أتساءل ان عاد مايكل للمنزل بالفعل. فتحت الباب ودخلت لأجد الاضواء مضاءة. صعدت الدرج بالتجاه غرفتي، يا اللهي انا متعبة جداً لا اعلم ما هي فائدة الالتزام بالذهاب الى المدرسة ما دمنا بهذه الحالة!
فتحت باب غرفتي ليأتيني صوت مايكل من خلفي "كاناليا هل وصلتي الان؟". وجهت نظري ناحيته بملل، كان يرتدي بنطال رياضي رمادي اللون مريح، وسترة صوفية بنية ويجفف شعره المبلل بمنشفة صغيرة.
همهمت وانا ادخل الى غرفتي، هل تراني خرجت لتسأل سؤالاً ا**قاً كهذا! لحق بي متسائلاً بعدم اهتمام، "امي ليست هنا هل قالت لكي اين ستذهب؟"، رددت بعدم اهتمام مماثل له "نعم جولتها المعتادة قد بدأت."
جلس على سريري واضعاً المنشفة بجانبه ب**ت. خلعت المعطف وعلقته "ما الامر؟ لا تقل لي.. انت خائف من البقاء وحدك؟"، شهقت بتصنع وانا اصنع تعابير متفاجئة على وجهي، لأتلقى وسادة في منتصف وجهي.
"كما لو انني كذلك." قال بكل غرور وكبرياء ليتحطم في الثانية التي نطقت بها باستهزاء، "من كان يأتيني في منتصف الليل يحمل لحافه الصغير بيد ودميته المحشوة باليد الاخرى...ها من؟"
توردت وجنتاه بحرج لينفي مدافعاً عن نفسه "كنت صغيراً وقتها وهذا لا يحتسب." اعتلت شفتاي ابتسامة ماكرة لأقول بتهديد واضح "هل تريد مني كشف كل اوراقك وأنت كبير، ام ادعي الجهل تجنباً لإحراجك ايها الطفل اللطيف؟"
رد بلا تفكير " ادعي الجهل.." عم **ت الغرفة لثواني، ليعلو صوت ضحكي المكان بينما هو تدارك نفسه ليقول "أأعني... بحق السماء اخرسي لم آتِ لهذا.."
علا صوت ضحكي اكثر وانا امسك معدتي من الالم الذي اجتاحه لشدة ضحكي، اوه يا اللهي لا يمكن ان يكون هناك شخص اغبى منه، لا لا مستحيل.
"ان لم تتوقفي سأخرج." قال بغيض مكتوم وهو ينظر نحوي بحاجبين مقطبين، لأرفع يدي ملوحة في الهواء باستهزاء وانا ارد بصعوبة بسبب نوبة الضحك "ارجوك لا تفعل سأموت اذا خرجت... سأموت من الضحك." رفعت راسي للأعلى وانا اقهقه بصوت عالٍ. ابدو كالمتنمرة لكن ما بيدي حيلة لا استطيع المقاومة.
قال بصراخ غاضب، "ا****ة توقفي عن الضحك." فركت منتصف جبيني بأصبعي السبابة وانا أحاول تهدئة نفسي، "حسناً، حسناً، قل ما عندك واخرج."
نظف حلقه بتعابير جادة محاولاً صنع جوٍ ثقيل ثانيةً بفشل ذريع، لأرفع يدي واغطي فمي محاولة كبت ضحكتي بصعوبة. ليقاطعني بجدية، "لا تفسدي الجو الذي احاول صنعه."
رفعت يداي باستسلام ليقول بعد عدة ثواني، "ذلك الالفا...الم تلاحظي ان ردة فعله كانت غريبة قليلا؟"
قلت بعدم فهم "غريبة كيف؟"، ليكمل موضحاً "اعني في المدرسة عندما كاد يلكمكِ ذلك المستذئب؟ ... لما اوقفه؟"
رددت بملل غير آبها لما يقوله "ولما تظن بأن الامر غريب؟ اليس عمله هو السيطرة على قطيعه وامور مشابهة كتلك؟"
قال بتفكير ونبرة جادة للغاية، "لا اعلم... لم ارتح للطريقة التي كان ينظر لكِ بها." خرجت من فمي ضحكة قصيرة ساخرة حالما تذكرت نظراته النارية المتكبرة بعد ان اوقف اللكمة، لأقول بغيض وسخرية، "هه، تلك النظرات المتكبرة. ما الغريب في الامر؟ لابد بانه ينظر للجميع هكذا، مستذئبون حمقى يظنون انفسهم ملوك الدنيا لانهم يمتلكون قوة صغيرة اكبر بقليل من البشر الاغ*ياء. اصلا لو لم يكونوا انصاف بشر لكانوا الان في حديقة الح*****ت، اااه كلهم ملاعين."
رفع مايكل حاجباً مستفهما ليقول بسخرية، "انت تشتمين جميع الاطراف، مع من انت تحديداً؟"
"عزيزي مايكل الغ*ي، انا مع نفسي لست مع احد، انا حيادية اقف في المنتصف."
استطرد مايكل متجاهلاً "على اي حال، نظرته تلك لم تكن متكبرة كما تقولين.. لقد كانت.. شيئاً اخر. لا اعلم ماذا كانت لكنها لم تعجبني، الفتيات لن يفهمن تلك النظرات لذلك خذي بنصيحة ش*يقك ولا تقتربي منه، اختفي من الاروقة والاماكن التي يتواجد فيها، حسنا؟"
توسط جفناي عينيّ بملل وانا اسمع كلامه، قال نظرات غريبة لم ترحه. لا وايضا لا تفهمها الفتيات. انتظرت منه الى ان انتهى لأرد بسخرية، "مايكل، عزيزي، اقترح ان تخرج انت ونصائحك الفاشلة قبل ان ادخلك بغيبوبة، حسناً؟" انهيت جملتي كنهاية جملته متعمدة. دور عينيه بقلة حيلة ليقف متجهاً للباب وهو يهمس لنفسه، "مايكل، مايكل، ايها الوسيم المسكين، لقد فعلت ما عليك وهذا هو المهم. لا تتعب نفسك مع الكائن اللامبالي الموجود هنا، فقط ادعي انك لا تعرفها."
حركت رأسي يميناً ويساراً وانا اهمس، " تؤ تؤ تؤ، جنّ اخيراً."
اغلق الباب خلفه لآخذ حماما دافئاً. ارتديت ثياب نوم مريحة، لادفن نفسي في السرير واغط في نوم عميق من غير ان اجفف شعري المبتل حتى.
( ͡°з ͡°)( ͡°з ͡°)( ͡°з ͡°)( ͡°з ͡°)
......................................
وقفت في المنتصف من غير حراك.. انا اعلم جيداً ما سيحدث تالياً..
أتساءل هل هو المنتصف حقا؟ كل شيء حولي مظلم ومخيف، لا استطيع رؤية شيء.. لا شيء بتاتاً... لكنني استطيع سماع اصواتهم.. سماع صراخهم ومناجاتهم طلباً للمساعدة.. بكائهم الحاد الخائف.. نحيبهم وهلعهم..
لكنني اعلم حق المعرفة انهم لا يطلبون مساعدتي، بل يطلبونها عني، انا الشخص الذي يريدون من اي احد مساعدتهم منه..
انا فعلت هذا لهم، نعم انا..
ظهر اول شيء في هذا الظلام. امرأة ترتدي ثوباً ابيض طويل مليء ببقع الدم. كانت ذات بشرة شاحبة جداً وعروق سوداء كالظلام المحيط بنا. شعرها البني المشعث حاله كحال الثوب تماماً، وعيناها السوداوين يخبرانك بانها ماتت بعد عناء عظيم. وقد كانت تنظر بهما مباشرة لي.. تخترق اعماق اعماقي بعينيها الميتتين.
حركت شفتيها الزرقاوين المليئة بالدم بكلمة واحدة فقط هزت كياني وتمنيت لو مت عوضاً عن سماعها.. "لماذا؟"
نبرة صوتها كانت **كاكين تغرس في قلبي بقوة دون ان تقتلني، اعلم عما تتحدث، لأنني اعلم عما تتحدث. ليتني كنت لا اعلم.
ليتني كنت مجرد ورقة شجر يابسة في فصل خريف شديد البرودة، تت**ر حالما تلامسها قطرة ماءٍ طائشة، لأنتهي فقط هكذا دون عناء.
بعد تلك الكلمة ظهر اشخاص ورائها هيئاتهم مثلها، وجوههم عيونهم وكل شيء. كلهم ينظرون لي بنفس الطريقة. لم استطع قول شيء.. لا يوجد شيء لقوله لأنني.. "مذنبة."
انتفض جسدي بخفة وفتحت عينيّ ليقابلني السقف، رفعت رأسي عن الوسادة لأجلس واتنفس بهدوء، ا****ة هذا الكابوس لن ينتهي ابداً.
كانت الغرفة مظلمة، لكنني شعرت بأحد يراقبني رفعت عيناي ولم يكن هناك احد والشعور السابق اختفى. هل هي آثار هذا الكابوس؟! اوه تباً كاناليا بدأتي تفقدين عقلك.
في الصباح..
خرجت من غرفتي وانا ارتدي بنطال جينز ابيض اللون وسترة صوفية حمراء جمعت شعري اعلى راسي وجعلت بعض الخصل تهرب للأسفل، ارتديت حذاء رياضي اسود لأذهب لغرفة مايكل وافتح الباب من غير ان اطرق.
"هل انتهيت؟" كان يربط حذاءه كحلي اللون تماما كلون قميصه وجينز اسود وخصل شعره تتدلى للأسفل بنعومة. نظر لي بهدوء، "نعم هيا."
خرجنا من المنزل من غير ان نحظى بفطور لسببين، اولاً، لا فائدة من كلينا. وثانيا، لقد تأخرنا.
بعد ان استقلينا الحافلة ووصلنا للقصر الاغريقي المظلم، او يمكنكم ايضاً مناداته المدرسة اتجهت لأولى حصصي والتي اكتشفت بانها حصة التاريخ، وقد تأخرت بالفعل للمرة الثانية.
طرقت الباب لأفتحه وينظر نحوي الجميع ليتوقف المعلم وينطق بسخرية، "اخيراً شرف*نا، لحظة تاريخية عظيمة يجب توثيقها."، نفثت نفساً بملل ونطقت ببرود، "هل استطيع الدخول لأزيد هذه اللحظة العظيمة عظمة؟"
"لاااا، هذا كثير على قلوبنا لن نحتمل كل هذه العظمة،" رفع يده ولوح مرتان ليقول "اخرجي."
(●'▽'●)ゝ(●'▽'●)ゝ(●'▽'●)ゝ
................................................
لا اصدق انه طردني، حسناً لا يهم لم انم كفايتي واشعر بالنعاس على اي حال. علي شرب القهوة لأستطيع اكمال يومي.
اتجهت للكافتيريا لأطلب القهوة، انها اشبه بمحل ثلاث نجوم اكثر منها كافتيريا مدرسة.
كانت شبه ممتلئة بالطلبة، اظن ان مدرسة كهذه لا يمكن للكافتيريا خاصتها ان تخلوا ابدا حتى في الصباح الباكر، كان الجو فيها صاخباً وحيوياً.
وقفت في ذلك السطر المتشعب المكون من عدة طلاب، انتظرت حتى يحين دوري وانا اعبث بهاتفي.
شد انتباهي طرق خفيف لأرفع رأسي وانظر امامي لأقابل وجه المحاسب خلف الطاولة الحجرية الطويلة. كان شاباً طويلا ذو شعر بني مجعد عينان خضراوان وابتسامة جميلة بين علامتيّ تنصيص، أي غمازتين.
كانت الابتسامة تشق وجهه ليقول بعفوية، "هل ستطلب الفاتنة ام ماذا؟"، يبدو في العشرين.
اغلقت هاتفي ودسسته في جيب الجينز، وقلت لامبالية، "قهوة خالية من السكر." اتسعت ابتسامته ليقول، "لماذا لا تريدين السكر؟ لابد ان نسبته عالية في دمك والا ما كنتِ بهذا الجمال."
رمقته بنظرة باردة، يا الهي هل الجميع هنا لديهم مشاكل نفسية، لا هذا كثير لا استطيع ان اتعامل مع مايكل آخرين.
طال **تي ليسأل مجددا، "اذا ما اسمك؟" ابتسمت بتكلف لأقول بنبرة منزعجة، "قهوتي اذا سمحت." ليصرخ فجأة بانبهار، "اوه، انظري لد*كِ غمازة على خدك الايسر، هل رأيت نحن متشابهين يال القدر الجميل،" بحق الرب ما بال القدر معهم؟ هل يعطون دروس عن القدر هنا!
ابتسمت بهدوء وقلت بلطف، "احتفظ بالقهوة لم اعد اريدها."، اختفت ابتسامته لأستدير مبتعدة متجاهلة نداءاته.
جلست على احد طاولات الكافتيريا الفارغة. وضعت حقيبتي عليها واخرجت دفتر الرسم منها، وضعت السماعات في اذني وشغلتها على احد الأغاني.
الشيء الوحيد الذي ابرع فيه هو الرسم، ارسم الاشخاص الذين التقي بهم في كل مكان انتقل اليه. او بالأصح اراهم لأني تقريباً ابعد جميع الاشخاص عني، احيانا يكون من الافضل ان تبقى وحيداً.
كنت من غير ان ادرك ارسم بالفعل وحينما انتبهت لما ارسمه، سخرت من نفسي داخلياً، كيف لي ان ارسم ذلك الالفا؟ حتى لو كان ملك جمال العالم سيكون اخر شخص ارسمه، لا اريد تذكر اي مستذئب من هذا المكان اطلاقاً، سأتأكد ان اعيد برمجة ذاكرتي ما ان ننتقل.
فتحت صفحة اخرى لأبدأ برسم ذلك المعلم العجوز من حصة الرياضيات. بعد بضعة دقائق شعرت بضغط الهواء يثقل والمكان اصبح اقل صخباً فجأة، اوه يا اللهي انه هنا ما الذي يفعله هنا في الصباح جدياً؟
كان ظهري موجهاً لباب الكافتيريا، لذلك لا استطيع رؤيته وبطبع لم التفت تجاهلت وجودهم تماماً وكأنني لم انتبه لدخولهم واكملت رسمتي.
ساروا بجانب الطاولة التي اجلس عليها متجاوزين اياها وجلسوا على طاولة مقابلة، لمحت خمسة اشخاص بمن فيهم ذلك الالفا يجلسون هناك، ثلاث ذكور وفتاتان.
تجاهلتهم كما يفعلون، لا اعتقد انهم يلقون اي لعنة لكل شخص يحتكون به. قاطعت افكاري القهوة التي وضعت امام وجهي فجأة، "قهوة من دون سكر."، نظرت لصاحب الصوت لأزيل السماعات من اذني، انه صاحب الغمازتين والشعر المجعد. ابتسم ليمسك يدي ويضعها بها ليكمل بمرح، "انها على حسابي كاعتذار، وفي حال غيرتي رأيك واردتها بسكر فقط ضعي احد اصابعك بها ايتها الفاتنة." انهى حديثه بغمزة ليذهب من حيث اتى.
حدقت بالقهوة لثواني لأرفع كتفي بقلة حيلة، انها مجانية من لا يريد شيئا مجانياً. ارتشفت منها القليل ووضعتها على الطاولة، لتقاطعني احداهن بابتسامة لطيفة، "هل نستطيع الجلوس هنا؟" نظرت لها باستغراب، كانت ذات قامة طويلة نسبياً نحيلة وذات شعر اسود مجموع على شكل كعكة وعينان بنية. ظهرت من ورائها فتاة اخرى قصيرة ذات ملامح طفولية شعر بني قصير وعينان بنيتان. انهما المستذئبتان اللتان كانتا تجل**ن مع ذلك الالفا والشابان على الطاولة.
هل يجب علي ان اقول لا؟! ان قلت ذلك فسيعتقدون انني احمل ضغينة ضدهم وخاصة بعد ما حدث البارحة. لماذا اصبحوا فجأة مهتمين بي. اومأت بلا مبالاة ليجلسا.
اكملت الرسم لتنطق ذات القامة الطويلة بفضول، "ما الذي ترسمينه؟" اغلقت الدفتر لأنطق ببرود "لا شيء، مجرد خرابيش." ليرمقا بعضهما بنظرة سريعة ويغيرا الحديث.
"اذاً انتِ الفتاة الجديدة صحيح؟ من اي مدرسة انتقلتِ لهنا؟" نطقت القصيرة بمرح لأرد وانا ارمقهما بلا تعابير، "من مدرسة غير معروفة."، قهقهت الطويلة لتقول، "حسناً، ايتها المتحفظة انا اوفيليا وهذه كارلا، انتِ جديدة هنا وتبدين لطيفة لذا اردنا ان نتعرف عليكِ."
ابدو لطيفة؟ انا حرفياً اعاملهما ببرود فأي لطفِ هذا؟ كانت اجابتي ابتسامة متكلفة فحسب ولم اعلق. ارتشفت من قهوتي ولم انطق بشيء.
"اذاً، ما هو اسمك؟" قالت المدعوة اوفيليا لتتبعها القصيرة كارلا بسخرية، "حتماً ليس الفاتنة صحيح؟" لتلكزها اوفيليا بذراعها. لابد انهم استمعوا لمحادثتي وذاك المجعد.
ابتسمت بتكلف ورددت، "لا ليس الفاتنة، انه كاناليا." لتعلق اوفيليا، "يا له من اسم غريب! لم اسمع به من قبل!" همهمت، لابد ان امي احضرته من احد الروايات المأساوية.
"صحيح البارحة، لقد رأيناكِ تتشاجرين، ما قلته لذلك الشاب البارحة.. يا لها من شجاعة.. لم اعرف بانك ممن يتخلى عن حياته بسهولة! كاد يش*ه وجهك الجميل هذا لو لم يتدخل الالفا." قالت كارلا وضحكت بحماس بعد جلب حادثة اخي مايكل مع ذاك المستذئب الغِر.
هه، وكأنه يستطيع لمسي بسرعته السخيفة تلك، لا وتقول بكل ثقة يش*ه وجهي، فقط لو لم اكن اريد اللتواني عن الانظار لأريتكم من يمكنه ان يش*ه من.
**مت للحظات لتعدل كلامها سريعاً بتوتر، "اعني الي**اندر، نعم الي**اندر. لكننا ندعوه بالألفا احياناً، على اي حال من كان ذاك الشاب المتورط معك بتلك المشاجرة؟" وسعت عينيها بفضول مشابه للتي تجلس بجانبها.
"انه اخي الاصغر." لتنطق اوفيليا، "اوه هذا يفسر تشابهكما الكبير." لأهمهم بلامبالاة لتكمل تلك الثرثارة، "اذا ما هي علاقتك بسايمون؟" انتظرت ردي بفضول. تن*دت داخلياً لما اشتاق لحصة التاريخ فجأة!
رددت ببساطة، "سايمون من؟" لا اذكر انني تعرفت على احد يدعى سايمون!! "انه الذي احضر لكِ القهوة، ليس من عادته ان يوصل القهوة شخصياً لاحد ما." وضحت كارلا بنبرة التمست الغيرة بها، هل هي معجبة به او شيء كهذا؟
وضحت، "لا، لا يوجد اي علاقة بيننا." ارادت اوفيليا ان تتكلم لتقاطعها كارلا بسرعة، "اذا لماذا اعتذر؟"، ما خطبها هل هذا تحقيق؟
رمقتها اوفيليا بذات النظرة التي رمقتها بها، لتتن*د وترجع ظهرها للخلف وتهمس بكلمة اعتذار. لتعيد اوفيليا نظرها نحوي وتقول، "اسفة، هي فقط شخص فضولي جداً. فقد جذبتي انتباها كبيرا انتِ وش*يقك البارحة واظن انه يومكما الاول." لتضحك بعد ذلك لأشاركها بابتسامة متفهمة.
قفزت كارلا للأمام مجدداً بحماس آخر، "اه صحيح، بذكر البارحة الكثيرات قد يغمى عليهن ان حدث لهن ما حدث لك مع الالفا، ما رأيك به؟" حدقت بي بحماس اكبر لم ينطفئ، بينما اوفيليا وضعت يدها على وجهها بيأس. اظن ان المدعوة كارلا شخص مباشر لا يعرف كيفية اللف والدوران.
سألت باستهجان كبير، "رأيي به؟" عدلت كارلا من وضعيتها بحيث تقترب اكثر لتفسر بينما استسلمت اوفيليا بقلة حيلة لتقرر ان تكون الطرف المشاهد ب**ت. "نعم، رأيك بالألفا، لابد انك وقعتي له من النظرة الاولى، مؤكد لا احد يقاومه." اكملت بثقة عارمة وغرور وفخر كونه الالفا خاصتها.
رأيي به! ابتسمت ابتسامة عريضة في مخيلتي، لابد ان محادثتنا هذه تصل لمسامعه بما انهم سمعوا ما قاله المجعد، حان وقت **ر غرور احدهم، لا بأس بالانتقام غير المباشر.
صنعت ابتسامة خجولة على وجهي لأقول بقهقهة خفيفة، "حسنا، انا لن اكذب عليكما.." ما ان قلت هذه الجمل حتى ابتسمتا بتوسع وتبادلتا نظرات تقول، 'اوووه ستعترف'.
أكملت بنبرة تغيرت من الخجل للاعتذار، "وانا حقاً لا اريد ان اكون و**ة لكن.." بدأت ابتسامتهما تتبدل لأكمل، "لكنه ليس نوعي المفضل." تبدلت ملامحي لأخرى واثقة ولا مبالية، ليشد انظاري كما معظم من في الكافتيريا من كان جالساً مع الالفا عندما بصق ما كان بفمه بصدمة ودخل في نوبة ضحك قوية ومن امامه رفع يده ليغطي بها فمه يحاول كبح ضحكه، كنت اعلم انهم يستمعون لمحادثتنا.
اعدت نظري للفتاتين امامي، كانتا تنظران لي بصدمة ولم تنطقا بشيء. لابتسم لهما واقول برضا تام، "سررت بمعرفتكما، لقد كان حديثا ممتعاً،" رفعت يدي لأنظر لساعة يدي الوهمية واقف لأكمل، "اعتقد ان علي الذهاب الان ستبدأ الحصة في اي وقت، اذا.. وداعا." اخذت حقيبتي وغادرت والابتسامة تشق وجهي.
~Luca (لوكا)
"الذئب الضال الذي دخل الحدود، لم يكن سوى مستذئب صغير، عرفنا منه ان قطيع المخلب قد هاجم قطيعه وجاء يطلب المساعدة منا، لقد تمادوا كثيرا هذا ثاني قطيع موجودٍ بأراضينا يهجمونه." اخبرت الالفا بينما نحن بالسيارة، كنت اجلس بالمقعد بجانب السائق، بينما الالفا يجلس بالخلف وهو يعدل ياقة قميصه.
قال بنبرة هادئة كعادته، "ادخلوه واعتنوا به، وبالنسبة لقطيع المخلب ارسل خمس رجال اريدهم بحلول الغد قد تمت ابادتهم."
"وبالنسبة للدخيل الاخر.." ترددت قليلاً بإخباره، لأنني اعرف ردة فعله. التزم بهدوئه لأكمل بتوتر، "لم نستطع ان نمسك به او حتى معرفة موقعه لم تكن له رائحة، وسرعان ما اختفى وجوده ولكنه لم يفعل اي شيء." رفع الالفا نظره للمرآة التي انظر له بها ليقشعر جسدي من نظراته، انا مهما حاولت لن اعتاد على نظراته المخيفة تلك.
بقي صامتاً ولم يجب لتتوقف السيارة وينزل السائق ليفتح الباب للألفا الي**اندر، حمداً لرب في الوقت تحديداً نزل هو لأنزل ايضاً. واقفت بجانبه لأقول، "صحيح الفا، والدك سيعود غدا."
اومأ لندخل ليظهر امامنا كل من ثيو البيتا الثاني بعدي، اوفيليا رفيقة ثيو وكارلا. نحن عادة من هم مقربون من الالفا وانا اقربهم له. اتجهنا للكافتيريا لألمح تلك البشرية من الامس تضع سماعات في اذنيها ترتدي سترة صوفية حمراء وجينز ابيض يرسم منحنياتها، شعرها ذو اللون البني الفاتح ذو الاطراف الممتزجة بالبرتقالي بدى وكأنه يلتهب جمعته بكعكة اعلى رأسها زادها جمالاً. كانت تبدو مركزة بما تفعله ولم تعرنا اي اهتمام. يا رجل لو لم اكن خائفاً من ان يقتلني الالفا لاتخذتها فتاتي، وتباً للرفيقة التي لا تنوي الظهور.
ما ان ركزت جيداً بما كنت افكر به حتى اتسعت ابتسامتي، لابد انها رفيقته ولا يريد الاعتراف لأنها بشرية، هذه عادته لا يطيق الفتيات.
جلسنا على طاولة مقابلة لها، تشاركوا بضع احاديث بينما احضرت لي قارورة ماء لأعود واجلس معهم.
تن*دت كارلا لتقول بعبوس، "هذا ليس عدلاً لما الجميع وجد رفيقه وانا لا... لوكا ما رأيك ان نتواعد؟" رددت بسخرية "في احلامك." لتقول بتذمر كعادتها "انه ليس وكأنني معجبة بك لكنني مللت من انتظار الرفيق المزعوم، انا حتى سأقبل به ان كان كلباً برياً لن اعترض.." سكتت فجأة كأنها تذكرت شيئاً.
كان يجلس الالفا مغمض العينين كما يفعل دائماً، هذه عادتنا في كل صباح، نطقت كارلا مكملة "صحيح الفا، بشأن الفتاة البشرية.." ما ان ذكرت كارلا تلك الفتاة حتى فتح عينيه، لتسكت كارلا لثواني، ثم تقول مغيرة ما كانت ستنطق به، "ما خطب ردة الفعل هذه؟ في العادة انت تتجاهلني!!"
ابتسمت بخبث لأقول، "بالطبع ستكون ردة فعله هكذا، هو بالكاد يكبح ذئبه عنها." على الاستغراب وجوههم لتقول اوفيليا، "ما الذي تتحدث عنه لوكا."
"يسعدني انكِ سألتي عزيزتي، انا اتحدث عن من وجد نصفه الآخر ويتصرف كمن لم يفعل." انهيت حديثي بابتسامة خبيثة لنوجه جميعنا انظارنا نحوه، شهقت كارلا لتقول، "محال!"
لم يعلق الالفا واغمض عينيه مجددا بهدوء متجاهلاً ايانا، نطقت بسخرية، "السكوت علامة الرضا."، نظرت لكارلا لأغمز لها لتبتسم وترفع حاجبيها بخبث.
لا يوجد احد ثرثار بالعالم بقدر كارلا وان بدأت بالثرثرة بشيء، لن تنتهي ابدا الا بعد ان تستخرج كل شيء منك. وها قد بدأت، "بالتحدث عنها، انها تجلس هناك بلا مبالاة." تبادل كل من ثيو و اوفيليا النظرات ب**ت ليبتسما.
"اووووه انتظروا، انتظروا، هل هذا سايمون، وسيم الكافتيريا؟ انه يتودد لها!" **تنا جميعاً لتصلنا محادثتهما، او محادثته تقنياً هي لم تقل شيئاً. شعرت بهالة الالفا تتغير شيئاً فشيئاً، لنتوتر جميعنا، هي حقاً رفيقته.
"لقد دعاها بالفاتنة!" قالت كارلا بصدمة ونبرة غيورة، يال غبائها كأن الجو يحتاج لتعليقها المهدئ للأعصاب هذا.
"انه يغازلها؟!! انتظروا، هذا لن ينفع يجب ان نتحدث لها هيا اوفيليا." ذهبتا كلتاهما لها وردة فعلها لم تكن مرحبة، فتحت قنينة الماء لأشرب منها وكل حواسي منصبة على محادثتهم.
"لكنه ليس نوعي المفضل." ما ان دخلت جملتها رأسي، احتجت لعدة ثواني لأحللها وأتأكد بأنني سمعت ما قالته جيداً. لأبصق الماء من فمي بصدمة وادخل في نوبة ضحك شديدة، يا الهي انا لم اعتقد بانني سأعيش لأسمع احد الفتيات تقول هذا عن الالفا! اخيراً وجدت لحياتي معنى.
لكن فجأة هالة الالفا اصبحت مخيفة جداً. لأ**ت فوراً لترتعش اطرافي. وقف ببطء ليسير خارجاً، هل هو ذاهب ليقتلها؟! لن يفعلها صحيح؟! وقفت لأتبعه بسرعة.. كان ذلك مخيفاً.
(๑'ᴗ')ゞ(๑'ᴗ')ゞ(๑'ᴗ')ゞ(๑'ᴗ')ゞ
................................................
~Canalia (كاناليا)
سرت بالممر متجهة لقاعة الرياضيات، لأتذكر ما حدث بالكافتيريا. الي**اندر! اي نوع من اسماء القرون الوسطى هو اسمه؟ لكن علي الاعتراف انه افضل من اسمي فانا لم اسمع بأي احد يدعى كاناليا قبلاً.
دخلت القاعة وجلست بمقعد عشوائي، كانت القاعة تحتوي عدد طلاب اقل من السابق لكنهم ما زالوا كثر. اااه يال الازعاج لا اريد حضور اي حصة اريد النوم.
شعرت بأحد يجلس بجانبي، استدرت لتقابلني عينان كالعسل وشعر اشقر باهت وابتسامة حمراء مغرية...