|٨| رابطة النساء.

1428 Words
كانت آنچل فخورةً بفكرتها، سعيدةً بموافقة زين على الصفقة التي عقدتها معه، ولديها الدليل على موافقته جميع شروطها، فبعدما احتضنتْ هاتفها بالدليل وسألها زين عن نواياها، لمْ تكد تجيبه حتى توقفت السيارة فنظرت لتجد نفسها أمام منزلها، تن*دت بهدوءٍ وزفرت بقوةٍ تنظر للخلف قائلةً: «نارد! هيا أغلقي هذه اللعبة وانزلي من السيارة، جدتكِ في انتظارنا في الداخل.» لم تبالي الصغيرة بأمر والدتها واستمرت باللعب، بينما تن*دت آنچل لتفتح باب السيارة وتنزل، ولكن زين أمسك بيدها يوقفها قائلًا: «هاي، إلى أين؟ لم تقولي شروطكِ بعد.» «لا تقلق، سأكتب جميع شروطي في ورقةٍ وأعطيها لك حينما أنتهي.» ستكتب جميع شروطها في ورقةٍ؟ يبدو فعلًا أنها ستستغله أب*ع استغلال، ويبدو أنه سيندم على موافقته، هذا ما فكّر فيه زين وهو يحمل ناردين على كتفه الأيمن مثل جوال البطاطا؛ لأنها لا تريد ترك لعبتها والخروج من السيارة، بينما دخل ووجد چاسمين تجلس على الأريكة واضعةً ساقًا فوق الأخرى وآنچل قد صعدت لوالدته، ف*نهد بمللٍ يضع ناردين على الكرسي ثم جلس بجانب چاسمين يقول بهدوءٍ: «وافقت آنچل أن تدعي بأنكِ صديقتها، لذلك تعاملي معها كصديقة لحين رحيل والدتي؛ فأنا لا ينقصني المزيد من المشاكل.» تن*دت چاسمين بمللٍ، تعلم أنها ستعاني الكثير حتى تستطيع الحصول على مرادها من زين وتتخلّص من زوجته الأخرى اللعينة، ولكنها رسمت تلك الابتسامة المصطنعة على وجهها تُقبّل زين على وجنته بخفةٍ، ثم نهضت تستأذنه مؤديةً دور الزوجة المطيعة: «عزيزي، أنا سأذهب للعمل، وقد أتأخر قليلًا؛ فهناك اجتماع مهم لذلك لا تنتظرني على العشاء.» «حسنًا، ولكن لا تتأخري كثيرًا؛ فوالدتي ستقيم حفلة لعينة وأرغب بتواجدكِ بها.» «حسنًا عزيزي، وداعًا.» ورحلت تاركةً زين ينظر للفراغ بشرودٍ، بدأ ذلك الشعور من اللوم وتأنيب الضمير ينمو بداخله تجاه آنچل، يعلم أنه يحبها ويعشقها ويغار عليها أيضًا، ولكنه أحب چاسمين أيضًا وهذا ما وهم نفسه به حينما التقاها، فهو يفكر ويؤنبه ضميره وآنچل في الأعلى مع والدته في غرفتها تض*ب كفها بكفها بحماسٍ تهمس حتى لا يسمعها زين صدفةً: «أمي، أنا أحبكِ كثيرًا، وأحب أفكاركِ الشيطانية أيضًا، ولكنني لا زلتُ متفاجئة من وقوفكِ بجانبي.» «آنچل لا تكوني حمقاء، فأنا أعتبركِ ابنتي تمامًا مثل (دنيا وصفاء وواليها)؛ لذلك سأقف بجانبكِ وخاصةً إذا كان الأمر يخص ابني الأ**ق، إنه يحبكِ عزيزتي، ولكنه أ**ق ويقوم ببعض الأفعال دون التفكير، مثلما تزوج تلك الع***ة دون سببٍ مقنعٍ.» أجابتها بعتابٍ تهز رأسها بقلة حيلةٍ على أفعال ابنها، فعبست آنچل بملامحها واعتدلت تضم ساقيها لص*رها لافةً ذراعيها حولهما قائلةً بحزنٍ: «لا أمي، زين لم يعد يهتم لي أو يحبني، وما فعله أكبر دليلٍ على حديثي هذا.» «لا تكوني حمقاء مثله وفكّري جيدًا في تصرفه المفاجئ وغضبه حينما رآكِ مع هاري الوسيم، إنه يغار عليكِ يا فتاة هذا يعني أنه ما زال يحبكِ.» «لا تقولي عن هاري وسيم، كما أنني سأتوقع كل الاحتمالات حتى لا أُصدم بشدة في النهاية، لقد نفذتُ خطتكِ وخدعتُه بتنفيذ شروطي، هو يظن أنكِ لا تعرفين شيئًا عن چاسمين، ولكن يبدو أنه سيندم حقًا كما قال في النهاية.» قد تكون الأم دائمًا في صف ابنتها، تساعدها تنصحها وتكون في صفها ضد من يزعجها حتى إن كان زوجها، ولكن ماذا عن الحماة عندما تكون في صف زوجة ابنها وضد ابنها؟ العلاقة بين تريشا والدة زين وآنچل علاقة قوية، علاقة محبة متبادلة؛ فهدوء آنچل ورقتها هما ما جعلا تريشا تتعلق بها وتحبها وتصّر على زواجها من ابنها، وتقبُّل آنچل للأمر بهدوءٍ حتى أنها لم ترغب بالانتقام في البداية هو ما جعل تريشا تعنّفها وتحثها على الانتقام لتأديب زين وجعله يفكر بنتائج ما سيفعله، لهذا ربتت على كتف آنچل ونهضت من مكانها تقول: «لا تفكري كثيرًا بالأمر، فأنا والدته ولن أفعل شيئًا قد يؤذيه، هذا فقط لتأديبه وأنا أحب التأديب كثيرًا، هيا لننزل له حتى لا يشك في أمرنا!» أومأت لها بهدوءٍ، وفي الأسفل كان زين يجلس على الأريكة نفسها بغرفة المعيشة ويتحدث في الهاتف بغضبٍ: «ماذا تقول يا أنت؟ كيف تسمح له بفعل ذلك؟ هذه الصفقة كانت مهمة جدًا لشركتنا، لقد تأخرتُ لساعة واحدة فقط وخلال هذه الساعة نخسر هذه الصفقة، ما هذه ا****ة الآن؟ إن كنت لا تستطيع فعل شيء فاستقِل من وظيفتك واتركها لمن يفهم، أيها الحقمى! عندما آتي إليكم سأطردكم جميعًا.» «زين، لا ترفع صوتك بهذه الشتائم الب**ئة، طفلتك هنا يا ولد!» أغلق هاتفه بغضبٍ ورماه على الأريكة يرمق ناردين بنظرةٍ محذرةٍ قبل أن يلتفت لوالدته التي ما زالت تعنفه حتى أمام ابنته: «ناردين اصعدي لغرفتكِ الآن! وأنتِ أمي لا تقولي لي يا ولد، لست صبيًا صغيرًا، أنا رجل.» تجاهلت ناردين حديثهما وصعدت الدَرج لغرفتها كالعادة تلعب بأل**بها، بينما قلبت تريشا عينيها ونظرت لزين تجيبه بمللٍ وهي تنزل الدَرج وآنچل خلفها تلعب بأصابعها بتوترٍ: «مهما كبُرت ستظل صبيًا صغيرًا في نظري، والآن أخبرني لماذا كنت تصرخ في الهاتف؟» «هؤلاء الحمقى الذين أوظّفهم في شركتي تركوا ذلك اللعين (چاستين) يحصل على صفقة فرنسا وبكل سهولةٍ، لقد كانت صفقةً كبيرةً ومربحةً، وها أنا خسرتها بسبب إهمالهم، أنا سأذهب للشركة الآن.» «توقف! لن تذهب لأي مكان، أنت ستقضي اليوم هنا مع عائلتك، أنا وأختيك وزوجتك وابنتك، لن تخرج من المنزل، ولتضع هذه الصفقة اللعينة في مؤخرتك لا يهمني أي صفقات.» نظر لها بعدم تصديقٍ بعد حديثها البذئ ذاك، بينما قهقهت آنچل على حديثها تنظر لزين باستفزازٍ وتراقص حاجبيها، فتضايق زين منها ينظر لأمه بحدةٍ قائلًا: «ولكن هذا عملي، فإن تركته فمن أين سأجلب لكنّ الأموال لتعشن؟» «لن يضر من يوم واحد فقط، كما أنني لا أصدق حتى الآن كيف يدير ابني شركة للملابس الداخلية؟ لطالما كنت م***فًا حتى في صغرك، ولكن ليس لهذه الدرجة يا ولد.» عنفته والدته وتقدمت تقف أمامه، فانفجرت آنچل ضحكًا على قولها تقف بجانبها مشيرةً لزين بشماتةٍ تشجع والدته: «أجل أمي، لقد أخبرته بهذا من قبل، وخمني ماذا؟ لقد كان يريد مني أن أعمل بشركته التي لا توجد بها أنثى واحدة سوى تلك العجوز التي تنظف الشركة.» «ابني م***ف وقد تقبلتُ واقعي، ولكن يكون غ*يًا ولا يستطيع التفكير أيضًا؟» قلب زين عينيه بمللٍ، ها هي البداية كما توقعها، النساء ضده وما زال يتوقع الكثير عند حضور أختيه، ولكنه تن*د بمللٍ يقول بهدوءٍ: «حسنًا.. سأذهب لتبديل ثيابي حتى أستعد لحفلة المساء.» «لا زال الوقت مبكرًا على الحفلة، خذ آنچل واصعدا لترتاحا في غرفتكما، وأنا أيضًا سآخذ قيلولة قبل المساء.» نظرت لها آنچل بصدمةٍ؛ لم تتوقع أنها ستجبرها على البقاء معه في غرفةٍ واحدةٍ، ولكن تريشا ابتسمت لها بهدوءٍ بمعنى أنها تسيطر على الأمور، وذلك الزوج ينظر لآنچل بخبثٍ بمعنى أنه قد ربح هذه الجولة. وفي غرفتهما في الأعلى أغلقت آنچل الباب واستدارت تنظر له بغضبٍ مشبكةً ذراعيها على ص*رها، فادّعى هو البراءة يسألها: «ماذا؟» «أوه لا شيء، أنت مستمتع بهذا الأمر، صحيح؟» سألته نافخةً خديها الحمراوين بغيظٍ، فابتسم بسذاجةٍ ولا زال يدّعي البراءة يسألها مستمتعًا بملامحها: «أي أمر هذا؟ لا أفهم.» «لا تتحامق! أنت لم تعترض على أمر بقائك معي في نفس الغرفة، أي أنك مستمتع بالأمر.» «لن أعترض؛ فهذا طبيعي، نحن زوجان ومن الطبيعي أن أبقى معكِ في نفس الغرفة.» «حسنًا.. تفضل هذه هي ورقة الشروط وستنفذها جميعها دون اعتراض!» تناول الورقة من يدها والتي أخرجتها من جيب سروالها الچينز الأ**د ينظر لها بتعجبٍ، لقد كانت ورقةً صغيرةً ملفوفةً، لكنه حينما فتحها سقطت الورقة بطول متر وخمسين سنتيمترًا أمامه، فغر فمه بصدمةٍ يقول: «ماذا؟ هل تمزحين معي؟ هذه مائتان وتسعة وتسعون شرطًا؟ كيف كتبتِهم بهذه السرعة؟» «لا شأن لك، هيا اقرأ الشروط أمامي.» أجابته قالبةً عينيها، فانكمشت ملامحه بانزعاجٍ ينهرها: «لا تتحدثي معي بهذه الطريقة! ثم لماذا لم تجعليهم ثلاثمائة شرطٍ بدلًا من مائتين وتسعة وتسعين؟» «لا أعرف، لم أستطع إيجاد شرط آخر، هيا اقرأ الشروط!» تأفف بمللٍ وطوى الورقة حتى استطاع إمساكها، ثم نظر للمكتوب بها يقرأ الشرط الأول بصدمةٍ: «ما هذا وا****ة؟ كيف لا تريديني أن ألمسكِ؟» «كي أضمن بقائك بعيدًا عني حتى رحيل والدتك فقط، هيا اقرأ الشرط الثاني!» أجابته باللامبالاة ولا زالت تلتزم الثبات والجمود بملامحها، فرمقها بضيقٍ يعيد نظره للورقة متمتمًا بالشرط الثاني: «لا ج*س بيننا، ماذا وا****ة ما هذا الشرط الأخرق؟» «وهل كنت تتوقع مني أن أمارس الحب معك بعد زواجك من أخرى؟ هيا لا تتذمر واقرأ الشرط الثالث!» تساءلت بعدم تصديقٍ تشير بكفها في الهواء بعدم اكتراثٍ، فعض شفته السفلى بغيظٍ ينظر للورقة ملقيًا الشرط الثالث: «الشرط اللعين الثالث يقول أنني غير مسموح لي النوم بجانبكِ، أين سأنام إذًا وأنا سأبقى معكِ بنفس الغرفة؟» «ستنام على الأريكة عزيزي.» أشارت للأريكة خلفه أسفل النافذة المقابلة للسرير بسبابتها مجيبةً بابتسامةٍ استفزته، فنظر للأريكة ليعيد نظره لها متسع الحدقتين يسألها بذهولٍ: «تمزحين أليس كذلك؟» «لا أمزح، ستنام على الأريكة أو على الأرض أو حتى في دورة المياه لا شأن لي، هيا اقرأ الشرط الرابع!» «لا..لا مزيد من الشروط اللعينة، لن أقرأ أي شروط أخرى.» أجابها بانفعالٍ ملقيًا الورقة أرضًا بغيظٍ، فرفعت كتفيها تنزلهما بعدم اكتراثٍ مجيبةً: «حسنًا عزيزي لا بأس بهذا، ستنفذها حتى إن لم تقرأها، أنا سأذهب لأبدل ثيابي ولا تفكر حتى باللحاق بي؛ فهناك شرط ينص على عدم رؤيتك لي وأنا أبدل ثيابي.» رحلت لدورة المياه وتركته ينظر لظلها بصدمةٍ ومئات الأفكار الشنيعة عن قتلها تمر في رأسه، فإن كان قد غضب لهذه الدرجة من أربعة شروط فقط، فماذا سيكون شعوره عندما يعرف عن المائتين وخمسة وتسعين (٢٩٥) شرطًا الأخرين؟ كيف ستكون حياة زين القادمة مع رابطة النساء لتأديبه؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD