دقت الساعة الثامنة والنصف مساءً ليصل إلى المكان المنشود.. لم يترجل من السيارة بفضل شروده في الفتاة التي ستصبح زوجته الليلة.. تعمق بالتفكير أكثر ليجد نفسه يبتسم واستمع إلى دقات قلبه العالية وكأنه يسقط.. فيبدو أن قلبه تعثر في عشق فاطمة..
فاق من شروده على صوت " ليث.." الذي يتحدث معه بمرح مماثل لشخصيته :
-أنزل يا عريس يا قمر أنت استلم عروستك.. احضنها وبوس ايديها خليك باد بوي
-بعد كتاب الكتاب بإذن الله
-بقولك خليك باد بوي تقولي بعد كتب الكتاب؟!
ضحك ضحكة خفيفة على كلماته المرحة ثم ترجل من السيارة ودلف إلى الداخل حاملًا باقة ورد بيضاء.. وقفت كاميليا أمامه لتحتضنه وهمست إلى جوار آذنه :
-مب**ك يا حبيبي.. لكن لازم اعرف ايه سر الزواج السريع ده
لاحت ابتسامة جانبية على شفتيه يومئ برأسه فقط.. ابتعدت عنه ووقفت جانبًا في انتظار العروس.. صعدت حياة إلى الطابق العلوي لتخبر كارمن بمجيء حازم.. ابتسمت رغما عنها وأرسلت عنوان المنزل إلى ش*يقها.. في حين دخلت فتاة إلى الغرفة الخاصة بالعرائس لتخبر فاطمة..
ابتلعت ل**بها واستفزتها معدتها بتوترها الزائد ودقات قلبها تقرع كالطبول العالية.. استأذنت من الجميع ونهضت عن الاريكة واتجهت إلى الخارج رافعة فستانها المنقوش للأمام قليلًا.. وقفت تنظر إلى ش*يقتها بابتسامة خفيفة لتبادلها الأخيرة بابتسامة واسعة بفضل سعادتها بها.. كم هي تبدو رائعة بمساحيق التجميل الخفيفة للغاية وحجابها الذي يليق بالفستان كما يليق بوجهها كثيرًا..
أعجبت حياة بها أكثر وطلبت منها أن تستدير لتنفيذ رغبتها.. ثم ذهبت هي لتنادي حازم فأغلقت عيناها بقوة بمجرد أن استمعت إلى حروف اسمه ولم تكف عن فرك يديها في بعضها البعض.. صعد الدرج بقلب ملهوف لرؤيتها وعند صعوده صافحته حياة تبارك له.. جزت فاطمة اسنانها واضعه كفها أعلى ص*رها..
وقف خلفها ينظر إليها بلهفة شوق وبابتسامة حب تظهر للمرة الأولى على شفتيه.. تن*د ومد يده ليربت على كتفها لتجد نفسها تبتسم وحركت كتفها.. تعالت صوت الأغنية كما تعالت أصوات الزغاريد.. قطب جبينه قائلًا بصوت مبحوح :
-طب ايه؟.. هتلفي ولا اجيلك أنا؟!
-تعالى أنت
تحرك ليقف أمامها ورفع مقلتيه إليها ليجد نفسه يلتقط أنفاسه بهدوء كما شعر با****ف روحه بفضل جمالها.. فتحت عينيها تدريجيًا لتنظر إليه في توتر واضح وسرعان ما أطرقت عيناها.. أعطاها باقة الورد ثم جعلها تأبطت ذراعه والتفت الاثنان لتلتقط حياة لهما الكثير من الصور.. من ثم تحركا الاثنان وهبطا الدرج بحرص
***
" القصر.."
وقف آدم إلى جوار كلًا من عمه منيب وخالد لاستقبال المدعوين.. فقد عزم بعض العاملين لديه بالشركة كما عزم عمه خالد الأقارب.. أما نجلاء فتركت سليم الصغير مع " إسراء.." وجلست أمام طاولة مع الأقارب وسأمت من كثرة الأسئلة عن زواج حازم الذي لم يكن على البال.. وإجابتها واحده وهي أن كل شيء انتهى بأسرع وقت..
كانت تقف مرام مع بنات عمها تتناقش معهما عن دراستها وعن روسيا.. وأخذوا يتبادلن أطراف الحديث.. بعد لحظات انشغلت لينا بسليم وأخذته من بين يدي إسراء وانشغل الاثنان معه.. فاستغلت مرام انشغالهن وتحدثت مع تسنيم بأريحية وتساءلت دون مقدمات :
-ليث مش وحشك؟!
نظرت إليها بلهفة تحملق بها في دهشة قائلة :
-ها؟!.. لاء طبعًا
مرام بشك لكونها لم تصدقها :
-أه واضح
-مرام مش عايزه اتكلم في الموضوع ده.. عن اذنك
تركتها واتجهت إلى الطاولة لتجلس إلى جوار والدتها.. حركت الأخيرة رأسها في كلا الاتجاهين لكونها سأمت من عناد تلك الفتاة الصعبة ثم انشغلت بابن ش*يقها..
علي جانب آخر يقف كلًا من يونس وآسر يتحدثون مع بعض بمرح.. وبعد دقائق قليلة جاء آدم ووقف إلى جوار آسر فنظروا إليه ليقول يونس في حيرة :
-بقالنا سنه بنحاول نقنع حازم بالجواز ويوم ما يفكر يتجوز بالسرعة دي
-حازم راح بيتها خطبها من عمها وهي لما وافقت أصر الفرح يبقى تاني يوم
قال آدم كلماته بجدية فابتسم آسر قائلًا :
-قولت لكم هو الحب اللي هيخليه يتجوز في ساعة
ربت يونس على كتفه بخفه وغمز متسائلًا :
-وانت الحب هيخليك تتجوز في قد ايه؟
-لاء أنا ما بفكرش في الجواز
-هي ايه العيلة اللي مش بتتجوز بالذوق دي.. لازم تتجوز عافية
ضحك آدم على كلمات يونس مؤكدًا عليها فيما اكتفى آسر بابتسامة لكن سرعان ما اختفت وقال بتأثر مصطنع :
-يا شباب شغلي عامل زي السجن مش مخليني افكر في الجواز
تصنع الاثنان التأثر مثله وأخذوا يهونوا عليه ساخرين من حديثه ليقول يونس :
-معلش يا حبيبي.. أنا بس خايف نزفك على حباية مسكن
ضحك الاثنان في آن واحد ليكتفي يونس بابتسامة بسيطة.. وبعد دقائق استمع الجميع إلى بوق السيارات بالخارج معلنين عن قدومهم.. استقبلوهم بموسيقى خاصة بهما ليقف الجميع في انتظار طلتهم..
ترجل من السيارة متجهًا إلى الباب الثاني ليفتح إياه.. ثم مسك بكفها وساعدها على النزول من السيارة ووقفت تأبطت ذراعه بعدها أخذت نفسًا عميقًا وزفرته بهدوء.. في حين بدأت حياة تضبط لها فستانها من الأمام إلى الخلف بعدها تحركا الاثنان على سجادة حمراء طويلة في كلا الاتجاهين أعمدة من الورود البيضاء..
أما كارمن بعد أن ترجلت ظلت واقفة مكانها عيناها على باب الدخول في انتظار ش*يقها.. قبل أن يدخل ليث تقدم نحوها ووقف متسائلًا :
-مستنيه حد؟!
لتنظر إليه بلهفة وابتسمت باضطراب قائلة :
-أه أخويا
-طيب تعالي ادخلي وهو لما يجي هيدخل
أومأت موافقة وجاءت تدخل خلف ش*يقتها منعها قائلًا :
-لاء احنا هندخل من الفيلا.. اتفضلي
ذهبت معه ودلفا إلى الداخل من ثم خرجوا إلى حديقة المنزل.. وقفت تنظر حولها بحثًا عن عائلة والدتها التي عزمتهم ولم ترى أي منهم لتسأل ليث عنهما.. ليخبرها بأنه سوف يسأل آدم عليهما.. رأتهم تسنيم لكونها تطلع إلى أبواب الخروج من أجل أن ترى ليث.. وعندما رأته مع تلك الفتاة المجهولة شعرت بغصة في قلبها بل اشتعلت نار الغيرة داخلها..
أرشدها آدم بأماكنهم لتشكره بامتنان ووقفت جانبًا تنظر إلى ش*يقتها بشغف وبابتسامة خفيفة.. وقف الاثنان أعلى ساحة الرقص لتتبدل الإضاءة إلى إضاءة خافته تليق بألحان اغنية هادئة.. مسك بكفيها وضعهما أعلى كتفيه ووضع كفيه على خصرها.. تمايل معها بهدوء على ألحان تُيقظ مشاعر قلبه حتى لمعت عيناه الخضراء أخيرًا.. كانت هي تنظر إلى الأسفل ولم تستطيع رفع بنيتها إليه لكونها تعلم جيدًا انه ينظر إليها..
تتمنى الأن أن يغادر الجميع ولم يبقى سواهم.. تتمنى أن تنظر إلى عيناه الآن وتخبره كم هي معجبة به وقلبها يعشقه كثيرًا لكنها لم تستطيع فعل ذلك.. لتكتفي بالتعبير عن عشقها له بينها وبين قلبها فقط.. اقترب منها قليلًا وهمس بالقرب من آذنها بجدية :
-شكلك يشبه القمر
لاحت ابتسامة على شفتيها وتحدثت بتلعثم :
-و أنت كـ كمان
نظر إليها ثانية بشغف يتأمل تفاصيلها بتمعن شديد ليكتشف كل دقيقة ميزة جديدة لم يراها من قبل.. رفعت عينيها إليه لتتقابل عيناهم لكن سرعان ما نظرت إلى الأسفل ثانية وشعرت بتوهج وجنتيها.. راق له خجلها كثيرًا وتمن لو تنظر إليه ثانية كي يرى خجلها داخل أعينها.. وما أجمل خجلها الذي جعل منها تاج فوق قلبه في لحظات..
بعد دقائق قليلة انتهت الاغنية وجلس الاثنان على اريكة بيضاء.. تقدمت حياة منهما وأعطت لها باقة الورد وهنيئتهما على الزواج ثانية وعادت إلى الطاولة..
تحركت كارمن إلى الطاولة الخاصة بالعائلة وصافحت الجميع وبعد أن جلست قالت خالتها بحنق :
-ممكن تفهميني ايه الجواز اللي على غفلة ده؟!
لتقول خالتها الأخرى بخجل واضح :
-كنا داخلين ولا فاهمين حاجة ولا نعرف حد.. كده يا كارمن تحطونا في موقف زي ده.. ده غير أن خالك على أخره
انتقلت ببصرها بينهم واخترعت لهما قصة كي تهدأ من حدتهما :
-كان لازم نوافق على الجواز بسرعة علشان فاطمة تتخلص من رامز ما انتوا عارفين
وبختها أحدهما بعنف :
-علشان تخلص من ابن عمها تتجوز واحد ما تعرفوش
-لاء تعرفه طبعًا.. ده أستاذ حازم اللي فاطمة كانت بتشتغل عنده في المكتب..
مسكت بيدها تطلع إليها بحزن وتابعت بنبزة ترجي :
-علشان خاطري تهدي خالتو.. الجوازه دي لصالح فاطمة وهي وافقت عليه علشان مياله له
أومأت بالإيجاب وتحدث من بين أسنانها بتذمر :
-ربنا يسعدها
" بعد وقت ليس بقليل.."
بدأ الجميع بالصعود إلى المنصة والتقطا معهما الجميع عدد من الصور المرحة.. عقب انتهائهم فجأها حازم باحتضان خصرها بذراعه لتنظر إليه بلهفة محدقة به.. لم يكترث إلى نظراتها وعرفها على ش*يقته وبنات العائلة.. ابتسمت إليهما ابتسامة واسعة تحمل السعادة والود.. جاء ليث ليقف إلى جوار حازم مشيرًا له أن ينتبه إلى كاميرا الهاتف والتقط بعض الصور.. ثم نظر إلى تسنيم بنبرة اشتياق وهو يحك ذقنه لينتبه حازم إلى نظراته وقال بعد أن قبله على جانب رأسه :
-عقبالك يا ليث
-قريب إن شاء الله
رمقته بنظرة سريعة ثم صافحت فاطمة تهنئها بالزواج ثانية وذهبت بعيدًا.. مد ليث يده ليمسك بيد مرام وأخذها ليقف معها جانبًا.. وعندما تركتهما لينا أيضًا جلست فاطمة على الاريكة فجلس حازم إلى جوارها وتساءل باهتمام :
-تعبتي؟!
نظرت إليه مبتسمه تُحرك رأسها في كلا الاتجاهين.. قام المسؤول عن تنظيم الحفل بتشغيل أُغنية عالية ليصعد كلًا من الشباب والفتيات.. وقابل حازم أصدقائه بالعناق سعيدًا بوجودهم.. كما اكتملت سعادة فاطمة بوجود بنات خالتها معها وأصدقائها بالمكتب وبدأت حفلة الرقص..
بعد دقائق ليست قليلة مسكت مرام بيد ش*يقها وأخذته إلى زوجته.. ثم وقفت تصفق لهما بمرح شعرت الأخيرة بالخجل واصطبغت وجنتيها بحمرة الخجل الشديد عندها اقترب منها وأطبق شفتيه على جبينها برقة.. بعد ذلك احتضنها بشدة وأطبق ذراعيه عليها عنوة فرفعت يديها لتضعهما على ظهره..
عقب انتهاء حفلة الرقص الطويلة عاد الجميع إلى امكانهم.. ليأتي يونس ماسكًا بكف زوجته التي يبدو عليها الحزن حتى فيروزتها اصطبغت بحمرة الدموع.. نهض حازم لاستقبالهم وصافح ابن عمه واحتضنه يونس بحرارة.. في حين صافحت ثراء العروس وباركت لها.. تأملتها فاطمة للحظات بنظرات مريبة واكتفت بابتسامة مجاملة.. بعد ذلك نظرت ثراء إلى حازم وباركت له ليستقبل تهنئتها بترحاب ثم نظر إلى فاطمة كي يعرفها على ابن عمه وزوجته..
عادوا إلى الطاولة تحت أنظار فاطمة المريبة.. فقد لاحظت حزن ثراء كما أنها رأت دموعها بين فيروزتها.. ثم نظرت إلى حازم بنظرات من الشك الطويلة حتى نظر إليها وتعجب من نظراتها متسائلًا :
-مالك يا فاطمة؟!
ردت بجمود كاتمة غضبها :
-مافيش حاجة
ثم نظرت إلى الأمام بهدوء مصطنع فنظر هو الأخير إلى الأمام ونظراتها له معلقة برأسه.. أما كارمن فتركت الحديقة ودلفت إلى الداخل كي تتحدث مع ش*يقها بالهاتف.. اتصلت عليه كثيرًا لكنه لم يجيب عليها فشعرت بالقلق وبدأت تزفر بسأم.. كانت حياة تجلس إلى جوار ثراء التي تبكي وتمسح دموعها ليهبط غيرها.. مسحت على كتفها من الخلف برفق وتهدئها وتحدثت بهدوء علها تكف عن البكاء :
-اهدي يا حبيبتي اللي بتعمليه ده غلط على الجنين
تحدثت بنبرة خوف :
-حاسة الجنين مش راح يثبت زي اول مرة
احتضنت كتفها بذراعها قائلة :
-بإذن الله خير ماتقلقيش.. وبعدين الحمل مش عايز ضغط ولا حزن
قامت برفع النقاب عن وجهها لتمسح الدموع عن وجنتيها وتحدثت بكل ما تشعر به من خوف وقلق :
-غصب عني.. دي تاني مرة يونس يرجع مصاب.. بينزل من البيت وأنا قلبي وروحي معاه.. خايفه قلقانه متوترة.. مش بيجيلي نوم إلا لما بيرجع.. بفضل سهرانه اصلي واقرأ قرآن وادعي بدموعي ربنا يحميه ويرجعلي بسلامة.. بخاف يا حياة من رنة التلفون أو جرس الباب.. الدكتورة قالتلي ابعد عن كل ده لكن غصب عني
تن*دت بحزن ويبدو عليها التأثر الشديد لكنها لم توضح لها ذلك وقالت كي تهون عليها فهي بحاجة إلى ذلك :
-بإذن الله ربنا يحميه ويخليكم لبعض
تن*دت بألم قائلة :
-يا رب.. يا رب
تقدمت كارمن نحوهما ووقفت أمامهما لتسأل عن مكان المرحاض لكنها توقفت عن السؤال عندما رأت ثراء.. ضيقت عيناها قليلًا ويبدو أنها تشبه عليها وتيقنت بأنها رأتها من قبل.. ابتسمت حياة إليها وقالت بود :
-كارمن اخت فاطمة يا ثراء.. ثراء مرات يونس ابن عم حازم
مدت كارمن يدها لتصافحها مرحبة بها ناظره إليها بتمعن شديد فيما ابتسمت ثراء إليها بود.. سحبت يدها بهدوء وكادت أن تتحدث ألا أن صدح صوت الهاتف معلنًا عن اتصال من ش*يقها.. تقدمت نحو الباب بخطوات واسعة وهي تجيب عليه بلهفة وقبل أن تتحدث تحدث هو بحنق :
-أنا قدام البيت أطلعي
ثم أنهى المكالمة ووقف في انتظارها بالخارج.. " ذو بشرة قمحيه وشعر أ**د كثيف يصل إلى منتصف عنقه وعيون بنيه تميل إلى اللون الاسود كما لدية لحية سوداء خفيفة.. طويل القامة عريض المنكبين.. تخرج من كلية الطب جامعة خاصة بالقاهرة.."
خرجت بلهفة وبمجرد أن رأته اتسعت ابتسامتها وركضت إليه لتحتضنه بشدة.. رفع ذراعيه يبادلها بالعناق فقالت بنبرة بكاء من كثرة اشتياقها إليه :
-وحشتني اوي بجد
-أنتِ أكتر
قال كلماته بحنق فابتعدت عنه وهي تمسح أسفل عيناها ونظرت إليه بحزن قائلة :
-عارفه انك زعلان وده من حقك.. لكن ده كان الحل الوحيد
-لو ماكنتش جيت كنت هعرف امتى ان فاطمة اتجوزت؟!
قذف كلماته بحده بل يوبخها بطريقة غير مباشرة.. أطرقت هي رأسها بخجل منه قائلة :
-كنت هقولك طبعًا
-كذابه.. ممكن بقى اتعرف على العريس؟!
رفعت رأسها تحملق به ثم تأبطت ذراعه ليسحب إياه من يده ووضع يديه في جيبي سرواله.. تن*دت بحزن واضح حتى اجتمعت الدموع حول بنيتها وقالت في توجس :
-علشان خاطري ماتعملش حاجة وخلي بس الليلة تعدي على خير
جز أضراسه عنوة دون أن يتحدث إليها وفضل ال**ت.. مسحت هي على وجنتيها واتجهت إلى الداخل فلحق بها ودلف إلى الداخل وهو يتنحنح.. قامت ثراء بإنزال النقاب على وجهها في حين نهضت حياة عن مقعدها.. فوقفت الأخيرة تفرك في أصابع يديها بتوتر قائلة :
-دكتور عُدي أخويا.. حياة مرات أستاذ آدم اخو أستاذ حازم
ابتسم مضطرًا دون أن ينظر إليها فقالت هي بترحاب :
-أهلًا وسهلًا يا دكتور اتفضل
-شكرًا
ثم تابع السير برفقة ش*يقته وعند خروجهم وقف ينظر إلى ش*يقته الصغرى عن بُعد.. شعر بالكثير من المشاعر المختلطة السعادة والحزن في ذات الوقت.. كما أن سكن الغضب بداخله فهو يحلم برؤية ش*يقاته بالفستان الأبيض لكن ب*روف أفضل من هذه.. تأملت الأخيرة عيناه لترى نظرات الحنين والسعادة الممزوجة بالحزن داخل مقلتيه..
مسكت بيده لينتبه إليها ثم اتجها إليها.. عندما اقتربا منها رأته فاطمة لتحدق به في ذهول ولن تصدق عيناها.. نهضت عن الاريكة تتأمله بلهفة حتى وقف أمامها ولم تنتظر كثيرًا واحتضنته بلهفة اشتياق واضحة.. وقف حازم عن مقعده وعلم بأنه ش*يقها فيما اقتربت كارمن لتقف إلى جواره وتخبره بأنه ش*يقهما..
بادلها بالعناق القوي فهو الآخر اشتاق إليهما كثيرًا.. ابتعد عنها بعد لحظات محتضنًا رأسها بين راحتي يديه وقبلها على جبينها بحنان.. لم تستطيع السيطرة على دموعها فقد هبطت على وجنتيها ونظرت إليه بحزن.. مسح دموعها بأنامله واحتضنها ثانية..
بعد ذلك نظر إلى حازم وصافحة وتحدث عُدي بجدية :
-أنت واخد قطعة من قلبي
تفهم موقفه وأخبره قلبه بكلمات عشق راقت له كثيرًا لكنه لم يُنطق بها واكتفى بكلمات معتادة :
-فاطمة في عيوني
أومأ بالإيجاب ومسك بكف ش*يقته ورفعه إلى حيث شفتيه يقبلها بحنان وابتسم بهدوء قائلًا :
-مب**ك يا حبيبتي
-الله يبارك فيك
ثم تركها ومسك بكف كارمن واتجها إلى حيث يجلس أقاربهم.. بينما جلست فاطمة ثانية واضعه كفها أعلى ص*رها تزفر بهدوء.. شعرت بيد حازم يمسك بيدها فأطرقت عيناها الأول ثم نظرت إليه بابتسامة بسيطة..
" في نهاية الحفل.."
رآها تقف جانبًا تتحدث إلى أحدهم بالهاتف.. لينظر إلى ساعة يده التي تدق الثانية صباحًا إلا دقائق ثم اقترب منها بخطوات ثابته.. ووقف خلفها على بُعد خطوتين.. انتظر حتى أنهت المكالمة وتساءل باهتمام :
-بتكلمي مين الساعة اتنين؟!
التفتت إليه بلهفة واضعه خصل جاءت على أحد عينيها خلف آذنها وتراجعت خطوة للخلف متسائلة بجمود :
-يخصك في ايه؟!
ليث من بين أسنانه :
-تعرفي كويس اوي انك تخصيني ومن حقي اعرف كل حاجة عنك.. بلاش عند يا تسنيم
-كنت بكلم صحبتي.. عن اذنك
جاءت تسير قبض على مرفقها فحاولت سحب إياه من قبضته لكنها فشلت بينما هو تحدث بحسم :
-مهما تحاولي تهربي مني هتفشلي.. مستحيل اتنازل عنك.. أنتِ ليا ومش هينفع تكوني لحد غيري وأنا مش متخيل حياتي مع واحده غيرك.. انا بحبك
دعست قلبها بكل ما فيها من قوة وبرغم ما تشعر به من ألم يقتلها قالت بصوت مبحوح :
-للأسف مابقتش أثق في كلامك ولا فيك.. الثقة انعدمت وأنت السبب في كل ده
كان يتطلع إليها بنظرات من نيران الجحيم ممزوجة بنار العشق والاشتياق إليها وعبر بنبرته الحادة كم هي استفزته بكلماتها الأخيرة :
-أنتِ مش عايزه تنسي ليه؟!.. مش باين قدامك إني ندمان وبرغم عنادك وقسوتك لسه بحبك ومتمسك بيكِ..
شدد في إمساك مرفقها لتظهر علامات الألم على ملامح وجهها متأوه بينما هو تابع بحسم شديد :
-شوفي مهما تعملي هفضل أحبك ومتمسك بيكِ.. وأنتِ ملكي أنا.. فاهمة؟
ثم تركها وغادر ذلك المكان لتعقد بين حاجبيها ممسكه بمرفقها الذي يؤلمها من قبضته.. وبعد لحظات تركت مكانها وعادت إلى والديها لتغادر معهما..
بالخارج.. وقفت لينا أمام باب المنزل الرئيسي من الخارج في انتظار الأسرة لتغادر معهما.. وبعد لحظات لفت نظرها ذلك الشاب الذي يقف جانبًا وقد تذكرته جيدًا.. لكن كي تتأكد منه أكثر تقدمت نحوه حتى وقفت أمامه فنظر إليها في غرابه بينما هي مدت سبابتها إليه متسائلة :
-دكتور عُدي؟
-أه حضرتك تعرفيني؟!
اتسعت ابتسامتها تضم كفيها إلى بعضهم البعض وهي تقول بشغف :
-طبعاً يا دكتور.. انا بدرس في كلية الطب ودكتور مراد مفيش محاضرة بتعدي إلا لما يتكلم عن حضرتك وشوفت صورك مع الدكتور وبيقول قد ايه كنت مجتهد في دراستك ودخلت الجامعة الخاصة بمجهودك.. ده طبعًا غير الكتاب اللي حضرتك ألفته عن دراسة الطب قرأته كله.. حقيقي رائع وسلس
-سعيد جدًا برأيك يا دكتورة والحمد لله ان الكتاب عجبك
ابتسمت تومئ بالإيجاب ثم بدأت تعرفه على نفسها :
-أنا لينا خالد سلحدار بنت عم حازم
-أهلًا وسهلًا.. فاطمة تبقى أختي الصغيرة
جاءت كارمن لتقف إلى جواره فمسك بكفها وعرفها على لينا لتصافحها كارمن بابتسامة واسعة.. وقبل أن يغادر قال بترحاب :
-أنا نقلت للجامعة تاني يعني لو عوزتي حاجة انا موجود
شعرت بالسعادة وشكرته بامتنان :
-شكرا جدًا يا دكتور ده من حُسن حظي
ثم استأذنت وغادرت لتقف كارمن أمامه وقالت بهدوء :
-احنا هنروح نقعد في بيت حازم
-هنقعد في بيتنا لأن ده حقنا
مسكت بكفه وتحدثت بنبرة ترجي لشعورها بالقلق من أن يحدث شجار بينه وبين عمه :
-لاء بلاش ارجوك على الأقل النهاردة.. حازم دلوقت مش غريب علينا
**ت للحظات ثم شدد بإمساك كفها وتحرك معها.. اتسعت ابتسامتها تتن*د بهدوء وعند خروجهم من بوابة المنزل وقف يفتح سيارة وفتح الباب الأمامي إليها.. نظرت إليه في دهشة وتساءلت مازحه :
-أنت ورثت ولا ايه؟!
عُدي من بين ضحكاته الخفيفة :
-لاء ده دكتور صديقي اتنازلي عنها النهاردة
مسحت على ذراعه برفق وقالت بنبرة تمني :
-بإذن الله يا حبيبي يبقى عندك الاحسن منها
لاحت ابتسامة جانبية على ثغره وأغلق الباب بعد أن استقلت السيارة ثم اتجه إلى الباب الثاني وجلس أمام المحرك وقال وهو يتحرك بالسيارة :
-بالفعل عندي الاحسن منها والاحسن من اى حاجة.. أنتِ وفاطمة
***
بدلت الفستان ببيجامة بيتي ذات اكمام طويلة وارتدت فوقها اسدال وخبأت شعرها بالحجاب.. ثم خرجت من المرحاض تنظر حولها بحثًا عن حازم لكنه لم يكن موجود.. جلست على الاريكة المجاورة إلى الشرفة وألقت نظرة على صينية الطعام التي أعلى المنضدة المقابلة لها.. وحاولت أن تأكل أي شيء لكن معدتها لم تتقبله بفضل التوتر والقلق..
بعد دقائق قليلة دخل الغرفة مغلقًا الباب خلفه.. فنظرت إليه بلهفة كما فلتت شهقة خفيفة من بين شفتيها لينظر إليها قاطبًا جبينه.. ثم تقدم نحوها وجلس إلى جوارها مشيرًا إلى الطعام قائلًا :
-كُلي.. أكيد ماكلتيش حاجة النهاردة
تحدثت في توتر :
-لأ أكلت.. فطار خفيف.. انا اصلًا مش جعانه
تأملها من أعلى لأسفل في تعجب وتحدث بجدية :
-ايه اللي انتِ لابساه ده.. أنتِ هتنامي جمب جوز أمك
حملقت به في دهشة ووجدت نفسها تض*به بظهر يدها على ص*ره قائلة بحنق :
-عيب كده وماتقولش الكلمة دي لو سمحت
-طيب قومي غيري
أومأت بالنفي عدة مرات وهي تطمئن على ثبات الحجاب.. تن*د بنفاذ صبر وحمل صينية الطعام وخرج من الجناح الخاص به كي يعطيها إلى حياة بدلًا من أن يفسد الطعام بالداخل.. من ثم عاد إليها وأغلق الباب جيدًا وتناول الجهاز التحكم الخاص بالمكيف ليقوم بفتحه وثبته على درجة معينة.. ثم تركه مكانه وجلس على الفراش مستعدًا إلى النوم تحت انظارها المندهشة ووقفت بلهفة متسائلة :
-أنت هتنام على السرير؟!
-أه طبعًا
رد بتأكيد لتلوي ثغرها بضجر وتحدثت في حنق :
-المفروض تنام على الكنبة.. من الذوق يعني
رفع جذعه عن الفراش يتطلع إليها في تساؤل وبدون أن يسأل علم أنها لا تود أن تنام إلى جواره.. أراح بدنه على الفراش ثانية وهو يقول بجمود :
-مش متعود على نوم الكنبة ومش برتاح غير على سريري
-أنا كمان مش متعودة على نوم الكنبة
قام بإغلاق المصباح الكبير من زر مجاور إلى الفراش وقال وهو يستعد إلى النوم :
-نامي جانبي.. أنا جوزك مش واحد من الشارع
زفرت بشدة وجلست على الاريكة عاقده ذراعيها أمام ص*رها ويبدو عليها التذمر الشديد.. فتح أحد عيناه لينظر إليها ثم اغلقها ثانية.. فعل ذلك كي تتعود أن تنام إلى جواره ولا تتعود على هذا..
بعد دقائق قليلة تناولت هاتفها واستندت بظهرها إلى يد الاريكة رافعه قدميها إليها.. بدأت تقلب داخل الصور القديمة حتى أصابها الملل الشديد فبدأت تبحث عن شبكة هوائية لتراها قريبة منها.. بدأت تنتقل ببنيتها بين حازم والهاتف من ثم تركت مكانها ووقفت إلى جواره تتأمله عن قرب حتى شردت به.. همست باسمه عدة مرات لتعلم انه يغط في نوم عميق..
ببطء شديد وضعت كفها أعلى شعره لتمسح عليه برفق شديد.. اتسعت ابتسامتها تحرك رأسها بخفيه تكاد أن تجن.. فقد أصبح زوجها في يوم وليلة وهي معه الآن.. تن*دت بعمق تستنشق عطرة الرجولي الجذاب لتشعر وكأن قلبها يرفرف بالسعادة والحب..
لكنها فاقت على نفسها عندما تحرك حاجبيه وابتعدت عنه فورًا.. انتظرت للحظات ثم بدأت في إيقاظه ربتت على كتفه بلطف وهي تناديه.. فتح عيناه بعد لحظات ينظر إليها عاقدًا بين حاجبيه وتساءل بنعاس :
-مالك؟!.. حصل حاجة؟!
-كنت عايزة رقم الواي فاي
تأملها للحظات من التعجب ثم التقط هاتفه من أعلى المنضدة المجاورة إلى الفراش لينظر إلى الساعة التي تدق الرابعة والربع صباحًا.. لينظر إليها ثانية بذات التعجب وتساءل كي يتأكد من سماعة إلى كلماتها :
-عايزة ايه يا فاطمة؟
ردت بتلقائية :
-رقم الواي فاي
-بتصحيني علشان اد*كِ رقم الواي فاي
علمت ببلاهة ما فعلته لكنها لم تعترف بذلك وقالت بحزن ممزوج بالسأم :
-زهقانه ومش جايلي نوم
نهض عن الفراش ووجد نفسه يندفع بحنق :
-علشان حضرتك قاعده على الكنبة ورافضه تنامي جانبي..
ثم أردف بحسم :
-بطلي دلع واتفضلي نامي جانبي
-أنت مابتعرفش تتكلم براحه.. دايمًا مندفع وعصبي.. مش عايزه منك حاجة
ثم اتجهت إلى باب الشرفة وحاولت فتحه لكنها فشلت.. تن*د بصوت مسموع وتقدم إليها ووقف يمسك بمرفقها ليديرها إليه برفق.. ثم مسح على ذراعيها بلطف وقال بهدوء :
-عارف اني مندفع لكن يعني ده مش سبب تصحيني علشانه.. على كده ممكن تصحيني علشان عايزه تشربي..
رفعت بنيتها الحزينة إليه تعاتبه بنظراتها فابتسم قاطبًا جبينه وتابع مازحًا :
-أو ممكن تصحيني علشان افتح لك باب البلكونة
لاحت ابتسامة جانبية على ثغرها فقام هو بدوره وقبلها على جبينها بحنان شديد أجبرها على إغلاق عينها.. وفتحتهما ثانية عندما ابتعد عنها وطلب منها الهاتف.. فتحت إياه ومدت يدها به إليه فأخذه وقام بإدخال كلمة السر وأعطى إليها.. أخذته متمتمه بالشكر.. أومأ برأسه وعاد إلى الفراش ومدد عليه محاولًا إيجاد النوم ثانية.. بينما هي جلست على الاريكة تشغل نفسها بالهاتف ومن حين لآخر تنظر إليه.. وظلت تراقبه لربع ساعة تقريبًا حتى أصابها النعاس.. نهضت عن الاريكة متجه إلى الفراش ومددت إلى جواره برفق شديد وجذبت الغطاء إليها لكونها لم تعتاد على برودة المكيف
***
ظهرت شمس الصباح من خلف غيوم الليل.. وفي ذلك الوقت الباكر هبطت كاميليا الدرج حاملة الحاسوب في ذات اللحظة خرجت حياة من المطبخ وبمجرد أن رأتها اتسعت ابتسامتها قائلة :
-صباح الفل يا عمتو
-صباح الورد يا روحي.. صاحية بدري ليه؟
قالت وهي تنظر إلى ساعة يدها :
-بحضر فطار علشان آدم قبل ما يروح الشغل.. هو بس مدلع هنا لكن في بيتنا هو اللي بيحضر طبعًا
قالت آخر كلماتها بمزح ممزوج بالمرح لتضحك كاميليا تتمن لهما سعادة دائمة.. ثم اتجهت إلى غرفة المعيشة والأخرى صعدت إلى الطابق العلوي.. دلفت إلى الداخل وجلست على الاريكة لتضع الحاسوب على المنضدة أمامها وقامت بفتحه.. انتظرت أن يفتح ونظرت حولها حتى لفت نظرها شيء ما على المقعد المجاور إلى الاريكة.. مدت يدها لتأخذ ذلك الشيء لتراها بطاقة شخصية.. رأت صورة فاطمة وقرأت اسمها بصوت منخفض :
-فاطمة قاسم عز الدين
عقدت بين حاجبيها وبدأت تقرأ الاسم مرارًا وتكرارًا حتى شعرت بالصدمة والدهشة معًا.. نعم هو اسم الرجل الذي مازال قلبها يعشقه.. الرجل الوحيد الذي عشقته وارتاحت له.. في لحظة هبطت دموعها الساخنة على وجنتيها وتركت البطاقة تسقط من يدها..
فاقت على صوت فتح الحاسوب لتنظر إليه وهي تمسح أسفل عيناها بأناملها.. ثم أغلقت الشاشة وانحنت لتأخذ البطاقة تنظر إلى الاسم ثانية.. عندما استمعت إلى صوت آدم بالخارج التقطت الحاسوب وخرجت تناديه.. توقف عن السير ووقف ينظر إليها بابتسامة بسيطة قائلًا :
-صباح الفل حبيبتي
وقفت أمامه ترد عليه الصباح بصوت مبحوح :
-صباح النور..
دائمًا ما ينتبه إليها ويعلم متى تكون سعيدة ومتى تكون حزينة.. وهي الآن يبدو عليها الحزن الشديد لتختفي ابتسامته وهم أن يتحدث لكنها مدت يدها بالبطاقة ناظرة إليه بعتاب واضح قائلة :
-في حد نسي البطاقة دي
في ذات اللحظة جاءت حياة لتقف إلى جوار آدم والتقطت البطاقة تنظر إليها لتقول بتلقائية :
-أه دي بطاقة فاطمة.. اختها كانت قاعده جوا يمكن نسيتها
نظر إلى عمته ليجد نظراتها توحي بالعتاب والحزن فقد علم لِمَ هي الآن حزينة.. التفتت وكادت أن تمضي من أمامه لكنه مسك بمرفقها متسائلًا :
-رايحة فين؟!
-ماشيه يا آدم
تحدثت حياة في تعجب ممزوج بالحزن :
-لاء.. مش قولتي هتقعدي معانا يومين
نفضت يد آدم بعنف واتجهت نحو الدرج بخطوات واسعة لتنتقل الأخيرة بعينيها بينهم في حيرة متسائلة :
-هو فيه ايه يا آدم؟!.. أنت زعلتها؟
-أبدًا.. هطلع أشوفها
صعد إلى الطابق العلوي من ثم إلى غرفتها ودخل بعد أن دق الباب فنظرت إليه غاضبة وهي تقول بتأكيد :
-كنت عارف انها بنته
-عارف لكن كل حاجة جت بسرعة أنتِ عارفه
تقدمت نحوه ووقفت في مواجهته وتحدثت بعنف ممزوج بنبرة العتاب :
-كنت تقولي.. ماكنتش جيت ولا سمحت له أنه يشوفني
-مين اللي يشوفك
-قاسم طبعًا.. انا مش عايزه اشوف وشه ولا وش حد من ولاده
قذفت كلماتها من بين شفتيها بحده مفرطة حتى برزت أوردة كفيها.. لاحظ آدم هذا فمسك بكفيها وتحدث بهدوء :
-هو مش موجود مسافر يعني ماحضرش الفرح
بدأت تلهث بهدوء وقد سكنت أعصابها قليلًا تومئ برأسها قائلة :
-كويس لكن مايخصنيش ومش عايز اشوف وش ولاده.. لازم امشي من هنا
-ولاده مالهمش ذنب ولا يعرفوا حاجة
-سبني على راحتي يا آدم انا لازم امشي من هنا.. ومستحيل اجي الفيلا دي تاني
***يتبع