البارت الثانى

1989 Words
حمزة : ما تلك الصورة التى تعتزين بها كخلفية لهاتفك ؟ شما : هذه الة الهارب انا من اول العازفين عليها حيث انه فى مصر لا نتعد التسع فتايات المتمكنين فى العزف عليها حمزة وما اعجبك فيها ؟ شما : هذه اله اجدادنا الفراعنة وكانوا يستخدمونها فى حفلاتهم ولعلك ترى رسمها منقوش على جدار الغرف الملكية حمزة وهو يسخر منها : ولكنها الة كبيرة الحجم على فتاة رقيقة الجسد والقامة شما : ههه صحح الفاظك تقصد قصيرة القامة ولكنك لم ترد احراجى حمزة ههه ولكنك لستى بقصيرة بل على الع** انتى فارعة الطول ولكن الالة هى الكبيرة الحجم عليك وحتى علي ثم اكمل قائلا هل لى ان افوز بسماع مقطوعة منها ولم يتركها حتى اسمعته مقطوعة مسجلة على هاتفها وما ان انتهت الا وقالت هذه احزن الحانى عزفتها وانا فى قمة اوجاعى ولهذا خرجت جميلة لانها خرجت من بين اوجاع حقيقية نفضت عن نفسها تذكرها لهذا الحديث وعادت لواقعها واول ما دلفت من الباب وضعت ما بيدها من اكياس على طاولة صغيرة جوار الباب ونادت على صديقتها جميلة جميلة سمعت صوتها فاتتها وكانت جميلة فتاه حقا غاية فى الجمال ولكنها للاسف سجينة كرسى متحرك تبلغ من العمر الرابع والثلاثون وغير متزوجة جميلة وهى تحرك كرسيها والابتسامة الهادئة مرسومة على ملامحها البريئة : اهلا شما كيف حالك وحال يومك ؟ لعلك رزقتى رضاه ؟ مالت نحوها شما وقبلت راسها وهى مبتسمة وقالت : لقد رزقت رزق لا يضاهيه احد فقد رزقنى الله بك يا جميلة وهل هناك اجمل منك رزق ؟ ربتت جميلة على يدها وقالت : ربى يديمك نعمة لنا اتت على اثر صوتهم فتاه اخرى وبيدها منشفة تجفف وجهها فقد كانت لتوها انهت حمامها سماح : اتركى لى قليل من هذا الحب يا جميلة ضحكت شما وفتحت لها ذراعيها وقالت : كل الحب لاختى وابنتى الصغيرة ولا تحزنى ارتمت سماح فى ص*رها سماح فتاه صغيرة تبلغ من العمر العشرون عاما ولكنها دوما متسامحة ومتصالحة مع حالها ولم تخجل بكونها تركت تعليمها جبرا لكى تساعد امها فى تربية اخواتها الاصغر منها بعد وفاه ابيها وامها سيدة ريفية ليس لديها خبرة باى شىء سماح اتت الى الاسكندرية لعلها تجد اى فرصة عمل وبالفعل وجدت فرصة كخادمة لسيدة مريضة وتعرفت بالصدفة على شما عندما وجدتها فى فيلا تلك السيدة العجوز عندما كانت تتفق معها على اقامة حفلة فاخرة احتفالا بعيد زواج ابنها الكابتن انس وقصت على شما حكايتها وانها ليس لديها مأوى سوى هذه الفيلا فكانت تبيت مع العجوز ولكن شما استضافتها فى بيتها وجعلت الفيلا مكان عملها فقط وفى المساء كالعادة انفتحت كل غرف البيت وتشاركن من فيه الحديث فمنهم من حكى عن يومه ومنهم من حكى عن المه او ما عاناه ولكن جميعهن كن يعتبرن شما هى المحور لهن ....... عند حمزة دلف لتوه للفيلا بعدما انهى لقائه مع شما وما ان دخل حتى نادته فريدة خطيبته او زوجته بحكم اعترافه لها : اهلا حمزة كيف حالك وحال شما ؟ حمزة بضيق: ومن ادراك انى كنت مع شما ؟ ابتسمت فريدة ابتسامة حزينة وقالت : وهل لك اى صديقة اخرى تلجا اليها غيرها ؟ تجهم وجهه وزفر انفاسه بضيق ولكنه لم يرد اقتربت فريدة منه وقالت بخوف : لقد اتى يوسف منذ ساعة وانا من وقتها اتحاشى ان اظل امام عينيه ملياً حتى لا ينكشف امرى فانت تعلم مثلى كم هى نظرات يوسف حادة وكم هو اجش ليس فى صوته فقط بل فى طباعه وعلى الرغم من انى انا الاكبر منه سنا وانى اقرب الناس اليه الا انى اهابه ربما لانى اعلم ان خطيئتى ت**رنى حمزة : ارجوك يا فريدة ابتلعى هذه الكلمات فانا لست فى حاجة لان تذكرينى بها وان كنت تشعرين بالدونية لانك خونتى ثقته فيكى فانا اكثر منك فالرجل عندما يضع ثقته فى صديقه فصدمته فيه تكون عنيفة اما انتى ففى الاول والاخر انتى ش*يقته هنا قطع حديثهم صوت يوسف وصوت ت**ير زجاج فتشبثت فريدة فى ذراع حمزة وقالت : يا الهى انه اصطدم باخيه وعرف انه لم ينتهى بعد عن شرب تلك الخمور ابعدها حمزة عنه بسرعة وركض نحو الدرج واخذ يصعده بسرعة بينما اختفت فريده وانزوت فى غرفتها اخيرا وصل حمزة نحو غرفة يونس ودخل عليهما يونس هو ش*يق يوسف الكبير وعلى الرغم من كبر سنه الا ان الكل يعتبر أن يوسف هو كبيرهم .......... يوسف شاب ناضج يبلغ من العمر السابعة والثلاثون يعمل رائد فى المخابرات الحربية يعمل فى القوات الخاصة بالفرقة 999 التابعة للمخابرات الحربية وكان من الطبيعى ان يتسم جسده وفقا لشروط القبول فى هذه الفرقة ان يكون قوى البنية وطويل القامة هذا هو مظهره الخارجى المحسوس الا انه يتسم بصفات اخرى فهو حاد النظرات من يراها لا يرى فيها الا القسوة والصلابة ولكن لم يرى احد الصفات الاخرى المتوارية خلف تلك النظرات يكرهه من يتعامل معه فى العموم لانه رغم عصبيته الا انه يبدوا كما لو كان جبل من الجليد امام من لا يعرفه لان عصبيته تلك لم تظهر قط الا على من يحبهم لانه لا يخرجها الا ان غضب عليهم لفرط خوفه عليهم والغريب انه لا يغضب ولا يتعصب من احد منهم ان كان الخطا منهم فى حقه فهو شديد التحمل على نفسه يتميز يوسف بلون بشرة سمراء فقد لفحته الشمس اياماً وسنوات منذ صغره حتى تدريباته وعملياته التى يقوم بها كذلك فاهم ما يميزه هو **ته الدائم حيث ان لتربيته اثر فيها واكدتها طبيعة عمله اما اخيه يونس فيبلغ من العمر التاسعة والثلاثون ولكنه مدمن خمور حد الموت ولم يدخل طريق الادمان بالصدفة الا انه دخله هروبا ومضطرا من قسوة معاملة ابيه ........ حمزة وهو يزيح يوسف عن يونس : مهلا يا يوسف ليس المنع هكذا بالتعدى افلت يوسف نفسه بكل سهولة من بين ذراعى حمزة وقال بعصبية : كيف ابعده اذن يا حمزة فقد منعته بكل الوسائل وهو لم يكف وكانه ينتقم منى لانى امنعه فيدمنها اكثر حمزة : اهدا يا يوسف لا يكون المنع عن ادمان اى شىء الا بطريقتين اما الاحتواء للمدمن حتى يمر من فترة الاحتياج او بالرغبة الداخلية من المدمن نفسه ولكن الجبر دوما ياتى بنتيجة ع**ية يوسف وهو يلوح بيديه لاخيه يونس الذى استسلم لدموعه وكانه يقول لاخيه لقد خذلتك فى ثقتك : وما الذى يمنع رغبتك فى تركها الم ترى الى اى حال وصلت صحتك ؟ يونس ببكاء رجل يتالم الم السنين : قلت لك اليك عنى فلما تهتم لامرى ؟ انا اقبل عليها برغبة فهى الوحيدة التى تطاوعنى وتذهب بعقلى بعيدا عن تذكر اى شىء حتى انسى الم الايام **ت قليلا ثم قام من مكانه وقال بكل عصبية : ابتعد عنى يا يوسف واياك ان تحرمنى عن لذتى الوحيدة مرة اخرى فوالله وكانك صرت مثله تنتقم منى فى شىء لا اعرفه هنا مد يونس يده ليجذب ش*يقه من ياقة حلته الرسمية واخذ يهزه او انه اعتقد انه استطاع ان يهز هذا الجبل من مكانه وفى الحقيقة فكانت قبضته كما لو كانت ريشة احتكت بجبل صامد فلم يتحرك يوسف انش من مكانه بل على الع** تحكم هو فى قبضة اخيه واعتصرها لكى يفيق لما هو فيه وينظر لحاله يونسقال بصوت مهزوز نتيجة سكره او ربما صوته كان مهزوزاً من شدة الم قبضه يوسف عليه : ساشرب واشرب حتى الممات فان كانت لحياتى معنى لكنت اول واحد يلقى بتلك الزجاجات ولكن ليس لحياتى معنى فاهرب منها بتلك الخمور يوسف بعصبية وقد افلت يد اخيه عنه : انا لست بابيك لانتقم منك بل هو من انتقم منك ومنى ولكنى لم استسلم لعنفه ولم استسلم لنزواتك وهذا هو الفرق بينى وبينك يونس وهو يستند على حمزة الذى بدوره ساعده للجلوس : منال لم تكن نزوة فى حياتى بل كانت حبيبتى يوسف وقد مال نحو اخيه وبعينان حادتان : ولكنها ماتت. ماتت هل ستظل هكذا تبكى على اطلالها ؟ الم تنظر لنفسك وتفهم انه قد حان الوقت لنبحث عن منزل مستقل لنا ؟ ام سنظل هنا فى منزل عمك ؟ ليس لدى المقدرة ان امكث هنا طويلا لاشرف على بناء بيت بل كنت اعتمد عليك فى هذا ولكنك خذلتنى حمزة : ما هذا الكلام يا يوسف ؟ بيت عمك هو بيتك ثم انك غير مقيم فى بيت عمك بل انت مقيم فى بيت زوجتك وهى شريكة لى ولامى فى هذا البيت نظر له يوسف بضيق وقال : افهمنى يا حمزة انا افهم صدق مشاعرك لانى افهم جيدا صدق اخوتنا ولكنى لا افتأ اذكر يوم ان تركنا الملقب بابى دون اى نقود نقتات منها او نتعلم منها ولولا عمى ساعدنا واتى بنا الى هنا لكنا فى حال غير الحال ولكن من حقنا ان نعيش بكرامة فى اية حال حمزة : تتكلم هكذا وكانك طيلة الايام معنا ونحن فى الحقيقة لا نراك الا بضع ساعات فى الشهر او ربما فى الشهور وتتكلم عن الكرامة وكانك كرامتك تهان فى بيت عمك هنا رد يونس وهويكفكف دموعه : يوسف عنده حق يا حمزة فان لم يتواجد هو كثيرا فانا مقيم دائم وزوجته ايضا من حقها ان تشعر بقيمتها وان زوجها وفر لها مسكن خاص بها ثم انك اجبت على سؤالك بنفسك وقولت بيت عمك اى ليس بيتنا مهما كان بيننا من صلة نسب او دم او عصب فالوصف هو الوصف هنا جلس يوسف جلسة الق*فصاء امام ساقى اخيه وقال بصوت حنون : احيانا كثيرة اعتقد انك لازلت بكامل قواك ال*قلية ولكن جميع الاطباء اثبتوا انك اصبحت عبدا لتلك الداهية وانك قريبا ستذهب رصانتك وذاكرتك كما ذهبت عنك صحتك وقوتك ثم اخذ ينظر على اطراف اخيه الاربعة وهى ترتعد لانا لم تعد بها اعصاب تتحكم فيها من كثرة الخمور وقال بالم : ولكنى ايضا اعود واكذبهم واقول اخى هو اخى مهما فقد من رصانة او صحة وسيظل كبيرى وسندى حتى وان ذهب كامل عقله وقوته هنا نظر له يونس وبعينين مملوءتا بالدموع احتضن وجه اخيه وقال : والله انى اصارع الدنيا لاسترجع عقلى لاجلك انت فقط حتى لا اخذلك في ولكنى اضعف صدقنى يا يوسف ان كنت تمكث معنا لكان حالى تبدل هنا جاء الدور على يوسف فاحتضن اخيه وهما لايزالان على نفس الوضع ثم قال له هامسا : استرد عقلك لكى تتولى الوكالة عن اختك يوم زفافها على حمزة فانت كبيرنا ثم انها هى توأمك انت ولست انا ...... طرق يوسف باب غرفة نومه ودلف ببطء وحذر فوجد انثى فاتنة الجمال ترد عليه ببرود وتقول : فى كل مرة تطرق الباب وكانك تستاذن للدخول وكانها ليست بغرفة نومنا وكانك غريب عنى نظر لها يوسف بعيناه الباردتان وقال : هذه اداب تادبت عليها منذ دخولى الكلية فاصبحت فى دمى سواء معك او مع غيرك كانت جالسة فى فراشها بثوب نومها الاسود الانيق مما زادها فوق الجمال افتتان وكانت ترتشف فنجان قهوتها فقامت من مكانها برقة ووضعت الفنجان على الكمود واقتربت منه بدلال واحتضنت وجهه بكفيها وقالت : غبت عنى ثلاثة اشهر مرو على وكانهم ثلاثمائة دهراً ارتعدت اوصاله وخاف ان يميل فاخذ نفس عميق وابعد كفيها عن وجهه وقال بابتسامة مصنوعة : اشكرك على مجاملتك يا مها وتقبلى عذرى واعتذارى فليس بيدى البعد عنك انتى والاولاد عادت ومدت يديها ولكن هذه المرة نحو ص*ره وبدات تتحسسه باناملها وقالت انا لم اجاملك ولكنى اقول ما اشعر به فلماذا اغلقت قلبك وابيت ان تصدق ؟ هنا اقشعر جسدة وارتد مبتعدا عنها برفق وولاها ظهره وكانه لم يسمع منها اى شىء متجها نحو الحمام هروبا من اي كلمات اخرى ثم توقف فجاة وقال : كيف حال مالك وياسمين ؟ قالت بغيظ وهى تعض على شفاها : فى احسن حال ولم ينسوك ولو لحظة هنا عاد ونظر لها وقد اشرقت ملامح وجهه وقال : حقا اين هما اذاً وخرج على الفور من الغرفة ليبحث عنهما ولم يغتسل كما كان ينوى .......... شما وهى تنسق على الحاسوب باقات الورود التى ستكون فى حفلة الزفاف القادمة : ما رايك فى هذه الالوان يا جميلة هل تنسيقهم جيد هكذا ام اغير اماكنهم ؟ جميلة وهى تقترب بكرسيها المتحرك نحو الحاسوب : ان ذوقك رفيع حقا يا شما شما : وما رايك فى هذة اللوحة المزينة هذه ستنسدل من اعلى جدار حائط فى قاعة العرس وسيكتب فيها كلمات رومانسية للعروسين جميلة : اه يا ربى رائعة حقا والوانها دافئة شما : ساترك لك مهمة ان تكتبى لى الكلمات التى سادونها هنا فانتى شاعرة رقيقة وربما تعبرين افضل منى بكلمات مختصرة جميلة : اكتبى ما تريدين ان تقرايه لنفسك اى تخيلى نفسك انتى العروس واهداك عريسك بعض الكلمات فاى كلمات ستسعدك ؟ اكتبى ما تشعرين به يا شما فما ينطق به القلب تقبله الروح شما وقد شردت قليلا وكانها تحلم وقالت : ان اردتى ان اكتب كلمات صادقة حقا فلابد ان اذهب اولا للشجرة واجلس تحتها ولولحظة حتى تاتينى صورته فاحدثها جميلة : تقصدين حمزة ؟ شما وقد انتبهت فقالت نافية : لا حمزة حتى الان لا اعرف ان كنت احبه حقا ام انى ادمنت فقط وجوده فى حياتى
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD