نور بابتسامة: أنا ممكن أساعدك ايه رأيك تيجى وتعيشى معايا أنا وعيلتى لحد ما الذاكرة ترجعلك أنا متأكدة انك هتحبيهم
نسمة بتردد: م...مش عارفة أنا كدة ممكن أسببلك مشاكل مع أهلك
نور: ولا مشاكل ولا حاجة بعدين أنا متعودتش انى أشوف حد محتاج مساعدة ومساعدوش, وبعدين أنا خلاص قررت انك هتيجى معايا وكلمة نور بنت الحاج رضوان العيسوى لا يمكن تنزل الأرض أبدا
لم تجد نسمة مفر من اصرار نور على الذهاب معها فخضعت للأمر وذهبت معها ولا تدرى ماذا يخبأ لها القدر هذه المرة
طوال الطريق لمنزل نور ظلت تحكى لها عن عائلتها ..هى من عائلة العيسوى من أشهر عائلات الصعيد في قنا, تمتلك عائلتها الكثير من الأراضي الزراعية وغيرها من الأملاك , لديها ثلاثة أخوة
عائلة العيسوى
الحاج رضوان: و رجل قد نال منه الزمن بما يكفى لجعله شامخ كالجبل ويكتسب العديد من الخبرات في الحياة, نال الشيب من رأسه ومع هذا ما زال محتفظ بوسامته وقد زاده الشيب هيبة و وقارا, دائما ما يظهر قسوته للجميع ولكنه يخفى بها طيبة قلبه, متزوج من الحاجة صفية حب طفولته ومراهقته وشبابه ولكنه بالرغم من ذلك لا يظهر حبه وشغفه لها ولا يدرى أنه كالكتاب المفتوح بالنسبة لها
الحاجة صفية: هي تلك المرأة الطيبة والزوجة الصالحة والأم الحنون قد نال الشيب من رأسها ولكنها لا زالت محتفظة بجمالها الشرقي الأصيل
جاسر: هو الأخ الأكبر يمتلك ملامح قاسية وعيون تشبه الصقر في حدتها, حاد الطباع لا يوجد في حياته مجال للخطأ عائلته كل شيء بالنسبة له هو من يدير جميع ممتلكات عائلته , أكثر ما يكرهه هو النساء
باسم: هو الأخ المتوسط طيب للغاية ويمتلك قلب حنون ويحب الجميع, متزوج من ابنة عمه زينة التي يعشقها حد الجنون منذ الصغر وهى أيضا تعشقه بجنون وتغار عليه حتى من أخته نور
نور: فتاة تمتاز بالجمال الشرقي الأصيل الذى ورثته عن أمها, مرحه وتحب الضحك تجعل من حولها سعيد , تدرس في كلية تجارة في سنتها الرابعة
علي: هو الأخ الأصغر في الصف الثالث الثانوي, هو عنوان للمشاغبة والجنون دائما ما يثير المشاكل أينما ذهب, وهو الأقرب الى أخته نور
في الناحية الأخرى كان ليث يستشيط غضبا لأن صديقه لم يستطع العثور على نسمة بالإضافة الى مقاطعة أخته قمر له لأنه السبب فى هروب نسمة
في قسم الشرطة
يجلس ليث على مكتبه والغضب قد تمكن من كل ذرة بجسده, وطال غضبه كل من يراه , ظل يدور حول نفسه في المكتب من يراه يكاد يجذم أن الدخان سيخرج من رأسه في أي لحظة, ما هي الا ثوان قليلة ودخل عليها صديقه أدم فوجده على هذه الحال
أدم: ايه يا عم ما براحة شوية على البشرية مش كل ما تغضب همشى ألم وراك الجثث هو عشان ربنا مد*ك شوية صحة يعنى
ليث بغضب: طب اسكت بدل ما أجيب حد يشيل جثتك, انا مش طايق نفسى من ساعة ما البت نسمة هربت
أدم بضحكة مستفزة: صحيح دا أنت منظرك فلنة خالص ويا ريتك حتى حصلت قطونيل
ليث بغضب أعمى: أاااااااااااااادم
أدم: خلاص خلاص ولا تزعل نفسك حصلت قطونيل
قذفه ليث بعلبة مناديل كانت على مكتبه لكن أدم تفاداها بمهارة قائلا بمزاح: يا وحش متبقاش قاسى عليا
فلم يستطع ليث أن يكبح جماح غضبه أكثر من ذلك فنهض مسرعا بنية ض*به فهب أدم مسرعا وخرج من الغرفة وهو يضحك بعلو صوته
في قنا وبالتحديد في منزل الحاج رضوان العيسوى
تجلس نور مع أبويها في غرفة مكتب أبيها تقص عليهم كيف التقت بنسمة وأنا تريد مساعدتها وجعلها تسكن معهم حتى تسترد ذاكرتها
الحاج رضوان: أنى معك يا بنيتى انها فى مشكلة بس احنا نعرفوا منين انها معتجذبش عليكى
نو: يا بابا هى باين عليها طيبة خالص وبعدين لو لاقيت منها أى تصرف وحش مشيها على طول ...(ثم تابعت بخبث) وبعدين ينفع حد يستنجد بالحاج رضوان أبو الرجولة كلها والجدعنة وميقدمش المساعدة
الحاج رضوان: واه اتخبلتى اياك من ميته الحاج رضوان عيرد حد محتاج, اخرجى جوليلها انها عتجعد امعانا لحد ما الذاكرة ترجعلها
نور بابتسامة: الله عليك يا حاج رضوان
الحاجة صفية: واه اتحشمى يا بت ولا هى جعدت البندر عتنسيكى الأصول
نور: هو أنا عملت منكر يا حاجة دا أنا بمدح أبويا فلذة كبدى هههههههههه
الحاجة صفية: شكل شبشبى واحشك يا حببتى
وهمت الحاجة صفية بخلع حذائها لتلقيه على ابنتها ولكن نور كانت الأسرع في الخروج من الغرفة تصحبها ضحكاتها الرنانة وضحكات والدها الخافتة وضيق والدتها من أفعالها الرعناء كما تعتقد
وأثناء حديثهم فى الداخل كانت نسمة تجلس في صالة المنزل الكبير تتأمل كل شيئ حولها تارة وتارة أخرى تمسك بطرف فستانها بشدة من شدة التوتر الى أن سمعت صوت قاسى يأمرها باحضار كوب من الماء .......
جاسر: انت مين شاطرة, شكلك من الخدم الجديد, وايه الي مجعدك اهنه فزي جومي وهاتيلي كوباية مية
تفاجئت نسمة من هذا الهجوم الغير متوقع وشلتها الصدمة فلم تستطع التفوه بحرف
جاسر: انتى يا حرمة متردى عليا كيف الخلج وتجومى تجبيلى الميه
نسمة: معذرة يا أخ شكلك غلط فى العنوان, ولو عايز ميه هاتها لنفسك أنا مش بشتغل عند أهلك
جاسر بغضب أعمى: واضح انك ناجصة رباية, وانى بجة الى هربيكى
هم جاسر بالاقتراب منها ولكن قاطعة صوت ينادى عليه فالتفت فوجد أخته تجرى ناحيتهم ووقفت بينه وبين نسمة قائلة من بين أنفاسها المتقطعة ..
نور: أبيه جاسر أولا حمد الله على السلامة ثانيا أحب عرفك دى صاحبتى عندها شوية ظروف وهتقعد معانا فى البيت كام يوم
جاسر بغضب: وانت كيف تصاحبى الأشكال دى .... دى لا عندها ذوق ولا أخلاج
نسمة بغضب: ما تحترم نفسك يا جدع أنت, نور ما تشوفى الكائن الى واقف دا عايز ايه بالظبط واديه الى فيه النصيب
جاسر: لهو أنا شحات اياك, نور مشى البت دى من اهنه بدل ما ارتكب جريمة أنا ماسك تفسى بالعافية .
نسمة باستفزاز: وليه تمسكها يا عنيا دا برضوا الزنقة وحشة ولو فضلت ماسكها كتير ممكن يجيلك البواسير وتروح فيها وأنت لسة فى عز شبابك
جاسر بغضب شديد: نوووووووووور اخفى البت من وشى
نور وهى تحاول كتم ضحكتها: خلاص يا أبيه أنا أسفة, ثم لكزت نسة فى ذراعها وتحدثت بنبرة منخفضة: الله يسترك اسكتى لحسن نروح فيها وخلينى أحل المصيبة دى يخربيتك
نسمة بألم: أى ايه مالك بتنغزينى كدة ليه, أنا مش بسكت عن حقى والشيء المستفز دا غلط فيا يبقى يحصد ما زرع بقه
كاد جاسر أن يتحدث ولكنه سمع صوت أبيه ينادى عليه ...
الحاج رضوان: جاسر حصلنى على مكتبى
نظر لها جاسر بغضب ولكنه رد علي ابيه قائلا: أمرك يا بوى
نسمة بسخرية: الى يشوفك من شوية ميشوفكش دلؤتى وأنت قالب بطة بلدى
الى هنا ولم تستطع نور منع ضحكتها من الخروج أمثر من ذلك مما أزعج جاسر بشدة فألقى عليها نظرة نارية جعلتها ت**ت وألقى على الأخرى نظرات نارية توعدها بالعذاب الشديد الذى ستتلقاه على يده
في الجهة الأخرى عند ليث
يجلس أمام رئيسه فى العمل من** الرأس لأول مرة فى حياته وكل هذا بسبب فتاة بائسة دخلت الى حياته عن طريق الخطأ ولكن هل القدر يخطأ ....
اللوا محمد: أول مرة تخيب ظنى فيك يا ليث
ليث: يا فندم أنا ....
اللوا محمد: بلا فندم بلا بتاع أنا قولتلك من الأول البنت دى مكانها هنا فى الحبس مش فى بيتك, المفروض ان هنا قسم الشرطة بس حضرتك قلبتهولى فندق خمس نجوم تدخل وتخرج مجرمين على مزاجك, للأسف أنا مضطر أحولك للتحقيق ويا تجيب البنت دى يا اما اعتبر نفسك موقوف عن العمل
أخرج ليث تنهيدة حارة من ص*ره ثم نهض من على الكرسى وأدى التحية العسكرية قائلا: أمرك يا باشا واتأكد ان البنت دى مش هتفلت منى وجبها حتى لو كانت فى بطن الحوت
خرج ليث من المكتب وشعور بالخزى يتملكه ولكنه أقسم أن يحضر نسمة بنفسه وبعدها سيريها من هو الرائد ليث الشرقاوى على حق
فى شقة ليث وقمر .....................
منذ رحيل نسمة وقمر لا تتحدث مع ليث فبالرغم من أنها لم تمضى معها سوى يوم الا أنها أحبتها بشدة ووجدت بها الأخت والصديقة الوفية خاصتا بعد سماعها لقصتها
وبينما هي غارقة في أفكارها سمعت صوت الباب وهو يفتح فاتجهت ببصرها نحوه واذا بها ترى ليث يدلف للداخل ويحمل في يده كيس فتغلب عليها فضولها ونظرت الى الكيس بشغف وفضول واضح فابتسم ليث بانتصار لمعرفته بأنه أصاب الهدف, كانت قمر تحاول جاهدة الانشغال بما يعرض على التلفاز
كان ليث مستمتع بمشاهدة ملامحها وتصرفاتها الطفولية فذهب وجلس بجانبها على الأريكة وأخرج قطعة شكولاتة وبدأ في تناولها بتلذذ
ليث: امممممم تحفة الشكولاتة دى
حدثت قمر نفسها قائلة: اجمدى يا قمر دى بس حتة شكولاتة بالبندق والنوع كمان الى أنتى بتعشقيه مش حاجة يعنى ( كانت تسترق النظر الى ليث الجالث بجوارها بكل أريحية ويأكل الشكولاتة )
بعد قليل أنهى ليث قطعة الشكولاتة التي في يده وأخرج قطعة أخرى وتعمد فتحها ببطء
قمر في نفسها: لا لا كدة كتير هو معندوش اخوات ولا ايه
قمر: كفاية حرام عليك دا أنا لو بجاهد مش هتعب كدة
ليث باستفزاز: ليه هو أنا عملتك حاجة
قمر: لا يا راجل أمال العذاب الى أنت بتعذبهولى دا ايه
أخرج ليث من الكيس قطعة شكولاتة أخرى و.....
ليث بندم: طب أنا أسف يا أحلى أخت فى الدنيا
لاحت ابتسامة خفيفة على ثغر نسمة ثم سرعان ما بدلتها بملامح الجدية قائلة: ايوة كل بعقلى حلاوة كل ( ثم نظرت اليه بطرف عينيها فوجدته ينظر اليها بتوسل لكى تسامحه وتتحدث معه فتهدمت كل حصونها ولم تستطع الاستمرار في مقاطعته أكثر من ذلك فهو ليس أخاها فحسب بل أبيها أمها وكل عائلتها)
قمر بابتسامة وهى تخ*ف منه الشكولاتة: خلاص عفونا عنك كتك نيلة وأنت مز كدة
أطلق ليث ضحكة مجلجلة بسبب أفعال أخته الطفولية
قمر بغمزة: يالهوى على الضحكة عارف أنت لو مش أخويا كنت خ*فتك
ض*بها ليث على رأسها ض*بة خفيفة قائلا: أنتى مش ناوية تبطلى تشرد
قمر: من عاشر قوم أربعون يا دفعة
ثم فرت هاربة من أمامه أخذ ليث ثواني قليلة ليستوعب ما قالته قبل أن يركض خلفها متوعدا بقتلها