رواية موسم صيد الذئاب .. الموسم الأول
رواية
موسم صيد الذئاب
……...
الموسم الأول
……...
في إحد المستشفيات الطبية الخاصة بالقاهرة ، في منتصف الليل
في طرقة طويلة يمشي حذاء رجالي أنيق بخطوات مسرعة وتظهر طرف عباءة يتطاير من سرعة المشي
صوت أقدام الحذاء عالية و سريعة الخطوات ، تنتهي الطرقة ويقف الحذاء
تظهر طرقة جانبية بها عدة غرف يمينا ويسارا ، على كل غرفة لافتة مكتوب عليها كلمات مختلفة عن اللافتة الٱخرى ( غرفة عمليات – غرفة حضانة – غرفة أشعة – غرفة تحاليل و ..............)
الممرضات تقف يمينا ويسارا يحملن الأدوية والحقن ، وهم مرتدين البالطو الأبيض ، والأطباء يمشون وهم يلتفتون ينينا ويسارا يبتسمون هم يلقون التحية على من يقابلونهم
تظهر طرف العباءة فتسمع أصوات همهمات واستقبالات حافلة من الأطباء
والممرضات هنا هناك وهو يقولون : شرف*نا يا حج
وآخرون يقولون :ازيك يا باشا
وآخرون يقولون : نورت المستشفى يا حج
وآخرون يقولون : أيه النور ده كله يا حج؟
وأصوت أخرى متسائلة تقول لبعضها بصوت منخفض: مين دا ؟
يظهر رجل خمسيني ، قصير القامة ، أصلع الشعر، يرتدي نظارة طبية ، و معطفا أبيض يخرج من غرفة مكتوب عليها (مدير المركز) غاضبا
مدير المستشفى و هو يقول بصوت مرتفع للأطباء والممرضات بغضب : هو في أيه ؟؟؟ ، مين اللي فتح غرفة الطوارئ من غير اذني ؟؟
ينظر المدير إلى الرجل من أسفل إلى أعلى، يظهر حذاء الرجل بني غامق أنيق ، ويرتدي جلباب بني غامق قيم من قماش غالي الثمن ، ومن فوق الجلباب عباءة أنيقة بني فاتح حتى تصل عيناه إلى رأس الرجل
يبدو الرجل أنه كبير في السن فوق الستين، طويل القامة ، معتدل للقوام ، قمحي البشرة ، وجهه كبير مربع ، ذو عيون بنيه ضيقة حادة ، وأنف طويل ، وشفاه غليظة ، ووجه يبدو عليه تجاعيد الزمن وشقاء الأيام ، وشعر أبيض قصير ناعم ، يظهر على ملابسه وشكله الثراء الفاحش وتبدو على ملامحه الصرامة والقوة
ينظر إليه الرجل الكبير في السن
الرجل يتكلم بحدة و يقول إلى مدير المستشفى : أنا اللي أمرت بفتح أوضة الطوارئ ، بنتي مريضة ومحتاجة علاج فورا
مدير المستشفى ينظر إلى الرجل بعصبية وهو يقول له بصوت مرتفع غاضب : يعني أيه أنك تفتح أوضة الطوارئ ، المستشفى ليها قوانين يا حضرت ، وما فيش شغل ولا طوارئ دلوقتي
ينظر الرجل إلى مدير المستشفى بغضب ولا يرد عليه
ينظر مدير المستشفى إلى الرجل ويشير إليه بيده باستخفاف ويقول له : ممكن تروح المستشفى الحكومي اللي جنبنا
الرجل ينظر إلى مدير المستشفى بعينين غاضبة ويقول له و باستعلاء : مين اللي يروح المستشفى حكومي ، الكلام دا موجه ليه أنا ؟
المدير ينظر إلى الرجل بحدة ويقول له : أيه يعني أما تروح المستشغى الحكومي ، هو مين حضرتك يعني ؟
الرجل ينظر إلى مدير المستشفى بعظمة وهو يرفع رأسه إلى أعلى ويقول إلى مدير المستشفى : أنا حسن عبد الجواد
يجري أحد الأطباء بالمركز نخو مدير المستشفى ، ويقوم بسحب مدير المستشفى إلى داخل غرفته بسرعة وهو يهمس في أذن المدير بصوت منخفض لا يسمعه مدير المستشفى
……………...
(داخل غرفة مدير المستشفى ، غرفة واسعة عند الدخول مكتب فخم أمامه كرسيان كبيران من الجلد ، يتوسطهما منضدة صغيرة ، أسفلها سجادة فخمة غالية الثمن ، و بجوار المكتب شمالا يوجد دولاب صغير به الكثير من الملفات، و بجوار المكتب يمينا توجد ثلاجة صغيرة، وعلى الحائط الخلفي للمكتب معلق صور كثيرة لشهادات تقدير للمستشفي باللغة العربية والانجليزية وعلى المكتب لافتة من الخشب مكتوب عليها ، مدير المستشفى الطبية ( دكتور / مصطفى علواني)
المدير ينظر إلى الطبيب الذي أدخله وهو يقول له غاصب : أيه يا دكتور سلام فيه أيه؟ ، الراجل دا لازم يتهزأ ، ويتمسح بكرامته السيراميك
ينظر دكتور سلام إلى مدير المستشفى بلوم وهو يقول له : أنت متعرفش دا مين يا دكتور مصطفى؟
ينظر مدير المستشفى ببلاهة إلى دكتور سلام وهو يقول إلى دكتور سلام رافع كتفه : ما هو قال يا أبني اسمه
ينظر مدير المستشفى إلى دكتور سلام ويض*ب على رأسه ليتذكر الاسم ويقول وهو يفكر بعمق : حسن.... ، حسن أيه؟؟
دكتور سلام ينظر إلى مدير المستشفى وهو يقول بلغة التعظيم: ده ، حسن باشا عبد الجواد، صاحب أكبر شركات استيراد وتصدير اللبان في الوطن العربي ، و عنده أشهر مصانع اللبان ، وعنده كمان مشاريع بمليارات ، وقادر يقفل المستشفى دي في ثانية واحدة لو حب
ينظر مدير المستشفى إلى الدكتور سلام بقلق ويقول له بتوتر: أنت متأكد يا دكتور سلام من الكلام اللي بتقوله دا؟
ينظر دكتور سلام إلى مدير المستشفى مبتسم ويهز رأسه بالإيجاب وهو يقول إلى مدير المستشفى : أيوه طبعا متأكد من الكلام دا يا دكتور مصطفى ميه في الميه
ينظر مدير المستشفى بقلق إلى الدكتور سلام وهو يقول له : طيب أنا أعمل إيه دلوقتي في الورطه دي يا دكتور سلام؟
ينظر الدكتور سلام إلى مدير المستشفى الدكتور مصطفى وهو مبتسم ويقترب منه ويقول له بهدوء: هقول يا دكتور مصطفى تعمل أيه بالضبط
ينظر مدير المستشفى إلى الدكتور سلام وهو يقول إلى الدكتور سلام بهدوء: قول
…………...
يخرج مدير المركز من غرفته ويبدو عليه الخضوع
مدير المستشفى ينظر إلى حسن عبد الجواد مهلا وهو يقول له : حسن باشا عبد الجواد ، أهلا أهلا بحضرتك شرفت المستشفى ، معلش بقى يا حسن باشا زي ما بيقولوا في الأمثال اللي ما يعرفك يجهلك ، ثواني بس وغرفة الطوارئ تكون جاهزة لمعاليك
ينظر حسن عبد الجواد إلى مدير المستشفى وهو مبتسم و ويقول له بهدوء : طيب تمام كدا ، حسن عبد الجواد ما بيهزرش
………………...
يطل شعاع نور من خلال النافذة ، و يظهر أنه وقت الفجر
يجلس حسن عبد الجواد أمام غرفة الطوارئ و هو مستيقظ تمر إحدى الممرضات أمام حسن عبد الجواد ، يشير لها حسن عبد الجواد بيده ، تجري الممرضة على حسن عبد الجواد وتقف أمامه وهى تنظر إليه وتقول له مبتسمة : تؤمر بحاجة يا حسن باشا
ينظر حسن عبد الجواد إلى الممرضة ويقول لها بهدوء: اسمك ايه يا بنتي ؟
تنظر الممرضة إلى حسن عبد الجواد وتقول له مبتسمة : اسمي اسماء يا حسن باشا أي خدمة تحب أني أقدمها لحضرتك
ينظر حسن عبد الجواد إلى الممرضة مبتسم وهو يقول لها بهدوء : أيوه يا بنتي عايز منك طلب لو أمكن
تنظر الممرضة إلى حسن عبد الجواد وهى تقول له بعيون سعيدة : اتفضل أؤمر يا حسن باشا
ينظر حسن عبد الجواد إلى الممرضة بحرج وهو يقول لها : معلش يا بنتي عايز منك أنك تجيبي لي ….
…….....