" مصاص الدماء حينما يعشق .. "

هل هم متعطشون للدماء أم الدماء هي التي تجذبهم ؟! .. شعر بالظمأ المفاجئ تناول كوب ماء بارد على مرة واحده و لا زال يشعر بالظمأ الشديد .. ليعترف أخيراً أنه متعطش للدماء .. نظر إلى ساعة الحائط التي تدق الواحدة بعد منتصف الليل .. فخرج إلى الشرفة و قفز من الطابق الثالث إلى الأرض .. نظر حوله يبحث عن أحد المارة ليجد الطريق خاليا .. ثم مضى اتجاه اليمين لعدة دقائق و توقف عن السير فور سماعه لصوت سيارة .. نظر إلى اتجاه السيارة بعينيه الحادة الحمراء ثم وقف في منتصف الطريق .. تطلعت السيدة السائقة إلى الطريق بتمعن شديد و تيقنت أن هناك شخص يقف في منتصف الطريق .. ضغطت على المحابك بكل ما فيها من قوة و وقفت السيارة أمامه مباشرةً .. أغمضت عيناها بقوة فيما مدد أمام السيارة .. فتحت عيناها ببطء لم تراه فأخذت تلهث بصوت مسموع ثم ترجلت من السيارة تنظر حولها و نظرت امام السيارة فاتسعت عيناها وجلست إلى جواره تربت على وجنته قائلة بخوف وتوتر : -استيقظ أرجوك .. لم انتبه .. أرجوك استيقظ .. أخذت تنطق بهذه الكلمات ولم يجيب عليها فنظرت حولها في قلق واضح قائلة : -ماذا أفعل الأن ؟ ! نظرت إليه مجددا للحظات حتى فتح عيناه الحمراء مثل لون الدماء فجأة فصرخت بفزع و همت أن تبتعد عنه لكنه قبض على عنقها وأخذ يسحب دمائها بعطش شديد و هي تصرخ بأعلى طبقات صوتها حتى اغشيا عليها .. سحب من دمائها ما يحتاج إليه ثم تركها بعد أن صعدت روحها إلى الأعلى بعد ذلك نهض وهو يمسح الدماء التي ملأت فاه وهبطت على عنقه .. نظر اتجاه اليسار ليرى غابة ممتلئة بالأشجار المتضخمة فسحب الفتاة إلى الداخل وبسرعته المعتادة ذهب إلى المنزل و بذات السرعة الفائقة عاد و معه المجرفة و قام بحفر حفرة و وضع الفتاة داخلها ثم وضع التراب فوقها و أعاد كل شيء إلى طبيعته .. عاد إلى المنزل و وقف داخل الشرفة يمسح الدماء بمنديل " .. ذلك الشاب يدعى ايڤا طويل القامه عريض المنكبين ذات ملامح رجولية جذابة لديه شعر أ**د كثيف و لحيه خفيفة كما يتميز بالشجاعة البالغة .. " استيقظ شقيقه زين الذي يشبه بعض الشيء و خرج من الغرفة ليلفت نظرة ستائر الشرفة التي تحركها الرياح .. فاتجه نحوها و وقف أمام الباب ليجد شقيقه واقفا مواليه ظهره ايضا لفت نظرة المجرفة فعلم أن شقيقه افترس شخصا أخر .. وقف إلى جواره و تساءل : -هل اتيت ببعض الدماء ؟! .. نظر إليه للحظات ثم حرك رأسه بالنفي فربت على كتفه من الخلف و تحدث بثقة : -لا عليك فأنا استطيع أن اجلب الدماء حينما أريد *** هذه المدينة لا يوجد بها الكثير من مصاصي الدماء .. لكن مدينتهم الخاصة بهم تدعى " م . د . م .. " بينها وبين المدينة الأخرى جسر لم يراه أحد سوى مصاصي الدماء .. و أيضاً الذي يراه لابد أن يسمح له واحدا من مصاصي الدماء .. القصر الذي يسكن به عائلة ايفا يبدو عليه قديم حيث يسكن داخله ميسون زوجة عمه وابنها داني وابنتها ماس .. " داني يتميز بالبشرة البيضاء و الشعر البني الكثيف .. ماس الفتاة الجميلة بـ عينيها البني البراقة و شعرها البني الذي يصل إلى فخذيها .. وركل منهم يمتلك قدرة خارقة خاصة به .. " الجميع في هذا القصر مصاصي دماء عدا جدهم فهو من البشر وفي بداية السبعينات .. في هذه الفترة يشعر بالتعب والارهاق راقدا في فراشة مريض .. عاد ايفا إلى القصر في الصباح ليطمئن على حالة جده الصحية فهو يحبه كثيراً و يخاف حقا من فقدانه .. جلس معه حتى ذهب الجد إلى النوم فنهض عن المقعد و قبله على جبينه ثم تناول حقنة من جيب سرواله ينظر إليها .. " هذه الحقنه داخلها اعشاب من صنع يده داخل ذاك العشب مادة عش الغراب و هذه المادة لا يتحملها مصاصي الدماء .. طعن بها وريد جدة حتى لا تفكر ميسون من التقرب منه .. فهو يعلم جيدا أن ميسون إذا تعطشت للدماء لا تستطيع أن تسيطر على ذاك العطش .. عقب انتهاءه ألقى بالحقنة داخل سلة القمامة ثم غادر الغرفة ليجد ميسون .. وقفت تنظر إليه بابتسامة واسعة فقال بجديه : -جدي يحتاج إلى طبيب معه في المنزل تساءلت ساخرة : -وهل يوجد مصاصي دماء أطباء ؟! شعر بالسخرية في حديثها وجاء يتحدث قالت ببرودة أعصاب : -داني يعشق جده مثلك تماماً و طلب طبيب و سيكون هنا في اقرب وقت -حسنا فليكن في انتظاره إذا ثم تركها وذهب ليغادر القصر بأكمله .. بينما كانت تقف ماس في نهاية الردهة تستمع إلى حديثهم و عندما دلفت والدتها إلى غرفة الجد اتجهت نحو غرفة ايڤا و دخلت مغلقة الباب خلفها بهدوء .. أخذت تنظر حولها بسعادة وهي تستنشق عطرة التي تعشقه ثم اقتربت من باب المرحاض ببطء وفتحت إياه كي تنظر حولها و استنشقت عطر الغاسول المفضل لديه .. و الذي يجعلها تذوب في عشقه أكثر و بعد ذلك أغلقت الباب ونظرت خلفها لتجد لوحة مرسومة على فراشه .. فاقتربت من اللوحة وحملتها لتنظر إليها وجدت صورة فتاه لم تراها من قبل .. عضت على شفاها السفلى بحزن و أخذت الأفكار تدور داخل رأسها من تكون هذه الفتاه؟ هل هي حبيبته ؟ مستحيل فهو يحبها .. تقنع نفسها دائما أنه يحبها لتريح عقلها من التفكير هبطت دموعها على وجنتيها ثم ألقت باللوحة على الفراش و غادرت الغرفة *** عقب وصوله إلى المدينة دخل الشقة التي يسكن بها وجد فتاة واقفة أمام مرآة مجاورة إلى الباب تضع أحمر شفاه .. نظر إليها ولم يتعجب من وجودها فهو يعلم أن شقيقه يصطحب الكثير من الفتيات هنا .. خرج زين إلى الصالة وهو يرتدي سترته بينما جلس ايفا على الأريكة ودع زين الفتاة بـ قبلة على وجنتها ثم غادرت .. التقط زين صحيفة اليوم وضعها على قدم شقيقه وهو يجلس إلى جواره قائلا : -الفتاة التي قتلتها يبحثون عنها نظر إلى الخبر ليقرأ أن فتاة مفقودة و قد وجدوا سياراتها في أحد شوارع المدينة و يبحثون عنها و لكن بلا جدوى و لا زال البحث مستمر فمن يجدها يتصل على الرقم التالي .. ألقى نظرة على صورتها ليجد انها حقا الفتاة التي تناول دماءها القى بالصحيفة أعلى الطاولة و لم يكترث كعادته .. ثم تحدث بعيدا عن ذاك الحوار : -متى ستتوقف عن جلب النساء إلى هنا -تعلم أن أخاك لن يتوقف عن هذا أبدا .. فهذه هوايتي ثم تساءل : -وأنت لم تجلب حبيبتك إلى هنا ؟ نظر إليه في تعجب متسائلا : -تقصد ليان ؟! -نعم .. هي ليان .. يبدو أن دمائها طازجة جز على أسنانه غاضباً و أخرج من جيب سرواله حقنة تحمل ذاك العشب و طعن بها كتف شقيقه ليشعر بألم قوي و سقط على الأرض يلتوي من شدة الألم و أخذ يوبخه بعصبية على ما فعله .. فـ جلس ايفا نصف جلسه و أخذ بتلابيبه قائلا بحده : -دمائها ممزوجة بعش الغراب .. فإذا استطعت أن تتحمله يوما ما فمص دمائها ما أن أنهى كلماته تركه و اتجه صوب الباب وغادر المنزل .. نهض زين و جلس على الأريكة و لا زال يشعر بالألم بعد دقائق شعر بالارتياح تدريجياً .. ثم دخل إلى غرفته كي يبدل ثيابه بعد ذلك دلف إلى غرفة سرية خاصة بشقيقه .. ممتلئة بالأعشاب الذي ينتجها ايفا لأسباب معينة و كل زجاجة مكتوب عليها بماذا تستعمل .. أخذ هو يبحث عن طلبه حتى وجده داخل زجاجة فأخذ عينه منها داخل زجاجة صغيرة و وضعها في جيب سروالة و خرج من المنزل .. * * * يتبع