّ قلب، فما استطاع من رأى سحرها إلّا أن يقع في شباك هيامها، وفي ذلك قال الشاعر إيليا أبي ماضي
لَيتَ الَّذي خَلَقَ العُيونَ السودا خَلَقَ القُلوبَ الخافِقاتِ حَديدا لَولا نَواعِسُها وَلَولا سِحرُها ما وَدَّ مالِكُ قَلبِهِ لَو صيدا عَوِّذ فُؤادَكَ مِن نِبالِ لِحاظِها أَو مُت كَما شءَ الغَرامُ شَهيدا إِن أَنتَ أَبصَرتَ الجَمال وَلَم تَهِم كُنتَ اِمرَأً خَشِنَ الطِباعِ بَليدا وَإِذا طَلَبتَ مَعَ الصَبابَةِ لَذَّةً فَلَقَد طَلبَتَ الضائِعَ المَوجودا يا وَيحَ قَلبي إِنَّهُ في جانِبي وَأَظُنُّهُ نائي المَزارِ بَعيدا مُستَوفِزٌ شَوقاً إِلى طَحبابِهِ المَرءُ يَكرَهُ أَن يَعيشَ وَحيدا بَرَأَ الإِلَهُ لَهُ الضُلوعَ وِقايَةً وَأَرَتهُ شِقوَتُهُ الضُلوعَ قُيودا فَإِذا هَفا بَرقُ المُنى وَهَفا لَهُ هاجَت دَفائِنُهُ عَلَيهِ رُعودا جَشَّمتُهُ صَبراً فَلَمّا لَم يَطُق جَشَّمتُهُ التَصويب وَالتَصعيدا لَو أَستَطيعُ وَقَيتُهُ ب**شَ الهَوى وَلَوِ اِستَطاعَ سَلا الهَوى مَحمودا هِيَ نَظرَةٌ عَرَضَت فَصارَت في الحَشا نارا وَصارَ لَها الفُؤادُ وَقودا وَالحُبُّ صَوتٌ فَهوَ أَنَّةُ نائِحٍ طَورا وَآوِنَةً يَكونُ نَشيدا يَهَبُ البَواغِمَ أَلسُناً صَدّاحَةً فَإِذا تَجَنّى أَسكَتَ الغِرّيدا ما لي أُكَلِّفُ مُهجَتي كَتمَ الأَسى إِن طالَ عَهدُ الجُرحِ صارَ صَديدا وَيَلَذُّ نَفسي أَن تَكونَ شَقِيَّةً وَيَلَذُّ قَلبي أَن يَكونَ عَميدا إِن كُنتَ تَدري ما الغَرامُ فَداوِني أَو لا فَخَلِّ العَذل وَالتَفنيدا يا هِندُ قَد أَفنى المَطالُ تَصَبُّري وَفَنَيتُ حَتّى ما أَخافُ مَزيدا ما هَذِهِ البيضُ الَّتي أَبصَرتُها في لِمَّتي إِلّا اللَيالي السودا ما شِبتُ مِن كِبَر وَلَكِنَّ الَّذي حَمَّلتِ نَفسي حَمَّلتُهُ الفودا هَذا الَّذي أَبلى الشَباب وَرَدَّهُ خَلقا وَجَعَّدَ جَبهَتي تَجعيدا عَلَّمتِ عَيني أَن تَسُحَّ دُموعُها بِالبُخلِ عَلَّمتِ البَخيلَ الجودا وَمَنَعتِ قَلبي أَن يَقَرَّ قَرارَهُ وَلَقَد يَكونُ عَلى الخُطوبِ جَليدا دَلَّهَتني وَحَمَيتِ جَفني غَمضَهُ لا يُستَطاعُ مَعَ الهُمومِ هُجودا لا تَعجَبي أَنَّ الكَواكِبَ سُهَّدٌ فَأَنا الَّذي عَلَّمتُها التَسهيدا أَسمَعتُها وَصفَ الصَبابَةِ فَاِنثَنَت وَكَأَنَّما وَطِئَ الحُفاةُ صُرودا مُتَعَثِّراتٍ بِالظَلامِ كَأَنَّما حالَ الظَلامُ أَساوِدا وَأُسودا وَأَنَّها عَرِفَت مَكانَكَ في الثَرى صارَت زَواهِرُها عَلَيكِ عُقودا أَنتِ الَّتي تُنسي الحَوائِجَ أَهلَها وَأَخا البَيانِ بَيانَهُ المَعهودا ما شِمتُ حُسنَكَ قَطُّ إِلّا راعَني فَوَدِدتُ لَو رُزِقَ الجَمالُ خُلودا وَإِذا ذ***رتُكِ هَزَّ ذِكرَكِ أَضلُعي شَوقاً كَما هَزَّ النَسيمُ بُنودا فَحَسِبتُ سِقطَ الطَلِّ ذَوبَ مَحاجِري لَو كانَ دَمعُ العاشِقينَ نَضيدا وَظَنَنتُ خافِقَةَ الغُصونِ أَضالِعاً وَثِمارَهُنَّ القانِياتِ كُبودا وَأَرى خَيالَكَ كُلَّ تَرفَةِ ناظِرٍ وَمِنَ العَجائِبِ أَن أَراهُ جَديدا وَإِذا سَمِعتُ حِكايَةً عَن عاشِقٍ عَرَضاً حَسِبتُني الفَتى المَقصودا مُستَيقِظ وَيَظُنُّ أَنّي نائِمٌ يا هِندُ قَد صارَ الذُهولُ جُمودا وَلَقَد يَكونُ لِيَ السُلُوُّ عَنِ الهَوى لَكِنَّما خُلِقَ المُحِبُّ وَدودا
قصيدة الشاعر نزار قباني عن العيون نزار بن توفيق القباني (1923م-1998م)، دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في أسرة عربية دمش*ية عريقة، إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي، إن العيون السوداء جعلت كل هم نزار قباني أن تبقى تلك العيون بسلام، فقط ليطمئن ويرتاح، فقال:
ذات العينين السوداوين المقمرتين ذات العينين الصاحيتين الممطرتين لا أطلب أبداً من ربّي إلّا شيئين أن يحفظ هاتين العينين ويزد بأيامي يومين كي أكتب شعراً في هاتين اللؤلؤتين قصيدة السحر من سود العيون لقيته أحمد بن علي بن أحمد شوقي، أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، لم يجد الشاعر المصري أحمد شوقي ما يشكو له تعب الشوق والحب إلّا عيون المحبوبة ذاتها، فجعل العيون الذابلة الفاترة قصده وملجأه، فقال:[٣] أُداري العُيونَ الفاتِراتِ السَواجِيا وَأَشكو إِلَيها كَيدَ إِنسانِها لِيا قَتَلنَ وَمَنَّينَ القَتيلَ بِأَلسُنٍ مِنَ السِحرِ يُبدِلنَ المَنايا أَمانِيا وَكَلَّمنَ بِالأَلحاظِ مَرضى كَليلَةٍ فَكانَت صِحاحًا في القُلوبِ مَواضِيا حَبَبتُكِ ذاتَ الخالِ وَالحُبُّ حالَةٌ إِذا عَرَضَت لِلمَرءِ لَم يَدرِ ماهِيا وَإِنَّكِ دُنيا القَلبِ مَهما غَدَرتِهِ أَتى لَكِ مَملوءً مِنَ الوَجدِ وافِيا صُدودُكِ فيهِ لَيسَ يَألوهُ جارِحًا وَلَفظُكِ لا يَنفَكُّ لِلجُرحِ آسِيا وَبَينَ الهَوى وَالعَذلِ لِلقَلبِ مَوقِفٌ كَخالِكِ بَينَ السَيفِ وَالنارِ ثاوِيا وَبَينَ المُنى وَاليَأسِ لِلصَبرِ هِزَّةٌ كَخَصرِكِ بَينَ الن**دِ وَالرِدفِ واهِيا وَعَرَّضَ بي قَومي يَقولونَ قَد غَوى عَدِمتُ عَذولي فيكِ إِن كُنتُ غاوِيا يَرومونَ سُلوانًا لِقَلبي يُريحُهُ وَمَن لي بِالسُلوانِ أَشريهِ غالِيا وَما العِشقُ إِلا لَذَّةٌ ثُمَّ شِقوَةٌ كَما شَقِيَ المَخمورُ بِالسُكرِ صاحِيا
قصيدة الشاعر جرير عن العيون جرير بن عطية بن حذيفة الخ*في بن بدر الكلبي اليربوعي من تميم، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم، وكان هجاءً مرّاً فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل، وكان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً،
وفي هذه القصيدة يصف جرير سحر العيون الحوراء الكفيل بأن يصرع الناس ال*قلاء، على الرغم من رقتها، فقال:
إنّ العيون التي في طرفها حور قتلتنا ثم لم يحين قتلانا يصرعن ذا اللبّ حتى لا حراك به وهن أضعف خلـق الله إنساناً قصيدة رحلة في العُيون الزرق يصف هنا الشاعر نزار قباني جمال العيون الزرقاء قائلاً:
أَسُوحُ بتلكَ العيُونْ على سُفُنٍ من ظُنُونْ هذا النقاءِ الحَنُونْ أَشُقُّ صباحاً أَشُقُّ وتَعْلَمُ عيناكِ أنِّي أُجَدِّفُ عَبْرَ القُرُونْ جُزْرَاً فَهَلْ تُدركينْ أنا أوَّلُ المُبْحِرينَ على حِبَالي هناكَ فكيفَ تقولينَ هذي جُفُون تجرحُ ص*رَ السُكُونْ تساءلتِ والفُلْكُ سَكْرَى أَفي أَبَدٍ مِنْ نُجُومٍ ستُبْحِرُ هذا جُنُونْ ق***فْتُ قُلُوعي إلى البحر لو فَكَّرَتْ أنْ تَهُونْ على مرفأٍ لَنْ يَكُونْ عزائي إذا لَمْ أعُدْ أَفي أَبَدٍ مِنْ نُجُومٍ ستُبْحِرُ هذا جُنُونْ ق***فْتُ قُلُوعي إلى البحر لو فَكَّرَتْ أنْ تَهُونْ ويُسْعِدُني أَنْ ألُوبَ على مرفأٍ لَنْ يَكُونْ عزائي إذا لَمْ أعُدْ أَنْ يُقَالَ انْتَهَى في عُيُونْ قصيدة خضراء العيون يقول الشاعر نزار قباني في وصفه للعيون الخضراء:[٦] جاءت وفي يدها دفتر صغير ورغبت إلى الشاعر أن يكتب شعراً في عينيها فإلى صباح عينيها الخضراوين هذه الحروف قالتْ ألا تكتُبُ في محْجَري وانشقَّ لي حُرْجٌ ودربٌ ثري إنْهَضْ لأقلامكَ لا تعتذِرْ من يعصِ قلبَ امرأةٍ يَكْفُرِ يلذُّ لي يلذُّ لي أن أرى خُضْرةَ عينيَّ على دفتري وارتعشَتْ جزيرةٌ في مدىً مُزَغْردٍ مُعَطَّرٍ أنورِ خضراءُ بين الغيم مزروعةٌ في خاطر العبير لم تَخْطُرِ يَرْوونَ لي أخبارَ صَفْصَافةٍ تغسلُ رجْلَيْها على الأنهُرِ لا تُسْبلي ستارةً غَضَّةً دمي لشُبَّاكِ هوىً أخْضَرِ خَلِّي مسافاتي على طُولها باللهِ لا تُحطِّمي منظري جاءتْ مع الصباح لي غابةٌ تقولُ من نَتَّفَ لي مِئْزَري حَشَدتِ أوراقَ الربى كلَّها ضمنَ إطارٍ بارعٍ أشقرِ يا عينُ يا خضْرَاءُ يا واحةً خضراءَ ترتاحُ على المرمر أفدي اندفاقَ الصيف من مُقلةٍ خيِّرةٍ كالموسِمِ الخيِّرِ يا صَحْوُ أطعَمْتُكَ من صحَّتي لا يُوجدُ الشتاءُ في أشْهُري في عينِها لونُ مشاويرنا نَشْرُدُ بينَ الكَرْمِ والبَيْدَرِ والشمسُ والحِصادُ والمنحنى إذْ ن*دُك الصبيُّ لم ينفُر أيُّ صباحٍ لبلادي غفا وراءَ هُدْبٍ مطمئنٍ طري عيناكِ يا دنيا بلا آخِرٍ حُدُودُها دنيا بلا آخِرِ **َّرتُ آلافَ النجوم على دَرْبٍ ستجتازينه فَكِّري مقلتان
وصف إيليا أبو ماضي في قصيدته هذه جمال العيون:
رأيت في عينيك سحر الهوى مندفعاً كالنّور من نجمتين فبتّ لا أقـوى على دفـعـه من ردّ عنه عارضاً باليدين يـا جنـّة الحب ودنيا المنى ما خلّتني ألقاك في مقلتين يا ناعسَ الطرفِ كم أشكو وتظلمني
مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري، (1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 10 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية وعاش حياته في طنطا، ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي، وقال في وصفه للعيون الناعسة:
يا ناعسَ الطرفِ كم أشكو وتظلمني رحماكَ يا ناعسَ العينينِ رحماكا لو أن غيرَ فؤادي يشتكيكَ معي لضجتِ الناسُ والدنيا بشكواكا
القصيدة البحرية يصف نزار قباني العيون الزرقاء ببر الأمان الذي يلجأ إليه كلما خاف الضياع، فقال:في مرفأ عينيك الأزرق أمطار من ضوء مسموع وشموس دائخة وقلوع ترسم رحلتها للمطلق في مرفأ عينيك الأزرق شباك بحري مفتوح وطيور في الأبعاد تلوح تبحث عن جزر لم تخلق في مرفأ عينيك الأزرق يتساقط ثلج في تموز ومراكب حبلى بالفيروز أغرقت الدنيا ولم تغرق في مرفأ عينيك الأزرق أركض كالطفل على الصخر أستنشق رائحة البحر وأعود كعصفور مرهق في مرفأ عينيك الأزرق أحلم بالبحر وبالإبحار وأصيد ملايين الأقمار وعقود اللؤلؤ والزنبق في مرفأ عينيك الأزرق تتكلم في الليل الأحجار في دفتر عينيك المغلق من خبأ آلاف الأشعار لو أني لو أني بحار لو أحد يمنحني زورق أرسيت قلوعي كل مساء في مرفأ عينيك الأزرق
من شعر مليح الأندلسي ولد أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حدير بن سالم في قرطبة في 10 رمضان 246 هـ، جده سالم كان مولى للأمير هشام الرضا، توفي ابن عبد ربه الأندلسي في 18 جمادى الأولى 328 هـ، ودُفن في قرطبة، وقد أصيب بالفالج قبل وفاته بأعوام، وقال ابن عبد ربه في وصفه للعيون:
الْجِسْمُ في بَلَدٍ والرُّوْحُ في بَلَدِ يا وَحْشةَ الرُّوْحِ، بَلْ يا غُرْبَةَ الْجَسَدِ إِنْ تَبْكِ عَيناكَ لِي يَا مَنْ كُلِفْتُ بهِ مِنْ رَحْمَة فَهُمَاْ سَهْمَانِ فِيْ كَبِدِيْ نهر الأحزان قال الشاعر نزار قباني في وصفه للعيون:[١١] عيناكِ كنهري أحـزانِ نهري موسيقى حملاني لوراءِ وراءِ الأزمـانِ نهرَي موسيقى قد ضاعا سيّدتي ثمَّ أضاعـاني الدمعُ الأ**دُ فوقهما يتساقطُ أنغامَ بيـانِ عيناكِ وتبغي وكحولي والقدحُ العاشرُ أعماني وأنا في المقعدِ محتـرقٌ نيراني تأكـلُ نيـراني أأقول أحبّكِ يا قمري آهٍ لـو كانَ بإمكـاني فأنا لا أملكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ وأحـزاني سفني في المرفأ باكيـةٌ تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ ومصيري الأصفرُ حطّمني حطّـمَ في ص*ري إيماني أأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟ يا ظـلَّ الله بأجفـاني يا صيفي الأخضرَ ياشمسي يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا أحلى من عودةِ نيسانِ؟ أحلى من زهرةِ غاردينيا في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي فدموعُكِ تحفرُ وجـداني إني لا أملكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ ..و أحزاني أأقـولُ أحبكِ يا قمـري آهٍ لـو كـان بإمكـاني فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ لا أعرفُ في الأرضِ مكاني ضيّعـني درب ضيّعَـني إسمي ضيَّعَـني عنـواني تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ إنـي نسيـانُ النسيـانِ إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ ماذا أعطيـكِ أجيبيـني قلقـي إلحادي غثيـاني ماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍ يرقـصُ في كفِّ الشيطانِ أنا ألـفُ أحبّكِ فابتعدي عنّي عن نـاري ودُخاني فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ وأحـزاني
الفصل الخامس
تركت المنزل علها تهدأ وتعطيه الفرصة لاتخاذ قراره.... ظنت انها تضغط عليه بابتعادها فكان الجرح من نصيبها هي.... تركها وعاد لوالده وحين اتصلت للسؤال عنه وجدته يزف لعروسه الجديدة
بقلب ملكوم جمعت أغراضها واصطحبت صغيريها وسافرت بعيدا فهي لن تقبل الشراكة ابدا وان كان هو قد نسي ما بينهما ففراق ابناؤه سيذكره بعهد قطعه ولم يوف به
-لن يكون بقلبي غيرك رقيقتي
تن*دت ببطء وهي تتذكر ما حدث كأنه البارحة فلا قلبها شفي من جرحه ولا شوقه لها قل بمرور السنوات
جفاها النوم بعد مكالمة ش*يقتها التي فاجأتها بالرد علي هاتف والدتها، علمت منها المشاجرة التي تمت بين والدتهم وش*يقها مما اغضبها فخالد لا يكف عن الالحاح بطلب اذنها للذهاب لوالده كأنه متردد بأخذ القرار ويريد من يشجعه علي ذلك
ارتدت فستان صيفي رقيق ينسدل علي جسدها بنعومة واطلقت العنان لخصلاتها التي غطت ظهرها بالكامل وصولا لحدود خصرها وخرجت تتجول قليلا بالفندق
انتهي اجتماعه الذي عقد بقاعة الفندق بنجاح مما يعني حصولهم علي ال*قد مما اراحه كثيرا فهو لا يهوي خسارة عمل دأب علي انجازه
- مبارك علينا اخي
- مبارك علينا شاهين
- هل ستتناول معنا العشاء ام كعادتك ؟
- لا، سأذهب انا وقم انت بضيافة شركاؤنا الجدد
جذبها حديقة الفندق التي التفت مساحتها الخضراء حول نافورة راقصة رائعة يرتفع ماؤها وينخفض علي نغمات موسيقية ساحرة جعلتها تغمض اعينها وترقص علي انغامها كما اعتادت ان تفعل بصغرها مأخوذة بجمال اللحن
خرج من الفندق واتجه صوب مكانه المفضل الذي حرص علي ت**يمه كما اراد فلطالما عشق حديقة الفندق تلك من صغره وحين تولي هو ادارة الاعمال بجانب ش*يقه حرص علي ابقاء الحديقة كما كانت واضاف فقط النافورة الراقصة التي اضافت سحرا خاص
ما ان اقترب حتي تهادى لمسامعه لحنا راقيا من الحانه المفضلة فاسرع خطاه حتي ينعم بمنظر تراقص مياه النافورة علي انغامه فوجدها امامه!
حورية تتمايل برشاقة علي الحان معزوفته المفضلة جعلت قلبه يقرع طبولا
شعرها المتناثر حول جسدها بعشوائية بعثرت كيانه سحر القته بأيديها التي تقذفها بكل اتجاه كأنها تستدعي الهواء حولها كي يشاركها رقصتها
اقترب مسحورا بها حتي استقر علي مقربة منها غافلا عن كل شيء الا هي وخطواتها المتقنة كراقصة بالية محترفة
انهت رقصتها بعدة لفات دون ان تفتح اعينها مطمئنة لخلو المكان عدا منها لكنها شعرت بجسدها يستقر بأحضان احدهم اثر اصطدامها به فكان عناقه منقذا لها
كفيها استقرا علي كتفه وذراعيه طوقا خصرها بتملك
ظل يتأمل بوجهها للحظات كأنه لأول مرة يبصر امرأة، ثغرها الوردي الصغير الممتلئ قليلا، انفها المرسوم كما يجب ان يكون واخيرا عيناها اللتان حين فتحتهما وجد بهما بحور من العسل اذابته، غزال شارد اتت لأرضه
-اعتذر
اخرجه من تأمله بها صوتها الذي لم يقل نعومة عن ملامحها
تركها مرغما حين شعر بخجلها الذي ظهر جليا بوجنتيها
ابتسمت بحرج وهرولت مغادرة المكان دون ان تعطيه الفرصة للحديث معها
عادت للفندق مرة اخري وهي تبتسم بصفاء فقد هدأت كثيرا بعد ان مارست هوايتها التي كانت تلجأ اليها دائما كي تخرج بها غضبها وقد ساهمت روعة المكان بذلك لولا الموقف الذي وجدت به حين قاطعها هذا الرجل الذي يشبه لحد كبير ذلك السيد الذي سبق واستقلت طائرته منذ ساعات لولا اختلاف الاعين التي تشابهت بحدة نظرتها واختلفت بلونها فاحدهم بأعين حالكة والاخر اعينه بلون البن
مطعم راقي بواجهات زجاجية تطل إحدى جوانبه على منظر خلاب للبحر جعلها تفكر بالدخول وتناول عشاءها فهي لم تتناول الطعام منذ الصباح، جلست بإحدى الطاولات البعيدة قليلا عن باقي الطاولات وسرحت بالمنظر الرائع الذي فصلها عن المحيطين بها
لفتت نظره باللحظة التي دلفت بها للمطعم بثوبها الرقيق وخصلاتها السوداء التي تبعثرت حول كتفيها بأريحية جعلتها تهتز برقة مع مشية صاحبتها الهادئة
استقرت بطاولة بعيدة قليلا لكنها لم تكن بعيدا عن مرمى بصره الذي سلطه عليها
شردت بطفولتها التي خلت من وجود والدها، احساس بالفقدان ما كانت تعاني منه وهي طفلة كان كل همها وجود ابيها بجوارها لكن عوضا عن ذلك كان خالها هو المتواجد دائما بجوارها مما جعلها تنسب نفسها اليه رغم اعتراض الجميع الا انهم رضخوا لرغبتها بالأخير، محت من ذاكرتها كل ما يتعلق بأب لم تراه وعائلة تسببت في وفيهم لبلاد غريبة منذ سنوات حتى أصبحوا لا ينتمون لوطنهم ولا إلى موطنهم الحالي
عاد لقصره وباله ما زال مشغولا بحوريته الراقصة، لم تشغل باله امرأة من قبل لكن هي احتلت تفكيره منذ راها ربما ارتباطه بالمكان ووجودها به هو ما شغله بها ؟ راح عقله يبحث عن سبب مقنع عله يريح قلبه الذي مازال ينبض بقوة
استقبلته والدته بابتسامتها الهادئة
-هل نبارك حصولك علي ال*قد؟
ابتسم لوالده بهدوء واقترب منها مجيبا
-بالطبع
فتحت ذراعيها داعية اياه ليرتمي بأحضانها ففعل لكنه لم يخفي سخريته من الوضع
-لن يصدق احدهم ان ثائر الهيثم يرتمي بأحضان والدته كالطفل كلما فعل شيئا جيدا
نكزته والدته بعتب وهي تهمس
-لا تجعلني ات لشركتك واجرك من اذنيك امامهم يأبن الهيثم
تعالت ضحكته حين سمع وعيدها وراح يهز رأسه نافيا
-لا، ارجوك حينها ستضيع هيبتي
هو بالفعل كالطفل حين يتعامل مع والدته، الوحيدة التي يسمح لها بالاقتراب كي تشعر بحزنه وضعفه وقلما لحظات سعادته، صلد أمام الجميع إلا من لحظات بسيطة يترك جدران **ته ليرتمي بأحضان والدته عله يرتاح قليلا
انتهت لحظات الحنو التي حظي بها وصحا على تساؤل والدته عن ش*يقه الأكبر
-اين ش*يقك؟
اجابها بعملية أعلمها بعودته لشخصيته مرة اخري
-تركته بصحبه شركاؤنا الجدد
كلمات بسيطة هو حظها من ابنها الاصغر حين عودته التي لن تطول عن بضع ساعات ويعود مرة اخرى لمزرعته التي تعتبر ملاذه من العالم، اما شاهين فهو الع** منفتح علي العالم كله لدرجة جعلته لا يستقر ببلد واحد اكثر من ايام قلائل ينتقل بعدها لأخري واخري هكذا هو حظها من ولديها وميراثهم من جدهم
******************
انفض الجميع من حوله وهو مازال يراقبها ، وجهها الذي ارتسمت عليه علامات الحزن والالم جعله ينشغل بأمرها علي غير عادته فوجد اقدامه تسوقه لها حتي توقف امامها مباشرة ينتظر ان ترفع حبيبتيها وتنظر اليه
اغلقت عيناها وهي تسحب الهواء كي تملأ ص*رها عله يزيل حيرتها حين يخرج، تلوم نفسها على مجيئها لهنا، فما الذي تتوقعه الآن، أن ترى من كان سببا بتعاستها منذ صغرها، أم أنها ستبحث هي عنهم جميعا ظلت على وضعها للحظات لكنها استشعرت اعين تراقبها وحين رفعت مقلتيها وجدته امامها بأعينه الحادة التي اخترقتها
-سيد شاهين
موسيقي عذبة خرجت منها حين نطقت اسمه جعلته ينتشي ،هو عاشق للنساء وهو نوعا خاص لم يجربه من قبل وكم يسره ان يطالب بحقه بتذوق جميع الانواع
بصوت أجش هادئ أجابها
-كابتن ماهي
لم تستشعر سخريته حين لقبها بذلك لكنها احست ب*عور اخر لم تستسيغه ابدا رغم حلاوته
-ارجو الا اكون قد تطفلت عليك فانا اردت فقط ان اشكرك
ذهول اعتمر بعقلها فهي لطالما ظنت ان امثاله لا يثنون علي احد ولا يشكرون مجهود احدهم
أجابته بصدق رغم دهشتها التي لم تستطع أن تخفيها
-لا داعي للشكر
لم يتشتت فكرها بسبب رجلا من قبل ولن يكون هو استثناء ولكن عيناه لا تعطيها اي فرصة لإحكام السيطرة علي نفسها خاصة حين ي**ت ويسلط بصره عليها
-ما زلت ابحث عن مساعد طيار فهل انت مهتمة؟
عرض عمل مثالي لم يطلب منها او يرجوها بل وضع فرصة امامها كأن العمل لديه فرصة ذهبية لن تتكرر
لم تجبه اكتفت بال**ت مما اغضبه خاصة انه لا يعلم لم فعل ذلك لم عرض عليها العمل معه ولكن لا فرصة الان لسحب عرضه فالكرة بملعبها وكم يتمني ان تقبل
مغامرة جديدة ودعوة للتمرد كما تهوي، فرصة حقيقية كي تري كل ما تتمناه عن كثب خاصة وان لا احد يعلم من هي حقا
-موافقة ولكن بشرط
اذهله طريقتها بقبول العرض وثقتها بنفسها لدرجة انها ستملي عليه شروطها اشار لها بيديه لتكمل كلامها
-سته اشهر فقط هي مدة ال*قد
لم يفكر هو الآخر بل أجابها على الفور
-موافق
القي بكلمته وهو يغادر فاللعب معها مرهق وهي اعطته الوقت الكاف ليضع خططه فهي اصبحت هدفه الجديد وكم سيتلذذ بإيقاعها بشباكه علي مهل كالصقر حين يرصد فريسته علي الارض ولا ينقض عليها الا بلحظة جاهزيته لافتراسها
اقتباس من الفصل القادم
بغرفة مكتبه الخاص حيث يقابل من يريد بعيدا عن اعين الجميع
-اشكرك علي المعلومة وسأحرص علي ان تكافئ جيدا
-يكفيني رضاك سيدى وايضا لطالما احزنني ما حدث
-ولكن كيف علمت بالأمر ؟
-مصادفة حدثت منذ فترة اوصلتني لهم
-حسنا ابقي اعينك عليهم اذا ما جد جديد
ما ان غادر حتي اتصل بأحدهم كي يعلمه بنتاج لقاؤه بالهيثم
-هل نفذت ما امرتك به؟
-نعم، وقد وصلت له المعلومة كاملة
-هل سأل عن مص*رها؟
-بالطبع فهو لن يفوته ذلك
-بالطبع فالصقر دائما قوى الملاحظة