الفصل الثالث

1887 Words
نظرت لهُ رؤي بضعف وهي تقول بنبرة غريبة: مُراد انا انا عايزة اروح التفت لها بشِراسة وهو يصيحُ بِها بغضب: هو انا مش بكلمك ماتتخلي عن برودك ده شوية انتِ ايييه ارتعدت اوصالها وهي تلتصق بباب السيارة وقد احتل قلبُها الخوف والرهبة التي لا تشعُرهم مع انسان غيره ارتعشت شفتها السفلية وهي تقول بصوت خافت : مُراد لو سمحت نتكلم بعدين بس انا دلوقتي عايزة اروح رمقها شزرًا ولم يُجبها وهو ينطلق بالسيارة نحو وجهته فلم تُسعِفها عضلاتُ لِسانِها لتعترض ، امامه يضيع تمردها وكأنها ليست رؤي بل تتحول لتكون فتاة خانعة خنوع مُخذي وكم يُشعِرُها ذلك بالكُرة لِنفسِها.. **************** صرخت في وجهه بنفاز صبر والغيرة تأكلها: جري ايه يا انس من ساعة ما شوفت رؤي مش علي بعضك ليه في اييه عقد ما بين حاجبيه وهو يقول بحدة: وطي صوتك يا نور ايه اللي حصل يعني ده كله عشان سألتك عنها وبعدين انتِ ايه اللي يضايقك اصلاً في الموضوع؟! تهكمت نظراتها وقد اختلج قلبها الحزن قبل ان تقول بنبرة فاقدة للأمل: لا مفيش حاجة يا انس مفيش حاجة خالص انهت جملتها والتفتت توليه ظهرها كي تُخفي دموعها التي خانتها بسبب غيرتها، وامسكت ثوبها بكلتا يديها وسارت بخطوات سريعة قاصدة المرحاض لكي تبكي حالها بينما حدق بها الأخر بعدم فهم قبل ان يدخل للحفلة مرة اخري ليُكمل سهرته بعد اهتمام بها. ***************** جالِسة امامهُم بخجل وألم وكأنها دخيلة علي موعدهم الغرامي، ابتلعت غصة في حلقها وهي تنظر له كيف يُعامل شقيقتها وكيف يُدللها ويُمازحها بينما هي تجلس كالمنبوذة لا تزيح نظراتها عنهم وكأنها تهوي ايلام حالِها ولكن يجب ان تنظُر و يجبُ ان تري بنفسها كم الحُب المُتبادل بينهُما كل تنساه كُليًا يجب ان تتألم كي لا تستمر في اوهامها وخيالاتها التي ستودي بها اجفلها صوت ضحكات جيداء العاية التي شاركها مُراد بها فلم تحتمل اكثر من ذلك وهي تقول بصوت مهتز خافت يكادُ يُسمع: انا عايزة اروح يا جيداء لو سمحتي اتصلي بالسواق عشان موبايلي فاصل كادت جيداء ان تُجيبها الا ان مُراد قال بحدة وصوت خفيض: رؤي قولت مش هنتأخر متبقيش عيلة بقي في ايه ردت عليه بنفس الحدة: مُراد اتكلم معايا كويس انا ماسمحلكش وياريت ماتدخلش في حاجة تخُصني زفر بغيظ وهو يُحاول تمالُك نفسه كي لا يقتُلها عندما صدحت موسيقة هادِئة في المكان فقفزت جيداء بحماس من علي كُرسيها تُمسك بكف مُراد وهي تتحدث بصوت ناعم: مُراد بليذ يلا نقوم نرقص انا بحب الأغنية دي اوي ابتسم لها مُراد ابتسامة بسيطة وهو ينهض معها لتتأبط زراعة ويتجهون للرقص مُتجاهلين رؤي التي تضغط علي شفتيها بقوة بسبب دقات قلبها المُتألمة ****************** بعد ساعتين رمت نفسها علي الفراش ودست رأسها في احد الوسائد كاتمة صوت شهقاتها وهي تتذكر احتضانه لشقيقتها ورقصهم معًا وكيف كان يضع يده علي خصرها ويهمس في اُذنها لتضحك الأخري ض*بت بكف يدها الرقيق علي الفراش وهي تقول بصوت باكِ: اطلع من دماغي بقى ربنا ياخدك ظلت تبكِ لدقائق قبل ان تنتبه علي حالها لتقف علي قدميها بأرتعاش مُتجهها للمرآة تُناظر مظهرها الباكي بذهول هل تبكِ من اجل رجُل!! هل جُنت تفعل ذلك بحالها من اجل حُب لمعتوة لا يشعُر بها هل اصبحت لهذة الدرجة مُثيرة للشفقة!! هزت رأسها بقوة وهي تُزيل دموعها بِعُنف من علي وجنتها لتُسبب لها بعض الأحمرار من جراء عُنفها وهي تلطُم احدي خديها بقوة لتفيق من هذة الحالة التي لا تُثير الا السُخرية متي اصبحت مُنهزمة وباكية وضعيفة هكذا يستحيل ان تكون بِكامل قواها العقلية لتبكِ بهذة الطريقة اين كبريائها وقوتها هل ستقضي عليهُم لمُجرد مشاعر سخيفة تكِنُها لرجُل!!! يجب ان تصحوا وتفيق من تلك الدوامة التي تضع حالها بها والا تكون ضعيفة وغ*ية. **************** بعد يومان في فيلا الجمال جلس مُراد في الحديقة يتجاذب مع خاله اطراف الحديث حالما تهبِط الفتاتان فاليوم يوم عُطلتهم الذي علي الأغلب يقدون نهاره في النادي اقتربت رؤي من مكان جلوسهم بخطوات **ولة مُرتدية ملابس نوم مكونة من بيجامة رياضية شديدة البساطة ولكن اظهرتها بمظهر فاتن قبلت وجنة والدها قائلة بدلال ونعومة: فيه بابا قمر كده يجدعان التفت لها والدها جاذبًا اياها في احضانه قائلاً بحنان وحب: يا روح بابا اخيرًا الشمس طلت علينا ضحكت بصوت عالي وهي تغرق وجه والِدها بالقُبل فهو احب انسان علي قلبِها بلا مُنازع ضحك سالم بصوت عالي وهو يقول من بين ضحكاته: خلاص يا بكاشة بقي حركت رأسها تنفي كلمه وهي تتدلل عليه وكأنها طفلة مُتجاهلة وجود مُراد نهائيًا بينما شدد هو علي كفه وهو يشعر بغضب ووغيرة!!!! ذُهل من حالِه فلِما مشهدًا كهدذا يجعلهُ يشعُر بذلك الألم الغريبة بداخلِه هل جُن ليغار عليها من والدِها!!.. لا بل يغار من عشقها لوالدها من انه احب الناس لها مشهدها وهي تتدلل عليه وتحتضنه جعله يتمني ان كان مكانه ليحظي ببعض الحب ولتدلل في احضانه هو تن*د بحالمية للفكرة وهو يتخيل ان كان زوجها وتتدلل عليه عِندما تطلب منه شيئًا او عندما تُريد ان يسمح لها بأمر ما اجتاحه شعور بالغ الروعة بِمُجرد التخيل ان تكون رؤي جزء منه هو ومسؤلة منه هو وتحتضنه وهو من يُغدق عليها بالدلال اخرجه من افكاره صوت جيداء التي تقول بمرح: انا جهزت يا مراد يلا التفت لها مُراد وهو يعقد حاجبيه قائلاً: جاهزة ايه يا جيدا رؤي لسه مالبستش اصلاً نظرت له رؤي لِأول مرة مُنذ نزولها قائلة ببرود: لا روحوا انتوا عشان عمتوا مستنياكوا انا ورايا موال كبير نفي مُراد بقوة وهو يقول بحزم: لأ طبعًا اطلعي وانجزي بسرعة كده زفرت وهي تنظر لوالدها ليُساعدها فقال سالم مُحادثًا مُراد: خلاص يا مُراد روح انت وجيداء ورؤي السواق هيوصلها عشان مُني متستناش كتير كاد مُراد ان يعترض مرة بقوة عندما تعالي رنين هاتفه ليجدها والدته تقوم بأستعجاله فزفر بنفاز صبر وهو ينهض بحنق متُجهًا لباب الخروج بدون ان يُلقي السلام وتتبعهُ جيداء ***************** بعد فترة في احد النوادي الرياضية الراقية التي لا يرتادها الا اصحاب الطبقة المُخملية وضعت حقيبتها الرياضية علي احد المقاعد ولفت يدها حول عُنق مُني وهي تُقبل احد وجنتيها قائلة: ازيك يا عمتوا وحشاني اوي بجد تعالت دقات قلب الجالس وهو يتصفح هاتفة بعدم تركيز بسبب رائحتها التي حاوتط قلبه وصوتها الكناري الذي الهب مشاعره ضحكت مُني بِحُب وهي تجزبها من يدها وتحثها علي الجلوس بالمِقعد المجاور لها قائلة: روح قلب عمتوا ماجتيش مع مُراد وجيداء ليه يا حبيبتي ايه التأخير ده كُله؟ قبلت وجنتها مرة اخري وهي تقول بأعتذار: سوري بجد يا نونو كنت لسه هاخد حمام وافطر وموال ثم التفتت حولها وهي تسألها: اُمال فين جيدا -قالت هتسلم علي صاحبتها اومأت رؤي وهي تُحاول تحاشي النظر لمُراد نهائيًا كي لا تنجرف بمشاعرها ولكن سُرعان ما ض*بت بِكُل شيء عرض الحائط وهي تلتفت له لِتنظُر لهُ خفية ولكنها تفاجأت عندما وجدتهُ يُحدق بها بنظرات غريبة التقت عيناهُم لِثوانِ كانت كفيلة ببث رجفة مُحببة لِقلوبهم ان نظراتهُ دافِئة وحنونة عيناهُ كانت شديدة العُمق لتجذب ايًا كان لهُما ادركت حقيقة ان الشخص ينجذب لعيني من يُحب فقط لِأنهُ يرى بِهُما سحر عجيب ينبعثُ مِنهُما ليمتلِكَ قلبِه، ليس من اجل لونِهما ولا شكلِهُما، فقط لأنهُم عينا الشخص الذي تُفضله، لن تُغريك تلك الزرقاء ولن تجذبك الخضراء فقط عيناه التي تُشبه لون الذهب السائل هُم ما يجعلانِك تُبحر في عالم اخر.. طالت نظراتُهم وابحر كُلاُ مِنهُما في سِحر الأخر تحت مُراقبة مُني التي تبتسِم بِخُبث رمش مُراد عندما احس بأنهُ يفقد السيطرة علي نفسه كُليًا من مُجرد نظرة فهز رأسه بخفة قبل ان يُجلي حنقرته ليشملها بعيناه بنظرة اخيرة سُرعان ما تحول لون العسل في عيناه للون قاتم عندما لاحظ ما ترتدي من ثياب ابرزت جمال قوامها فقال بصوت حاد: انتِ ايه الق*ف اللي لبساه ده كمان اجفلت لثوانِ بسبب صوته الذي اخرجها من تلك المشاعر اللذيذة التي احست بها تطلعت اليه للحظات قبل ان تقول بصوت حاد مُماثل: وانت مالك ذئر وهو يقول بِغضب: رؤي اتعدلي في كلامك ايه انا مالي دي!!! انا ابن عمتك وليا اعلق علي لبسك وعلي اي حاجة مش عجباني فيكِ قضمت شفتيها محاولة كبت غضبها ومقطها منه ثم اخرجت انفاسها ببطيء لتلتفت له قائلة ببرود وسخرية: ولبسي مش عاجبك في ايه بقي يا استاذ مراد توترت قسمات وجهه قبل ان يقول بصوت فظ: مش لايقة عليكِ وشكلك زي الق*ف وقفت بثبات مُتغاضية عن سحابة الحُزن التي اجتاحتها بسبب كلِماته السامة وهي تقول بصوت واثق بارد واضعة احدي كفيها علي خصرِها: رأيك اخر حاجة تهمني ثم التفتت لمُني تقول بصوت مُهذب: عن اذن حضرتك يا عمتوا هروح الأصطبل اركب خيل ابتسمت لها مُني بِحُب رادة عليها: اتفضلي يا حبيبتي مستنياكي هنا نظر لها مُراد بعدم رضا ثم قال بأعتراض وحدة: اترزعي هنا خيل ايه دلوقتي انتِ مش شيفانا قاعدين معاكي! لا يبدوا انها استمعت اليه وهي تبتعد عنهم بخطوات انثوية بحته فصاح بها: رؤي .... يا رؤي انتِ يابت انا مش بكلمك امسكت مُني يده قائلة بغيظ منه وبحدة حالما ابتعدت رؤي: انت يابني فيك ايه بظبط ماهو لو ماكنش ليك كلام مع البنات كنت قولت معزور انما انت فلتان وصايع مش عارف تقول اي حاجة مُفيدة ليه؟! انت ل**نك ده ميعرفش يقولها كلمة حلوة انت ايه حالف تكرهها فيك!!! زفر مراد بنفاذ صبر وهو يفرك جبينه بغضب من نفسه لما لا يستطيع ان يُعبر عن مشاعره لما يتحرك ل**نه بكلِمات الغزل والمدح لأي فتاة اخري لا تهُمه بينما لا يخرج من فمه الا كلِمات فظة عندما يُريدُ التحدث مع الوحيدة التي ملكت قلبه عندما يراها يود ان يُعانقها ليُفصح لها بِكُل ما يجيش في ص*ره من هيام وعشق يُريدُ ان يُخبرها بأنها حتي في منامِه لا تتركه لا تُغادر مُخيلته وبأنها مُقيمة في عقله بشكل دائم ،لا تترك باله ولو لجُزء من الثانية، قد تقف امام كُل العالم لتُظهر لهم مدي فصاحتِك وبلاغتك في انتقاء الكلِمات قد يشيد الجميع بل**نك اللبق ومعاملتك الحسنة وجاذبية كلِماتك، ولكن لا يوجد انسان خالً تمامًا من السذاجة تِلك السذاجة التي ستنصبُ جميعها عليك عندما تنظُر في عيني الشخص الذي تُحب حينها لن تكون ساذجًا فقط بل ستتنافس كُل صِفاتك الخرقاء علي من سيظهرُ اولاً.. **************** ركضت بفرسها وهي تتحكم به بمهارة شديدة مُجتازة كُل الحواجز التي تُعيقها بينما وقف هو يُراقبها وهي تمتطي الفرس ببراعة وخصلاتها العسلية التي تعقدها للخلف تتطاير في الهواء بحرية مُظهرة اياها بمظهر ساحر، تحركت تفاحة ادم خاصته بأضطراب مُظهرة تأثره وهو يبتلع ل**به بتوتر محاولاً اخراج نفسه من سحر حضورها لا يصدق ان فتاة قد تجذبه لدرجة ان يبحث عنها ويعلم ادق التحرُكاتِ لها فقط ليراها!! كيف لأنس عبد العزيز ابن الوزير عبد العزيز القناوي من لم تجذبهُ اُنثي من قبل ان ينقاد كالعنجة وراء فتاة راءها صُدفة في حفلة ابنة خالته!! ابتسم ببلاها بسبب خُصلات شعرها الناعمة التي انفلتت من ربطتها لتفترش الهواء عندما قفز حِصانُها مُص*رًا صهيلاً عاليًا من فوق الحاجز ولكن ابتسامته انمحت وهو يُلاحظ لجام الفرس الذي علي يبدوا انه علي وشك ان يُفلت فنادي علي اسمها بصوت عالي لم يصل اليها اصابه الرُعب فأتجه علي الفور ليأخذ احد الأحصنة ويمتطيه سريعًا ليلحق بها بينما علي الجانب الأخر كانت رؤي تحث الفرس علي الأسراع عندما انفلتت قدمها وكادت ان تسقط لتصرخ عاليًا مُغمضة عيناها وهي تستعد للتتلقي ض*بة عنيفة قد تودي بها من اثر ارتطامها بالأرض انتظرت وانتظرت ولكنها لم تشعر الا بيد قوية تلتفُ علي خصرها وصوت رجولي فزع يقول بلهفة: انتِ كويسة فتحت احدي عيناها لتلمح وجه رجولي مألوف بالنسبةِ لها فأسرعت بفتح عينها الأخري ليظهر امامها بشكل اوضح وجه ذلك الشاب الذي رأته في حفلة نور مُنذ يومين لم تكد تستوعب ما حدث عندما رقض السائس نحوهما صارخًا بقلق: انتِ كويسة يا رؤي هانم جرالك حاجة؟ اومأت رؤي ب**ت وهي مازالت تحت تأثير الصدمة بينما قال العامل لأنس بصوت مُمتن: ربنا يخلي حضرتك يا استاذ لولاك كان مُمكن الهانم يحصلها حاجة رمشت بعيناها وهي تستوعب مكان توجدها الا وهو في احضان ذلك الغريب الذي يُحدقُ بها بطريقة مُريبة ومُربكة فحاولت النزول من علي الفرس وهي تفك ساعده من علي خصرها فهز انس رأسه هزة خفيفة ليخرج من دوامة السحر التي القتها عليه برائحتها وقُربها المُهلِك قالت رؤي بصوت خجل وهي تُحاول افلات نفسها من اسر يديه القويتين: لو سمحت يا استاذ عايزة ان.. لم تُكمل حديثها بسبب ذلك الصوت الرجولي الغاضب الذي دوي كالرعد: رررررؤي يتبع♥️
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD