bc

تعرِّي| Strip

book_age18+
269
FOLLOW
1.0K
READ
possessive
age gap
drama
bxg
cheating
affair
seductive
stubborn
like
intro-logo
Blurb

هُو خادِم الصّمت ولو أعتق عُنقه لاعتَنق قيودَه ثانيةً

" أنا رجل يتداوى بالألم، على فِراش الأذيّة. "

التمستُ الدّهشة في صوتِها.

" ما الّذي تقصِده؟ "

لم أبخَل في الهدهدة على فُضولِها، بعدَ أن التفتُّ إليها.

" أنا ساديّ. "

-

● آرثر

● ميني

chap-preview
Free preview
مبتور| 01
آرثر «مانشستر، إنجلترا، 04 تشرين الثَّاني 2015.» حينما تكثُر الحُفر في شُعبِ العُمر، تهتزّ عرباتُ أولئِك الذين اتّخذوا مِنّا سبيلًا، فتنزلِق الوعودُ من أظهرهم، وعلى أرضِ الحِنث سهوًا تنهار. وكُلّما تفاقَم مطَر المصائِب، جرفت قطراتُه ما ارتَسم على الوجوهِ مِن تملُّق، وأزالَت ما شيَّدوه مِن أقنِعة كادت تغدو جزءًا مِنهم، تُرغِمُنا على تلقُّم القطيعة رغم أنّ مِعَدَ استيعابِنا قد أتخمَتها الوجيعة، كأنّ الويل لم يكُن سِوى بادِرة لوعيدٍ أجَلَّ مِنه، ثُمّ بيننا وبين الخيبة موعِد مُدبّر على طاوِلة الحقيقة المُرّة بما تحويه مِن تفاصيل، نُفارِق بعدَه الثّقة، ونوصِد أبوابَنا، وإذا ما طرقتها يومًا تتوسّل فِلسًا مِنّا، لها ننهر. الحياة مدرسةٌ قاسية، بين أصقاعِها خَلقنا ضحكات صادقة، وفي قاعاتِها المحفوفَة بالأنانيّة، حاربَنا اليأس والدّموع، وقاومنا رغم النّزيف، خوفًا مِن التخرُّج مِنها بعِلّة أو نُقطة سوداء. لا يهمّ أحدٌ سِوى اكتِماله، ولو على حِسابِ الانتِقاص مِن غيرِه، أمّا يد العون، فشِبه مبتورة، لا يمدُّها إلّا مَن تخبّطت أنفاسُه بين طعناتِ الارتِباك، مِثلك... يا للسُّخرية! امتِحاناتُها شِباكٌ ضيّقةُ المنافذ نُصفّي مِن خلالِها البشر، أولئِك الّذين افتقدناهُم خِلال لحظاتِ الان**ار، ونحنُ بأمسّ الحاجةِ إليهم، كالأفكار إذ تُخلينا لحظة الحسم، كالطّيور، إذا ما الشّتاء حلّ بزمهريرِه هاجَرت إلى نُزلٍ مكفول، ريثَما تخلعُنا الضّائِقة عنها! كذلِك ما رأيتُ لمَن ورَّثتُه النّصيب الأعظم مِن فُؤادي ووقتي وسطَ فِراش الخسارة أثرًا، ولا سمِعت لهُ صدًى، بُعده اشتقّ مِن حسرتي حسرةً أخرى، فتوسّعت هُوّة نقصي، تبتلِعُ الأمل، وخُضت حربي واليأس أعزَل، لا يُلحّفُني سِوى خفقاتي، ويا ليتها خرست! خِلال واقِعتي وبينما أنا جاثٍ أضمِّد جِراحي البليغة، بانتِظار العون، أدركتُ أمرًا: انتِظار لفتةٍ لم يُحرِّك بها ظهر من وثِقنا بأنّه سيُلبّي مهما كانت المسافة، مِن خِلنا أنّه و إن اعتذر الجميع، هُو الوحيد الذي سيأتي، فكان الوحيد الّذي لم يأتِ، قد يكون مؤذيًا أكثر مِن الطّعنة حدّ ذاتِها. وفي ذاتِ الزّقاقِ حيثُ وقعتُ في شِراك الحياة زحفتُ خاويًا مِن روحي، لأنّها أثقَلُ مِن أن أستطيعَ حملها على كاهلَيّ، كانت لتُعيقني عن المضيّ قُدمًا، يومئِذٍ بُعثت بالألَم، مُنطفِئ الرّوح، مُتحجّر القلب، لا يسري في أورِدتي سِوى الغضَب، نغزة مُعادية قد توقِظه. أمّا إذا انتابتني فتراتٌ مِن الفتور، أشعلتُ فتيل طغوتي وانتدبتُ الصّمود، وإنّي لأحبِّذ أن أكونَ أ**د على أن أكونَ أكمد. في المرآة المتأرجحة على مسافةٍ مِن واجهة السيّارة، طالعت صورتي المُصغّرة. كُنت أقعد ومآلُ يدي اليُمنى الغارِقة في قفّاز جِلديّ حالك هُو المِقود، بينما الأخرى معقوفة على حافّة النّافِذة كُلّما رأيتُني على سطحٍ عا**، تيقّنت أكثر أنّ أحاسيسي قد أتقنت فنون الاختِباء بعد حِقبٍ مِن الأخطاء، وأنّ ملامِحي قد تمرّست في الكذِب والاحتِيال، حتّى كادَت تخدعُني أنا الّذي روّضتُها أبدَ الدّهر، فأحداقي احتدّت وقويت، وأساريري بليت. بين جفنيّ خرزتين داكِنتي الزُّرقة، وما هُما بتميمتي حظّ بل تميمتي شُؤم، في أحدِ الأيّام كانتا مُحيطًا تسكُنه العاطِفة لكِنّه انقلبَ إلى صحراء عاجِفة. سبَق وأن سُقت خصلات شعري اللّيليّة إلى دُبر رأسي، وقيّدتُها مطويّةً بربطة سوداء فأخذت شكلَ التُّفاحة، أذِنتُ للبعضِ بالمكوثِ طليقًا يُلامِس عنقي، فيما هوت ذوائِبي الّتي ما خوّلها طولها الالتِحاق بغيرها على جبيني رغما عنها وعنّي. ياقةُ قميصي الخريفيّ الأ**د توشِك أن تطغى على ذقني، لولا أنّها مشلولةٌ بطولِها المحدود، كانت تبرُز مِن حُضن سُترةٍ جلديّة، مطلعُها مِن الفروِ الأ**د، شأنَ مِساحةٍ ضئيلة مِن أكمامِها، وما انشقّ لونُ بنطلوني وأحذيتي عن ملِك الألوان. حين ترجّلتُ مِن إطار السيّارةِ إلى قلبِ الشّارع المستعمرِ مِن قبل اللّيل، بدوتُ كأحد جندِه، كرقعةٍ مُتّصلةٍ به، لا أحد قادر على الفصل بينه وبينَها. قِلة الملأ بالخارِج، وصمتُ السّماء أعانَ همسَ خُطاي على التألُّق، كذا شهيقي الشّفافَ وزفيري الأبيضَ بفضلِ بردِ تشرين، رغم خفوتِ معزوفتيهما. تُشابِهني العِماراتُ العجوز الّتي تُحاصر جانبيّ، فهي شامِخة رغم الوهن المُتغلغِل بأوصالَها، يلوكُها كالسّوس، ويكادُ يُصيبها بالانهِيار؛ وحيدة، مهجورةٌ مِن العِباد، تئِنّ شوقًا لإشراقَة مِصابيحِهم بين أحشائِها، والمُفارقة أنّهُم إن آووا إليها تداعَت لفرطِ الحمولة، فثِقلُها يكفيها، لكنّ هذا اللّحاف الدّامِس يستُر عيوبَها، مِثلي! على شِمالي وبين البِنايات يتخفّى الملهى الذي دُعيتُ إليه، كجُحرٍ في جبل. تُنادي أضواء النّيون المُحيطة باسمه ' القمَر الدّامي ' أن هلمّوا إلى المُتعة؛ القمَر الدّامي يرتبطُ بعدّة أساطير كالمُستذئبين، والمغزى وراءَه أنّ الجميع يخلعون عنهم الزّيف هُنا. هذا الملهى مشهورٌ في مانشستر؛ إنجلترا، يستقطِب العديدَ مِن الأشراف، مِثلي. ولجتُ بوقار وصمت، فما تسامَرتُ مع الحارسين المُتوطّدين على حافّتيه، ولا ألقيتُ التحيّة عليهما، لم يعترِضا طريقي بدورِهما، لأنّي مألوفٌ لهُما، مُذ أنِّي زبونٌ شِبه دائِم، فجميعُ المجالِس والمناسبات الّتي تربِطُني برفاق السّوء خاصَّتي، تُعقَدُ هُنا، وأيضًا مجالِس خلوتي. ما إن صار سقفُ الرّواق أعلاي حتّى أخذت المُوسيقى تتسرّب بأذنيّ شيئًا فشيئًا برِفق، عِند المدخل الضيّق المُشارِف على الدّرج، بلغَت أشدّها وضربتني بعُنف، شعرتُ كأنّ مكبّرات الصّوت مركونة بأعماقي، تلكُمني بألحانِها الصّاخِبة. وثبتُ الدّرجة تِلو الأخرى، بغير أن أزعِج يديّ الرّاقدتين بجيبيّ. لنا ركن خاصّ إذا ما أردنا الالتِقاء حجزناه، طاوِلةُ في ضواحِي هذه القاعَة. لم أُكلّف نفسي عناء البحث وذهبت إلى هناك مُباشرة، أُناوِر الأجساد السّكرة المُتراميّة في طريقي، كذا لمساتِ الإناث. عثرتُ على ثلاثتِهم في خِضمّ نخبٍ لا يشمُلني؛ على اليمين كاي ملِك هذِه السّهرة، يُحاذيه سيمون، أمّا على اليسارِ فلُوي بمُفرده، والمِساحة بجوارِه شاغِرة بانتِظاري. ما كادت كُؤوسهم تتصادَم حتّى أغدقت عليهم بالعتب، مُؤدّيًا إلى هجرانِ الحركة لمفاصلهم. «لا أصدّقُ أنّكم افتتحتُم الاحتِفال قبل مجيئي، الخيانة موجِعة على يدِ أقرب النّاس.» تهافتت نظراتُهم عليّ، مليئةَ بالسّخرية، حيثُ نطَق كاي، وهُو شابٌّ أسمَر، كأنّهُ قدِم مِن مصافٍ مديد، لهُ مسحةٌ فريدةٌ تتقاتَل فيها البراءَة والخُبث على مرّ الزّمن، بُنيّ العينين والشّعر، يميلُ إلى الطّرازِ الكلاسيكيّ في جميع مناحي الحياة. «حضرة الجنرال كلارك شرّف مجلِسنا أخيرًا، ما يزالُ الوقت مبكّرا، لِمَ لمْ تضيّع مزيدًا مِن الوقت؟» تقلّبت عدستيّ بجوفِ محجريهما شبه المغلقين بضجر، قبل أن ألوذَ إلى الجلوس بجانِب لوي؛ هو رجلٌ يفوز طوله على الجميع، لكنّ عقله قصير المدى كأنّه تبرّع بما فيه لقامتِه، أبعدُهم عن مضجع شخصيّتي، ونقيضي، وأقربُهم إلى خاطري. «بالرّغم مِن أنّي غير مُتاح على الدّوام، أفضيتُ لحفلة عزوبيّتك الخاوية مِن المعاني مُهلة، عليكَ أن تكون ممتنًّا لي.» ارتحلت ذراعي في بيداء الفراغِ بيني وبين عُبوة النّبيذ ابتِغاءَ أن أزِن لي بعضًا مِنه تأهُّبًا للنّخب، حينئذٍ اندلعت الشّكوى مِن ثغر لوي، الذي اتّخذ مِن وجهي مصرعًا لنظراته النّاصِعة رغم سوادِها، وراحَت يدُه تفرك شعره المُجعَّد بضيق. «أحاوِل جعله يعدِل عن حكمِه على ذاتِه بالإعدامِ مُنذ بداية السّهرة، لكنّه مُصرّ على الموت، فلتُقنِعه يا آرثر.» حتّى سيمون الجَبل البارِد ذو المناكِب المُثقلةِ بالنّواكِب، والذي يُضارِعُ كاي في كثيرٍ مِن الجوانِب، ويتّفق معه عادةً ثارَ عليه، يُهدهِد على شعره الأملس برجاء مُصطنع. «أنتَ الآن قاصِرٌ في الحُبّ، عليكَ الأخذَ بنصيحتنا نحنُ الطّاعنون في السنّ بِه.» كاي ضاق ذرعًا مِن كلامِهم المُحبط، فانتفض بعصبيّة. «اللّعنة... توقّفا عن الحديث وكأنّنا شِلّة مُطلّقات.» قد يبدو الوضع لدخيل كأنّه مُجرّد مزاحٍ بين الأصدقاء، هدفُه ترهيبِ رجلٍ مُقبلٍ على تسليمِ نفسه البريئة لأصفادِ الزّوجية، لكنّهُما جادّان كُلّ الجديّة... ثلاثتُنا مجروحٌ بالحُبّ. أمّا كاي فغُلامٌ يافع، أصغرُنا عُمرًا، وأكثرنا لهفةً لمِهرجان الحُبّ، هُو يرى بصيصَ النّشوة في الأفق، ويظنّه روح الجنّة، قد تستقبِلُه بحُلّةٍ فاخِرة، وتُذيقه لذّة تُشابِه لذّة البدايات، لكنّها في مرحلةٍ ما ستتعرّى مِن زيفِها، وإلّا فإنّ طعنات الزّمَن قد تُمزّق رداءها ليكتشف حقيقتها المرّة. عِند حجرةِ الماضي تعثّرتُ، وهويتُ شارِدًا، تئِنّ أساريري وتهذي شفتيّ بما تلقّنت آنذاك. «لن يعيَ أنّ ما يوهمه الحُبّ بأنّه يفتله له ليسَ طوقًا مِن سعادة أبديّة، بل حبل مشنقة، حتّى تسحب الحياةُ مِن تحتِه الكرسيّ الذي هو واقِف عليه، ويجد نفسه مُعلّقة في الفراغ، تحتضِر.» كذلِك استفقتُ مِن حُلم السّعادة والخلود في الحبّ، وأنا أترنّحُ في الفراغ. لم أتأذَّ بسببِ انهيارَ موطِئ قدميّ مِن تحتِهما بقدرِ ما تأذّيتُ لأنّ الأذرُع الّتي خلتُ أنّها ستتلفلف حولَ خصريّ، وترفعُني لأرتشِف جرعة نفس، ما امتدّت نحوي أبدًا! في طرفة سهو، هربت مِن بين شفتيّ ضِحكة متهكّمة، غسلتُ حُنجرتي الجافّة مِن بعدِها بشُربةٍ مِن النَّبيذ، مُقلّصًا منسوبه في القدح، دون أن أُصلِح ما بدر عنّي. ما حكيتُ لهُم عن عُقدي يومًا، لكن أعيُنهم كانت ذات خبرةٍ كافية بالألم لتتمكَّن مِن تشخيصِها. يدرون أنّي كذلِك مجروح، وأنّ الصّمتَ هُو البلسم الذي وصفتُه لي. سُرعان ما التحف كاي روحَ أستاذِ الكيمياء المطويّة بداخِله، يُجادِلنا لأجل قضيّتِه بكُلّ حزم. «تفاعُل البَشر ليس كالمحاليل الكيماويّة، مُلزمٌ بنتيجة معيّنة، فالخاتِمة مِن جنس الطّبع، إن فشِل أحدكم، فليس بالضّرورةِ أن أفشَل، ولن أعلَم حتّى أجرّب.» اكتسى الاشمِئزاز ملامِح لوي واندفع قائِلًا: «على الأقلّ توخّى الحذَر كي لا يُؤنّبَك الندَم يوم يلدغُك الألم.» حاكَ المعنيّ لهُ مِن الإصرار ابتِسامةً قلّد شدقه إيّاها، واقتبَس الحُجّة هذه المرّة مِن زوجته المُستقبليّة، أستاذة الأحياء التي جمَعه بها القدر في ذاتِ المدرسة قبل أن يلحمهُما الحُبّ. «يُقال أنّ لدغات النّحل تُنشّط الدّورة الدمويّة، لذلِك لا بأس باختِبار لدغات الألم والخيبة، قد تُنشّط وظيفةً ما بالأخير.» في الأخير غمزَ بغرضِ إحباطِنا، كان مُقتنِعًا بخيالاتِه، لا أمل مِن شفائِه. هجدت عدستا سيمون العسليّتان تُناظرانِه بجمود، تِلك وسيلتُه لبثّ الرُّعب فيه. «اللّيلة هي فُرصتُك الأخيرة.» اصطبغ وجه كاي بالاستِهجان وانتفض لِسانُه بجوفِ فمه يُعاتِبُنا. «أيّ الأصدِقاء أنتُم لتنفثوا في رأسي الوساوِس، خِلال العشيّة الّتي تسبق زفافي؟» أقمتُ كوبي من موضِعه الأزليّ، أُخطِرهُم بتبرُّم. «دعاه، هُو مصرّ على الانتِحار.» زفر لوي باستِسلام مُحتذيًا بي. «لنغلق على الموضوع، ولنثمَل حدّ الغيبوبة.» بعد حِقبة مِن الزَّمن انهار الوعي، وقامت الثمالة. كاي ولوي يرقُصان بجنونٍ ضِمن حُفنة مِن النّاس مُنتصف القاعة، يتحرّشون بالفتيات، والفتيات يتحرّشن بهما. مَن رأى العريس قبل أن يسطوَ عليه السّكر كان ليجزِم أنّه قد نذَر حياتَه كُلّها لخطيبتِه، وها هو ذا ي**نُها. رأس سيمون الفارِغ مِن أيّ أشكال الفِطنة مُلقاة بين ذراعيه على الطّاوِلة، لقد ماتت فيه الحركة مُنذ القدح الرّابِع، في حين أنّي لا أزال أحتسي شرابي على مهل... لطالما تفوّقتُ عليهم في الشُّرب، فمهما أسرفتُ لا يُغمى عليّ مِن السَّكر، أم أنّ منسوبَ الألَم فيّ قد تحصّن أمام أيّ مُسكر يُحاوِل الانقِضاض عليه؟ بينما نظراتي المُقطّرة مِن الشّعور تملأ الكأس الأصهب الّذي يُحابي الفراغ، سرى صوتٌ مألوف في مجاري سمعي... يارا. «لماذا لم تُعلمني أنّك آتٍ إلى الملهى اللّيلة؟» قبل أن أسأل عن كيفيّة عِلمها عن مكاني، لوّحَ لي الجوابُ، ألا وهُو لوي الذي انتاب الخُبث ملامِحه فجأة، لاشكّ وأنّه اتّصل بها عندما أوهَمنا بأنّه ذاهِب إلى الحمّام، ذلِك لأنّي عاجِز عن التمتُّع بأيّ فتاة كانت، ليس الجميعُ قادر على مُواكبة اختِلافي. أقليت القدح إلى ثغري بوتيرةٍ بطيئة، وما تنازلت عدستيّ للصّعود إليها. «ذلِك يعني أنّي لستُ هُنا لأجلي.» همّشتُ وجودَها مِن صفحةِ انتِباهي البيضاء، عسى أن تهتدِيَ إلى سبيل الرّحيل، لكنّها على غِرار العادة ظلّت تُصرّ عليّ. «لكنّ لوي أخبرني أنّك تطلُبني حالًا، لذلِك هرعتُ إلى هُنا وكأنّي في سباق حياةٍ أو موت.» لقد بلغتُ فيها منزِلةً ما، وهذا غير مسموحٍ بِه في علاقتِنا، آن أوان استِبدالِها. صفعتُها بصمتي، غير أنّ خدّ إصرارِها ما التفت إلى الجِهة المُعاكِسة، بل دنت مِنّي مُتعاميةً عن كُلّ ما لاحَ في عينيّ مِن رفض، تُريد المُرور إلى جِواري، لحظتَها استطعتُ رؤيةَ الفُستان الأ**د الضيّق الّذي ترتديه، إضافةً إلى شعرِها المُتباهي بحُمرتِه والذي يصبو ظهرها. «بما أنّي هُنا فلنقضِ وقتًا طيّبًا سويًّا، آرثر.» فاض الغضبُ عن سدّ صبري، فضربتُ قاعَ الكأس بالطّاوِلة التي تُشاركه ذات الخامة، ثمَّ فردتُ قامتي مُتأهّبًا للتّحليق بعيدًا عن المشاكِل، أغدو أقلّ اندِفاعًا حينما أثمَل، وهذا لحُسن حظّها، لو كُنت صاحيًا لفرمتْ أضرس قَسوتي مشاعِري. دفعتُ الكلِم بين أسناني المُتراصّةبغِلّ. «استمتِعي.» تلجلجت خُطاي ذات اليمين وذاتَ الشّمال، **فينةٍ في عرض اليمّ، وما نسيت أن أُعطيَ لوي نظرةَ وحيدةً مسنونة دامت لأمدٍ مِن الزّمن، قبل أن أغرق في أفق الغِياب؛ كُنت قد اتّصلتُ بسائِقٍ بديل يكفلُ وصولي إلى المنزِل بأمان، وإن كان مُعجَم حياتي يخلو مِن تِلك المُفردة تحديدًا. رغم أنّ أيّامي السّوداء تختلِف عن أيّام غيري، إلّا أنّها صارت رتيبة، وروتينيّة، تُحاكِي الفضاءَ وليله الأبديّ: عمل، مُشاجرات، ونساء. أنا روحٌ عُرضت على الموتِ بطعنة، هوت عليها مِن حيثُ ما احتسبت قطّ، الآن، لن تستردَّها الحياة ولو بألفِ لُثمة، لأنّها ذُعِرت مِنها، حينما تعذّرت عليها. عزمتُ ألّا أن**ِر أمام أحدٍ ثانية، وتوقيّتُ أن ي**رني أحدٌ ثانية. ربّما لأنِّي لم أتقبَّل نفسي بعد، أشكّ في أنّ غيري سيتقبّلُني. لقد لاقيتُ الرّفضَ مرّة، مرّة وحيدة داستني، ولا أزال أحاوِل النّهوضَ مِن نكبتي باستِماتة، يُعميني الغضبُ كُلّما تذكّرت. أسدلتُ رأسي على زُجاج النّافذةِ المُؤصد، كي لا تتفشّى سُموم الجوّ بالخارِج إلى حيّز السيّارةِ الدّافئ، لكنّي وبسبب حرارة الخيبةِ التي تلاطَمت ذِكراها بداخلي، اغتممت، فاضطررت أن أسمَح لها بتلطيفِ الأرجاء لبعض الوقت، ريثما أتنفّس. تصاعَد صوتُ افتِراق الهواء الذي اخترقناه قُدمًا، يُرافِق هدِير المُحرّكات الطّاغي على الطّريق، محرّك سيارتي البارِز إضافة إلى محرّكات السيّارات البعيدة. كانت الأضواءُ المُنهالة مِن قِمم الأعمدة الكهربائية تُدغدغ سواد هذه اللّيلة السّاجية، وتطرحُ ظلالَ الأشياء على الأرض بوضوح. ربّما الماضي الذي تخثّر في عقلي جعلني أفكّر بالترّهات، كأن تتلاشى كُلّ الأنوار، ويسود الظّلام! عقِب شوطٍ مِن الوقت صمتت عجلات السيّارة، ففتحتُ عينيّ على طلعة الفيلا التي أقطنُها، لا تبدو على طبيعتِها إلّا خلال اللّيل. أوفيتُ السّائِق أجرته ثُمّ اجتررت جسدي إلى الدّاخِل بتثاقُل، رأسي يكاد يُثقَب بفضل الحِمل. وكأت ذراعي اليُمنى إلى الحائِط، تحميني مِن الانحِدار، ومددتُ ذراعي الأخرى نحوَ لوحَة الأرقام، أنقُر كلِمة المُرور بتلكّؤ غير مقصود، كانت أماكنُها مُبعثرةً بين ناظريّ، كُلّما أوشكتُ أن أصيبَها غاصت، وغصّ إصبعي بالإحباط. تقهقرت إلى الوراء قيد أنمُلة، عاصِفًا بمُقدّمة شعري في يأس. أكادُ أؤول إلى الأرضيّة جالسًا. قد لا يفتِك الشّرابُ بعقلي لكنّه يقهرُ جسدي بالكامِل. قبل أن أسعى خلفَ تجربةٍ جديدة انشقّ البابُ عن أرضِه وانبثَق مِنه مرأى امرأة فذّة الجمال، نقيّة البشرة، فتيّة العينين، كأنّهُما تلّ أخضَر لا يذبل، مُثمِرةُ الشّفاهِ، دقيقةُ الخصر، وشديدة الأسر. خصلاتُها كخيوطِ الحرير تستوطِن ظهرها، بعضُها سلَك دربيّ كتفيها، أمّا بدنُها فمُستتِر سُفلى ثوبِ نوم زهريّ، مُغرٍ، جليّ أنّها قد بذلت في التأنُّق جهودًا جمّة. لقد كانت في يومٍ مِن الأيّام مِشكاة بين أنامِلي الحافية، لكنّها انطفأت، كغيرها مِن النّاس! أعرتُ الحائِط جسدي، وتلمّست ناصيتي ببنانِ يدي مِن الجِهة المُوازية له. «كِدتُ أنسى أنّ ثمةَ طرفًا ثانيا يستعمُر منزلي.» ارتكنت ابتِسامةُ ذات مغزى على حافّة شفتي. «شُكرًا لتذكيري يا زوجتي.» لأمت بيديها شيئا مِن الفراغ بين شقَيّ السُّترة الحريريّة الّتي ترتديها، وعكفت على احتِضان ساعديها إلى ص*رِها بعد ذلِك تُسامِرني. «خمّنت أنّك ستُثقل في الشّرب لذلِك اصطفيتُ انتِظارك، خشيتُ أن تبيتَ اللّيلة خارِجًا لولاي.» كان مصير ابتِسامتي الفناء، مُتأثّرة بمثيلتِها على شفتيها. لا يحِلّ لها أن تُرائيني بحُللها، وتُعامِلني بصفاء كأنّ كُلّ شيء بخير... لا شيء بخير، ولن يصير. اقتربتُ مِنها قليلًا، حيثُ فححت ببغض. «وما الفرقُ بين العراء وال**اء لجُثّة أ**بَها الموتُ الوقاية؟» اندسّت نظراتُها بالأرضِ لوهلة لكنّهُما صعدتا إليّ بكُلّ وقاحةٍ ثانية. عندما هممتُ بالولوج، مُستعيذًا بذاتي التّعِبة وحدها، قبَضت على عضدي. «قد تتعثّر بالدّرج، فلتستنِد عليّ.» مُنذ أنّ أنامِلها أوهَن مِنّي حتّى ووعيي كامِن في الحضيض، تيسّر لي تخليصي مِنها بسحبةٍ واحدة. حبرتُ خطوةً فاثنتين على البلاط الرّخاميّ للبيت، ما كِدت أضع الثّالثة حتّى حالت بيننا بجسدها، وقد عكّرت تجاعيد الغضب صفاءها. «كفى كِبرياء، ولتدع قلبَك يستنِد عليّ ثانية، أعدُك أنّي لن أوقِعك ما حييت، كِلانا بأمسّ الحاجةِ للآخر.» أغدو شخصًا آخر حينما تستثير حِقدي تِجاهها، العاطِفة التي ترعرعت على يديها الحنونتين انقلبت ضِدّها يومَ أدارت لها ظهرها، وتركتها تموتُ فيّ. سقوط نظراتِها عن وجهي نمّ لي عن مدى بشاعة سحنتي حين أجبت. «ولّى زمَن التّوبة، لن أغفِر لكِ هروبك مِنّي بلحظة ضعفي، وجعلي أشهدُ صورتي أسوأ مِمّا هِي عليه.» ألبستُ فمي ابتِسامةً جبّارة، رغم أنّي عاجِزٌ عن جبر الانكِسار في عينيّ وخاطِري. «لقد وقفتُ على قدميّ بمُفردي، وأعفيت مِن الامتِنان.» رفعت رأسها بجرأة وقد احتشدت السُّخرية في زاويةِ ثغرِها. «أتسمّي التنقُّل مِن امرأة لأخرى وقوفًا؟» هبّت قهقهةٌ جوفاء عبر حُنجرتي، وإن أعربت عن شيء فهُو الغضب العارم الّذي عمَّر أوداجي للتوّ، كُنت أرتعِش كأنّي على وشكِ لفظِ ما فيّ مِن عقلٍ وقتلها. بعد بُرهة مِن الصّمت عانقت كتفيها بذراعي، وصففتُ الكلِم على سطرٍ أعوجِ لفرط الثّمالة. «لقد صِرتُ ثقيلًا، أثقَل مِن أن يقوى كاهليك على حملي، كعبء عتيد.» أوهمتُها أنّي قد امتثلت، لكنّي في الواقِع كُنت أمثّل، وهأنذا أسعى لإغراقِها بالضّغط على كتِفها، سويًّا وأسناني، ما جعَل نفسي مُتهدّجًا، وصوتي مُتحشرِجًا. «إن أنا اتّكأت عليكِ انطوت فقراتُك تمامًا كعُلبة البيرة الفارغة، حتّى يُلامس رأسُها أخمَص قدميها... لذلِك لا تُحاولي.» صببتُ عليها صاعًا مِن حِقدي، وما أحسستُ بالفراغ الذي خلفّه في محيطٍ فيّاضٍ مِنه، كأنّي اقتلعت شعرة مِن فراء كثيفة. تمنّيت لو أغزِل لها مِن كلِماتي سياطًا تُخلّف عليها ندوبًا أبشَع مِن التي عندي، لكنّ شكواها المُتذبذبة ثبّطت عزمي. «أنت توجِعُني.» أزلتُ ذراعي عنها، وأشركتُها بتوأمِها التي ثنيتُها كمُتّهم مُحاصَر، ما هي إلّا فينة قصيرة حتّى أفلتُّهما بتململ. «عمتِ مساءً.» وبينما أنا مُدبِر اكتشفتُ أنّي اقترفتُ خطأ بسيطًا، فتقهقرت بخطوة ابتِغاء تصحيحه. «أقصد ليلة سعيدة.» تجاهلتُ ملامِحها الحائِرة، واستأنفتُ طريقي، حينما تمزّقَت المسافة بيننا بابتِعادي، جمعتُ سبّابتي ووسطاي جنبًا إلى جنب، ولوحتُ لها بغير أن أستدير. كانت محطّتي الأخيرة لهذا اليوم، هي غُرفتي المُحتواةِ بين أضلُع الطّابق الأوّل للبيت. قبل أن أتناهى إليها وأخلُد إلى النّسيانِ قليلًا، تريّثتُ كُثُب بابٍ مِن خشبِ القيقَب، يضجّ بزخارِف لأشكالٍ انسيابيّة. هُنا حيثُ جُزيتُ بساعاتٍ مِن الحُبور، جعلتني في قمّة نشوتي. رفرفت الذّكرياتُ في عقلي كأسرابٍ مِن الطّيور المُهاجِرة، تتوقُ إلى الوطَن. تهيّأ لي أوّل لِقاء لنا بهذا البيت، وكم لقِي إعجابَنا ومدائِحنا، يليه أسطُر مقصوصةٌ مِن يوم نقلِنا لأثاثِه، وأثاثُ هذه الغُرفة تحديدًا، ما كُنّا نعرِف معنى الهمود، ولا الشّرُود. عشتُ عُمري كأنّ كُل صحوةٍ تُداعِب جفنيّ هِي الأخيرة، تمنّيتُ أحيانًا لو أنّ لي المُكنة الكافية على قهرِ النُّعاسِ، والمضيّ دونَ غفوة يوميًّا. لم أظُنّ أنّ الغرامَة قد تُقبِل عليّ، وتُقبّل خلايا قلبي دونما اعتِبارٍ لصِغر سِنّه في الحُبّ، وأنّ العُمر الذي أودعتُه في عنايتِها ستُهدرِه عمدا، فقط لأنّي اختُزلت! طردتُ أ**يد خيبتي، وخرابي خارِج ثغري، وواصلتُ طريقي إلى ضريحي المُريح. استقبلني شعبٌ غفير مِن السّواد، أبيْتُ إهلاكَه بإشعال المِصباح، رغم أنّ تضاريسَ الغُرفة لا تبانُ، فحيطانَها مِن دُهان داجي لا يُهان، كذا السّتائِر الكتّانية، ومُلاءات السّرير الحريريّة. غطستُ بفتورٍ على سريري، وما هُو إلّا مجالٌ ضئيلٌ لا يعدو ما يستغرِقه الغريقُ ليلفِظ آخر أنفاسِه حتّى غفيت، تعبُ اللّيلة كان غنيًّا كِفاية ليبتاع النّومَ لي رغم غلائِه! حينَما صوّبت إشعاعات الشّمسِ السّاطِعة مُحيّاي، أص*رتُ أنين عودتي إلى الحياة، بضررٍ جليل في رأسي. أحكمتُ سدّي لجفنيّ قبل أن يُسلِّما على النّور عسى أن يخِفّ، لكنّه ظلَّ راسِخا. بدني لا يزالُ ثقيلًا، أي أنّي مُكفّنٌ بالأمسِ، وثيابِه. موعِد الزّفافُ المُشارِف على الحُلول نغز فِكري فكان نافذتي إلى الهُروب مِن ال**ل؛ وثبتُ بهلع، جاثيًا على رُكبتّي، أطالِع الفلك مِن حولي بتيه. بعد فترةٍ وجيزة مِن التّحديق اهتدت نظراتي إلى السّاعةِ المُحيطة برُسغي الأيسر، عقرباها المُتضافران عِند الواحِد ربّتا على قلقي، فانهارت وِلايتُه واطمأننت. إنّها الواحدة زوالًا. ماذا إن تأخّرت؟ محطُّ الانتِباهُ هُو دائِمًا آخر شخصٍ يُكلّل بالوصول؟ ركلتُ مبرّراتي الغ*ية وأدّيتُ أولى نُسكِ الرّوتين، ألا وهُو تهذيبُ فِراشي، أكره أن تكونَ حياتي رتيبة، لكِنّي أهوى أن تكون أشيائي مُرتّبة، الفوضى تُشعِرني بالمرض. أخذتُ حمّامًا صباحيًّا سريعًا، انتهيتُ مِنه لكِنّ آثاره لم تنتهِ مِنّي، إذ أنّ جسدي مُتوارٍ سُفلى ثوبِ استِحمام ثلجِيّ اللَّون، خشِن الملمس، طويل الأكمام، يدي اليُسرى تفرك شعري بالمِنشفة، لا يزال الماء يُقسِّم خصلاته إلى طوائِف، وكُلّما بلغت ذخيرتُه أشدَّها تقاطرت مِن حوافِه. أخرجتُ المُجفّف مِن دُرجِ المِنضدة المركونَة بجانِب السّرير، ثُمّ جلستُ عليه، ورُحت أقتُل البَلل الّذي يستوطِنُه على مهل. خِلال عُهدةِ الوفاق التي حكمت علاقتنا لأكثرِ مِن سنة، كانت زُوي مَن تُصفّفه مِن أجلي، لأنّه طويل ويرهِق ذراعيّ. الآن وقد فقدتُ أكثَر مِن نِصف ذراعي اليُمنى، التي بُتِرت إلى ما فوق المِرفق، غدت المُهمّةُ أصعَب! حظيتُ مُنذ سنواتٍ بذراعٍ أخرى آلية الهيكَل، ليليّة الطّلعة، مجوّفةُ القاعِ حتّى يتسنّى لها أن تؤوي ما تبقّى مِن الأصليّة. لقد صُمّمَت خصّيصًا بحجمِ ذِراعي السّليمة، وبرفاعة أنامِلها لتُحاكيها بتناسُق؛ تعمَلُ بنفسِ تقنيّة الأطراف البشريّة، حيثُ تترجِم مِجسّاتُها الإشارات العصبيّة إلى حركة، لكنّها مُقارنةً بِها مُجرّدُ د*كور، تعجزُ عن مُجاراتِها في كثير مِن الأحيان. أصمتُّ المُجفّف، وقدّمتُ مرآها المُرّ لبصري، مُحرّكًا أصابِعها بسلاسة، كانت تطمِس نقصي بنظر من لا يعرفُني، وتلقّمُ عينَه كذبة يُصدّقُها رغمًا عن أنفه، لأنّها تُؤدّي مهامَها بتفانٍ وهِي مُتواريةٌ تحتَ ثِيابي، حتّى النّساء اللّواتي نزلنَ في محطّاتي السريريّة لا يعلَمن عنها!

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

أنين الغرام

read
1K
bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

جحيم الإنتقام

read
1.8K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.6K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook