تراقبه بشرود واضح .... يأمر هذا و ذاك بكاريزما تليق به هو فقط لا غير ..... هالته الملكية لا ينكرها بشر ...... امره مطاع بلا نقاش او تردد ... قرارات شهد له الجميع بصوابها ..... أيمكن لبشر ان يكون بهذا الكمال ..... تساءلت بحزن غير مفهوم ....لمَ مصيرها يجب ان يكون مرتبط به .... لمَ ؟؟؟؟؟؟
استيقظت من شرودها على صوت مألوف يهتف بها
ماركوس بمرح : القمر شارد فى ايه ؟؟؟
رسمت ابتسامة صغيرة على محياها لتردف بعدها
روح : الجو جميل جداً النهاردة ... يخليك تشرد فى قدرة الخالق
اومأ لها بهدوء و ابتسامة متفهمة لتهربها من سؤاله ... نقل انظاره الى اخيه الذي يعمل بلا راحة و قد ناسبه ذاك التاج و تلك العباءة ... يري والده الراحل بأخيه الاكبر .. يفخر بقوته و صلابته و تمنى ان يكون خير عوناً له بالمستقبل
ماركوس بشرود : المُختار
انتفضت اثر تلك الكلمة المشئمة لتسمع ذات الصوت بداخلها يهتف
" المُختارة "
ماركوس : روح ... روح ... مالك فى ايه ؟؟
نظرت نحوه بقلق بائن
روح : مفيش ... بس قصدك ايه بالمختار ؟
حرك كتفيه بلا مبالاة ليوضح
ماركوس : مش حاجة معينة بس فى نظري اندروس هو المُختار عشان يمسك المملكة بعد والدي ..... و ده بالاجماع
روح : و ليه ميكونش انت ؟؟ ليه هو وانت لا ؟
اتسعت حدقتاه بدهشة ليردف سريعاً
ماركوس : روح .. انتى اتجننتي ... اوعى حد يسمعك بتقولى كده .. الكلام ده مُحرم ... و بعدين انا الاخ الاصغر .. غير ان نقطة ضعفي معلومة للكل .. انما اندروس ... و وجه نظره نحو اخيه يردف بفخر ... اندروس مثال للقوة و تحمل المسئولية ... ده غير ان مش معروف اى وسيلة لأذيته او حتى خدشه بخدش بسيط و ده فضل من الإله
روح بغموض : و لو اتعرفت نقطة ضعفه ... ده يخليكم متساويين فى الفرص ؟؟؟
ماركوس بدهشة : مش بالظبط .... بس ممكن .... ليه بتسألي ؟؟؟
روح بشرود : مجرد فضول
فى جناح الملك
اندروس : روح .... روووووح
استيقظت من شرودها المتكرر بالفترة الاخيرة على صوته يهتف بإسمها لتنظر نحوه فتجده يجلس بجانبها على الفراش يحدق بها بقلق
اندروس : مالك ... شكلك متغيرة ... من وقت ما رجعتي و انتى دايماً شاردة ومش بتكلمي اى حد
روح : انت ليه ملكش اي جواري غيري ؟؟
فاجأته بسؤاله لينظر نحوها بدهشة و تعجب
اندروس : ليه بتسألي ؟؟
ظلت تنظر نحوه تطالبه بإجابة ليتنهد
اندروس : مش بحب العلاقة اللى بتكون تحت مسمى اشباع الرغبة لكن دايماً بتضطر ليها عشان التغذية ..... انتى فاهماني طبعا ..... اومأت بوجع ليكمل .... انا بفضل العلاقة اللى بتنشأ بسبب حبي و رغبتي فى البنت اللى بحبها لكن للاسف مينفعش اتغذي على اللى بحبها و الا هفقدها
حدقت به ببلاهة ليكمل
اندروس : للاسف اى جارية بيتم التغذي عليها بيكون مصيرها الموت ... عشان كده بيتم اختيار الجواري من المسجونات و القتلة
روح بصدمة : و انا ؟؟؟
اجاب سريعا محتضنا اياها بقوة
اندروس : لا .. انتى لا ... ممكن كان فى الاول زيك زي غيرك بس لا .. بعد ما غيبتى عني و حسيت اد ايه افتقدتك و مقدرتش اتحمل غيابك و انا عرفت اني بحبك ...... ايوة بحبك و مستحيل افكر أأذيكي
اقترب نحوها يقبل جبهتها .. يهبط بقبلاته الى عيناها و من ثم انفها الى فمها ليلتقطه بحرفية يقبله بنهم ليفاجأ بها تبادله القبلات على استحياء ... ابتعد للحظات ينظر نحوها بدهشة فلم يخفى عنه محاولاتها الايام الماضية الاقتراب منه و دفعه لحافة الجنون ... لكن كيف و لأي سبب فهو يدرك رفضها السابق للعلاقة و ابتعادها عنه المستمر
اندروس بمرح : واضح ان فى حد هنا اتغير و بقى متطلب جداً
اكتست وجنتيها حمرة الخجل لتهب بعيناها بعيداً ليقهقه هو بسعادة ظناً منه انها تخجل من رغبته بها و ياليت هذا هو السبب
اخذها برفق و حلقا معاً بعالم العشق و الرغبة لتستلقي اخيرا بوجوم بين احضانه و التى ابى اخراجها منها .. يكبلها بين ذراعيه بتملك واضح و عشق لا شك به
اتاه صوتها الرقيق يتساءل بفضول
اندروس : انت ليه مآآ.........
قربها منه اكثر يهمس
اندروس : مأخدتش من دمك ولا نقطة حتى
رفعت نظرها نحوه بتساؤل ليتن*د بتعب
اندروس : السبب فى موت اى حد بنتغذى عليه هو اننا وقتها مش بنقدر نتحكم فى غريزتنا و بيحصل انها يا اما بتموت فى لحظتها او بعد يوم بالكتير .... ده و احنا مش بنحمل ليهم اى مشاعر فما بالك بحبيبتي
روح : بس انت كده هتحتاج لحد غيري عشان آ....
اندروس مقاطعاً : هلاقي حل لده ... اكيد هلاقي حل ... انا مش هقدر أأذيكي ولا هقدر المس اى واحدة غيرك
روح بإعتراض : بس انت ممكن تحاول معايا يمكن تقدر تتحكم فى نفسك وآ........
اندروس بحدة : لا مستحيل ... مستحيل اجازف بحاجة زي كده .... مستحيل فاهمة
اومأت بخوف من غضبه المفاجئ ليشد علي احتضانها مقبلاً اعلى رأسها بقوة لتتن*د بعدها عائدة بأفكارها لذكريات تمنت لو لم تمتلكها من الاساس
فلاش باك
روح بصدمة : انتي بتقولى ايييييه
راشيل : للاسف زي ما سمعتي بالظبط ........ كلها ايام و جلالته يموت ..... ده سر محدش غير السحرة يعرفوه ...... لعنة و حلت على حاكم المملكة من سنين ..... انه يموت بعد توليه الحكم بمدة متتعداش ال 30 ليلة
روح ببكاء : مستحييل مستحيل
راشيل : ده امر لامفر منه للاسف ... جلالته السابق مر بنفس الحالة لكن كان محظوظ اكتر منه
روح : ازاى ؟
راشيل : حصل على دم المختارة
روح : دم المختارة ؟؟
اومأت الاخرى لتردف موضحة
راشيل : مجرد تقديمها كأضحية بيمنح الملك الحياة
روح : ومين المختارة دي ؟؟
راشيل: بنت من زمن تاني ..... زمن بعيد عننا .... فى كل عصر الاله بيبعتها لينا عشان تحمي ملكنا و تمده بالحياة و المقابل بيكون حياتها
باك
************************************************************************
راشيل : ده كان انسب حل
الملكة بغضب : انسب حل ... انتى مجنونة .... مستحيل تقبل بيه ... معنى ده انها بتضحى بحياتها
راشيل : حبها له هو اللى بيحركها مش عقلها ...... حبها مخليها متفكرش
الملكة : مفيش حاجة اسمها حب... ده مجرد وهم
راشيل : بالظبط ... و الوهم خداع ... و الخداع هو اللى هيخدمنا فى خطتنا
الملكة : و الخطوة الجاية ؟؟؟؟
راشيل : بدأت خلاص .... الخبر انتشر فى المملكة كلها ..... المختارة هى روح و دمها هو العلاج
الملكة بتهكم : علاج من غير مرض !!!
راشيل بخبث : مييين قال كده ... الملك هيمرض و مرض شديد كمان ... مرض غير معروف
الملكة بلهفة : هتسحريه
اومأت بخبث لتكمل
راشيل : و ساعتها هتكون روحها هى الحل ...و بكل غباء هتسلمه نفسها من غير ما تعرف ان دمها هو السم و القوة الوحيدة اللى هتقضي عليه
الملكة : و ان رفض دمها ؟؟؟؟
راشيل بخبث : انقلاب الشعب ضده .... ملكنا العظيم بيفضل نفسه و مشاعره على مصلحة الامة و الرعايا .... و ساعتها ....
الملكة بلهفة و طمع : ساعتها ميفضلش غير ماركوس على الساحة .... الملك المتوج ماركوس
اندروس بغضب : تتحركو فوراً و تعرفو مين اللى روج الاشاعات دي ......... اى حد يتكلم فى الموضوع ده او يتناقش فيه يتقبض عليه فوراً و يُعدم .... فاهمين
الحراس : فاهمين جلالتك لكن ......... ايه العمل لو كان الكلام ده صح
جز على اسنانه بغضب ليردف
اندروس : لو كان صح فمكنتش هبقى واقف قدامك سليم و معافى ... ازاى هحتاج علاج بدون اي مرض
نظر الحراس لبعضهم البعض ليومأوا بإقتناع مغادرين المكان ليتن*د هو بتعب و ينهار فوق اريكة ما بأنفاس لاهثة
هو ليس بخير ... يكفى كذب و نكران .... من ي**ع ..... يشعر بنار تكوي جسده بكل لحظة .... تحامل على نفسه مغادراً نحو غرفته ليجدها فى انتظاره بقلق واضح ....... رسم ابتسامة بصعوبة محتضناً اياها بقوة لتتحرك به نحو الفراش و تجعله يستلقي براحة فى حين احتلت هى الطرف الاخر بجانبه
اغمض عيناه لفترة حتى استشعر ملمس بارد على شفتيه .. فتح عيناه ليراها تقبله بحب ليبادلها قبلتها تلك و هكذا بدأت ليلتهم لتنتهي بإنتفاضته كأنما لسعته افعى ... ينظر نحوها بصدمة و قد ادرك فداحة ما فعل ... تباً له فليذهب للجحيم .... لقد شرع بالتغذي عليها و لم يوقفه سوى انينها تحته ... اقترب نحوها بتوجس يحدق بها بقلق
اندروس : روح ... روح انتى كويسة ... سمعانى ؟؟؟؟؟
فتحت عيناها تطالعه بحب
روح : قدرت ... قدرت تتحكم فى نفسك
هز رأسه بغضب و استنكار
اندروس : دي كانت غلطة مستحيل تتكرر ... قربتي مني بسبب كده ... عرفتي انى محتاج و استغليتي ده .... انتى غ*يـ....
روح بقوة مقاطعة : مش غ*ية ..... مش غ*ية ... انا بحبك اندرو ... بحبك
تسمر مكانه و قد اتسعت حدقتاها بصدمة
اندروس : انتى ... انتى قولتى ايه ؟؟
نهضت لتصبح نصف جالسة تكوب وجهه بيدها
روح بدموع : بحبك ... بحبك .. بحبك و مستحيل اقدر اعيش من غيرك .... مقدرش اشوفك بتموت قدامي من غير ما اعمل حاجة
اندروس : شششششش .... مش عايز اسمع اى حاجة غير بحبك ..... انسي اى حاجة تانية دلوقتى
روح : بس .....
اندروس : مش من حقك تبقى انانية و تضحى بنفسك عشان اعيش .... مش هقدر اكمل من غيرك
روح : و انا ... انا مقدرش اعيش فى عالم غريب و انت مش جنبي
اندروس : ده قدر
روح : بس فى حل
اندروس : الاتنين فيهم موتي
روح برجاء : بس .........
اندروس : مفيش بس ... ده قدري و لازم اتقبله .. على الاقل اقدر اعيش معاكي اللى فاضلي من عمري
بدأت بالبكاء ليدخلها بأحضانه و قد التمعت عيناه بدموع ابت الهبوط
اندروس : ده قدرنا سوا و لازم نتحمله ... اوعدك هتبقى فى امان سواء بوجودي او عدمه ... انتى كمان اوعديني ..... لازم تبقى قوية و متضعفيش مهما كان السبب
راشيل بصراخ و غضب: غ*ية ... غ*ية
الملكة : وطي صوتك ..متنسيش انتى موجودة فين ... احنا فى القصر
راشيل : الغ*ية منفذتش المطلوب منها و مشربش دمها
الملكة : يعنى الاحتمال التانى هو اللى هيحصل ... الانقلاب
راشيل : للاسف
الملكة بغضب : كده الموضوع هياخد وقت و المملكة هيبقى فيها فوضي صعب احتواءها بعد كده .... المهمة هتصعب على ماركوس
صدح صوته بالمكان ليهتف بغضب دفين
ماركوس : مش لما يقبل ماركوس الاول بالمهمة دي
التفت كلتاهما نحوه تناظرانه بصدمة و خوف
الملكة : ماركوس ... انت بتعمل ايه هنا
ماركوس بغضب : بشهد على تحالف الملكة الام مع ساحرة ملعونة ضد جلالة الملك
الملكة : ماركوس وطي صوتك ... انت اتجننت
ماركوس : انا هتجنن فعلاً لو منفذتش اللى بفكر فيه اللحظة دي
اتسعت عيناها عند صراخه بالحراس ليردف فور قدومهم
ماركوس : حالا ترافقو الملكة و خادمتها لغرفهم و تساعدوهم بلم كل متعلقاتهم عشان هيسافرو حالاً
الملكة بغضب : ماركوس
ماركوس : للمنطقة الشمالية ...... و هيستقرو فى قصر الضيافة هناك الى الابد
الملكة : ماركوس انت بتقول ايه ... انت اتجننت
ماركوس بنبرة مفهومة لها : اتجننت .... بس مظنش انك تحبي اتجنن اكتر و اخد رأي جلالته فى الموضوع
ابتلعت ريقها بمهانة لتومأ له
الملكة : انا كنت بعمل كل ده عشانك انت .... عشان اجيبلك حقك
ماركوس غضب : عمرى ما طلبت منك حاجة زي دي و عمري ما طمعت فى اللى فى ايد اخويا ... طول الوقت عارف انه الاحق بالحكم و ده مستحيل يتغير
الملكة : انا آ......
ماركوس مقاطعاً بجمود : مع السلامة جلالتك
ومن ثم تحرك مغادراً الغرفة و بداخله نار تتأجج بقوة ... لا يعلم كيف سيكون بإستطاعته النظر بوجه اخيه مرة اخرى لكن سينقذه ... حتماً سيفعل و سيجد حلاً لوضعه ......
لكن للاسف لم يدرك حتى حقيقة الوضع و ان هذا كله ما كان سوى خدعة صدقها الجميع بكون دم روح هو علاجه لا قاتله
..................
يتبع ..........