تذكر أخر لقاء بينه وبين ليان ..
" فلاش باك .."
صف سيارته أمام المستشفى وتناول الكثير من الدماء قبل أن يدخل حتى لا يتأثر برائحة الدماء ثم اتجه نحو غرفة مكتبها مباشرة و وقف أمام الباب المفتوح يتأمل الجميلة وهي تدون بعض الأشياء على الورق .. زاغت عيناه بفضل شعرها البني البراق فوجد نفسه يبتسم ويسأل نفسه في حيرة ماذا فعلت في قلبه الذي ينبض بها ولها .. انتهت من التدوين واستقامت ظهرها تتن*د بصوت مسموع و نظرت إلى الباب لترى ايفا فتساءلت بصوت هادئ :
-تريد شيء ؟
دخل مغلقا الباب خلفه وجلس على المقعد المجاور إلى المكتب وفتح علبة داخلها يقطين وضعها أمامها قائلا :
-لقد جلبت لكِ طعام اليقطين المفضل لد*كِ
عقدت بين حاجبيها في تعجب و جاءت تتحدث وضع كف يده أمام عيناها لتنم مغناطيسي وقال بنبرة أمر :
-أنتِ تحبين اليقطين .. و سوف تأكلي منه حتى تشبعين
تناولت الملعقة و أخذت تأكل بلهفة جوع وشغف حتى اكتفت واستندت بظهرها إلى المقعد فقال بحزن :
-تعلمين انني أحبك
تساءلت في دهشة :
-ومن أنت لتحبنني ؟!
-أنا العاشق لعينيك و كل شيء يخصك ..
حدقت به في تعجب وأخذت تحرك شفاها كأنها تود أن تقول شيئا و لكن لن تستطيع كأن الحديث توقف بحلقها نهض هو متجه نحوها وهو يقول بنبرة حزينة :
-و لكن أنا لم اشبهك .. أنتِ طبيبة تنقذي الكثير من الأرواح .. و أنا اقتل تلك الأرواح .. الفرق بيننا واضح
قالت في توجس :
-لن افهم ما تعنيه
ادار مقعدها إليه و جلس على ركبتيه أمامها ينظر في عيناها بعمق قائلا بنبرة صادقة :
-أنا لست بشرا .. أن وحش لا مكان للرحمة في قلبي .. لكن لن أكن أعلم أن العشق يجعلني بهذا الضعف .. لدي رغبه في أن اتذوق دمائك و لكن لن استطيع أن اؤذيك يا ليان ..
أشار إلى قلبه متابعا :
-هنا قلب كان ملكي لكن هو الأن ملكك ..
وضع رأسها بين يديه و أخذ يهزها بقوة و اغمض عيناه لتهبط دمعة ساخنة على وجنتيه قائلا بنبرة مؤلمة :
-أسف لأنني اريدك ان تنسي .. أسف لك ايضا يا قلبي
تركها نائمة وأخذ ما تبقى من اليقطين ثم قبلها بلطف على جبينها وغادر فورا ..
" باك .."
أبتسم عندما تذكر هذا اللقاء ثم هاتف زين وأخبره أنه سيعود إلى البلدة من أجل ليان ليكون معها و يحميها
***
خرجت ليان من غرفتها أخيراً تفاجأت بـ داني أمام الغرفة فتساءل :
-تبحثين عن شيء ؟!
-نعم ابحث عن شبكة الهاتف
-لا توجد شبكة هنا .. فلتأتي معي
ثم اتجه نحو الدرج و هي تسير خلفه حتى خرجوا من المنزل و وقف أسفل أحد الأشجار قائلا :
-ستجدين شبكة هنا ؟
نظرت إليه في ترقب و هي تقترب نحوه و وقفت تنظر إلى الهاتف للحظات حتى وصلت الشبكة أخيرا وتحدثت مع صديقتها أسيل لتعلم كل شيء حدث في غيابها وعن حالة علي الغريبة و تساءلت في حيرة :
-ألن تعلمين السبب ؟
استندت بكتفها إلى الحائط وقالت في توجس :
-لا أعلم .. أنا قلقه عليه كثيرا يا ليان ..
ثم أردفت :
-دكتور كمال قال إنه من المحتمل أن يكون مرض معدي ينتشر في الجسد
-أيام قليلة و سآتي
لفت نظر داني جد طارق يدخل القصر برفقته فتعجب من وجودهما .. بينما أنهت ليان المكالمة و وقفت أمام داني متمته بالشكر .. ثم أحاطت نفسها بذراعيها تطلع حولها مستشعره بالبرد القارص استأذن داني و عاد إلى القطر .. جلست ليان على أريكة خشبية أسفل أحد الأشجار حتى عاد داني معه معطف و مشروب ساخن ثم جلس إلى جوارها يعطي لها المعطف قائلا بلطف :
-الجو بارد هنا
أخذت المعطف ترتدي فوراً ثم أخذت المشروب الساخن تدفئ يديها به كانت ميسون تراقبهما من النافذة .. بينما ظهرت ماس من بين الأشجار متجه نحوهم وفي يدها كوب من الدماء وعلى فاها أثر دماء وقفت امامهما تنظر إليهم بابتسامة خبيثة فيما اندهشت ليان قائلة :
-فمك ينزف
-أعلم .. لقد صدمت في شجرة و أنا اركض
ثم نظرت إلى داني الذي ينظر إليها بحده و أشار لها برأسه أن تدخل إلى القصر .. ابتسمت بخفة و اتجهت نحو القصر و عقب دخولها قابلت والدتها وتساءلت :
-لماذا داني يجلس مع البشرية ؟!
وضعت ميسون سبابتها على فاها و هي تقترب منها قائلة بصوت منخفض :
-صه صه .. طارق وجده الكبير هنا ..
ثم أردفت :
-لا تقلقي ايفا لن يتزوج غيرك .. و امامها خيارين .. تقع في حب داني أو مص دمائها حتى الموت
اعجبت ماس كثيرا بحديث والدتها ثم جلست على اقرب أريكة متسائلة :
-لماذا طارق هنا والجد الكبير ؟!
-لقد سمعت بعض الحديث .. بخصوص ايفا لأنه يمكث في بلدة البشر
***
أخذ داني ليان بعيدا حتى يغادر الجد الكبير و طارق حتى لا يعلمان بوجود بشرية في المنزل .. استغلت ماس عدم وجود ليان و دلفت إلى غرفتها و أخذت تبحث في أغراضها عن شيء يخص ايفا لكن لم تجد .. فحديثه معها جعلها تشك أن شيئا بينهم .. بحثت في الخزانة و حقائبها لم تجد دليل على انها تحبه فنظرت إلى الفراغ شاردة و حديثه يتردد في أذنيها " لن تستطيعي أن تتذوقي دمائها ماس .. فأنا أعزمها على عشاء اليقطين يوميا .. "
فاقت من شرودها تض*ب جبينها بكف يدها وقالت في تعجب :
-يبدو أنه يستغلها ويفعل لها تنظيف ذاكرة ..
أخذت تحرك رأسها و ارتسمت ابتسامة خبيثة على ثغرها قائلة :
-حسنا ايفا
ثم رتبت كل شيء كما كان لكن لفت نظرها الكثير من الأدوية داخل إحدى حقائب اليد فأخذت تفحص العلاج في تعجب فهي لا يبدو عليها المرض لتناول هذا الكم من الأدوية .. رأت أيضا اوراق كثيرة و فحصت واحده بعينيها :
-لماذا أنتِ هنا في جسدي .. أعلم انكِ تقرئين رسائلي اليومية فاتركي لي رسالة أخبريني من أنتِ ولماذا أنا ؟!
رفعت أحد حاجبيها في تعجب ثم وضعت الورقة كما كانت و خرجت من الغرفة وهي تحاول أن تفهم شيئا من كلماتها لكن بلا جدوى ..
بعد أن ذهب طارق وجده جاءت ليان فحصت الجد وعيناها على ساعة الحائط التي تدق السادسة إلا ربع مساء ويبدو عليها القلق و الخوف من شيئا ما .. أنهت الفحص سريعاً وطلبت من ميسون كوب عصير لتحضر لها الكوب فأخذته متمته بالشكر ثم نظرت إليهم قائلة :
-تصبحون على خير
ثم غادرت الغرفة متجه نحو غرفتها بخطوات سريعة فـ تساءلت ماس في تعجب :
-لماذا تدخل غرفتها يوميا في هذا الوقت ؟
دلفت ليان إلى الغرفة واوصدت الباب جيدا ثم وضعت المفتاح أسفل مرتبة الفراش و وضعت داخل العصير واحده من الحبوب و انتظرت إلى لحظات حتى ذابت داخلة ثم تناولته على مرة واحدة ثم وضعت الكوب فوق ادراج الص*ر ودست نفسها في الفراش ..
عندما دقت الساعة السادسة و الربع استيقظت و رفعت ظهرها عن الفراش تحرك رأسها يميناً ويساراً ثم مدت يدها إلى جوار الفراش بحثا عن كبس الكهرباء لكن لم تجده .. فشعرت بالدهشة البالغة فدائما الكبس جوار الفراش وقفت في منتصف الغرفة تنظر حولها بـ ذات الدهشة وأخذت تبحث عن مفتاح المصباح حتى وجدته مجاور إلى الباب واضأت المصباح الكبير .. كادت أن تسقط إلا أنها استندت بظهرها إلى الباب ص*رها يعلوا ويهبط برهبة ثم التفتت إلى الباب وحاولت فتحه لكنها فشلت بلا فأخذت تبحث عن المفتاح في أغراض ليان حتى سأمت ف*ناولت ورقة و قلم و كتبت :
-ليان أين نحن؟! .. ولما الباب مغلق .. عندما تأتي أخبريني بكل شيء وإلا قتلتك
* * * يتبع