الفصل السابع 7

2725 Words
الفصل السابع / بعنوان الحقد داء دفين إن الإنسان قد يصبح وحشا إذا أتيحت له الفرصة مشبعة بالحقد والكره ؛ فلا يوجد نار أشد من نار الحقد ؛ ولكن علينا أن لا ننحني للحاقد ؛ فلا يطعن فينا سوى من تمنى أن يكن مثلنا ؛ لذا لتستمر في الحياه عليك تجاهل بعض الأحداث وبعض أفعال الأشخاص من حولك في إحدى العمارات السكنية المطلة على نهر النيل . هناك حيث الشقق تشبه في تصميمها فيلا صغيرة من شدة روعة تصميمها وأناقة أثاثها . تحديدا في الشقة رقم سبعة ولنكن أدق بغرفة النوم . نائمة على فراش الزوجية وبجانبها زوجها الذي يتحدث محاولا معرفة كل ما سوف يفيده من أخبار تخدم خططه : _ ها ...ورد عليكى قالك إيه ؟ تناولت ما تبقى من كأس العصير بيدها ثم أجابته : _ لسه ؛ ما إنت عارف أمير بيحسب كل خطوة الأول وأكيد هيفكر كويس قبل ما يشتري أسهمى . _ هو إل **بان يا حبيبتي لأن نصيبه هيزيد ؛ أنا لولا مضايق من بعدك عنى وإني مش بشوفك غير أوقات بسيطة بسبب قعادك هناك مكنتش قولتلك خدى حقك . نظرت له بعدم رضا وتحدثت بعتاب : _ ما يا حبيبى أنا قولتلك أجيب الولاد ونستقر هنا وأنت رفضت ؛ ودايما مصمم إننا نفضل هناك . داعب رأسها بمكر ذكوري يتمتع به ويؤثر به على قلبها دائما وأضاف : _ يا شيمو إفهمي أنا نفسي تفضلي في حضني كده عالطول بس مش عاوز حد يضحك عليكى ؛ إنتى هناك بتعرفي كل كبيرة وصغيرة سواء هما قالولك ولا إنتى بتعرفي بطريقتك الخاصة ؛ والمصاريف بتاعة الولاد فوائد لنصيبك ؛ أوعي تصدقي إنه الفلوس دي مش من حقك ؛ هما بس بيحاولوا يأثروا عليكي لمصلحتهم ؛ علشان كده هناك تقدري تاخدي كل حقوقك لكن لو جيتي هنا حقك وحق ولادك هيضيع . تململت بضيق متحدثة بأمل : _ إمتى بقي أخلص وأستقر هنا وأفضل معاك عالطول ؟ إحتضنها وعلى وجهه إبتسامة خبيثة وأردف : _ قريب إن شاء الله ؛ إنتى بس اعرضي عليه الكلام تانى وقوليله إنه لو مش عاوز نصيبك هتبيعيهم لحد تانى لأدهم مثلا وهو هيخلص كل حاجة بسرعة إنتي عارفة هما بينافسوا بعض إزاي . أماءت له بطاعة وتمتمت : _ حاضر هسمع كلامك وأقوله كده بكرة ؛ بس إحنا هنفضل نتكلم عن أمير والأسهم ولا إيه ؟ شدد من إحتضانها وقال بنبرته اللعوب : _ لأ طبعا يا قمر . أنهى حديثه بنظرة جريئة منه قابلتها بضحكة رنانة . كان جالساً على غير عادته يحتسي فنجانا من القهوة ليتفاجأ بشقيقه بجواره متحدثا بمرح : _ إيه يا كبير مبتشربش قهوة غير لو الموضوع عميق . نظر له ووضع فنجان القهوة من يديه مطالبا إياه بالجلوس : إقعد يا هشام ؛ عاوز أخد رأيك في حاجة كدة نظر له شقيقه محاولا إستنباط ذلك الأمر وتساءل بتوجس : خير يارب ؛ _ قعدت يا أمير باشا بس بالله عليك بلاش تخضنى أو تعكنن عليا أنا أصلى مش ناقص . تعجب من لهجته وسأله بإهتمام : مالك ؛ حصل حاجة معرفهاش مضايقاك ؟_ تن*د بصوت مسموع وأجابه : _ حسناء حامل . مرت بضع ثوان ترجم بهما عقله أو حاول ذلك فقال بدهشة : ودى حاجة تزعلك ؟! أنا مش فاهم . _ حك عيناه بأصابعه بإرهاق بان وتحدث بخوف وقلق : _ أنا خايف عليها يا أمير ؛ هي متعلقة أوى بالحمل ده ولو حصل زي المرتين إل فاتوا مش هتقدر تستحمل وحتى لو الحمل كمل خايف يحصل ليها حاجة ساعة الولادة . تفهم خوفه جيدا ليضغط بيده على كتفه الأيمن كدعم له وأضاف : _ يابنى بلاش تشاؤم ؛ خلى عندك قوة إيمان بالله وأحسن الظن وإن شاء الله خير . وبعدين خايف عليها أقف معاها ؛ خليك جمبها ؛ إدعمها وقويها ؛ هون عليها ؛ الكلمة الحلوة هتفرق معاها جدا في الفترة دي . إحتضن هشام شقيقه متحدثا بإمتنان : ربنا ما يحرمني منك ولا من نصايحك _ بادله أمير الإحتضان ثم إبتعد متحدثا ببعض المرح : _ طب يا خويا اسمع بقي ؛ لأني أنا دلوقتي إل محتاج رأيك . إعتدل هشام في جلسته بعنجهة مازحة وأشار له بالحديث يإستقراطية مازحا : ها ؛ قول مشكلتك وأنا أقولك الحل ؟_ تبسم أمير ثم تحدث بجدية : إيه رأيك أسيب نصيب شيماء لأدهم ؟ _ تهجمت ملامح هشام وإعتدل في جلسته ناظرا بتعجب لشقيقه متسائلا بتوجس : _ إنت بتهزر يا أمير ؟ إنت كده ناوى تضيع كل حاجة . خرجت منه عدة تنهيدات تعبر عن مدى تخبطه ليأخذ ذلك القرار وتحدث بما يفكر به : _ اسمعني أدهم حاسس أو عنده عقدة من ناحيتي ؛ مش متقبل إني أبقي مسؤول عن كل حاجة وهو مجرد مساهم ؛ علشان كده بفكر أخليه شريك بالنص وبكده ثقته في نفسه هتزيد و .. لم يكمل حديثه فوقف هشام مقاطعا إياه : _ يا أمير إل إنت بتتكلم عنه ده كان ينفع لو حد تانى غير أدهم . أدهم أناني وطماع ؛ عاوز كل حاجة لنفسه فاكر إنه لما يملك كل حاجة هيبقي أحسن واحد والأهم يكون أحسن منك إنت ؛ وإنت لو أديتله إل هو عاوزه مش هيهدى بالع** هيطمع أكتر وجحوده هيزيد أدهم عامل زي النار كل ما تاكل كل ما تكبر . حرام تضيع كل حاجة وتضيعنا معاه تفتكر هو هيقدر يحافظ على الشركة ؛ بالع** هو هيكون سبب إنهيارها وإسمك إل بنيته بتعب ومجهود سنين هيختفى مع الأيام . زفر أمير بيأس وتساءل : _ طب وإيه الحل ؟ أنا عاوزه يبطل كره وحقد عليا إحنا إخوات . كفاية بقى تشتت وصراعات ؛ كل واحد فينا عنده ولاد لازم يفكر فيهم وفي مستقبلهم ؛ طب ولادنا دول هيحبوا بعض ويبقوا إيد واحدة في المستقبل ويخافوا على بعض إزاي وإحنا قدامهم مشتتين ومش قادرين نحافظ على ده ؟ أنا تعبت يا هشام سنين بجابه كرهه ليا تفتكر سهل عليا إني أبقى عارف إن أخويا بيكرهني ؟ قولي حل مناسب وينهي الكره والغضب إل جواه من ناحيتي وأنا على أتم الإستعداد على تنفيذه . كاد هشام أن يحدثه عله يهدأ من حزنه قليلا فنبرة الحزن التي ت**و صوته أثرت قلبه فشقيقه الصامد دائما أمامهم جوفه مليء بالصراعات . هم بالحديث متريثا لكن جاؤهم صوت آخر مليء بالغضب : _ أقولك أنا الحل يا أمير بيه . نظر إثنيهم بإتجاه الباب بتفاجؤ ليجدوا أدهم ويبدوا على وجهه الغضب الشديد فأكمل هو سيره بإتجاههم وتحدث بكره : _ الحل إنك تبطل تبان ملاك ؛ الحل إني أخد حقي من غير ما أحس إنك بتتصدق عليا ؛ الحل إنك تعاملني كفرد من العيلة دي زيي زيك وإنى ليا زي ما ليك ياعنى إنت مش أحسن منى علشان تاخد كل حاجة المركز والفلوس وقبلها حب أبوك حتى ماما إل كانت بتحبني ودايما تقولي إني أغلى ولادها عندها ساعة الجد وقفت معاك إنت . أنا مش عارف فيك إيه مميز عنى ؟ ليه دايما الناس تقارني بيك ؟ إنت دايما المحبوب . حتى مروة لما اختارت إختارتك إنت مع إن أبونا طلبها ليا الأول ؛ وانت مسافر ورفضت وتدور السنين وتوافق عليك . صرخ هشام بغضب فهو إستشعر واقع حديثه وخاصة عند ذكر زوجته المتوفاه دون حرج أو تفكير بأصحة ذلك : _ كفاية يا أدهم بلاش كلام أهبل . توقع هشام أن ينساق أدهم لتحذيرات عينيه بأن لا يتمادى أكثر من ذلك ولكن يبدو على عليه أنه عزم على جلد شقيقه دون رأفة ؛ فأكمل حديثه دون الإكتراث لهشام : _ مش كلام أهبل ؛ ولا إنت إيه رأيك يا أمير ؟ روحت وإتجوزتها بس علشان تثبت إنك أحسن مني وإنها فضلتك عليا . شعور بالعجز سيطر عليه ؛ ليس لضعفه وإنما لحبه الشديد لشقيقه ؛ شعر بالقهر لذكر زوجته المتوفاه دون الإهتمام بما سيخالطه من مشاعر وإتهامه بتلك التهمة الشنعاء ؛ فهو إن كان يعلم مسبقا بمشاعر شقيقه إتجاهها وأنه تقدم لخطبتها هل كان سيتقدم هو الآخر ؟ هل كان سيتزوج بفتاه رغب بها شقيقه زوجة له ؟ نظر إليه عاتبا وتحدث : _ أنا مش قادر أتخيل كم الكره إل جواك ليا ده ؛ بس عاوز أسألك سؤال ؛ إنت كنت بتتعامل معاها إزاي ؟ كنت شايفها إزاي ؟ شايف قدامك البنت إل بتحبها ولا مرات أخوك عرضه وشرفه إل واجب عليك حمايته والحفاظ عليه في غيابه . أنا هجاوبك وأريحك مروة الله يرحمها رفضتك علشان سلوكك غير سوى هي بنفسها إل قالتلي كده بعد ما سمعتك وإنت بتسألها ليه وافقت عليا ورفضتك ؛ عارف معنى إني أبقى مآمن على مراتي في بيتي بين إخواتي ؛ مع عيلتي وأتفاجيء بأخويا إل المفروض يبقى سند ليا واقف يسأل مراتي سؤال زي ده من غير ما يراعي حرمة شرف أخوه ؛ هي وقتها قالتلك كل شيء نصيب ومينفعش كلامك ده . بابا لما خطبهالى أنا مكنتش أعرف ؛ ويومها بسبب كلامك عرفت وسألتها قالت إنك إتقدمتلها من سنين بعد ما حاولت توصل ليها بشتى الطرق ومقدرتش وإنها مرضيتش تقولي ظنا منها إنك نسيت طالما إتجوزت وخلفت وولادك ما شاء الله كانوا كبار كفاية يخلوك تنسى أي ماضي ؛ ولأنها خافت يحصل مشاكل مروة وافقت عليا علشان لقت فيا نصها التاني إحنا الإتنين إتجوزنا متأخر لأننا كنا بندور على حاجة ولقيناها في بعض الحب وقبله التفاهم . أما بالنسبة لماما ليه متفكرش إنها وقفت معايا مش تفضيلا منها ليا ولكن علشان ده الأصلح . كان حديثه كالوقود الذي إنصب فوق النار ليصرخ بسخرية : _ الأصلح ..الأصلح ؛ ماشي يا أمير الأيام بينا وهنشوف مين فينا الأصلح يا بشمهندس . أنهى كلامه مرسلا له نظرات الكره والتوعد ثم رحل من أمامه . ليلتفت هشام محدثا أخيه بتساؤل مقر : ده إل بتفكر تسلمه كل حاجة ؟ _ أجابه أمير بحزن وإن**ار فما يتوغل داخله الآن قاسي جدا على روحه : _ كنت ؛ كنت فاهم إنه ضعيف وحبيت أقويه ؛ دلوقتى إكتشفت إنه أضعف بكتير مما تخيلت . ظهرت الحيرة على وجه هشام وتساءل : ياعنى إيه !؟_ أوضح أمير حديثه بحزن : _ أدهم الحقد والكره مالي قلبه يبان إنه معانا وقلبه علينا ؛ بس بعد إل قاله ده أدهم ينطبق عليه كلام ربنا ومن الناس من يعجبك قوله وربنا شاهد انه ألد الخصام تفتكر واحد زيه يبين المحبة وجوة قلبه ضغينة وكره ينفع أسلمله كل حاجة ؟ أماء له بتفهم وتساءل مرة أخرى : _ طب هتعمل إيه معاه ؟ نظر له بقلة حيلة وأردف : _ هحاول معاه مرة وألف ومش هيأس ربنا أمرنا بالحسنى ؛ وهو مهما عمل أخويا وواجب عليا أحميه حتى لو من نفسه . حامت نظرات الفخر من عينيه ولكنه تشدق ب : بس معتقدش إن أدهم هيستجيب . أماء له أمير يقر توقع ذلك وأجابه بإستسلام : _ ساعتها أبقي عملت إل عليا وخلصت ذمتي قدام ربنا . كانت حكمت كعادتها في ذلك الوقت تجلس بالحديقة تحتسي فنجان القهوة الخاصة بها ، كانت تتصفح إحدى المجلات لتجد أسماء واقفة أمامها ويبدو على وجهها أن هناك حديث تريد الإفصاح عنه ، لذا تحدثت وهي تغلق ما بيدا : _ إقعدي يا أسماء . بعد أن إنصاعت لها أكملت : _ خير ؟ إيه الموضوع ؟ كانت تضغط على أصابعها بقوة وأردفت بتوتر : _ بصراحة أنا كنت عاوزة أتكلم معاكي عن أدهم . _ أدهم ! ماله ؟ _ أدهم الفترة دي بقى صعب التعامل معاه . _ ياعني إيه الكلام ده ؟ إنتي مش عارفة تتعاملي مع جوزك إزاي ؟ _ يا ماما أدهم عصبي جدا جدا مبقيتش أعرف أتكلم وأتناقش معاه أبدا ، ده غير السهر كل ليلة ، أنا تقريبا بشوفه في وقت النوم بس ، وكمان ... قاطعتها حكمت مردفة : _ أدهم جوزك وإنتي المفروض تعرفي أنيب طريقة للتفاهم معاه ، ولازم تلتمسيله العذر لأنه بيشتغل وبيتعب وطبيعي إن الشغل ده ياخد من أعصابه ، ولا إنتي فاهمة المستوى إل إنتي عايشة فيه ده سهل ، لأ ده شغل وتعب مناقصات وعروض ، طبيعي يبقى عصبي من كتر المشاكل إل بيواجهها ، لكن إل مش طبيعي إنك تيجي تشتكيلي من عصبيته بدل ما تقدري تعبه وتحاولي تخففي عنه ، زعلانة إنه بيسهر ، إسهري معاه ، ده رجل بيتعب طول اليوم أكيد هيبقى عاوز يغير جو ويجدد نشاطه . _ يا ماما إنتي مش ... _ بس خلاص الكلام إنتهى ، إقعدي كده مع نفسك وفكري إزاي تسعدي جوزك ، حاولي تغيري من نفسك ومن أسلوبك معاه وإنتي تلاقي الحياة بينكم بقت أحسن . شعرت أسماء بغصة مريرة في حلقها ، وقبل أن تنهار أمامها رحلت منتوية الذهاب لغرفتها ، بينما حكمت أكملت ما كانت تفعل . على الجانب الأخر / جالسا في سيارته يلكم الموقد بعنف يحاول أن يفرغ غضبه . تسارع نفسه بقوة وكلما حاول أن يهدئ ذاته عاد الماضي يقتحم عقله . عودة لوقت سابق منذ سنوات عندما كان مازال يدرس في الجامعة / دلف للحديقة ليجد أبيه جالسا يحتسي كوب من الشاي وأمامه يجلس أمير بانت السعادة على وجهه من حديث والده : _ جدع يا أمير دايما رافعلي راسي ومخليني أطمن علي العيلة من بعدي . بادله أمير الحديث بسعادة : ربنا يخليك لينا يا بابا . _ وصل إليهم أدهم ليسترسل والده الحديث : تعالى يا أدهم شوف أخوك . _ إبتلع أدهم غصته المؤلمة وتقدم ليجلس معهم وما إن كاد يجلس على الكرسي لينتفض من صراخ والده به : _ وليك عين تقعد قدامي كمان ؛ إنت إيه يا أخي معدوم الدم . حاول أمير تهدئة والده مردفا بخوف : يا بابا إهدى ؛ إنفعالك غلط علشان الضغط _ نظر إليه وهو يشير بسبابته بإتجاه أدهم وأردف : _ أهدى ! إنت مش شايف عمايله بياخد السنة في سنتين . زود الشغل اليوم إل يروحه يعمل ألف مشكلة . كانت نظرات الخزي والقهر تطل من عينيه لوالده ؛ بينما بينظر لشقيقه بنظرات حقد ؛ بينما أمير يبادله نظرات الشفقة . إستطاع والده جذب إنتباهه مرة أخرى بقوله : _ شوف أخوك طول عمره متفوق ؛ عمره ما تعبني ولا ضيع تعبي عليه ؛ بياخد ربع المصروف ال انت بتاخده ولا إنت فاكر إني مش عارف بالفلوس إل بتاخدها من أمك . شايل معايا الشغل من هو لسه في ثانوي نفسي أعرف مبتتعلمش منه ليه ؟؟ إسمعني كويس لو منجحتش السنة الجاية هتسحب ورقك من الجامعة وهتنزل تشتغل مع بتوع الأمن في الشركة أو حتى مع الساعي ؛ أنا زهقت من تصرفاتك ولازم تتعدل ولو غصب عنك . رحل من أمامهم بغضب وهو يسب ويلعن حب أبيه لشقيقه الأكبر وتفضيله دائما عليه . عودة للوقت الحالي / أدار مفتاح السيارة وإنطلق مسرعا تاركا خلفه غمامة ترابية توازي سواد قلبه . في أحد مراكز التعليم / واقفة هي بين صديقاتها تتحدث بغنج واضح للأعين لتوجه لها صديقتها مديحا قد إعتادت عليه : . بصراحة اللوك ده جنان يا ميرا _ نظرت ميرا لصديقتها بفخر وهى تتمايل بالجيب الأصفر الحريري الذي يصل طوله للركبة وترتدى من فوقه تيشيرت بنص كم من اللون الأبيض مطبوع عليه نقشات باللون الأصفر وأطلقت العنان لخصلات شعرها البنى المموج ؛ وتحدثت بدلال : . ميرسي يا لولو _ تساءلت أخرى بتعجب ساخر . _ بس قوليلى يا ميرا هي بنت عمتك مش شيك زيك ليه ؟ مع إنكم عايشين مع بعض بصي عليها كده . أنهت حديثها وهي تشير في إتجاه شروق بإشمئزاز واضحا على وجهها . _ أدارت ميرا نظرها لشروق لتجدها ترتدى بنطلون من الجينز ومن فوقه بلوزة بأكمام طويلة وقد عصقت شعرها كله وثبتته ؛ شعرت بالتذمر فهي تجلب لها الاشمئزاز وسخرية زميلاتها وخاصة أنها لا تتخلى عن نظارتها التي تخفي تفاصيل وجهها فتحدثت بقلة إهتمام لتصرف النظر عن شروق : سيبكم منها ؛ المهم هنخرج فين إنهاردة ؟_ هلهلت صديقاتها وتحدثت إحداهن بصخب : _ واااو .. أنا افتكرتك مش هتخرجي بعد إل حصل المرة إل فاتت . أطلقت ضحكة رنانة جذبت الأنظار إليها وتحدثت بغرور : _ وأنا ذنبي إيه ؟ هما إل هيموتوا عليا ؛ وبيتخانقوا مع بعض ؛ إنما أنا ولا فارق معايا حد فيهم أصلا . أطلقت إحداهن صوت صافرة من بين شفتيها كالفتيان وتساءلت بمكر : _ يا واد يا جامد ؛ طب مش هتقوليلنا مين شاغل قلبك بقي ؟ . تؤ ..تؤ ..ده سر _ أنهت حديثها بضحكة مدللة يشاركن إياها ظلت الفتيات يتحدثن بمرح فيما بينهن إلا أن تقدمت شروق بإتجاههن محدثة إياها بجديتها المعتادة : ميرا يالا علشان نروح . _ نظرت لها ميرا بزهق وتساءلت : _ ليه ؟ نظرت لها شروق بتعجب وتحدثت مستنكرة : _ هو إيه إل ليه !؟ مافيش دروس في السنتر تانى إنهاردة يبقي هنفضل نعمل إيه ؟ نروح نذاكر أفيد لينا الامتحانات خلاص قربت ودى أهم سنة . حركت ميرا شعرها على جانبي وجهها دلالة على مللها وأردفت : _ يووه يا شروق بلاش تبقي دقيقة أوى كده ؛ ممكن نعمل حاجات كتير ممكن مثلا تخرجي معانا وتغيري جو بدل الكآبة إل معيشانا فيها دي . ضحكت الفتيات على كلماتها اللاذعة لتشعر شروق بالإحراج وتنسحب من بينهم . لتتحدث صديقتها مرة أخرى : _ سيبك منها يا ميرا وتعالى نروح النادي في حفلة لفرقة شباب جنان لسه قدمها ساعة وتبدأ . رأت ميرا من يشير إليها من الداخل لترد بعد تفكير مصطنع : _ لأ يا بنات روحوا إنتوا وأنا هلحق شروق بدل ما تعملي مشاكل في البيت . ليجيبوها معا وهم يهمون للمغادرة : خلاص إنتى حرة . _ رحلت صديقاتها بينما هي إبتسمت بغنج وتقدمت للداخل مرة أخرى .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD