bc

رواية /رماد من ذهب

book_age18+
152
FOLLOW
1K
READ
others
drama
tragedy
like
intro-logo
Blurb

هل من الممكن أن يتحول الرماد لأغلى المعادن؟؟

عندما كانت تظن أن حياتها مثالية بين دفيء أسرتها.. حب وإهتمام ورعاية والداها بكل ما يخصها هي وأخيها غلفهم بالآمان والطمآنينة..ولكن لم تعي أن ذلك لن يستمر .

أجبرها حبها لوالدها على الموافقة على تلك الزيجة حتى يطمئن قلبه .. كانت تشعر بالإختناق ولكن من أجل والدها تفعل كل شيء.

تمنت معجزة تنهي إختناقها..لتحصل على الخلاص ولكن دفعت ثمنه باهظا .

فقدت أغلى شيء على قلبها...أصبحت في أعين الناس مشوهة لا تصلح للعيش .

وفجأة ينبثق النور وتتحول حياتها ويدخل ذاك الأمير لحياتها ينتشلها من تخبطتها يعطيها ويغدق عليها بالكثير حنانه وقوته وصلابته يمنحوها القوة لتستعيد نفسها... يجعلها تعشقه وتبذل قصارى جهدها في إسعاده.

يمر عشقهم بالكثير من المشكلات ولكن قلوبهم المتحدة ستقف ضد الرياح دائما ويعلنون للعالم أن بالحب والعطاء من الممكن أن يتحول الرماد ويصبح ذهباً.

chap-preview
Free preview
المقدمة والفصل الأول
"دفيء أُسري " "عندما تحاوطك عائلتك إعلم أنك مُصان" المقدمة نقابل في حياتنا أُناس مختلفة ، منهم من يرتقي بأرواحنا ومنهم من يحطمنا . فعند حطامك وتحولك لرماد خالص ليكن رمادك من ذهب ،فالعواصف الشديدة قد تحطم وتسقط أوراق الأشجار ولكن عند النظر لأغصانها نجدها خضراء تنحني وتعود من جديد قد تعلق آمالك على هؤلاء البشر من حولك وتشعر بفقدان روحك عندما يغدرون بك أو يظهرون القسوة معك... إن لم تجابه الحيله بقوة وعزيمة لربما تجد نفسك حبيسا روحك مدى الحياه ..هؤلاء البشر فماذا إن كان القدر؟ ماذا إن أحط على حياتنا آلام القدر؟ هل نستسلم؟ ام نقاوم ونقف على أرجلنا مرة أخرى بعزم وإصرار؟؟ أؤمن بأن جرح الأخرين وآلامهم من السهل أن نحولها نقطة بداية لنا .. فنتعلم مما نراه لنصلح ذاتنا. وعند سقوطنا وهبوب رياح الدمار ننزع الإستسلام من قلوبنا ونؤمن أنه بإمكاننا التغلب على كل شيء واي شيء.. ربما ضعفنا في لحظة ما يكون هو نقطة بدايتنا من جديد . ...........الفصل الأول.......... نعيش يومنا ولا نعلم ماذا سيحل بينا في اليوم التالي ..بل لا نعلم كيف سينتهي يومنا هذا؟ولكن بالطبع نؤن ان هناك منهج حياتي لكل منا ...فنحن نعيش وفق لقدر مكتوب لكل شخص على حدا بالطبع هناك أشخاص تتأثر ببعضها وهذا لإرتباط أقدارهم ولكن لكل منا نظرة خاصة بقدره ..إن آمنا به نستطيع التغلب على آلامه ومجابهة عواصفه. أتى الصباح محملا ببشائر أم نذائر لا نعلم بعد ولكنه يساسر الكون ويأتي في موعده المحدد..وأشرقت الذهبية وإفترشت السماء معلنة للعالم بداية يوم جديد مليء لهم بأحداث واقدار مختلفة.. وأسدلت جدائلها على النوافذ بثقة وكأنها تخبر أصحابها بان الإستغراق في النوم لن يجدي نفعا للهروب من المكتوب..فيتسلل شعاعها ببطيء من داخل النافذة متسللاً لفراش فتاة يبدو من هيئتها أنها في العشرين من عمرها متوسطة الطول والقوام شعرها المموج ببساطة يفترش الوسادة وجهها ليس بالمستدير كثيرا بأنف مستقيمة . تململت في نومتها بضجر وهي تستمع صوت مألوف بالنسبة لها فهو صوت والدتها تصرخ على أخيها الأصغركعادة صباحية، فتحت عيناها السوداء ذات الرموش الطويلة للدرجة التي جعلتها تفكر بقص أطرافها مرة لولا تدخل صديقتها التي منعتها وهي تعنفها بشدة. إبتسمت لتلك الخاطرة التي تداهما كل صباح وهي تحك عيناها رغبة منها بالشعور بالصحوة.. إعتدلت بجلستها ومددت ذراعيها بتكاسل وأخذت تمشط شعرها المتوسط الطول والإنسياب أيضاً بيدها ومن ثم عقصته بشكل عشوائي وهي تتثاءب ثم نهضت بتماطل و**ل. هبت للخروج من حجرتها البسيطة التي تحتوي على الاثاث الأساسي الازم فقط من فراش متوسط الحجم وخزينة الملابس المنقوشة برسمة أنثوية ومرآة صغيرة ومكتب يحتوي على عدة كتب وملفات يبدو أنها مهمة لها من طريقة تنسيقها وأيضا بساط سميك . إرتفعت الأصوات لتتأفف بتذمر وتفتح الباب وتهم بمغادرة الحجرة كليا لتصطدم بجسد أبيها لتصيح بفزع صباح بوجع : أه مش تحاسب يا بابا صبحي: أنا برده إنتي إل خارجة مش شايفة قدامك نظرت لأبيها بشك مرح وهمست بعد ان رأته يلتفت وراؤه _شكلك كده كنت بتهرب يا أبو صباح بادلها والدها مرحها وهو يداعب وجنتها فتتناول يده تقبلها بإحترام وهو يردف _أنا.. أنا عيب يابت الكلام ده .... قال أهرب قال ما إن أنهى جملته إنتفض في مكانه عندما وصله صوت زوجته الغاضب... صبحي _صباح.. قالها أبيها بذعر مصطنع كتمت صباح ضحكاتها بصعوبة وهي تجيبه _نعم يا حج _وصيتك أخوكي يابنتي وإدعيلي. لم تستطع تمالك نفسها أكثر لتتورد خديها من كثرة الضحك، وهى تري والدها يخشي مواجهة والدتها وهي غاضبة حتي إن كان خوفا مصطنعا ولكنه يضفي بهجة بين هذه الأسرة البسيطة وتقدمت لتري ما يحدث بعد رحيل والدها ملبيا النداء وأشارت لأخيها الذي كاد دلوف حجرته بجوار حجرتها _واد يا صابر إيه النظام؟ نظر لها بغيظ وأردف بتذمر _أوف هو إنتي كل يوم تسأليني ما تستني دورك من سكات رفعت يديها لتلكم شقيقها بكتفه في حركة مرح بين الأخويين لتجفل على صوت نسمة والدتها _الساعة كام دلوقتى؟ نظرت لوالدتها بخوف فهي تعلم أنها تحبذ الإستيقاظ مبكرا فخرج حديثها مترددا _ها... تسعةونص إقتريت منها والدتها كمن ينتظر الإنقضاض على فريسته وتحدثت بتوعد خافت _وفي عروسة تصحي متأخر كده!؟ كان دورها الآن لتظهر تذمرها متحدثة _عروسة إيه! هي كلها شبكة وبعد صلاة العشا ياعني لسه بدري. تفحصتها والدتها بمكر وأردفت _ ماشي يالا بقي زي الشاطرة إفطري وبعدين نضفي البيت وجهزيه علشان بليل نظرت لوالدتها بتذمر وعدم تصديق فهي بارعة في إشعال سخطها وتحدثت بتأفف _ لأ أنا عروسة ومينفعش خالص أشتغل في البيت إنهاردة ده حتي حرام يا ماما _لأ ياحبيبتي مش حرام، البيت يبقي فلة عقبال ما أجهز الأكل قالتها وذهبت من أمامها وهي تلوح بيديها وكأنها لم تفعل شيء ذهبت صباح غاضبة وهي تتمتم كلمات تعبر عن إستيائها لتبدأ أعمال التنظيف سريعا دون طعام فهي لم ترد أن تتناول شيء حتي لا تصاب بالغثيان فهذه عادتها تمتنع عن الطعام إذا ما أصابها القلق. وهل يوجد أنسب من هذا اليوم لشعورها بالقلق. تشعر بالخوف وليس بالقلق فقط فهي تخشي القيام بتلك الخطوة ومع هذا الشخص خاصة فالشعور بالتوتر والقلق والهيبة من الخطوات الجديدة بحياتنا ملازم لجميعنا بإخلاف درجات قصوته ولكن ماذا إن وجد شعور بداخلنا يحثنا على عدم السير في هذا الطريق والتوقف قبل الإصطدام ماذا ستفعل ؟ هل هتسير مع التيار أم ستتوقف وتكمل بالطريق في الإتجاه الآخر؟؟؟ .. من يرى توترها ..بل من يستطيع أن يرى من الأساس فهي بارعة في إخفاء داخلها حتى لا تحزن والدتها ووالدها ...ولكن إن إستطاع أحد رؤية داخلها لربما يقول عنها مهوسا أو تفتعل الخوف ولكن لا أحد يعلم خفايا القلوب سوى أصحابها ....هي ترتعب من فكرة إرتباط حياتها بهذا الشخص فهو ابن عمها صحيح ولكنها لا تعلم عنه الكثير فمنذ سنوات طويلة سافر لاستكمال دراسته الهندسية بألمانيا بعد حصوله على منحة من جامعته لتفوقه الدراسي مما اضطر والديه للسفر معه فهم ليس لديهم غيره، وقبل هذا لم تكن تراه كثيرا فلما عاد ليتزوج بها؟ لما هي دونا عن أي فتاه أخري؟ عند النظر من بعيد يبدو كشخص مثاليا .. شابا لربما تهاتفت عليه الفتيات وأخريات تشعر بالسعادة والفوز بجائزة العمر إن تقدم لخطبتها ولكن لما هي تستشعر شيئا غامضا حول طلبه هذا ؟؟ . لم تستطع أن ترفض تماما بعد إصرار والدتها مقنعة إياها بأنها انتهت من دراستها وتعمل أيضا بشهادتها وجميع من حولها من الفتيات وحتى الأصغر سناً تم زواجهم وكأن العمر مقياس ...بل هو بالفعل مقياس بنظرة مجتمعية يسلطها الناس على الفتيات ينظرون ويحللون زواجها من عدمه برؤية سطحية وكأن الفتيات جميعا في سباق للعدو . . لذا اضطرت للموافقة مبدئياً بعد أن وعدها والدها بالوقوف بجانبها ومساندتها مهما كان قرارها بعد تلك الفترة . انتهت من التنظيف لتستمع لقرع الباب فتذهب سريعا لفتحه بإبتسامة وهي تتوقع القادم والتي لم تكن سوي سلمي صديقتها الصدوقة منذ سنوات الدراسةوالتي ما إن رأتها حتى هتفت بمزاح . _شوفتي إزاي جيتلك بدري مش زيك يوم كتب كتابي جاية بعد ما المآذون خلص. دلفت سلمى تلك الفتاة قصير القوام بعض الشيء ليست بالنحيفة ولا الممتلئة ولكن جسدها متناسق بشدة وجهها مستديرا وذات عيون واسعة بلونها البنى الداكن ي**وها حجابها الطويل فوق أحد الفساتين المنقوشة بورود صغيرة. أجابتها صباح بمرح وهي تغلق الباب _يابنتي كنت في المستشفى إتأخرت في النبطشية وبعد ما رجعت البيت أقنعت نسمة بصعوبة تسيبني أجيلك نظرت سلمى لمن تقف خلف صديقتها وبمكر وقالت _تقصدي ياعني إن طنط نسمة مش عاوزاكي تحضري ؟؟! _ طنط إيه الاحترام ده يابت، إسمها نسمة ...نسوم كده ياعني، وبعدين اه دي يابنتي بتكرهك جدا وكمان قايلالي معزمكيش إنهاردة. _بصي يا صباح إنتي صاحبتي وحبيبتي وإنهاردة خطوبتك بس ميمنعش من ملقب حلو كده.. _ياعني إيه!؟ تساءلت صباح بتعجب قبل أن تتوجس خيفية من تلك الإبتسامة التي ظهرت على محيا صديقتها _أنا أقولك يا قلب نسوم نظرت صباح للخلف فزعة فوجدت والدتها تهم لضربها بالحزاء لتهرول صارخة _ يالهوي في عروسة تنضرب بالشبشب يوم خطوبتها؟!! بقى أنا بكرها يابت دي بنت صاحبتي ياعني لو مش هحبها علشان صاحبتك هحبها علشان أمها _حبيبتي يا طنط _بتبعينى يا سلمى ...أأأه صرخت بها بعدما شعرت بألم في كتفها الأيمن نتيجة لتلاقيها فردة الشبشب _والله لأوريكي يا سلمي _إهدى يا صباح عادى ياعنى علقة تفوت ولا حد يموت _دا أنا إل هموتك إستنى عليا _ياختااااى... إلحقونى وقفت نسمة تراقب ابنتها تعدو خلف صديقتها بمرح كالأطفال إلا أن دخلوا حجرة صباح بسعادة ونظرات حنونة ،لتتمتم برجاء _ربنا يهنيكم ويسعدكم دايما يارب ................. في أحد البيوت التي يبدو عليه متوسطة الحال جالسون ثلاثتهم يتناولون طعام الغداء ليتحدث رجل خمسيني سيطر الشيب على رأسه ممتليء الجسد إلى حد ما _جهز نفسك يا سامي على الميعاد مش عاوزين تأخير . _حاضر يا بابا متقلقش نطق بها بهدوء مسفر شاب طويل القامة يمتلك من الوسامة حظا وفيرا _أيوة يا سامي عاوزين كل حاجة تخلص بهدوء ومن غير مشاكل قالتها والدته بعدما إبتلعت ما بجوفها ليتخلى عن هدوئه قليلا مزمجرا بزهق _خلاص يا جماعة ، أنا أصلا جاهز يادوب آذان المغرب هلبس ونروح. _ربنا يتمها على خير إن شاء الله. _يارب يا أبو سامي ..تصدق بالله أنا إتفاجئت إن أخوك وافق بالسرعة دي. _أهي الموافقة دي في صالحنا... ربنا يكملها بالستر. .......... عودة لمنزل صباح داخل غرفتها. _خلاص ..خلاص والله حرمت صرخت بها سلمى المُجثاه فوق الفراش تتلقي الضرب والتعنيف من صديقتها قبل أن تبتعد عنها وترمى بنفسها فوق الفراش هي الأخري . مرت سويعات لم يسمع فيها سوى صوت أنفاسهم اللاهثة . نظرت سلمى لها وبدأت الحديث بروية _مالك؟؟؟ انف*جت شفتي صباح عن إبتسامة لم تصل لعينيها لترد بسخرية من نفسها _ما أنا كويسة أهو _كويسة دي تقوليها لمامتك لباباك لأى حد معدي كده ،إنما أنا صاحبتك ياعنى أعرفك أكتر من نفسك. لحظات سكون شعرت بها الاثنتين إلى أن أفاضت صباح بما داخلها _خايفة يا سلمى .لأ مرعوبة .موضوع سامى ده بيخلى قلبي هيقف كل ما أفكر إني هكمل حياتي مع واحد معرفوش ،صحيح أنا مش من البنات إلا بتتعرف على الشاب وتبنى معاه علاقة في الضلمة تحت مسمى الحب وأكيد كنت مستنية نصيبي يخبط على باب بيتنا بس نصيب واضح ،نصيب ميبقاش كله غموض وحيرة . إعتدلت سلمى في مكانها وتساءلت بعقلانية _طالما قلبك مش مرتاح كده ليه وافقتي من الأول؟؟!! إعتدلت ووقفت لتزفر تنهيدة عميقة تعبر عن مدى ضيقها وأجابت كأنها تحاول إقناع نفسها قبلا بما تقوله _لأني خايفة . وافقت علشان خايفة .أنا عندي دلوقتى سبعة وعشرين سنة ياعنى في قانون الناس القطر بيفوتني وأمي زي كل أم عاوزة تطمن عليا وتفرح بيا .وكمان خفت لتحصل مشاكل وزعل بين بابا وعمى لو رفضت ابنه .وأنا شوفت بعيني سعادته لما أخوه رجع من السفر بعد السنين دي وكمان اطمئنانه لما طلب إيدى لسامى . زفرت أنفاسها بقلة حيلة وأردفت _بس إنتي كده جيتي على نفسك وإنتي إل هتتأذي في الآخر . إرتفعت شفتيها بإبتسامة ساخرة حزينة وإسترسلت بأمل _إل ربنا كاتبه هيكون . يالا ساعدينى علشان أجهز زمانهم على وصول . ............. بداخل إحدى الفلل المصممة لتظهر خارجيا لتشبه القصور القديمة . _يا مصطفي ..يا مصطفى صاحت بها السيدة حكمت صاحبة الخمسة والستون عاما .ليأتي الخادم مهرولا . _أيوة يا هانم .تحت أمرك . _كل ده علشان ترد عليا !! _أنا آسف حضرتك قالها بخوف من عقابها فهي معروف عنها القسوة والشدة ، فآخر من كان يعمل هنا تم طرده من خلالها لتأخره عليها بضع دقائق. _خلاص . ده آخر تنبيه . حضر الأكل بشمهندس أمير زمانه على وصول . _الأكل جهز .ثواني هيكون على السفرة _كويس. _مساء الخير دارت السيدة حمكت بجسدها لتري ابنها البكري أمير ذو الثماني والثلاثون عاما تميز بعيون سوداء وبعض الخصلات البيضاء التي تداخلت في شعره الأ**د الكثيف على إستيحياء نظرت له عدة ثوان ثم أجابته _مساء النور ،إنت فعلا سمحت لصبحى بأجازة إنهاردة . تبسم أمير داخله ساخرا فوالدته يبدوأنها لن تكف عن مراقبته . تنفس بهدوء قبل أن يجيبها _أيوة فيها إيه ؟! _أنا مش قولتلك يا إما تجيب سواق تانى يا إما مافيش أجازات لصبحى . _يا أمي إنهاردة خطوبة بنته ماف...... قاطعت حديثه ساخطة بعصبية _ياعنى إيه ؟! كلامي ميتنفذش علشان هو يجوز بنته . _خلاص يا أمي إل حصل أهو يوم .وبعدين أكيد مش هنقضي الوقت نتكلم عن عم صبحى وبنته .أنا جاي من الشغل تعبان وعاوز أرتاح . أنهى كلامه وتوجه للدرج المؤدى للطابق العلوي ولكنه وقف مرة أخرى عندما تحدثت مرة أخرى _مش هتاكل ؟ _هنزل تانى ،هشوف الولاد وأغير هدومي الأول . ................. علىٰ بُساط الليل ..وانتشرت النجوم في السماء ... والقمر يزين السماء ..اجتمع الأهل والأحباب ضحكات وأصوات تصفيق تنبعث من شقة الأسطى صبحى من الحاضرون وهما يشاهدون ويحيون صابر الذي يؤدى رقصة خاصة به على نغمات الموسيقي الشعبية فرحا بخطوبة شقيقته . لنري العروس التي إرتدت فستانا بسيطة من اللون الوردي ويزين وجهها حجاب بنفس اللون تقتص الإبتسامات مجاملة للمهنئين وتنظر بجانبها بشرود لمن من المفترض سيصبح زوجها وشريك لحياتها مستقبلا. نظرت له بتمعن .حسنا تعترف بداخلها أنه يملك من الوسامة ما يجعله محل لإنتباه الناس له حتى قد يكون أكثر جمالا منها .ولكن لما يقشعر بدنها من إبتسامته ؟؟! لما تشعر بأن وراء تلك الإبتسامة ما يجعلها تخشي ما هو قادم . جلسته الاستقراطية ...نظرته لمن حوله والتي يظهر بها شيء لا تستطيع استنتاجه ....أناقته الشديدة . ما هذا ؟!! أينبغي أن تقلق من هذا !!! يبدو أن خوفها قد سيطر عليها كاملة لكى تخشي وتخاف من بذلته الفاخرة وماركة ساعة يده !! إبتدأت مراسم حفل إرتداء الشبكة .. كاد أن يمسك يدها ولكنها إمتنعت وأخذت منه تلك الأساور الذهبية ووضعتها لنفسها لتشعر وكأنها تطوق رقبتها وليس معصمها ..تبعت تلك الأساور بحلقة ذهبية حول بنصرها الأيمن وتركته يضع خاصته تحت نظرات السخرية المعتلية وجهه ...بدأ الهواء يتقلص من رئتيها ...تنظر للجميع بتيه . تستشف من نظراتهم السعادة.... وأيضا الحسد من بعض الفتيات التي يرون ما لا تراه هي ربما ....كاد أن يغمى عليها إلى أن استمعت لأبيها وهو يطلب منها الوقوف والتوجه إلى سطوح المنزل بصحبة خطيبها أيضا فقد أعدت طاولة عشاء لهما فوق لمنحهم بعضا من الخصوصية ...كادت أن تعترض فهي لا تريد أن يخلو المكان من حولهم أولا لأن هذا لا يصح دينيا وأيضا لأنها رغبت في إنتهاء هذا الليل سريعا ولكن يبدو أن ليس كل ما يتمناه المرء يناله فنظرات والدها المترجية بأن لا ترفض أحثتها على الموافقة رغم أنها رأت نظراته الآسفه أيضا فإستشفت أن هذا الوضع فرض عليه هو أيضا ...في الحقيقة قد إعتراها التعجب عندما طلب والدها هذا الطلب في البداية ولكن بعد نظراته تلك لا تعلم لما وجهت بصرها نحو المدعو بخطيبها لترى نظرة الإنتصار تطل من عينيه وهو ينظر لوالده ويحرك رأسه بإماءة بسيطة ....وهنا إستطاعت أن تتيقن بأن عمها من طلب ذلك الأمر وببساطة بالطبع لقد جاء هذا بعدما رفضت أن يلمس يدها ..لذا أذعنت للأمر وهي تنظر لوالدها محاولة بثه الإطمئنان أنها لن تتضايق منه. . شعرت بالرهبة والرجفة بجسدها وهي صاعدة ولكن أقنعت نفسها أن عليها التحامل وأنه الوقت المناسب لأن تتحدث معه منفردة وتكتشف شخصيته فلم تسنح لها هذه الفرصة قبلا نظرا لضيق الوقت ولرفض عمها هذا قبل إتمام الخطبة معللا بأن يستطيعوا التحدث بحرية أكبر . ................ نعود مرة أخرى لفيلا أمير عزام والذي يعتبر من أكبر مهندسي البلد استثمر بشهادته وثروتهم لتصبح شركة عزام للمقاولات حلم لكل خريجي كلية الهندسة. ندخل تحديدا جناح الصغيرين . أسر وياسين البالغين من العمر الثماني والست سنوات . دخل أمير وتخطى حجرة الجلوس أو لنقل حجرة أل**بهم ولهوهم ثم دلف بتروي لحجرة النوم بعدما لاحظ إنطفاء إضاءتها إلا من نور هادئ تقدم بخطى ثابتة هادئة إلى أن اقترب من فراش طفله الكبير أسر وجلس بجانبه عندما لاحظ حركة جفنيه الدالة على تصنعه النوم وتحدث بمزاح خافت. _نمتوا من غير ما تستنوني. فتح أسر عينيه والحزن ي**وهم وتمتم _كنت عاوز أفضل مع ياسين. نظر أمير بالاتجاه المقابل ليري صغيره مستغرقا في النوم ليقول بصوت هزيل أراده أن يبدو مضحكا _بس يظهر إن ياسين ضحك عليك وقاعد مع الملايكة دلوقتى. لم يضحك حتى لم يبتسم بل امتلأت عينيه بالدموع.. دب الخوف واللهفة بقلب والده ليجذبه لأحضانه متسائلا بقلق _مالك يا حبيبي ؟! فيك إيه ؟ في حاجة بتوجعك ؟ _نفى الصغير برأسه فأبعده ليكن مواجها له وأضاف بحنو يحثه على الحديث _أومال في إيه!؟ شهقات حاول منعها بالقوة إلى أن نجح وأجاب _نانا ضربتني . احتل الغضب قلبه قبل عينيه ولكنه أراد أن يعرف ما حدث ليسأل بإقتضاب _ليه؟! _ياسين كان بيلعب في أوضة الإستقبال ونانا زعقت ليه وأنا قولتلها بلاش تزعق وتسيبه يلعب فضربتني. أغمض عينيه بقوة محاولا السيطرة على غضبه ثم تريث في عدة أنفاس ونظر لولده مرة أخرى وتحدث بإبتسامة _طب إيه رأيك لو بطلت عياط وضحكت هاخدك بكرة إنت وياسين نتغدى بره ونروح الملاهي . _هييييييي نطق بها بفرحة عارمة وإرتمى بحضنه سريعا ثم قبله من جبهته . _ضحكات من قلبه لا تخرج سوى لطفليه ملأت المكان وهو يتحدث كل ده.... حضن وبوسة وضحك خلاص دا أنا أخرجكم عالطول بقي . أه.. أه وإحنا هنبوسك ونحضنك كتير . _ طب يالا يا باشا غمض عينك ونام علشان تبقي مرتاح وتقدر تلعب بكرة براحتك . وبالفعل استجاب له بينما أمير توجه لفراش إبنه الأصغر ومال على رأسه يقبله بحنان أبوي قبل أن يتأكد من تدثيره بالغطاء ويهبط لأسفل فهناك ما يجب قوله لأحدهم. ............... واقفان يستندان على الحائط (السور) يتابعان حركة السير في الشارع البسيط أو لنقل يصطنعون هذا وكلا منهم ينتظر الآخر بأن يتحدث وأيضا يرتب أفكاره .. كان سامي يفكر في سبب تلك الزيجة وبخططه المرتبطة بها ...وبأن لولا أنه يحتاج للإرتباط سريعا ما كان أقدم على تلك الخطوة الآن ومن تلك الفتاه بالتحديد فهي لا تناسب ذوقه.. والحال لديها لم يختلف كثيرا فهي أيضا لولا الضغط عليها من والدتها لما وافقت على تلك الزيجة..أو أقل تقدير كانت أعطت لنفسها وقت أطول لإتخاذ القرار الذي ترتاح له... ويطمئن قلبها تماما.... كانت تركت لذاتها متسعا لمعرفته عن قرب أولا .. . كان الصمت بينهم مريب لهم ومضحكا لمن يراهم فقد يظن أي شخص تقع عيناه عليهم أن الخجل هو المسيطر عليهم وي**وهم في بداية حياتهم وأولى خطواتهم نحو عش الزوجية. دام صمتهم كلا منهم ينتظر الآخر أن يبدأ الحديث ولتكن البداية معه فعندما طال صمتها وفرك يديها من التوتر تحدث قائلا بصوت بدى لها بعيد _عرفت من بابا إنك ممرضة وبتشتغلي في المستشفى إل في أول البلد انتبهت له لتنظر بإتجاهه نظرة خاطفة ثم أعادت نظرها مرة أخري بعد ملاحظتها نظره المسلط عليها وأجابت بهدوء _أيوة .الأول كنت بشتغل في مستشفى تانية بس قدمت طلب انتقال بعد ست شهور وجيت المستشفي دي علشان أقرب وبما إنك بتشتغلي وكمان ممرضة ياعني عادي عندك إن رجل يلمسك أو إيدك تلمسه يبقى ليه الشو إل حصل تحت ده مش عيب ؟؟ . برقت عيناها من فظاظته وإنقبض قلبها بإشمئزاز من حديثه هذا .....فكيف له أن يحادثها بتلك الطريقة؟ وما نبرة الإتهام تلك؟؟ ظلت ساكنة بعض الوقت تستشعر إبتسامة السخرية والتحدي التي يرمقها بها وتحدثت محاولة جلب الهدوء لأنفاسها الثائرة أول حاجة بحكم شغلي لمسي لرجال أجانب عني إضطراري محلل لأن النية هنا العمل وتأدية الواجب المهني ده غير إن بكون لابسة في إيدي قفازات تعتبر حائل محلل وبراعي الحدود الشرعية إل ربنا أمرني بيها زي عدم الإختلاء والكلام في ضرورة وعدم التجاوز. إنما لمسي لإيدك وإحنا مش زوجين ده حرام شرعا لأنك لسه أجنبي عني فمش ذنبي إني براعي ربنا وإنك إضايقت من ده مع إن المفروض إن إلتزامي تشوفه ميزة مش عيب لكن أنا بقولك لو الأمر وصل لفسخ الخطبة هفضل دايما حريصة إني أرضي ربي قال رسول الله صل الله عليه وسلم (من إلتمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن إلتمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) )

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

٢٣ حبيبة ونصف

read
1K
bc

Dark Bitch (Niall FanFiction)

read
1.3K
bc

good boy theory - نظرية الفتى الجيد

read
1K
bc

أسياد العشق.. ج٤.. للكاتبة أية محمد

read
1K
bc

كحل عربي

read
6.7K
bc

Attempt to Drown | محاولة الغرق

read
1K
bc

ابنة العم

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook