محتجزة بغرفة صغيرة منذ يومان ... فقط تحتوي على فراش صغير يجاوره صندوق خشبي مغلق لم تجرؤ على فتحه .... تلتقط انفاسها بصعوبة بالغة فهاهو فزعها من الاماكن المغلقة قد زاد بعد مرور اول يوم ..... مررت انظارها بالمكان ربما للمرة الالف ...... عادت بأفكارها الى ما حدث منذ يومان بغرفته لتردف بغيظ
روح بغضب : الحيوان
تتذكر هتافه بالحراس فور انتهائها من تهديدها له ليندفعوا جميعاً الى الغرفة و بعدها لم تعي سوى وجودها بهذا المكان و ها قد مر يومان لم ترى فيهم بشراً ... فقط يحرصون على تناولها لوجباتها بإنتظام و تحميمها يومياً
روح بتأفف : نفسي افهم هو حد قالهم انى معفنة
ثم تن*دت بإستسلام و قد نهضت من مكانها متجهة الى نافذة صغيرة لتتأمل ما بالخارج ..... لترى انه قد حل الظلام دون شعورها بالوقت
نفس المشهد السابق ..... عالم اخر و كأنها عادت للماضي ....... ظلت على وضعها ذاك تفكر ... أيمكن حقاً؟؟؟ هل انتقلت لزمن اخر .... لكن كيف ذلك ؟ بل ماذا سيكون مصيرها ان كان امر واقع لا مجرد حلم بغيض
انتصبت بوقفتها فور شعورها بدخول احدهم للغرفة .... التفتت لترى الزائر والذي لم يكن سوى افرو ... تلك الخادمة الصغيرة و التى سبق لها الحديث معها
دلفت الفتاة للداخل بحرص و قد رسمت على فمها ابتسامة متوترة ... تقدمت نحو روح بهدوء لتردف
افرو : عاملة ايه النهاردة ؟؟؟
زوت ما بين حاجبيها لترد بدهشة
روح : انتى بتتكلمى عربي ... لا و مصري كمان
افرو بتساؤل : عربي ؟ مصري؟ يعنى ايه ؟
رمشت للحظات قبل ان تهتف بإستسلام
روح: ممكن اعرف ايه اخرة الوضع اللى انا فيه ده ...... هفضل فى الكابوس ده لحد امتى
افرو بتعجب : كابوس ؟؟؟ انتى بتسمي وضعك ده كابوس
روح بسخرية : لا حلم جميل.......ثم اردفت بغضب ..... كوني انى اصحى فى بلد غريب و زمن غير زمني يبقى اسمه ايه
افرو : بلد غريب ..... يعنى انتى زي ما احنا توقعنا .... انتى من مملكة تانية
روح بسخرية : مملكة ؟؟؟؟ بصي يا شاطرة انا معداش عليا اى مملكة غير مملكة السعودية ... تسمعى عنها
افرو : السعودية ؟؟؟؟؟؟؟؟
ض*بت بكفها على فخذيها لتردف بحزن
روح بوجه باكي : طبعاً مستحيل تسمعى عنها ...... ياربي انا وقعت فى ايه
افرو : انا مش فاهمة انتى متضايقة ليه ... دى اى بنت فى المملكة تتمنى انها تكون فى وضعك
روح : ليه يعنى ؟ حطوتنى مكان الملكة
افرو : لا طبعا بس الكل يتمنى يكون من جواري ولى العهد .. رغم معرفتهم انهم مش هيـ.......
روح بقلق: مش ايه .. انتو اتجننتو و صدقتو نفسكم ...... جواري ايه و هبل ايه ... زمن الجوارى ده انتهى من زمان
افرو متجاهلة حديث روح : انتى غير ...... انتى ولي العهد بنفسه قرر الاحتفاظ بيكي مش كده و بس ده انا جاية بنفسي عشان اجهزك لسموه .... عشان هو طالب يقضى الليلة معاكي
روح بصراخ : نععععععععععم
تقف كالصنم مكانها تحيطها الاسلحة من كل جانب ..... ابتلعت ريقها برعب فى حين لم تتوقف حدقتاها عن الدوران بالمكان بخوف حركة مفاجئة و قد تُقتلع رأسها و تفصل تماماً عن جسدها ........ لحظات مرت كالسنوات حتى سمعت صوته يهتف بقسوة
اندروس بغضب : نزلو الاسلحة ... انتو اتجننتو عشان تتعدو على جارية من جواري ولي العهد
انحنو جميعاً خافضي اسلحتهم ليردف قائدهم مبرراً
القائد : سموك ...... حصل انها اتسلحت بسلاح و كان فى نيتها الدخول للجناح بيه
زوى بين حاجبيه بغضب حين اشهر القائد سكين مطبخ كان ملفوفاً بقطعة من القماش ومن ثم نقل انظاره نحوها ليجدها ترتجف بخوف و بكاء .... تقبض على ثوبها بقوة .... اغمض عيناه للحظات ليفتحها بعد ذلك و يردف بنبرة آمرة
اندروس : انصرفوا
حدقوا ببعضهم البعض قبل ان يمتثلوا لامره بخنوع ليظل كلاهما فقط بالمكان ... تقدم خطوة نحوها لترفع رأسها نحوه بأعين مرتعبة و تعود الى الخلف ..... ظل بمكانه يحدق بها بملامح جامدة ومن ثم امرها بهدوء
اندروس : ورايا
ومن ثم تحرك موليها ظهره نحو باب غرفته فى حين ظلت هى بمكانها ..... توقف هو الاخر ينتظر اتباعها له ليتأفف عند رؤيته لها تقف دون حركة .... عاد نحوها ليمسك بكفها بقوة ساحباً اياها خلفه
دلفا معاً الى الغرفة لتسحب يدها من كفه مبتعدة عنه سريعاً .... ظل على تحديقه بها يكتف ذراعه امام ص*ره ومن ثم فقد تحرك نحو احد الارائك يجلس عليها بهدوء مربتاً على مكان بجانبه داعياً اياها للجلوس لتنظر نحوه بعناد
اندروس : تعالى هنا بدل ما اجيبك بنفسي
رفعت احدى حاجبيها بغيظ لتردف
روح بسخرية : تصدق خوفت
اندروس : و ده اللى المفروض يحصل ... انك تخافي
تحركت نحوه بغيظ تجلس بجانبه ليبتسم بإنتصار فيشعل غيظها مجدداً
اندروس : ممكن افهم كنتى بتفكري فى ايه لما خفيتي سكينة فى هدومك
ظلت على **تها تنظر للامام بغيظ ليمسك ذراعها بقوة ساحباً اياها نحوه
اندروس بغضب : لما أسأل تجاوبي ..... انا مش بكرر كلامي
ابتلعت ريقها بتوتر لتنفض ذراعها من بين يديه هاتفة بشجاعة مصطنعة
روح : كان لازم احمي نفسي
اندروس : تحمي نفسك!!!!! من ايه ؟؟؟
روح ببراءة : منك
اندروس : مني ؟ انا ؟؟؟
اومأت بغيظ لتردف
روح بثورة : كنت فاكرني هستسلم بسهولة ... مستحيل اخليك تلمسني ... على جثتي
حدق بوجهها المحمر غيظاً او خجلاً ربما و حاجبيها المعقودان بشدة ومن ثم انفجر ضحكاً على منظرها ذاك ليردف من بين ضحكاته
اندروس : ففكرتي تحمي نفسك بسكينة مطبخ
عضت شفتيها بغيظ ليكمل هو
اندروس : و بكده تقتليني و ممكن كمان تهربي ... مش كده ... لا خطة ممتازة فعلاً
نظرت نحوه بدهشة ... يضحك؟؟؟ ما المضحك بالامر .. هى ارادت قتله و هو يضحك !!!!!!! ...... كتفت ذراعيها لتردف
روح بحنق : ممكن افهم بتضحك على ايه ؟
توقف عن ضحكاته بصعوبة ليتوجه نحو طاولة كبيرة يلتقط بها امر ما ومن ثم عاد نحوها يمد يده بسكين مشابه لما كانت تحمله
نظرت نحوه بتساؤل ليهتف
اندروس : اتفضلي
روح : اتفضل ايه ؟؟
اندروس : سكينة بديلة ... ثم اكمل بسخرية .... عشان تحمي نفسك
روح بتعجب : حضرتك بتتريق
اندروس : لا انا فعلاً برجعلك اللى اخدوه منك .... لو كان عقلك صورلك انك ممكن تحمي نفسك منى بيها ... فاتفضلي .... حاولى
ومن ثم امسك كفها ليضع به السكين موجهها اياها نحوه .... ارتجف كفها بين يديه ليشد عليها و كرد فعل طبيعي منها سحبت يدها نحوها قبل ان يفاجأها ب بطعن نفسه بقوة
صرخة قوية ص*رت منها فور رؤيتها للسكين تغرس بجسده لتسحب نفسها بقوة من بين يديه و تعود بخطوات مرتجفة الى الخلف .... عيناها مثبتة على جرحه بخوف و رعب ليسحب هو السكين الى خارج جسده ناظراً نحوها بإبتسامة ساخرة رامياً السلاح ارضاً و الذي يفترض امتلاءه بدماءه ... يفترض ... أليس كذلك ... اذاً لما هو نظيفاً تماماً دون قطرة دماء
ارتفعت بأنظارها تتبين ملامحه المتألمة لتصدم تماماً من سخريته الواضحة المرسومة على وجهه ليردف بعدها بصوت غريب
اندروس : هااااا ..... لسة عند رأيك و عايزة تحمي نفسك مني ..... ثم اردف بسخرية ..... بسكين ؟؟؟؟؟؟
...............
يتبع ..........