الفصل الخامس ………
" و لا توجد وحشة أشد على المرء من أن يغيب عنه خليل روحه فجأة أن تنقلب الموازين في لحظةٍ واحدة فيرحل من عاهدك على البقاء و يذهب من ظننت أنه لن يفعل ذلك قط ، موجعة و أشدها وجعًا تلك التي تأتي من الأقربون لقلبك . "
شعر بيد رقيقه تعبث بخصلات شعره وصوتها الذي اشتاق لسماعه :
" متعيطش "
رفع عمران رأسه بغير تصديق لينظر الي عيناها التي تنظر اليه بهدوء :
" متعيطش ، انا مش عارفه انت مين ، بس متعيطش "
اتسعت عيناه بصدمة ليردد قائلا :
" غزل انتي مش مش فكراني ! ! "
جعدت حاجبيها بجهل ، لتهز رأسها بنفي مردده :
" غزل ! غزل مين ؟ وانت مين ؟ "
تاوهت بخفوت واضعه يدها علي رأسها :
" ااه انا دماغي بتوجعني اوي ، هو انا فين وايه اللي حصل ، وانت مين ؟ وانا مين ؟ "
ضغط عمران علي الزر المجاور لفراشها لتحضر الطبيبه فوراً …
نظر عمران الي الطبيبه الواقفه عند باب الغرفة …
" افحصيها "
هزت الطبيبه رأسه بطاعة لتتقدم نحو غزل ، قامت بفحصها بعملية لتردف قائله :
" مؤشرتها الحيوية كلها كويسه يا عمران بيه "
نظر عمران الي غزل المغلقه عيناها ليردد :
" بتقول انها مش فاكرة حاجه حتي اسمها "
نظرت الطبيبة اليها لتردف قائله :
" انسه غزل "
لم تتحرك غزل ولم تقوم بفتح عيناها حتي ، قامت بتربيت علي كتفها بلطفه :
" انسه غزل "
فتحت غزل عيناها لتنظر الي الطبيبه مقطبه حاجبيها بعدم فهم ……
" انتي بتكلميني انا ؟ "
نظرت الطبيبة الي عمران بااستغراب ، ليشير عمران اليها بعينيه ، حمحمت الطبيبة مردده :
" ممكن تقوليلي انتي اسمك ايه ؟ "
زمت غزل شفتيها للامام مردده :
" مش عارفه "
الطبيبة :
" طب عندك كام سنه ؟ "
مطت شفتيها للامام بجهل :
" مش عارفه "
اشارت الطبيبه نحو عمران مردده :
" طب تعرفيه ! "
دققت غزل النظر اليه ومن ثم هزت رأسها بالنفي مردده :
" لا معرفوش "
قطب عمران حاجبيه بآلم لجهل صغيرته به ، هزت الطبيبة رأسها بتفهم لتردف :
" طيب ارتاحي "
ثم نظرت الي عمران مردده :
" ممكن يا عمران بيه كلمة بره "
هز عمران راسه ليشير اليها حتي تتقدمه
القي نظره اخيره علي تلك التي اغمضت عيناها مره اخري …
اتجه للخارج خلف الطبيبة ……
نظر للامام بشرود و هو يستمع الي كلمات الطبيبة …
" عمران بيه ، الانسه غزل اشاعاتها كله كويسه و لكن ال شوفته جوه ده ملهوش الا تفسير واحد ، ان عندها فقدان ذاكرة بسبب ضغط نفسي "
عمران بهدوء :
" يعني هتفضل فاقدة الذاكرة علطول "
هزت الطبيبه رأسها بنفي مردده :
" لا مش علطول ، زي ما قولت لحضرتك فقدان الذاكره عندها بسبب ضغط نفسي شديد ، فا ارجو انك تعرف السبب ، واكيد لما تعرفه هتقدر تساعدها انها تتخلص منه وقتها الذاكرة هترجعلها ، اهم حاجه تبعد عن اي حاجه تضايقها عشان ده غلط عليها "
هز عمران راسه بتفهم لتستأذن الطبيبه منه و من ثم اتجهت الي عملها ………
عاد عمران مره اخري للغرفة ليجدها كما تركها ……
اقترب ليجلس بجوارها ، فتحت عيناها ما ان شعرت به بجوارها ……
نظر الي عيناها مرددا :
" انتِ كويسه ؟ "
هزت غزل رأسها بالإيجاب لـ تردف قائلة :
" كويسه ، بس يعني هو "
**تت بعد ان وجدت الكلمات لا تساعدها ، ليربت عمران علي يدها مرددا بحنو :
" قولي يا حبيبتي ال عوزاه من غير ماتفكري "
ارتسمت ابتسامه رقيقه علي شفتيها لتردف قائله :
" انا اسمي ايه ؟ و انت اسمك ايه ؟ وتقربلي ايه ؟ "
ابتسم عمران ليبدء في سرد كل المعلومات التي تفكر بها
في المساء ………
كان يدلف من باب المنزل ممسكاً بيدها برقة ، لتقع عيناه علي شقيقته التي تهبط الدرج بسرعه و لهفه ……
اقتربت منهم محاوله احتضان غزل ، لتتراجع غزل خلف عمران ممسكه ب قميصه من الخلف بااحتماء …
شعر بجسده ينتفض فرحاً فور احتماء صغيرته به …
قطبت سلمي حاجبيها باانزعاج مردده :
" ايه ده انتي بتستخبي مني ! ، وورا ابيه عمران ! مش ده ال كنتي من اسبوعين مش ااا "
**تت عندما رأته يطالعها بحده و تحذير من ان تكمل حديثها
حكت سلمي خصلات شعرها بااحراج مردده بااصطناع :
" قصدي مش ده ال كنتي بتعملي فيه المقالب و تيجي تستخبي عندي ! "
امالت غزل رأسها بلطف ناظره اليها بتسأؤل :
" انا كنت بعمل في عمران مقالب ؟ "
فتحت سلمي عيناها بااتساع مردده :
" عمراااان !!! "
التفت عمران ليربت علي خصلات شعرها مرددا بصوت هادئ رخيم :
" متخافيش يا غزل دي سلمي ال حكتلك عنها "
نظرت اليه ببراءة مردده :
" بجد يعني دي اختك يا عمران "
هز عمران رأسه بالايجاب ، لـ تبتسم غزل مقتربه منها ، قامت بمد يدها لتردف قائلة :
" هاي انا غزل "
نظرت سلمي اليها ببلاهة ومن ثم الي يدها الممتده ، لتردف :
" هه ! "
ذمت غزل شفتيها بعد عدم مد سلمي ليدها لتصافحها
نظر عمران الي سلمي بغضب لتبتلع ريقها بخوف …
امسك عمران بيدها الممتده ليقوم بتقبيل ظهر يدها بحب مرددا :
" متزعليش ، هي سلمي هبله شويه "
ابتسمت برقه مردده :
" مش زعلانه "
ظل ممسكا بيدها لـ يردف قائلا :
" تعالي هوريكي اوضتك "
اومت لـ يقوم بجذبها نحو الاعلي متجها نحو غرفتها
بعد مرور بعض الوقت
قام عمران بتعريف غزل علي الغرفة و محتوياتها ، و من ثم تركها ليتجه الي خارج حتي تنام
وقفت غزل امام المرآه الخاصه بغرفتها ، لـ تنظر الي انعكاس صورتها ، ابتسمت بمكر لـ تردف قائله :
" و لسه ، والله يا عمران لااطلع عليك القديم والجديد "
" أحبني كما أنا .. بلا مساحيقَ .. و لا طلاء .. أحبني بسيطةً عفويةً .. كما تحبَّ الزهرَ في الحقول .. و النُّجوم في السماء .. فالحبُّ ليس مسرحاً نعرضُ فيه أخر الأزياء .. و أغربَ الأزياء .. لكنهُ الشمس التي تضيء في أرواحنا .. والنبلَ والرُّقي والعطاء .. أحبني بكلِّ ما لدي من صدقٍ ومن طفولة .. وكلّ ما أحمل للإنسان من مشاعرَ نبيلة أحبني غزالةً هاربة من سلطةِ القبيلة .. أحبني قصيدةً ما كُتبت .. وجنةً على حدودِ الغيم مستحيلة .. أحبني لذاتي .. و ليس للكحلِ الذي يمطرُ من العينين .. و ليسَ للوردِ الذي يلوِّن الخدين .. وليسَ للشَّمع الذي يذوب من أصابع اليدين .. أحبني تلميذة تعلمت مبادئ الحبِّ على يد*ك وكم جميل معكَ الحوار .. أحبني إنسانةً من حقها أن تصنع القرار .. أحبني من أجل فكري وحده .. لا لامتداد قامتي .. أو لـ رنين ضحكتي .. أو لـ شعري الطويل .. و القصير أو جسدي المغزول من ضوءٍ و من حرير .. أحبني شريكةً في الرَّأي والتفكير .. أحبني حضارةً وقيمةً وموقفاً.. و امرأة شجاعةً تحلمُ بالتَّغيير ! – نزار قباني "
" أحبني كما أنا .. بلا مساحيقَ .. و لا طلاء .. أحبني بسيطةً عفويةً .. كما تحبَّ الزهرَ في الحقول .. و النُّجوم في السماء .. فالحبُّ ليس مسرحاً نعرضُ فيه أخر الأزياء .. و أغربَ الأزياء .. لكنهُ الشمس التي تضيء في أرواحنا .. والنبلَ والرُّقي والعطاء .. أحبني بكلِّ ما لدي من صدقٍ ومن طفولة .. وكلّ ما أحمل للإنسان من مشاعرَ نبيلة أحبني غزالةً هاربة من سلطةِ القبيلة .. أحبني قصيدةً ما كُتبت .. وجنةً على حدودِ الغيم مستحيلة .. أحبني لذاتي .. و ليس للكحلِ الذي يمطرُ من العينين .. و ليسَ للوردِ الذي يلوِّن الخدين .. وليسَ للشَّمع الذي يذوب من أصابع اليدين .. أحبني تلميذة تعلمت مبادئ الحبِّ على يد*ك وكم جميل معكَ الحوار .. أحبني إنسانةً من حقها أن تصنع القرار .. أحبني من أجل فكري وحده .. لا لامتداد قامتي .. أو لـ رنين ضحكتي .. أو لـ شعري الطويل .. و القصير أو جسدي المغزول من ضوءٍ و من حرير .. أحبني شريكةً في الرَّأي والتفكير .. أحبني حضارةً وقيمةً وموقفاً.. و امرأة شجاعةً تحلمُ بالتَّغيير ! – نزار قباني "…
" أحبني كما أنا .. بلا مساحيقَ .. و لا طلاء .. أحبني بسيطةً عفويةً .. كما تحبَّ الزهرَ في الحقول .. و النُّجوم في السماء .. فالحبُّ ليس مسرحاً نعرضُ فيه أخر الأزياء .. و أغربَ الأزياء .. لكنهُ الشمس التي تضيء في أرواحنا .. والنبلَ والرُّقي والعطاء .. أحبني بكلِّ ما لدي من صدقٍ ومن طفولة .. وكلّ ما أحمل للإنسان من مشاعرَ نبيلة أحبني غزالةً هاربة من سلطةِ القبيلة .. أحبني قصيدةً ما كُتبت .. وجنةً على حدودِ الغيم مستحيلة .. أحبني لذاتي .. و ليس للكحلِ الذي يمطرُ من العينين .. و ليسَ للوردِ الذي يلوِّن الخدين .. وليسَ للشَّمع الذي يذوب من أصابع اليدين .. أحبني تلميذة تعلمت مبادئ الحبِّ على يد*ك وكم جميل معكَ الحوار .. أحبني إنسانةً من حقها أن تصنع القرار .. أحبني من أجل فكري وحده .. لا لامتداد قامتي .. أو لـ رنين ضحكتي .. أو لـ شعري الطويل .. و القصير أو جسدي المغزول من ضوءٍ و من حرير .. أحبني شريكةً في الرَّأي والتفكير .. أحبني حضارةً وقيمةً وموقفاً.. و امرأة شجاعةً تحلمُ بالتَّغيير ! – نزار قباني "
اقتباس من القادم
اخفضت الاخري صوتها قائله :
" متجوزة ازاي يا ابيه من غير ما حد فينا يعرف "
عمران :
" هرجع اقولك ان ال شوفتها متشبهش غزل القديمه ال ربيتها في اي حاجه ، و غزل معدتش قاصر عشان ابقي واصي عليها او تتجوز بعلمي "
سلمي بتوتر :
" طب وانت هتعمل ايه يا ابيه !؟ "
عمران :
" انتي شايفه اني ممكن اعمل ايه ؟ "
سلمي :
" انا عارفه انك لا يمكن تسيبها بعد ما لقيتها يا ابيه لكن هتعمل ايه بالظبط انا مش عارفه "
ابتسم بمكر ليردد :
" هعمل كل خير ، مش عاوز حد يعرف اني لقيتها يا سلمي انتي فاهمه ؟ "
سلمي :
" حاضر يا ابيه عيني "
نظر اليها بعينان اظلمت من كثرة الغضب ليردف قائلا بهدوء مريب :
" انتي قولتي ايه ؟ "
هزت رأسها بالايجاب بسخريه مردده :
" لهو انت فاكر انك انت بس ال بتعرف تتجوز ، لا محذرتش "
هما ليتحدث ليقاطعهم كلمات ذلك الذي دلف للتو مرددا ببحه رجوليه :
" Que se passe-t-il ici, ma gazelle ? "
" ما الذي يحدث هنا ، غزالتي "
التفتت غزل نحو الصوت لتركض نحوه مرتميه بااحضانه مردده :
" Tu me manques tellement mon amour, rien, je parlais juste à M. Imran "
" اشتقت لك كثيرا حبي ، لا شئ فقط كنت اتحدث مع السيد عمران "
ضمها مارك اليه ليربت علي خصلات شعرها مرددا :
" Je suis aussi mon cerf, tu me manques tellement "
" انا ايضا غزالتي لقد اشتقت اليكي كثيرا "
ابتعدت غزل عن مارك لىنظر مارك اليها بحب وهم ان يقبلها ليشعر بها تنسحب من بين يديه بقوة ، رفع عيناه بغضب لتقع علي عمران الممسك بغزل مقرباً ايها نحو ص*ره ، وهي تحاول الابتعاد عنه
اردف مارك بغضب :
" Enlève tes mains de ma femme et merde "
" ابعد يد*ك عن امرأتي وا****ة "
عمران بنفس الغضب :
" C'est ma femme, pas la tienne, espèce de poule mouillée, je comprends ! "
" انها امرأتي انا ، ليست امرأتك ايها المخنث اتفهم ! "
سحب مارك سلاحه ليصوبه نحو عمران بغضب جحيمي ، اتسعت عينان غزل بذعر
افاق من تلك الذكري علي تلك اليد التي تتحسس ص*ره بااغواء
نظر اليها ببرود ليقوم بدفعها بعيدا عنه ، زفرت دينا بضيق لتردف قائله :
" هتفضل لحد امتي بارد كده ، انا مراتك علي فكره وليا حقوق "
نظر اليها بحده ليردف قائلا :
" ملكيش عندي حقوق غير فلوسك ال بتاخديها وطلباتك اما حاجه تانيه مش بمزاجي لا ، ولو مش عاجبك ممكن اطلقك عادي "
ارتبكت لتردف قائله :
" لا انا مش قصدي ياحبيبي انا بس زعلانه من بعدك عني "
اردف عمران بهدوء :
" هو ده ال عندي يا دينا "
انهي كلماته متجهها نحو الخارج بعد ان التقط مفاتيح سيارته ومتعلقاته
زفرت دينا بحنق لتستمع الي صوت سلمي البارد
" مهما حاولتي تاخدي مكانها مش هتقدري يا هه مرات اخويا "
التفت دينا لتنظر اليها بغضب قائلة :
" هاخده و هيبقي قلبه و حياته و ثروته كلها ملكي انا "
قهقهت سلمي بلا مرح مردده :
" مش هتقدري يا دينا بقالك سبع سنين من ساعة متجوزتوا بتحاولي و يا حرام لحد دلوقتي منجحتيش ولا هتنجحي لان غزل تبقي روح عمران مش في قلبه بس "
انهت سلمي كلماتها و من ثم تركتها وذهبت لتصرخ الاخري بغيظ مردده :
" هي فيها ايه زياده عني ، بقاله سبع سنين بيدور عليها و موصلهاش و لسه بيدور لحد دلوقتي انا مش عارفه هي سحراله دي و لا ايه ، برضو هتبقي ليا ياعمران مهما حصل "
في شركة عمران
كان يجلس ناظرا لصورتها التي علي هاتفه ، ليطلق تنهيده تعبر عن مدي اشتياقه و آلمه من فراقها ، لم يراها منذو ذلك اليوم ، اهكذا هو عقابها لخيانته ! …… انه عقاب قاسي للغايه ، سبع سنوات لا يعلم عنها شئ ، في كل يوم ينتظر خبر و لو صغير عنها ، سمع عن تواجدها في بعض الدول ، وكلما شعر انه يقترب منها تختفي كالسراب تماما ……
دلف صديقه ناظرا اليه بحزن علي تلك الحاله ليردف قائلا :
" هتفضل كده كتير يا عمران "
زفر بهدوء ناظراً اليه ليردف قائلا :
" كده ال هو ازاي انا كويس يا جاسر "
هز جاسر راسه بالنفي مرددا :
" لا انت مش كويس خالص يا عمران ، كفايه يا صاحبي ، هي لو كانت عوزاك تلاقيها كانت ظهرت "
خبط عمران يده علي سطح المكتب بغضب ليردد :
" لا مش كفايه مش ههدي غير لما اوصلها و اشوفها قدام عيني ، مش ههدي يا جاسر "
جاسر محاولا تهدئته :
"خلاص ياصاحبي ، ربنا يهد*ك و ينولك ال في بالك "
عمران :
" امين ، كنت جي ليه ؟ "
جاسر و هو يض*ب جبهته بكف يده متذكرا سبب مجيئه :
" اه صح كنت جي اقولك ان الشركه الفرنسية بعتت فا** و بيقولوا ان لازم تمضوا العقود في اقرب فرصه "
هز عمران راسه ببرود مرددا :
" ابعتلهم فا** و قولهم ان احنا ال هنروحلهم "
قطب جاسر حاجبيه بعدم فهم مرددا :
" و من امتي احنا بنروح ياعمران "
اردف عمران :
" مخنوق و عاوز اغير جو عندك مانع ! "
هز جاسر رأسه بالنفي مرددا :
" لا معنديش ، تمام يا بوص هبلغهم "
عمران :
" احجز التذاكر في اول طيارة رايحه فرنسا "
اومي جاسر بطاعه :
" حاضر "
اقتباس 1
كان تتراجع للخلفه وهي جالسه تنظر للذي يتقدم اليها بخوف ورعب ، ثيابه المليئه بدماء والدها ونظراته القاسية والبارده نحوها هل سيقوم بقتلها هي ايضاً كما تخلص من والدها ام سيعذبها اولا ...
اصبح جسدها يرتجف بشده ماان لامس ظهرها الحائط لتتكور علي نفسها وتضم ركبتيها الي ص*رها تتمني داخلها لو تستطيع الدخول بداخل الحائط ...
اقترب هو بخطوات هادئه وهي يمرر نظره فوق تلك التي تكورت حول نفسها ، لينحني جالسا الق*فصاء امامها ليزدد ارتجاف جسدها
مد يده ليرفع وجهها اليه ناظرا الي عيناه العسلية والتي يري داخلهم مدي خوفها وارتجافها منه
اردف بااسمها بصوتٍ اجش :
_غزل
اما عنها فما ان نظر الي عيناها حتي شعرت بدوامه سوداء تجذبها اليها وكم احبت ذلك فهذه سيجعلها لاتشعر بآلم او شئ عند قتلها ، اغلقت عيناها بااستسلام وكان اخر شئ تردد في اذنها هو صوته وهو يلفظ بااسمها ...
انتفضت بفزع علي هز احدهم المتواصل لجسدها وتلفظه بااسمها لتنظر حولها ، وسرعان ماوقعت عيناها علي تلك الجالسه تنظر اليها بقلق واضح علي وجهها ..
اردفت تلك الجالسه :
_غزل انتي كويسه ؟
هزت غزل رأسها بالايجاب ، واخذت تمرر يدها علي وجهها ، يبدو ان ذلك الكابوس لن يتركه ابدا ، لاتعرف مامغزاه او كيف قتل والدها في ذلك الكابوس وتلك العينان القاسيه التي مازالت تلاحقها اينما ذهبت حتي في منامها...
اردفت غزل بهدوء :
_ انا كويسه ياسلمي متقلقيش
سلمي بتساؤل :
_برضو نفس الكابوس ؟
هزت غزل رأسها بنعم لتردف قائله :
_ايوه نفس الكابوس بس اللي مش فهماه ليه ابيه عمران موجود فيه وبشوف بابا مقتول ، مع انه ميت موته طبيعية
نظرت سلمي اليها بتوتر لتردف قائله ببعض المرح :
_ياستي بطلي تتف*جي علي افلام اكشن كتير ، قومي يلا ياجميل ياللي هتم ال 18 النهارده ، قومي جهزي نفسك عشان نروح نجيب فساتين حفلة عيدميلادك يلا
ابتسمت غزل لتنهض من علي الفراش وتتجه نحو الخزانه ملتقطه احدي الفساتين البسيطه الكت التي تصل قبل ركبتها بقليل ذات اللون الاحمر الهادئ ...
ومن ثم اتجهت نحو المرحاض لتقوم بفعل روتينها اليومي ..
بعد مرور القليل من الوقت ...
خرجت تجفف خصلات شعرها متجه نحو المرآه لتقوم بعمل كحكه بسيطه لتهبط بعض الخصلات المتمرده من شعرها الاسود علي عيناها مما زاد من برأتها وطفولتها ..
التفتت لتلك الجالسه تعبث بهاتفها لتردف قائله :
_يلا ياسلمي انا جاهزه
ابتلعت سلمي تلك الغصه التي تكونت في حلقها مردده :
_انتي هتخرجي بالفستان ده!
اردفت غزل بهدوء :
_ايوه
سلمي :
_بس ابيه قال متلبسيش الفستان ده تاني
ضيقت غزل عيناها لتردف قائله بنسيان مصطنع :
_قال امتي مش فاكره ، وبعدين ابيه مش هنا مسافر يعني مش هيعرف
همت سلمي لتعترض لتجذبها غزل من يدها واتجهت للخارج ومن ثم من خارج الفيلا لينطلقوا الي احدي المولات لشراء الفساتين المناسبه ...
بعد مرور عدة ساعات ...
وقفت غزل امام المرآه تضع لمسات خفيفه من الميك اب ، لتستمع الي صوت هاتفها معلنا عن وصول رساله..
التقطته لتنظر الي مرسلها ، وسرعان مااحاولت ابتلاع تلك الغصه التي تكونت في حلقها لمعرفتها ان الرسالة مرسلة من عمران
قامت بفتحها بااصابع مرتعشه وهي تنظر لمحتواها ، اتسعت عيناها بذهول وهي تنظر حولها بخوف بعد ان قرأت محتوي الرسالة..
"لبسك للفستان الاحمر ال منعتك انك تلبسيه هحاسبك عليه وعقابك مش هيبقي هين ، اما دلوقتي شيلي الروج ال انتي حطاه ده ولمي شعرك المفرود ياغزل "
اخذت ترمش عدة مرات وهي غير مصدقه انه علم باامر الفستان ، لابأس يمكن ان يكون الحراس من اخبروه ولكن الان كيف علم بما تضعه !!
هزت رأسها بعند لتردف قائله :
_لا هو ميقدرش يعمل حاجه ملهوش دعوه اصلا ومش هيبقي موجود في حفلتي ، مش همسح الروج ولا هلم شعري وياانا ياانت ياابيه
اردفت كلماتها الاخيره بتحدي طفولي ...
هبطت لتسمع اطراء الجميع علي جمالها الممزوج بطفولتها واستقبلت التهاني من الجميع ...
كانت تقف تتحدث مع احدي الرجال ، حتي وجدت الرجل الواقف امامها تبدلت ملامحه المبتسمه والمهتمه لااخري خائفه ومرتبكه وهي ينظر خلفها ..
قطبت حاجبيها بعدم فهم لتبدل معالم وجهه لتلتفت للخلف ، اصطدمت بذلك الص*ر الصلب والقاسي كصاحبه لتبتلع ريقها بصعوبه لعلمها بصاحبه ..
رفعت عيناها ببطئ لتقابل عيناه التي اصبحت بالون الازرق الغامق مما يدل علي غضب صاحبها لتهمس بخفوت :
_مكنش يومك ياغزل
تداركت نفسها لتردف بصوت متلعثم :
_ازيك ياابيه ووو
ابتسم بغضب لتبتلع ريقها بخوف وترقب ، نظرت اليه ومن ثم نظرت حولها وهي تحاول حسب عدد الخطوات بينها وبين السلم الفاصل للطابق الاعلي ، حتي تهرب من بين برثان غضبه
نظر اليها بتحذير وكانها قرأ ماتفكر به الان ، ليقطع تواصلهم البصري حمحمت ذلك الواقف خلفها ، ليردف بصوت هادئ حاول اخفاء رعبه الحقيقي خلفه :
_اهلا ياعمران بيه ، حمدلله علي سلامتك
نظر عمران اليه بعينان تكدح شراراً ووسط تركيزه علي ذلك الواقف امامه لم يشعر بتلك التي ركضت لااعلي هاربه منه ....
اقترب عمران منه ليهمس بجانب اذنبه بفحيح افاعي :
_لو لمحتك في مكان تاني قريب من غزل ، هخليك تتمني الموت ومتطولهوش واعتقد انك عارف كويس لما عمران الصاوي يوعد بحاجه عمره مابيخلف وعده
هز الرجل راسه بالموافقه بخوف شديد ، ليبتعد عمران وعلي وجهه ابتسامه غاضبه ..
تركه ليتجه الي اعلي حيث غرفة غزل ...
اما عن غزل ...
فااستغلت فرصة انشغاله مع ذلك الواقف ، لترفع اطراف فستانها هامسه في سرها :
_يلا ياغزل 1،2،3 اجررري
وبالفعل ماان انهت كلماتها لتركض الي درجات السلم ومن ثم صعدت مهروله للاعلي ، دخلت الي غرفتها مغلقه الباب خلفها بالمفتاح واضعه يدها علي موضع قلبها الذي يخفق بقوه اثر ركضها وخوفها ..
اغمضت عيناها محاوله تنظيم انفاسها ، حتي نجحت ، فتحت عيناها ببطئ لتبتسم بسعاده علي نجاحها المؤقت في الهروب من برثان غضبه ...
وقبل ان تتحدث سلمي مره اخري ، ارتمت غزل في حضنها واخذت تبكي بقوه....
اخذت تردد بين بكاءها :
_هو ليه بيعمل معايا كده ياسلمي ها ليه ،،، انا عملتله ايه ؟ ليه بيتعامل معايا كده كل حاجه ممنوعه ممنوعه ، ممنوع اتكلم مع حد او اصاحب ، ممنوع البس كذا ، ممنوع اعمل كذا ، هو هو مسموح ليه انه يعمل كل حاجه يتعرف علي دي ويتكلم مع دي ويخرج ويروح ليييه
ابتعدت سلمي قاطبه حاجبيها ناظره اليها بعدم فهم :
_تقصدي مين ، وايه ال خلاكي تنهاري كده وكلامك ده ايه علاقته بعياطك وانهيارك ده؟
حاولت غزل التوقف عن البكاء عدة مرات حتي نجحت ، واخذت تقص ماحدث معها عندما ذهبت لعمران ...
غزل وهي توشك علي البكاء مره اخري :
_مش عارفه ياسلمي قلبي وجعني ولقتني بعيط لما شوفتها في حضنه وهو بيبصلي ببرود
ارتسمت ابتسامه علي وجه سلمي مردده :
_انتي بتحبي ابيه ياغزل
غزل بدموع :
_ايوه طبعا مش هو ال رباني بعد بابا وماما ما ماتوا
هزت سلمي رأسها بنفي :
_لا مش قصدي الحب ده ، قصدي حب حب
اتسعت عيناها بصدمه وهي تنظر لتلك القابعه امامها ومن ثم اخذت تهز راسها بالرفض بعنف مردده :
_لا لا طبعا
نظرت سلمي اليها بخبث ، لتتذمر غزل مردده بطفوله :
_متبصليش كده
ظلت سلمي علي نظراتها لتردف غزل :
_معرفش ياسلمي معرفش
سلمي بمرح محاوله التخفيف من حدة الجو :
_طب قومي بطلي كئابه كده جتك الق*ف وانتي حلوه
ابتسمت غزل لتردف محاوله عدم التفكير :
_جعاااانه ، هي داده صفا عامله اكل ايه
نظرت سلمي اليها بذهول لتهب غزل واقفه متجهه الي الخارج تحت نظرات سلمي المذهوله ....
بعد مرور عدة ايام ، تحت محاوله غزل تجنب التواجد مع عمران ...
في احدي الايام...
دلف الي داخل غرفة الطعام بهدوء واضعا يده في جيب بنطاله ليجدها تجلس بجوار سلمي يتناولون الطعام بمرح
اردف بهدوء وصوت اجش :
_سلمي
نظرت سلمي اليه ، لتخفض غزل عيناها في صحن الطعام الخاص بها .....
اردفت سلمي بهدوء :
_نعم ياابيه ؟
عمران بنفس الهدوء :
_عاوزكم تنزلوا مع حازم تجيبوا فساتين جديده سهره عشان حفلة بكره
قطبت سلمي حاجبيها وهي تنظر اليه بتساؤل :
_حفلة ايه ياابيه ؟
عمران وهو ينظر لغزل :
_حفلة خطوبتي انا ودينا بكره
رفعت راسها لتنظر اليه بصدمه ووو
**تت لتعض علي شفتيها السفلي ، لينظر اليها بتفحص مرددا :
_عشان ايه ؟
اردفت غزل بهدوء مزيف :
_لو سمحت ياابيه رد عليا بتحبها؟
اردف ببرود :
_اه بحبها
اجتمعت الدموع في عسليتها لتردف بصوت مهتز :
_ربنا يسعدكم
انهت كلماتها ومن ثم اتجهت الي الخارج صاعده الي غرفته ...
افاقت من شرودها علي يد سلمي التي وضعت علي كتفها واخذت تهزها بقلق ...
نظرت غزل اليها لترسم ابتسامه مزيفه علي ثغرها مردده :
_ايه ياسلمي مالك؟
سلمي بقلق :
_انا الي مالي بردو ! انا بقالي ساعه بنادي عليكي وانتي مش سمعاني
وقفت وهي تنظر اليها بهدوء مردده :
_مفيش سرحت شويه ياسلومه مالك
سلمي بشك :
_طب مايلا ولا لسه مجهزتيش ؟
غزل :
_لسه ياسلمي هخلص وانزل وراكي انتي عارفه اني مبحبش الحفلات اوي
سلمي :
_ماشي هنزل ، بس متتاخريش
هزت غزل رأسها بهدوء ، لتتركها سلمي وتتجه الي الاسفل
وقفت امام المرآه تلقي نظره اخيره علي شكلها ، لتستمع الي صوت رنين هاتفها ....
التقطت هاتفها لتجيب :
_الو
الطرف الاخر :
_غزل الصياد ، باباكي ممتش بحادثه ، مات مقتول
قطبت غزل حاجبيها لتردف بضيق :
_انت مين ، وشكلك فاضي او ع**ط تقريبا