الفصل الأول
دلف السائق بالسيارة من البوابة الحديدية ليتوقف ويترجل منها مسرعا يفتح الباب وتنزل من السيارة امرأه في الخمسينات من عمرها مازالت محتفظة بجمالها واناقتها لتتقدم بخطي واثقة من ذلك الرجل الخمسيني ذو الشعيرات الرمادية والذي كان جالس في الحديقة يتناول قهوته... قطب جيبنه لرؤيتها تتقدم تجاهه وهو يقول; خير ياشهيرة اية اللي جابك الصبح كدة؟
:جاية اشوف ابني ياهشام ولاعندك مانع؟
قال بتهكم : ابنك؟!...
قالت وهي تجلس بغضب : ايوة ابني... ابني اللي انت عصيته عليا وخليته يعمل اللي في دماغة
: عا** عمل اللي كان لازم يتعمل
قالت بحنق : تخليه يطلق مراته.... هو كان حصل اية يعني لكل ده؟!
هتف بغضب : حصل انه مش مبسوط معاها
:متجننيش ياهشام... ده كتر خيرها ان هي كانت مستحمله خنقته وتحكمه فيها كانت عملت اية يعني عشان يطلقها
زفر بضيق فلا سبيل للتحدث معها فالبرغم من انها اخته الا انه دائما ما يختلف معها بسبب تفكيرها السطحي المتعلق بالمظاهر ليتن*د بقوة وهو يقول: بقولك اية اللي حصل حصل اقفلي بقي الموضوع ده وبلاش تفتحيه قدامه
رفعت حاجبيها ; يعني اية مش هيرجعها؟!
قال بلهجه قاطعه :معتقدش... ولو فاكرة أن ليا يد في الموضوع تبقي غلطانه.. انتي عارفة ابنك كويس صوته من دماغه وهو اللي طلقها.. اه انا معاه في. اللي عمله بس ده كان قراره
:طيب هو فين انا عاوزة اتكلم معاه
:منصحكيش... عا** عرف انك كنتي بتداري عليه خروج مراته من وراه واي كلام في الموضوع ده مش في صالحك..
قالت بتوتر: انا.. وانا مالي
زفرت بضيق لتغير الموضوع: وبعدين فيها اية لما تخرج براحتها... هو بس اللي مزودها ومكبر الموضوع... طالع لابوه كان عنيد ومتحكم.... ياما خنقني
نظر لها بطرف عينه: ابوه ده كان بيحبك وبيغير عليكي... وهو اللي عملك شهيرة هانم السيوفي
قالت بلوم : يووه بقي ياهشام انت اخويا ولااخوه
: ماهو عشان انا اخوكي فأنا اكتر واحد عارفك انتي زعلانه انه طلق بنت الهانم صاحبتك مش زعلانه علي ابنك
: وانا كنت عملت اية يعني..انا اخترتله. سهيلة بنت السفير مراد الشناوي يعني اي واحد يحلم يتجوزها
: وانتي تختاريله لية... ابنك عا** السيوفي... عارفة يعني اية؟ يعني واحد من انجح رجال الأعمال يعني مش مستني امه تختارله عروسة..
زفر بضيق وهو يهتف ; منك لله ياشيخة انتي اللي حطتيها في سكته وخليتها تدخل عليه بحركات التمثيل انها البنت المطيعه اللي هتحبه وتصونه وتطلع في الاخر متجوازاه عشان تتمنظر بيه وعاوزاه يسييب شغله ويلف وراها في الديسكوهات والنوادي والسفريات... جننته و سودت عيشته وفي الاخر تطلعي عارفة انها رايحة جاية من وراه ومفكرتيش تقوليله... ده ابنك ياشهيررة اللي كنتي بتخليها تستغفله..
: انت مكبر الموضوع... سهيلة بنت ناس محترمة
: اللي اعرفة ان الست المحترمه مترحش أماكن زي اللي كانت الهانم بتروحها.. وكمان من ورا جوزها
قالت بغضب : اهي دماغك المقفلة دي انت وابوه اللي يرحمه هي اللي خلته كدة ... شاب في سنه ومركزة ليه ميخرجش ويسافر ويتمتع بحياته... طالع ليكم... اله بتشتغل وبس... **تت لحظة لتكمل بسخريه : عاوز واحدة تستناه اخر الليل تقوله نعم وحاضر ياسيدي
:لا.. عاوز واحده تحبه وتسعده
: ماهو كان طاير بيها...
: كان... لما كان فاكرها بتحبه مش بتحب فلوسه اللي دايره تبعزقها يمين وشمال
: وهو مش من حق مراته تتمتع بفلوسه
قال بغضب... شهيرة منير الله يرحمه تعب وشقي عشان يعمل الفلوس دي... وابنك تعب بعده عشان يكبرها وسيادتك بالساهل خلتيه يكتبلها نص أسهم شركة من شركاته.. ده غير الملايبن االي خدتهم منه مؤخر حرام عليكي...
لم تجيب لينظر اليها قائلا بجدية... ابنك كان سايق امبارح من القاهرة لحد هنا وهو سكران
نظرت إليه قائلة :وانت عاوزني اصدق انه يعني مصدوم عشان طلقها ده ما صدق ...هو بس تلاقيه زعلان علي الشركة
قال بحنق:وكمان مش عاوزاه يزعل علي شقي عمره هو وأبوه ...
:واية يعني ..حته شركة ماهو عنده ....قاطعها بغضب :انتي متأكدة انه ابنك مش لاقياه علي باب جامع مثلا ...انتي مش زعلانه عليه خالص
:اكيد زعلانه ...بس علي سهيله اللي ضعيها من ايده .
هز كتفيه باستسلام:مفيش فايده فيكي ..
بقلم رونا فؤاد
أشار لها بعيناه تجاه الدرج الخارجي قائلا:اقفلي بقي الموضوع ده عشان عا** نازل
التفتت نحو ابنها الذي نزل باتجاههم لتقول بلهفة:عا** حبيبي كدة تقلقني عليك ..مش كنت تقولي انك جاي عند خالك
قال ببرود : وانا عيل صغير هتخافي عليه
قال هشام .: يلا ياعا** ..خلينا نروح المكتب عندي محتاج اخد رايك في شوية حاجات
التفت تجاه شهيرة قائلا. .. يلا خلي السواق يرجعك
زفرت بضيق :ماشي يا هشام
طوال الطريق فضل هشام عدم التحدث مع عا** في اي شيء فقد بدا غاضبا ...
ليتوجهوا لمكتبه الهندسي ...، (.هشام شرف الدين) ..خال عا** مهندس يمتلك مكتب للت**يمات الهندسية بالإسكندرية يحب عا** كابنه حيث لم يرزق بأولاد من زوجته التي توفت منذ عشرة اعوام عاش بعدها علي ذكراها ولم يتزوج ...
تزوجت أخته شهيرة من صديقه منير السيوفي الذي كبر مكتبه ليصبح مجموعه شركات معمارية بالقاهرة تملكها ابنه عا** من بعد وفاته ليجعلها من أكبر المجموعات العقارية ...
أوقف هشام السيارة في المكان المخصص لها ليترجلا منها فيدخل هشام يتبعه عا** الذي خ*ف الأنظار بوسامته وقامته المديدة وعطره الرجولي الساحر الذي سبقه لتنظر له سالي السكرتيرة بولهه فور دخوله للمكتب ....لم يعيرها اهتمام ليدخل خلف هشام الذي قال :ها يا عا** ناوي علي اية ؟
خلع نظارته الشمسية وجلس وهو يقول: ناوي ارجع شركتي من بنت .... السفير قالها بغيظ ليكمل :بس مش فاضيلها دلوقتي ..انا عاوز اكمل شغل القرية بتاعة دهب الأول بعدين هشوف هعمل اية ...
ليقول هشام بعقلانية :عين العقل يابني المهم شغلك ...وبعدين هي حته شركة لا راحت ولا جت
:اه...بس انت عارف محبش حد ياخد مني حاجة غضب عني
... انا هسافر بكرة او بعده بالكتير دهب وهبقي محتاج كام مهندس وموظف من عند حضرتك يسافروا معايا نتابع الشغل هناك
:مفيش مشكله ..شوف المهندسين اللي تحتاج لهم وانا بنفسي هشرف عليهم
طرقت الباب ودخلت وهي تحمل القهوة لينظر إليها هشام بدهشة ...سالي انتي بنفسك جايبة القهوة ..أمال فين عم إبراهيم
قالت بتعلثم:موجود ..بس ..بس انا قلت أجيبها لحضرتك ..ولضيفك
ضحك هشام فهو يعرف جاذبيه ابن أخته والتي بالتأكيد قلبت كيان سالي ليقول:ده مش ضيف ..ده البشمهندس عا** ابن أختي..هيبقي عنده شوية شغل معانا الأيام القادمة ...عاوزك تقدميله اي معلومات يحتاجها
:قالت بفرحة لم تستطع إخفائها :طبعا طبعا
:طيب روحي انتي جهزيله ملفات اكفأ المهندسين عندنا عشان هيختار منهم مجموعه تسافر معاه بكرة
عادت سالي لمكتبها تتن*د بولهه لم تستطع السيطرة عليه ...هو في حد جامد كدة ...حدثت نفسها وقد أخرجت الملفات وبدأت بوضعها أمامها ومازالت صورة عا** تغزو مخيلتها ...
توجهه عا** لأحد المكاتب التي خصصها له عمه للعمل بها اليوم
لتنتهز سالي الفرصة حيث وقفت تهندم من شكلها لتدخل مكتبه تمشي بغنج وهي تضم الملفات الي ص*رها لتقول ...الملفات يابشمهندس. .
قال دون النظر إليها :حطيهم هنا
توجهت تجاهه وانحنت تضع الملفات أمامه ببطء تتمني لو يطالعها فيما سخر عا** منها بينه وبين نفسه حمقاء ....
انهمك في النظر لتلك الملفات ليقع اختياره اخيرا علي اربعه من المهندسين ليتوجهه لمكتب خاله قائلا. ..اية رأيك انا شايف أنهم مناسبين جدا
قال هشام وهو ينظر لاختياره :معتز ..وحسام ..أحمد ...مجدي ..
فعلا من اشطر المهندسين عندي
نظر الي تلك الأوراق المفتوحة أمام خاله ليقول باعجاب:مين فيهم اللي م**م البروجيكت ده ..ت**يم هايل
هز هشام راسه ...ولا واحد فيهم
:يبقي اكيد انت
هز كتفيه وقال بفخر ..لا برضه ..دي الباشمهندسة زينه تلميذتي
رفع حاجبه باستنكار:بنت ...
قال مؤكدا : من اشطر المهندسين عندي ...
:بس ماكنتش ضمن الملفات اللي شفتها
قطب هشام جبينه وفهم انها بالتأكيد سالي والتي تكره زينه هي من أخفت ملفها ...أمسك الهاتف ليطلبها ولكن قبل ان يتحدث ...دخلت عاصفة الي المكتب ... عاصفة... ب*عر اشقر خصلاته ثائرة مجنون منساب حول وجهها وعيون عسلية تشع حماسة وتختطف الانفاس بعفويتها .... اخيرااا يا اتش اخدنا المناقصة ...دارت حول نفسها وهي تقول بسعادة :برافو عليا ..ت**يمنا من احسن التصاميم
توقفت مكانها لتشهق بصدمه حينما اصطدمت عيناها بتلك العيون الزرقاء التي تتابعها ب**ت ...حمحم ..نظرت لهشام الذي كان يتابع ما يحدث وقالت بارتباك؛ انا مكنتش اعرف ان عند حضرتك حد انا...المناقصة. .طيب انا في مكتبي و
قالتها لتغادر ب**ت يتنافي مع اعصار دخولها
...نظر هشام لعا** الذي ظلت عيناه معلقة بالباب بعد خروجها ليقول..هي دي زينه اللي كنت بكلمك عنها
قال باستنكار: المجنونة دي !!
قال مؤكدا : أيوة ... زينه كانت الأولي علي دفعتها ..دي بنت عبد الحميد كان صديقي انا وأبوك لله يرحمه من ايام الجامعه ..
كان هشام يتحدث عنها بفخر وكأنها ابنته فعلا فقد تولي رعايتها بعد وفاه والدها حيث أصبحت وحيدة ليس لديها احد من أقاربها سوي خالتها والتي تعيش في محافظة اخري.... شجعها علي دخول كليه الهندسة لتتخرج وتعمل معه...
: طيب انا هبقي محتاجها معايا
قال هشام ... لا ياعا** كله الازينه
نظر اليه عاصم... لية لا؟
ربت علي كتفه ؛ عشان عارفك ياابن السيوفي...
ضحك عا** بعبث ليكمل هشام : خد اللي انت عاوزة من الموظفين بس ابعد عن زينه
: الله واشمعني هي
; اهو كدة وخلاص
نظر عا** اليه بت**يم وقال : طيب اية رايك بقي ان مفيش غيرها اللي هي**ملي الشغل واحتمال اخدها معايا تشتغل في المجموعه
قال بثقة; مش هتوافق... زينه مش ممكن تسينبي
: سيبهالهلي أقنعها...
; مش هتقدر... وعموما انا موافق انها بس تكمل معاك الشغل ده وبعد كدة انسي.. فاهم
ضحك عا** قائلا : ماشي ياباشمهندس هشام .. ممكن بقي تجتمعلي بالفريق اللي هيسافر معايا عشان معنديش وقت
**ت لحظة ثم اكمل : بس ياريت محدش يعرف اني صاحب القرية... حابب اشوفهم هيشتغلوا ازاي من غير رقيب
هز راسه : مفيش مشكله... يعني هيعتبروه شغل تبع المكتب
.......
قالت سالي بحنق حينما تحدث هشام بلهجة إمرة ; ابعتلي زينه علي مكتبي فورا
:حاضر ياباشمهندس
أمسكت خصلات شعرها بعدم اكتراث تجمعها بربطة الشعر التي كانت في مع**ها وهي تدخل للمكتب ليتطلع اليها عا** ببطء بدء من حذائها الرياضي وبنطالها الجينز وذلك التيشرت الأبيض الذي ارتدته... وقد انسدلت بعض الخصلات المتمردة علي جبينها.... انها فعلا عاصفة... عاصفة من الجمال العفوي...!!
بقلم رونا فؤاد
شرح لها هشام طبيعه العمل الذي سيكلفها به هي وزملاؤها والذي يتطلب منها السفر بضعه اسابيع..
... ها يازينه اية رأيك؟
تحدث هشام لتقول بحماس... : موافقة طبعا
نظر اليه عا** بانتصار .. ليكمل هشام ؛ طالما وافقتي يبقي انا كمان موافق اسافر معاكوا.