إِن احببت نفسكَ ستُقدرُها وتقديرُ النفس يكمُن في جعلِها نفيثة وعاليه لا يستطيعُ الحصول عليها إِلا من اتخذَ مِن قلبِه جِناحين ليصل اليك..
************
ان الغيرة شعور سيء سيء للغاية عندما تشعر بأشتعالِ قلبك وتوتر عضلات جسدك بالكامل، عندما تفقد السيطرة علي كافِة حواسك الا قلبك الذي يدُق كالمِضخات، وتزداد وتيرة تنفُسكَ بطريقة مُبالغًُا بِها و كُل ما يظهرُ امام عيناك هي الدماء والحرب، ذلك الشعور بِالحُرقة الذي يستشعِرهُ طفل صغير الهتهُ والدته بِلُعبة ما لِتُلاعِب غيره، شعر بأنهُ سيُصاب بالسكته الدِماغية من فرط الألم والغيرة والثورة الغاضبة التي سيطرت علي خلاياه كم شعر بالكُره والحقد في تلك اللحظة التي لم تتعدا الثوانِ عندما نفذ صبره ولحق بها ليعتذر ويتودد لها لِتُسامحه علي فظاظته اراد ان ينفرد بها ليُفصح لها عن مشاعره المتوترة تجاهها اراد ان يقول ان صورتها هي اول شيء يظهرُ امام عيناه عند استيقاظة واخر شيء يُفكر بِه قبل نومه اراد واراد ولكنهُ احس بأن احدَ اضلُع قلبه قد خُِلعَ عندما رأها تمتطي الفرس مع ذلك الغريب بل بل ويُكبل خصرها بيده يحتضن ما هو مِلكُه يحتضنها ذلك الحُضن الذي لطالما تمناه ولم يحصُل عليه يومًا
لم يشعر بصوته الذي دوي كالرعد صارخًا بِها:
ررررؤي
انتفضت بِزُعر بسبب نبرة صوته التي تسمعُها للمرة الأولي وهي تُحاول نزع يد انس التي تُكبل خصرها فأنزلها انس سريعًا ثُم نزل هو الأخر من علي ظهر الحِصان بمهارة ولم يكد يلتفت لمص*ر الصوت عندما احس بِتحطُم عِظام انفه من تلك اللكمة العنيفة التي تلقاها لم يُمهِلهُ مُراد الفُرصة للأستيعاب وهو يقبض علي تلابيب ملابِسه بهمجيه وعُنف
وقبل ان ينهال عليه بالض*ب صرخت رؤي التي كانت يحتِلُ معالم وجهها الصدمة وعدم الأستيعاب:
مُراد انت فاهم غلط انا كُنت هقع من علي الفرس وهو انقذني قبل ماقع
توقفت يده في الهواء وهو يلتفِتُ لها يتبين من ملامحها الصِدق فأتاه صوت السائس المزعور من خلف رؤي وهو يقول بأضطراب:
صح صح يا مُراد بيه انسة رؤي كانت هتقع من علي الفرس والبيه انقذها
افلت مُراد قميص انس واندفع نحو رؤي يتفحصها بقلق قائلاُ بصوت موبخ يشوبهُ الفزع:
كُنتي هتقعي ازاي وازاي متاخديش بالك ايه الأستهتار ده قدر جرالك حاجة يا اُستاذة بسبب اهمالك ده
عقدت ما بين حاجبيها بسخط من توبيخهُ لها بِتلك الطريقة وكأنها كانت تتعمد الوقوع
-يعني هي دي اول مرة اركب خيل مثلا!!
منا اكيد كُن...
توقفت الكلِمات في حلقٍها وقد توسعت عيناها من الصدمة عندما شعرت بِمُراد يحتضنها بِقوة وهو يقول بِخوف ظهر جليًا في نبرة صوته:
مش هتركبي خيل تاني ابدًا يا رؤي ابدًا
تنفست بأضطراب وتملكت منها تِلك الربكة التي تُصيبُها كُلما كان قريبًا مِنها ولكنهُ ليس قريبًا وحسب إِنها تستشعِرُ عضلات ص*رة الصلبه تحت وجنتِها، احتل كيانُها شعور بالدِفىء والأنتماء عندما تسربت لأنفها رائِحتهُ الخلابة التي خدرت حواسُها بِالكامل احست بالضعف وارتخاء عضلات جسدها
ادركت انها لو لم تبتعد الأن ستصرُخ في وجهه امام الجميع بِحُبها وهيامها بِه وتستجدي حُبه
رفعت يدها بأرتعاش وضعف تدفعُه من ص*ره بتوتر فلم يتزحزح انش واحد للوراء فحاولت ان تُحرك عضلات لِسانها لتطلُبَ مِنهُ الابتعاد ولكنَ صوتِها قد خرجَ بِنبرة هامسة من فرط المشاعر:
م مُراد لو سمحت ابعد
وصل اليه همسها ليُخرجه من ذلك الشعور بالنعيم الذي احسه عندما احتضنها لِأول مرة هل يوجد راحة وسعادة اكثر من قُربها ورائحتها المُميزة تِلك انها نادرة بِسحرًا خاص سحر يُرغمك حُبها وتدليلها وكأن الدلال خُِلق لتحتكرة هي، تِلك الفرسة الجامحة التي تُسيطر علي كُل خلية من خلايا جسده وكأنها ساحرة جمعت بين السحر الابيض والاسود لتسلُب لُبه وعقله لِتفق كُلاً من روحه وقلبِه علي الهيام بِها
ابتعد عنها وهو يقول بأنفاس مُتهدجة وصوت شديد الخفوت:
انتِ كويسة؟
اومأت برأسها وقد داعبت الحُمرة وجنتيها وهي تقول:
ماتقلقش انا ماجرليش حاجة
لقد اضافت لها تِلك الحُمرة ف*نة خاصة
وهل كانت تحتاجُ ل**تنة زائدة لِتتحكم في دقات قلبه التي تأسِرُها من الأساس!!
لم يشعُر ايًا منهُم بأنس الذي يُطالع عِناقهُ وقلقهُ عليها بِعدم رِضا ومقط وهو يُدلك انفه بألم بسبب تِلك اللكمة المُفاجِأة له
انتبهت رؤي لوجوده فتقدمت خطوتين منه قائِلة بأمتنان:
انا اسفة بجد، وشُكراً جدا مش عارفة كان مُمكن يجرالي ايه لو ما كُنتش لحقتني
تهللت تعابيرة وهو يقول بلهفة جعلت مِن مُراد يشتعِلُ غيرة:
بعد الشر عليكِ ربنا يبعد عنك اي حاجة وحشة
ابتسمت بحرج وهي تتحاشي النظر اليه صامته فجزب مُراد يدها بِخشونة وهو يرمُق انس بِكُرة غير مُبرر قائلاً بصوت خشن:
شُكرا علي مُساعدتك عن اذنك
ولم يدع لهُ فرصة الرد وهو يسحب رؤي خلفه كالخاروف
****************
بعد ساعات في قصر الحُسيني
لكذتهُ والدته خفيه وهي تُشير له بعيناه لكي يستغل فُرصة تواجدها معه بِمُفردِها فرمقها مُراد بِحُنق مُشيرًا بيديه خفيه بمعني ان تنصرف هي فشهقت مُني ب**ت وهي تذُم شفتيها قائلة بهمس:
اه يا قليل الأدب يلي فشلت فشل زريع في تربيتك
فكذ هو علي اسنانه قبل ان ينحني علي اُذنها قائلاً بهمس :
ابوس ايدك ولولي علي فشلك بعدين اخوكِ شويه وهينُطلنا زي فُرقع لوز هنا ومش هعرف اقولها كِلمة واحدة
ض*بته بخفه علي ص*رة:
ده انا لو كُنت ربيت سلحفاة كانت هيطمر فيها التربية عنك عايز تزحلق اُمك يا مُراد؟؟!
زفر بنفاذ صبر وهو ينظر امامه مُحاولاً كتم غيظه فضيقت مُني عيناها وهي تقول بهمس حاد:
لا ماينفعش كده قوم خدني قلمين يولا قوم عشان ايدك تخلد في جُهنم
كاد ان يُرد عليها عندما اتاهم صوت رؤي المُتعجب وهي تقول:
هو فيه حاجة يا عمتوا؟
رفع الأثنان رأسيهُما فجأة يحدقون بها بذهول وكأنهُم تزكروا وجودها للتو
تداركت مُني نفسها سريعاً ونهضت مُبتعده عنهم مُتمتمة بأستعجال:
ابداً يا حبيبتي بس نسيت شراب مُراد علي النار
عض مُراد شفته السُفلية وهو يضع يده علي وجهه بخيبة امل في والدته بينما قالت رؤي بِتعجُب وهي تعقد ما بين حاجبيها:
ايه جاب الشراب على النار؟
اجابها مُراد بأرتباك :
هي تُقصد الشربات نست الشربات علي النار
زاد تعجُبها وقد ارتفع كلتا حاجبيها المُنمقتين وهي تقول:
نعم!!
هو الشربات مش بيبقي ساقع
هز رأسه بقوة وكأنهُ ينفي جريمة :
لا طبعًا ساقع ايه ماتقوليش لحد كده ليضحك عليكِ
متط شفتيها بِنعومة مُجيبة اياه بعد اهتمام:
مُمكن
ابتسم علي حركتها الطفولية فاقترب مِن الأريكة الجالسة عليها وجلس بجانبها مما اربك رؤي فأبتعدت تجلس علي الجانب الأخر من الأريكة ووجنتيها تشتعلان فأبتسم علي خجلها واقترب منها اكثر وقبل ان تُفكر بأن تهض تمامًا من علي الأريكة امسك بيديها بِنعومة مما جعلها تُصاب بِرجفة بسيطة علي طول عامودها الفقري وهي تُحاول سحب كف يدها مِنهُ بِتوتُر فقال مُراد بصوت خافت هامس:
رؤي انا عايز اتكلم معاكِ
رمشت بعيناها مُحاولة سحب يدها بِأرتِباك مِنهُ فتشبث هو بها اكثر ومال علي كف يدها الرقيق بشفتيه مُقبلاً اياه بِنعومة زلزلتها
ثُم رفع رأسه ناظرًا لها بِحُب وقبل ان ينطق حرفًا واحدًا
سمع صوت جيداء من خلفهم تقول بصوت رقيق:
مُراد
فسحبت رؤي يدها سريعًا قبل ان تراهُم فاقتربت هي مِنهُم وجلست بالوسط وهي تُمسك يد مُراد قائلة بصوت رقيق:
قولت اجي اسهر معاكُم
ابتسم مُراد بأصفرار وهو يشتمها بداخِله :
منورة
****************
في المساء
مُتسطح علي الفراش في غُرفتِه بِاسترخاء وابتسامة عشاقة تُداعب شفتيه وهو يتزكر تِلك الثوانِ القليلة التي احتضنها بِها وكيف احس بِنعومة كف يدها عندما قبله وكم شعر بأنهُ امتلك العالم بِلمستها، امسك بِالأسكارف الخاص بِها والذي اخذه خلسة يستنشُق رائحته بهيام وتخدُر وصوت عبد الحليم حافظ ينسابُ لِأُذنيه بسلاسة وقد وصفت كلِمات الأُغنية حالته بِدقه وكأنها قد كُتِبت من اجله
"والاقيك مشغول وشاغلني بيك وعنيا تيجي في عنيك وكلامهُم يبقي عليك وانت تداري واراعيك واصحي
من الليل اناد*ك وابعت روحي تصحيك قوم يلي شاغلني بيك جرب نارى..
واهواك واتمني لو انساك وانسي روحي وياك وان ضاعت تبقي فداك لو تنساني وانساك واتاريني بنسي جفاك واشتاق لعزابي معاك والقي دموعي فكراك وارجع تاني
بلوقاك الدُنيا تجيني معاك ورضاها يبقي رضاك وساعِتها يهون في هواك في هواك طول حرماني "
اسبل جِفنيه وهو مازال يضعُ الأسكارف علي انفِه مُستنشقًا اياه بِتخدُر شاعرًا بِوجودُها حوله، لقد اصبح مجنونًا كُليًا وإِن لم يُخبرها بما يجيشُ في ص*ره سيموت حتمًا لقد اصبح لا يحتمل جفائها معه ، كان يتحمل ويصبُر وهي معه حتي ولو تحت مُسمي صديقة اما الأن فلا يقدر علي التظاهُر بِالبرود نحو جفائها ومُعاملتها الباردة معه ستكون زوجتهُ له وحده وإِن لم يكُن بأِرادتها سيختطفها ويتزوجها قصرًا
ابتسم وهو يتن*د بحالمية للفكرة مُتخيلاً اياها زوجته ومِلكُه..
قطع افكاره واحلامه الوردية صوت هاتفه المُزعج فتحولت ملامحهُ للشراسه وقد ص*ر من فمه لفظًا شنيعًا لِلمُتصِل
رفع الهاتف علي اُذنه رادًا بفظاظة وغِلظة عِندما وجده ذلك المعتوة:
عايز ايه يبن الجزمة انت
اتاه صوت صديقه عُدي من الجانب الأخر وهو يقول بنبرة حزينة:
مُراد انا عندي اكتئاب وحزين مُمكن نُخرج
-مايجيلك اكتئاب ولا تموت حتي انا مالى حد قالك اني خطيبتك
قال عُدي بصوت حانق:
يا عم مُكتآب يا عم خلي عندك شوية دم
اشمئزت ملامح مُراد قبل ان يقول بصوت غليظ:
استرجل يلا مُكتآب ايه روح كُلك فرخة من التلاجة وهتبقي كويس ايه شُغل الهِرمونات ده!!
-بقولك ايه وحياة اُمك انا ما ناقص لهجة ابويا دي كمان يلا ننزل بالله عليك والا هنتحر وهكتب وصية عالفيس اجرسكوا فيها وانتوا احرار
*******************
جلس الثلاث اصدقاء في السيارة التي لا يصدح بها الا صوت عُدي الحانق بِالخلف
هز رأسه وهو يُشر علي نفسه قائلاً بصوت علي وشكِ البُكاء:
بقي انا انا عُدي الخياط ابقي تحت تدريب بت لو اتجوزت بدري كُنت خلفت قدها
قال شاكر بِهدوء وعيناهُ علي الطريق:
ابوك عايزك تبقي راجل يا عُدي ماتخيبش امله واثبتله انك راجل وتقدر علي المسؤلية
-ده مش عايزني ابقي راجل ده عايزني ابقي شُخليلة انا الجربوعة دي تُخ** مني نُص يوم عشان جيت متأخر عشر دقايق ام عرقوب
انهي كلامه ثم وجه انظاره لمُراد وهو يوجه سبابته في مواجهته:
خالك ده ربنا ينتقم مِنه اشوف فيه يوم ابرك من سنة محدش مقوم ابويا عليا غيرهُ عاملي فيها فتحي في مُسلسل البرنس بسلامتُه
ثم لطم فخزيه بكلتا يديه بغيظ:
اعععع يا ناري ياني ده انا مكبوت ومتغااظ ياما نفسي افشفشها في بعضيها واطبق وشها في قفاها بنت النتن
زفر مُراد بضجر وهو يشتم حاله لأنه استمع لكلامه ووافق علي مُقابلتِه
نظر لهاتفه مُتصفحًا رسالة الواتس اب الذي بعثها لِرؤي مُنذ اكثر من نِصف ساعة ولم تفتحها بعد
كذ علي اسنانه بغيظ شاتمًا اياها، كاد ان يُغلق الهاتف عندما اتاه صوت رسالة فنظر للهاتف بلهفة ليجد انها المُرسلة
دق قلبه وكاد يفتحُها علي الفور ولكنه انب حاله فيجب ان يكون ثقيلاً وينتظر لوقت طويل ليُجيبها مثلما فعلت هي
لم تمُر ثانيتين وقد امسك بالهاتف مرة اُخري يفتح مُحادثتها بلهفة مُتمتمًا لِنفسه:
اتو** يخي تتقل ايه هي معبراك اصلاً
كان مضمون رِسالتها ردًا علي رسالته التي بعثها هو قائلاً فيها
"بتعملي ايه"
اجابت رؤي
"بقراء كتاب"
كتب لها وهو يبتسم
"امم كتاب ايه؟"
اجابتهُ بعد خمس دقائق
"علم نفس"
"حلو علم النفس علم رائع"
"اه فعلا"
"اسم الكتاب ايه ؟"
انتظر وانتظر ولم تُجبه فزفر بخيبة امل وهو يعقد ساعديه ناظرًا للطريق بمقط
صاح عُدي فجأة واضعًا يده علي كتف شاكر من الخلف وهو ينظُر من نافذة السيارة بعبث لظهر تلك الفتاة ذات الشعر الناعم شديد الطول:
هدي السرعة يا شاكر وحياة ابوك
التوت شفتي مُراد بِأستهزء قالبًا عيناه بملل
بينما عقد شاكر ما بين حاجبي وهو يرمُق عُدي من مرآة السيارة بمقط قبل ان يُبطئ من حركة السيارة بنفاذ صبر مُستعدًا للأستماع لوصلة التوبيخ والشتائم التي سيتعرض لها صديقه الأن
اخرج عُدي رأسه من السيارة وهو يقول بأبتسامة سِمجة وبصوت عالِ لتلك الفتاة ممشوقة القوام التي تولي لهُ ظهرها وتُمسك بسلسلة ساحبه بها كلب ضحم خلفها:
ايه يا مُزة عود البطل ملفوف ولا ايه
لم تُعيره الفتاة اهتمام فأتسعت بسمته وهو يوجه انظارُه للكلب:
طب حتي قوليلي اسم الكلب ده ايه يا طويل انت يا فرع
التفتت لهُ الفتاة بملامح عنيفة فظهر له وجهها الذي يعرفهُ عن ظهر قلب:
اسمُه عُدي يا خفيف
توسعت عيناهُ من هول الصدمة التي لم تستمر طويلاً وهو يشعُر بيد تُطبع علي جانب وجهه بقوة صدمته
ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقد شعر بِرزاز حارق دخل عيناه ليشعُر بألم لا يُطاق فصرخ بقوة وهو يُحاول ادخال رأسه من السيارة فأرتطمت مؤخرة رأسه بِقوة بنافذة السيارة
لا يعلم ايصرُخ من المِ وجنته المُشتعِله ام من الألم الذي اصاب عيناه بسبب رزاز الفُفل الحار او من الم رأسه
قالت الفتاة بصوت قوي وحاد لا يتطابق مع مظهرها الفاتن:
مش كُل الطير اللي يتاكل لحمُه يا مُتحرش يا زبالة يا دون
رغم المه وحالتهُ المُزرية الا انهُ ميز ذلك الصوت جيدًا
صرخ وهو يضع يده علي عيناه وظهره موجهًا لِنافذة السيارة :
انا لو كُنت اعرف ان انتِ يا جعفر مكنتش بصيت في خلقتك!!
قالت نُهي بصوت حاد ونبرة ساخرة:
عشان كده بتيجي الشغل متأخر مهو بسلامتك مش فاضي داير تعا** في بنات الناس
-وانتِ حاسبة نفسك من بنات الناس!!
ده انا لو كُنت عرفتك كُنت تفيت علي وشك اللي زيك بيتحنط مش بيتعا**
شهقت بصدمة وقد تعالي صوت زفيرها قبل ان تلتفت لِكلبها قائلة بنبرة امرة وهي تُشير الي ظهر عُدي:
ري** جووو
لم يستوعب عُدي من الوهلة الأولي مقصدها قبل يشعُر بأنياب المدعو ري** تُغرز في اسفل ظهره فصرخ بصوت مُجلجل وهو يُحاول ابعاد وجه الكلب عنه:
اعاااااااا لا لا اطلع يا شاكر ابوس ايد امممممك اططططلع اطلع يا ابن الكلب
انطلق شاكر بالسيارة سريعًا بينما دخل مُراد في نوبة ضحك هيستيرية شاركهُ بها شاكر وعُدي مازال يصرُخ شاتمًا اياها بِكُل انواع الشتائم التي عرفها يومًا بينما يشعُر بألم مُبرح في اجزء مُتفرقة في جسده..
*********************
دلف من باب الفيلا بخطواط بطيئة مُحاولاُ عدم اصدار صوت وهو يعرُج بقدمه بينما يضع كيس من الثلج علي جفنيه كُل بُرهة كاد ان يتأوه بصوت مُتألم بسبب الم عيناه وظهره ولكنه عض علي شفتيه كي لا يسمعهُ احد ويبدأ السيد الوالد بتسميعه إِحدَ المُحاضرات الأخلاقية المُملة
ابتسم بأنتصار حالما وصل لأول الدرج وهم بالصعورد عندما اتاه صوت والدهُ الصارم:
عُدي تعالي هنا
زفر بخيبة امل وهو يشتم حظه العثر الذي جعل والدهُ يراه
-حاضر يا حبيبي جاي اهو
حاول ان يمشي بطريقة طبيعية ولكن الألم لم يُسعفه فظهرت عرجتهُ جليه علي مشيته
دلف لِغُرفة الصالون وهو يتصنع الأبتسامة عندما وجد الأُسرة بِأكملها جالسة والده واخته نور ووالِدته
-مساء الخير يا جماعة عاملين ايه
شهقت والدتُه حالما رأتهُ بِهذة الحالة المُزرية بداية من عيناه المُنتفخة الحمراء ووجنتهُ المُزرقة ومشيتهُ الغريبة
ركضت بِأتجاهه وهي تُحيط وجنتيه بيدها قائلة بِقلق:
حبيبي مين اللي عمل فيك كده ايه اللي حصلك
سحب مُراد يدِ والدته وهو يتجه للأريكة يُحاول الجلوس بشكل طبيعي قائلاً بتعب:
ماتقلقيش يا ماما انا كويس يا حبيبتي مفيش حاجة
-اُمال ايه اللي عمل في وشك كده يا حبيبي وليه عنيك حمرا كده إِنت كُنت بتعيط؟!
كاد ان يُجيبها بأنهُ ارتكب حادث قبل ان تلتمع فكرة خبيثة بِعقله فأرخي ملامحهُ وهو يقول بصوت حزين اجاد تصنعُه وهو يُشيح بوجهه في الجانب الأخر:
مفيش حاجة يا ماما انا كويس ماتقلقيش
حركت والِدتُه رأسها وهي تقول بقلب ملكوم ودموعها تُغرق وجهها:
يا حبيبي يابني قول ماتخيش في قلبك
التفت لها يدفِن وجهه في احضانها مُتصنعًا البُكاء:
نفسي م**ورة يا اُمي ان بنت صغيرة تعمل فيا كده وت**فني وتخ** مني قدام الموظفين في شركة ابويا ااه يا امي ااه
بكت والدتِه علي بُكائه وهي تقول بنبرة مُتهمة:
مِنك لله يا سعيد عشان توصل ابني للحالة دي مش مسمحاك
رفع سعيد حاجبيه بعدم تصديق وهو ينظُر لزوجتهُ الساذجة التي تنطال عليها الاعيب ولدها الوقح
وقبل ان يرُد بصرامة وصل اليه صوت رنين هاتفه فأجاب بقلق حالما رأي اسم المُتصل:
الو يا نُهي يا بنتي في حاجة
قحزت عيني عُدي برُعب وهو مازال يحتضن والدتِه وقبل ان يستوعب الصدمة قال والِدته بصوت ذاهل غير مُصدق:
مُتحرش!!!!
مُتحرش يا عُدي!!!
-كدابة كدابة في اصل وشها واجبلك مُراد وشاكر يحلفولك دلوقتي اني لسه قافشها مع ديلر مُخدرات في شارع مشبوة
***************
بعد يومين
في غُرفة رؤي في فيلا الجمال
مُتسطحة علي سريرها مُعانِقة وسادتها تتخيل مُراد ومواقفه معها
ايحدُثُ ان اردت رؤية شخص تهربُ منه ان تشتاق عيناك للنظر له ونفس تلك العينان تتهرب من وجوده أشعر قلبُك بالأشتياق لأحدهم ونفس ذلك القلب يُريد الفرار من اضطراب اوتاره في تواجد من يُحب !!
شعرت رؤي بِكُل تِلك الأضطرابات وهي تُحاول ان تتهربُ مِنه بعدم تواجدها في مكان من المُحتمل وجوده فيه كم اشتاقت وكم عانت وفي الوقت زاته تشعر بالأرتياح فطالما انها بعيدة عنه فمشاعرها وقلبُها بِأمان
تن*دت بشوق وهي تنظُر لصورة الواتس اب الخاصة به كم هو جذاب ووسيم بِشكل لا يُعقل
ابتسمت بطفولية وهي تُعيد قراءة مُحادثته للمرة العاشرة كم تطوق بأن يكونا حبيبين وهذة المُحادثة القصيرة تُصبح احاديثً طويلة وكثيرة توسعت بسمتها من الفكرة سُرعان ما تلاشت بسمتها وهي تُذكِر حالها انهُ لا يُحبها ولا يحمل لها اية مشاعر ..
***************
في صباح اليوم التالي
جلس علي مكتبه الفخم بوقار وهيبة مُمسكًا بأحد الملفات ينظرُ اليها بتركيز واهتمام مُرتديًا قميص ناصع البياض يُظهر وبشدة عضلات ساعدية يفك اول ثلالث ازرار مِنه ليظهر ص*ره الصلب
ظل يتصفح الملف بأهتمام شديد عندا اقتحمت جيداء مكتبه صائحة :
مُراد واحشني
ابتسم وهو يراها ابتسامة لم تكُن لِتظهر ان كان من اقتحم مكتبه شخصً اخر ولكن جيداء ابنة خاله العزيز يُبيحُ لها ما لا يُبيح لغيرها هي من الأشخاص القلائل الذين لهُم مكانة خاصة في قلبِه..
استند بظهره علي المقعد وهو يبتسم بجاذبية مُخللاً اصابع يده الصلبة في خُصلاته الحريرية ليزيحها من علي جبينة
-جيدا هانم نورتي المكتب
ابتسمت بأتساع وهي تتقدمُ مِنه لِتجلس علي المكتب قُبالته ومازالت نظراتها مُعلقة عليه
-عايزة اقولك حاجة
رفع حاجبية وهو يُحرك رأسه حاسسًا اياها علي الكلام
تحمحمت جيداء قبل ان تقترب بوجهها منهُ ناظرة في عيناه قائلة بهمس:
مُراد عايزة اقولك
ثُم **تت
فأومأ برأسه وهو يُعطي كامل تركيزهُ اليها :
امم
اقتربت جيداء مِنهُ اكثر قائِلة بِصوت خافت ونبرة عاشقة :
مُراد انا بحبك..
يتبع♥️