bc

٢٣ حبيبة ونصف

book_age12+
166
FOLLOW
1K
READ
revenge
dark
contract marriage
family
drama
tragedy
comedy
sweet
bxg
crime
like
intro-logo
Blurb

مَن قال أن جميع الوسيمين طيبون؟ أنتِ مَن أردتِ اللعب؛ لذا ذوقي المواجع يا حُلوة.

- الجانب الكوميدي الدرامي مني: «ندى الشحات».

- الرواية هي الجزء الثاني لرواية «أسد و7 قطط»، ولكنها لا ترتبط بأحداثها، فقط توجد بها بعض الشخصيات بنفس أدوارهم السابقة ولكن بأحداث جديدة.

.....................

الرواية من محض خيالي ولا ترمز للواقع بشيءٍ، وإن وُجِد تشابه بينها وبين روايات أخرى؛ فهذا فقط من وقع الصدفة.لا أقصد بها إهانة لأي شخصيةٍ أو دينٍ أو شعبٍ من المذكورين.

بدأت في السادس من نوڤمبر عام ٢٠١٩.

انتهت في التاسع من يونيو عام ٢٠٢١.

chap-preview
Free preview
|٠| مشهدٌ من الرواية.
«يـلا يا (سعـد) بسرعة الله يُسترك! جهّز الكاميرا قبل ما الضابط يمشي!» صاحت بها فتاةٌ طويلة القامة مشيرةً لشابٍ أطول منها يُمسك بآلة تصويرٍ تليفزيونيةٍ كبيرةٍ تُخفي وجهه بأكمله، ثم عدلت من سُترتها القماشية الوردية وبللت طرف إصبعها بل**نها تمرره على حاجبيها تُمشطهما، أمسكت بمُكبر صوت منقوش باسم قناتها الإخبارية ترفعه لفمها. وبلحظةٍ كانت الابتسامة تشُق وجهها حينما أشار لها سعد المُصور ببدء البث، لتتحدث برسميةٍ: «نحن الآن أمام قسم شرطة المُهندسين بالقاهرة ننقل لكم هذا الحدث التاريخي الكبير، محاطون بعشرينات الفتيات والشباب يتشاجرون مع الضابط (أحمد الشامي)، وكما تسمعون عبر البث فالضوضاء عالية، ومش حاسة بودني والله.» فركت أذنها بسبابتها اليمنى بألمٍ تشير للمصور بالاقتراب أكثر من باب القسم، حيث يقف ضابطٌ متوسط الطول وسيم الملامح يرتدي زي الشرطة ويخفي عينيه بنظارةٍ سوداء كبيرة، يتجاهل هذا التجمهر حوله وصراخ الفتيات والشباب المجتمعين وينظر لفتاةٍ قصيرةٍ بجانبه تبكي بشهقاتٍ عاليةٍ. وكل ما فعله أنه زاد بكاءها بصراخه العالي فيها مُرافقًا لتجهُّم ملامحه: «دا أنتِ ليلة أهلك سودة! بتخونيني يا (نادية)؟ بتخونيني مع واحد عينه خضرا؟ قُدامي على البيت!» شهقت تلك الفتاة مستنشقةً ماء أنفها بصوتٍ عالٍ تُخفِض نظرها للأرض قائلةً بخفوتٍ: «والله يا (أحمد) هو اللي استغل طيبتي وخدعني، مش بأخونك والله، سامحني سامحني!» اقترب منها أكثر حتى أصبح ص*ره مُلاصقًا لوجهها رغم طوله المتوسط، ولكنها كانت قصيرةً أمامه، فعضّ شفته السفلى يسألها بنبرةٍ منخفضةٍ تحمل من الحِدة ما جعلها تحاول التراجع للخلف: «يفرق عني إيه الواد دا؟ عيني خضرا زيه. أينعم هو أطول مني بس دا حُكم ربنا، أينعم عضلاته أقوى مني بس دا حُكم ربنا بردو، أينعم هو مُز أكتر مني بس دا حُكم ربنا بردو.. يفرق عني إيه؟ رُدي عليا بدل ما أسلخ جلدك وأعمل منه شُنط وأحذية وأبيعها بسعر رخيص كمان!» أغمضت عينيها بسرعةٍ جافلةً من صراخه بالأخيرة، وبدأتْ تتراجع للخلف خطوتين، ثم ما لبثتْ أن أطلقت العنان لساقيها تركض بأقصى سرعتها، والآخر ينظر لها بصدمةٍ خفيفةٍ. وما إن استعاد تركيزه حتى قبض على يده بغلٍ يركض خلفها مسرعًا صارخًا بغضبٍ: «وربنا ما هاسيبك يا هبلة يا بنت الهبلة! ضيعتِ ثروتي كلها منك لله يا خاينة!» استمر في الركض والصراخ في الساحة الواسعة أمام القسم وسط التجمهُر حتى اصطدم بفتاةٍ قصيرةٍ أيضًا لتسقط هي أرضًا كـرد فعلٍ، فتجاهلها يكمل الصراخ والركض، بينما نظرت هي له يركض بغضبٍ لتنهض عن الأرض نافضةً ثيابها الأنيقة. فنظرت لشابٍ متوسط الطول رياضي الجسم يقف أمامها ويمنحها ظهره، تحركت تقف بجانبه لتجد نظره مرتكزًا على فتاةٍ تقف بالقرب منهما وتتشاجر مع شابٍ آخر أمامها، تابعت عيناه حتى رأتهما على م***ة تلك الفتاة المنحوتة خلف سروالٍ چينز أضيق ما يكون. فعضت شفتها السفلى بغيظٍ تض*به في كتفه بقبضتها صارخةً بأعلى صوتها بملامح تنينٍ غاضبٍ: «(صــــلااااااح)! بتبُص على إيه يا كتلة الانحراف؟ ركّز معايا هنا!» اتسعت عيناه للحظةٍ مصدومًا من صراخها وملامحها المميتة، ثم التفت ناظرًا لها يرسم أوسع ابتسامةٍ على شفتيه يرمش مجيبًا ببراءة: «مركِز معاكِ يا (إسراء) يا عُمري أهههه.» «مركِز معايا ولا مع الـ.. مع الـ.. مع البنت اللي هناك دي؟ طلقني يا صلاح طلقني مش عايزة أعيش مع واحد م***ف زيك تاني!» صرخت بالأخيرة بعدما كانت تجيبه بارتباكٍ وغيظٍ ضاربةً ص*ره بقبضتها بقوةٍ، مما جعله يسعُل متراجعًا للخلف، ولكنه اقترب منها فجأةً يمسك بكتفيها، ثم هزها بغيظٍ يهتف من بين أسنانه حانقًا: «لاء بأقول لك إيه؟ بروح أمك كدا أنتِ الغلطانة أصلًا وبعدين تطلبي الطلاق؟ أنا ساكت من البداية علشان بحبك، لكن تخونيني مع واحد عينه خضرا وتيجي تطلبي الطلاق يبقا ستوب يا أختي وهاتاخدي بالكوتشي على دماغك!» رمقته بنظراتٍ مصدومةٍ تبدلت للغضب بلحظاتٍ، فأبعدت يديه عن كتفيها تدفع ص*ره بقوةٍ صارخةً وهي تهم بالابتعاد عنه سيرًا بسرعةٍ: «وربنا لأرفع عليك قضية خُلع وأنفخك في المحاكم يا ابن محسن! ومحكمة الأسرة دايمًا مع الست يا كلب.» استمرت بالسير بسرعةٍ مبتعدةً عنه، فنظر لظهرها بغضبٍ وأسرع خلفها مناديًا باسمها، حتى خرجا من بوابة القسم يمران بجانب سيارةٍ سوداء من نوع چيب عالية العجلات، يقف أمامها رجلٌ يبدو بالستينات من عمره أبيض الشعر طويل القامة يحتضن فتاةً قصيرةً تبكي متشبثةً بقميصه. فاستنشقت الفتاة ماء أنفها ومسحت أنفها بقميص الرجل تنتحب ببكاءٍ: «شوفت ابنك الهندي بيصرّخ فيا إزاي يا عمو الوزير؟ شوفت!» ربت الرجل على ظهر الفتاة بحنانٍ يواسيها، ثم وجه نظره للأمام لابنه الواقف أمامه ينظر لوالده وللفتاة بصدمةٍ ليمد كفيه يقفز في مكانه صارخًا بانفعالٍ: «أنت بتواسيها وأنا المظلوم؟ دي خاينة يا بابا بعد ما اتجوزتها وهي حامل من واحد اغتصبها وانتشلتها من العار بتخونني مع واحد عينه خضرا!» رمقه والده بنظرةٍ غاضبةٍ عندما ازداد بكاء الفتاة ليصرخ في ابنه بضيقٍ: «اخرس خالص يا (وليد)! أنت مش متربي وأنا ما عرفتش أربيك أصلًا علشان تقول على مراتك كدا، ما فيش ست بتخون، الرجالة هما الخاينين دايمًا.» ابتعدت الفتاة عن عناق الوزير تمسح دموعها بطرفي كُميّ قميصها الأصفر، ثم نظرت لزوجها وليد بشماتةٍ، ثم مدت له ل**نها ليعضّ شفته السفلى بحنقٍ صارخًا في والده: «شوفت (أمينة) بتغيظني إزاي؟ يا بابا لاحظ إنك راجل من الرجالة اللي بتخون دي، وبعدين ما فيش ست بتخون إزاي وأمي خانتك وخلعتك قبل ما تهرب على المغرب؟ ها؟ رُد عليا!» «أمك مش ست يا أهبل!» صرخ فيه والده في المقابل، وقبل أن يتلقى رد فعلٍ من ابنه سمع شهقةً نسائيةً من خلفه، ثم تلقى ض*بةً على ظهره كاد يتقيأ أحشاءه بعدها، ليسمع صراخ امرأةٍ خمسينية من خلفه تسُبه بأفظع الألفاظ: «إوا؟ إشنو تكول؟ أنا مش ست يا و*ـخ يا حقير؟ أنت الـ مش راجل ولا عندك ذرة رجولة أصلًا يا ***..» اقترب وليد من أمينة وكتم أذنيها لكي لا تسمع سِبابة والدته الأخيرة، فدفعته الأخرى في ص*ره بقوةٍ تبعده عنها تهتف بحقدٍ وهي تلتفت لتركض تجاه شابٍ آخر يقف أمام سيارة سوداء بالقرب منهم-: «ابعد عني ما تلمسنيش! هندي حقير زبالة وحش، طلقني مش هاعيش معاك تاني، أنا رايحة لأبيه (صالح)..طلقنااي!» استمرت بالصراخ بالأخيرة طالبةً الطلاق تركض تجاه ذلك المدعو صالح وزوجها يركض خلفها والخوف يسيطر على ملامحه ليصرخ بالمقابل: «لا يا أمينة وحياة عيالك أبيهك صالح لاء!» وصلت أمينة لصالح الواقف أمام سيارته السوداء يستند على بابها الأمامي بظهره وبين شفتيه سيجارةٌ ينفث فيها غضبه لا يدخنها فقط، بدت ملامحه مرعبةً لها فاستدارت مبتعدةً عنه تركض عودةً كما جاءت حينما نظر لها بغضبٍ. بينما ألقى صالح سيجارته أرضًا بضيقٍ يدهسها بحذائه الأ**د بغلٍ، ثم التف حول السيارة يفتح صندوقها الخلفي. نظر للفتاة المُحجبة المُمدة بداخل الصندوق والحبال تقيدها من رقبتها حتى كاحليها تلتف حول جسدها كالثعبان. فنظرت له الفتاة بعسليتين تلمعان بالدموع، مما جعله يتن*د بضيقٍ ليزيل اللاصقة عن فمها سامحًا لها بالكلام، وقبل أن تفتح فمها لتتحدث أحنى جذعه العلوي مُقربًا وجهه من وجهها يهمس وأنفاسه تلفح بشرة وجهها كاللهيب: «إوعي تفكّري إن دموعك هاتأثر فيا يا خاينة! على آخر الزمن مراتي أنا العميد (صالح عز الدين) بتخونني مع واحد عينه خضرا؟ دا أنتِ حياتك هاتكون سواد من اللحظة دي يا (حبيبة).» تهديدٌ مباشرٌ، نبرةٌ مُرعبةٌ، وحرارةٌ تنبعث من أنفاسه وقُربِه منها، بالإضافة لملامحه المميتة ونظراته السوداء، كل هذه العوامل تفاعلت معًا لتكون نتائجها إجهاش تلك المدعوة حبيبة بالبكاء بشهقاتٍ عاليةٍ مغمضةً عينيها بخوفٍ. فما كان منه إلا أن تن*د بضيقٍ وأغلق الصندوق ثانيةً تاركًا إياها في الداخل تبكي عاليًا، ثم استدار بكامل جسده ليلمح فتاةً شابةً بزي الشرطة تقف خلفه. دقّق في ملامحها الجميلة بشرودٍ حتى تحمحمت مؤديةً التحية العسكرية له، لتهتف برسميةٍ ضاربةً قدمها اليُسرى بالأرض: «تمام يا فندم! أنا النقيب (مَلاك التُركي) مساعدة الضابط (أحمد الشامي) في البحث عن النصاب الـ عينيه خضرا.» أومأ صالح برأسه بهدوءٍ ليتحدث آمرًا قبل أن يتحرك من أمامها راحلًا تجاه ش*يقته أمينة بملامح غاضبةٍ: «تمام! هاعتمد عليكِ أنتِ والنقيب (ماريا **ـوئيل)، وأي جديد بلغيني بيه.» أدت التحية العسكرية رغم ابتعاده عنها لتلتفت منتويةً الدخول للقسم، ولكنها وقفت متخشبةً ما إن وجدتْ ذلك الطويل قمحي البشرة أمامها، فعضتْ وجنتها من الداخل بغيظٍ تتحرك مبتعدةً عنه، ولكنه أمسك رسغها فجأةً يمنعها قائلًا بغضبٍ يبدو أنه كان يحاول السيطرة عليه: «أنا ساكت ومستني من ساعة ما شوفتك مع الواد أبو عينين خضرا دا، مع إنه نصب عليكِ أنتِ كمان بعد ما مشيتِ وراه زي الهبلة بس أنا مش هاسكت يا (ملاك)!» نفضت يده بعيدًا عن رسغها بغضبٍ سيطر على ملامحها القوية، اقتربتْ منه حتى أصبحت المسافة بينهما خطيرة ورفعت سبابتها اليُسرى أمام وجهه بتحذيرٍ تتحدث بحدةٍ خافتةٍ: «شوف يا (رامي) باشا! أنت بلطجي وعندك ع***ة وأنا ضابط ومن حقي أرميك في السجن بتهمة التعدي عليا، يعني خاف مني أحسن لك!» التفتت تسير بعيدًا عنه ولكنها عادت مستديرةً تنظر له بطرف عينها مشيرةً ليده التي أمسكها بها تردف بخطورةٍ: «وإيدك دي لو لمستني تاني هاخليها توحشك!» ثم أكملت سيرها مبتعدةً عنه ليهز رأسه مبتسمًا بسخريةٍ، حتى تمتم بإعجابٍ قبل أن يستدير راحلًا هو الآخر: «شرسة.. بس بحبها.» كان سيخطو ولكنه تفاجأ بجسدٍ طويلٍ رياضيٍ يرتمي في عناقه لافًا ذراعيه حول ظهره بقوةٍ يهتف بسعادةٍ بجانب أذنه: «(رامي) يا بيبي! وحشتني أوڤر دوز.» رمش الآخر بجفنيه عدة مراتٍ محاولًا امتصاص الصدمة، ولكنه سرعان ما ابتسم حتى بانت ضروسه ليبادل الآخر العناق قائلًا بسعادةٍ: «زعيم (فلاور)! وربنا وحشتني أنت كمان، فينك مختفي من سنتين ومش بتتصل ولا تسأل حتى؟» ابتعد المعني عن رامي ولا زالت الابتسامة تشق وجهه، ليربت على كتف رامي مجيبًا: «كنت مشغول شوية مع زوجاتي التلاتة، عُمري ما نسيتك والله ولا هانساك بس كـ..آآ..» «لاء اركن كدا! زوجاتك التلاتة؟ مش كانت زوجة واحدة واسمها (شهد)؟» قاطعه رامي عاقدًا ما بين حاجبيه، لتزداد ابتسامة الآخر اتساعًا، ثم التفت لليسار يشير لثلاث فتيات واقفات على مقرُبةٍ منه أسفل شجرةٍ على الرصيف أمام القسم ويبدو من أصواتهن العالية أنهن يتشاجرن، ف*نهد بهدوءٍ يجيب جميع تساؤلات رامي: «أها اتجوزت (شهد) قبل ما أسيب الع***ة بتاعتي تحت قيادتك واستقريت معاها، بس عمي مات وكان عنده بنت مُزة اسمها (حبيبة)، قولت أتجوزها هي كمان وأ**ب فيها ثواب وأستغل مزازتها، وبعدين قابلت بنت تالتة اسمها (إنچي)، بس إيه! ملاك رحمة.. طيبة جدًا وقمورة جدًا جدًا، حبيتها واتجوزتها هي كمان، بس التلاتة خانوني مع واحد عينه خضرا ههههخ.» رمش رامي ناظرًا لزعيم الع***ة السابق ورئيسه ذي الأفعال الطفولية بتعجبٍ من كلماته، حتى ابتسم فلاور ناظرًا تجاه الفتيات الثلاث مجددًا يلوّح لهنّ بكفه يناديهن بحماسٍ: «يا بنات! تعالوا هنا أعرفكم على صديقي الصدوق!» لم ينتظر كثيرًا حتى وجد الفتيات الثلاث يركضن تجاهه بأقصى سرعاتهن، فتمسكت إحداهن بذراعه الأيمن، والأخرى تأبطت ذراعه الأيسر، والثالثة وقفت تنظر للفتاتين بحقدٍ مكتفةً ذراعيها على ص*رها. فقهقه زوجهن بخفةٍ لينظر لرامي مشيرًا للفتاة التي تتأبط ذراعه الأيسر مرتديةً حجابًا وفستانًا طويلًا حتى كاحليها يقول: «دي (حبيبة) بنت عمي وزوجتي التانية المُزة.» ثم أشار للفتاة القصيرة ذات الشعر الأ**د الطويل على يمينه مُردفًا: «ودي طبعًا (شهد) حب عُمري وزوجتي الأولى.» ثم نظر للأمام وأشار للفتاة الثالثة أمامه ذات الشعر البني الطويل والملاحم الرقيقة الهادئة يُكمل: «ودي بقا كائن الكياتة، (إنچي) القمر زوجتي التالتة.» ابتسمت الفتيات ولوحن لـرامي، فابتسم لهن بالمقابل وهزّ رأسه بسخريةٍ، ثم ربت على كتف الآخر قائلًا بهدوء قبل أن يرحل: «طيب يا زعيمنا السابق ربنا يعينك على ما بلاك بيه، أنا هامشي بقا علشان عندي واحدة عايزة تتربى كدا.» ثم رحل رامي بعدما أومأ له الآخر بابتسامةٍ واسعةٍ، يدخل من بوابة القسم مارًا بجانب فتًى قصير وسيم الملامح يبدو بمراهقته يُمسك بفتاةٍ أخرى قصيرةٍ ملامحها تشابه ملامحه قليلًا ويبدو أنها على وشك فقدان الوعي. فحاول الفتى إمساكها وأحكم ذراعه حول خصرها متحدثًا بتوترٍ: «فوقي يا (باكينام) إوعي يُغمي عليكِ علشان مش هاقدر أشيلك بالله عليكِ!» كان سيبكي متوسلًا بتوترٍ ولكن الأخرى سقطت فجأةً فاقدةً وعيها وكأنه كان يتوسل للهواء، فسقط معها يحمل رأسها على فخذه قبل أن يصطدم بالأرض ناظرًا للتجمهر حوله يصرخ بقلقٍ: «حد يساعدني بالله عليكم! في أي دكتور هنا؟» كانت ملامحه متوترةٌ جدًا يكاد يبكي حتى لمح فتاةً متوسطة الطول تركض ناحيته وخلفها شابٌ طويل يتأفف بضيقٍ. فاقتربت تلك الفتاة من الفتاة المدعوّة باكينام الفاقدة لوعيها، ثم جثت أرضًا تتحدث مع الفتى الذي يحمل رأسها قائلةً بهدوءٍ: «اهدى بس ما تخافش مش هايحصل لها حاجة، هي غِميت ليه؟" ابتلع الفتى ل**به بقلقٍ يجيبها وهو ينظر للفاقدة وعيها بحزنٍ: «المفروض إننا جايين للضابط أخويا المسؤول عن قضية النصاب لإنه نصب على (باكينام) بنت عمي، بس أخويا جرى ورا (نادية) مراته وسابنا، وبنت عمي ضعيفة وغِميت فجأة، ساعديها بالله عليكِ.» نظرت الفتاة للشاب المتضايق خلفها نظرةً خاطفةً، ثم أعادت نظرها للفتى تسأله بقلقٍ: «يعني أنت أخو الضابط (أحمد الشامي)؟» «أها أنا (مصطفى) أخوه الصغير، يلا بس بالله عليكِ شوفي (باكي) مالها! أنا قلقان عليها جدًا لإن قلبها ضعيف.» أجابها متوسلًا بالأخيرة، فنظرت له بشفقةٍ تمسك برأس الفتاة حتى وضعته على فخذها هي، ثم التفتت تنظر للشاب المتضايق قائلةً بقلة حيلةٍ: «أنت واقف ليه يا (رمضان)؟ شيلها ننقلها أي مكان عالي علشان أفوّقها!» رفع المدعو رمضان حاجبه وكتف ذراعيه بعدم رضًا عن تأمرها، ثم تأفف بانزعاجٍ يجيبها: «وليكِ عين كمان تُأمريني يا (روضة) بعد اللي عملتيه دا؟ ما شاء الله يعني النصاب اللي خونتيني معاه نصب على كله، لا ساب كبير ولا صغير حتى.» أشار المدعوّ رمضان للفتاة الفاقدة وعيها بعينه مستهزئًا بالأخيرة، ف*نهدت المدعوة روضة بنفاذ صبر تهتف فيه بانزعاجٍ: «أولًا أنا مظلومة زيي زي باقي البنات الموجودين هنا، بس أنت مش مصدقني ولا عُمرك هاتصدقني في حاجة أقولها، لو مش عايز تساعدنا يا (رمضان) امشي من هنا!» لوحت بكفها في الهواء بضيقٍ، فرمقها الآخر بنظرةٍ ساخطةٍ واستدار تاركًا إياها ليرحل تجاه سيارته المصفوفة بجانب الرصيف أمام القسم، فوجد زميلًا له بالنادي حيث يلعب كرة القدم ينزل من سيارته هو الآخر وخلفه فتاةٌ جميلة الملامح ب*عرٍ أشقر طويلٍ تتحرك خلفه بضيقٍ. فأمسكت تلك الفتاة الجميلة بكتف زميل رمضان لتجبره على النظر لها صارخةً فيه بانفعالٍ: «اقف يا (عمرو) مكانك واسمعني! طول الطريق للقسم وإحنا بنتخانق ومش راضي تسمعني، دا مش أسلوب دا!» نظر لها المدعو عمرو بغضبٍ، ثم كَشّر عن أنيابه بسخطٍ يبادلها الصراخ بأعلى: «أنتِ تخرسي خالص يا خاينة! بعد ٣ سنين جواز تخونيني مع واحد عينه خضرا؟ دا ابننا لسه ما كملش ٣ سنين يا خاينة! بتخونيني يا (سلمى)؟ ماشي يا بنت نوفل!» «اسم الله عليك يا أبو الطهارة! ما أنت اتجوزت عليا في السر من نفس الـ٣ سنين بردو! نسيت إسراء؟ نسيت تاكل؟ نسيت تشرب؟ نسيت تنكد عليا؟» انفجرت فيه بأعلى صوتها حتى جذبت أنظار الكثير من الموجودين، فنظر لها زوجها عمرو بصدمةٍ من أسلوبها وصراخها، فتح فمه ليتحدث ولكنه قُوطع بصوت فتاةٍ تشبهه قليلًا ظهرت أمامه فجأةً تنظر لزوجته بانزعاجٍ هاتفةً هي الأخرى: «صوتك يا ست (سلمى) هانم كفاية فضايح أكتر من كدا! يعني تخوني أخويا وليكِ عين تتكلمي وتصرّخي كمان؟» «اسم الله عليكِ يا أم الطهارة! ما أنتِ كمان خاينة، وخيانة أب*ع منها كمان، دا أنتِ خونتيني في شهر عسلنا يا زبالة! خونتيني وإحنا لسه متجوزين من شهر مع واحد عينه خضرا.» قوطعت تلك الفتاة أيضًا من صوت شابٍ متوسط الطول لطيف الملامح ظهر من خلفها، فاستدارت تنظر له بغضبٍ لتجده يطالعها بإزدراءٍ، اقتربت منه تاركةً ش*يقها وزوجته يكملان صراخهما، لتلكز كتفه بسبابتها هاتفةً بغيظٍ: «أنا ما أسمحش ليك يا (عمرو) يا ابن (جمال) تقول عني الكلام دا! أنا مش خاينة هو الـ استغلني زي ما استغل (سلمى) مرات أخويا وباقي البنات الـ هنا دي.» «لا خاينة يا (نيّرة)، خاينة ومش هاسامحك أبدًا.» تمتم بنبرةٍ بدت حزينةً ثم أولاها ظهره والتفت تاركًا إياها متصنمةً بمكانها ليرحل يسير مبتعدًا عن القسم حتى قابل شابًا وسيم الملامح رياضي الجسد يمسك بذراع فتاةٍ قصيرةٍ شقراء البشرة تسير بجانبه وكأنه يقودها. فسقطت دموع تلك الفتاة فجأةً تُبعد ذراع ذلك الشاب عنها قائلةً وهي تسير بحذرٍ تمد كفها أمامها تتحسس الطريق: «ابعد عني يا (محمد)! كفاية كدا! أنا خاينة وما أستحقش طيبتك دي ومساعدتك ليا.» تن*د ذلك المدعو محمد بقلة حيلةٍ يقترب منها ثانيةً، أمسك برسغها الأيمن، وبسط كفه الآخر على ظهرها يقودها للطريق حيث القسم قائلًا بنبرةٍ حزينةٍ: «أنا جوزك يا (چاسمين) وعُمري ما هاسيبك، رغم إنك **رتيني بخيانتك ليا بس أنا بحبك وهافضل أحبك للأبد.» ازدادت دموعها انهمارًا تشد بيدها على كفه الممسك برسغها تستشعر فيه الأمان لتهمس بضعفٍ من بين شهقاتها: «أنا آسفة يا (محمد)، آسفة على كل حاجة عملتها ليك وضايقتك، كفاية إنك متحملني وأنا عامية!» أغمض عينيه يتن*د بعمقٍ يربت بكفه الآخر على ظهرها قائلًا بهدوءٍ: «الحُب مش بالنظر، أنا كمان كُنت أعمى قبل ما أقابلك ونتجوز، بس ابن عمي الله يكرمه ساعدني أعمل عملية وأشوف تاني.» استنشقت ماء أنفها بصوتٍ مسموعٍ ليسندها لكي تصعد الرصيف ما إن اقتربا من القسم ولا زالت تبكي والآخر يحاول تهدئتها، فمرا بجانب فتاةٍ متوسطة الطول ذات شعرٍ أ**د مجعدًا تجعيدًا خفيفًا، تقف عند بوابة القسم وبيدها آلة تصويرٍ صغيرةٍ تلتقط بها صورًا لكل الموجودين بينما تمضغ العلكة باستمتاعٍ. حتى سمعت صوتًا رجوليًا غاضبًا من خلفها: «أنتِ بتعملي إيه يا (ملك)؟ دا وقت تصوير؟ أنتِ مجنونة؟» نفخت الفتاة بالونةً بالعلكة وفرقعتها بفمها حينما التفتت لذلك الشاب خلفها، ربتت على كتفه بقوةٍ تبتسم قائلةً: «هدّي أعصابك بس يا (دُوْلة) وصلي على النبي كدا في نفسك، لو أعصابك تعبت ما حدش هاينفعك.» نظر لها الآخر بغيظٍ يعض شفته السُفلى هاتفًا بحنقٍ: «أهدي أعصابي؟ أنتِ فعلًا مجنونة ومش حاسة باللي عملتيه! أنتِ خونتيني يا (ملك) وإحنا لسه في فترة الخطوبة، أومال لو اتجوزنا هاتعملي إيه؟» «هاخونك خيانة أكبر.» أجابته ببساطةٍ وقهقهت بسخريةٍ على ملامحه المُكفهرة تستدير رافعةً آلة التصوير تُكمل التقاط الصور حتى التقطت صورةً لثلاث فتياتٍ واقفاتٍ أمام باب القسم مباشرةً يتحدثن مع الضابطة المدعوة (ماريا) قوية الملامح. حتى هتفت إحداهن وقد كانت ترتدي نظارةً طبيةً ويبدو عليها التعقُل لتقول: «يا (ماريا) باشا دا مش خدعني أنا وصاحباتي (تسنيم) و (چنى) بس، دا خدع ٢٠ بنت غيرنا، أنا دكتورة ورئيسة مستشفى كمان، وبعد اللي حصل دا كل الموظفين في المستشفى بيبصُولي باحتقار.» ربتت الضابطة ماريا على كتف الفتاة بهدوءٍ تقول برزانةٍ: «اهدي بس يا دكتور (زهور)، أنا هاعمل أكتر من اللي أقدر عليه علشان أقبض على النصاب دا، لإنه نصب عليا أنا كمان.» نظرت لها الطبيبة بصدمةٍ وكادت تتحدث لولا ظهور ذلك الصوت الرجولي خلفها هاتفًا بغضبٍ: «تعالي يا (چنى)!» التفتت الفتيات الثلاث ينظرن لذلك الشاب ذو الملامح القوية وهو يقترب من الفتاة الواقفة بجانب الطبيبة زهور ليمسك بكفها بقوةٍ يضغط عليه، ثم شدها بعنفٍ يقربها منه. فتأوهت الفتاة وبرقت الدموع بعينيها، لتنظر لذلك الشاب هامسةً بخوفٍ: «سيب إيدي يا (أيمن) أنت بتوجعني! سيبني وأنا جاية معاك.» رمقها المدعو أيمن بنظرةٍ حادةٍ يجذبها بقوةٍ أشد حتى كادت تسقط، ولكنها تمالكت نفسها تسير خلفه مرغمةً ودموعها تسبقها، حتى تن*دت صديقتاها والضابطة بيأسٍ. فتحمحمت الضابطة قائلةً بهدوءٍ قبل أن تلتفت وتترك الفتاتين متجهةً لداخل مبنى القسم: «خلاص يا دكتور (زهور)، معايا رقمك وأي حاجة جديدة في القضية هاتصل بيكِ وأقول لك.» أومأت لها الطبيبة ونظرت لصديقتها قائلةً: «وأنا كمان لازم أمشي يا (تسنيم) قبل ما (حسين) يتغابى ويجي لي هنا.» ابتسمت صديقتها ساخرةً تومئ برأسها بهدوءٍ، ف*نهدت الطبيبة ورحلت، لتتحرك الأخرى أيضًا تخرج من باب القسم، فوجدت زوجها واقفًا أمام سيارته مكشوفة السقف بجانب الرصيف وحوله الكثير من الفتيات يلتقطن الصور معه. تن*دت بيأسٍ واتجهت ناحيته تُبعد الفتيات عنه، ثم أمسكت برسغه وسحبته خلفها تفتح باب السيارة الأمامي، دفعته للداخل وأغلقت الباب، ثم احتلت هي مقعد السائق. وما إن انطلقت بالسيارة حتى نظرت لزوجها نظرةً خاطفةً تسأله بانزعاجٍ: «أنت مش هاتبطّل الحركات دي؟ إحنا في إيه ولا إيه؟» ابتسم الآخر ابتسامةً ساحرةً وأخرج فرشاةً للشعر من جيب سرواله، ثم مررها على شعره يمشطه مجيبًا: «يا (تسنيم) يا قلب قلبي، جوزك هو (أحمد الغندور)! عارفة يعني إيه (أحمد الغندور)؟» «ومالك بتقولها بفخر ليه؟ دا اليوتيوبر (محيي ياسر) برقبتك.» قاطعته بضيقٍ ورمقته بنظرةٍ حادةٍ، فابتلع الإهانة على مضضٍ ينشغل بتمشيط شعره، بينما استمرت هي بقيادة السيارة حتى ابتعدت عن القسم بكثيرٍ، لتمر بجانبها سيارةٌ تسير في الاتجاه المعا** لها باتجاه القسم. حتى توقفت تلك السيارة لينزل منها شابٌ طويلٌ بجسد رياضي يبتسم والابتسامة تشق وجهه، ثم فتح باب السيارة الأمامي لفتاةٍ جميلةٍ ب*عرٍ أشقر قصير. نظرت له الفتاة بجمودٍ لثانيةٍ، ثم تن*دت هازةً رأسها بقلة حيلةٍ تتحدث معه: «لا إله إلا الله، أنت مُبتسم ليه يا (مروان) يا حبيبي وإحنا في مُصيبة؟» قهقه الآخر ليهتز كتفيه مع قهقهته للأعلى والأسفل، ثم رمش بجفنيه يجيبها من بين قهقهاته: «وليه مش عايزاني أبقى مُبتسم يا (كاترين) يا روحي؟ دي مُصيبتك أنتِ أنا ما ليش فيها.» «يا رب ارحمني! أنت ع**ط يا مروان؟ أنا مراتك وخونتك مع واحد عينه خضرا ونصب عليا وسرقنا! فاهم يعني إيه مراتك وخونتك؟ مستوعب؟» هتفت فيه تلك الفتاة بصراخٍ وبنفاذ صبرٍ، فانفجر الآخر ضاحكًا يجيبها: «عادي يا (كاترين) يا روحي خونيني براحتك، فداكِ فداكِ المهم تكوني فرحانة.» «آااااه.. قلبي!» صرخت الفتاة واضعةً كفها على ص*رها مكان قلبها، فقهقه الآخر عاليًا حتى سمعا صوتًا شبابيًا مثيرًا قادمًا من خلف كاترين يتحدث معها بجرأةٍ: «سلامة قلبك يا جميل! إنشالله الواد الأهبل اللي بيضحك دا وأنتِ لاء.» ابتسمت كاترين رافعةً حاجبها بإعجابٍ تستدير بكامل جسدها ناظرةً لذلك الشاب الوسيم رياضي الجسم خلفها، بينما توقف زوجها عن الضحك فجأةً يقترب من ذلك الشاب الوسيم ناظرًا له بضيقٍ. نكزه في ص*ره بسبابته يقول بامتعاضٍ: «دور الصياعة والانحراف في الرواية دي لـ(صلاح) أخويا مش لحد تاني، وأنا لا أسمح إن حد ي**ق الدور دا من أخويا حتى لو أنت.» «يخرب بيتك وبيت سنينك السودة عليك وعلى أمك يا (محمد) يا (ف*ج)! أنت سايبني واقفة هنا بأركن العربية وجاي تعا** في البنات؟ دا أنت يومك أ**د ومخطط بخطوط سودة مرسومة بقلم أ**د صنعه واحد أ**د في مصنع أقلام مدهون بالأسود.» تصنم الجميع بأماكنهم بعدما سمعوا صوت تلك الفتاة الحاد الأشبه بصراخ عِرسةٍ صغيرةٍ، حتى التف ذلك الوسيم المدعو (محمد ف*ج) ينظر للفتاة القصيرة خلفه عاضًا شفته بغيظٍ منها، ثم أمسكها من ياقة قميصها من الخلف كاللصوص يقول: «إيه كل السواد الـ أنتِ عايشة فيه دا يا (نورهان)؟ في العِشة يا (نورهان)؟» قهقه مروان من خلفهما بينما رفعت زوجته كاترين كفيها للسماء تناجي ربها بيأسٍ، فزمت تلك المدعوة نورهان شفتيها الصغيرتين بضيقٍ تتململ في قبضته صارخةً وهي تض*ب الهواء بكفيها وتركله بقدميها: «سيبني! سيبني يا (محمد) وإلا هاض*بك!» «تض*بي مين وأنتِ شكل الفار الجربان كدا؟ اهدي علشان أنا اللي عايز أولع فيكِ بعد خيانتك ليا وإحنا لسه مخطوبين من شهرين بس.» نطق بالأخيرة من بين أسنانه يهزها من ثيابها بقوةٍ، حتى قهقه مروان من خلفه، فصرخت كاترين زوجته بضيقٍ تشد شعرها للجانبين تتركهم متجهةً لداخل القسم، حتى اصطدمت بشابٍ وسيم الملامح صابغًا شعره بصبغةٍ شقراء يتخللها بعض الخُصل الخضراء. رمقتْه كاترين بنظرةٍ متعجّبةٍ من مظهره الأوروبيّ وملامحه المصرية، فتخطّاها يتحرّك لداخل مبنى قسم الشرطة باحثًا عن مكتب الضابطة ماريا **وئيل بعينيه حتى وجد اسمها على يافطةٍ بجانب أحد أبواب غُرف القسم العديدة. فطرق باب الغرفة ليأتيه صوت الضابطة من الداخل تسمح له بالدخول، فتح الباب وتقدم للداخل بخطواتٍ ثابتةٍ يضع قبضتيّ يديه في جيبي سرواله الچينز الأماميين ويُطلق صوت صفيرٍ مستمتعٍ من أذنيه. فرفعت الضابطة رأسها من بين كومة الأوراق أمامها تنظر له، وما انفكّت ملامحها أن تحولت للصدمة التامة تنهض عن كرسيها هاتفةً بصدمةٍ: «(ببـ..باسم)! أنت رجعت من فرنسا إمتى؟» «رجعت اليوم الصُبح يا حضرة الضابط، رجعت فورًا وسيبت عرض أزياء مهم لما سمعت إنك خونتيني! ومع مين؟ مع واحد عينه خضرا، وكمان نصب عليكِ.» هتف بالأخيرة بضيقٍ مُقتربًا منها، فأغمضت عينيها لثانيةٍ لتفتحهما مُقتربةً منه، ثم وبلحظةٍ ارتمت في عناقه تدفن وجهها بقميصه النبيذي غير المُزرَر من الأعلى مُظهرًا جزءًا من ص*ره الصلب، فلفت ذراعيها حول ظهره تشد على عناقه تتمتم بنبرةٍ متحشرجةٍ بغُصة بكاءٍ حاولت كبحها: «ما تسيبنيش تاني يا (باسم)! أنا اتبهدلت وأنت بعيد عني!» تن*د الآخر بيأسٍ ولف ذراعيه حول ظهرها يضمها إليه أكثر، عاد من سفره بوقتٍ قياسيٍ بغِية تأنيبها على خيانتها، ولكنه ضَعُف أمامها كما العادة، فأسند ذقنه على كتفها قائلًا بمواساةٍ: «اهدى يا (ماريا) يا حبيبتي، أنا معاكِ خلاص ومش هاسيبك تاني.» هزت رأسها بخفةٍ مومئةً له، ثم ابتعدت عن عناقه بسرعةٍ ما إن سمعت صوت طرقاتٍ على الباب، تحمحمت لتُعدِل من ثيابها الرسمية، ثم سمحت للطارق بالدخول. وما إن فُتِح الباب حتى اتسعت عيناها برهبةٍ ناظرةً لذلك الشاب قوي الملامح بزي الشُرطة الرسمي أمامها، وما لبثت أن ض*بت قدمها بالأرض مؤديةً التحية العسكرية له لتهتف برسميةٍ: «حضرة ال*قيد (حمدي فتحي)! تمام يا فندم!» تقدم اللواء للداخل رافعًا رأسه عاقدًا يديه خلف ظهره حتى وقف أمامها، فنظر للشاب باسم بجانبها نظرة استعلاءٍ، ثم أشاح بنظره ثانيةً لـماريا يقول بجديةٍ: «القضية بقِت خطيرة جدًا يا حضرة النقيب، النصاب دا لازم تلاقيه، مش وحدك اللي ليكِ طار معاه، أنا كمان ليا طار معاه، زي ما خدعك خدع (آية) مراتي، يعني لازم تلاقوه وبأسرع وقت.. مفهوم؟» «تمام يا فندم!» أجابته رافعةً صوتها تؤدي التحية العسكرية، فهز رأسه لها بهدوءٍ واتجه لخارج الغرفة ولخارج القسم بأكمله، حتى مَرّ بجانب فتاةٍ قصيرةٍ جدًا بالكاد طولها يصل لكتفي الشاب الواقف أمامها يتحدث معها بضيقٍ يقول: «اسمعيني كويس يا (رنيم)! أنا خطيبك وابن عمك وما فيش غيري هايخاف عليكِ، لازم تسمعي كلامي وتقدمي شكوى ضد الواد النصاب الـ خدعك دا.» قلبت الأخرى عينيها الواسعتين بعدم اكتراثٍ، ثم أشارت له باللامبالاة بكفها تتركه وترحل متمتمةً: «مش عايزة أقدم شكوى يا (ناصر)، كفاية فضايح لحد كدا، وبعدين أنت مش خطيبي ولا أنا عايزاك.» اتسعت حدقتاه بصدمةٍ وقبض على يده حتى ابيضت سُلاميات أصابعه يتحرك خلفها بسرعةٍ بعدما عبرت بوابة القسم للخارج ليمُر بجانب تلك المراسلة التي ظهرت منذ البداية ولا زالت تحمل مكبر الصوت وأمامها المُصور سعد. لا زالت الابتسامة تشق وجه تلك المُراسلة حتى تشنجت عظام فكها مستمرةً في الحديث بمُكبر الصوت: «ولا زال البحث عن ذلك النَصّاب صاحب العينين الخضراوين والملامح الوسيمة والجسد الرياضي، الذي خدع ثلاثًا وعشرين فتاةً شابةً كُنتُ أنا منهن.. كانت معكم (نورسين عِماد حمدي) مُراسلة قناة (الحقيقة المُرَّة).» .................

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

good boy theory - نظرية الفتى الجيد

read
1K
bc

Dark Bitch (Niall FanFiction)

read
1.3K
bc

أسياد العشق.. ج٤.. للكاتبة أية محمد

read
1K
bc

كحل عربي

read
6.7K
bc

رواية /رماد من ذهب

read
1K
bc

Attempt to Drown | محاولة الغرق

read
1K
bc

ابنة العم

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook