دخلت القاعة وجلست بمقعد عشوائي، كانت القاعة تحتوي عدد طلاب اقل من السابق لكنهم ما زالوا كثر. اااه يال الازعاج لا اريد حضور اي حصة اريد النوم.
وضعت رأسي على المقعد لأغلق عيناي وأريح رأسي قليلاً، يبدو أن القهوة لم تعطِ اي مفعول، لابد ان جسدي قد ادمنها لنحو الذي لم تعد تؤثر به، لم يكن يجب ان اشربها بكثرة.
هذا المكان حطم الرقم القياسي باحتوائه على المزعجين، بدءً من ذلك الالفا الأشهب، المتملقة والثرثارة القصيرة انتهاءً ب...
قاطع افكاري جلوس احد بجانبي، استدرت لتقابلني عينان كالعسل وشعر اشقر باهت وبالحديث عن المزعجين ووجع الرأس جاء المزعج رقم اربعة، انه مصاص الدماء اللعوب من الامس. يا اللهي هل يتناوبون على ازعاجي جدياً؟!
"ماذا تريد الان؟" قلت ببرود. ابتسم متجاهلاً سؤالي وتذمري ليقول "لقد ازدتِ جمالاً، الاحمر يليق بك."
"حقاً؟ هل سنبدأ مجدداً؟" قلت بقلة صبر. "لقد تحطم قلبي، كيف لك قول ذلك في وجهي من غير اي خجل؟" تذمر بحزن مصطنع.
رمقته بعينين اسدلت جفونها حتى منتصفها، ونظرة توحي باللامبالاة ولم اعلق، قلبه تحطم!! هل لمصاصي الدماء قلوب؟ يالَ الهراء.
قهقه بصوت رجولي على تعبيري. وقفت من المقعد وفي نيتي ان القي بنفسي من اقرب نافذة، نعم هذا افضل خيار لا اظن انني استطيع العيش على نفس الكوكب معهم.
لكنه افسد مخططي الرائع بوقوفه امامي معترضاً طريقي، ظهر فرق الطول بيننا لينحني مقتربا ويهمس "سأذهب ان سمحتي لي بتذوق طعم شفتي.." لم يكمل حديثه و**ت برعب فجأة ليعتلي ملامحه التوتر وربما الاستغراب ايضاً، لكن عيناه لم تكن موجهة نحوي بل.. خلفي.. لأنتبه في تلك اللحظة لأنظار الجميع وهدوء القاعة المريب وتوتر الجو.
استدرت للخلف بحركة سريعة بسبب ادراكي المتأخر لتلك الهالة المخيفة من القوة الموجودة خلفي. لأقابل امام وجهي الزر المفتوح وعضلاته التي تظهر من خلف القميص، توقفت افكاري عن التدفق ورفعت رأسي للأعلى ببطء ناحية وجهه تصلبت في مكاني من الصدمة كان امامي تماماً، عدة انشات فحسب والتصق به. كيف لم اشعر به!!
كانت ملامح وجهه مظلمة وعيناه شديدتا السواد، اشد من سواد الليل ان امكن. كانتا مصوبتان اتجاه مصاص الدماء ذاك وكان مرعباً بحق، اشك بأن نظراته لا تقتل.
ارتعشت اطرافي لثانية، ورغم التوتر الذي شغل عقلي الا ان فكرة كونه خارق الوسامة اشتعلت بذهني لاشتم نفسي ان الوقت ليس مناسباً ابداً. هل اوقعت نفسي بينهما؟ ام انه شعر بالإهانة لما قلته سابقاً في الكافتيريا؟ لا انتظروا شيء ما يبدو غير صحيح..
نزلت عيناه فجأة اتجاهي لتتراجع قدماي للخلف كردة فعل تلقائية، لأقف ما بين الاثنين، مصاص دماء أشقر لعوب وألفا غاضب. جدياً لما أنا في هذا الموقع حالياً؟ يفترض أن اكون غريبة الاطوار غير المرئية!
اخترقت نظراته المخيفة وجهي، يا الهي يبدو غاضباً جداً هل هو حقاً بسبب ما قلته؟ او هل يمكن ان مصاص الدماء هذا قد فعل شيء يخالف قوانينهم ففي النهاية هذه المنطقة ضمن نطاق حدودهم. اتمنى من كل قلبي ان يكون السبب مصاص الدماء هذا وليس انا.
نظفت حلقي لاستجمع شجاعتي وأقول بلا مبالاة مصطنعة، "هل يمكنني مساعدتك بشيء؟" بشكل لم اتوقعه تردد صوتي في **ت القاعة التام، واعتقد ان سؤالي زاد الطين بلة بشكل ما. اعلم انه سؤال غ*ي قد يسأله احد لألفا، لكن يفترض بي أن اكون بشرية جاهلة بالأمور الخارقة للطبيعة انتقلت حديثاً ولا تعرف شيئاً، وهذا تحديداً ما أفعله الان.
جاءني الرد لكن ليس منه بل من ذلك البيتا ذو العيون البندقية الذي ظهر من خلفه فجأة، واو انا حتى لم المح وجوده بسبب طول وبنية جسد هذا الالفا، علي الاعتراف انه يملك بنية جسد جميلة للغاية وأراهن أنه يملك عضلات معدة مثيرة. حسناً، بغض النظر عن بنية جسده وعضلات معدته ووسامته الا انني لا ازال متمسكة برأيي كونه لا يعجبني.
"هههه، بالطبع لا تستطيعين... أعني..." **ت للحظات بتوتر ليقول موجهاً الكلام لمصاص الدماء الاشقر خلفي "لوكاس اختفي من هنا قبل أن تُقتل."
نظرت خلفي لمصاص الدماء الاشقر المدعو لوكاس أومأ برأسه ببطء لينقل نظره لي قبل أن يغادر نهائياً. حسنا يبدو أن المتورط كان لوكاس وليس انا، الهي اشكرك. فقد تورطت بما فيه الكفاية هذه المرة.
اعدت نظري ناحيتهما مجدداً، كانا ينظران لي ب**ت!! ماذا؟ الم يكن لوكاس مشكلتهما؟!
رفعت حاجباي للأعلى باستنكار، ليبتسم البيتا بع** ذلك الالفا الذي تجهم قليلا ليعود بروده القاتل ويستدير بهدوء ويتوجه للمقاعد الخلفية ويجلس هناك ببرود ولا مبالاة ويجلس البيتا بجانبه.
هززت رأسي بقلة حيلة، اشفق على قطيعه ورفيقته، لابد انهم يعانون، مساكين. جلست حيث انا بلا مبالاة. كل ما حصل وهو لا يعنونني ابداً، سأتجاهل الجميع كما العادة وحسب.
دخل المعلم العجوز ليجلس الجميع بهدوء، القى التحية ليبدأ شرح درسه لأدون خلفه الملاحظات. مرت المحاضرة بهدوء وسلاسة ولأول مرة استمتع بحصة رياضيات.
واستطيع القول أن ثلاثين بالمئة من في هذه القاعة يركزون بما يقوله واغلبهم ذكور واما الباقون... لا يلقون لعنة لما يقوله. الان فهمت ما كان يعنيه في اول حصصه عندما قال 'السيد الذي جئتن لرؤيته لن يحضر اليوم' واجزم ان ذلك يسبب له صداعاً رهيباً.
رن جرس انتهاء الحصة. "سنكمل في الحصة القادمة.. تستطيعون المغادرة." قال المعلم العجوز، اعتقد ان اسمه كان ريتشارد ني**ون وهو من البشر القلائل الذين يملكون عقلاً وعلماً واحتراماً وروحاً فكاهية معاً في آن واحد. انه من الاشخاص الرائعين الذين لا اريد نسيانهم ابداً.
جمعت حاجياتي في حقيبتي بهدوء وهممت بالمغادرة. وضعت سماعات الهاتف بأذني لأشغل اغنية ما لتختفي الضجة حولي فابتسمت، هذا هو النعيم فقط انت ونفسك.
سرت بالممر ببطء و**ل، هل اذهب للمكتبة كالمرة السابقة؟ ام اذهب للكافتيريا؟ ... لاااا سألغي امر الكافتيريا من رأسي..
قاطع حديثي مع نفسي نقر احدهم لي من الخلف استدرت فظهر بوجهي مصاص الدماء الاشقر المدعو لوكاس وهو يبتسم، الرحمة.
قلبت عيناي واعدت نظري للأمام وانا اتجاهله كلياً. ابعد السماعات عن اذناي ليقول بخيبة امل "لا تتجاهليني وانا اتكلم، بهذه الحالة لن ت**بي اي اصدقاء هل تريدين البقاء وحيدة؟"
اجبت بنبرة باردة "تحديداً."
وضع احد يديه في جيب بنطاله الجينز بينما الاخرى احاط بها كتفاي، "اعطيني سبب واحد مقنعاً لهذا وسأتركك وارحل."
تن*دت بقلة حيلة وابعدت يده بانزعاج، "صدف انني لا احب الاصدقاء، وخاصة ان كانوا مزعجين مثلك."
تابع السير بجانبي وهو يقهقه باستمتاع ليقول بنبرة اكثر استمتاعاً مشيراً الى انه لن يتركني لوحدي ابداً، "تعلمين لم اقتنع...". يا اللهي هل اقتل نفسي وحسب..
"كاناليا.."
سمعت احداهن تنادي باسمي من الخلف لأتن*د بانزعاج انه صوت تلك المزعجة الثرثارة كارلا توقفت واستدرت للخلف انا ولوكاس ذاك الذي يأبى ان يغرب عن وجهي.
كانت كارلا تقف مع اوفيليا واحد الشابين من الصباح، كان يملك شعرا ذو لون نادر ما بين الرمادي والاسود جميل للغاية وعينين رماديتين ذات درجة اغمق.
ابتسمت اوفيليا بوجهي متجاهلتاً لوكاس تماماً، "مرحباً كاناليا، كيف حالك؟"
كيف حالي؟ لقد التقينا في الصباح، تقريباً قبل ساعة ونصف هل تمزح؟ بادلتها بابتسامة متكلفة لأرد بلا مبالاة، "لازلت على قيد الحياة."
ضحكت كارلا ب**ت، بينما نظفت اوفيليا حلقها بحرج لتقول مغيرة الموضوع، "يبدو انكِ متفرغة الان هل تودين قضاء الوقت معنا؟" كنت على وشك الرفض لكن ما قاله ذاك الشاب معهم جعلني افكر مجدداً.
"ام تريدين قضاء الوقت معه؟"
نقل ثلاثتهم انظارهم بيني وبين لوكاس ب**ت، نظرت للوكاس ليبتسم ويغمز لي لأصنع تعبيراً متقززاً على وجهي، انا حتماً افضل قضاء الوقت مع هؤلاء المستذئبين عوضاً عن ان اعلق مع مصاص الدماء اللعوب هذا.
"لا حتماً، قضاء الوقت معكم تبدو فكرة افضل." ابتسم ثلاثتهم على تعليقي بينما قال لوكاس بصدمة مصطنعة، "ماذا؟ هل مللتِ مني بهذه السرعة، نحن لم نبدأ الجزء المثير بعد."
هذا مقزز حتماً لا. سرت بالاتجاه الذي أتوا منه متجاهلتاً لوكاس ذاك تماماً ليسير البقية بجانبي فاعلين المثل.
قالت اوفيليا، "بالمناسبة هذا هو ثيو اندرسون، رفيقي." مازح ثيو اوفيليا "فقط رفيق، هذا محزن.."
حدقت اوفيليا بثيو بعدم فهم والتعابير الحمقاء تعتلي وجهها ليضحك بخفة على تعابيرها. قاطعتهما كارلا بغيض، "انه يقصد مصطلح الرفيق بمعنى الصديق يا جاهلة."
احمر وجه اوفيليا كقطعة طماطم بعد ان فهمت مقصد ثيو لتشيح بوجهها بحرج كبير بينما ثيو اعتلت ابتسامة كبيرة وجهه وكانت هذه العلامة الفارقة التي **رت هالة الهدوء المحيطة به، واعني بالعلامة الفارقة اوفيليا.
رفقاء! تلك الرابطة المقدرة لدى المستذئبين.. تجعل كلاهما متيم بالآخر على ما اعتقد، لا اعلم ان كان هناك استثناءات او مجال لرفض الاخر لكن ما اعرفه انها تقوي الرابطة بين قلبيهما تجعلهما اقوى من ذي قبل... على الاقل هذا ما سمعته.
"توقفا عن هذا بربكما هناك اشخاص هنا لا يزالون غير مرتبطين صحيح كاناليا؟..." قالت كارلا بغيض، لابد انها لم تجد رفيقها المقدر ذاك وتبدو يائسة بهذا الشأن، على ع** البشر فرفقاء المستذئبين يمتلكون علاقة نقية تخلوا من الخداع والنفاق.
اردت الاجابة عن سؤالها لكنها قالت مكملة بخيبة امل "انسي الامر انتِ اكثر الاناث حظاً في العالم وهذا يعني بانني لوحدي هنا."
رددت عليها باستغراب، "ولما هذا؟" اؤكد لكِ بانني لست كذلك بل املك أسوئه، اعني انتِ حتى لستِ مضطرة للهرب من مكان لآخر كل اسبوع وفي اي لحظة قد تقتلين لأنك انتِ، ولا يوجد احد يقف بجانبك ليخبرك بان كل شيء سيكون على ما يرام، بل تقفين وحيدة في منتصف ساحة حرب بين طرفين الشيء الوحيد الذي يتفقون عليه هو قتلك.
ردت بثقة زائدة، "حاستي السادسة تخبرني بانكِ ستحصلين على حبيب مثالي رائع ووسيم لديه جسد مثالي، شخصية جذابة، ذو هالة قوية مثيرة... عليكِ ان تثقي بحاستي السادسة."
"ومن طلب من حاستك السادسة حبيباً، فالتحضر لكِ واحداً اولاً." قلت بهدوء رداً لكلامها الفارغ.
لكنها ضحكت بعدم تصديق لتقول، "لا اصدق، انتما تليقان ببعضكما حقا، متشابهين كاللعنة.." ضحكت اوفيليا على تعليقها موافقة بينما ابتسم ثيو.
قلت بحيرة "اشبه من؟"
تقدمت مني لتمسك بمع**ي وتجرني خلفها مسرعة بخطاها بينما يتبعاننا الرفيقان، "هيا، هيا، لقد تأخرنا."
"انتظري، تأخرنا عن ماذا؟" قلت مستفسرة باستغراب بينما اسرع بخطاي لأواكب خاصتها.
"ستعرفين بعد قليل." ردت ضاحكة لتسرع اكثر بحماس، لشدة حماسها اراهن انها أرادت حملي والركض بي لتصل بسرعة.
(๑'ᴗ')ゞ(๑'ᴗ')ゞ(๑'ᴗ')ゞ
----------------------------------------
وقفت ب**ت بجانب اوفيليا وانا احدق امامي نحو السيارة الفاخرة ذات اللون الفضي وقد ركب المدعو ثيو وكارلا بالفعل وكان ثيو يجلس خلف المقود بينما كارلا تجلس في الخلف.
لماذا تورطت معهم، لو انني علمت ان 'قضاء الوقت' هذا سيكون خارج المدرسة لفضلت التسكع مع لوكاس عوضاً عن ذلك.
"هيا كاناليا سنستمتع اعدك." وضعت اوفيليا يدها على كتفي تحثني على ركوب السيارة. اتمنى الا تكون الوجهة الملهى، غالباً ما تعج ملاهي البشر بالمستذئبين، كونهم لا يثملون بسهولة كالبشر. انه مكان مقزز ومزعج للغاية وتتسألون كيف علمت! الجواب مايكل نقطة انتهى.
ركبت وانا اهمس مع علمي بقدرتهم سماعي "لما لا!" اعني، ليس وكأنني سأقتلهم صحيح! ركبت بجانب كارلا بينما ركبت اوفيليا بجانب ثيو لينطلق.
بدأت كارلا التي لا تستطيع ان ت**ت ابداً، "المكان الذي سنذهب اليه سيعجبك بشدة اؤكد لك، وايضاً لا يعلم عنه الكثيرون انت محظوظة لأنك سترينه."
وهكذا استمرت كارلا بالحديث بلا توقف، حتى ان حنجرتها لم تتعب او تجف او تشرب قطرة ماء بعد كم الحديث الهائل، معلومة جديدة عن المستذئبين. اشعر ان رأسي سينفجر، لو انني سمحت للوكاس بشرب دمي حتى اخر قطرة صدقوني سيكون اسهل من ألم سماعها تثرثر طوال الوقت فوق رأسي.
توقفت كارلا عن الحديث مع توقف السيارة بمكان خالي على حدود الغابة ليترجل الجميع منها لأفعل المثل باستغراب، هل مكانهم المدهش داخل الغابة؟
قال ثيو بهدوء، "سنكمل مشياً لداخل من هنا، هل ستكونين بخير؟". اجبت بسؤال اخر، "هل المكان الذي تتكلمون عنه داخل الغابة؟"
نظفت اوفيليا حلقها لتقول، "انه يستحق العناء انه حقاً مكان مميز ولا يعلم بشأنه سوانا وانت اول شخص نحضره معنا الى هذا المكان. " انهت حديثها بابتسامة لتسير والبقية لألحق بهم.
"لماذا تُرُونه لي؟ اعني انتم بالكاد تعرفونني؟" انا حقاً اود ان اعلم سبب اصرارهم على التقرب مني، لم يسبق لاحد ان حاول اكثر من مرة واحدة التقرب مني، ودائما ما كان المستذئبين يتجنبون مصادقة البشر.
"لأنك تبدين مختلفة عن البقية.." اجابت اوفيليا غير متأكدة تماماً من اجابتها لي**ت الجميع.
لم اعلق على كلامها وبقيت صامتة، لا يبدو لي اي من هذا منطقي لكنني في منتصفه بالفعل ولا مجال لتراجع، وفي اسوء الأحوال سيحاولون اذيتي ولن يستطعوا.
بعد عشر دقائق تقريباً من السير وهم يتبادلون المزاح والحديث، صرخت كارلا بحماس "أخيراً وصلنا كان هذا ابطئ من العادة، ظننت اننا لن نصل..". لم يجبرك احد ايتها الذئبة على السير معي ببطء واحضاري من البداية.
حركت عيناي عن كارلا ببرود لتتسعا بدهشة، كان المكان جميلاً للغاية. انا عادة لا القي لعنة لطبيعة لكن هذا المكان شيء اخر.
شلال كبير يصب في نهر ضخم حوله انتشرت انواع الورود بأشكالها المختلفة ومعظمها نادر الوجود، لحافٌ اخضر جميل يغطي كل بقعة من المكان هنا، وبعض من الح*****ت انتشرت في المكان الواسع هنا غير خائفة منا، جاعلة من المكان قطعة من الجنة.
ابتسامة اعتلت وجهي، حسناً هذا كان يستحق. شهقت كارلا بصدمة مصطنعة، "يا اللهي لقد ابتسمت لتوها. " ليضحك كل من ثيو و اوفيليا على ذلك.
جلست عند احد الاشجار القريبة من البحيرة أتكئ على جذعها لتجلس بقربي كارلا و اوفيليا و ثيو.
تبادلنا الاحاديث معاً، وانا اعترف بأن هذا كان ممتعا بحق. أتساءل متى كانت اخر مرة حظيت بها بهذه المتعة؟ وقفت اوفيليا لتقول وهي تخلع قميصها وتتجه لنهر "حسنا حان وقت بعض السباحة، مؤخرتي تشنجت من الجلوس." تبعها ثيو وهو يبتسم بخبث ويخلع قميصه هو الآخر لتظهر عضلاته، واو كانت لدي بأن اغلب المستذئبين لديهم اجساد جميلة لكن أن ترى الاثبات بأم عينيك شيء آخر.
"اذا كاناليا، هل لا زلتي تتواصلين مع اصدقائك منذ ان انتقلت لهنا؟" سألت كارلا بفضول وها قد بدأ حس الفضول بالعمل.
"ليس حقاً، لم يكن لي اصدقاء كثر." ظهر الاستغراب على ملامحها "لماذا؟ اعني مهما كان الشخص اعذريني لقول هذا انطوائي لابد له من صديق او اثنين؟"
"ربما لأننا كنا نتنقل كثيراً."
"لماذا تتنقلون بكثرة؟"
تن*دت بتعب انا حقاً لا اريد الاجابة عن شيء، وفضولها لن ينتهي ابداً. "أمي روائية وهي تحب الانتقال كثيراً لتحصل على الالهام."
"هل هذا يعني بانكم ستنتقلون مجدداً." كانت نبرتها تحمل حزناً طفيفاً مما جعل التساؤل ينمو داخلي! لما قد تحزن؟
نظرت في الأفق بفراغ، "على الأغلب." و**ت كلانا بعدها وهذا اثار دهشتي حقاً فهي لم تسأل أي شيء أخر بل بقيت صامتة بلا تعابير، ثم وقفت فجأة لتعطيني ابتسامة وتقول "سأذهب قليلاً وأعود."
أومأت بلا مبالاة لتسير مبتعدة ع** اتجاه البحير. ما خطبها فجأة اصبحت هادئة؟ سمعت أن المستذئبين يستطيعون الكلام مع ذئابهم وحتى ذئابهم تستطيع اخذ السيطرة على جسدهم البشري، ربما هذا ما حدث معها... لا اقصد اي اهانة لكن يبدو لي هذا كالانفصام.
نظرت بهدوء ناحية الثنائي اللذان يلعبان في الماء معا ويضحكان بصوت عالي. تن*دت بقوة، بحكم حياتي التي اعيشها كان من الصعب الحصول على اي اصدقاء، كان السبب اكثر من كونه تغيير مكان الاقامة او مجرد انطوائية. فبمجرد تقربي من اي احد يجعله هذا في دائرة الخطر سواء كان بسبب من يجرون باتجاه خيط حياتي الاحمر ليقصوه أو... بسببي.
شعرت بذلك الفراغ يعود على حين غرة ليأكل ما تبقى من الحياة داخلي. في بعض الأحيان افكر بجدية في الاستسلام فقط والموت، تبدو لي هذه الفكرة اسهل بكثير مما اعيشه الان، واثقة بداخلي بأن حالتي هذه لن تستمر..
ستأتي نقطة وينهار العالم الذي بداخلي نهائياً واستسلم، فأنا على الحافة...