أنين القلوب.. الجزء الثانى.. للكاتبة رباب عبد ال**د

البارت الاول ( لقد خلقنا الله احرارا ) • كلمة قد نرى انها تذكرنا بثورة ولكنها حقا تعنى التمرد على كل ما يقيد حريتنا فى اى وقت وفى اى مكان حتى وان كان فى بيتنا الخاص • نعم قد نحتاج الى التحرر فى تصرفاتنا حتى لا نصبح مقيدى الاصفاد بارادتنا لاناس قد نرى انه وجب علينا طاعتهم لنكتشف فى النهاية انه ما كان قيدهم لنا وتقبلنا لهذا التقيد الا دمار لحياة طالما حلمنا بها وتخيلناها مزينة بالورود فى استقبالنا • لايجب علينا ان نتواكل على غيرنا لندفع به خطانا نحوتحقيق حلمنا وفى النهاية نكتشف ان فشلنا ما هو الا نتيجة تواكلنا نحن فى تحقيق ما تمنيناه لنصطدم بمرارة مستقبلنا وضياع اجمل احلامنا • ومع ذلك فهناك قيود نراها حريرية ونتمنى ان نذهب لقبورنا ونحن مكبلين بها من شدة عشقنا لتلك القيود فهى على الرغم من كونها قيود الا انها اجمل القيود وتلك القيود ما هى الا قيود الحب فقد نعشق انسان ونرى اننا مقيدين فى حبه ولاجل حبه فتكون قيوده ما اجملها قيود خاصة ان كان من نحبه يحبنا اكثر مما نحبه • قد نعيش لا نتمنى فى الكون سوى شخص بعينه ولا نتخيل العيش دونه بل قد نرى ان الحياة لم تكن الا له وبه وفيه حتى يرانا من حولنا اننا قد نعشقهم تعود فنقول ان ذقتم عشقنا لعذرتمونا • هناك فرق بين التمنى والامنية فالامنية نحارب من اجل تحقيقها حتى اننا نسلك كل الطرق لنحقهها ونحطم اى سور قد يحول بيننا وبين تحقيقها بل قد نمت قهرا او ربما نعيش بدون حياة ان لم نحقق ما تمنيناه خاصة وان كانت امنيتنا هو ان نعيش حياتنا مع من اختاره قلبنا فيا لها من امنيه تستحق الحرب لتحقيقها • اما التمنى فهى ان اتمنى ان احقق الامنيه كذا ولكنى لا اسعى لتحقيقها ولا احارب بل قد لا ارهق نفسى لتحقيقها فنعلم انها لم ترتقى لتكون امنيه ولكننا اعتقدنا انها امنية ولم نخرج من هذا التمنى باى نتيجة سوى ارهاق عقولنا وقلوبنا انها قد تتحقق يوما - ( الحياة لا تتوقف على شخص ) • هذه ايضا جملة اخرى تعنى انه يجب على اى انسان الا يوقف حياته على غيره وان حياته فى كل الاحوال ستسير • فهذه ايضا جملة صحيحة ولكن لكل قاعدة شواذ فقد يحدث اننا لا نرى الحياة الا فى شخص واحد ذلك هو من عرفنا معه معنى الحياة وكان هو كل الحياة لانه وحده القادر على اسعادنا وان بعدنا عنه فالحزن كل الحزن فى بعده فلما اذا نعذب انفسنا ولم يخلقنا الله لنعذبها • وهذا يعنى انه كفانا بذاته عن العالم كله والسؤال ما العيب فى هذا ان كنا نحن ايضا قد كفيناه بذاتنا عن الحياة باسرها • ولا يحدث هذا الا عندما يتقابل قلبين يشعر كل منهم انه لا يستطيع العيش دون الاخر وان الحياة دونه تعنى العدم فكل واحد فيهما يرى ان الاخر قد حمل كل معانى وصور الحياه له فى ذاته اذا فاهلا بتلك الحياة وما اجملها • - والخلاصة لى ولكم ان تمنيتم شىء حاربوا لاجل تحقيقه ولا تحولوه الى مجرد تمنى • واذا وجدتكم فى حياتكم شخص يحبكم ووجدتم ان خلاصة الحياة فيه فحافظوا عليه واجعلوه قرة اعينكم وكونوا له مثلما كان لكم • - علينا ان نعيش الحياة مع من احببنا حتى وان كان هذا يعنى ان نعيش فى حياة خاصتنا وحدنا • - الحياة مشاركة بين اثنين ذكر وانثى وعلينا ان نتقن اختيار الشريك حتى نعيش معه لاخر الحياة فالشراكة فى الحب لا تعنى الوقتيه ولكن تعنى الابدية ............. اتظن ان الوقت فى يوم ينسينى شوقى اليك ولهفتى وحنينى اتظن ان البعد فى يوم سيجرخنى لا بل شوقى اليك يقتلنى فيحينى يا من لاجلك الايام فى حزنى احتفلتويا من اخذت منك ميلادى وابتدات سنينى ويا من اضحيت فى القلب ذكرى فلا ذكراك ماتت ولا انت قريب تواسينى مغتربة انا وانت لى وطن فكيف اقسو وانت لى وطن واليك ياخذنى حنينى فيك ابتدت حكايتى واليك اوصلنى حنينى فان كانت بينى وبينك الاقدار قد حالت فلا تحسب الايام عن ذكراك تلهينى ............... انتهينا فى الجزء الاول عند مشهد سفر عا** وحسام وعوة نور مع ادم كان المشهد ربما يبدوا عاديا حيث اه من الجائز ان يتكرر ولكنه يبدو طبيعا عند هؤلاء الذين اعتادوا فراق احباءهم او ربما سار المشهد يدعو للسعادة كان يغادر احدهم لقضاء دينه او ربما للتعليم او لقضاء شهر عسل او لمنحة دراسية ولكن ما اشد ايلامه فى ص*ر هؤلاء الذين يفارقونهم ذويهم وهم لهم كل العالم فان كان عا** وحسام مجرد ابناء عمها الا انهما كانا لها كل العالم فهم عائلتها ولا تعرف سواهم وان كانت نور وهى مع ادم لا تحتا الى عا** كحماية او لقضاء احتياجاتها الا انها لا شك تحتاج لعا** كصلة دم فالامر ليس بالعين ان يجد الانسان نفسه وحيدا بدون اهل او عزوة حتى وان كان حوله كل العالم يحبونه ويقدرون فتبقى الوحدة وحدة ولو حولنا العالم اجمع ............. • سافر عا** وحسام وعادت نور مع ادم للدار وظلت اسبوع حزينة على دفء العائلة التى لم تهنا به الا ايام قليلة وسرعان ما عادت لجفاء الدنيا ووحدتها مرة اخرى . • عادت لمحبسها بعد ان ذاقت طعم الحرية اما ادم فكان هوالشىء الوحيد المضىء فى هذه الحياه المظلمة التى لا تعرف ما تخباه لها لياليها • فريدة مشفقة على حال نور فاقتربت منها لعلها تخفف عنها /ما بك يا نور؟ لما انتى حزينة ولم تعدى تندمجين معنا كاننا صرنا اغراب عنك ؟ ثم ان من يراكى الان لا يصدق ما كنتى عليه حينما جاءوا لزيارتك • تن*دت نور بحزن وقالت / صعب يا فريدة ان تعيشين حالة جميلة وانتى تعرفين انها لن تدوم وقتها تكونين بين نارين ففى ذاتك تتمنين الا تعيشيها قط حتى لا تتاثرى عندما تبتعد عنكى وفى ذات الوقت ذاتك ايضا هى من تتمنى و تطلب ان تعيش ما حرمت منه حتى ولو للحظة . • ثم ابتسمت ابتسامة حزينة وقد امتلات عينيها بالدموع واكملت قائلة : اتعرفين يا فريدة عند شعورك انك تفعلين كل شىء براحتك لمجرد انكى فى بيتك ذلك فى حد ذاته له متعة اخرى لا توصف • فريدة باسف على حالها : لا تحزني يا نور ستتعودين مرة اخرى على ما حاولتى الانفلات منه فوجودنا بالدار وبهذه الحياه قدر يصعب علينا تكذيبه • اومات نور براسها بمعنى نعم ثم اعتدلت فوق سريرها واستسلمت للنوم كهروب من التفكير تروح لنا الدنيا بغير الذى غدت به وتحدث من بعض الامور امور وتجرى الليالى باجتماع وفرقة وتطلع فيها انجم وتغور وتطمع ان يبقى السرور لاهله وهذا محال ان يدوم عفا الله عمن صير الهم واحدا وايقن ان الدائرات تدور ............................... • فى ايطاليا • عا** بعصبيه لوالده / وما معنى كلامك هذا يا ابى انا لابد ان اعود لنور • والده بهدوء محاولا امتصاص ثورته / هذا ما كنت اخشاه وارفض سفرك من اجله كنت على يقين انك لا تستطيع نسيانها وانك ستصر على العودة اليها وستنقم على عيشتك هنا بدونها ولن تكمل عملك معى ولهذا كنت اؤجل سفرك لحين ان تنضج ويا ليتنى ما فعلت • عا** بعصبيه تع** ما بداخله / انا لا اريد ج*سية ولا مال ولا شركات انا اريد ابنه عمى وكنت اتخيل انك ستوافقنى الراى وانك ستخاف عليها اكثر منى بل ستخاف عليها منى انا شخصيا وفيما يبدوا ان ظنى لم يكن بمحله • انك لم تخطىء الظن يا بنى بل اخشى عليها منكم ومن نفسها على نفسها ايضا ولكن لا بد ان نتعقل الامور حتى لا نفعل ما لا يحمد عقباه ونضيع اموالها الموجودة معنا على سبيل الامانة فما الحل اذن ان سافرت وصفيت كل اعمالنا هنا انسيت ان علينا قروض وان تغاضينا عنها واضطررنا لسدادها فمن اين سنسددها ؟ • لم يرد عليه عا** وكان السؤال لا يعنيه ولا يهمه بالمرة بينما اكمل الحاج على : بالطبع سنسددها من اساس رأس المال بالفائدة ووقتها سنكون نحن المهدرين لمالها افهمت يا بنى ما اعنيه • عا** بعصبية وبصوت عالى / انا لا اعرف كيفية التصرف ولا يهمنى بالمرة فانت من صنعت الموقف وعليك انت حله ولكن انا كل ما يهمنى هى نور 0 نور وكفى • اقترب الحاج على من ابنه وربت على كتفه وبحنان ابوى قال / اعرف يا بنى مقدار حبك لها ولكن دعنى اتصرف بحكمة حتى لا نخسرها مالها ويومها ستعرف ان ما فعلته هو الصحيح • عا** بعصبية / للاسف وقتها ساندم وما فائدة الندم وقتها ان كنت انت تصرفت جيدا وخسرتها انا فانت لا تعلم ما العشق يا ابى ولا تعلم نارى لان هناك من يقترب منها ويحاوطها رغما عنه وهى بدون شعور تقترب منه ولا ترى غيره ثم تن*د وقال وكانه وجد حلا لتلك المعضله • لا عليك الان منى فساسافر انا لها وساعمل هناك باى عمل وانت انهى الموقف كما ترى وبعدها ارسل لى لاعود واصفى الاموال ثم اعود لها مرة اخرى وهذا اخر ما عندى فانان لا استطيع ان اتحمل بعدها عنى وهناك عين اخر تحاوطها • صدم الحاج على من قرار ابنه فقال مستعطفا اياه حتى يرضخ عن قراره / وانا يا بنى من سيساعدنى هنا وانت ذراعى الايمن بل وتوقيعك هو الموثق به فى البنوك واعتمادى عليك لانى اصبحت لا اتحرك كثيرا بسبب مرضى • عا** بلا مبالاه / عندك ولد اخر اسمه حسام فى استطاعتك الاعتماد عليه اما انا ساعود لنور • شعر الحاج على ان ابنه مصر على رايه فقال مهداً لثورته / وما رايك ان تابعتها انت بالهاتف حتى اتمامها لمرحلة الثانوى ووقتها نكون نحن رتبنا امورنا هنا ولا سيما نعود جميعنا ولا يخسر منا اى شىء لا نحن ولا هى • عا** شعربضيق لانه لا يعرف كيف يتصرف وفى ذات الوقت وقف عاجزا لعدم اتمام وعده معها للمرة التانية فشعر بقله ذاته مما جعله يترك والده ويخرج .................. • لقد استمعت مدام خيرية لما دار بين الحاج على وعا** وفى نفسها بغل / اممم لقد غشنى على وجعل لكى نصيب فى المال يا نور . اصبح لكى نصيب فى شقى اولادى وزوجى فحتى حالهم تبدل للع** من يوم ان رأوكى فمن الواضح انكى لستى بسهلة ولكن هذا اللعب لا يليق معى فانا من ساتصدى لكى ثم تذكرت ياسمين وقالت حتى ياسمين ذهبت بحال وعادت بحال اخر فيبدوا ان تاثيرك كان قوى ولكن انا لها وبسرعة اتصلت بسارة • سارة بدلع / انطى خيرية انا غضبانة منكى فقد وعدتينى ان لد*كى خطة تجعل عا** لا يرى غيرى ولا يبتعد عنى ولم تخبرينى بها • مدام خيرية / لا تقلقى لقد رتبت كل شىء وعليكى ان تاتى لى حالا