تن*د بضيق بعد رؤية الذعر و الخوف بعيناها ... و لسبب ما كره رؤية تلك النظرات بها فما جذبه نحوها و جعله يبقي عليها بجانبه هو تحديها و عفويتها السابقة ..... زفر بحنق ليتقدم نحوها فتعود هى الى الخلف ....... نظر نحوها بضيق واضح ليقترب منها مرة اخرى ساحباً اياها نحوه حتى التصقت به تماماً
اندروس : ممكن تهدى شوية ....... تن*د بحنق ليكمل ..... واضح فعلاً انك من مملكة تانية .... و بعيدة
حدقت به دون فهم
اندروس موضحاً : مفيش حد من المملكة هنا ميعرفش بقوة الاسرة المالكة و خلودها
روح : الاسرة المالكة ؟ خلودها؟؟
ذفر بإرتياح لعودة نظراتها الفضولية ... ابتعد عنها قليلاً ليتجه به للجلوس مرة اخرى ومن ثم بدء بالتوضيح
اندروس : ايوة ... الاسرة المالكة .... انا و اخويا الصغير ماركوس و جلالة الملكة و زوجته .... اما بالنسية لخلودنا فده شيء يطول شرحه ...... بس المهم ... انتى من انهى مملكة و من اى طبقة بالظبط ... واضح انك مش جارية او حتى خادمة ........ يمكن اسيرة حرب ؟؟؟
اتسعت حدقتاها دهشة
روح : اسيرة حرب ؟؟؟؟؟ لا طبعاً و بعدين انا مش من اى مملكة هنا و لا من الزمن ده اصلاً ... بص انت مش فاهم ..... ثم اعتدلت بجلستها لتواجهه قائلة ..... انا مش من هنا خالص ... كل الحكاية ان حصل و اغمي عليا و انا فى طريقي للجامعة و بعد ما صحيت لقيت نفسي هنا و الحراس بتوعك حواليا
اندروس بإستفهام : الجامعة ؟؟
روح : يووووه اكيد مش هيعرف ايه الجامعة دى ..... بص انا مش عارفة انا وصلت هنا ازاى و امتى بس اكيد حصل لبس
اندروس : لبس ؟؟؟؟ طب انتى جيتي هنا لوحدك و لا كان معاكى حد .... عيلتك مثلاً
روح بحزن : ماما و بابا ماتو من زمان ... ثم هتفت فجأة ... بس سلمى ... هى سلمى اللى ممكن تساعدنى ثم هتفت بتفكير .... تليفونى .... فين تليفونى
اندروس بغباء : تليفون؟؟؟؟
روح : طبعا مستحيل يعرف ايه هو التليفون ... طبعا لسة موصلهمش ........ ااااااه ياربي ... افتكرى يا روح سبتيه فين ... انا متأكدة انه كان معايا لما كنت رايحة الجامعة
اندروس دون فهم : لو كان معاكى لما جيتي هنا فأكيد هتلاقيه مع الحرس فى المحفوظات
روح بلهفة : تسلملى الدماغ دى ...... ثم و بدون اى تفكير طبعت قبلة امتنان على خده لتردف بسعادة ..... يلا ناديهم بسرعة .... يااااااه اخيراً لقيت مخرج من المصيبة دى ... يلا يلا
ظلت على همساتها تلك فى حين تصنم هو مكانه يعيد التفكير بفعلتها العفوية بتقبيله .... لترتسم ابتسامة خبيثة على محياه فهاهى قد عادت لعبته لتسليته مرة اخرى بعد فترة ركود و سكون مل منها و جعلته يفقد رغبته بتملكها لكن ها هو يعود لشغفه بها و تحمسه لرؤية المزيد من جنونها و تصرفاتها الغير متوقعة ....
لكن يبقى السؤال ... هل كان محق بالاحتفاظ بها بجانبه ام سيكون قراره ذاك هو اكبر خطأ قد يرتكبه بحياته كلها ؟
***********************************************************************************************
نتهى من تدريبه الروتيني على المبارزة و غيرها من نشاطاته اليومية ليختمها بجولة على جواده بحديقة القصر الشاسعة ...... عيناه لم تجرؤ على فقدان اثرها و لو للحظة ... تجلس وحيدة تحدق بالفراغ غير منتبهة لنظراته نحوها .... هو من رفض رفضاً تاماً بعودتها الى غرفتها او مفارقته للحظة .. الامر الذي اثار جلبة بالقصر و جعل جميع من فيه يتساءلون عن سر انجذابه نحوها
لكن هل يدرك هو نفسه سر انجذابه ذاك ... هو اندروس انتخريوس ولى عهد مملكة الاماراندا ... اكبر مملكة بعصرهم ذاك و اكثرها قوة ...... نظراً لاختلاف حاكميها على مر العصور فأسرتهم من الذكور يمتازون بالقوة و الصلابة و الحكمة ... بجانب امر بسيط اخر و هو خلودهم او بمعنى اصح و ادق .. صعوبة موتهم او قتلهم
هذا ما عُرِف عن السلالة الحاكمة .... لكن ما رشح اندروس للحكم دوناً عن اخيه ماركوس بإستثناء كونه الوريث الاكبر هو انه اكثر قوة و خلوداً حيث انه حتى الان لم يصل احدهم لوسيلة لقتله
اخيه نقطة ضعفه النار فى حين والده كان كأى بشري طبيعي يموت ان استطاع احد اصابته بجرح بالغ لكن لم يُخلق من تجرأ او استطاع حتى لمسه لشدة قوته و مهارته بجميع فنون القتال ... اما هو فلم يستطع احدهم معرفة اية نقطة ضعف له حتى انه لا ينزف دماً عند اصابته بجرح .... ابتسم بسخرية فالبعض يحسده على تلك القدرة و القوة و هم لا يدركون بشاعة حالته و صعوبة العيش ككائن لا اصل له ...... حتى انه لا يدرك سبيل للانتحار
استيقظ من افكاره تلك على صهيل جواده و توقفه فجأة ليجدها تقف بتهور امامه بقامتها القصيرة تلك و ملامح الغضب الطفولية مرسومة على وجهها
روح : هفضل قاعدة زي التمثال كده كتير .... على الاقل لو مش عايز تساعدنى فى انى اشوف حل لوضعى فخليني ارجع لاوضتى ارحم من الملل ده
اندروس : لسة برضو على رأيك و انك من زمن تاني ....... متعلمتيش من اخر مرة
روح : لولا حراسك الاغ*ية اللى دمروا موبايلي و حاجاتى الخاصة كان زمانك دلوقتى بتعتذر عن كلامك ده
اندروس بدهشة : اعتذر ؟؟؟؟
ظل على تحديقه بها لثوان حتى وجدته يمد كفه نحوها فى دعوة منه لامتطاء الخيل معه و مرافقته بجولته
نظرت نحوه بتحدي و رفض لتراه ينحني نحوها فجأة و يديه حول خصرها يرفعها لتجلس امامه فى حين كان ردة فعلها هى شهقة عالية اثر حركته تلك
روح بغضب : نزلنى ... انت اتجننت ... تجاهلها لتعيد بصراخ ......قولت نزلنى
اقترب منها ليثبتها بين يديه يهمس بأذنها
اندروس بجدية : اثبتي بدل ما تقعى و تت**ر رقبتك ... و بعدين انا اه بحب عندك و عفويتك لكن مش معنى كده انك تتجاوزي حدودك معايا
روح : انت اللى مستفز
رفع احدى حاجبيه بسخرية
اندروس بغيظ : و انتى ملاك ... مش كده
زمت شفتيها بضيق لتنظر امامها ب**ت و خوف من ركوبها للخيل لاول مرة فى حين ابتسم هو بإستمتاع لاستشعاره ذلك الخوف من رجفة جسدها بين يديه .......اكملا جولتهم تلك حتى خرجا من حدود الجهة الشرقية من القصر الى الجهة الجنوبية حيث يستقر ولي العهد الثاني و اخيه الاصغر ماركوس
توقف بجواده امام بوابة ضخمة ليترجل سريعا ماداً كفه نحوها لتلتقطها هى بذفرة عميقة لتوقفهم اخيراً و انتهاء جولتهم بأمان
............... بمرح : اندروس بنفسه مشرفني فى الجناح بتاعى ........ يا مرحبا
هتف بها ماركوس الاخ الاصغر لاندروس ليحتضنه بود راداً للتحية
اندروس : فى شوية امور محتاجين نتكلم فيها
ماركوس بمرح : أجل اى حاجة دلوقتى لغاية ما تعرفني على رفيقتك
روح بهمس : رفيقتك؟؟؟ جابوها من انهى لغة دي
استيقظت على صوت اندروس يعرفها بشقيقه
اندروس : روح ... ده ولى العهد الثاني ماركوس .... اخويا الصغير .... ماركوس دى روح .... و تبقى جار......... هم بقول "جارية" لتحدجه هى بنظرة مخيفة فيقهقة بسخرية هاتفاً ........... رفيقتي
قلبت عينيها بتململ قبل ان تسمع احد الحراس يبلغه بإستدعاء الملك له .... استأذن سريعاً ليترك كلاهما بمفردهم
تنحنح ماركوس بخفوت
ماركوس : روح مش كده ؟؟
اومأت بلا مبالاة ليكمل
ماركوس بلطف : تحبي تتف*جى على جناحى و جناح جلالة الملك ؟؟
روح : جلالة الملك ؟؟؟ ... هو ده مش جناحك انت بس ؟؟؟
ماركوس بإبتسامة : لا ده جناحى و جناح الملك و زوجته..... والدتي
روح بفضول : و اشمعنى هو فى جناح لوحده
ماركوس : هو ؟ اه قصدك اندورس ..... ده كان اختياره لانه ... ثم انحنى نحوها قليلا ليهمس ...... لانه للاسف مش على وفاق مع والدتي
عقدت حاجبيها بتعجب ليكمل
ماركوس : الملكة المتوجة زوجة الملك حالياً تبقى والدتي .... و جلالته اتجوزها بعد وفاة جلالة الملكة السابقة و والدة اندروس
اومأت بهدوء ليردف هو بحماس
ماركوس بغمزة : جولة فى الجناح ولا ؟؟
لا تعلم لما لكن ابتسامته الواسعة و نبرته المرحة جعلت ابتسامة بلهاء ترتسم على وجهها هى الاخري و تومأ موافقة على تلك الجولة
بعد انتهاء جولتهم المزعومة دلفا معاً الى احدى الغرف الخاصة بإستقبال ضيوف ولي العهد الاصغر و بعد حوار طويل هتف فجأة
ماركوس بإنسجام : قصدك انك من المستقبل ؟؟؟؟؟
تنفست الصعداء لتفهمه لموقفها
روح : بالظبط كده .... و بحاول افهم اى حد اقا**ه الكلام ده لكن مفيش فايدة
ماركوس بتفهم : اكيد مش هيصدقو و حتى لو صدقو مستحيل يقولو ده
روح : مش فاهمة
ماركوس بجدية : انتى لو بتكدبي كان زمان كدبتك اتكشفت بسهولة لانك زي ما قولتى بقالك فترة هنا ... تقريبا سبع ليالي ..... اومأت بتأكيد ليكمل ... يبقى الاحتمال الاكبر للكل انك صادقة ومعنى كده ان ........
روح : معنى كده ايه ؟
ماركوس بتفكير و توجس : ان احتمال يكون للسحر دخل فى الموضوع
روح بدهشة : سحر ؟؟؟
اومأ بجدية قائلاً
ماركوس : ايوة سحر .... واضح انك متعرفيش ان ده اكتر حاجة المملكة كانت مشهورة بيها فى فترة عدت ..... السحر و السحرة .... كانو مُسخرين بشكل كامل لخدمة الحكم و الرعايا ... لكن ظهرت فئة للاسف استخدموها غلط و استخدمو السحر المحرم
روح : السحر المحرم ؟؟؟ قصدك سحر اسود يعنى ؟
ماركوس : و السحر ده مُسخر لخدمة فئة معينة من الناس و غالباً بيستخدم لتدمير اشخاص مهمين او بين الاعداء
روح بضياع : ايوة برضو انا مش فاهمة ... انا ايه علاقتي بكل ده ثم انت .......
روح و قد اندهشت لتصديقه اياها على ع** الاخرين
روح : انت مصدق كلامي ؟؟؟؟
اومأ بتأكيد
ماركوس : اكيد .... طالما انتى قولتى كده
روح : و ليه مفكرتش انى احتمال اكون بكدب او بألف اى كلام و خلاص
ماركوس : لانك جيتي مع اندروس ... و اندروس مش بيحتفظ بأى مخادع او كداب جنبه
روح بدهشة : قصدك انه مصدق كلامي و .......
ماركوس مقاطعاً : انا متأكد من ده
روح : طب ليه ميساعدنيش خصوصاً انه زيك و على علم بحكاية السحر و اكيد خمن ان ممكن يكون له علاقة .... يبقى ليه ميساعدنيش ؟؟؟؟؟
ماركوس بتفكير : السؤال الصح... مش ليه مساعدكيش ........ لكن هل هو عايز يساعدك فعلاً ولا لا !!!!!!!!!!!
................
يتبع..............