"الفصل 19.." الجزء الثالث " تعثر قلبي في عشق فاطمة.."

3813 Words
بنيتها تتابع عقارب الساعة المعلقة على حائط الغرفة.. والتي تدق الأن الرابعة صباحًا.. كانت تجلس على الأرض مستنده بظهرها إلى الفراش وتضم قدميها إلى ص*رها.. وجنتيها ذبلت من كثرة دموعها الساخنة كما ذبلت جفونها.. تشعر بالخوف والوحدة ومن حين لآخر تنظر إلى الباب على أمل أن يأتي لكن مضت ساعات طويلة ولم يأتي بعد.. كلما استمعت إلى صوت الأمواج داخل الشرفة كلما ارتجف بدنها من الخوف.. نظرت إلى جوارها حيث تضع شريط المنوم والمهدئ ومنعت نفسها عنهما بصعوبة.. لكنها أخذت عهدًا إذا لم يأتِ في خلال نصف ساعة ستتناول المنوم كي تستطيع الخلود إلى النوم.. بعد دقائق طويلة وضعت بدها على الشريط وهمت أن ترفعه عن الأرض لكن صدح صوت هاتفها بواسطة تطبيق "ماسنجر.." التفتت برأسها إليه بلهفة واخذته من أعلى الفراش لتنظر إلى شاشته التي تضئ باسم " كارمن.." أجابت عليها لتساءل الأخيرة دون مقدمات : -صاحية لحد دلوقت ليه؟! تحدثت بصوت مبحوح وهي تمسح دموعها : -عادي مش جايلي نوم.. أنتِ صاحية ليه؟! تن*دت بحزن واضح وتحدثت بضيق : -مضايقة.. مش عارفه انام من كتر التفكير.. عُدي عرف بالمصيبة اللي عملتها فلتت شهقة من بين شفتيها وتحدثت بفزع : -ازاي عرف وعمل ايه؟! -كنت بصلي وكابتن محمد رن عليا وعُدي رد عليه.. ولا عمل حاجة لكن سكوته مضايقني جدًا -مش عارفه ليه بيحصل معانا كده.. حازم اعترف لي بحبه ليا وعايز جوازنا يبقى رسمي اندهشت متسائلة : -وعملتي ايه؟! عضت على شفاها السفلية محاولة آسر دموعها لكنها فشلت وشعرت بها على وجنتيها ثم تحدثت بضيق : -رفضت طبعًا.. لازم اقوله على الحقيقة الأول.. لازم يعرف ان بابا في السجن ومش مسافر.. علاقتنا ضروري تبدأ بالمصارحة الأول وهو يختار -فاطمة احنا اتفقنا الجواز على الورق وبس.. ممكن بعد ما يعرف يختار انه يطلقك ووقتها مش هتخلصي من ابن عمك اغمضت عينيها عنوة عندما تذكرت ابن عمها وقالت : -عندك حق.. لكن في نفس الوقت انا بحب حازم -أثبتِ على موقفك يا فاطمة استمعت إلى صوت إغلاق باب الجناح فنهضت عن الأرض بلهفة وقالت كي تنهي ذلك الحوار : -حاضر.. طبعًا هثبت على موقفي.. يلا انا هنام بقى -نوم العافيه حبيبتي.. تصبحي على خير تمنت لها ليلة هانئة وأنهت معها المكالمة.. وضعت الهاتف كما كان ووقفت تنظر إلى الباب في رهبة وص*رها يعلوا ويهبط بوضوح.. انتظرت دخوله للحظات طويلة ولم يدخل فاتجهت هي إلى الباب وفتحت إياه بهدوء وطلت برأسها فقط تبحث عنه في أركان المكان حتى رأته يحتل الاريكة.. خرجت متجه إليه ووقفت أمامه فرفع رأسه إليها ثم استند بظهره إلى الاريكة وتساءل بجمود : -صحيتي ليه؟! جلست إلى جواره وهي تمسح أسفل عينيها وتحدثت بنبرة بكاء : -مانمتش أصلا.. أصل المكان غريب عليا وخايفه أنام لوحدي.. أومأ برأسه فقط دون أن يبادلها بالحوار.. تساءلت بفضول : -كنت فين؟! رد عليها بسؤال ويبدو عليه البرود الشديد : -يهمك في ايه؟! -اه أنت زعلان مني بقى.. ثم وجدت نفسها تندفع بحنق : -يهمني بقى وعايزه اعرف كنت فين -أنتِ مضايقة ليه؟!.. على العموم كنت قاعد على البحر نهضت عن الاريكة تمسح على وجهها وتحدثت بحده : -أه سايبني هنا ورايح تتفسح انت نهض وهو يفك ازرار القميص العلوية لكونه يشعر بالحر ثم وقف أمامها وقال بهدوء : -حبيت اسيبك مع نفسك رفعت عيناها الحزينة إليه وتساءلت بصوت منخفض : -يعني انت مابقتش مهتم اخد منوم أو مهدئ؟ -بحبك.. ابتلعت ل**بها بصوت مسموع تحدق به بعينيها حتى لمعت بنيتها.. رفع هو يده وضعها على وجنتها بلطف مقتربًا منها حتى استند بجبينه على جبينها ونطق تلك الكلمة الرائعة ثانية لكن ببطء شديد : -بحبك -من امتى؟! -لو كنت اعرف كنت قولت لك.. فجأة قلبي حبك.. عيوني عشقت تفاصيلك.. بعشق نبرة صوتك اغمضت عيناها تتن*د بعمق وشعرت وكأن روحها تركت بدنها.. لم تعلم هل هذا حلم ام علم لم تستطيع أن توصف جمال تلك اللحظة.. ووجدت نفسها تتشبث في مع** يده التي تلامس وجنتها.. رفع يده الأخرى وأحاط بها خصرها وقرب إياها منه أكثر وأطبق شفتيه على أنفها بلطف شديد.. لتفلت شهقة من بين شفتيها ونبضات قلبها تدق داخل ص*رها عنوة مما انتبه إلى توترها.. فاستغل تلك الفرصة وطلب منها أن تعترف لها بحبه.. تطايرت فراشات معدتها ومن كثرة التوتر الزائد شعرت بالغثيان.. لكن تلك الكلمة لم يأسرها قلبها كثيرًا وقالت بصوت منخفض وبنبرة مرتعشة : -بحبك -من امتى؟ وجدت نفسها تبتسم لكونه رد عليها بنفس سؤالها له وأجابت بصوت مبحوح : -من أول ما شوفتك ترك وجنتها وأحاط كتفها بذراعه واحتضنها عنوة لتبادله بذات العناق القوي واستمعت إلى همساته بالقرب من آذنها : -بحبك وبعشق عيونك -يعني هتفضل معايا على طول مهما يحصل -أه طبعًا ابتعد عنها قليلًا واحتضن وجنتيها براحتي يديها وطبع قبلة حانيه على جبينها ثم فاجئها بخ*ف قبلة رقيقة من ثغرها وكأنه كان سيموت من الظمأ الشديد والآن أرتوى ونبض قلبه من جديد.. أحاطت هي خصره بذراعيها بقوة معبره له بذاك العناق مدى عشقها له واستسلمت له بكامل إرادتها *** بدأت في ترتيب أطباق الطعام أعلى المنضدة ثم خرجت متجه إلى المطبخ لكنها توقفت عندما رأت ش*يقها يتجه إلى باب الشقة.. فقالت مسرعة : -عُدي مش هتفطر؟! وقف يفتح باب الشقه قائلًا بحده : -ماليش نفس ركضت إليه وتشبثت في مرفقه قائلة : -أنا كلمت فاطمة.. قطع حبل كلماتها بعنف وشدة مصطنعة لكونه يود الاطمئنان على ش*يقته : -مش عايز اعرف عنها حاجة.. وأنتِ يومين وتخلصي من المصيبة اللي عملتيها وألا كلمت الكابتن بتاعك ده ثم نفض يدها بعنف وخرج مغلقًا الباب خلفه عنوة.. جزت أسنانها وزفرت بحزن واضح ثم تابعت السير إلى المطبخ لتأخذ قارورة مياه وكوب فارغ وعادت إلى غرفة الطعام.. جلست تتناول الفطار بمفردها وحافظت على تناول الكثير من اللبن وأكل البيض.. صدح صوت الهاتف الخاص بها معلنًا عن اتصال من " كابتن محمد.." تركت ما في يدها من خبز وأجابت فورًا بذلك الصوت الرجولي.. تعجب في البداية فالصوت اليوم تغير كثيرًا عن أمس لكنه لم يهتم وقال بجدية : -حجزت لك تذكرة زي ما طلبت يا كابتن شعرت بالتوتر وتحدثت بهدوء : -اه شكرًا.. لكن تقريبًا كده مش هقدر احضر للأسف ثم تصنعت السعال الشديد فتساءل باهتمام : -خير يا كابتن؟! -يعني شوية برد حتى مش هقدر اجي التدريب النهاردة.. اسف يا كابتن أومأ بخفيه وشعر بأن ثمة شيء غريب يحدث وقال بجدية : -اه الف سلامة يا كابتن ولا يهمك ثم أنهى معه المكالمة فوضعت الهاتف كما كان واستندت بجبينها على قبضتي يديها هامسة : -يا رب ساعدني.. بعترف اني غلطانه لكن كان بهدف.. يا رب *** " بالجامعة.. " كانت تجلس بالمدرج وغير منتبه إلى الدكتور فهي منشغله بذلك الذي يجلس بالمدرج المجاور.. نظرت إلى الأمام تتن*د بعمق ووجدت نفسها تنظر اتجاهه ثانية لتراه هو الآخر شاردًا لكونه ينظر إلى الأسفل ولم ينتبه إلى المحاضرة.. لديها فضول أن تتعرف عليه أكثر وتكون قريبة منه لتعلم بماذا يفكر.. قطب جبينه وأدار رأسه ناحيتها ليراها تنظر إليه لكن سرعان ما نظرت إلى الأمام وقد اتسعت عينيها بطريقة لا إرادية كما أن ص*رها يعلوا ويهبط باضطراب.. بدأت تزفر بصوت مسموع واضعه كفها أعلى ص*رها وتحدثت سرًا : -يا رب ما يكون أخد باله.. ايه الاحراج ده بس نظر هو إليها نظرة طويلة وعاد بالنظر إلى الأمام وهو منشغل بتوترها الذي وضح على وجهها بمجرد أن رآها في تلك الثانية.. وجد نفسه ينظر إليها مجددًا لكنها حافظت على ألا تنظر إليه ثانية.. انتظر أن تلقي عليه نظرة لكنها لم تفعل فنظر إلى الأمام قاطبًا جبينه.. انتهت المحاضرة بعد نصف ساعة فقام بحمل حقيبته على كتفه اليسار وكاد أن ينهض لكن تحدث ذلك الجالس إلى جواره مستفسرًا منه عن شيء بخصوص المحاضرات.. انتبه إلى سؤاله جيدًا وأجاب عليه بطريقة مبسطة.. في حين نهضت لينا عن المدرج متجه إلى الباب وعيناه تتبعها.. نهض وهو يستأذن من الشباب وأسرع في خطواته كي يلحق بها قبل أن تغادر.. عند خروجه لحق بها مناديًا : -دكتورة.. توقفت عن السير تزفر بهدوء وتنظم أنفاسها وبكل هدوء على ع** الفوضى التي داخلها التفتت إليه.. وقف أمامها وتساءل دون مقدمات : -كلمتي ابن عمك؟! -اه.. أه هو كلمني بنفسه لما فتح نت وشاف مكالمتي.. هما وصلوا والحمد لله بخير جدًا.. وانا مابينتش أن حضرتك اللي طلبت مني أسأل.. ثم أردفت : -رنيت عليك كتير علشان اطمنك لكن تلفونك كان مقفول تذكر ما حدث من ش*يقته أمس وقال بجدية : -اه أنا في وقت بحب اقعد مع نفسي وبقفل التلفون.. على العموم شكرًا يا دكتورة -العفو -مش عايزه اي حاجة؟! -كنت عايزه اقول لحضرتك أن الكتاب اللي طلبت يتعمل منه البحث خلص من المكتبة والنت مش عليه كل حاجة رفع حاجبيه وقال مبتسمًا وهو يفتح سحابة الحقيبة : -بسيطة.. اتفضلي نسخة الكتاب اللي معايا اعملي منها البحث مد يده بالكتاب فأخذته وابتسمت بشغف قائلة : -شكرًا يا دكتور.. شكرًا بجد ارتدى حقيبته ثانية وقال بود : -العفو يا دكتورة ضمت الكتاب إليها واستأذنت ثم التفتت وتابعت السير مرتسمة على شفتيها ابتسامة واسعة وتن*دت بعمق تضم الكتاب إليها عنوة.. تابع هو أيضًا السير متجهًا إلى الدرج بينما هي استقلت المصعد الكهربائي إلى الطابق السفلي.. عند وقوفه خرجت متجه إلى الخارج وهي تضع الكتاب داخل الحقيبة.. عقب خروجها سارت في طريقها إلى سيارتها وهي تقترب منها رأت أحد الشباب صف سيارته خلف سيارتها.. وقفت إلى جوار سيارتها ووجهت سؤالها إلى اثنان من الشباب يقفان إلى جوار السيارة : -العربية دي بتاعة حد منكم؟! نظرا إليها وابتسم أحدهما ببرود قائلًا : -أه عربيتي.. فيه مشكلة؟! -طيب بعد اذنك ممكن ترجع بالعربية شوية علشان اقدر اخرج عربيتي -طيب ما تقولي لصاحب العربية اللي قدامك زفرت بسأم واضح وقالت بنفاذ صبر : -مش عارفه مين صاحبها وبعدين حضرتك المكان فاضي وره عربيتك تحدث الثاني بنبرة و**ة : -طيب ما تيجي نوصلك يا قمر ثم اقترب منها وكاد أن يمسك بيدها لكنها تراجعت للخلف وهي تقول بحده : -عيب كده واحسن لك ماتتعداش حدودك -يعني هتعملي ايه؟ ثم مد يده ليمسك بمعصهما فحاولت سحبه من قبضته لكنها لم تسطتع فضحك ببرود قائلًا : -يلا تعالي نوصلك بدل ما تعملي حادثه -ابعد عني احسن لك بمجرد أن رآها في هذا الوضع اقترب منها بخطوات سريعة وض*ب ذلك الشاب في ص*ره عنوة.. ليترك مع**ها رغمًا عنها وتراجع خطوه للخلف.. فتدخل صاحب السيارة : -أنت مين يا بطل؟! جعلها تقف خلفه وكاد الشاب أن يسدد له ض*به مثلما فعل به لكنه تفاداها وسدد له ض*به قوية بقبضته إلى جوار فمه وقال بعنف موجهًا حديثه إلى بعض الشباب الواقفة : -حد فيكم ينادي الأمن في ذات اللحظة اقترب صاحب السيارة منه متوعدًا له بالض*ب لكنه مسك بمع**ه عنوة ووضع إياه خلف ظهره وبدأ يعصر كفه بقبضة يده فتأوه ثم دفعه إلى الأمام ليسقط على وجهه.. جاءت رجال الأمن تساءل عن سبب المشاجرة فقال بنبرة خشنة : -هاتو لي كارنيهات الشباب دول وقفوا ينظروا إلى بعض في دهشة في حين أمرهم الأمن بإخراج بطاقة الجامعة.. فلم ينفذوا فأمرهم واحدًا من الأمن بنبرة عالية فنفذوا أمرة على الفور.. أخذ البطاقة من كلًا منهما وأعطاهما إلى عُدي قائلًا : -اتفضل يا دكتور أخذهمأ وبدأ بفحصهما لينظرا إلى بعض في دهشة وقال أحدهم : -هي تبعك يا دكتور صدقني ماكنتش اعرف تحدث الأخيرة بنبرة توجس : -اللي ما يعرفك يجهلك يا دكتور وضع البطائق داخل جيب سرواله وقال بحده موجهًا حديثه للجميع : -أي واحد هيعمل فيها روش ويضايق اي بنت هيعيد السنه زي الاساتذة ابتسمت لينا ونظرت إليهما بتحدي وبدأ أحدهم يعتذر له ولها لكنه لم يتقبل اعتذاره وأمرهم بالمغادرة فقالت مسرعة : -لاء خليه يبعد عربيته الأول من هنا -نفذوا كلامها.. نفذوا أمرة واستقلا السيارة فيما نظر هو إلي الجميع وقال بصوت عال : -ايه اللمة دي.. يلا اتفضلوا استأذن أفراد الأمن وعادوا إلى ادراجهم كما غادر الجميع.. انتظرت حتى غادر بالسيارة ووقفت أمامه تشكره بامتنان : -شكرا جدًا بجد -العفو واجبي -بس انت ض*بتهم ازاي؟.. ما شاء الله مش بحسد يعني لاحت ابتسامة جانبية على ثغرة وقال بتلقائية : -أنا حضرت سنه في الكلية الحربية ويعني لسه محافظ على بعض التمرينات أومأت بالفهم وتساءلت بفضول : -طيب ليه سبتها؟!.. وبعدين انت كنت جايب مجموع طب ودخلت الكلية الحربية؟! -حصلت ظروف جبرتني اسيبها.. وأنا كنت بحب الكلية الحربية ومش علشان ادخل الكلية اللي بحلم بيها اجيب مجموعها.. المهم تحبي اوصلك؟ -لو مش هعطلك مد يده إليها وقال مبتسمًا : -مفيش عطله.. هاتي المفتاح أعطت له المفتاح واتجهت إلى الباب الثاني.. جلس هو أمام المحرك وقام بتشغيل السيارة وبعد أن جلست على المقعد تحرك بالسيارة *** " جزر المالديف.." استيقظ من ربع ساعة تقريبًا ولم يستطيع أن يبتعد عنها.. بل ظل مكانه يتأملها عن قرب وهي نائمة مثل الأميرات بل أفضل بكثير.. مسح بظهر يده على وجنتها برفق في انتظار استيقاظها بفارغ الصبر كي تنفتح له أبواب الجنة.. لاحت ابتسامة جانبية على ثغره ومسك بكفها وأطبق شفتيه عليه وطبع عليه عدة قبلات رقيقة للغاية.. حركت هي رأسها بخفة وفتحت عينيها ببطء فكانت الرؤية غير واضحة.. أغفلتهما ثانية وفتحتهما بعد لحظات لتجد نفسها تحدق به في غرابة.. لم يكترث لنظراتها وهمس بحب : -صباح الجمال يا جنتي في الدنيا أطرقت عيناها لتراه عاري الص*ر فاتسعت عينيها عنوة ورفعت جذعها عن الفراش مستنده بكف يدها على الوسادة وتساءلت بهلع : -أنت مين؟! رفع حاجبيه في تعجب قائلًا : -نعم؟!.. انا جوزك يا فاطمة مالك -جوزي؟!.. هو انت يعني علشان جوزي تقعد عريان كده نظر إلى ص*ره ليعود بالنظر إليها مبتسما قائلًا : -اه طبعًا.. زي ما أنتِ لابسه كده نظرت إلى ثيابها لترى سترة بحمالة عريضة تظهر مقدمة ص*رها.. فلتت صرخة من بين شفتيها ووضعت رأسها على الوسادة تخبئ نفسها بالغطاء قائلة : -لو سمحت أطلع بره ضحك ضحكة خفيفة وقام بسحب الغطاء عن وجهها ونجح في ذلك فوضعت يديها على ص*رها تطلع إليه بنصف عين.. مسح على جانب شعرها برفق وهمس بجدية : -بحبك اغمضت عينيها بقوة وتحدثت بنبرة خجل واضحة : -بلاش الكلام ده بقى انا محرجة.. ولو سمحت اخرج بره اقترب منها أكثر وضمها إلى ص*ره فدفنت وجهها بص*ره لتخبئ نفسها داخله.. استند بذقنه على رأسها وتن*د قائلًا : -قوليلي بحبك وانا اخرج بره لاحت ابتسامة خجولة على ثغرها وقالت بصوت منخفض : -بحبك.. ممكن تخرج بقى -كمان مرتين أربعة مليون ضحكت ضحكة خفيفة فابتسم على صوت ضحكاتها الرنانة وقال بجدية بعد أن قبلها على رأسها : -بموت فيكِ يا فاطمة قبلها على رأسها ثانية ثم ترك الفراش وأخذ من الحقيبة ما سيحتاج إليه ثم خرج متوجهًا إلى المرحاض لينعش بدنه بالماء الفاتر.. رفعت هي جذعها عن الفراش تضم قدميها إلى ص*رها وتتذكر ما حدث الليلة الماضية لتشعر بتوهج وجنتيها وحركت رأسها بجنون.. ثم تركت الفراش تستدير حول نفسها لكونها تشعر بالسعادة.. فقد أصبحت زوجته رسمي وعشقها كما هي عشقته.. بمجرد أن رأت شريط المهدئ والمنوم أخذتهما وألقت بهما بصندوق القمامة فلم تعد بالحاجة إليهما بعد الآن.. ثم أخذت من الحقيبة ما ستحتاج إليه من ملابس وانتظرت حتى خرج من المرحاض ودلف إلى الغرفة.. وقف أمام المرأة يمشط شعره قائلًا : -اجهزي بقى علشان عامل لك رحلة هتحلفي بيها اتسعت ابتسامتها وركضت إلى المرحاض بمرح كبير متشوقة لتلك الرحلة التي ستكون رائعة للغاية.. فرد سجادة الصلاة ووقف يصلي فرض الظهر *** دقت الساعة التاسعة والنصف مساءً وأخذت الغرفة ذهابًا وإيابًا تاركه مذاكرتها خلفها وتفكر في ذلك الذي خ*ف قلبها قبل عقلها.. كلما حاولت أن تذاكر تجد نفسها تفكر به ونبرة صوته تتردد في أذنيها كأنه معها.. زفرت بقوة وجلست أمام المكتب الخاص بها ووضعت كفها على الكتاب الخاص به.. ثم استندت بجبينها عليه كي تستنشق عطره بالكتاب.. بعد لحظات رفعت رأسها عن الكتاب عندما استمعت إلى لحن وغناء " ليث.." يأتي من الغرفة المجاورة فوجدت نفسها تتن*د بهيام مستمتعة باللحن الذي يليق بإعجابها به.. وبعد دقائق قليلة من التفكير فتحت الكتاب لتجد في أول صفحة رسمة وردة بسيطة فاتسعت ابتسامتها وبدأت تقلب الصفحات لتجد بعض الكلمات البسيطة مكتوبة بخط يده باللغة الإنجليزية أعلى الصفحات.. ظلت على هذا الوضع حتى تفاجأت بوردة حمراء جافة في احد الصفحات.. نظرت إليها في غرابة وشعرت بالغيظ فقد حسبت انه مرتبط وحبيبته من أعطت له هذه الوردة.. أغلقت الكتاب بعنف وشعرت بالضيق الشديد وبدأت تجز على أسنانها عنوة.. ظلت على هذا الوضع لربع ساعة تقريبًا فتحت الكتاب وأخذت الوردة وضعتها في احد ادراج المكتب.. ثم مسكت بالهاتف الخاص بها هامسة : -أكيد مش مرتبط.. أنا لازم اتأكد مش هقدر أنام غير لو تأكدت اتصلت عليه دون تردد ونظرت إلى الهاتف في انتظار رده وص*رها يعلوا ويهبط برهبة واضحة من كثرة التوتر.. كان يجلس أمام المكتب يكتب شيئًا ما وعندما صدح صوت الهاتف ترك القلم ناظرًا إلى شاشته التي تُضئ باسم " دكتور لينا.." حمل الهاتف ينظر إلى شاشته مبتسمًا ثم أجاب بثبات : -السلام عليكم يا دكتورة ابتلعت ل**بها بصوت مسموع وأجابت بنبرة توتر : -و وعليكم السلام يا دكتور.. اسفه ازعجت حضرتك تحدث بود : -ازعجيني براحتك عضت على شفاها السفلية من الداخل ثم تنحنحت بخفيه وقالت بهدوء : -وانا بفتح الكتاب لقيت وردة أنا ماجتش ناحيتها خالص.. لكن دلوقت بتابع كتابة البحث مالقتش الوردة.. يمكن وقعت مني فأنا بعتذر جدًا.. لكن هدور عليها اوعدك -ماتتعبيش نفسك عادي مش مشكلة قالت بلؤم : -بس يمكن صاحبة الوردة تزعل قطب جبينه في تعجب قائلًا : -صاحبتها؟!.. لاء أنا صاحب الوردة تصنعت الدهشة متسائلة : -يعني حضرتك مش مرتبط؟!.. اقصد يعني مش بنوته اللي اشترت لك الوردة دي؟! -لاء يا دكتورة أنا مش مرتبط والوردة دي اشتريتها لنفسي اتسعت ابتسامتها وزفرت بهدوء شديد وتحدثت بنبرة تعلوها السعادة : -تمام.. اوعدك ادور عليها وبإذن الله الاقيها -فداكِ يا دكتورة ولا يهمك -شكرًا.. مع السلامة -أنتِ متصلة علشان كده بس؟! حملقت بالفراغ وفجأة استمعت إلى دقات قلبها تدق عنوة ونهضت عن المقعد وقد ارتعشت يدها فقامت بإمساك مع** يدها الممسكة بالهاتف قائلة : -أه.. أه طبعًا دي مسؤولية استمع إلى صوت أنفاسها العالية والتي تخرج بتوتر واضح.. قطب جبينه وفكر هل يطرح عليها سؤالًا أخر لكن من الأفضل أن يدعها الآن وسيتحدث إليها في وقت لاحق : -طيب يا دكتورة تصبحي على خير -وحضرتك من أهل الخير.. مع السلامة ثم أنهت معه المكالمة فورًا وزفرت بهدوء شديد تضم الهاتف إليها.. وبعد أن هدأت من توترها قليلًا صعدت إلى الفراش وتقفز عليه كالمجنونة لكونها تشعر بالسعادة.. ثم جلست على الفراش تضم قدميها إلى ص*رها وتلهث بصوت مسموع *** صباح اليوم التالي أخذها في رحلة وسط البحر بالقارب المتوسط الحجم.. شعرت بالخوف في البداية لكنه طمئنها واستسلمت للأمر الطبيعي واستمتعت بالطبيعة الخلابة وهي تحتضنه عنوة.. قبلها على جانب رأسها وتحدث بهدوء : -ماتخافيش بقى انا معاكِ -البحر شكله يجنن ومخيف في نفس الوقت -طيب ممكن تلفي تشبثت في سترته بقبضتي يديها من الخلف تومئ بالنفي عدة مرات قائلة : -لا لا كده كويس ابتعد عنها قليلًا وحاول إقناعها لكنه فشل فجعلها تستدير رغمًا عنها فأغمضت عينيها عنوة.. أحاط خصرها بذراعيه وقال بهدوء : -فتحي عيونك ماتخافيش أنا معاكِ فتحت عينيها ببطء شديد لترى البحر أمامها وزفرت بهدوء ثم همست : -سبحان الله تساءل بعد أن قبلها على وجنتها برقة : -ايه رأيك في الهدوء ده؟! -مفيش أجمل من كده حقيقي.. والأجمل بقى لو رجعنا الشاطئ أطبق شفتيه بالقرب من شفتيها برقه فالتفتت إليه وأحاطت عنقه بذراعيها مستنده برأسها على ص*ره.. ضمها إليه والتفت برأسه إلى المسؤول عن القيادة وطلب منه أن يعود إلى المرسى لينفذ رغبته.. عقب عودتهم مسك بكفها وسار إلى جوارها أمام الشاطئ والتقط معها الكثير من الصور التذكارية كما راق له كثيرًا بعض حركاتها المرحة والمجنونة بالصور.. ثم أحاط كتفها بذراعه وقال دون مقدمات : -أنا بشكر الظروف اللي قربتنا من بعض بالسرعة دي نظرت إليه نظرة طويلة ثم ابتسمت ونظرت إلى الأمام وقالت بجدية : -أنا بقى مش مصدقة اللي أنا فيه توقف عن السير ووقف أمامها ممسكًا بكفيها ورفع اليمين وضع راحته على شفتيه يطبع عليه عدة قبلات حانية قائلًا : -صدقي يا جنتي.. ثم تحدث بمكر : -قوليلي بقى ايه حكاية الحركات اللي كنتِ بتعمليها في المكتب لما اي واحده ست تجيلي -ماتقولش بس ست.. قول برود قالت كلماتها بنبرة غيرة واضحة فضحك ضحكة خفيفة قائلًا : -برود.. يا ترى بقى اللى فكرت فيه صح؟!.. بتغيري عليا؟ أطرقت عينيها وابتسمت بخجل وهي تقول بصوت منخفض : -أكيد بغير احتضن وجنتيها براحتي يديه وقال بتأكيد : -كنت متأكد واخدت بالي.. ثم أردف مبتسمًا : -أنا كمان بغير عليكِ.. بحمد ربنا اني جيت في الوقت المناسب وبدون تردد قولت انك مراتي -الحمد لله ربنا استجاب لدعايا -طيب قولي لي بحبك ض*بته على ص*ره بخفة هامسة بنبرة خجل : -بحبك قبلها على ظهر يدها برقه خ*فت روحها من بدنها كما خ*ف قلبها بكلماته الرقيقة : -بحب عيونك وبعشق خجلك وابتسامتك *** " بعد مضي أسبوع.." بعد انتهاء التدريبات ذهبن لتبديل ثيابهن.. دلفت كارمن إلى المرحاض ووضعت بدنها المرهق أسفل الماء البارد وعقب انتهائها ارتدت ثيابها وخرجت وهي تجفف شعرها بالمنشفة.. اقتربت صديقتها مروه منها ووقفت أمامها تقول بحنق : -الكابتن بتاعك رن عليا اكتر من أربع مرات خ*فت الهاتف من يدها وهي تقول بنبرة تعلوها السعادة : -بجد محمد.. اقصد كابتن محمد -بقولك ايه انا مش هقدر استغنى عن تلفوني اكتر من يومين.. كان لازم تديله رقمي يعني -يعني كنت اديله نفس الرقم اللي هو بتاع عُدي ثم نظرت إلى الهاتف واتصلت عليه وأجاب بعد لحظات فاتسعت ابتسامتها قائلة : -بعتذر يا كابتن بس كنت مشغولة -ولا يهمك يا كارمن.. أنا في انتظارك في كافية النادي عندي ليكِ خبر كويس -حالًا يا كابتن خمسه وهكون قدامك ثم أنهت معه المكالمة تتن*د بعمق وبهيام واضح مما لاحظت صديقتها هذا وتساءلت بمكر : -هو فيه ايه بالظبط؟! نظرت إليها بلهفة قائلة : -مفيش حاجة طبعًا.. هو منتظرني في الكافية علشان موضوع يخص الكورة -كارمن انا صاحبتك من زمان وفهماكِ.. اعترفي يا بنت لاحت ابتسامة حب على ثغرها وتحدثت بصوت منخفض : -اوعدك اقولك في أقرب فرصه -ماشي يا صديقي.. المهم بقى لازم تخلصي من شخصية الولد اللي عملاها ما خلاص يا روحي وصلتي لهدفك قالت آخر كلماتها بنبرة توجس فقالت الأخيرة بجدية وحزن : -وحياتك عندي خلاص قررت انهي الموضوع ده واتمنى كابتن محمد يفهمني ويسامحني مسحت على ذراعها بلطف كما تحدثت : -بإذن الله حبيبتي.. ابقي طمينني ثم ودعتها بقبلة على وجنتها وغادرت.. ولم ينتبه أي منهما من التي تقف داخل أحد المراحيض واستمعت إلى حديثهما عن عمد.. فيما وقفت كارمن أمام المرآة تمشط شعرها وبعدها بدأت تضبط حجابها.. انتهت سمية من ارتداء ثيابها على وجه السرعة وخرجت في طريقها إلى الكافية.. عند وصولها وقفت تنظر حولها لترى كابتن محمد.. تقدمت نحوه بخطوات واسعة ووقفت أمام الطاولة قائلة : -اهلا يا استاذ محمد نظر إليها بثقل قائلًا : -اهلا وسهلا.. خير؟ -أنا سمية اللي بلعب في النادي مع البنات.. أولا حبيت اشكر حضرتك على اللي بتعمله علشان الفريق يتعرف تحدث برسمية : -مفيش داعي للشكر ده واجبي - ثانيًا بقى شخصية كابتن عُدي بنت مش شاب.. انا حبيت اقولك واخلص ذمتي تعجب ولم يفهم شيئًا متسائلًا : -تقصدي ايه؟! -لاء هي بقى زمانها جايه تفهم حضرتك اكتر.. عن اذنك التفتت وغادرت المكان على وجه السرعة تاركه إياه يحملق بالمكان التي كانت تحتله منذ لحظات.. فجأة تذكر صوته الذي تغير من يوم وليلة.. وبعد لحظات جاءت كارمن وجلست على المقعد المقابل له وقالت بابتسامة واسعة : -مساء الخير يا كابتن نظر إليها في دهشة وبكل هدوء مسك بالهاتف الخاص به واتصل على رقم كابتن عُدي.. اختفت ابتسامتها فجأة وتعجبت من عدم رده عليها لكن فجأة استمعت إلى رنين هاتفها داخل حقيبة الظهر.. عقدت بين حاجبيها وفتحت السحابة لتأخذ الهاتف وبمجرد أن رأت المتصل اتسعت عيناها في دهشة وارتعشت يدها تاركه الهاتف يسقط على الأرض.. كان يتطلع إليها بهدوء مرعب ثم هبط بعينيه إلى الهاتف وانحنى بجذعة ليأخذ الهاتف تحت انظارها المتوترة.. نظر إلى شاشة هاتفها وابتسم بخفة يحرك راسه في كلا الاتجاهين قائلًا : -للدرجة دي انا مغفل ثم أنهى المكالمة وفي لحظة اجتمعت الدموع داخل عينيها وتحدثت في توتر واضح : -أنا كنت ناويه اقولك النهاردة اه والله وضع هاتفها أمامها ونظر إليها بنظرات عتاب تقتلها فأغمضت عيناها لكونها لا تستطيع تحمل نظراته تاركة دموعها الساخنة تهبط على وجنتيها فتحدث من بين أسنانه : -مش مصدقك.. أنتِ ممثلة شاطرة اوي يا كارمن.. لاء بجد برافو اقنعتيني -أنا عملت كل ده علشان اثبت ان المرأة من حقها تظهر للمجتمع.. ارجوك افهمني -كان فيه اكتر من طريقة غير الغش والخداع.. للأسف انا انخدعت فيكِ بجد مش طايق اشوف وشك قال كلماته بحده ثم تركها وغادر فنظرت إليه بحزن وفلتت شهقة مؤلمة من بين شفتيها ثم تأوهت بخفه معترفة بذلك الخطأ التي أوقعت نفسها به : -استاهل كل اللي يحصل لي ***يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD