الفصل الثاني من رماد من ذهب

1622 Words
"آٓمن بحلمك " " لا تجعل أحدا يسخر من أحلامك وإن بدت لهم أضغاث " الفصل الثاني نظر لها بسخط وغضب ولعن حاجته لإتمام الزواج وإلا كان لقنها درسا لتماديها معه وردها الاذع.. هدأ من نفسه ورسم البرود مرة أخرى على وجهه وتحدث بغرض إغاظتها وإثارة حنقها _ وسمعت كمان إنك كان ممكن تدخلي طب وإنتى إل رفضتي . ابتسمت رغم ما يعتريها من قلق وملل واضح لأعينه ونبوذها من طريقة حديثه المهينة والجادة جدا كأنه يحقق معها .ولكن تلك الذكري تجعلها فخورة بنفسها لتجيبه بشموخ واضح وإعتزاز. _فعلا . وكأنه حصل على ما يرغب بنظراتها تلك فأراد أن يتفنن في التقليل منها ليتساءل بسخرية _ومش شايفة إن ده غباء _غباااء !!!!!!! رددت الكلمة وهى في حالة ذهول من جرأته... لا فهذه وقاحة . ولكنه لم يعتري صدمتها أي أهمية وأضاف مستمتعا بملامح وجهها المصدومة المستنكرة _أيوة غباء لما يبقي فى إيدك تبقي إنسانة ليكي قيمة ومركز وتبقى دكتورة أهلك يفتخروا بيكي وتختاري إنك تكوني مجرد ممرضة ده يبقي الغباء بعينه . مرت دقائق عليها وهى تنظر له في حالة من الصدمة كم أرادت وبشدة صفعه ليكف عن هذا الحديث المهين .لاتعرف أهو مجنون أم ماذا !؟ حقا أهذا أول شيء ُيقال لمن من المفترض أنها ستصبح زوجته عن مكانتها ؟ ألا يجب أن يكن مفترضا به ان يتقبلها لا تطلب أن يفتخر بها ولكن أقل شيء يقدمه لها أن يتقبلها هذا صدمها حقا ولكن ليس أكثر من أنه فعليا وبهذا الكلام يقلل من شأن مهنتها في حد ذاتها تلك المهنة التي تعتبرها من أهم وأسمى المهن بل تعتبرها رسالة .. أخذت شهيق طويل يغلغل داخلها واستطردت _التمريض مش تافه .الممرضين هما إل بيسهروا على راحة الناس .الدكاترة ميقدروش يقوموا بواجبهم من غيرنا .المستشفيات ميبقاش فيها حياة لو إحنا مش فيها .ممكن تلاقي مستشفي عدد الدكاترة فيها قليل بس الممرضين لأ لأن ببساطة إحنا أساس العمل . إحنا بندعم المريض ونزود شجاعته علشان يقاوم..إحنا إلى بنقدر نزرع البسمة على الوشوش المرضى وأهاليهم بيزرعوا ثقتهم فينا عارفين ومتأكدين إن عملنا هو مصلحتهم. التمريض رسالة هدفها أسمى من إن أي حد يقلل منها ..لما درست التمريض درسته لاني مؤمنة بيه وده أهم شيء الإيمان حب عملك وقبله دراستك علشان تقدر تنتج وتنجح فيه.. وبعدين مين قال إن الطب يعلي من قيمتي والتمريض يقلل مني ..العمل مادام شريف والواحد بيشتغل بضمير هو ال بيرفع من قيمة شغله مش العكس.. قيمتي أنا إل بصنعها بنفسي بأخلاقي بسلوكي وبعملي . ده غير إن أهلي يبقوا فخورين بيا لشخصي .. لأخلاقي ال زرعوها فيا وطرحت خير... لسمعتي ال بحافظ عليها وصاينة شرفي وكرامتي...لتفوقي أي كانت مهنتي المهم إني بحكم ضميري وفي الحلال... نظر لها بطرف عينيه قبل أن يبتعد كلياً وهو يتمتم _ كلام إنشا ، بدافعي بيه عن موقف تافه عموما نتكلم فيه بعدين ، دلوقتي خلينا نتعشى وننزل، وبكرة هعزمك على الغدا بره ونبقي نكمل كلامنا. _بره !! _أه . عمرك ما أكلتي بره ولا إيه ؟ لو مش متعودة على كده لازم تتعودي . شعرت بالسخرية المهينة في كلامه ولكنها أجابته بهدوء ع** ما تشعر به _أقصد المفروض إننا مخطوبين مش متجوزين أو حتى مكتوب كتابنا علشان نخرج لوحدنا. _بلاش التقفيلة دي ..وعموما لما قولت لعمى وافق . لم ترد ..لم تجادل ..شاهدته وهو يتجه للطاولة ويجلس عليها وشرع بتناول العشاء وكأنه لم يقل شيء . كادت بالهبوط لمنزلها ولكنها أرادت منحه فرصة فقد يكون لهذا الأسلوب الجديد عليها أثر سلبى لذا تشعر بالضيق . تقدمت بقدمين مرتعشتين للطاولة وجلست وبدأت في تناول الطعام دون الشعور بمذاقه. ................. عودة للفيلا هبط أمير مسرعا والغضب يتآكله فهو يتقبل كل شيء إلا المساس بولديه...أخذ كل درجتين معا ولحظات وكان بداخل حجرة الطعام ليري والدته وإخوته وأساريهم جالسين في انتظاره. وما إن همت والدته في الحديث ليقاطعها برفع سبابته ليمنعها واستطرد بصوت منخفض غاضب _آخر مرة تفكري ترفعي إيدك على واحد فيهم وإلا _أمير ..إنت إتجننت أنا أمك إنت بتهددني _أنا مبهددش أنا بحذر .أنا قولت قبل كده وهقول تانى ولادي خط أحمر للكل إل يفكر يأذيهم بأي شكل ميلومش غير نفسه مفهووووم أنهى كلامه بالضرب بيده فوق الطاولة ورحل فرحيله الآن أفضل من الوقوع في الخطأ والتجاوز في حق والدته .. كما أن رؤيتها أو الوجود معهم الآن في نفس المكان لا يخدمه فيجب عليه أن يهدأ غضبه أولا. _لااااا ده كده كتير . إحترموه وإسمعوا كلامه ...حاضر أمير كبير العيلة ولازم تبقوا تحت طوعه ...حاضر ده أخوكم الكبير ومسؤل عنكم ..حاضر..كل حاجة لازم تبقى تحت إيده هو العقل المدبر الحكيم .....حاضر وفي الآخر ميحترمش حد فينا بالع** يزعق ويهين فينا علشان ولاده .عاجبك كده يا أدهم شايف عمايل أخوك.؟ إبتسم أدهم وتحدث بضيق مصطنع _والله يا شيماء المفروض السؤال ده يتسأل لماما مش هي دائما إل بترفعه علينا ومعتبراه الكل في الكل وكلمته بتمشي علينا كلنا حتى هي ..هي السبب في إهانته لينا لو كل واحد ياخد حقه أو الإدارة تبقى ليا كان الوضع إتغير لكن هي متمسكة بأمير بحجة إنه الكبير رغم الفرق إل بيني وبينه أربع سنين ياعنى مش حاجة وعمري لا هنت حد فيكم ولا صوتي علا عليها زي ما عمل دلوقتي . تبادل الجميع النظرات فيما بينهم بإختلاف فتلك الأم تفكر بكلام إبنها الذي تسلل لها وتفكر هل يجب عليها إعادة حساباتها ولكن هي إختارت أمير لأنها تعلم أنه سيحافظ على الأموال بل سيزيدها وهذا بالفعل ما حدث فهو راجح العقل أمين وصادق.. بينما شيماء تفكر في كلمات أدهم التي تخدم أفكارها فهي سئمت من هذا الوضع .. بينما ترك هشام الأخ الأصغر وزوجته الطاولة بل المكان بأكمله ورحلا معلنين بذلك رفضهم لتلك الكلمات في حق أمير...بينما . ابتسامة أدهم الساخرة أخذت في الإتساع شيءا فشيء وحدث نفسه متمنيا وهو ينظر لوالدته الشاردة _بتساعدني من غير ما تعرف يا أمير وبكرة أبقي أنا الكل في الكل . يوما جديد حاملا آمال وأحلام فهذه طبيعة الإنسان التآمل مهما كان وضعه صعب ..عليه أن يبقى قلبه نابضا راغبا في الغد..فالأمل هو مايعطينا سببا للعيش.. إذا إستسلمنا للخوف الذي يحتل قلوبنا كيف سنواجه الحياه وقبلها كيف سنواجه أنفسنا وأرواحنا .. إستيقظت صباح لإيقاف المنبه بتأفف وتذمرعلى غير عادتها ولكن عدم استطاعتها النوم والأرق الذي أصابها وجلوسها طوال الليل تفكر في هذه الخطبة وأبعادها وهل تسرعت أم لا ؟ وماذا تفعل؟ وما يجب عليها قوله لوالديها جعلها مرهقة ولا تستطع التركيز. كانت قد وعدت نفسها بأن تنسى ذكريات تلك الليلة وهاهي لم يمر سوى ساعات قليلة وعقلها أجبرها على تذكر ما حدث بعد هبوطهم..لقد ظنت ان الأمر إنتهى وأن الليلة مرت ولكن يبدو أن ذلك الخطيب لن يدعها تهنأ بذلك.... عودة لليلة السابقة/ دلفت لمنزلهم وتبعها هو ليجدا أن المنزل قد إختلى من الناس سوى آبائهم وأمهاتهم تقدمت للداخل وبداخلها ألف سؤال وسؤال كانت كالمنومة مغناطيسيا تتقدم من عمها الذي نادها بآلية شديدة تعالي يا صباح ..إقعدي جمبي. نفذت رغبته مضطرة فكيف لها غير ذلك .وما إن جلست حتى وجدت زوجة عمها تتحدث بزهو طبعا يا جماعة إحنا أهل وصباح دي بنتنا إحنا ميهمناش الفرش والكلام ده ياعني إحنا عارفين الظروف وإبني البشمهندس سامي جاهز تقصدي إيه يا أم سامي؟ يا أبو صباح أنا مقصدش حاجة ..أنا بس عاوزة أقول إحنا يهمنا إنهم يستقروا ويتجوزوا بسرعة ونفرح بيهم فلو كان الجهاز هيمنع ده وهياخد وقت فإحنا بنعفيكم منه ولا إيه يا أبو سامي؟ طبعا... طبعا صباح بنتنا ومافيهاش حاجة لو عمها جهزها كانت صباح تستمع لحديثهم وغضبها يزداد تدريجيا خاصة برؤية التكبر والغرور الذي يغلف حديثهم وعندما وقعت عيناها على الجالس يضع قدم فوق الأخري ونظراته مسلطة عليها وكأنه يخبرها بأن مستواها لا يجابهه.. كادت أن ترد ولكن قاطعها كلام والدتها المدافع صباح أبوها موجود والحمد لله ربنا يخليهولها وهو ال هبجهزها ويجيبلها كل طلباتها وإحتياجتها . إحنا مقولناش حاجة يا أم صباح لكن الأصول بتقول المستعجل يشيل. إسمعيني يا أم سامي إنتي وأخويا كويس صباح ست البنات ملكة ال تحتاجه يجيلها لغاية عندها وانا طول ما أنا عايش هتفضل مسؤلة مني لما تبقى تتجوز إبقوا هاتولها إل يعجبكم . نظرت صباح لوالدها بإمتنان ثم لوالدتها التي إستلمت دفة الحديث وإحنا إن شاء الله مش هنقصر في حقها ومن بكرة هنزل أشتريلها جهازها زي كل البنات.. أه طبعا ....ربنا يخليكوا ليها يا ام صباح . ظنت أن الأمر إنتهى عند هذا الحد ولكن بالطبع لن يفت الأمر هكذا دون قول شيء يضايقها.... بس أنا عندي شرط .. شرط!!! نطقت بها صباح بخوت ولكن سمعه الجميع ليبتسم سامي ويتحدث مصطنع النية الطيبة لازم أبقى موجود وصباح بتشتري هدومها وخصوصا هدوم الخروج ما هي أكيد هتشتري هدوم جديدة وأنا بصراحة كنت ناوي أشتريهوملها لكن طالما مصممين تجهزوها أنا ال أختار لبسها على ذوقي...أنا بشتغل في شركة من أهم شركات البلد وليها حفلات ومناسبات لازم وجود الزوجة كنوع من أنواع الإجتماعية ولازم إل تلبسه يكون مناسب للطبقة إل هتبقى موجودة وسطها ده غير إني لما أبدأ المشروع هيبقالي وضعي ومركزي وهبقى معروف وسط الناس فلازم تراعي ده.. كانت تود السكوت ...ولكن لم تستطع منع ذاتها أن ترد مستنكرة حديثه وطالما أنا مشرفكش يا بشمهندس بتخطبني ليه؟؟؟ جاب التوتر المكان خاصة بوالد سامي الذي نهاه بعينيه أن لا يتحدث وإلا سيفسد كل شيء بينما زوجته إستلمت دفة الحديث محاولة إصلاح ما بدر من إبنها قائلة إنتي متعصبة ليه بس يا حبيبتي؟ سامي ميقصدش كلامك ده هو بس مالوش في كلام الشباب الطايش المتزوق هو يقصد يقولك إنه حابب يلبسك على ذوقه ...كل الرجالة كده يا حبيبتي طب ده حتى عمك لسه لغاية دلوقتي بيقولي ألبس إيه وإيه ملبسوش. مش كده يا أبو سامي أنهت حديثها بضحكة أرادت منها تلطيف الجو ونظرات لزوجها ليباشر الحديث وبالطبع لم يخيب ظنها وتحدث مصطنع المزاح طبعا..أمال إيه...ده جزء من الحب . نظرت لهم صباح محاولة السيطرة على غضبها منهم فعلى أي حب يتحدثون؟؟أي منطق هذا الذي يتناوبون على إثباته.؟؟؟ ولكن بالطبع لن تستطع قول شيء حتى لا تحزن والدها فيبدوا أن الإرهاق المصاحب له مؤخرا ظهر جليا على وجهه لذا فضلت السكوت . ظفرت بإرتياح عندما تحدث عمها مودعا لهم ومن ثم رحيلهم لتدلف غرفتها بعد أن إستأذنت من والداها بإقتضاب ملقية تحية المساء سريعا هاربة من أي حديث قد يحدث فهي تحتاج للراحة والهدوء لتستجمع أفكارها وتعود السكينة إلى روحها. الوقت الحالي/ شعرت بشىلام في رشاسها شزشزوجسدها يأن يناشدها أن تعطيه الراحة الازمة ولكن واجب العمل يناديها لذا قررت نفض أي فكر من رأسها والذهاب للقيام بعملها على أكمل وجه كالعادة. ...... .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD