البارت الثالث

1953 Words
**تت للحظات ثم عادت تقول صدقينى يا جميلة من نعومة اظافرى وانا انعم بنعمة سلامة الص*ر والنية وربما هذا ما يجعلنى دوما ص**حة حتى ما نفسى وربما الحقيقة الواحدة التى لم اقبلها او تعمدت عدم قبولها هى حقيقة واحدة انى لم احبه يوما جميلة : تقصدين يوسف ؟ شما وقد تن*دت تنهيدة عميقة : نعم يا جميلة والغريب انى بقدر ما احببته بقدر ما احاول ان ابعده عن تفكيرى الا انه ينازعنى رغما عنى وكأن طيفه يقول لى انا حبيبك مهما حاولتى ان تنسينى جميلة : والله انك لرومانسية حتى انك احببتى شخصاً لم يكلف نفسه يوما ان يهدا من لوعاتك ويعترف لك والادهى انه اختفى من حياتك دون عودة وانتى لازلتى تتذكرينه شما وهى شارده فى منظر الزهور التى كانت تنسقها على شاشة الحاسوب : احيانا كثيرة يا جميلة العاشقان لا يحتاجا الى تعبير عن حبهما بالكلام فيكفى لغة القلوب فقد يكذب ا****ن وتنطلق منه الحروف باردة فيشعر القلب بزيف الحب كما الحال فى زيف كلماته فى حين قد يعجز ا****ن فى التعبير عن مكنون القلب كما لو كان عاجزا كلية عن الكلام الا ان القلب يصرخ ناطقا بالحب القلب يستشعر بالحب من لغات الجسد مكتملة فقد يفهم ان الحب متبادل من مجرد نظرة حنان دافئة او نظرة اشتياق متلهفة يا جميلة من رحمة ربنا علينا ان القلب يستشعر الحب من لغة الجسد فقد تعش*ين انسان دون ان تراه عيناك ولكن حبه قد وصل لكى بوضوح دون الريبة والشك ولهذا قد يعشق الا** والابكم والاعمى والا فكيف عشقوا هؤلاء اذن ؟ وكيف استشعروا صدق من امامهم ان كانوا لا يسمعون او يبصرون ؟ جميلة : اوافقك الكلام حقا لانه قد حدث معى بالفعل شما وقد انتبهت لاخر كلماتها وقالت : أحقاً يا جميلة ما تفوهتى به ؟ كيف حدث هذا ومتى واين ؟ جميلة بابتسامة هادئة : مهلا . مهلا يا شما ربما فهمتى كلامى على المحمل الخطأ فانا قلت لكى حدث معى ولكنى لم اقل لك انى اعيشه او عيشته شما : اياً كان وصفك واياً كان ما فهمته ما يهمنى الآن ان افهم كل شىء وتركت حاسوبها والتفتت كليه لصديقتها وقالت احكى كل شىء . كل شىء داخلك بصدق حتى وان كان مجرد حروف متبعثرة وانا سافهم كل شىء شردت جميلة وركزت ببصرها نحو نقطة فى الفراغ وقالت : انتى تعرفين يا شما ما هى حكايتى فانا اكبر اخواتى وقد توفى والدنا ونحن فى سن مبكرة وتعجبت من يومها من مشاعر الامومة التى دبت فى قلبى منذ اللحظة الاولى عقب وفاة والدى وقتها وجدت امى تقول لى : ساعدينى يا ابنتى ان امر بتلك الازمة واخرج بك انتى واخوتك لبر الامان فقلت لها لا افهم ما تقصدين نظرت لشما وقد اغرورقت عيناها وقالت : كنت طفلة صغيرة فى مهدى يا شما لا افهم ما تقوله ولكن شىء بداخلى كان يهدأ منى ويقول لى هى تقصد ان تساعديها وتعينيها فى تربية اخوتك وانى تكونى معها كما كان ابوكى وجدتها تقول حاولى ان تاكدى على اخوتك انى ساوفر لهم ما يريدون ولكنى لن اوفر الشىء مرتين اى ساوفر لهم مصرفاتهم المدرسية لكنى لا استطيع ان اوفر لهم الكتب الخارجية وان وفرت لهم الكتب الخارجية لا اتحمل ان يرسب احدهم لانى لا ولن استطع ان اعيد ما انفقته للمرة الثانية فاما ان ينجحوا والا فلا اعادة لهم وانى ان وفرت لهم وجبة عليهم الا يتدبروا لانى ربما لا استطع ان اوفر لهم التى بعدها اذا فعليهم ان يغتنموا الفرص لان الفرص لن تاتى اليهم الا مرة واحدة يومها شعرت ان امى ستمربمحن ربما تعجزها فى بعض الايام ولا اعلم ان كانت تلك الايام ستكون قريبة ام بعيدة لكن ما كنت على يقين منه انه وجب على ان اترك دراستى واتفرغ للعمل فى اى مكان لاساعدها وبالفعل فعلت ورحبت هى **تت للحظة ثم عادت واكملت قائلة : الغريب ان امى نفسها نسيت انى انثى وانى لازلت طفلة فقد وجدتها كل يوم تنادينى وتعطينى فى يدى ما قد **بته من نقود فى يومها فقد كانت تعمل كخادمة فى البيوت بينما كنت انا امسح السلالم ومداخل العمارات فى مكان اخر ولم تسالنى يوما كم **بتى اليوم ولم تسالنى كيف ستنفقين هذه الاموال بل الادهى انها حتى لم تحظرنى من المخاطر التى قد اواجهها من مضايقات اصحاب الشقق والعمارات وكانها استشعرت وكانى انا زوجها حقا وشعورها هذا قد ولد فى روح النضوج المبكر فنسيت نفسى ونسيت انى انثى وعكفت على انى انا الزوج والاب كنت انا التى اقسم المال على ايامنا وانا الموكولة باعطاء اخوتى مصروفهم اليومى او الذهاب باحدهم الى الطبيب ان مرض وهكذا صارت حياتى مع امى حتى يوم ان حضت اول حيضاتى شعرت شعور غريب لن تصدقينى ان وصفته لكى شما بحنان وهى تربت على كف صديقتها لتزيل عنها الشعور بالالم او الخجل : قلت لك احكى كل ما يرد فى عقلك وسافهمك جميلة : يومها كنت امسح مدخل احدى العمارات وشعرت بالم شديد يمزق اسفل بطنى لارباً فظننت انى اخذت نوبة برد بسبب المياة التى كانت تبلل ملابسى فتحملت ولم اشتكى واكملت يومى فى **ت ثم ذهبت الى البيت فى اخر اليوم وقد ازداد تعبى فوجدت امى تشتكى هى الاخرى بتعب فى راسها فوجدتنى اهون عليها وكدت اشتكى اليها انا ايضا الم بطنى ولكن العجيب انى وجدت انا نفسى انهر نفسى فكيف للرجال ان تشتكى الامها امام النساء فعكفت عن الشكوى وكاننى صدقت فعلا انى رجل وعندما ذهبت لاشترى لامى دواء من الصديلية فاستشعر الطبيب انى اتالم فحزن لاجلى لانه وجدنى طفلة وجسدى هزيل فاعطانى اقراص مسكنة فرفضت وتعمدت ان اقف مستقيمة حتى اثبت انى رجل وفى الصباح قمت من نومى ولم الاحظ انى قد حضت وان الفراش قد تبلل منى ولكن امى قد اكتشفت الامر فبكت بمرارة لانها لم تلاحظ على اى علامات لانها ربما نست حقا انى انثى فوجدها نادتنى وضمتنى ضمة لم انساها يوما فقد بثت فى قوة غريبة وانا اسمعها تهمس فى اذنى : سامحينى يا ابنتى فقد اهملت حقك فى انوثتك ولكنى سعدت بمساندتك لى ولولا مساندتك ما كنت اعرف كيف كنت ساربى اخوتك لم افهم سبب بكاءها فى هذا الوقت لانها لم تقل لى اى شىء ولكنى اكتشفت الامر عندما دخلت الحمام فتعاملت مع الامر وكاننى ارفضه فلم افرح كاى فتاة بانى قد اصبحت انثى يافعة حقا بل تعاملت وكانه شىء يعيبنى فانا رجل مرت الايام وانا اجاهد حتى وافت المنية امى ولحقت بابى فوجدتنى ازدت كهالة فوق كهالة حتى طمست بداخلى اى معنى للطفولة والشباب من بعدها وكان كل همى ان اواصل ما بداته امى واربى اخوتى ولا احوجهم لاحد وبالفعل قد نجحت وتخرجوا اخوتى من جامعاتهم ولكن كانت الطامة الكبرى فقد كنت اعتقد ان اخوتى سيفتخرون بى وانى انا من ساعدتهم على هذا النجاح كيفما كنت اسعد انا عندما اجد امى تنجح فى شىء معنا كنت اعتقد انهم سيشعرون حتما بتعبى ويقدروننى ولو بكلمة شكر ولكنى لم اجد منهم الاكلمات الجحود وربما لانهم اعتقدوا اكثر منى انى ابيهم حقا وان هذا امر مفروض على قالت اخر جملة وانسابت من مقلتيها دموع ساخنة مرة فكفكفت شما دموعها بكفها واعتذرت لها وقالت : اعتذر ربما انا من ابكيتك عندما ساعدتك ان تتذكرين الماضى جميلة : لا تعتذرى فتذكرى للماضى يشعرنى بنفحات انفاس امى وابى فتعطينى قوة للتحمل على كل ما هو قادم ثم تابعت قائلة : الاصعب انى رايتهم يتسابقون لان اظل لاهية عن انوثتى فدوما ما كانوا يكثرون من كلمات انى اصبحت خشنة ذات اذرع بعضلات وكانهم يؤكدون لى اياى ان اتذكر فى يوم انى انثى ناعمة حتى اخى الصغير كنت احبه اكثر مما كنت احب نفسى وكان حبه لى ايضا كبير فكان كل شىء يهون عنده الا ان يحزننى اى شىء وهو الوحيد الذى كان يدللنى ويشعرنى انى لست بابيه حتى يوم زواجه فقد كان حزين لانى كنت منهكة فى جهازه وحزين انى بعد زواجه ساظل وحيدة فى البيت ويوم عرسه مال على قدمى يقبلها وهو يبكى امام الجميع ويقول لهم هذه هى صاحبة الفضل فى حياتى نظرت لشما وهى تكفكف دموعها وقالت لقد توفى ابى وهو دون عامه الاول وتوفت امى وهو لازال صغيرا فربيته بنفسى شما بالم : يا الهى تتحدثين وكأن الفارق بينك وبينهم دهورا وليس اعواما قليلة فعلى ما اتذكر انى الفارق بينك وبين اخوتك لا يتعدى من الثلاث للاربع اعواما ما عدا هذا الش*يق الصغير ثم ان كلماتك كما لو كنتى تبلغين من العمر حد الكهولة حقاً ومن يسمعك لا يصدق انك فى زهرة شبابك وانوثتك فى تلك اللحظات اتت سماح وكانت قد سمعت معظم حديثهم فجلست بينهما وهى متجهمة الملامح فقد شعرت ان جميلة انما تحكى عنها هى فهى تقريبا اتت الى القاهرة لنفس السبب فهل سيكون مستقبلها هو نفس مستقبل جميلة ؟ جلست بينهما ب**ت ولكن جسدها وملامح وجهها لم يكونا صامتين بل كان جسدها يرتعد من قسوة ما تسمعه وتتخيله على نفسها بينما كان وجهها متجهم ولا يستطيع فمها ان ينطق بحرف ولا استطاع عقلها ان يتخيل تلك القسوة شعرت بها شما فنظرت لها وربتت على ظهرها وضمتها لص*رها وقالت لا تخافى فانتى ابنتى ولن اسمح لاحد ان يؤذيكى ابدا جميلة ايضا ربتت على ظهرها وقالت مطمئنة اياها : لا تخافى يا سماح وانتى معنا فلن يصيبك ما اصابنى لسببين اولهما انى معك وسانصحك بخبرتى وما اذانى حتى لا تتاذى منه وثانيهما انك اصبحتى فى كنف شما اى فى كنف صاحبة القوة والذكاء وسماحة النفس فتاكدى انها لن تتركك لنفسك هكذا بل ستقوى من حالك دوما ابتسمت سماح ولكنها لم تتفوه بل كل ما فعلته انها قبلت جبين جميلة وعادت وارتمت فى ص*ر شما جميلة مكملة : فى تلك اللحظات التى قبلنى اخى فيها ووقرنى كانت بداية لحظات تعاستى فمن يومها التفتت الى كل الانظار وجميعهم قدروا تضحيتى ووقرونى وانهالت على يد الخطاب وكلهم سبحان الله كانوا من ذوى الاملاك سماح مقاطعهة اياها : ولما لم تتزوجى اذاً ؟ جميلة لانهم جميعا للاسف اما كانوا يحتاجون لانثى لتدليلهم فقط دون ان تنجب لانهم فى الاساس متزوجون وان اعترضت فيكون الرد لما تعترضين بل احمدى الله ان هناك من قدرك واعتبرك انثى واخر يقول احمدى الله ان الفرصة لازالت مسموحة وقد فاتتك فرص الزواج يومها تحسرت عل حالى وبكيت قهرا والما ودعوت الله بجبر **رتى فعوضنى بشخص وجدته يتقدم لخطبتى وقد عشقنى من اول مرة . عشقنى لنفسى وقال لى احببتك واحببت براءة وجهك من اول مرة رايتك فيها صدقينى يا شما هو الوحيد الذى اعادنى لانوثتى وشعرت انى لازلت احمل جمال يغرى الرجال ففرحت ووافقت وكان غنياً فانهال علي بالهدايا ومع كل هدية كلمات رقيقة اعادت لى الحياة وكانى كنت اعيش فى الجنة ولكن السعادة لم تدم طويلا وكأن الدنيا كانت فى غفلة عنى وفى يوم اعتبرته بكل اعوامى اتانى خطيبى وقال لى اعتذر منك انسينى وردى لى هداياى فصدمت وسالته فقال لى اخوتك قصوا على حقيقتك وعدم زواجك حتى الان فانصدمت وقلت وهل كونى كافحت لاربى اخوتى عيبا فى نظرك ثم انك كنت تعلم هذا فما الجديد ؟ قال لى : اكتشفت انكى كنتى تبيعين جسدك ولهذا هم ابتعدوا عنك وتبرأوا منك هنا شل ل**نى ولم اعرف ما اجيبه به وانهرت ودخلت فى غيبوبه ولانه كان رجلا شهما حملنى الى المستشفى وظل معى حتى استعادت وعيى وقد عرف من الجيران حقيقتى وانه ظلمنى فاخذ يعتذر واعلن تمسكه بى ولكنى رفضت شما : ولما رفضتيه بعد ان عاد اليكى معتذرا ؟ جميلة بدموع انسانة مقهورة : لانه صدق في الظنون ثم اننى قد علمت انى اصبحت مشلولة ولن اشفى الا بمعجزة تحييى اعصابى ومن يومها وانا حبيسة هذا الكرسى سماح : ولما قالوا عنك كل هذا وماذا عن ش*يقك الاصغر ؟ جميلة بدموع : لانهم غاروا منى كونه رجلا باهظ الغنى اما عن ش*يقى فقد علمت ان زوجته قد اشتركت مع اخوتى فى تدنيس شرفى لانها كانت تغار من معاملة وحب اخى لى ثم علمت انه لما عرف لم ينهرها او يطلقها فقررت البعد عنه هو الاخر وكل ما ارهقنى بعدها هو انى اصبحت لا استطيع القيام باى عمل حتى انفق على نفسى سماح : وكيف تغلبتى على هذه المشكلة وكيف تعرفتى على شمواه ؟ ضحكت جميلة كون سماح تدلل شما واكملت : لقد وجدت اعلان عرضه على احد جيرانى ان هناك عائلة تطلب مساعدة لشيخ مريض ولا تحتاج منها سوى ان تهتم بعلاجه وتسليته فتحدثت الى صاحبة الاعلان فكانت شما وكان الشيخ هو جدها وكنت فى قمة انبساطى انها ارادت ان اقيم معها فوجدتها فرصة لاختفى نهائيا عن عائلتى المزيفة ومن يومها وحتى بعد موت جد شما اصبحت هى كل عائلتى انكبت شما عليها واخذت تقبلها وتدعوا لها : سيرزقك الله فرحة تحييى عواطفك وقلبك واعصابك
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD