أخذ يتجول في الشوارع واضعا يديه في جيبي سرواله .. بعد لحظات وقف ينظر إلى المارة حتى وجد فتاة تتحدث في الهاتف فـ مسح على ذقنه و أمسك بـ المفاتيح الشخصية و مضى من جوارها لينصدم في كتفها عن قصد و أوقع المفاتيح .. نظرت إليه تعتذر لينظر إلى عيناها مباشرةً ويملكها بنظراته فوراً هذه هي قدرته كمصاصي دماء يستطيع أن يسيطر على الجميع و يفعلون ما يريده .. انحنى بـ جذعة ليلتقط المفاتيح ثم اعتدل في وقفته و طلب منها أن تفصل المكالمة و تأتي معه ..
فصلت المكالمة و سارت إلى جواره بأمر منه حتى أخذها إلى المنزل و وقفت تنظر إليه بابتسامة و هو يتقدم نحوها و وقف أمامها مباشرة يبادلها بذات الابتسامة للحظات .. اصطبغت عيناه بحمرة الدماء و برزت أنيابه الحاده ليلتهم عنقها ساحبًا دمائها بشدة .. صرخت إلى لحظات من الألم ثم هدأت تدريجياً أخذ يمتص دمائها لدقائق حتى اكتفى ثم تركها تسقط على الأرض تبكي من الألم واضعة كفها على عنقها .. نظر إليها وهو يلهث ثم مسح الدماء التي تملئ فاه بظهر يده و أخرج زجاجة العشب من جيب سروالة و جلس أمامها و هو يفتح الزجاجة قائلا بهدوء :
-اهدئي يا عزيزتي
ميل رأسها قليلا يتطلع إلى أنيابه البارزة في عنقها ثم وضع القليل من الاعشاب عليه و أخذ يمسح بشكل دائري و بلطف شديد ..اختفى الألم تدريجيا ولا يوجد ايضا أثر لأي أنياب .. توقفت عن البكاء ونظرت إليه بـ رهبة واضحه .. فمسح على وجنتها وقال مبتسما :
-هيا ادخلي أول غرفة في الردهة
نهضت على الفور ركضت إلى تلك الغرفة ودخلت مغلقة الباب خلفها .. وضع زين الزجاجة كما كانت ثم جلس أمام التلفاز يدخن سيجارة
***
صف ايفا سيارته أمام المستشفى التي تعمل بها الطبيبة الذي وقع في حبها هي الطبيبة ليان و هي ذات الفتاة التي رأتها ماس على اللوحة .. نظر إلى ساعة يده التي تدق السادسة مساء موعد خروجها من المستشفى لكن انتظر إلى ربع ساعة تقريباً ولم تخرج بعد .. انتظر إلى بضعة دقائق أخرى و شعر بسأم و الحزن معًا و بدون تفكير ترجل من السيارة متجه نحو المستشفى و دخل بحثا عنها .. استنشق رائحة الدماء توقف في مكانه كالجليد واحمرت عيناه لتظهر أوردته التي جوار عيناه و أوردت وجنتيه .. قبض قبضته بقوة محاولا أن يسيطر على عطشة للدماء والتفت فـ لفت انتباه عامل نظافة يتجه صوب المرحاض و وضحت عليه علامات الدهشة و الغرابة .. دخل خلفه و وضع يده على فاها وأدخله إلى مرحاض فارغ و قبض على عنقه بأنيابه الحادة يسحب دمائه ضاغطا بكل ما فيه من قوة على فاه مانعا إياه من الاستغاثة .. حاول التملص منه لكنه فشل حتى اكتفى ايفا و تركه يسقط مغشياً عليه فقبض على رأس الرجل بقوة وأخذ يحركها بقوة وهي تهتز بين يديه كلعبة في يده .. بهذه الحركة السريعة ينظف ذاكرته من الذي حدث معه الأن وعندما يفيق لم يتذكر شيئاً .. بعد ذلك وضع على عنقه من الاعشاب خاصته ليخفي أثر أنيابه ..
ثم خرج بحرص ومسح الدماء بالماء وغادر المستشفى فورا عائدا إلى المنزل .. عقب دخوله وجد شقيقه يحتل الاريكة يشاهد التلفاز فجلس إلى جواره متسائلا :
-ألن تخرج اليوم
-بل خرجت
نظر اتجاه تلك الغرفة التي يحبس فريسته داخلها و قال بتأكيد :
-هنا فتاة .. أليس كذلك ؟
نظر إليه و أكد على حديثه قائلا :
-نعم .. غذائي
-زين دعها ترحل و لا تفعل هذا ثانية ..
ثم نهض متجه نحو غرفته متابعا :
-لا تنسى تعمل لها تنظيف ذاكرة
قال ساخرا :
-افعل لها أنت تنظيف ذاكرة
توقف عن السير و التفت يتطلع إليه بنفاذ صبر فقد سأم من أفعال وأقوال أخيه .. ثم هدأ نفسه و تحدث بهدوء مصطنع :
-لن استطيع فأنت الذي ارتشفت من دمائها اولا .. هيا نظف ذاكرتها
نهض وقال بحده بالغة :
-لن أفعل ما تؤمرني به ايفا .. أنا لست الطفل الصغير الذي كنت تتحكم به
تقدم نحوه بخطوات واسعة و تساءل بحنق :
-ماذا تريد يا زين ؟
-اود أن أدخل إلى القصر كما تدخل أنت و داني وماس .. اود ان اطمئن على جدي
-لقد تحدثنا في هذا الأمر من قبل وقلت لك لا .. لن تدخل القصر
زفر بسأم وتساءل في حيرة :
-لماذا؟ .. لماذا يا أخي ؟
جز أسنانه قابضا قبضته بقوة فقد سأم حقا من كثرة الحديث عن عدم دخوله القصر .. التفت ليعطي ظهره و هم أن يذهب لكن قبض زين على مرفقة وقال بحسم :
-لن اتركك إلا إذا أخبرتني بكل شيء
التفت إليه ثانية ينظر إليه للحظات يفكر كيف يخبره السبب .. أخبر نفسه أن زين ليس طفل و لابد أن يعلم كل شيء .. تن*د بصوت مسموع ووقال دون تردد :
-أنت محاط بتعويذة
تساءل في دهشة :
-تعويذة ؟ أي تعويذة ؟! ولماذا ؟
حك جبينه متجه نحو الأريكة وألقى بـ بدنه عليها قائلا :
-دع الفتاة تذهب أولا
اتجه نحو الغرفة بخطوات سريعة و فتح الباب ليجد الفتاة تجلس على الأرض تضم قدميها إلى ص*رها و بدنها يرتعش كما يبدو عليها الرهبة .. أقترب منها و جلس على رقبتيه واضعا رأسها بين يديها و أخذ يحركها بقوة و بـ سرعة هائلة وانتهي في ثانيتين فقط .. بعد أن انتهى نهضت راكضة وخرجت من الشقة .. بينما خرج زين و وقف أمام شقيقه منتظر إجابته ..
رفع ايفا مقلتيه لينظر إليه وتحدث بأسف و حزن واضح :
-ميسون هي من فعلت التعويذة .. شعرت بالغيرة اتجاه امي عندما انجبت ولد للمرة الثانية وهي أنجبت فتاة .. أمي أخذتك وهربت بعيداً لثلاثة سنوات ثم ذهب ابي إليها و عاد بك لكن بعيدا عن القصر و أخبر الجميع انك توفيت ..
وقف مصدوما و لم يستطيع التحدث نهض ايفا متجه نحو غرفته قائلا :
-علمت كل شيء الأن .. حسنا
ثم دخل الغرفة مغلقا الباب خلفه .. فيما غضب زين كثيراً و خرج من المنزل كالمجنون وحتما سيفعل شيئا مجنون
***
" المستشفى .. "
الطبيبة أسيل الجميلة صديقة الطبيبة ليان المفضلة انتهت من عملها للتو و استعدت للذهاب .. جاء لها اتصال فنظرت إلى شاشة الهاتف التي تضيء باسم الحبيب فتبسمت و أجابت عليه بدلال :
-نعم .. ماذا تريد ؟
قال مبتسما :
-اود مقابلتك الأن .. لقد أحضرت لك عشاء من افخم المطاعم
-حقا .. حسنا سآتي
أبتسم ثم أنهى معها المكالمة و أرسل لها العنوان في رسالة .. فحصت الرسالة بابتسامة واسعة على ثغرها ثم أغلقت باب الغرفة وجلست أمام المكتب قامت بإخراج مرآة من الحقيبة و بعض من مساحيق التجميل و بدأت تضع القليل على وجهها لتبدو أكثر جمالاً ثم ضبطت ثيابها وخرجت من الغرفة مستعدة للذهاب ..
استمعت إلى صوت إنظار يخبر الأطباء أن هناك حالة حرجة ستأتي إلى المستشفى .. فركضت إلى باب الاستقبال و وقفت إلى جوار الأطباء والممرضات حتى وصلت سيارة الإسعاف ودخلوا بالحالة .. بمجرد أن دخلوا نظرت إليه لتتسع عيناها واضعة يدها على فاها تهمس بشفتين يرتجفان :
-علي .. علي .. و لكن كيف ؟؟ كان يتحدث معي للتو ؟!
* * * يتبع