خرجت دويغو من الشركة و هي تصيح و تلعن بأعلى صوتها..تجمع الموظفون و راحوا يتهامسون بخصوص ما حدث..صاحت بهم ألما" فليذهب كل إلى عمله ..هيا" عاد كل إلى مكتبه اما ياغيز فبقي واقفا بالباب..انحنت ألما و التقطت الخاتم و أعطته له..شكرها بصوت خافت" شكرا ألما" هزت رأسها دون أن تجيب و ابتعدت..هم هو بإغلاق الباب لكنه رأى هزان تنظر إليه من خلف زجاج قسم المحاسبة..لمح في عيونها نظرة تقول" الم أخبرك؟ ألم أحذرك مني؟ ها قد حدث ما قلته" بقي يتطلع إليها للحظات..لم يتحمل تلك النظرة التي ترمقه بها..أخذ مفاتيح سيارته ..أغلق بابه خلفه..ذهب إليها..سحبها من يدها و خرج..لم تنطق بكلمة واحدة..كانت تحني رأسها و تتجنب نظراته..سألها بعصبية" ما معنى النظرة التي رمقتني بها منذ قليل؟ " صمتت فكرر السؤال بنبرة ملحة..رفعت عيونها إليه و قالت بحزن" معناها انني حذرتك مني سابقا لكنك لم تسمع كلامي..ها قد بدأ شؤمي يحوم حولك..ها قد انفصلت عن خطيبتك..أخشى أن تتوالى عليك المصائب دون توقف..لن اتحمل ذلك..لن أسامح نفسي..طوال حياتي كنت مشؤومة..و لن يتغير ذلك الآن..أعرف نفسي جيدا" ضغط ياغيز على الفرامل بقوة و أوقف السيارة على جانب الطريق. .قال" توقفي عن قول هذا..انت لست مشؤومة ..و انفصالي عن خطيبتي لا علاقة له بك..لقد كنا نمر بفترة صعبة..سوء تفاهم و خصام متواصل..هذا ما كان يجب ان يحدث أصلا..لا يجب أن تربطي كل ما يحدث بهراء الشؤم الذي لا تتوقفين عن ترديده..هل هذا واضح؟" لمعت الدموع في عينيها و قالت" لكنني لا أريدك أن تتأذى بسببي..لا أريد لشؤمي أن يطالك..ليتك لم تلتقي بي..ليتنا لم.." لم تنهي كلامها لأنه سحبها نحوه من ياقة فستانها و أهوى على فمها بفمه..احتوى شفتيها بين شفتيه في قبلة عنيفة..امتص شفاهها و أجبر فمها على استقبال لسانه الذي راقص لسانها و عبث به..شعرت أن انفاسها تذهب ادراج الرياح و ان قلبها يكاد يغادر ص*رها..اشتعلت اجسادهما بنار تكوي جنبيهما..هدأت عاصفة غضبه و صارت القبلة متبادلة بينهما..يده احاطت عنقها و قربتها منه أكثر..اما هي فوضعت يدا مرتجفة على ص*ره..حيث ينبض قلبه بطريقة جنونية..ابتعد عنها بعد لحظات و همس و هو يضع جبينه على جبينها " كان يجب أن تصمتي..لم اجد طريقة أخرى"
ابتسمت هزان و قالت" ايا كان السبب..جيد ما فعلته" احاط ياغيز كتفيها بذراعيه و ضمها بقوة إلى ص*ره..داعب خصلات شعرها الطويل و اختطف قبلة رقيقة من عنقها..أما هي فدفنت رأسها في ص*ره تستنشق رائحة جسمه و رائحة عطره المميز..بقيا كذلك للحظات..كأنهما في عالم لا يعني سواهما..و ليس فيه غيرهما..سحر ملقى عليهما و هما مستسلمان له..ابتعد ياغيز عنها قليلا و قال" من الجيد أنني التقيت بك..من الجيد انك خرجت امامي..من الجيد أنني بحثت عنك و وجدتك..من الجيد انك معي..من الجيد أنك بجانبي..من الجيد ..هل سمعت؟ من الجيد..سأكتفي بقول هذا الآن..و سأترك البقية تأتي لوحدها" لامس وجنتيها بأصابعه و أضاف" أنا جائع..و أنت؟" ابتسمت و أجابت" و أنا أيضا" قال" تمام..سأصطحبك إلى مطعم طعامه لذيذ..أتمنى أن يعجبك" و انطلق مسرعا بالسيارة..في مطعم مطل على مضيق البوسفور..جلست هزان و جلس ياغيز قبالتها ..اطلالة ساحرة و جميلة..مكان هادئ و مريح..طلب ياغيز سمكا لكليهما اضافة إلى سلطة و نبيذ أبيض..أكلا و هما ينظران إلى بعض..بينهما تواصل غريب..لا يحتاجان للكلام لكي يعبران عنه..بل تتولى عيونهما ذلك..سأل" هل أعجبك الطعام؟" أجابت" نعم..جدا..انه رائع" رفع كأس نبيذه و قال" نخبنا" ابتسمت و رفعت كأسها و هي تقول" نخب الأيام القادمة و التي أتمنى أن تكون جميلة" نظر إليها و قال" ستكون..أنا أكيد من ذلك.."