bc

غزل البنات

book_age16+
18
FOLLOW
1K
READ
sensitive
kickass heroine
brave
drama
sweet
brilliant
witty
spiritual
passionate
wild
like
intro-logo
Blurb

بين المساء والليل حيز من مشاعر الحب

تنطلق شعاعاتها لتنير اللحظات فيذهب الظلام ويتبدد السواد

وتصبح عيوننا قناديل في جلساتنا تمحو خوفنا وأحزاننا وتبدلها بالأمان والفرح

لقاؤنا فوق شرفة الزمان هو عربون السكون المقدس نرفع أناملنا معا"نرسم وجوهنا في الهواء ليع**ها النور الخافت ظلال فوق الجدران

ونكتب عبارات العشق ونرسم قلوبا"بأسهم وبدون

ونغزل من أنفاس الليل وشاح أبيض معطر بالورد والزنبق

يغطينا ويكون لنا مركبة في الخيال تنقلنا الى ساحات الأمنيات حيث العشاق يرمونها في بركة الساحرة

وينتظرون أن تحققها لهم فكل حبيب هدفه قلب حبيبه

وكل عاشق يرمي الى قلب معشوقه

وأهل الهوى يقومون بغزوة النور الى حين الشروق .

وليش الشروق للشمس ولكن لوجوه نألفها وتسعدنا بجمالها وحسنها وهيبتها.

امنحني فائض من الحب أعطيك الود على طبق من الماس المشغول بالذهب.

بريق عينيك ولوني الزاهي

يحلون مكان نور الشمس الساطع.

خربشات على جدران الأماني.

لطيفة خالد

chap-preview
Free preview
غزل البنات الحلقة الأولى
تَزَوَّجَتْ مَرْيَمُ مِنْ عُمْرَ هِيَ ابْنَةُ الأُصولِ الشّابَّةِ النّاعِمَةِ الجَميلَةُ اَلْمُتَعَلِّمَةُ وَاَلْمُثَقَّفَةُ والرّائِعَةُ الحُضورُ وَهُوَ الشّابُّ اَلْمُكافِحُ وَحيدُ وَالِدَيْهُ العِصاميُّ صاحِبُ المَواقِفِ الجَيِّدَةِ وَذُو سِعَةٍ فِي الرِّزْقِ وَفِي العِلْمِ . مَرْيَمُ تَعَرَّفَّتْ عَلَى عُمَرَ فِي حَفْلِ خُطُوبَتِهِ .نَعَمْ ! كَانَتْ مِنْ اَلْمَدْعوّاتِ وَحَصَلَ أَمْرٌ مِنْ الخَطيبَةِ المَزْعومَةِ فَهِيَ لَمْ تَحْتَرِمْ والِدَتَهُ كَمَا أَنَّهَا تَجَاهَلتُهَا وَصَبَّتْ كُلَّ اهْتِمامِها لِأَخَواتِها وَلَوَالِدَتِهَا وَأَسْرُها العَريسُ الَّى أَنَّ فَضَّ الحَفْلِ بَعْدَ رَفْضِها الوُقوفَ مَعَ حَماتِها لِأَخْذِ الصّورَةِ هُنَا عَلَّقَ الخُطوبَةَ لَا بَلْ تَرْكَها نِهَائِيًّا " وَلَا أَسَفَ وَلَفْتَتْهُ مَرْيَمُ الشّابَّةِ المَوْزونَةُ وَالَّتِي بَقِيَتْ طَوالَ الوَقْتِ مَعَ والِدَتِهِ تَحَدُّثَها تَهْتَمُّ بِهَا تُقَدَّمُ لَهَا العَصِيرُ فَالْمَرْأَةُ مُسِنَّةُ هَرْمَةً وَمَرْيَمُ أَخْلاقَها رَفيعَةً وَلَا تُحِبُّ الصَّخَبَ لِذَا بَقِيَتْ بِجَانِبِ والِدَةِ العَريسِ . وَالَّذِي أَمْسَكَ بيَدَ والِدَتِهِ وَمَشَى غَيْرَ آَبَهٍ بِمُحاوَلاتِ البَعْضِ لاحِّجامِهِ عَنْ تَرْكِ الخُطوبَةِ والخَطيبَةِ . وَبَعْدَ عِدَّةِ أَشْهُرٍ زَارَ عُمَرُ مَنْزِلٍ ذَوِي مَرْيَمَ وَطَلَبَ يَدَها وَافَقَتْ هوَ شابٌّ يُعْجَبُ المَلِكَةَ وَفِيه خِصالٌ حَميدَةٌ أَهَمُّها أَنَّهُ بَارٌّ بِأُمِّهِ . لَمْ تَبْقَى خُطْبَتُهُمَا طَوِيلًا " لَقَدْ عَقْدَ قِرانُهُمَا وَحَدَّدَ مَوْعِدُ الزِّفافِ وَسَطَ الأَهْلِ وَاَلْأَحِبّاءِ والْأَصْدِقاءِ تَأَلَّقَتْ مَرْيَمَ بِثَوْبِها الأَبْيَضِ وَزينَتِها الهادِئَةِ وَوَجْهِها اَلْبَشوشُ . وَمُنْذُ اليَوْمِ الأَوَّلِ جَرَى بَيْنَهُمَا حِوارٌ مُصارَحَةٍ وَخالًا عَلَى الحَجَرِ فِي حَالِ الِاخْتِلافِ بِالرَّأْيِ والصِّدْقِ فِي كافَّةِ الأُمورِ والثِّقَةِ بَيْنَهُمَا وَعَلَى أَنْ يَعْمَلَا لِبِنَاءِ عائِلَةٍ فِيهَا أَوْلادٌ لِيَصْبوا كُلَّ اهْتِمامِهِمَا بِهِمْ وَعَلَى أَنْ يَعْمَلَ عُمَرُ خارِجَ الدّارِ وَمَرْيَمُ مَسْؤولَةً عَنْ البَيْتِ وَمِن فِيه وَكافَّةِ أُمورِهِ . وَكِلَاهما يَحْبَانِ الحَياةَ وَيَعْشِّقَانِ النَّزْهَاتِ وَيَمْلِآنَ أَيّامُ الِاجَازَاتِ بَرامِجَ سياحَةٍ داخِليَّةٍ فِي كُلِّ أُسْبوعٍ يَذْهَبَانِ الَّى مِنْطَقَةَ يَتَنَزَّهَانِ وَيَشْدَانُ أَواصِرِ الوُدِّ بَيْنَهُمَا . يَحْتَاجُ المَرْءُ بَيْنَ الفَيْنَةِ وَالأُخْرَى لِلتَّرْوِيحِ عَنْ النَّفْسِ كَمَا هوَ العَمَلُ مُهِمٌّ كَذَلِكَ الخُروجُ لِكَسْرِ الرّوتينِ اَلْموجِعِ فِي زَمَنِ الرَّكْضِ وَراءَ الرِّزْقِ والسَّعْيِ لِلْعَيْشِ الكَريمِ . أَتَمَنَّى أَنْ أَكونَ حامِلٌ يَا عُمَرَ رَدٌّ قَائِلًا " غَدًا " نَذْهَبُ الَى المُخْتَبَرِ سَوِيًّا " وَنَتَأَكَّدُ يَا عَزِيزَتِي اَنْ شَاءَ اللَّهُ يَأْتي المَوْلودُ يَمْلَأُ حَياتَنا فَرَحًا " . سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا تَفْسيرٌ مَنَامِي صَحيحٌ لَقَدْ أَخْبَرْتيني بِهِ بِأَنَّكَ رَأَيُتْ سَمَكَةً كَبيرَةً وَتَفْسيرُها رِزْقٌ وَيَا رَبَّ يَكونُ الرِّزْقُ ذُرّيَّةً صالِحَةً صَباحَ اليَوْمِ التَّالِي مَرْيَمُ وَعُمَرُ فِي المُخْتَبَرِ يَجْلِبَانِ النَّتيجَةَ وَبَعْدَ الحُصولِ عَلَى المُغَلَّفِ تَوَجُّهًا الَّى الطَّبيبَةُ وَالَّتِي فَحِصَّتُها وَقَرَأُتْ النَّتيجَةَ وَالَّتِي جَاءَتْ سَلْبيَّةً بِحَيْثُ تُشِيرُ الَّى أَنَّ مَرْيَمَ حامِلٌ وَكَتَبَتْ لَهَا عَلَى عَقاقيرَ تُساعِدُها وَأَوْصُتْهَا بِالِاهْتِمَامِ بِصِحَّتِهَا خاصَّةً فِي بِدايَةِ الحَمْلِ وَأَنْ تَأْتِيَ كُلُّ شَهْرٍ لِلْمُعَايَنَةِ . لِلِاطْمِئْنَانِ الَّى صِحَّةَ الجَنينِ . مَرْيَمُ مَسْرورَةٌ بِحَمْلِهَا بَعْدَ أَشْهُرٍ سَتَرْتَقي الَّى رُتْبَةَ الأُمومَةِ وَسَتَضَعُ مَوْلودَها وَمَهْمَا كَانَ جِنْسُهُ سَتَحِبُهُ كَثِيرًا ' وَكَذَلِكَ عُمَرُ فَرَحٍ وَبَدَتْ عَلاماتُ المَسْؤوليَّةِ باديَةً عَلَى مُحَيّاه أَنْ تَتَزَوَّجَ أَمْرٌ هَيِّنٌ أَمَّا أَنْ تُصْبِحَ أَبَا " فَهَذَا أَمْرٌ جَلَلٌ . لَقَدْ مَرَّ الحَمْلُ وَمَرْيَمُ تُعَانِي كَمَا جَميعَ الوالِداتِ اَلْلَّوَاتِي يَحْمِلْنَ أَجِنَّتَهُنَّ وَهُنَا " عَلَى وَهُنَّ وَكَانَتْ تُحاوِلُ جَاهِدَةً بِأَنْ تَقومَ بِوَاجِبَاتِهَا اتِّحَاهُ مَنْزِلُها وَزَوْجِها والْأَخيرُ يُحَاوِلُ جَاهِدًا " مُساعَدَتَها والتَّخْفيفَ عَنْهَا كُلَّمَا زَادَتْ أَشْهُرُ الحَمْلِ كُلَّمَا بَانْ الارِّهاقُ عَلَى مَرْيَمَ أَكْثَرَ الَّى أَنْ جَاءَ مَوْعِدُ أَخَذِ الصّورَةِ الْمُغْنَاطِسِيَّةِ وَالَّتِي مِنْ خِلالِها مُمْكِنٌ تَحْديدِ نَوْعِ الجَنينِ . الزّوحانِ مُتَّفِقينَ أَنَّ جِنْسَ اَلْمَوْلودِ لَا يُغَيِّرُ فِي أُبوَّتِهِمْ شَيْئًا " فَاَلْعَصْرُ واحِدٌ وَعِشْرِينَ وَلَمْ يَعُدْ مَا يُسَمَّى بِالْحِفَاظِ عَلَى النَّسْلِ وَلَا بِأَنَّ مِنْ يَحْمِلُ اسْمَ العائِلَةِ فالْبِنْتُ سَتَأْتِي بِصَبيٍّ والصَّبيِّ سَيَأْتِي بِالْبِنْتِ طَبْعًا ' عِنْدَمَا يَتَزَوَّجانِ . وَمَعَ ذَلِكَ عَلَتْ الدَّهْشَةُ وَجْهَيهما مَعًا " لَقَدْ كَانَ الجَنينُ اثْنانِ تَوْأَمٌ وَبَناٌتْ . وَبَدَأَتْ مَسيرَةُ التَّحْضيرِ لِلْغُرْفَةِ وَلِلْأُسْرَةِ وَلِلْأَثَاثِ وَاَلْأَلْبِسَةِ وَحاجيّاتِ الأَطْفالِ . عُمَرُ يُعْطي زَوْجَتَهُ الْمَالَ وَهِيَ تَشْتَري وَتَرَتَّبَ وَتَحْضُرُ وَكَانَا فَرِحِينَ بَعْدَ شَهْرَيْنِ سَوْفَ يَأْتي اَليهما ضَيْفينِ وَابْنَتَيْنِ . اللَّوْنُ الزُّهْريُّ طَاغَ وَاَلْأَغْطيَةُ تَعَدَّدَتْ بِالْأَلْوَانِ وَكَذَلِكَ الثّيابُ حَتَّى تُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا فَالطَّبِيبَةَقَالِتُ أَنَّهَا فوْلَةٌ وَانْقَسَمَتْ نِصْفَيْنِ يَعْنِي تَوْأَمَ بَناتٍ مُتَشابِهاتٍ . كُلُّ يَوْمٍ تَنْزِلُ مَرْيَمَ وَتَارَةً يَنْزِلُ مَعَهَا عُمَرُ وَتاراْتَ لَا يَسْتَطِعُ كَيْ تُكَمِّلَ حاجيّاتِ الِابْنَتَيْن وَالضِّيَافَةِ والزّينَةِ وَكُلَّ الأُمورِ . تَعِبَتْ كَثِيرًا " وَجاءَها المَخاضُ وَهِيَ فِي السّوقِ اتَّصَلُتْ بزوْحِها وَجَاءَ لِيَنْقُلُها الَّى المُسْتَشْفَى هُنَاكَ أُجْريَ لَهَا عَمَليَّةٌ قَيْصَريَّةٌ حِمايَةٌ لِلطَّفْلُتِيِن وَبَعْدَ سَاعَاتٍ خَرَجَتْ الطَّبيبَةُ تُهْنَىءَ عُمَرَ وَتَقُولُ لَهُ زَوْجَتُكَ بِخَيْرٍ وَنَنْتَظِرُ أَنْ تَفِيقَ وَالطَّفْلْتَانَ كالْبَدْرِ مَا سَاءَ اللَّهُ . أَسْمَتْ مَرْيَمُ واحِدَةً مَارِيَا والثّانيَةُ مِيرَا وَوَافَقَ الأَبُ وَقَالَ لِزَوْجَتِهِ كُلًّا الِاسْميْنِ جَميلٌ وَحَمْلَ الأُولَى وَأَذِّنَ فِي أُذُنِها وَمِن ثُمَّ حَمْلَ الثّانيَةَ وَأَذِنَ لَهَا أَيْضًا " وَأَخَذوهما الَّى الحاضِنَةِ لِلِاهْتِمَامِ بِهِمَا . قَبْلَ عُمَرَ جَبينِ زَوْجَتِهِ وَسَأَلَهَا اذًا مَا كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْتِيَ أُخْتُها كَيْ تُساعِدَها فَعيَ بِحَاجَةٍ لِلْمُسَاعَدَةِ هِيَ أُمْ لِلْمَرَّةِ الأُولَى وَبَكْرُها طَفِلْتَانِ رَائِعْتَانْ . نَعَمْ لِتَأْتيَ أُخْتِي أَوْلادُها كِبَارًا وَسَأَطْلُبُ مِنْهَا أَنْ تَأْتِيَ يَوْمِيًّا " رَيْثَمَا أَسْتَطِعْ الْقِيَامَ بِرِعايَةِ ابْنِتَايْ والشِّفاءُ مِنْ جُرْحِي . وَهُوَ كَذَلِكَ سَأُكَلِّمُها وَعِنْدَمَا تَخْرُجْنَ بَعْدَ أَيّامٍ نَمُرُّ اَليها وَنَأْخُذُها مَعَنَا الَّى البَيْتِ وَنَطْلُبُ مِنْهَا اَلْمُكوثَ مَعَنَا لِأُسْبوعٍ . وَسَتَضَعُ أَوْلادُها بِعُهْدَةِ زَوْجِها هُمْ فِي المَدْرَسَةِ وَعِنْدَهَا مُرَبّيَةٌ لَهُمْ زوَحَ أُخْتُها مُرْتاحٌ مَادِّيًّا . قَالَتْ مَرْيَمُ لِعُمَرَ أَنَا لَا أُريدُ اسْتِخْدامَ أَحَدٍ سَأَقُومُ بِكَامِلِ وَاجِبَاتِي واللَّهِ المُسْتَعَانِ . الأَزْهارُ بَدَأَتْ تَمْلَأُ مَمَرَّ المُسْتَشْفَى والزّوّارِ بَدَإِوَا يَتَوَافَدُونَ لِلتَّهْنِئَةِ بِسَلامَةِ مَرْيَمَ وَبِقُدومِ اَلْطِفْلَتِين مَارِيَا وَمِيرَا . كُلُّ يَوْمٍ مُشاداَةٍ بَيْنَ مَرْيَمَ وَفاطِمَةَ شَقيقَتِها الكُبْرَى هِيَ تُرِيدُ أَنْ تَعودَ البِنْتَيْنِ عَلَى نَمَطٍ مُعَيَّنٍ وَشَقيقَتِها تَقولُ لَهَا رَبِّي بَناتُكَ كَمَا تَرَبَّينا وَبَعْدَ كُلِّ مُشادَّةٍ ضِحْكاتٍ وَهَمَساتٍ وَدَائِمًا مَرْيَمَ تَقومُ بِمَا تُرِيدُ فَهِيَ لَا تَرِيظُ أَنْ تَعودَ اَلْطِفْلَتِين عَلَى اَلْهَزِّ وَلَا عَلَى وَضْعِ المَصّاصَةِ وَلَا تُرِيدُ أَنْ تَضَعَ عَلَيْهُمَا أَثْوابٌ عِدَّةٌ وَهَكَذَا فَاطَةَ جِيلُهَا مِنْ جِيلِ التَّقْليدِ لِكُلِّ مَا كَانَ وَمَرْيَمُ تُحِبُّ التَّطَوُّرَ وَالحَدَاثَةَ وَالِاسْتِفَاظَةَ مِنْ ثَقافَةِ التَّرْبيَةِ العَصْريَّةِ لِلِاهْتِمَامِ بِابْنَتَيْهَا . مَضَى الأُسْبوعُ وَدَعَتْ أُخْتَها وَقَرَّرَتْ أَنْ تَتَفَرَّدَ بِتَرْبيَةِ مَارِيَا وَمِيرَا وَبَرْعَايْتِهْمَا والِاهْتِمامِ بِهِمَا وَتَعْويدِهِمَا عَلَى أُسْلوبِ حَياةٍ يُريحُها وَيُساعِدُهُمَا عَلَى النُّموِّ والِابْتِعادِ عَنْ المَرَضِ . وَمَعَ أَنَّهَا أَهْمَلَتْ عُمَرَ اَلَا أَنَّ الأَخيرَ مَسْرُورٌ بِهَا وَبِبُناتِهِ وَبِحَياتِهِمْ . مَارِيَا تَسْكُتْ وَتَهْدَأُ وَتَنامُ وَمِيرَا تَبْكِي وَتَصْرُخُ وَهَكَذَا بَيْنَ الِاثْنَتَيْن مَرْيَمَ مِنْ واحِدَةٍ الَّى الثّانيَةَ كَأَنَّهَا تَسْعَى كَزَمْزَمَ عَلَيْهَا السَّلامُ بَيْنَ الصَّفَا والْمَرْوَةِ وَقِمَّةُ الرّاحَةِ لِلْجَمِيعِ عِنْدَمَا تَنامُ الأُخْتَانِ نُومَا " عَمِيقًا " هُنَا يَقُولُ عُمَرُ بِالْعَامِّيَّةِ وَمَعَ اِبْتِسامَةِ عَريضَةِ " نَوْمُ الظّالِمِ رَحْمَةٌ " وَنَادِرًا " مَا يَكونُ هَذَا الفِعْلُ هُمَا مُتَنَاقِضَتَانِ فِي كافَّةِ الأُمورِ مَا تُحِبُّهُ مَارِيَا لَا تُحِبُّهُ مِيرًّا وَمَا تَفْعَلُهُ مِيرًا لَا تَقُمْ بِهِ مَارِيَا تَرْبيَةُ البَناتِ صَعْبَةٌ وَلَكِنَّها تَهَوَّنُ فَالْأُمُومَةُ تَسْتَحِقُّ التَّضْحيَةَ فِي الوَقْتِ والْجُهْدِ الْأَمِيرْتَانُ تَكَبَّرانِ وَتَزْدَادَانِ جَمَالًا " وغَنْجَا " وَدَلًّا لَا " الوَقْتُ اَلَّذِي يَقْضيه عُمَرُ مَعَهُمَا هوَ الأَفْضَلُ بَعْدَ يَوْمِ عَمَلٍ شاقٍّ وَمِتْعِبٌ وَأَمَّا مَرْيَمُ هِيَ مَعَهُمَا طَوالَ الوَقْتِ وَلَا تُشْبِعُ مِنْهُمَا كَمَا كَانَتْ تُرَدَّدُ عَلَى مُسَمَّعِ زَوْجِها عُمَرَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنْيَا وَالْمُؤَنَّسَاتُ الْغَالِيَاتُ أَضَفتَا عَلَى أَيّامٍ وَالِدَيْهُمَا السَّعادَةُ والْأَمَلُ بِالرَّغْمِ مِنْ الدُّنْيَا وَصُعوباتِها وَمَا فِيهَا مِنْ مَشاكِلَ وَأَحْداثٍ تَبْقَى اَلْعائِلَةُ هِيَ المَلْجَأَ وَاَلْمَنْجَى مِنْ كُلِّ مَا حَوْلَنا فَبِمُجَرَّدِ الدُّخولِ الَّى البَيْتُ يَرْمِي عُمَرَ كُلِّ شَىءٍ وَيُفَكِّرُ بِكَيْفيَّةِ زَرْعِ الفَرَحِ فِي أَرْجاءِ البَيْتِ وَافِشَاءَالْطِمَأْنِينَةَ المَعايِشُ أَضْحَتْ صَعْبَةً وَمَعَ ذَلِكَ بِالتَّفَاهُمِ والصَّبْرِ وَحُسْنِ التَّدْبيرِ والْحِكْمَةِ وَاَلْايمانِ تَمُرُّ الأَزَمَاتُ كالْبَرْدِ والسَّلامِ فِي أَتونِ البَلَدِ المُشْتَعِلِ واللاهِبِ . هُنَا جَنَّةُ الدُّنْيَا طَفِلْتَانِ بِرِيئْتَانِ مُلَامْحَمْهِمَا تُخْبِرُ عَنْ أَنَّ الأَمَلَ بِحَيَاةِ أَفْضَلَ وَأَنَّ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا تَسْخَرُ لِاحْتياجاتِهِمْ وَلِمُسْتَقْبَلِهِمْ هُمْ وَجَميعُ الأَطْفالِ فِي العالَمِ . ثَمَرَةُ الحُبِّ لَا بَلْ ثَمَرَتي الحُبِّ مَارِيَا وَمِيرَا أَناَرَا الدُّنْيَا وَلَوْ أَنَّ الزَّمَنَ قَاسِي وَلَكِنَّ وُجودَهُمَا يَرْقَقُ الحَجَرَ وَيَنْبُتُ الزَّهْرَ . لَوْ تَدْرِي يَا حَبِيبِي كَمْ غَيَّرتَا فِي نَفْسِي تِلْكَ اَلْصَغيرَتانِ لَقَدْ فَتْحًا لِي كِتابُ الدُّنْيَا وجُعلاني أَتْقَنَ قِراءَةَ الأَيّامِ بِحُلْوِها وَبِمَرِّها . هَلْ أَرْوَعَ أَنْ يَرْزُقَكَ اللَّهُ بِمُزيلٍ لِلْحُزْنِ ومَبْدَدٌ لِلْكَآبَةِ الحَمْدُ لِلهِ - الحَمْدُ لِلهِ أَنَّكَ زَوْجَتِي وَأُمِّ أَغْلَى البَناتِ يَقُولُونَ الصِّبْيانُ صِدْقِي لَوْ رَزَقَنِي اللَّهُ بَعْدَهُمَا بِصَبيٍّ لَنْ يَنَلَ مِنْ مَحَبَّتِي لَهُما وَلَمْ يُنْقِصْ مِنْ غَلَاوْتَهْمَا فِي قَلْبِي . وَمِن كُلِّ عُقْليٍّ أَرْجُو أَنْ يَرْزُقَنا اللَّهُ بِثالِثَةٍ كَيْ نَمْتَلِكَ جَوازَ عُبورِنا الَّى الجَنَّةَ كَأَنَّكَ يَا زَوْجِي العَزِيزَ تَشْعُرُ بِمَا فِي نَفْسِي كُنْتَ سَأَخْبَرُكَ بِأَنَّ الْحَمِيلْتَانَ سَيَكُونُ لَهُما أَخٌ أَمْ أُخْتُ وسِيبِلِينِي رَبِّي بِتَرْبيَتِهِمْ الثَّلاثَةِ مَعًا " قَدْرِي أَنْ أَرَبي وَأَرْعَى تَوائِمَ وَيَضْحَكُ الِاثْنَانِ يَغْمُرُهَا وَيَقُولُ لَمْ يُكْمِلَا بَعْدَ السُّنَّةِ أَعَانَكَ اللَّهُ حِكْمَةُ اللَّهِ يَا عُمَرَ يَكْبُرْنَ مَعَ أَخيهما أَوْ أُخْتِهِمَا أَدَامُ اللَّهِ عَلَيْنَا نِعَمَهُ الظّاهِرَةُ والْباطِنَةُ وَيَا رَبَّ الصِّحَّةِ كَيْ أَقْدَرَ عَلَى الْقِيَامِ بِواجِباتِي اتِّجاهِهِمْ . انْتَبَهِي يَا مَرْيَمُ وَلَا تِغِفلي عَنْ نَفْسِكَ اذًا مَلَّتْ نَميلُ كُلَّنا لَا عَلَيْكَ اللَّهُ يُعِينَنِي وَسِيكْبَرْوَا أَمَامَ أَعْيُنِنا وَسَنُحَقِّقُ مَعَهُمْ كُلَّ أُمْنياتِنا . وَانْطَلَقَ الصَّوْتُ مِنْ غُرْفَةِ الصَّغيرَتِيْن رَكْصَا اَليهما فَوَجَدَا مَارِيَا تَبْكِي لَقَدْ وَقَعَتْ مِنْ يَدِها لَعِبَتْهَا . وَبَعْدَ تَهْدِئَتِها وَحَمَلِها وَمُداعَبَتِها نَامَتْ مَعَ شَقيقَتِها . وَعادَ الزَّوْجَيْنِ لِجَلْسَتِهِمَا يَتَبَادَلَانِ الحَديثَ وَيَتَدَاوَلَانِ بِأُمورِ اَلْغاليَتِين مَارِيَا وَمِيرَا والصَّيْفِ الثّالِثِ القادِمِ بَعْدَ أَشْهُرٍ . فِرَقٌ أَقَلُّ مِنْ عَامٍ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ المَوْلودِ الجَديدِ . وَمِن وِجْدَانِ مَرْيَمَ كَلِماتٌ لِرَفيقِ الدَّرْبِ وَوالِدِ اَلْبَناتِ : بَيْنَ المَساءِ واللَّيْلِ حَيِّزٌ مِنْ مَشاعِرِ الحُبِّ تَنْطَلِقُ شَعَاعَاتُهَا لِتُنيرَ اللَّحَظاتِ فَيَذْهَبُ الظَّلامَ وَيَتَبَدَّدُ السَّوادُ وَتُصْبِحُ عُيونُنا قَناديلَ فِي جَلَساتِنا تَمْحو خَوِّفَنا وَأَحْزانَنا وَتَبَدُّلَها بِالْأَمَانِ والْفَرَحِ لِقاؤُنا فَوْقَ شُرْفَةِ الزَّمانِ هوَ عُرْبونُ السُّكونِ المُقَدَّسِ نَرْفَعُ أَنامِلَنا مَعًا " نَرْسُمُ وُجُوهَنَا فِي الهَوَاءِ لِيَعْكِسَها النّورُ الخافِتُ ظِلالَ فَوْقَ الجُدْرانِ وَنَكْتُبُ عِباراتِ العِشْقِ وَنَرْسُمُ قُلُوبًا " بِأَسْهُمٍ وَبِدُونِ ونَغْزُلُ مِنْ أَنْفاسِ اللَّيْلِ وِشاحٌ أَبْيَضُ مُعَطَّرٍ بِاَلْوَرَدِ وَاَلْزَنْبَقِ يُغَطّينا وَيَكُونُ لَنَا مُرَكَّبَةٌ فِي الخَيالِ تَنْقُلُنا الَّى سَاحَاتِ اَلْأَمْنَياتِ حَيْثُ العُشّاقُ يَرْمونُها فِي بَرَكَةِ السّاحِرَةِ وَيَنْتَظِرونَ أَنْ تُحَقِّقَها لَهُمْ فَكُلُّ حَبيبٍ هَدَفُهُ قَلْبُ حَبيبِهِ وَكُلُّ عاشِقٍ يَرْمِي الَّى قَلْبَ مَعْشوقِهِ وَأَهْلُ الهَوَى يَقُومُونَ بِغَزْوَةِ النّورِ الَّى حِينَ الشُّرُوقِ . وَليشَ الشُّرُوقِ لِلشَّمْسِ وَلَكِنْ لِوُجوهٍ نَأْلُفُهَا وَتُسْعِدُنا بِجَمالِها وَحُسْنِهَا وَهَيْبَتِها . امْنْحَنِي فائِضٌ مِنْ الحُبِّ أُعْطيكَ الوُدَّ عَلَى طَبَقٍ مِنْ الْمَاسِ اَلْمَشْغولِ بِالذَّهَبِ . بَريقُ عَيْنْيكَ وَلَّوْني الزّاهي يُحِلّونَ مَكانَ نُورِ الشَّمْسِ السّاطِعِ . خَرْبَشَاتٌ عَلَى جُدْرانِ الأَمانيِّ . . . . بَدَأَتْ الخُطواتُ الأُولَى والْكَلِماتُ المُتَلَعْثِمَةُ وَالحَرَكَاتُ المَهْضومَةُ لِلتَّوْأَمِ مَارِيَا وَمِيرَا وَبَدَأَتْ مَعَهَا رِحْلَةُ اَلتَّدْريبِ وَمُضاعَفَةُ المُراقَبَةِ فِي عَمِّ السُّنَّةِ تَزْدادُ حَرَكاتُ الأَطْفالِ فَيُخْشَى عَلَيْهُمْ مِنْ الوُقوعِ أَوْ أَنْ يُؤَذُوا أَنْفُسَهُمْ لِأَنَّهَا رِحْلَةُ الِاكْتِشافِ والْبَحْثِ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ البَيْتِ . وَفَوْقَ كُلِّ هَذَا دَخَلَتْ مَرْيَمُ بِشَهْرِها واقْتَرَبَ مَوْعِدُ قُدومِ الثّالِثَةِ وَبِكُلِّ رَضَى وَمَحَبَّةٍ يَنْتَظِرُ كُلٌّ مِنْ الوَالِدَيْنِ ساحَةَ الوِلادَةِ . هَلْ سَتَشِبُهُ أَخَواتُها أَمْ أَنَّهَا سَتَكُونُ مُخْتَلِفَةً فِي مَلامِحِها وَهَلْ سَتَسْتَقْبِلُها الشَّقِيقْتَانُ التَّوْأَمَ بِالتَّرْحَابِ أَمْ سَتَبْدَأُ الغَيْرَةُ وَسَيُرافِقُها دَعْمُ الوَالِدَيْنِ والْقيامُ بِبَرْنامَجٍ لِتَعْويدِ هُمَا عَلَى تَقَبُّلِ الضَّيْفَةِ الجَديدَةِ وَآنَ الأَوانُ وَنورَتْ مِيلَا دُنْيَا العائِلَةِ وَشَرَّفْتَ بِهالَتِها وَجَمالِها وَهِيَ تُشْبِهُ التَّوْأَمَ قَلِيلًا " وَتَقُولُ والِدَتُها لَا تَثْبُتُ مَلامِحُها اَلَا بَعْدَ الأَرْبَعِينَ يَوْمًا " وَلَكِنَّها جَميلَةٌ جِدًّا " وَ تَرَبَّعَتْ فِي القَلْبِ . وَكَذَلِكَ اتَّخَذَتْ مِيلًا مِنْ قَلْبِ والِدِها قِطْعَةً كَبيرَةً فَقَالَ لِزُوْحَتِهِ لَهَا النِّصْفُ وَلِشْقِيقْتَاهَا النِّصْفِ لَقَدْ مِنْ اللَّهِ عَلَيْنَا بِثَلاثَةٍ مِنْ الْمُؤَنِّسَاتِ الْغَالِيَاتِ جَعَلُهُنَّ اَللَّهُ لَنَا زينَةً وَقْرَةَ عَيْنٍ . وَرَجَعَتْ تَحْمِلُ الصَّغيرَةُ اسْتَقْبِلْتَاهَا الشَّقِيقْتَانِ كَأَنَّهَا دُمْيَةٌ واحِدَةٌ بَظْأَتْ تَلْمِسُها والثّانيَةُ تُرِيدُ حَمْلَها وَجَاءَتْ الخالَةُ فاطِمَةُ لِتُسَاعِدَ مَرْيَمَ لَقَدْ صَارَتْ أَمَّا " لِمَرَّتَيْن وَكَأَنَّ الثَّلاثَةَ تَوْأَمٌ الفَرْقُ أَنَّ الصَّغيرَةَ تَأْكُلُ وَتَنامَ وَلَا تَجَهَّدُ والِدَتُها اَلَا بِتَغْييرِ الثّيابِ وَبِحَمْلِها عِنْدَمَا تُرِيدُ أَنْ تَنامَ أَمَّا مَارِيَا وَمِيرَا يُلْزِمُهُمَا الجُهْدُ الكَبيرُ هُمَا مُتَعَبِّتَانِ لِجِهَةِ الحَيَويَّةِ اَلَّتِي تَتَمَتَّعُ بِهَا مَارِيَا وَحُبُّ الِاكْتِشافِ لَدَى مِيرَا وَفِي أَوْلَى أَيّامِها لَوْلَا لُطْفُ اللَّهُ كَادَتْ مارِبًا تَوَقُّعُ الطِّفْلَةِ الصَّغيرَةِ مِيلًا وَأَيْضًا ' مِيرَا كَانَتْ تَرْغَبُ فِي وَضْعِ أَصابِعِها فِي عَيْنْي أُخْتِها وَلَكِنْ مَرْيَمَ مُسَيْطِرَةٌ تَمَامًا " شَقيقَتُها تَأْتِي كُلُّ يَوْمٍ تُساعِدُها وَكَذَلِكَ اسْتَخْدَمَتْ عامِلَةً تُعَيِّنُها فِي الأَعْمالِ المَنْزِليَّةِ أَمَّا تَرْبيَةُ البَناتِ فَأَخَذْتْهَا عَلَى عَاتِقِهَا . وَلَوْ بَلَغَ مِنْهَا التَّعَبُ والْجُهْدُ أَصْعَبُ مِهْنَةٍ عَلَى اَلْاطِّلاقِ الِاهْتِمامُ بِمَخْلوقاتٍ صَغيرَةٍ وَتَرْبيَتِهِمْ . وَلَكِنَّ دَعْمَ الزَّوْجِ وَمُساعَدَتَهُ واغِّلاقَ عَيْنَيه عَنْ أَيِّ تَقْصيرٍ مِنْ مَرْيَمَ اتِّجاهُهُ أَوْ فِي الطَّبْخِ والْأَعْمالِ المَنْزِليَّةِ لِأَنَّهُ عَلَى يَقينٍ أَنَّ الأَوْلَويَّةَ لِلصَّغِيرَاتِ . مَلَأْنَ المَنْزِلَ فَرَحًا " وَحُبورًا ضِحْكاتُهُنَّ صُراخُهُنَّ حَرَكاتُهُنَّ والصَّغيرَةُ تَتَعَلَّمُ سَرِيعًا " مِنْ شَقيقاتِها تَكَادُ تُفْهَمُ عَلَى لِغَتِهِنَّ وَتَضْحَكُ لَهُما أَوْ يَبْكيانُها بِحَسَبِ المِزاجِ المُسَيْطِرِ عَلَيْهُمَا . لَيْسَتْ أُغْنيَةً وَلَا قَصيدَةً وَلَا مَعْزوفَةٌ هِيَ حَقيقَةُ البَناتِ ابْتِسامَةُ البَيْتِ وَهَنَاؤُهُ بَرَكَتُهُ وَسَعادَتُهُ مَرْيَمُ تَدَرَّبَ التَّوْأَمَ عَلَى حِفْظِ الأَلْوانِ وَتَهُزُّ لِلصَّغِيرَةِ كَيْ تَنامَ مَارِيَا سَريعَةُ البَديهَةِ مِيرَا مُتَقَلِّبَةُ الأَدْوارُ ساعَةً تَحْفَظُ وَساعَةً تَرْفُضُ تُرِيدُ أَنْ تُخَرْبِشَ بِالْأَقْلامِ المُلَوَّنَةِ وَمُيولُها كِتابيَّةٌ بِعَكْسِ مَارِيَا تُحِبُّ اللَّعِبَ عَلَى الْأَيْبَادِ بِالنِّسْبَةِ لِلرَّسْمِ والتَّلْوينِ وَتُحَاوِلُ مَرْيَمُ جَعَلَ كُلٌّ مِنْهُمَا تُتْقِنُ الامِّساكَ بِالْقَلَمِ وَكَذَلِكَ اسْتِعْمالَ الأُصْبُعِ حَتَّى لَا تَكَبُّرَا وَعِنْدَهُمَا مُشْكِلَةٌ فَهِيَ تَحْضُرُهُمَا لِلدُّخُولِ الَّى الحَضانَةِ كَيْ تَتَفَرَّغَ لِميلا وَكَيْ يَتَعَلَّمَا الحُروفَ الهِجائيَّةَ وَغَيْرَها مِنْ المَوادِّ . هِيَ تَدْرُسُهُمَا الحُروفَ والْأَرْقامُ وَكَذَلِكَ الأَشْكَالُ والْأَلْوانُ وَالحَمْدُ لِلهِ تَقولُ مَرْيَمُ كِلَاهما مُتَفَتِّحِتَا الذِّهْنِ شَاطِرْتَانْ . والْأُمُّ مَدْرَسَةٌ لَقَدْ حَرَصَتْ عَلَى تَدْريبِ ابْنَتَيْها عَلَى كَيْفيَّةِ الِاعْتِناءِ بِنَفْسيْهُمَا وَكَيْفَ يَتَناوَلَا طَعامَهُمَا لِوَحَّدِهِمَا وَيَشْرَبَا الحَليبَ بِكَأْسْيهما وَلِكُلِّ وَقْتٍ عَمَلٍ وَفَرْضٍ وَمُهِمَّةٍ وَلَقَدْ سَهَّلتَا عَلَى والِدَتِهِمَا مَسْأَلَةُ تَعْليمِهِمَا لَقَدْ كَانَتَا سَرِيعْتَا المُلاحَظَةُ وَمَعَ أَنَّ لِكُلٍّ واحِدَةٍ مُيولُها سُبْحَانَ اَلَّذِي خَلْقَهُمَا وَفِطْرَهُمَا عَلَى مَحَبَّةِ العِلْمِ وَأَبَتِهِمَا نَبَاتًا " حَسَنًا . وَهَا هِيَ تُعيدُ الكُرَةَ مَعَ الصَّغيرَةِ مِيلًا تَهْتَمُّ بِهَا وَتَرْعَاهَا وَتَعَلَّمَها وَتَدَرَّبَها . وَكَانَ عُمَرُ يُرَدَّدُ دَائِمًا " عَلَى مَسامِعِها لَقَدْ صَارَ لَكَ دَوْلَةٌ مِنْ الاِناثِ يَا مَلِكَتِي الجَميلَةِ وَأُمِّ أَميراتِي الثَّلاثَةِ . يَبْقَى الرَّجُلُ بِطَبْعِهِ أَناني لَقَدْ حَاوَلَ عُمَرُ اسْتِعَابَ اهِّمالَ زَوْجَتِهِ لَهُ فَهِيَ اَلْمُرَبّيَةُ لِبَنَاتِهِ وَالَّتِي تَفْنَى لِايْلَائِهِنَّ كُلُّ الِاهْتِمامِ والرِّعايَةِ بَدَأَ يَسْهَرُ خارِجَ المَنْزِلِ وَبَدَأَتْ تَظْهَرُ عَلَيْهُ عَلاماتُ الِانْحِلالِ وَكُلُّ يَوْمٍ لَهَا مَعَهُ مُشادّاتٌ وَتَنْتَهي بِأَنْ تَنامَ مَعَ البَناتِ وَأَنْ يَنامَ هوَ بِمَلابِسِهِ وَبِلَا عِشاءٍ . تَكَرَّرَتْ القِصَّةُ وَطَفَحَ الكَيْلَ فَاسْتَعانَتْ بِصَديقَةٍ لَهَا مُخْتَصَّةً فِي دِراسَةِ شَخْصيّاتِ العائِلَةِ وَشُرِحَتْ لَهَا وَأَقَرَّتْ بِتَقْصيرِها اتِّجاهَ زَوْجِها فِي فَتَراتٍ وَلَكِنَّها بِالْمُقَابِلِ تُحْمَلُ عَلَى عَاتِقِهَا تَرْبيَةَ بَنَاتِهَا فَنَصَحَتْهَا الصِّدّيقَةُ بِالِاهْتِمَامِ بِشَكْلِهَا شَعْرِها ثَوْبَها وَأَنْ تَسْتَغيِدَ أُنوثَتُها هِيَ اَلَّتِي لَمْ تُهْمِلْ زَوْجَها وَحَسْبَ بَلْ أَهْمَلَتْ نَفْسَها أَيْضًا " وَقَامَتْ بِجُهْدٍ كَبيرٍ ذَهَبَتْ الَّى المُزَيِّنِ وَاشْتَرَتْ لَهَا فَساتينُ وَأَدَواتُ تَجْميلِ مَاكْيَاجْ وَغَيْرِها وَحَضَرَتْ عِشاءٌ وَانْتَظَرتْهُ بَعْدَمَا نَامَ البَناتِ لِتُفاجَأَهُ بِأَناقَتِها وَبِطَعامِها اَلَّتِي حَضَرَتْهُ لَهُ وَجَاءَ مُتَأَخِّرًا " لَمْ تَعاتَبِهِ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ وَاسْتَقْبَلَتْهُ بِوَجْهٍ بشوْسٍ وَبِبَعْضِ الِاغْرَاءِ وَحَرَكاتِ الأُنْثَى اَلَّتِي تَسْتَميلُ زَوْجَها كَانَتْ لَيْلَةً خَرَقَتْ كُلَّ اَلْروتينيّاتِ وَأَعَادَتْ لَهُما رومانْسيَّةً كَادَا يُفْقِدانُها وَلَكِنَّها هِيَ لَمْ تَسْتَمِرَّ فِي مُعامَلَتِهِ مُعامَلَةٌ خاصَّةً وَاسْتِسْنَائِيَّةٌ وَهُوَ نَحَا صَوْبَ الرَّذ*لَةِ فَهِيَ أَهْوَنُ عَلَيْهُ تَبًّا " لِغَريزَةِ الذُّكورِ لَا يُرَاعُونَ احِّساسَ رَفِيقَتِهِمْ وَلَا يَقْدِرونَ كَمْ مِنْ الجُهْدِ تَقومُ بِهِ مِنْ إِجْلِ الأَبْناءِ لَقَدْ شَذَّ عَنْ شَخْصيَّتِهِ الْآدَنِيَّةِ وَانْغَمَسَ فِي الْحَانَاتِ فَرائِحَةُ الخَمْرِ كُلُّ يَوْمٍ تَفُوحُ مِنْهُ وَيَنَامُ كَاَلْقَتيلِ ليَصْحوَ عِنْدَ الصَّباحِ يَسْتَحِمَ وَيَذْهَبُ الَّى عَمِلِهِ غَيْرَ آَبَهٍ بِحُزْنِ زَوْجَتِهِ وَلَا بِحُرْقَةِ قَلْبِ امْرَأَتِهِ وَأُمِّ عيالِهِ . وَكَانَتْ تَقَنَّعُ نَفْسَها بِأَنَّهَا سَتَزُولُ وَسَيَعُودُ الَّى رُشْدِهِ . - بُونْسْوَارْ يَا مُرْتِي الخَلْوَةِ - أَهْلًا وَسَهْلًا - نَاطِرْتِينِي لِتُعْطيَني دُروسٍ مَتَلٍ كُلَّ يَوْمٍ - لَا يَا حَبِيبِي بَسَّ بُدَّ قَوْلَ شِي اُقْعُدْ عُمَرُ يَتَرَنَّحُ وَهُوَ بَيْنَ الكَذِبِ والصِّدْقِ سَكْرانٌ لَا يَكَادُ يُسَيْطِرُ عَلَى وُقوفِهِ وَمَرْيَمُ تُساعِدُهُ لِلْقُعُودِ عَلَى الكَّنْبَةِ وَتُغْلِقُ بَابُ الصَّالَةِ لِأَنَّ البَناتِ نَائِمَاتٌ والْعامِلَةَ أَيْضًا " - شُوفْ يَا زَلْمَةَ يَا بتَحْكيلي شُو صَايِرَ مَعَكَ وَليشْ هَالْتِصَرْفَاتْ يَلِي بِتَدُلَّ عَلَى أَنَّكَ عَمُّ تَهَرُّبَ مِنْ شِي مَا بِعَرَفِكَ اَلَا قَوي وَطولُ عُمُرِكَ كُنْتَ سَنَدَ هَالِعِيلَةٍ لَا تَخْبي سِرٌّ عَنِّي خَبَرَنِي يُمْكِنُ ساعَدُكَ وَيُمْكِنُ لَأُ بَسَّ عَلَى القَلِيلَةِ مُنْتَشَارِكْ بالِهِمْ وَبَحِسٍّ انِيٍّ مُرَتَّكٍ وَكَرِمالِ بَنَاتِنَا الثَّلاثَةِ يَلِي بَسْ يُكَبِّروا لازِمْ يَكُونُوا فَخورينَ بِأَبوهم - شُوفِي يَا مُرْتِي الحُلْوَةِ بِالشَّغْلِ اللَّهُ باِعْتَلي مُديرَةُ بِنْتِ حَرامٍ يَا بِدِّي مَشيِلُها فَواتيرُ وَهْميَّةٌ يَا بِتَحُطَّ عَليَّ وَبْتَضَرُنِي وَعُمَرَ يَتَفوَّهُ بِكَلِماتٍ مُتَقَطِّعَةٍ تَقْطَعُ القَلْبَ وَلَوْ مِنْ حَجَرِ صَوّانٍ . بَكَتْ مَرْيَمُ وَقَالَتْ لَهُ : اسْمَعْنِي الرِّزْقِ عَلَى اللَّهِ وَرَبِّنا مَا بِيَتَخَلَّى عَنَّا بَسْ اذًّا خَسِرَتْ صِحَّتَكَ كُلُّنا مُنْخَسِرٌ مَعَكَ عَلَيْنَا مَسْؤوليَّةُ تَرْبيَةِ بَنَاتِنَا مَا بِدِّي تَدْفَعُ ثَمَنَ مِنْ صِحَّتِكَ وَمِن سَعادَةِ عيلَتِكَ لِتَبْقَى بِالشَّغْلِ عَمْرو مَا يَكونُ - وَكَيْفَ مِنْ عَيْشٍ مِنْ وِينْ بِجَيْبٍ مَصاريٍّ اَنَتْ شايِفَةُ حَالِ البَلَدِ وَعارِفَةَ الغَلاءِ وَكُلُّ يَوْمِ المَصْروفِ عَمُّ يَزيدُ وَانًا بِاَلْأَخيرِ اُنْسانَ وَفَوْقَ قُدْرَتِي يَلِي عَمٌّ يَصيرُ - اَنَتْ قَوْلُ يَارِبٍ وَنَحْنًا مَعَكَ مَا فارِقَةً مَعَنَا اذًّا أَكْلْنا جَاجٌ أَوْ مَجْدَرَةً أَوْ دَبَّرْنَا مِنْ تِيَابِنَا القَدينَةِ بِتَعْرِفِ حَبِيتي مِيلًا لهلَّقَ مَا اشْتَرِينَالْهَا تِيَابُ كُلُّ شَي عَمَّ تَلْبَسُو مِنْ تِيَابِ اخّواتِها كُلُّ شَيٍّ بيزُبطَ لَا تَعْتَلُ هُمْ المُهِمُّ عَنَّا نَبْقَى سَوَا وَمُرْتاحينَ واللَّهُ مَا بِيَتْرُكَنا - بَكَى وَأَجْهَشَ عُمَرَ بِالْبُكَاءِ وَسَاعَدَتْهُ مَرْيَمُ عَلَى دُخولِ الحَمّامِ وَاغْتَسَلَ وَتَناوَلَ فُنْحانَ شَايٍ وَاسَارْدْ قَلِيلًا " مِنْ تَوازُنِهِ وَنَامَ عَمِيقًا " لَقَدْ كَانَ نَوْمُهُ قَلَقًا ' طِيلَةَ الأَشْهُرِ السّابِقَةِ - وَاتَّفَقَ مَعَ زَوْجَتِهِ أَنْ يُكْمِلَا الحَديثَ صَبَاحًا " . نَامَتْ مَرْيَمُ لَيْلَتَها وَهِيَ تُفَكِّرُ وَتَظْعُو اللَّهِ أَنْ يُنَجّيَها وَعائِلَتَها مِنْ الشَّرِّ والْأَشْرارِ . مَرْيَمُ زَوْجَةٌ صالِحَةٌ مَحَبَّةٌ وَوَدودٌ وَأَمَّا " حَنونٌ وَعَطوفٌ وَهِيَ تَسْعَى لِأَنْ تَعِيشَ مَعَ عائِلَتِها بِسَلَامٍ وَأَمانٍ مَعَ مَا توَفِّرُ لَهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمالٍ وَأَعْمالٍ . يُسْعِدُ صَباحَكُمْ بَنَاتِي اَلْحُلْوينَ أَميراتي خُلّيْنا نُغَيِّرُ تَيَابَنَا ونَتَروَّقَ وَنِرَوَّحُ عَلَى الْغَارْدُورِي ( الحَضانَةِ ) - مَرْيَمُ تُقْبَلُ مَارِيَا وَمِيرَا وَتُداعِبُهُمَا وَتَغَنُّجَهُمَا وَتَلْعَبُ بِشَعَراتِ رَأْسَيهما حَتَّى تَصْحْيَانِ وَهَكَذَا كُلُّ يَوْمٍ بَعْدَ الِاسْتِعْدادِ لِلذَّهَابِ حَضَرُتْ فِنْجانَ قَهْوَةٌ لِزَوْجِهَا وَسَاعَدَتْهُ أَيْضًا " لِارْتِداءِ مَلابِسِهِ وَطَلَبَتْ مِنْهُ أَنْ يوصِلَ البِنْتَيْنِ وَيَعُودَ لِيكْمْلَا حَديثَهُمَا . وَهِيَ بَيْنَمَا يَعودُ تَكونُ اهْتَمَّتْ بِاَلْصَغيرَةِ مِيلًا أَطْعَنْتَعَا وَقَاسَتْ دِرْجَةِحْرَارْتِهَا فالْجَوُّ خَريفي وَيَحْمِلُ الكَثيرَ مِنْ أَمْراضِ الرَّشْحِ وَاَلْكُرَيْبِ وَالزُّكَامِ والصَّغيرَةِ لَا تَتَحَمَّلُ لِذَا واجِبَ مُراقَبَتُها يَوْمِيًّا " وَرَجَعُتْ مِيلًا لِتُكْمِلَ غَفْوَتَها فَاَلْصِغارُ النَّوْمَ جَيِّدٌ لِصِحَّتِهِمْ هَكَذَا قَالَتْ مَرْيَمُ وَجَلَسُتْ تَشْرَبُ قَهْوَتَها بِانْتِظَارِ عَوْدَةِ عُمَرَ فَأَمامَهُمَا قَرارٌ صَعْبٌ وَخيارينِ اَمّا اسْتِقالَةُ عُمَرَ مِنْ مَنْصِبِهِ فِي الشَّرِكَةِ اَلَّتِي يَعْمَلُ فِيهَا أَوْ تَقْديمُ تَقْريرٍ عَنْ مَا يَحْصُلُ مَعَهُ والْخيارُ جِدًّا " مُكَلَّفٌ فِي الِاثْنَيْنِ . المُهِمُّ أَنْ نَبْقَى مُتَلَاخِمِينَ وَلَا نُخْفي عَنْ بَعْضِنا شَيْئًا " لِنواجِهَ مَصيرَنا مُتَحَدِّينَ يَا حَبِيبِي مُتَعَاضِدِينَ وَلْتَكُنْ دَائِمًا لِي الحائِطُ اَلَّذِي لَا يَمِيلُ ضَحِكَ عُمَرُ وَقَالَ مُمَازِحَا " هَلْ أَنَا حائِطُ هَذِهِ شَتيمَةٌ أَمِّ غَزَلٍ يَا مُرَيْمَتِي أَكِيدٌ لَا أَقْصِدُ اَلَا الخَيْرَ فَخْقِيقَةَ أَنْتَ سَنَدَنا وَقوَّتُنا أَرْجُو مِنْ اللَّهِ أَنْ يَمْنَحَكَ القوَّةَ والثَّباتَ وَأَنْ يَفْتَحَ عَلَيْكَ كُلَّ أَبْوابِ الخَيْرِ كُنَّ قَوِيًّا " وَاِبْقَ كَمَا الكُلُّ يَعْرِفْكُّ آدَميٌّ وَلَا تَتَرَدَّدُ كَمَا قُلُتْ لَكَ الأَرْزاقُ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ مُدَبِّرُ الأُمورِ لَا تَخْسَرُ نَفْسَكَ فَنَخْسَرُ حَياتَنا وَعائِلَتِنا ونَشْرُدُ بَنَاتِنَا وَفَّقَكَ اللَّهُ لَمّا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ وَدَمُتْ لَنَا بِصِحَّةٍ جِيظَةٍ حَبِيبِي عُمَرَ ذَهَبَ الَّى الشَّرِكَةِ وَفِي جَعْبَتِهِ وَرَقَتانِ واحِدَةً الِاسْتِقالَةَ والثّانيَةُ شَكْوَى لِمَجْلِسِ الاِّدارَةِ قَدَمَهُمَا وَرَجَعَ الَّى البَيْتِ الَّى حِضْنِ زَوْجَتِهِ وَوَسَطِ بَناتِهِ يُفَكِّرُ بِكَيْفيَّةِ البَحْثِ عَنْ عَمَلٍ جَديدٍ وَمَا فِي الخَّزْنَةِ يَكْفِي لِأَشْهُرِ زَوْجِي الطَّيِّبِ الحَمْدُ لِلهِ عَلَى عَوْدَتِكَ لِي سَالِمًا " مُعَافًى جَسَدِيًّا " وَنَفْسِيًّا " وَعاطِفيًّا ' لَقَدْ خِفْتُ أَنْ تَرْحَلَ الَّى حِضْنٍ واحِدَةٍ غانِيَةٌ حَقِيقَةِأَنَا أَغارَ عَلَيْكَ مِنْ النَّسيمِ اَلَّذِي يَلْفَجُ وَجْهَكَ وَمِن فِنْجانٍ يُلامِسُ شَفَتْيك وَمِن نَظَراتٍ تَلْتَهِمُ مَظْهَرَكَ وَقيافَتَكَ وَلَيْسَ بِالْيَدِ حيلَةٌ - أَصْلًا " أَنْتَ نِسائيٌّ كُلُّها وَحُبَيْباتِي وَحَياتي وَمَا قُمُتْ بِهِ لَيْسَ لِأَبْحَثَ عَنْ حِضْنٍ ثانيَةٍ بَلْ هَرَبًا " مِنْ وَجَعِي يَا غاليَةَ . عَانَقتُهُ وَقَالَتْ لَهُ لِنَبْحَثَ مَعًا " عَلَى النِّتْ وَقَبْلَ أَنْ تَرْجِعَ مَارِيَا وَمِيرًا مِنْ الحَضّانَةِ ماَشاءَ اللَّهِ هُمَا يَكْبِرَانِ وَطَلَباتِهِمَا تَزيدُ وَجَمالُهُمَا يُذِيبُ قَلْبِي أَحَبُّكُمْ جَمِيعًا " وُجودُكُمْ هوَ رَوْحٌ حَيَاتِي . حَبِيبَتِي لَا عَلَيْكَ أَنَا أَبْحَثُ وَأَنْتَ اَلْتُفْتي الَّى عَمَلُكَ قَبْلَ مَجيئِهِمَا أُحِبُّكِ كَثِيرًا " حَبِيبَتِي . . . . وَكَثُرَ اَلْنَهيقُ وَاعْتَقَدَ الحِمارُ بِصَوْتِهِ يُصْبِحُ حِصانٌ . لَا اَلْنَعالَ الذَّهَبيَّةُ تَغَيَّرُ الْحَالَ وَلَا اللِّسانُ الجارِحُ يُبَرْهِنُ أَنَّكَ مِنْ الأَخْيَارِ . مِنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ لِيُتْقِنَ عَمَلَهُ وَلِيتْقِي اللَّهُ فِي العَمَلِ وَفِي النّاسِ . . ، كَتَبَ عُمَرُ عَلَى صَفْحَتِهِ عَلَى الفِيسْبُوكْ قَاصِدًا " مُديرَتَهُ السَّيِّئَةُ الذِّكْرِ كَمَا قَالَ وَتُكْتَبُ لَهُ زَوْجَتُهُ أَوَّلُ تَعْليقٍ : كُلُّ مَشاكِلِ البَشَرِ تَأْتِي مِنْ الضَّعْفِ البَشَريِّ مِنْ أَنانيَّةٍ وَحُبِّ الذّاتِ وَاَلْهَرْوَلَةِ لِجَمْعِ الْمَالِ وَهَؤُلَاءِ هُمْ كَشاشينِ حَمّامٍ لَا شَهادَةَ لَكُمْ وَلَا مَقامَ . . وَكَتَبَ لَهُ صَديقُهُ فِي الشَّرِكَةِ والْعارِفِ لِمُحَرِّيَاتِ الأَحْداثِ :وَهَذَا النَّوْعُ مِنْ البَشَرِاَنْ رَفَسَتُهُ عَوَى وَانْ تَرَكْتْهُ نَبَحٌ وَفِيكِلا الأَمْرَيْنِ صُراخٌ وعويل.

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

الدهاشنه لملكة الابداع اية محمد رفعت

read
1K
bc

العنيده والامبراطور(وعشقها الامبراطور 2.) لملكه الإبداع"ايه محمد"

read
1K
bc

خبايا القدر

read
1K
bc

روح ملاكي

read
1K
bc

وردتي الخرساء (غصن بين الصخور)

read
5.6K
bc

The last siren(السيرين الاخيرة)

read
4.3K
bc

عشقت سجينتى البريئة

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook