**ت ليث ينظر بشرود أمامه ولم يتحدث, عاد ليث الى منزله بعد منتصف الليل وعندما فتح الباب وقف مذهولا مما يرى كانت أخته قمر نائمة على الأريكة ونسمة أيضا نائمة على نفس الأريكة ولكن كل واحدة في اتجاه معا** حيث رجل نسمة عند رأس قمر والع** , كان مظهرهم مضحك للغاية لذا بصعوبة كتم ضحكته وخرج بهدوء من المنزل وأغلق البال وذهب الى الشقة المقابلة
حالما دخل الى الشقة أطلق العنان لضحكته المكتومة حتى أن عينيه أدمعت من كثرة الضحك, بعد فترة توقف عن الضحك وذهب لكى يستحم ويزيل عنه التعب
في صباح اليوم التالي في شقة قمر
عندما استيقظت قمر ورأت الوضع التي تنام نسمة به ضحكت بصوت عال على مظهرها المضحك فاستيقظت نسمة على أثر ضحكتها وهى تفرك عينيها كالأطفال ولم تفهم بعد ما يحصل حولها فأسرعت قمر بالتقاط صورة لنسمة فكانت تبدوا مثل الملاك بخدودها الحمراء وعيونها الشبه مفتوحة وشعرها المشعث قليلا اضافة الى ملابسها الغير مرتبة
قمروهى تحاول ايقاف ضحكتها: ههههههههه شكلك تحفة فى الصورة أهو كدة بقه أعرف أستغلك براحتى هههههههه
نسمة بعد أن فاقت: ها ...ايه... اه يا كلبة البحر امسحى الصورة يا قمر
أنهت نسمة جملتها ونهضت من على الأرض وظلت تجرى خلف قمر تحاول الامساك بها وأخذ الهاتف منها وقمر تجرى وتضحك بطفولية فازداد حنق نسمة منها فامسكت بفاظة وحدفت بها قمر التى كان ظهرها للباب ولكنها انحنت لتتفادى الض*بة وفى نفس اللحظة فتح ليث الباب فتلقى الفاظة على جبهته بقوة فجرحته جرح صغير
تسمرت نسمة مكانها من الصدمة ولم تعرف ماذا تفعل فكرت في الركض الى الخارج والذهاب بعيدا عنه فهو يبدوا في هذه اللحظة مخيفا بحق حتى ابليس سيهرب خوفا منه, حسمت قرارها بالركض ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فليث قطع المسافة بينما في خطوتين وأمسكها من ذراعها بقسوة
ليث بعصبية: انتى متخلفة كنتى عايزة تموتى أختى أنا غلطان أصلا انى وثقت فى واحدة زيك جاية من الشارع
هو كان غاضبا بحق ليس منها وحدها بل من نفسه أيضا فاستغل هذه اللحظة حتى يصب جام غضبه عليها
قمر بخوف: ه..هى متقصدش يا أبيه احنا كنا بنهزر وبعدين أنا خلتها تنفعل هى ملهاش ذنب
نسمة بدموع: وأنا مطلبتش منك تثق فى الى جاية من الشارع انت الى جبتنى هنا وعلى العموم شكرا لكل حاجة عملتها معايا وأنا همشى ومش هتشوف وشى تانى. ثم أكملت ببكاء قائلة: ممكن بقي تسبنى ادخل جوه عشان أنا ب*عرى
تركها فركضت الى الغرفة على الفور
تهاوى ليث على أقرب أريكة ووضع رأسه بين كفيه فتألم قلب قمر على حال أخيها فهى علمت أنه يحمل هموم كثيرة ويواجه مشكلة ما فتقدمت اليه ببطء وانحنت لتجلس الق*فصاء أمامه
قمر بصوت حنون: أنا عارفة انك مضغوط اليومين دول وعندك مشاكل بس هى ملهاش ذنب يا أبيه نسمة طيبة خالص أنا الى غلطانة مش هى عشان خاطرى صالحها .
ليث بصوت خشن: خلاص يا قمر أنا هرجعها السجن تانى وهناك هما هيعملوا اللازم
قمر بهلع: بس دول كده ممكن يقتلوها وهى ملهاش ذنب نسمة بريئة معقول هتسبها تتشنق وهى بريئة
ليث بصرامة: أنا غلط لما طلعتها من القسم بالطريقة دى أنا هرجعها تانى وهتفضل محبوسة لحد ما أخلص القضية ومش أنا يا قمر الى أظلم حد أنا بس همشى قانونى
لم يدر كل من قمر وليث الى التي تستمع اليهم في خوف من القادم لها أيعقل أن تنتهى حياتها بتلك السرعة وأن تعاقب على ذنب لم تقترفه فلم تفكر كثيرا في الأمر واستغلت انشغال قمر وليث في الحديث وفرت هاربة بسرعة قبل أن ينتبهوا لها
بعد أن انتهى ليث من الحديث مع أخته ذهب الى الغرفة التي دخلت اليها نسمة وطرق على الباب ولكن لم يأته الوقت ظل يطرق على الباب وينادى عليها ولكن ما من مجيب فتملك الخوف منه على نسمة ففتح الباب ووجد الغرفة فارغة ظل يبحث هنا وهناك ولكن لم يجدها خرج من الغرفة وأخذ يبحث في الشقة ولكنه لم يجدها
قم: هى ممكن تكون سمعتنا واحنا بنتكلم انك هترجعها القسم تانى وممكن تتعدم فأكيد خافت وهربت
ليث بغضب وهو يلكم الجدار: غبى ازاى مفكرتش انها ممكن تسمعنا
أصابه الذعر خوفا من أن يصيبها مكروه في تلك الغابة التي لا ترحم الضعيف هرع الى خارج المنزل يسابق الريح لكى يبحث عنها, خرج من البناية وجال بعينيه فى جميع الاتجاهات عله يلمح طيفها ولكن خاب أمله راح يركض هنا وهناك مثل المجنون
الأن ماذا سيخبر رئيسه أن الفتاة استغفلته وهربت منه ماذا سيكون موقفه أمام زملاؤه فى الشرطة وهو من لم يخطأ في عمله من قبل, أخرج هاتفه سريعا ليتصل بأحدهم .......
ليث بحدة: عايزك تعملى بحث مكثف عن نسمة المتهمة فى قضية قتل حسين عبد العاطى عايز أعرف مكانها خلال 24 ساعة فااااهم
أغلق الهاتف وحدث نفسه قائلا: هجيبك يا نسمة ومش هتعرفى تهربى منى مش أنا الى يضحك عليا وساعتها هعرفك ازاى تلعبى بديلك مع ليث الشرقاوى
فى مكان أخر
مجهول 1 : الله يخربيتك يا عوض حتة بت لا راحة ولا جت مش عارف تجبها
عوض: يا باشا ما أنا فضلت أدور واسأل لحد ما عرفت ان اسمها نسمة وكمان الظابط الى اسمو ليث الشرقاوى دا خدها معاه البيت عند اختوا بس الظاهر بقه ان البنت لبستوا العمة وهربت ومن ساعتها وأنا مش عارف أوصلها
مجهول 1 بتفكير: طب وايه الى هيخلى ظابط ياخد متهمة معاه البيت هى الحكومة باظت ولا ايه
عوض: مش عارف يا باشا بس الى عرفتوا عن الظابط ليث الشرقاوى انو واصل أوى وكلمته مسموعة
مجهول 1: حيث كدة أنا عايزة تخلى رجالتك تراقبوا 24 ساعة مش عايزوا يغيب عن عنيكوا لحظة واحدة, وكمان عايز ملفه يكون على مكتبى خلال 48 ساعة ولو الى قلتوا محصلش ابقى حضر عزا لعلتك, يالا غور من قدامى
ذهب عوض مسرعا ليتفادى غضب رئيسه, وحينما خرج من القصر هاتف أحد رجاله أمره بمراقبة ليث الشرقاوى وأمر رجاله الأخرين بالبحث عن نسمة
عوض: أنا لازم أخفى عيلتى عن عيون الباشا أنا مضمنش يغدر بيا فى أى وقت أصل طول عمروا ناقص صحيح ديل الكلب عمروا ما يتعدل
وبالفعل ذهب عوض لينقل عائلته الى مكان أخر خوفا عليهم من بطش رئيسه
تسير بلا هوادة لا تعلم أين هي فبعد أن سمعت حديث ليث مع قمر والخوف استولى على قلبها الصغير فخرجت من المنزل بدون أن يلحظوا هل وذهبت مسرعة الى محطة القطار واستقلت أول قطار وجدته حتى أنها لم تعلم أين سيذهب , وها هي الان واقفة في المحطة بعد رحلة دامت أيام واتضح أن القطار الذى استقلته كان متجه الى الصعيد
نسمة وهى توقف احدى الفتيات: لو سمحتى ممكن تقوليلى احنا هنا فين بالضبط
الفتاة باستغراب: احنا في قنا, ثم **تت قليلا حينما شادت وجه نسمة التوتر والخائف كأنها طفلة تائه من والديها ثم استكملت حديثها قائلة: انت لو محتاجة مساعدة أنا ممكن أساعدك لو عندك مشكلة قوليلى بالمناسبة أنا اسمى نور, هو انت ساكتة ليه
كانت نسمة مذهولة من هذه الفتاة كثيرة الكلام ولم تعرف من أين تبدأ معها, في لحظة كانت ستتهور وتخبرها بقصتها ولكنها تراجعت في أخر لحظة فهي خائفة من أن تبلغ عنها تلك الفتاة
نسمة: أ ..... انا مش عارفة
نور باستغراب: مش عارفة ايه ... انتى فاقدة الذاكرة ؟
فكرت نسمة للحظات قبل ان تومئ برأسها بمعنى نعم ليظهر على ملامح نور التعاطف معها وقررت أن تساعدها