الفصل الخامس

3324 Words
مُراد انا بحبك.. رمش بعد استيعاب وقد مُحت بسمته وتجمدت ملامح وجهه ماذا تقول تلك حرك رأسه بعدم تصديق قبل ان يرفع عيناه في موجهتها مرة اخري وهو يقول مُحاولاً تكذيب ما قد فهمه: اكيد مش احنا اصحاب وقرايب لازمًا تحبيني اعادت قولها لتؤكد لهُ شكوكة وقد ظنت انهُ يقول ذلك مُمازحًا اياها: لا يا مُراد انت عارف وانا عارفة اني مقصدش اني بحبك عشان احنا صحاب او قرايب انت فاهم قصدي كويس انا بحبك كحبيب مش حاجة تانية كُل ما اصابه هو الذهو وعدم الأستيعاب قبل ان يهب واقفًا وهو يبتعد للخلف ارتابت من ردة فعله الغريبة وكل ما واجهها منه هو ال**ت فقالت بصوت خافت يحمل بعض الألم: مُراد!!! اراد اجبار ل**نه علي التحرك ولكن وصوته لا يُسعفه من هول الصدمة تُحبه هل جُنت!! لما هي خاصة تحبه لما احبته لا يُريدُ ذلك يا الهى شقيقة الفتاة التي يهيم بها تعترف له بأنها مُغرمة به!! قال بصوت جاهد ليخرج: جيداء انتِ مستوعبة انتِ بتقولي ايه!!! اقتربت منه بشده وهي تقول بصدق وبعض الدموع ترقرقت غي عيناها لتهبط علي بشرة وجنتها شديدة البياض: انا مش متأكدة من حاجة قد ما انا متأكدة من حبي ليك يا مُراد ابتعد هو مرة اخري بذهول وهو يُمرر يده علي جبهته وشعره بأنفعال وعدم تصديق: -انتِ بتقولي ايه يا جيدا انا مش مستوعب -في ايه يا مراد ايه الصعب في اللي بقوله عشان متقدرش تستوعبه بقولك بحبك بحبك اغمض عيناه وهو يتن*د بأرهاق قبل ان يقول بصوت حاني وهو يقتربُ منها بروية: جيداء يا حبيبتي الكلام ده مش صح انتِ زي اختي يمكن بتعزيني شوية بس مشاعرك متترجمش حب من النوع ده هزت رأسها بِعُنف وهي تستنكر حديثه قائلة بنشيج باكي: حد قالك اني مُراهقة ولا عيلة صغيرة عشان مش عارفة اترجم مشاعري صاح بها بشدة وقد فلتت اعصابه: مينفعش مينفعش اللي انتِ بتقولية دي غلط انا مش بعتبرك اكتر من اخت ازاي تقولي كده!!! اجفلت واكفهر وجهها بشده وتقهقرت عدة خطوات للخلف بعدم تصديق من طريقته القاسية قبل ان تقول بصوت حاد: ازاي مش بتحبني امال بتهتم بيا ليييه وعلي طول معايا لييه تقدر تقولي معاملتك ليا دي تترجمها بأيه!!!!؟ اقترب منها وهو يُمسك كتفيها قائلاً بتريث: جيداء انا اكيد بحبك بس مش الحب ده انتِ اختي وصاحبتي وبنت خالي واكيد غالية عليا جدا بس مش بنفس المفهوم اومأت عدة مرات برأسها قبل ان تبتعد عنه بروح خاويه وتلتقط حقيبتها مُغادرة مكتبه بخطوات سريعة ومُنهزمة والدموع تهبط من عيناها بغزارة وقبل ان تصل لأخر الرواق استضمت بأحدهم فأرتدت للخلف بعنف وكادت ان تسقط لولا تلك الزراعين القويتين التي احاطت بها رفعت وجهها الباكي في مواجهته وكان وجهه مألوفًا بالنسبة لها ولكن هي الأن ليست في حالة تسمح لها بالتدقيق بوجه ذلك الغريب ابتعدت عنه بقوة واكملت ركضها بينما نظر مروان بتعجب لظهرها وهي تركض بتلك الطريقة المُريبة ********************** بعد ان خرجت جيداء ظل مُراد يدور في الغُرفة كالمجزوب لايزال لا يُصدق ما نطقت به ابنة خاله هل جُنت؟ وضع يده علي رأسه بعصبية قبل ان يفتح باب مكتبه مرة اخري ويدلف ذلك الشخص الذي يبغضُه نطقت سميرة السكرتيرة بتوتر: مراد بيه انا حاولت امنعه وهو دخل غصب عني حدجهُ مُراد بنظرات قاتِلة لو كانت سهامًا لأودتهُ صريعًا في الحال تجاهل مروان نظراته وقال بنبرة ثابتة: انا عايز اتكلم معاك يا مراد ودلوقتي استنكر مُراد نبرته تلك وقال له بصوت حاد: انت مش داخل زريبة عشان تدخل بالأسلوب ده ونبرة صوتك تاخد بالك منها احسنلك ثم التفت الي السكرتيرة واشار لها بالخروج: اخرجي انتِ رمق مروان بنظرة ساخرة قبل ان يقول: عايز ايه يا مروان تحدث مروان بدون مُقدمات: انت ليه روحت قولت لخالك اني شخص فاشل ومش بتحمل مسؤلية ايه كان غرضك في انك تكدب كدبة زي دي؟! تجهمت ملامح مُراد واصتقت اسنانه قبل ان يقول بشراسة: انت لو قربت من رؤي ولو خطوة واحدة هقتلك اقسملك اني هقتلك من غير لحظة تفكير ابتسم مروان بِسُخرية قبل ان يقول بجدية: انت بتحبها يا مراد بتحبها حبها باين في عنيك غيرتك عليها ظاهرة لأي عيل صغير جهر مُراد : ايوه بحبها رؤي دي بتاعتي واي حد هيقرب منها خطوة يبقي دبور وزن علي خراب عشه رمقه مروان للحظات قبل ان يتحرك خارجًا من باب المكتب وهو موقن ان من تحدث معهُ الأن ليس مُردا الحُسيني ذاك الوحش القوي ملك السوق كما يُلقبونه بل هو عاشق حد النُخاع بعد خروج مروان جلس علي مكتبه بأنهاك كُل من حوله يُدركون عشقه وغيرته علي رؤي الا هي الا تري ارتجاف كفه في وجودها الا تُلاحظ نظراته الهائمة التي تُلاحُقها الا تشعُر بدقات قلبه التي تدُق كالمضخاط في تواجُدها!!؟ تن*د بِحُزن قبل ان يقف بثبات ويُمسك بجاكيت بذلته واشيائه ويتجه صوب باب الخروج ********************* ظل يرمُقها بأستحقار وامتعاض وكأنها هي من تحرشت به هل هو مجنون هل وقع علي رأسه وهو طفل ام اصابته حُمي شديدة في الصغر فأصابت فصوص عقله بالتخلف بالتأكيد هو ليس طبيعيًا بالمرة بل هو شخص فاقدًا للأهلية قال عُدي بعد فترة من تحديقه بها وهو يشمُلها بنظرات استخفاف واستهزاء: ازيك يا استاذ جعفر اتمني تكوني سعيدة في شركتنا دقق علي اخر كلِمة وكأنهُ يُخبرها من الدخيل علي هذا المكان حدجتهُ بعنجهية وهي تحمل احد الملفات قائلة: وانا اتمني تكون اتعودت علي الشغل في الشهر اللي انت اشتغلت فيه في شركتكم يا استاذ عدي كز علي اسنانه بغيظ وهو يُدرك جيدًا مغذي كلِماتها تلك الخبيثة ثم زفر الهواء بأنفعال محاولاً اسناء نفسه عن تحطيم وجهها الوقح مثلِها ارتسمت ابتسامة انتصار علي شفتيها بسبب عدم رده وقالت بصوت ساخر: الا صحيح مشوفتش اخر الأخبار رفع عينيه في مواجهتها ببغض وعدم فهم فأسترسلت حديثها قائلة: بيقولوا ان التحرش ده مرض نفسي والمفروض صاحبه يتعالج قبل ما الحقارة تطبق علي نفسه تجيب اجله اشتعل منه الغيظ وقد ظهر ذلك جليًا علي معالم وجهه ولكنه لم يسمح لها ابدًا بأن تنتصر عليه فوقف قبالتها بطولة الفارع وهو يضع يديه في جيب بنطالة بغرور: وانتِ تعرفي ايه عن التحرش يا جعفر ولا بقي بيتحرشوا برجالة كمان اشتعلت عيناها غيظًا قبل ان تحاول تمالك نفسها وهي تقول بثبات ظاهري: الدنيا اتقلبت الرجالة بيتحرشوا بيهم والستات بقوا متحرشين استشاط عدي غضبًا فاقتربَ مِنها علي حين غرة وامسك بيدها بِعُنف قائلاً بصوت حاد يدُل علي شدة غضبه: تقصدي ايه؟ حاولت التملُصَ مِنه وهي تقول بصوت صلب ثابت: اقصد اللي فهمته وسيب ايدي يا شبيه الرجال انت عض علي شفتيه بقوة قبل ان تنكمش ملامحه المًا من اثر اسنانها التي غَرزتها في يده بقوة صرخ وهو يُمسك بخصلاتها شديدة النعومة بكف يده مُحاولاً ابعادها عنه فتشبثت هي به اكثر تقتص منه فجذب خصلاتها بالمقابل بشكل اعنف وقد نجح في ابعادها بالفعل رفع وجهها في مُقابلته وهو مازال يُمسك خصلاتها بقوه وهي تصرخ ولكن لم تستسلم فقد ظلت تُسدد اليه ض*بات عنيه وبشكل عشوائي وهو مازال يجذب خصلاتها وفي هذة اللحظة فُتِح الباب وهم علي هذة الحالة فقال سعيد بصدمة: انتوا بتعملوا ايه!!!!! توسعت عيني عُدي بصدمة والتفت بحالته المزرية الي والده مُفلتًا خُصلات شعر نُهي من يده لتقع الأخري علي الأرض بِعُنف: بابا!!! ****************** ومتي ارادت شيء وحصلت عليه ومتي كانت محور اهتمام احد متي كانت المُفضلة عِندَ احد غيرَ والِدتها التي تركتها صغيرة ووفتها المنية مُبكرًا لتواجه هي مُر الحياة بِمُفردها لطالما حسدها الجميع علي مالها وجمالها ووالِدها الحنون ولكن لا يعلمون ان المال اخر شيء قد يُحقق للمرء السعادة، وجمالها هذا تمقتهُ رُبما لو كانت تُشبِه والدتهَ كرؤي كان والدها سيُحبُها بنفس المقدار ويهتم بها ويُدَلِلُها كما يفعلُ مع شقيقتِها!! هل هي سيئة لتلك الدرجة ولا تستحقُ الحُب ؟! تهدلت اكتافُها لتنحني بِبُطء تستَندت بِرُكبتيها علي الأرض الصلبة بعدما احست بأرتخاء اطرافها لما هي منبوذة من الجميع!! الجميع يُفضلُ رؤي في المدرسة كانت رؤي المُفضلة لدي الكُل الفتاة المرِحة والناعمة والأجتماعية كانت محط انظار الجميع بينما هي لوحة باهتة الألوان وحيدة يتجنبُها الجميع وكأنها مُصابة بِمرض مُعدي رغم انها جميلة ورائعة مثلما يقول لها مُراد دائِمًا مُراااد......حتي الوحيد الذي حني عليها واشعرها بأنها مُهِمة وتستحقُ الإِهتمام رفض حُبها ونبذها هي تكرهُ الناس تكرهُ الجميع وكأنهم وحوش تُريدُ فقط الأبتعاد عنهم والأنطواء علي حالها الا في تواجد مُراد تُشرق وتتفتح كوردة ذابلة قد تم سقايتها والأهتمامُ بِها وقفت فجأة تجزب احد حقائب سفرها وهي تفتح غُرفة ملابِسها بجنون مُقررة الرحيل من هُنا لن تبقي لن تبقي هُنا بعد الأن سترحل ولن تعود ابدًا... ****************** في احدي النوادي الرياضية جلست في مكان هادئ مُنعزل تستنشق الهواء النقي بروية وسلام تُريد تصفية روحها من كُل تِلك الصراعات الخرقاء التي تحدُث داخلها بسبب من انهك قلبها واضناهُ حُبًا رفعت عيناها للسماء فض*بت اشعة الشمس عيناها بقسوة ولكنها لم تُنزلها فقط اغلقت جفونها تستدعي الأسترخاء ولكن فجأة انتفض قلبها بين ضلوعها بِدون سبب فتحت عيناه تشعُر بِه حولها انهُ هُنا لا تراه ولكنهُ في مُحيطُها إِن دقاتُها لا تكذُب لاطالما كانت صادقة في اتِباع اثرِ مُراد ظلت تلتفت حولها لا تجده هو هُنا لِماذا لا تراه!!...ولِماذا من الأساس تشعُر بوجوده دائمًا هل جُنت به لهذة الدرجة!! يقولونَ إِنَ هُناك رابِط روحاني غريب يحدُث عِندما نُحِب لم يجد لهُ احد تفسيرًا علميًا دقيقًا حتيَ الأن وكيف يكون لهُ تفسير وهو في حد زاته ظاهرة عجيبة تُنافي الواقع والمنطق فكيف لنا ان نشعُر بِتواجِدَ من نُحِب في مُحيطنا بِدون ان نراه ايحدُث ان ارتجفت مشاعرك وهللَ قلبُك بشوق غريب مُخبرًا اياكَ ان حبيبهُ بِالجوار فتتلفت وتبحث وللعجب تجِدُ ان ما شعرتَ بِه هو الحقيقة لا تعلم امن نقاء قلبك تشعُر ام من شِدة تعلُق روحكَ بِه تهفوا اليه لِتحتضنهُ قبل عينيك.. وقف خلف شجرة كبيرة يتطلع اليها ودقات قلبه تتقافز ان رؤيته لها هو من اكثر الطُرق التي تأتي اليه بالراحة النفسية والسكينة يُريدُها ان تُصبح امرأته لهُ فقط يُريد ان يُخفيها عن اعين كل الرجال يُريدُها بِكُل ذرة حُب في كيانة تفاجئ وهو يراها تتلفت حولها وكأنها تبحث عن شيء اتُراها تبحثُ عنه هل احست بوجودِه؟! هلل قلبه لِفكرة شعورها به قبل ان تقوده قدماه بغير شعورًا مِنهُ اليها .. اشتمت رائحته انهُ هُنا يقفُ خلفها الفكرة في حد زاتها اصابتها بالأطمئنان، شعرت بأنامل خشنه توضع علي كتفها وصوت رجولي تعشقه يقول بصوت حاني: ...رؤي اخذت شهيقًا متوترًا قبل ان تتصنع البرود وتلتفت اليه ولكنها حالما نظرت اليه ووجدت تِلك النظرة التائهة في عينيه شعرت بأن قلبها يهفو حزنًا عليه بدون ان تعلم ما بِه، انهُ يُشعل داخلها غريزة الأمومة كُلما رأتهُ امامها تُريدُ ان تضُمه اليها وتُملس خُصلاته بِحُب وقفت قُبالته وعيناها تتفحصهُ بِلهفة بينما لا يظهر شيءٍ علي بقية ملامِحها قالت بعد لحظات قصيرة بصوت خافت يشوبه بعض القلق: مُراد انت كويس فيك حاجة؟ ظهرت لمحة من الذهول في عيناه للحظات قبل ان يقول بصوت غريب: هو انا باين عليا اني مش تمام؟ لما نبرتهُ تائها بهذا القدر يا الهي تكادُ تموتُ قلقًا عليه بسبب نظرته تِلك وطريقة كلامِه شعور غريب راودها بِأنهُ طِفلها الصغير من يقفُ امامها وتُريدُ احتوائه واحتواء احزانه عن طريق ضمة حانية مِنها.. وكأنهُ قرأ رغبتِها تِلكَ في عيناها فاقترب منها بتريُث وعلي حين غفلة قام بِمُعانقتِها وكأنهُ يبحثُ في حُضنها عن الراحة، شدد بحنو عليها كي يمنعها من الأبتعاد وكم اراحتهُ رائحتها واصابتهُ بالأستِرخاء حاولت في البداية ان تبتعد عنه ولَكِنها احست بأحتياجها له ورغم صوت عقلها الذي يُأنبها ويحسها على الابتعاد طوقت خصره بيدها بقوة بدون شعور مِنها احس مُراد بِأن قلبهُ سيُخلع من مكانه من فرط دقاته انها تُبادلهُ العِناق وتطوقُ خصره بزراعيها الناعمتين بينما تُريحُ وجنتها بِرقة علي ص*رة الصلب ايوجد شعور افضلَ من ذلك !! استنشق الهواء المُعبق براءحتها الناعمة بسكينة بينما رؤي تُحركُ رأسها بخفة علي ص*ره قبل ان يضع هو اصابعهُ تحت ذقنها وينظُر لها بوله وتخدُر قبل ان يهبُط بوجهه ويقتربُ مِنها بِشدة هي تعي ان ما يحدُث خطأ ولا يجبُ ان لا تقبل ان يقترب منها بهذة الطريقة لما تتخلي عن كُل مبادئها بمجرد النظر في عينيه لما تذهبُ قوتها وصلابتها الواهية في حضوره ماذا تفعل يا الله تقبل بأقترابه هكذا بِكُل ضعف اين مبادئِها حركت رأسها تنفي ما يحدُث ورغم دقات قلبها المُلتاعة في حُبه ابتعدت عنه فجأة قبل ان يُقبلها فليذهب الحُب للجحيم في سبيل مبادئِها وعِفتها وكبريائها.. نظر لها الأخر بِتفاجُئ وعدم استياعب فقالت رؤي بأرتباك وهي تُخلل اناملها في خصلاتها بِتوتُر: مراد لو سمحت متقربش مني بالطريقة دي تاني اقترب منها تلك الخطوة الفاصلة بينهما وهم بأن يُمسكها مرة اخري ليسألها مما استائت فأبتعدت وهي تقول هذة المرة بِعُنف: مراد انا مش رخيصة زي اللي تعرفهم عشان تسمح لنفسك تلمسني متتماداش معايا. صدمهُ حديثها بقوة فقال بنبرة ساخرة ليُخفي المه: امال قبلتي اني اقرب منك من الأول ليه؟ غامت عيناها بِحُزن بسبب سُخريته اللازعة قبل ان تقول بِأرتعاش وقد ترقرقت الدموع بعيناها: فعلاً معاك حق انا استاهل اني سمحتلك من البداية بِكدة المهُ قلبه لِرؤية دموعها التي تهبط علي روحه كض*ب الصيات لما هو فظ وغ*ي لما دائما يقول ما يؤلمُ قلبها رؤي نظيفة وعفيفة واهم من هذا لديها عزة نفس عالية لا تقبل ان تُهان كرامتِها وماذا يفعل هو لكي تُحِبه يتفوه كُل ما يُزعجها ويُعكر صفو يومها تكلم بصوت حاني وهو يمُد يده ليُزيل دموعها بأنامِله الخشِنة بِرقة: انا اسف يا رؤي مش عارف قولت كده ازاي متزعليش مني انا مش بحب ازعلك مش عارف عقلى بيبقى فين لما بقول اي كلام يجرحك بالطريقة دي بس صدقيني كلامي ده بيوجعني قبل ما بيوجعك لأنى مبتحملش دموعك رفعت رأسها في مواجهته وقد اثر بها كلامه بشده اكمل مُراد بصوت عاشق: اوعي تقارني نفسك بأي حد انتِ اغلي بنت في العالم في نظري ومستحيل اعتبرك زي اي واحدة تانية انا قربت كده عشان محتاجلك مش عشان شايفك وحشة زي مبتقولي انتِ لو تشوفي نفسك بعنيا هتعشقيها يا رؤي.. اعترف بِحُبه بطريقة مُبطنه ولكنهُ اعتراف من وجهة نظرة بينما هي لم تفهم مقصده ولكن كلامهُ اثرها وسلب لُبها بِشدة.. قالت بعد لحظات بصوتها الناعم الذي يسلُب دقاته: انا لازم اروح امسك يدها قائلاً: انا هوصلك هزت رأسها ناظرة لهُ برجاء: لا يا مُراد سبني اروح بعربيتي لو سمحت اثرت فيه نظراتُها بقوة ورضخ لمطلبها وهو يقول بصوت حاني: حاضر يا رؤي يلا بينا خرجت معهُ واستقلت سيارتها تقودها بسعادة وهي مازالت تتذكر كلِمات مُراد لها اما مُراد فقد استقل سيارته ورائها الي ان تأكد من وصولها لمنزِلها وانطلق عائدًا الي منزله ****************** جلس امام صديقة وهو يُحرك رأسه بعدم تركيز قائلاً بنبرة غير مُتزنة: انا بقيت شُخليلة يا شاكر صاحبك بقي شُخليلة وضع شاكر يده علي وجهه بنفاز صبر قائلاً: البت دي جابتلك الفكر في عقلك خلاص شيلها من دماغك بقي وفكك منها اجابه بِكلامات غير مُطرابِته وعيناهُ شِبه مفتوحة: انا لازم ان....انتقم منها هأ صُب كمان كاس صُب تن*د الأخر بنفاز صبر وهو يُمسك بقنينة ويصُبه له كأس اخر قائِلاُ بِسُخرية: كفاية شُرب بقي هتدمر نفسك حرك رأسه بشكل دائري وهو يقول قبل ان يضع الكأس علي فمه يبتلع ما فيه مرة واحدة ليُنزله فارغًا : لا لا انا لازمًا اشرب عشان انسي صبَ لهُ شاكِر كأسٍ اخر بينما وقف عُدي يتطوح في وقفته بعدم اتزان وهو يُمسك بالقنينة بأكملها يرتشفُ منها وهو يقول: انا لازم اقتلها دار شاكر بعيناه قبل ان يهتف بضجر: انت ليه محسسني انك بتشرب خمرا فوق ومتنساش نفسك يا عُدي ده بيبسي!! تجرع من القنينة مرة اخري وهو ينظر اليه بأستحقار : اشرب بيبسي واوهم نفسي احسن ما اشرب بيرا توديني جهنم ماتخلكش صاحب سؤ واخرس -بقولك ايه سيب الشغل ده انت علي اخر الشهر هَتتجنن وهَتجنني معاك وان كان علي ابوك فكك منه امتعضت ملامحه وهو يُعاود الجلوس قائلاً بأستهجان: فكرك عشان بقيت بسمع كلام ابويا يبقى انا واد بار وكده لا طبعا بس الراجل شكله في اخر ايامه وانا بض*ب عصفورين بحجر يرضي عني وميموتش غضبان عليا وكمان ارضيه يمكن يطلع من الابهات بتوع الثروة بتاعتي هتتبعتر بعد وفاتي وتطلع برا العيلة فكتبها بأسم ابني الوحيد رمقهُ شاكِر بأستنكار لم يأبه بِه عُدي وهو يبتسم بحالمية وكأنهُ يتحدث عن حبيبتُه وهو يستند بظهرة علي المقعد مُكملاً حديثة: ياه سعتها ياض يا شاكر هروح مجوز البت نور اختي للجنايني واودي امي عند خالتى واروح متجوز تلاتة واغير في الرابعة زي مصطفي شعبان في الزوجة الرابعة واعيش سُلطان زماني عض شاكر شفتيه بقوة قبل ان يقول بغضب مكبوت: تصدق انك عيل واطي وملكش الا المعاملة اللي ابوك بيعملهالك دي جتك القرف مط شفتيه وهو يقول بتفكير وصوت عميق: هشش قال ابويا قال انت عارف ابويا ده هيطلع مش ابويا في الاخر وكان شغال سُف*جي عند جدي وكان بيحب امي زمان وجدي قاله اخرس يا كلب يا خدام واتك علي خدام وراح طارده ومجوز امي لواحد باشا وهو حضر الفرح مشغل اغنية اعزريني يوم زفافك مقدرتش افرح زيهم وسافر ونحت في الصخر وببقي غني غنىَ فاحش ورجع بعد سنين لقي امي مُطلقة ومعاها عيل اللي هو انا يعني راح منتهز الفرصة ومتجوزها وبينتقم مني وبيطلع عقده عليا فقد شاكر اعصابه قبل ان يُمسك بقنينة المياة الغازية ويُلقيها علي الأرض بِعُنف جاعلاً من عُدي يهب واقفًا وهو يقول بصوت تملؤة الحسرة ناظرًل لشظايا الزُجاجة المسكوبة: حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا شاكر منك لله يا اخي انت هتزول من وشك النعمة بسبب افتراك ده ****************** ما إِن دلف من باب منزله حتي سمع صوت رقيق يقول بصياح: انس اخيرًا جيت انا مستنياك من بدري ابتسم ابتسامة بسيطة لأبنة خالته قبل ان يقرص وجنتها المُكتنزة قائلاً: ازيك يا قردة زفرت بضيق وهي تقول بطفولية مُحرِرة وجنتها من يده: ماتقوليش يا قردة تاني ضحك عليها قبل ان يسحبها من يدها قائلاً بوميض: تعالي يا نور عايز اتكلم معاكِ في حاجة مُهمة دق قلبها بقوة وهي تتبعه بسعادة وحماس لمعرفة الموضوع الذي يُريدُها بِه وما كادوا يجلسون حتي قال انس بنبرة غريبة عليها: هو انتِ ورؤي صحاب اوي ولا مُجرد معرفة عشان اُنكِل سعيد وبباها شركاء؟ حدجتهُ بأن**ار قائلة بنبرة واهنة خائبة للأمل: وانت بتسأل ليه يا انس؟ حمحم وهو يُمرر يده في خصُلات شعره الطويل قبل ان يقول بصوت مُرتبك لأول مرة تسمعهُ مِنه: بصي يا نور بصراحة انا بحس ناحية رؤي بمشاعر غريبة اول مرة احسها ناحية بنت وعايز اعرفها اكتر رغم توقعها لما كان سيقوله الا انها صُدِمت بِشدة مِن كلامه رفعت رأسها في مواجهته وهي تنظُر اليه بحزن غير ظاهر قبل ان تقول بصوت خافت م**ور: ليه رؤي انت عمرك ما جريت ورا بنت او سألت عنها!! لم ينتبه لنبرة صوتها التي علي وشك البُكاء وهو يصفن في الفراغ قائلاً: مش عارف يا نور انا من ساعة ما شوفتها حالي اتقلب كأنها سحرتلي اخفضت رأسها وقد خانتها دموعها ولأول مرة تشعُر بِالكُرة لرؤي كان اصدقائهم في الجامعة يغارون منها ومن تودد الشباب ومُلاحقتهم الدائمة لها ولكنها لم تكُن تغار مِنها ابدًا بل علي الع** كانت من اعز اصدقائها وتعشقها...ولكن لما انس لما احبها لما هي كانت امامه طوال الوقت وعندما يُحب يُحب رؤي التي لم يراها الا مرة في حفل ميلادها يا ليتها لم تقُم اية حفلات ويا ليتها لم تدعو رؤي سأمت من حديثه عنها فوقفت بقدمين رخويتين تُمسك بحقيبتها لتركُض خارج الفيلا بِدون كلام تحت اعيُن انس الذاهلة ****************** في قصر الحُسيني جلس مع والدته العزيزة يقُص عليها ما بدر من جيداء فهي ليست والِدتُه فقط بل انهُ يعدُها اُخته و اعز اصدقائة ان العلاقة بينهُما غريبة بعض الشيء قالت مُني بتأنيب وهي تُمسك يدَ ولدها بمؤذرة : انت الغلطان يا حبيبي صحيح احنا بقينا في زمن غير الزمن والحياة مبقتش زي زمان بس مفيش حاجة اسمها صداقة بين ولد وبنت لأن عمرها ماهتفضل صداقة لازما حد من الطرفين هيحب التاني تغاضيت عن علقاتك عشان تبقي تحكيلي ومتخبيش عني حاجة ورغم ان ده غلط بس كنت بسكت عشان متأكدة انك بتهرب من حاجة جواك لكن جيدا علاقتك بيها واهتمامك المُبالغ فيه من ناحيتها كان غلط من البداية وعشمها في حاجات تانية رفع مُراد رأسه في مواجهتها قائلاً بحنق: في ايه يا ماما بتكلميني كأنك بتكلمي عيل صغير كده ليه ابتسمت وهي تجذب رأسه لأحضانها قائلة بمحبة كبيرة: لو بقيت عجوز ومكحكح بردوا هتبقي ابني وحبيبي واول فرحتي هتفضل طفل في نظري بادلها العناق وهو يبتسم بمحبة ولكنه هب واقفًا عندما تفاجئ برؤية رؤي تركُض بأتجاههم باكية كطفلة تائهة تركَ والدتِه واقترب منها بجزع وقبل ان يتفوه بأي كلمة قالت رؤي بنبرة حزينة وقد شهقت شقة ناعمة بسبب بكائها الشديد: مُراد جيداء عايزة تسافر وتسيبنا ارجوك امنعها ارجوك تعالى كلمها اغمض عينيه بشدة وقد علم سبب بُكائها هل هذا هو رد جيداء علي عدم حُبه لها هو لم يكن يقصد ان يجرحها بالمرة فهي بمثابة شقيقته التي لم تُنجبها والدته كان يتمني ان كان يُبالها مشاعر الحب كي لا يجرحها ولكن ليس كل ما يتمناه المراء يُدركهُ كما يقولون فبينما تتعزب هي في حُبه يتعزب هو في حُب شقيقتها التي لا تشعُر به تن*د بحزن قبل ان يُمسكَ بيدِ رؤي برقة وهو يُحاول تهدائتها ليرتاح هو فأن قال ان دموعها تزل كجمرات النار علي قلبه لم يكُن ليُبالغ ابدًا: رؤي اهدي بطلي بكي ارجوكِ لم تعي كلماته وهي تقول بشبه انهيار: مش مش انتوا بتحبوا بعض يا مُراد ازاي هاتسيبها تمشي ازاي هتسمحلها تسيب البيت وتسيبنا ارجوك يا مراد ارجوك امنعها ماتخليهاش تمشي عقد حاجبيه وقد صدمتهُ بقولها بشدة عن اي حب تتحدث تلك الغ*ية هو من فرط حُبه لها اصبح لا يتنفس بجودها وهي تأتي لتقول له بأنه يُحب شقيقتها اي غباء تتفوة به!! يتبع♥️
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD