|٧| مائتان وتسعة وتسعون شرطًا.

1556 Words
تلك الشرارات المتبادلة بين عسليتي زين وزمرديتي هاري كانت كافيةً لإحراق الشركة بأكملها وليس الغرفة التي يقفان بها فقط، فتقدم زين من هاري صارخًا بملامح ساخطةٍ: «هاري أيها اللعين! أنزل زوجتي، لمَ تحملها هكذا؟» قاطعته آنچل وهي تتمسك أكثر بقميص هاري وبصوتها الذي خرج مدللًا: «لا هاري عزيزي، لا تنزلني! كاحلي لا زال يؤلمني.» «عزيزكِ؟ كيف عزيزكِ يا امرأة؟ أنا عزيزكِ لا هو.» صرخ فيها زين بحدةٍ اشتعلت بعينيه واقترب يدفع هاري ويحملها هو بين يديه بسرعةٍ، فنظر له هاري بغضبٍ بعدما استعاد توازنه لكيلا يقع من أثر الدفعة، يقول من بين أسنانه: «اترك الفتاة زين! هي لا تريدك، بل تريدني أنا.» نظر له زين بحدةٍ، لقد تعدّى هاري حدوده الآن، الجميع يعلم مدى التحدي بين هاري وزين منذ أيام الجامعة، كلاهما يريد أن يكون أفضل من الآخر، فإن كان زين قد تزوج من آنچل فهاري يرغب بآنچل أيضًا ولأسبابٍ أخرى نتجت من عداوةٍ قديمةٍ؛ لذلك كان الغضب هو الشعور الوحيد الواضح على ملامح زين في هذه اللحظة، حينما أنزل آنچل من بين ذراعيه يوقفها حتى يستطيع الشجار مع هاري، ولكن آنچل صرخت حينما لامست قدمها الملتوية الأرض: «زين لا تنزلني الآن! كاحلي اللعين يؤلمني.» زمّ زين شفتيه بضيقٍ وعاد يحملها، ثم تركها على أريكة جلدية مقابلة لمكتب هاري، ثم عاد ينظر للآخر بحدةٍ وهو يرفع إصبعه السبابة في وجهه محذرًا: «ماذا كنت تقول يا هذا؟ كيف تريدك آنچل وهي زوجتي؟» شبّك هاري ذراعيه على ص*ره يبتسم باستفزازٍ يجيبه: «نعم تريدني أنا، ألم ترَ كيف كانت تريدني أن أحملها ولا أدعها لك؟ ثم إنك قد خنتها وتزوجت من أخرى، ماذا تريد الآن منها؟ اتركها مع من سيقدرها يا رجل!» «ا****ة عليك هاري، ماذا تقول؟ كيف سأترك زوجتي لتكون مع رجل آخر؟ أنا أحذرك ستايلز، فلتبقَ بعيدًا عن آنچل فهي ستستقيل من عملها لد*ك ولن تعمل بعد اليوم.» لا زالت سبابته مرتفعةً بتحذيرٍ وملامحه متجهمةً بغضبٍ ازداد؛ حينما صرخت آنچل تقاطعه: «هااي أنت! كيف تتحدث بل**ني؟ أنا لن أستقيل وسأعمل كيفما أشاء.» نظر لها زين بحدةٍ وترتها قليلًا، ليصرخ فيها قبل أن يعاود النظر لهاري المستمر بتلك الابتسامة المستفزة: «ا**تي وا****ة! لا تتوقعي أنني سأ**ت بعد ذهابنا من هنا.. وأنت يا لعين ستايلز ابقَ بعيدًا عن زوجتي ولا تفكر حتى في ذكر اسمها على ل**نك!» بالنسبة لهاري، فلم يُرِد أن يتسرّع في الحديث أو الغضب من سبّ زين له، بل استمر في النظر له بهدوءٍ وابتسامته المستفزة تغزو شفتيه وهو يرى زين يعود ويحمل آنچل حتى خرج بها من الغرفة ليجد ساندي تقف أمام الباب وتتنصت على حديثهم بالداخل، وما إن لمحتهما حتى ابتعدت وادّعت أنها لا تفعل شيئًا تقول بارتباكٍ: «آآ..آنچل ماذا حدث لكِ؟ لما كنتِ تصرخين في الداخل؟» نظرت آنچل لزين الذي يحملها نظرةً غاضبةً تتجاهل وجوده، أعادت نظرها ل**ندي تجيبها بهدوءٍ: «لم أكن أصرخ، لقد التوى كاحلي فقط، أين هي ناردين؟» «إنها في غرفة مكتبنا تلعب بالملفات.» «هلا أحضرتيها للأسفل، فنحن سنرحل الآن!» تقدم حاملًا آنچل بدون أن ينتظر ردًا من ساندي التي تأففت بضيقٍ، فنزل هو في المصعد حتى وصل لسيارته، فوضعها في المقعد الأمامي بجانب مقعد السائق وأغلق الباب بقوةٍ جعلتها تقفز من مكانها فزعًا، فتجاهلها واستدار يأخذ ناردين من ساندي، ثم وضعها في المقعد الخلفي وشد حزام الأمان عليها يغلق الباب بنفس القوة، واتجه لمقعد السائق يجلس عليه، ثم أعاد تشغيل محرك السيارة ينطلق بها بسرعةٍ وعينا آنچل تراقبانه بغضبٍ حتى نفذ صبرها تصرخ به بحدةٍ: «ما الذي فعلته منذ قليل؟ وكيف تتحدث مع مديري بهذه الطريقة الو**ة؟» ض*ب مقود السيارة بقوةٍ يبادلها الصراخ وعيناه على الطريق: «وتجرؤين على محاسبتي بعد ما فعلتِه؟ أنا لن أمرر ما حدث بهذه السهولة ولن أترك ذلك اللعين هاري ينفذ بفعلته!» «ما هذا يا أنت؟ وماذا فعلتُ أنا أو فعل هاري لتغضب هكذا؟» «لا تصرخي وأنتِ تتحدثين معي! ذلك الأنثوي هاري كان يحملكِ ويتحدث معي بكل وقاحة، كيف سمحتِ له بلمسكِ حتى؟» صرخ بانفعالٍ بالأخيرة يرمقها بنظرةٍ ساخطةٍ، ثم أعاد نظره للطريق الخالي أمامه لتقلب آنچل عينيها بضيقٍ قائلةً وهي تشيخ بنظرها للأمام: «هاري ليس أنثويًا، إنه رجل وأكثر منك رجولة أيضًا.» «لا تدافعي عن شبيه النساء ذلك أمامي وا****ة، وأجيبيني!» «بماذا أجيبك؟ أنا لم أفعل شيئًا سيئًا لأجيبك.» «لماذا تركتِه يحملكِ وا****ة؟ وتقولين له عزيزي أيضًا؟ ما علاقتكما؟ انطقي يا امرأة!» انكمشت آنچل على نفسها قليلًا وتراجعت للخلف؛ خوفًا من نبرة صوته العالية، فبحياتها لم تره غاضبًا بتلك الطريقة سوى عند مشاجرته الأخيرة مع والده، وبسببها ترك روسيا وأحضر آنچل وابنته ليعيشوا في فرنسا بعيدًا عن عائلته، فارتبكت قليلًا وهدأت نبرة صوتها وهي تجيبه: «أأ..أنا تركته يحملني لأنني لم أستطع الوقوف على قدمي، ككـ..كما أنني لم أنادِه عزيزي، لقد سمعتني بشكل خاطئ، أنا فقط ناديته هاري.» حتى مع انتقامها منه لا زالت تبرر له أفعالها؛ فما عاشاه مع بعضهما طوال الأربع سنوات لم يكن سهلًا لتنساه بهذه الطريقة، ولكن الانتقام يُعمي القلب، فحينها هدأت نبرة زين قليلًا هو الآخر؛ حينما تذكر جلوس طفلتهما بالمقعد الخلفي فنظر لها بطرف عينه يقول بحدةٍ: «لا تكذبي آنچل! أنا سمعتكِ تقولين له عزيزي.» ضيّقت عينيها وأدارت وجهها بعيدًا عنه تجيبه بامتعاضٍ: «وما شأنك أنت إن قلتُ له عزيزي أو قبلته حتى؟» «ماذا تقولين يا امرأة؟ كيف ستقبلين ذلك الأنثوي؟ إنه يضع أحمر شفاه على شفتيه!» كتمت تلك القهقهة التي كانت ستفلتُ منها حينما ذكر زين أمر احمرار شفتي هاري الزائد؛ فهي أيضًا ظنت أنه يضع أحمر الشفاه لذلك ادعت عدم اللامبالاة تقول: «هاري لا يضع أحمر شفاه، إنه وسيم وأنت فقط تغار من وسامته.» ضيّق عينيه ورمقها بحنقٍ قبل أن يعيد نظره للطريق، يعلم أنها فقط تحاول إثارة استفزازه، ف*نهد بعمقٍ يقول بابتسامةٍ ماكرةٍ: «تعلمين أنني أوسم من شبيه النساء هذا، لهذا وافقتِ على الزواج مني أنا لا منه، يا امرأة أنتِ محظوظة لأنكِ ترين وجهي الوسيم دائمًا وغيركِ من النساء يتمنين رؤية وجهي لمرةٍ واحدةٍ فقط.» قلبت عينيها بمللٍ، إن لم يمدح نفسه فلن يكون زين مالك، ف*نهدت بحنقٍ تتجاهل حديثه مديرةً وجهها للنافذة تنظر للطريق، حينها علم أنها تضايقت منه فحاول تغيير الموضوع يقول بهدوءٍ: «لقد جاءت أمي منذ قليل للمنزل.» «أعلم هذا، أنا التي تحدثتُ معها وطلبتُ منها المجئ لتكون معي ضدك.» أجابته ببساطةٍ ولم تكلِف نفسها عناء النظر له حتى، فابتسم بجانبيةٍ يسألها ولا زالت عيناه على الطريق: «تريدينها في صفكِ إذًا؟ ولكن لماذا لم تخبريها بأمر زواجي الثاني؟» «أردتُها أن تكتشف الأمر بنفسها؛ فإن تفاجأت بهذا فعقابها لك سيكون أسوأ؛ فأنا أعلم مدى خوفك من والدتك.» استفزته للمرة الثانية ونقطةٌ لصالح آنچل؛ فقد فازت في هذه الجولة، حينما تجهم وجه زين وزفر بضيقٍ يجيبها بحدةٍ: «لا تقولي هذا! أنا لا أخاف من والدتي فقط أحبها واحترمها، وعدم مناقشتي لأوامرها لا يُعد خوفًا، كما أنني أخبرتُها أن چاسمين ليست زوجتي، بل صديقتكِ أنتِ.» وفاز زين بهذه الجولة ونقطةٌ لصالحه؛ حينما استطاع إثارة غضبها، فقد استدارت بالكامل تنظر له بصدمةٍ، ثم صرخت بحدةٍ: «ماذا فعلت يا هذا؟ كيف تقول أن تلك البرتقاله صديقتي؟» «برتقالة؟» تجاهل صراخها وحدتها في الحديث مركزًا على ذلك اللقب يسألها بصدمةٍ، فنفخت بانزعاجٍ تجيبه: «أجل برتقالة لعينة برتقالية الشعر حمقاء وغ*ية وسرقتك مني.» «إذًا أنتِ تغارين عليّ منها؟» رمقها بنظرةٍ خاطفةٍ مع ابتسامته الجانبية تلك، وحينما لمحت سعادته بعينيه قهقهت باستهزاءٍ تجيبه من بين أسنانها: «ما هذا الهراء؟ قد أغار على بغل ولا أغار عليك.» «ما هذا الكلام الجارح يا امرأة؟ هل تقارنيني بالبغل؟» «لا.. بالطبع لا، أنا أعتذر للبغل لأنني قارنته بشخص أناني مثلك، لا تعتقد أنني وافقتُ على البقاء معك فقط من أجلك، أنا بقيتُ في هذا المنزل اللعين من أجل طفلتي حتى لا تفتقد والدها أو يسخر أصدقاؤها منها مستقبلًا.» «وطفلتكِ التي تتحدثين عنها جالسةٌ في المقعد الخلفي تستمع لحديثنا وترى كيف تصرخ أمها بغضبٍ على والدها.» أعادتها جملته للواقع فنظرت للخلف بتوترٍ، لتجد ناردين تمسك بلعبتها الإلكترونية وتلعب بها غير مباليةٍ لحديثهما وكأنها غير موجودةٍ معهما بالسيارة، فابتسمت آنچل بسخريةٍ وأعادت نظرها له تجيبه باستفزازٍ: «إنها تلعب بلعبتها الإلكترونية ولا تستمع لحديثنا من الأساس، فهي مثلك تمامًا تتجاهل الآخرين ولا تهتم سوى لنفسها.» تأفف بضيقٍ؛ فمهما حاول مجادلتها تكون نهاية النقاش لصالحها، فحينما قرر الرد عليها عادت هي تقاطعه بحدةٍ: «أنا سأجمع أشيائي وأسافر لعائلتي في روما، سأبقى معهم لفترةٍ أستعيد فيها عقلي الذي طار بسببك.» «لن تذهبي لأي مكان ووالدتي هنا، ستظن أن هناك مشكلةً بيننا وقد تتعقد الأمور، فأنتِ تعلمين أنها تحبكِ.» آلمتها هذه الجملة كثيرًا؛ فهو يخبرها أنه لا يبالي برحيلها سوى بسبب وجود والدته، ولكنها عادت تتجاهله ثم نظرت للجهة الأخرى تجيبه بصوتٍ مختنقٍ: «أنا لن أكذب عليها في شيء، هي مثل والدتي وأنا أحبها ولا يمكنني خداعها مثلما تفعل أنت، لن أدّعي أمامها أن تلك البرتقالة صديقتي.» تأفف بضيقٍ؛ لن يستطيع إقناعها فهو يعلم مدى عنادها الذي كان سببًا في زواجه منها، ولكنه صُدِم فجأةً حينما نظرت له وابتسمت بخبثٍ تقول بهدوءٍ: «أو قد أوافق على هذا في حالة واحدة، وهي موافقتك على كل الشروط التي سأضعها.» هل تمزح معه الآن؟ يبدو أنه سيواجه الكثير من المشاكل هذه الفترة، آنچل ستستغل هذه الفرصة لصالحها وبأب*ع الطرق، ولكن بالنسبة لوضعه الحالي ومع وجود والدته سيوافق على شروطها ولو كانت ستقتله سيوافق، تن*د بمللٍ ولعن اليوم الذي فكّر فيه بالزواج من چاسمين يجيبها: «حسنًا وما هي شروطكِ؟» «قل أنك توافق على شروطي في البداية!» «حسنًا، أوافق على شروطكِ.» «لا أسمعك، قلها بصوتٍ أعلى وبنبرةٍ واضحةٍ!» تأفف بضيقٍ وتن*د يقول بغضبٍ مع ابتسامتها المستمتعة: «أجل، أنا أوافق على كل شروطكِ اللعينة تلك.» «جيد.. أحسنت عزيزي، لقد سجلتُ صوتك وأنت تقولها في هاتفي حتى يصبح لدي الدليل على موافقتك، ولكيلا تخلف بوعدك لي في مرة أو تخدعني وتقول أنك لن تنفذ شرطًا.» تحدثت ملوحةً بهاتفها المحمول أمامه في الهواء تستفزه، فنظر لها بصدمةٍ، كيف ومتى أخرجت الهاتف وسجلت صوته؟ ف*نهد بانزعاجٍ يهتف: «ماذا؟ هل تمزحين معي الآن؟ لن أخلف بقولي أبدًا، احذفي هذا التسجيل من هاتفكِ!» ضمت هاتفها بقوةٍ لص*رها ثم قبلت شاشته تعيد ضمه لص*رها مرةً أخرى، ليست مجنونةً لتتخلص من الدليل الوحيد على تنفيذه لشروطها كلها. فماذا سيحدث لزين بعد موافقته على هذا العرض؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD