كانت الأفكار الشيطانية تدور في خاطر چاسمين تجاه آنچل، ولكن كانت هناك أفكار أكثر شرًا منها تدور في خاطر آنچل الآن، فبعد أن وصلت للشركة لتدخل غرفة مكتبها برفقة طفلتها، وجدت ساندي هناك في انتظارها، فجلست على ذلك الكرسي المقابل لها وبدأت تحكي لها ما حدث منذ استيقاظها من النوم بنبرةٍ حماسيةٍ:
«لقد استيقظتُ باكرًا بقدر الإمكان، ثم شغلتُ تلك الأسطوانة التي أخذتها منكِ وكانت الموسيقى الصاخبة تملأ المنزل بأكمله، وحينما خرج زين من تلك الغرفة التي يتشاركها مع البرتقالة اللعينة انزلقت قدمه بسبب البيض الذي وضعته له، وحينها كنتُ قد هربتُ من المنزل برفقة ناردين لأركب سيارتي وآتي لهنا، يا إلهي.. لو كنتِ موجودة ورأيتِ كيف خرج من المنزل يرتدي سرواله الداخلي فقط وهو يجري خلف السيارة! كنتِ ستموتين من الضحك.»
لم تكن ساندي أقل خبثًا من آنچل الآن، فبادلتها تلك الضحكات الماكرة تقول:
«لماذا لم تسجلي هذا المشهد بآلة التصوير حتى أراه؟ أنا فقط أموت من الضحك حينما أتخيل مظهر زين وهو يجري في الشارع بسرواله الداخلي، هههه يا إلهي لا أصدق هذا.»
«إنه يستحق كل ما يحدث له، هذا الخائن عديم المشاعر الجبان سوف أريه عواقب أفعاله، فقد هاتفتُ والدته وطلبتُ منها المجئ لزيارتي بحجة أنني اشتقتُ لها وعلى ما يبدو أنها قد وصلت للمنزل، والآن سأرى كيف سيهرب من عقاب والدته.»
(والدة زين) تلك المرأة التي يخشاها كل من يعرفها عدا آنچل، فحينما سمعت ساندي هذا بصقت القهوة التي تشربها من فمها تنظر لآنچل بعدم تصديقٍ تسألها بتلعثمٍ:
«وو..والدة زز..زين هنا؟ (تريشا مالك) هنا؟ يا إلهي كيف تفعلين هذا آنچل؟ لقد استخدمتِ أقوى سلاح لد*كِ، أنا أشعر بالشفقة الآن على زين.»
«دعيه يعاني قليلًا، فلن أتركه حتى يطلّق تلك البرتقالة، وحينها لن أسامحه حتى وسأجعله يترجاني لأسامحه وأرحمه.»
«يا فتاة لقد بدأتُ أشعر بالرهبة قليلاً منكِ.»
«لا تقلقي، تلك القوة التي أمتلكها كانت مطمورة بداخلي وزين هو من أخرجها، وهو من سيواجهها بمفرده.»
أشارت لها باللامبالاة رافعةً حاجبها وابتسمت بجانبيةٍ، فرمشت ساندي متن*دةً بقوةٍ تعلّق:
«اممم لا أعلم ماذا أقول؛ فأنتِ محقة بما تفعلينه، ولكن ألا تعتقدين أنكِ تبالغين قليلًا؟»
«لا تقولي هذا الآن، لا تخمدي حماسي بعد أن اشتعل ودعيني أكمل انتقامي!»
برزت شفتها السُفلى بحزنٍ كطفلة تم سلب لعبتها، فقلبت ساندي عينيها قائلةً بسبّابة مرفوعة:
«حسنًا أكمليه، ولكن كوني حذرة!»
«لا تقلقي عليّ.»
**تت ساندي قليلًا بعد إجابة آنچل الواثقة وتوجهت أنظارها لما خلف آنچل، فعقدت حاجبيها بتعجب، ثم اقتربت من آنچل تهمس لها في أذنها:
«أعتقد أن من يجب أن تحذري منه هو مديرنا الوسيم السيد (ستايلز)؛ فهو يقف الآن أمام نافذته ويشرب قهوته بينما عيناه مركزتان عليكِ يا فتاة.»
انتبهت آنچل لهذا الأمر؛ فقد نسيت تمامًا أمر مديرها الم***ف الذي يحاول التقرب منها وانشغلت بانتقامها من زين، ولكنها حاولت الالتفات لتنظر له، ولكن يد ساندي منعتها حينما أمسكت بوجهها تقول بتحذير:
«إياكِ! لا تفكري حتى في الالتفات؛ فسوف ينتبه لنا ويعلم أننا نعلم بمراقبته لنا.»
فتحت آنچل فمها لتتحدث، ولكنها **تت فجأة تنظر لصديقتها بغموض وتلك الابتسامة الخبيثة ترتسم على شفتيها ببطءٍ تقول بهدوءٍ:
«أوتعلمين شيئًا؟ أنا سأستغل هذا الأمر.»
«أي أمر هذا؟»
سألتها ساندي بحاجبٍ مرفوعٍ، ولكن ما لبثت أن تحولت ملامحها للصدمة تهتف بصوتٍ منخفضٍ:
«إياكِ والتفكير بهذا الأمر حتى، آنچل لا تفقدي عقلكِ وتفعليها؛ فزين بالتأكيد سيقتلكِ هذه المرة.»
«فليقتلني، ولكن هذه فرصتي ولن أتركها لتضيع من يدي.»
أجابتها بعدم اكتراثٍ ورفعت كتفيها، ثم نهضت عن مكانها متوجهةً لغرفة مكتب مديرها وساندي خلفها تحاول منعها، ولكنها استسلمت حينما لم تستمع آنچل لها وطرقت الباب لتفحته وتدخل، فعادت ساندي لغرفة مكتبها مطأطأة الرأس لتجد ناردين هناك جالسة على المكتب وبيدها ورقة ترسم بها فنظرت لها بخيبة أمل تقول:
«أتعلمين ناردين؟ أنا خالتكِ وسأعطيكِ نصيحةً ستفيدكِ جدًا بحياتكِ القادمة، وهي أن تتزوجي من رجل لا يحبكِ، أو لا تتزوجي نهائيًا؛ فهذا سيكون أفضل للجميع.»
نظرت لها ناردين بحاجبٍ مرفوعٍ، ولكنها تجاهلتها وعادت للرسم غير مباليةٍ بما يحدث وبما تنوي والدتها فعله في غرفة مكتب مديرها، الذي حينما رآها قادمةً أسرع بالجلوس خلف مكتبه وأمسك ورقة ممثلًا القراءة بها وادّعى تفاجُأه من وجود آنچل قائلًا بصوته المميّز:
«أوه مرحبًا آنچل، متى عدتِ للعمل وبهذه السرعة أيضًا؟ أنتِ حتى لم تكملي يومًا واحدًا من الإجازة التي طلبتِها!»
رسمت ابتسامةً جذابةً على شفتيها لتظهر تلك الغمازة في وجنتها اليمنى تجيبه بخفةٍ:
«أنا فقط أحب العمل في هذه الشركة، واشتقتُ لها؛ لهذا لم أستطع إكمال الإجازة والبقاء بعيدة.»
ضحك بخفةٍ لتظهر غمازته هو الآخر، ثم نهض من مكانه يقف أمامها قائلًا بخبثٍ ونظراتٍ لعوب:
«لقد سمعتُ أن زين تزوج من أخرى، هل هذا صحيح؟»
«أجل هذا صحيح.»
«أوه.. هذا الرجل لا يقدر وجود ملاك مثيرة مثلكِ بجانبه، هو حتى لا يليق بكِ؛ فعيناه عسليتان بينما عيناكِ زرقاوان وملونتان مثلي، كما أن شعره أ**د وشعركِ أحمر **تنائيّ وأنا شعري بني، أي أنه ملون مثلي.»
رفعت حاجبها بعدم ارتياحٍ؛ فكلامه غير المنطقي هذا لم يعجبها، وفي تلك اللحظة شعرت بغباء قرارها وقررت التراجع عن فكرتها في استغلال مديرها؛ فلم يعجبها تلك النظرات الم***فة التي يرمقها بها لتتن*د بحدةٍ قائلةً:
«لا داعي لهذا الكلام الآن سيد (هاري)، لقد جئتُ فقط لألقي التحية وسأعود لعملي فورًا.»
التفتت تنسحب من الغرفة بهدوءٍ، ولكن قدمها التي التوت فجأة؛ بسبب **ر كعب حذائها أرغمتها على البقاء وعدم الحركة حتى كادت تقع، ولكن هاري أسرع بالإمساك بها يلف ذراعه حول خصرها مقربًا جسدها منه.
نظرت له بحدةٍ وكادت تصرخ عليه حتى يبتعد، ولكنها تراجعت عن فكرة الصراخ؛ حينما لمحت زين قادمًا فجأة تجاه الغرفة، فأسرعت بالتمسك بهاري أكثر ومثّلت البكاء تهتف بضعفٍ:
«أوه كاحلي المسكين، لقد التوى كاحلي، هاري أرجوك ساعدني لا أستطيع الوقوف، ساعدني عزيزي!"
ساعدني، هاري بدون ألقاب، عزيزي، كل هذه الكلمات في جملة واحدة بالإضافة لتمسكها بقميصه؛ جعلت هاري يشعر كأنه طائر يرفرف بجناحيه يطير بسعادةٍ، فلم يفكر ولو للحظة واحدةٍ حينما حملها بين ذراعيه كالبطل الخارق، فتمسكت هي بقميصه ولفت ذراعها خلف رقبته.
أما عن ذلك الزوج في الخارج، فحينما لمح هذا المشهد الرومانسيّ من نافذة مكتب هاري، شعر بتلك النار المشتعلة بداخله وخرج ذلك الدخان من أذنيه كأنه ثور هائج ليقتحم غرفة مكتب هاري بقوةٍ غير مبالٍ باعتراض ساندي على هذا الاقتحام.
فالبنسبة لشخص مثل زين، هو ي**نها ويتزوج من أخرى كيفما يشاء، ولكن لن يسمح لها حتى بالتفكير مجرد تفكير صغير من الاقتراب من أي ذكر غيره، حتى لو كان ذكر حيوان.