الفصل الاول
أسدل الليل ستائره لتسقط السماء بأحضان الظلام الذى يتلقاها بص*ر رحب, ومن بين الناس التي تسير في شوارع القاهرة تمشى بطلتنا شاردة الذهن تسير لا تعرف أي طريق تمشى به وهل معرفة الطريق ستشكل فرقا بالنسبة لمتشردة بلا عائلة بلا مأوى بلا..... حياة, هي كالنسمة اللطيفة ذات جسد ممشوق ,ملامح طفولية وعيون واسعة خليط ما بين العسلي والأخضر تحيطها رموش كثيفة لتجعل من عينيها سهام تصيب قلوب كل من ينظر لها وشعر بنى فاتح ذات تموجات خفيفة محببة ولكنها تخفيه تحت حجابها
أفاقت نسمة من شرودها لتجد أن قدمها قادتها الى مطعم فاخر من مطاعم القاهرة, وقفت تستنشق رائحة الطعام الشهية بتلذذ نظرت لمن يجلسون بالداخل يأكلون بشهية يضحكون ويمزحون, عادت للسير مجددا حينما لمحت أحد عمال المطعم قادم تجاهها ومن ملامحه علمت أنه سيوبخها لوقوفها هنا هكذا
ظلت تسير بلا هوادة الى أن أفاقت أنها في احدى الأزقة المظلمة وهذه الأماكن عادة ما تكون ملجأ للمجرمين فسارعت بالخروج ولكنها توقفت لدى سماعها صوت يستغيث ومن عادة بطلتنا أنها فضولية درجة أولى فسارت بخطوات بطيئة الى مص*ر الصوت واختبأت جيدا كي لا يراها أحد ورأت شابا يبكى ويتوسل للشخص الذى أمامه بألا يقتله
توسل الشاب قائلا ببكاء: أبوس ايدك متأذنيش خلاص حرمت هعملكوا الى انتو عوزينوا
نظر له ذلك الرجل بسخرية قائلا: وانت مفكرتش قبل كدة ليه يا حليتها قبل ما تخون المعلم
الشاب: كنت مضطر ... أبوس ايد*ك أنا عندى عيال
ابتسم ذلك الرجل ابتسامة صفراء قائلا: يبقى تستحمل بقة يا حلو نتيجة افعالك
وقام ذلك الرجل برفع يده عاليا الممسكة بسكين حاد وقام بذ*ح الشاب بلا شفقة أو رحمة كل هذا أمام نسمة التي أطلقت شهقة خافتة بينما دموعها تنزل بغزارة على وجنتها الحمراء
ف*نبه المجرم الى صوت بكاء خافت فمشى ببطء ناحية الصوت أما نسمة فحالما رأته قادم باتجاهها حاولت أن تركض بأقصى سرعة ولكن يشاء القدر أن يوقعها في يد هذا القاتل حيث أمسكها بإحدى يديه بينما الأخرى تكتم صوتها وجرها معه حيث الشاب الميت فكر أن يتخلص منها ولكنه توقف للحظة ثم ابتسم بشر وض*بها على رأسها حيث فقدت الوعى وسقطت بجانب جثة الشاب وفر القاتل هاربا
بعد مرور الوقت استيقظت لتجد نفسها على أريكة في غرفة وعلي ما يبدو أنها غرفة في القسم نهضت وأمسكت رأسها من ذلك الألم, نظرت حولها باستغراب فما الذي أتي بها الي هنا فهي لا تتذكر أي شيء, نهضت ببطء وتوجهت ناحية المكتب لتقرأ الاسم الموجود علي اللافتة الموضوعة فوقه
نطقت بصوت خافت قائلة: الرائد ليث الشرقاوي
في تلك اللحظة دخل الغرفة شاب في منتصف العشرينات من العمر بخطوات ثابتة ينظر لها بسخرية قائلا: وأخيرا صحيت المجرمة النائمة
نظرت له بدهشة قائلة: م.. مجرمة ايه بس لامؤخذة وبعدين أنا بعمل ايه هنا
نظر لها ليث باستهزاء قائلا: لا ولا حاجة جايبينك بس تتف*جى على د*كور القسم. رفع صوته قائلا بخشونة: واحدة مجرمة ومتهمة في قضية قتل هتكون بتعمل ايه في القسم, بقلك ايه يا بت انت الشويتين دول تعمليهم على حد غيرى مش أنا, أنا ممكن أسحلك دلؤتى
نظرت له قائلة: بالراحة بس شوية كدة الله يسترك, ركز معايا مجرمة ليه أنا معملتش حاجة سعادتك يعني
نظر ليث لحالتها المزرية ثم توجه يجلس علي مقعده قائلا: انت متهمة بقتل الشاب المدعو حسين عبد العاطى
ضحكت قائلة: هههههههههههه لا لا لا انت اكيد بتهزر دي الكاميرا الخفية مش كدة
ض*ب المكتب بيده قائلا بغضب: انت هتهزرى يا روح امك
نظرت له بحنق قائلة: طب امى دخلها ايه دلؤتى بلاش غلط لو سمحت, وبعدين أنا معرفش حسين دا مين يبقى ازاى بس قتلتوا
ليث: هنعرف لما تقرير المعمل الجنائي يجي
أنهي ليث حديثه ثم نادي علي العسكري قائلا: يا عسكري, خد المتهمة وحطها في حبس انفرادي
نظرت له ببكاء قائلة: لا لا متحبسنيش والله معملت حاجة
قام العسكري بسحبها معه وأدخلها زنزانة حبس انفرادي, شاهدته يغلق عليها الباب بحسرة وألم, جلست أرضا تبكي علي حالها وحياتها البائسة
عاد ليث الي منزله في وقت متأخر من الليل, وجد شقيقته قد غفت, تن*د بخفوت ثم قبلها من جبينها ودثرها جيدا ثم غادر لينال هو الخر قسطا من الراحة فغدا سيكون يوما شاقا
في مكان ما يجلس رجلين معا
مجهول 1: خلصت على حسين زى ما أمرتك
مجهول 2: اطمن يا باشا عملت كل الى أمرت بيه. ثم بلع ريقه بخوف مكملا حديثه: بس يا باشا فى حاجة
مجهول 1: اخلص وقول هو أنا بيجينى منك غير المصايب
مجهول 2 بخوف: أنا بعد ما خلصت على حسين لقيت بنت شاف*نى وأنا بقتله قمت ض*بتها على دمغها ومسكتها السكينة بدالى وبكدة ب**اتها هى الى على سلاح الجريمة وبلغت البوليس ومشيت, شفت أنا ذكى ازاى يا باشا
مجهول 1بغضب: الله يخربيتك أنت عارف أنت نيلت ايه دلؤتى لما البنت دى تفوق وتحكلهم الى حصل وكمان توصف شكلك هنروح فى داهيه, مين قالك تتصرف من غير ما ترجعلى يا غ*ي
مجهول 2: يا باشا مهو أنا معرفتش أوصلك بعدين متخفش أنا هراقبها كويس وبعدين حتى لو طلعت براءة مش هيعرفوا يوصلولى
مجهول1: ماشى أما نشوف ايه أخرة غبائك ويكون فى علمك أنا عايز البنت دى تختفي من علي وش الدنيا وغلطة كمان وهبعتك تونس حسين فى جهنم, غور من وشى
ذهب مجول 2 بخوف من أمام رئيسه وهو يفكر كيف سيعثر على تلك الفتاة وقد قبضت عليها الشرطة
مر يومين وما زالت كما هي في تلك الزنزانة فقط يجلبون لها الطعام والشراب ولا أحد يخبرها بأي شيء, ها قد أتي الليل ولا شيء جديد, انتفضت من مكانها حالما رأت الحارس قادم قائلة: أنا عايزة اعرف ايه الي هيحصل انا هنا بقالي يومين ومفيش جديد خرجوني من هنا أنا معملتش حاجة خرجوني
نظر لها الحارس قائلا: ما تخرصي يا بت أديني جاي أخدك للباشا نتيجة المعمل الجنائي جت
ابتسمت لأنها وأخيرا ستخرج من هنا فبالتأكيد قد عرفوا أنها لم تقتل أحدا, أخذها العسكري لمكتب ليث ثم فتح لها الباب وأدخلها
جرت اليه في لهفة قائلة: اكيد عرفت اني بريئة وهتخرجني صح شفت مش قلتلك انا مقتلتش حد
نظر لها ليث ثم تن*د قائلا: تقرير المعمل الجنائي بيقول ان الب**ات الموجودة على سلاح الجريمة هي ب**اتك ودا يؤكد انك انت الي قتلتيه
نظرت له بغباء ثم ضحكت قائلة: ههههههه احيييييييييييييه
ثم سقطت مغشى عليها .............
أسرع ليث اليها ثم حملها وقام بوضعها على الأريكة التي في مكتبه ذهب ليحضر كوب من الماء والمتوقع انه سيقوم برش بضع قرات على وجهها لتفيق ولكن هيهات فنحن نتحدث عن ليث الشرقاوى ليقوم بسكب الكوب كله على وجهها لتستيقظ الأخرى وتشهق عاليا كمن نجا لتوه من الغرق لتنظر له بنظرات غاضبة
بعد ان عاد للجلوس في مكانه تمتمت بخفوت قائلة: عليا الطلاق لولا انك مز كنت عرفتك مقامك, ابو شكلك كدة نيلة وانت قمر كدا و...
ليث: هاه خلصتى شتيمة فى سرك
لتنظر له بنظرات مندهشة كيف علم بما كانت تفكر فيه
ليث: خلينا نتكلم فى المفيد أنا عايزك تحكيلى أنتى مين وايه الى خلاكى تقتلى حسين
نطقت بجنق: يادى النيلة برضوا بيقول قتلت أقسم بالله أنا مقتلتش حد, بص يا دفعة أنا اسمى نسمة هتسألنى عن اسم أبويا هقلك معرفوش لأنى ببساطة اتربيت فى ملجأ ومعرفش مين أهلى حتى صحاب الملجأ لما لاقونى قدام باب الملجأ مكنش فيه أى حاجة معايا يعنى زى ما تقول سابونى بطولى لامؤخذة ... وفضلت عايشة فى الملجأ لحد ما فيوم قالولى انى هخرج أشتغل فى الحرام فأنا رفضت وهربت منهم وفضلت ماشية فى الشوارع دى أخر حاجة أنا فاكراها غير كدة أنا معرفش حاجة معرفش جيت القسم دا ازاى ولا مين حسين
ليث: شكلك كدا مش ناوية تعترفى وعايزة تغلبينى, وانا كدة هزعل وزعلي وحش
نسمة: وأنا هغلبك ليه بس يعنى بذمتك دا منظر واحدة تعرف تقتل حتى دبانة
ليث: أنا الأدلة الى قدامى بتقول انك انت الى قتلتى احنا مش بناخد بالمظاهر لو كدة مكنش حد اتسجن فأحسلك تعترفى
نسمة: طب ممكن أنت تقولى أنا ازاى جيت هنا
ليث: جالنا اخبارية ان فى جريمة قتل حصلت فى شارع (....) ولما رحنا لاقينا جثة حسين ولاقيناكى مرمية جمبوا وماسكة سكينة, أى ظابط غيرى كان حولك على النيابة على طول من غير ما ياخد أقوالك لأن التهمة لبساكى لبساكى بس حظك أنك وقعتى فى ايدى, فى فجوة فى القضية وهى ان مين الى بلغ وليه مستناش لما نوصل مع ان احنا لما روحنا كانت الناس ماشية عادى ودى مش طبيعة المصريين لما يعرفوا ان فى مصيبة
نسمة: ما شاء الله حضرتك نبيه, طب ولما أنت عارف كدة من الأول ليه مقعدنى هنا بتتبارك بيا مثلا
ليث: هتجاهل التريقة الى فى كلامك بمزاجى .. أولا الى اتقتل دا مش واحد والسلام لأ احنا اكتشفنا انو متورط مع عصابة تجار أعضاء ووجودك فى مكان الجريمة حاجة من الاتنين يا اما أنتى بتشتغلى معاهم وهما حبوا يخلصوا منك أنتى وحسين فض*بوا عصفورين بحجر واحد يا اما أنتى اتخدتى فى الرجلين وبكدة القاتل الحقيقى حر طليق ولو احنا خرجناكى من هنا هيخلص هو عليكى
نسمة: تعاليلى يا أمة, يعنى كدة كدة ميتة ..... طب والحل ايه سعادتك
تن*د ليث قائلا: الحل الوحيد انك تبقى معايا عشان أعرف أحميكى ولما هما يحاولوا يقتلوكى أقبض أنا عليهم وبكدة أوصل للراس الكبيرة
نسمة: يا سلام والفيلم دا بقه اخراج مين ولامؤخذة
ليث: يا أغبى خلق الله افهمى أنا لو سبتك تخرجى من هنا هما هيقتلوكى على طول ومش بعيد يبيعوا أعضائك
نسمة بذعر: يا حلاوة يعنى يا أقبل أتحبس مع المجرمين والى هيجيبوا أجلى أو أخرج من هنا وأتقتل وأتباع زى قطع الغيار
ليث محاولا مداراة ضحكته: ومين أقلك أنك هتقعدى فى القسم
نسمة: أمال الشرطة هتقعدنى فى فندق خمس نجوم
ليث: لا يا خفة, أنتى هتقعدى معايا أنا ...... فى شقتى
نسمة بصدمة: نعم يا عنيا
ليث بعصبية: ما تحترمى نفسك يا بت أنت بدل ما أرزعك كف أجبلك ارتجاج فى المخ. أخذ نفس عميق ثم أكمل: أنتى هتيجى تعيشى معايا أنا ..وأختى
نسمة بهدوء: اه طب ما تقول كدة من الأول لازم يعنى تطلع جعفر الى جوايا
ليث: صبرنى يا رب أنا عملت ايه فى حياتى عشان أبتلى بالمصيبة دى
نسمة بصوت منخفض: أكيد عمل أزرق ومهبب على دماغك
كاد ليث أن يعنفها ولكن قاطعه دخول صديقه أدم الى الغرفة ...
أدم هو شاب في أواخر العشرينات ذو بشرة قمحية وعيون خضراء تخ*ف الأنظار طوله مثالى شخصيته الى حد ما قريبة من شخصية ليث ولكنه مرح قليلا
أدم وهو يفتح الباب: كدة يا قاسى تخلى بيا و....
توقف أدم عن الحديث حالما لمح نسمة واقفة وهى تكتم ضحكتها بصعوبة وليث الذى يكاد الدخان يخرج من رأسه
أدم: احم احم مش تقول يا راجل أنك عندك ضيوف أديها خدت عنى فكرة وحشة. ثم توجه ببصره الى نسمة قائلا: على فكرة أنا ابن ناس ومحترم أوى ميغركيش الدخلة الى دخلتها من شوية دى دا أنا جامد فحت من فوق لتحت
الى هنا ولم تستطع نسمى كتم ضحكتها فضحكت بصوت عال
ليث بصياح: اخرسي يا بت, وانت يا زفت ايه الي جابك
نظرت له نسمة بحنق ثم **تت بينما نظر له أدم قائلا: فى ايه يا ليث هى أجرمت يعنى ما تهدى كدة
ليث بعصبية لا يدرى سببها: احنا فى قسم يا حضرة الضابط مش كباريه شارع الهرم
أدم بعدم فهم لعصبية ليث: خلاص يا عم أنا ماشى أنا ابن جذمة أصلا عشان جيت أعبرك
ثم خرج أدم من الغرفة فزفر ليث الهواء ببطء ثم توجه بنظره الى نسمة التي يظهر عليها ملامح الغضب قائلا: يالا تعالى عشان أروحك لأختى وأرجع أكمل شغلى
نسمة: ماشى استرها يا رب
خرجا معا من القسم وركبت في سيارته
تحدثت بخفوت قائلة: يا رب صبرنى ومخ*فش المز دا, مش عارفة دا كان بيرضع ايه اذا كان بيرضع لبن يبقى احنا كنا بنرضع ايه ...... جلة, الله يسامحك يا حجة على الانتاج دا
لم تلاحظ نسمة أنها كانت تقول ذلك بصوت عال قليلا حيث سمعها ليث وكتم ضحكته بصعوبة وأكمل الطريق الى منزله وهو شارد كيف ستكون حياته مع هذه المجنونة والأدهى كيف ستكون ردة فعل أخته قمر
وصل ليث الى منزله وأوقف السيارة ولكنه لم ينزل منها
تن*د ليث ثم قال: اختى اسمها قمر عندها 18 سنة, هى لطيفة وأنا متأكد انك هتحبيها هتقعدى معاها فى الشقة وأنا هقعد فى الشقة الى قدامكوا دى بتاعتى برضوا, تمام
نسمة: تمام تمام ممكن ننزل بقه
نزل ليث ونسمة من السيارة ثم توجها الى العمارة التي يسكن بها مع شقيقته ثم صعدوا درجات السلم الى أن وصلوا الى الشقة, فتح ليث بابا المنزل ودلف للداخل أولا ثم سمح لنسمة بالدخول والتي كانت متوترة للغاية من لقاء أخته
نادى ليث بصوته الرجولى على أخته وما هى الا ثوانى وقد سمع ردها بأنها أتية جاءت قمر وهى ترتدى عباءة منزلية بسيطة وتربط رأسها بوشاح وفى يدها مغرفة ووجهها أحمر للغاية وعيونها مدمعة
تحدثت قمر والدموع فى عينيها والتى شوشت رؤيتها فلم تر نسمة: حمد لله على السلامة يا أبيه ثوانى والأكل هيكون جاهز ثم مسحت الدموع من عينيها حتى تتمكن من الرؤية وحالما رأت نسمة شهقت عاليا
قمر بمزاح: يا لهوى هيا حصلت يا أبيه تخش عليا بواحدة الا مدخلت عليا بكيس موز اه يالا الهول
ليث : ايه مصورة مجارى واتفتحت اهدى وأنا هفهمك كل حاجة ....وبعدين ايه المنظر الى أنتى فيه دا
نظرت قمر الى ملابسها ثم شهقت قائلة: يا فضحتى قدام الأجانب
ثم هرولت سريعا الى غرفتها فلحقها ليث للداخل بعد أن أخبر نسمة أن تنتظره في صالة المنزل
في غرفة قمر
قص ليث عليها الوضع وأنه يساعد نسمة حتي يثبت براءتها
قمر بحزن: لا حول ولا قوة الا بالله, طبعا أنا موافقة انها تقعد معايا وأهو أحسن برضوا من الوحدة الى عيشاها دى
ليث: أنا كنت متأكد برضوا انك هتوافقى, وبعدين هى مش هتقعد هنا كتير عقبال بس ما أخلص القضية وبعدين هتمشى
قمر: ماشى, طب مش يالا نطلع بره زمانها قعدة متوترة
خرج ليث وقمر من الغرفة وفعلا وجدوا نسمة متوترة وتلعب في أصابع يدها, ذهبت قمر وجلست بجانبها وحاولت أن تمازحها قليلا لتخفف من توترها
قمر بمزاح: لاء أنا بقلك ايه أنا عايزاكى مفرفشة كدا وبعدين اعتبرينى أختك وأنا والله حبيتك خالص, يالا كتك نيلة وانتى كيوت وقمر كدا
نسمة بضحك: ههههههههههههه طب قمر ماشى انما كيوت دى موعدكيش وأنت هتكتشفى دا بنفسك
قمر بابتسامة: يا حلاوة يا ولاد أخيرا لقيت حد مجنون زى دا أنا فكرت انى الأخيرة من نوعى
نسمة: أوعدك هنعمل أحلى شغل مع بعض
ليث: امممم واضح انكوا متفقين جدا, حيث كدا أن همشى عشان عندى شغل وزى ما قلتلك يا قمر أنا هقعد فى الشقة الى قصادقوا ماشى
قمر وهى تنهض : طب مش تاكل الأول
ليث وهو يقبل رأسها: لا يا حببتى مش جعان كلوا أنتو
خرج ليث من المنزل وتوجه الى سيارته وأثناء سيره رن هاتفه فرفعه ليعرف من المتصل فوجده اللوا محمد البحيرى وحالما ضغط على زر الاجابة قا**ه صوت رئيسه الغاضب
اللوا محمد بغضب: ايه يا ليث من امتي وأنت بتتصرف من دماغك وبعدين ازاى تطلع متهمة من القسم كدا بكل بساطة
ليث بهدوء: يا فندم البنت دى بريئة والتهمة متلفقة وبعدين أذا دخلتها الحبس مع المساجين مش بعيد القاتل الحقيقي يعرف يدخل حد معاها الحبس ويقتلوها
اللوا محمد باستهزاء: وأنت من امتي قلبك حنين على المساجين يا ليث
ليث ببرود: مش حكاية قلبى حنين بس أنا عايز القاتل الحقيقى والبنت دى هى الخيط الى هيوصلنى للقاتل ولما أوصله هعرف بطريقتى أوصل للراس الكبيرة بتاعت المنظمة دى, حضرتك عارف انى بعمل الى شايفه صح
اللوا محمد وقد هدأ قليلا: يا ليث افهمنى أنا عارف انك من أكفأ الضباط في الدخلية بس لما الضباط التانيين يشوفوك خارج مع المتهمة من القسم لا وكمان ودتها بيتك هيقولوا ايه
ليث: هى الأخبار لحقت توصل لسعادتك
اللوا محمد: أنا دبة النملة بتوصلى, المهم تعالى على المكتب عندى عشان نشوف هنحل المصيبة دى ازاى
ليث: تحت أمرك يا فندم
أنهى ليث المكالمة ثم جاء بباله صديقه أدم وما فعله معه فقرر الاتصال به
ليث: ايه خلاص عملتلى فيها غضبان
أدم بمزاح: ملكش دعوة بيا يا خاين طلقنى .. طلقنى, ههههههههههه
ليث بجمود: تصدق أنا غلطان انى عبرتك قال وأنا الى قولت تلاقى الواد زعلان منى
أدم: وهو في أخ يزعل من أخوه يا ع**ط , بعدين تعالا هنا أنت مقلتليش حكاية المزة الى كانت معاك دى
ليث باقتضاب: أنا مش عايز رغى كتير قابلنى فى مكتب اللوا محمد دلؤتى
أدم: ماشى يا وحش الشاشة
أغلق ليث الهاتف فى وجهه وراح يحرك رأسه يمينا ويسارا بقلة حيلة على صديقه المجنون
فى شقة ليث وقمر
بعد أن أعدت قمر العشاء بمساعدة نسمة وتناولوه ثم وضبوا السفرة وذهبت قمر لتعد تسالى لكى يتناولوها وهم يشاهدون التلفاز
نسمة بفضول: ما تحكيلى عن حياتك انتى وليث يا قمر
قمر وقد احتل وجهها ملامح الحزن: يا ستى أنا وعيت على الدنيا دى ملقتش غير أخويا وحبيبى ليث هو أبويا وأمى وأخويا وكل حاجة عمره محسسنى انى يتيمة .....ميغركيش بس شوية القسوة الى مبينهم دول دا عندوا حنان لو فرقوا على الدنيا دى كلها يكفيها ويفيض كمان
نسمة بحنق خفيف: يا شيخة .... طبعا ما أنتى لازم تقولى كدا على الكائن الى اسموا أخوكى دا .... صحيح القرد فى عين أمو غزال
قمر بضحك: هههههههههههه دا أنتى شكلك معبية جامد بقه من ليث ....هو أى نعم مش بيبين قسوته معايا بس الى اعرفوا انو فى الشغل مش بيرحم
نسمة بضيق: يا أوختى ولا حتى بره الشغل
قمر بغضب مصطنع: لاء بقلك ايه كلوا الا ليث
نسمة بغضب مصطنع هي الأخري: أنت هتهددينى طب أهو أنت وسى ليث بتاعك دا
ظلوا يتشاجرون ولكن ببعض المزاح الا أن تعبوا من كثرة الشجار وناموا مكانهم على الأريكة بعد أن أعطت قمر بيجامة منزلية الى نسمة والتي ارتدها في خجل لأنها لم تتعود على المعاملة الحسنة من أحد دائما ما كان الجميع يقسوا عليها ولكنها تشكر الله لأنه عوضا بقمر التي اعتبرتها أختها
في قسم الشرطة وبالتحديد في غرفة اللوا محمد ومعه ليث وأدم
اللوا محمد بضيق: ليث أنت لازم ترجع البنت للقسم تانى ولو أنت قلقان ليحصلها حاجة حطها فى حبس انفرادى, عندك حلول كتير غير أنك تقعدها معاك في البيت, وبعدين أنت ناسى ان عندك أخت وباختطلاطها مع نسمة ممكن حياتها تتعرض لخطر
ليث وقد **ت قليلا يفكر في كلام رئيسه, هو محق فيما يقوله ولكنه لا يدرى لما أخذها معه في البيت, يريدها أن تكون بالقرب منه ولا تغيب عن ناظريه هو نفسه مندهش من تصرفه كيف لم يحسب حساب أن أخته الحبيبة من الممكن أن تتعرض للخطر, يالله فلتهمنى الصواب
تن*د ليث قائلا: صدقنى يا فندم الى عملتوا دا هو الصح وبعدين متخفش على قمر أنا عارف كويس ازاى أعرف أحميها
أدم ببعض الغضب: أنت مجنون يا ليث تقعد قمر مع مجرمة متنساش ان الى بتتكلم عنها دى متهمة فى جريمة قتل بينما قمر رقيقة وكيوت و
توقف أدم عن اكمال باقي حديثه حيث لاحظ ما تفوه به منذ قليل ولعن غباءه الذى فضح اهتمامه بقمر
ليث بنظرات شك: ها كمل رقيقة وكيوت وايه كمان
أدم: احم احم أنا مقصدش بس أنت عارف أن قمر غالية عندى ازاى لأنها أختك
ليث: طبعا مهى زى أختك صح
تعمد ليث أن ينطق كلمة أختك في بطئ لجعله يفهم الرسالة كاملة فأشاح أدم وجهه بسخط متمتما ببعض الكلمات ويشتم ليث في سره
اللوا محمد بضيق: خلصتوا لعبة القط والفأر, بص يا ليث أنا مش هوافق على وجود نسمة فى بيتك وحالا تنفذ الامر وترجعها