جلّستُ عَلى الأرِيكةِ كمّا دَلّني ، وَحدّقتُ فِيهِ بصَمتٍ ، يُخرّج الكَؤوس ، يبحَثُ بَين القِنِياتِ يتأكَدُ مِن التّوارِيخ ويصّبُ لِي ولهُ.
ليُ**ِر الصّمتَ بالمكَان بنَبرةٍ صرِيحَةٍ وهُو يُحدّق فِيّ بعُيونٍ تًتلألَأُ : "هذِهِ لَيستِ لا المَرة الأُولى الّتي أرَاكِ ولا السّابٍعة هيُوجُونغ ، هذِه تكُون الرّابِعة عَشر بَعد المائة"
إنشَدَهتُ ، وَبَاتتِ سَاقِي بدُون إرادَةٍ مِني تُرجِفُ. وكَما يُقالُ وَقع الفَأسُ عَلى الرّأسِ ، ولا جَدوَى مِن البُكاء عَلى جُثمانِ مَيتٍ.
أنَا فِي عرِينهِ جالِسةٌ قُبالَتهُ وأخُذ بأطرَافٍ تَرتعِدُ الكَأس الزًجاجِي المُربع مِنهُ.
كَان ثابِت المَلمحِ ، كَانتِ ملَامِحهُ جبَارةٌ تُجهِر بأنّهُ فائِضٌ بالعِنادِ والبسَالةِ ، بأنّهُ لا يُجالِس السّفهاءَ.
أنّ كَلمتَهُ بِنتُ فمِّهِ ، لَا يَبُوحُ بمّا لَن يَستطِيع علَيهِ قُدرَةً…
بِمّا لا يَعنِيهِ حقًا.
لمّ يتَكلّم بَعد ذَاك الإقرَارِ ، لمّ يَنطّق بشَيءٍ ، ولمّ يظهَر عَلى تقَاسِيم وَجههِ الوَقُور شَيئًا غَير الإهتِمَام بِي…بكُلّ حَركةٍ أقُومُ بِهَا.
كَفكَفتُ رَباطَة جَأشِي وَغَمغمَتُ بصَوتٍ ، رُبما مّا كُنت أوّد مِن غَيرِي سمَاعهُ : "مّاذا تقصّد؟"
لمّ يَترَيث فِي الإِجابَةِ ، ولَا حتّى تَردد فِي النّبسِ بِبسمَةٍ صغِيرَةٍ : "فِي قَلبِي مدِينَةٌ كلّ سُكانِها أنتِ هيُوجُونغ"
ذَاك الإِندِفاعُ؟
تِلك الهالَةُ الرّجُوليّةُ الّتي لِبُرهةٍ إختَفتِ وهُو…أيجِبُ عَليّ قَولُها؟…وهُو يُعبِر عَن…حبّهِ لِي؟!
أنَا كُنت سّاكِنةً ، بكَيانٍ مُضطرِبٍ ، كُنت قرِيبةً مّن قَطعِ الشّك باليَقِين أنّ حيَاتِي أصابَها إِرتِجَاجٌ.
رُغمّ جسَامةِ ذَاك الهَلعُ فِي باطِنِي ، والمَغصُ الفظِيعُ ببطنِي ؛
كُنت فِي نُقطَةٍ مّا داخِلِي سعِيدَةً ، كأيّ فتَاةٍ لمّ تَتلقَى إِهتِمَامًا مّن رَجُل قَبلًا.
كُنت كقِطّةٍ دُعبَّتِ لأَولِ مرّةٍ فِي حيَاتِها ، الّتي إنقضَتِ ضائِعةً بالأزِقَةِ.
لطَالما طرّق بابِي عاشِقُون كَالأطفَال يَهربُون قَبل أنّ أفتّح لهُم.
لكِن هذَا القابِع أمَامِي ينهَشُ خِلقتِي كالجائِع لِلإِناثِ ، دَق ، وَواقِفًا ظَلّ.
ثابِتٌ كصخَرةٍ كُلمّا ضَربتهَا ، إرتجَتِ يدَاكَ أنتَ.
لمّ يَ**ُت لفتَرةٍ ملِيحَةٍ ، تكفِيني أستَوعِب مّا زعَمهُ سَالِفًا ، حتّى مضّى قائِلًا : "بشَركَة (لِيبَلفُور للإلكترُونِيات) ذَاك الرّجُل الّذِي تكَنّستِ جِوارَهُ بالمِصعد ، الّذِي مِن إنعكَاسِك بالمُرآةِ حفِظكِ عُن ظهرِ قَلبٍ ، وخزّن ملامِحكِ المُحبطَة مّن رفضِك بالمُقابلَة فِي غُورِ قلبِهِ"
يا لِحظّك! إستَطعتَ أنّ تتنهَد ، أنَا غَيرُ قادِرةٍ.
إحتَقن وجهِي ، وغباءً إِن ظنّهُ حِنقًا وكذَا خجَل! شعَرتُ برَغبةً فِي الهرَبِ ، الرّكضِ بدُون توَقفٍ أُو إِلقاءِ نظَرةٍ تَفحصيّةٍ لِلخلفِ ، لكِنني لمّ أستطِيع.
إنّي مُتعطِشَةٌ لأعرِف أكثَر عَنهُ ، لأسمَع الكثِير حَول حُبهُ.
لأفهُم مّا الّذِي مِني يُريدُهُ ، ومّا يكُون مَرامُهُ.
كمّا ذكَرتُ ، هُو تنهُد برَاحةٍ ، وكَأنّ جَبلًا مّن الغَمّ أُزِيح عَن كَلكَلِهِ.
لكِنهُ بِغتّةً أظهَر تعابِير الأسى ، وخاطبَني بشجَى جسِيمٍ : "مُنذ تِلك اللّحظَةِ شعَرتُ بالمسؤُوليّةِ نحوَكِ ، بأنّني وَليٌّ علَيكِ ، وَواجِبٌ أنّ أضمَن لكِ عِيشةً رَغيدَةً ، وأَطرّد الضّنكِ عَنها"
ضحِكتُ غَصبًا عنِي وقَد بدَأتُ -رُبما- أفهَمُ!
رجُلٍ ذُو مَالٍ ونفُوذٌ ، ويُفكِر بأنّني -كمّا يَعتقِدُني- فتَاةً فقِيرةً سأعطِيها المَال والهدَايا وستُعطِيني بالمُقابِل ، جَسدًا ، حُبًّا ، وإهتِمَامًا وسأظهَر كذَاك الرّجلُ الّذِي يُرافِق الفتيَات النّاضِجات.
أخطَأت سَيدِي ، جرّب واحِدَة أخرَى.
بغَضِ النّظرِ عَلى أنّني مّن أسرَةٍ ميسُورةُ الحَال ، ومتّى مّا شعَرتُ بأنّها النّهايَة ، سأعُود لأَهلِي.
لكِن هَل حقًا لَو أنّني فقِيرةٌ ، سأقبَلُ بهذَا العَرضِ المُغرِي؟
هَل حقًا الفَقرُ عُذرٌ مُقنِعُ لِلهرَبِ مّن العِتابِ!
والأهُم هُل هُناك فتَياتٌ يجِدَنا الفَقر دافِعًا لبَيع أجسَادِهُن؟
إن نَعم!
فهُن لا يُمثِلن النّساء…يُمثِلّن أنفُسَهُن.
الأصِيلةُ لا تَأكُل مّن ثَدِيها… الفتَاةُ غنيّةً كَانت أمّ فقِيرة.
هِي قادِرة عَلى أنّ تكُون أصِيلةً مّن عِرقٍ شرِيفٍ.
غادَرتُ الأرِيكَةِ ، وبحذَرٍ وَضعتُ الكَأس عَلى الطّاوِلةِ الزّجاجيّةِ. بتُروٍي إبَتعَدتُ عَن مَرمَى عَيناهُ الّذِي كَان أنَا ، وعَيناهُ علقَتِ عَليّ وتزَحزَحتِ معِي.
رَفع طرَف فمّهِ مُعرِبًا عَن إِبتِسامَةٍ جانِبيَّةٍ ، وعقِب فَتحِي لفمِي إستهَل حدِيثهُ : "إِبنَةُ الدّكتُور الجَامِعي نُوه هُونغجُون ، وَوالِدتِكِ السّيدَة جِيهُون تُدِير مَدرسَةً خاصّة مشهُورَة ، لكِنَكِ تُفضلِين الإِعتِماد عَلى نفسِك بعِيدًا عَنهُم"
بعُيونِ ناتِئةٍ حدّقتُ فِيه ، وكُنت لأسَتفسِر لَو أنّه لمّ يتفَوّه : "مُؤقتًا تَسكُنِين مَع صَدِيقتُك تشُو سِيأُون ونوعًا مّا تغارِين مِنها لكِن حبّك لهَا ظاهِرٌ ونقيٌّ"
أظهَر إِعجَابًا واضِحًا بالصّدمةِ عَلى وجهِي وتَابع يَتكلَّمُ : "تَرفضِين مّن كلّ المُقابلاتِ وهذَا يُشكِل لكِ عائِقًا أمَام كلّ الأحلَامِ الّتي تنوِين تحقِيقها ، كركُوب المِظلاتِ ، والغَوصُ الحرّ ، شِراء سيارَةِ جِيب سودَا…"
هُنا قَد وقَف الزّمنُ مّن حَولِي ، أصبحَتُ أرتجِفُ وعيُونِي تكَادُ تُغِيث أراضِي طلِيعتِي غَيثًا غزِيرًا.
هذِه الأهدَاف أسجِلهَا فِي ورَقةٍ وأعلِقها بخِزانتِي!
هُو وصَل لذَاك الحَدِ حَقًا!
نظّفتُ حلقِي بقهَرٍ ، وتلَفظّتُ بصَوتٍ مهزُوزٍ : "أنتَ تطَفلَت عَلى خُصوصِيتي ، لَم تحتّرِم حُرمتِي وقَد…أرِيدُ الذّهاب ولا تَظهر بطرِيقِي ثانيّةً!"
تبَسّم بغرُورٍ ، وعَاد ببدَنِه يستنِد الأرِيكَة بظَهرِه ، وَيتبجَحُ بصَدرِه العرِيض المفتُولِ. وسَط كلّ ذَاك الخرَاب الّذِي أنَا بِه هُو بنَبرةٍ دِبلُوماسيّةٍ نطَّقَ : "أنَا ربَطتُ سُبلُنا بِبَعضٍ بَارك هيُوجونغ"
إستَدرتُ ضاحِكَةً ، وفِي لحظَةِ وَغرٍ مُطلَقٍ ، جَلستُ بجانِبهِ أحَاوّل صُنع تَواصُلٍ بصَريٍّ يُظهر تِلك الجِديّةَ الّتي أرِيدُه أخَدها عَلى محمَلِ الجِد.
هذَا الماكِث أمَامِي يستمِعُ أكثَر مِمّا يتكَلم ، هُو بمُجردِ رُؤيتِي أُكابِر لأتلَفّظ بشَيءٍ ، يُعطِيني كلّ الإِنتِباه ، يُعطِيني كلّ مّا أحتَاجهُ وأنَا لا أرِيدُ مِنهُ هُو تحدِيدًا.
لُحيظَاتٍ مّن ترتِيب الكَلامِ…
هزِيمَةٌ نَكرَاءٌ أمَام مُقلتَاهُ الجَاحِظتَين السّوداوَين ، الّتي كُنت أرانِي فِيهَا -إنعِكاسِي-
وطَأ صَوتهُ وأخَذ دَورِي فِي الحدِيث : "تشانيُول ، بَارك تشانيُول"
إنشَقتِ شُفاههُ المُطبقَةُ وأظهَر لِي بَسمةً دافِئةً ليُظِيف وهُو يُبعِد خُصلةً هوجَاء علَقتِ فَوق جبِينِي : "صدِيقتُكِ وحبِيبهَا يبحثَانِ عَنكِ"
إنتَفضتُ واقِفةً ويمَّمتُ نحَو البَاب قاصِدَةً الفِرَار ، لكِنهُ مَنع إيَاي وإحتَفظ بمُرفقِي بَين أصابِعهِ الفظّةِ.
صَمّت تمَامًا وكأنّهُ منحَنِي مِساحَةً للحدِيث.
مِساحَةً إِستغَليتُها وقُلّت مُهدِدَةً : "لا تظهَر فِي طرِيقِي ثانيَّةً"
لكِنهُ إستطرَد : "لِسنّةٍ ونِصف وأنَا يَا حبِيبتِي أنتظِر ، وفِي داخلِي لكِ حُبًّا يتأجَجُ ويزدَهِر"
غلّقتُ عيُونِي بتعبٍ ، ونظّرتُ لهُ بتَوسُلٍ وإِرهَاقٍ : "أرجُوك أفلِتنِي…وإن كَان مّا تقُولهُ صحِيحًا الزّمكانُ الّذِي إختَرتهُ لَيس مُناسِبًا ، أنتَ فقّط جَعلتنِي خائِفَةً…نعَم خائِفة. مِن لِقاءِنا الأَولُ فقّط أصبحَتُ أرَاك كالمَهوُوس"
شَهقتُ فَزعٍ إنبَثقتِ مّن ثُغرِي ومَعها كَادتِ تُزهقُ روحِي -خوفًا ، وألمًا- عِندمَا سَيج خَصرِي بذِراعِها وإنتشَلنِي مِني إلَيه.
يشتّمُ بأنفِه تفاصِيل فكِي ويدُه تَسحبُ بدُون إعتِبارٍ خُصلاتَ شعرِي.
زفَر بثُقلٍ ولثّ عَقِبها شحَمة أذنِي باعِثًا برَقًا لا يَرحمُ فِي نُخاعيّ الشّوكِي ليُهسهِس كالأفعَى فِي مَسمعِي : "هذَا هُو ، هذَا بالتّحدِيد هُو الوَصفُ المُنصِف لِلعاشِقِ داخِلِي"
حرَّكَ يدَهُ مّن خَصرِي لفكِي ورَفع رأسِي للأعَلى ثمّ لشعرِي ، وهُو يُتابِع : "أنَا مهوُوسٌ بكِ ، بشَلالِكِ الأشقَر هذَا ، وعُنقكِ ذُو رائِحة عرَقِ الورُود بكِ إبنَة قَلبِي"
حَرّر شعرِي وحوَضِي ، وَبجهَالةً مَكَّثَ جبِيني عَلى خاصتِه. دُنيايّ إرتَجتِ ، أنَا عَلى بُعدِ إنشٍ مّن الإنهِيارِ ، ورُبما ذَاك الإِنش المَتبقِى قَد فَنا حِينما قَال : "هذَا اللّقاء الأوَل بالنّسبةِ لِك ، أمَا أنَا أقرَبُ لكِ مّن حَبلِ الوُريد ، هذَا العجُوز المهوُوس الّذِي إن مّا كُنتِ لهُ ستكُونين لقَبرٍ حَفرهُ بيدِه"
#يُتبَع.
شخصيّة Toxic ثانيّة أنجَبتها شيمَاء ??
لكِن ده فِيه إيشِي مُختلِف وهُو الدّهاء والجُرأة يلِي هيخلِيه يتمَيز ، بَس عامَةً حبيتُو شخصيّته المِزاجيّة المُتقلِبة؟
شرايكُم بالفَصل الأَوَل؟
الفَصل كتبَته بناءً عَن تحدِي مع صدِيقة ، وهسَا مِين فَاز يا نُهى؟ ??
بهيُوجونغ؟
خلِينا متفقِين عَلى أنّها أبدًا مَش حياديّة بالسّرد ، مَتحفِظة جدًا وبتحَاوّل تظهَر كَكلُ شخصيّات الرّوايات الثّانيّة إنسانَة بمبادِئ وكدّه وكدّه بس هِي مش كدّه خالِص هِي الواقِع لَكل البنَات العاطفيَات.
وهتعرفُوا مع الفصُول لِيه الفصُول بس الفصَل الجَاي هتشُوفوا قَد إِيه هالكَم الهائِل من الحبّ يلِي تشانيُول أفشَاه لِيها هيأثَر فِيها ، بَس على كلّ رأيكُن بطرِيقة سَردها للأحدَاث؟
بصرَاحة دَه التّحفُظ والتّكتُم هُو يلِي لطَالما خلَانِي مّا أحبّ السّرد الشّخصِي ، لأنّه موضُوعي وغَير حيادِي ، لكِن بهذِه الرّوايّة لا غِنّى عَنهُ حقِيقةً. عَ كلٍّ أنتُو بتحبّوا السّارد يكُون شّخصِيّة ولا الكاتِب؟
بتشانيُول؟
بدُون تَمييز بَس أفضَل شخصيّة بكلّ رواياتِي وحقِيقي هحطّ فِيه الأشيَاء يلِي مّا كانت عندِي الجُرأة أحطّها بغِيره.
المَهم الفَصل الّذِي كَان لا غِنّى عَنهُ ، قَد كُتب وَإِن بدّى أنّني دَخلتُ بالموضُوع مُباشَرة ، أقُول لسّا هتشُوفوا أكثَر وأخيرًا أتمنّى أنّ الفَصل قَد راقَكُم. ??
وصلُوه 50 ڤوث و200 كُمنت ؟ هكُون مرّة سعيدَة لو حصَل والله. ??
المُهم أَحبّكُن جدًا جدًا ، أَتمنّى أن لا تُفارِق البَسمة وجَوهكُن ❤?
أَجر :
سبحَان الله و بحمدِه ، استغفر الله العظِيم ، لا اله الا الله محمد رسول الله ، أعوذ بالله من كل ذنب عظيم.