الجزء الاول
قصتنا النهاردة بيكتبهالنا ثائر مؤلف مبتدئ موهوب لكن لسه فرصته مجاتش كانت عنده افكار كتير جدا نفسه يحققها او حتى تيجى فرصة واحدة تخليه يحقق حلم من احلامه كان رومانسي وحالم وبيتمنى يكتب قصة بعيدة عن الواقع وال*قل كان دايما يقول لنفسه انا عايز اكتب قصة حب ابعد بكتير من حدود تفكير البشر قصة حب صعب حد يعيشها او مستحيل يكون حد عاش شبهها كان دايما عنده طموح وافكار برة التوقعات
ثائر كان عايش لواحده باباه ومامته مسافرين انجلترا من سنين وبييجوا زيارة كل سنة لكن هو رفض يعيش هناك وقرر انه يفضل عايش في مصر واوقات بيروح يزورهم ويقضي هناك اسبوع ويرجع تاني مستواه المادى كان كويس جدا هما اسرة مستواها الاجتماعى ميسور وعايش في بيت مكون من دور واحد اشبه بالفيلا له جنينة صغيرة وكان قدام البيت بحيرة جميلة جدا وكان المنظر قدام بلكونة بيت ثائر روعة جدا ويمكن هدوء المكان وروعة المنظر العام كان سبب في الالهام الرومانسي اللي بيأثر على ثائر
كانت ثائر علاقاته محدودة ب الناس كان مش بيحب الاختلاط ولا زحمة الحياة الاجتماعية هو بطبعه هادى جدا وبيحب الوحدة والهدوء هو اتعود على ده ومش بيضايقه بالع** هو بيتخنق لو حصل حاجة غير كده
يمكن لأن ثائر كان مالهوش علاقات كتير ده كان السبب في ان محدش يحس بموهبته او حد يحاول يشوف المؤلف ده دماغه واعماله طريقها شكله ايه
وفي يوم من الايام كان ثائر في بيته كعادته قاعد في تراس بيته قدام البحيرة والشجر اللي في جنينة بيته
رن تليفونه وشاف الرقم وابتسم ده رقم باباه اللي مش بيفوت يوم من غير مابيتصل يطمن عليه
الاب ( شامل ): ثائر حبيبي عامل ايه طمنى
ثائر: كويس يابابا بخير حضرتك عامل ايه وماما
الاب: احنا كمان بخير ..شوف ياثائر عايز اقولك على حاجة
ثائر: خير يابابا انا سامعك
شامل: شوف ياحبيبي ليا واحد صديق من انجلترا داخل في مجال السنيما وكان بيدور على قصة مختلفة وبيدور على سيناريو فكرته مش موجودة وانا فكرت فيك ورشحتك له ايه رأيك اخليه يتواصل معاك
ثائر: شكرا يابابا ليك ول انك فاكرني في وسط ضغوطات شغلك ..عموما ياريت انا نفسي في حد تكون دماغه مختلفة يقدر افكاري
شامل: خلاص ياحبيبي هسيبله رقمك وابقى طمني هتوصل معاه ل ايه
ثائر: حاضر يابابا شكرا تاني وهكلمك اول ما اعرف ايه الدنيا
قفل ثائر التليفون مع باباه وهو مبسوط ل اكتر من سبب واهمهم انه برغم بعد المسافة والوقت بينه وبين اهله الا انهم علطول فاكرينه وشاغلين بالهم بحياته وبرغم ان المجتمع اللي هما عايشين في عقلاني اكتر من انه عاطفي لكن هما لسه مشاعر الامومة والابوة عندهم متغيرتش برغم انهم ممكن يشوفوا ثائر مرة او مرتين على مدار سنة كاملة
وكان مبسوط ان ممكن يكون فيه امل انه يحقق حلم من احلامه او ينفذ فكرة من افكاره وبرغم مستواه المادى اللي كان ممكن يستغله في انه ينتج فيلم من تأليفه الا انه كان حابب فكرة ان حد يثق فيه ويستعين بيه لقناعته بموهبة ثائر وافكاره الخيالية اللي قليل انها تكون موجودة في الزمن اللي احنا فيه حاليا بسبب ضغوطات الحياة واختلاف التفكير اللي تقريبا معظمه بقى مبني على المادة والمصالح الشخصية والمشاكل والاختلافات والمنازعات وبقى قليل وصعب انك تلاقي علاقات الحب الرومانسية اللي كانت بين اشهر العشاق في زمن فات من سنين كتير مالهاش عدد
وكان ثائر في الوقت ده حاسس بتفاؤل ولأن مش بيكون قدامه اي حاجة يخرج ييها الطاقة اللي جواه غير عن طريق الكتابة قرر يمسك اللاب توب بتاعه وفتحه وبداء يكتب اول كلمة من قصة برغم احساسه ببعدها عن طريقة تفكيره الا انه لقى ايده بتكتب من غير تفكير
في اول الصفحة كتب المؤلف العظيم ثائر شامل
كتب في الصحة التانيه
اهداء الي كل بنت او ام او اخت اهداء الي الانثى بشكل عام
انتى الوطن والامان والسكن والمودة انتي بداية قصة مش عارف هييجي وقت وحد يقراها او لاء لكن الكلام اللي هيتكتب اهداء مني ليكي
في الصفحة التالتة كتب
"انتي طالق"
كلمتين محدش يقدر يقول انهم حرام، وده لأن الخالق أحل الطلاق من فوق سبع سماوات، بس المجتمع حطهم في خانة اسوأ من الحرام، وخلى الطلاق للست عبارة عن جحيم بتعيش فيه، وكأن يوم طلاقها هو اليوم اللي بتطلع فيه شهادة وفاتها، بس انا اتقتلت مرتين، وشوفت اللي خلاني أتأكد ان العدل مش موجود في الحياة، وان ربنا بس هو اللي من صفاته العدل، ويمكن لما اوكله في أمري يحكم في أمري بالعدل..
.............
ست متجوزة بقالها تلت سنين، بحاول بقدر الإمكان اخلي حياتي مع جوزي تكون أفضل، وبحاول بقدر استطاعتي اني أوازن بين شغل البيت وبين اني ابقا واحدة ست لجوزي، اهتم بشكلي، بلبسي، بطريقة كلامي شوية، وهكذا..
عشان تمشي الحياة زي ماهي ماشية في كل البيوت، الكل بيقول سوزان مفيش أطيب من قلبها، وكنت بحمد ربنا على النعمة دي، بس واضح ان الدنيا محبتش الصفة دي فيا وقررت تعاقبني في حياتي كلها..
جوزي بدأ يتغير بطريقة غريبة، وكأنه وصل لمرحلة الق*ف مني، حتى لما حاولت اعرف منه، هل موضوع الخلفة هو السبب كان جوابه بارد ومش مريح لنفسي، كأنه بيعاقبني لاسباب مش بإيدي من الأساس..
حاولت اتعايش مع الوضع الجديد واحاول أعالج الاسباب اللي سببت الضيق ده كله تجاهي، بس برضه مقدرتش أوصل لأي حل خالص..
لحد ما جت الليلة القاسية في حياتي، يومها جوزي كان في الحمام وتليفونه عمال يرن، تجاهلت الرن مرة واتنين لحد ما بكل حُسن نية مسكت التليفون لقيت رقم باسم "منصور المعداوي"
جيت احط التليفون تاني لقيت اشعار برسالة مكتوب فيها
"وحشتني اوي"
جسمي كله مسكته قشعريرة مخيفة ومسكت التليفون وإيدي بتترعش، فتحته بسهولة لأنه مكنش بيحط باسوورد لتليفونه، وده لأني عمري ما فتشت وراه إطلاقا، غير ان التليفون كان جديد وكان تقريبا ناسي يحط له باسوورد..
فتحت المحادثة بقلب مضطرب عشان الاقيها واحدة وهو مسجلها بإسم منصور، وكانت الصدمة اللي خلت قلبي ينفطر، محادثة ج*سية من الدرجة الأولى، كلام قذر ميتقالش غير في بيوت الد***ة وصور منها ومنه وهما عرايا وتسجيلات صوتية وفيديوهات وغيره وغيره..
رميت التليفون من ايدي وانا جسمي عمال يعرق وقلبي يدق بقوة، عقلي وقتها اتشل مكانه ومبقتش قادرة اتلم على أعصابي، وكأني في كابوس مخيف، كابوس مش قادرة اصحا منه بكل الطرق..
دخلت اوضتي وانا مش قادرة انطق، مش قادرة اخود نفسي حتى، كل اللي بيمر على عقلي مشاهد كتير، مشاهد بتقول اني مقصرتش عشان تكون دي النتيجة..
كنت بعمل كل حاجة تقريبا عشانه، يمكن كنت ممكن اعذره لو انا مهملة، وقبل كل ده فين دينه وضميره من الحرام اللي بيعمله ده، ولا هو عاذب ومحتاج ده ولا في احتياج وشريكه مش مكفيه..
قعدت في اوضتي بترعش، قلبي عمال يدق ودموعي بتنزل ب**ت، بعد شوية لقيته داخل عليا وبصلي بصة غريبة، كان تقريبا خد باله اني شوفت الشات لأن التليفون كان في ايده..
بصلي اوي عشان يستكشف انا وصلت لإيه وكانت دموعي خير دليل اني شوفت وعرفت، اتكلم بهدوء وقالي:
- مالك
بصتله بكل ق*ف الدنيا ومتكلمتش، كانت نظراته و**ة، مفيش فيها أي خجل أو شعور بالذنب، وكنت شاطرة أوي اني أقرأ عين اللي قدامي، وده اللي كان بيقتلني من جوة، انه حتى مش حاسس بالذنب تجاهي..
وعرفت اني استحالة هقدر أعيش معاه بعد كدا، هو وقع من نظري واستحالة اشوفه راجل من تاني، وهو فهم كل اللي بيدور جوايا، واتكلم وهو مولع سيجارة:
- عايزة ايه
- عايزاك تطلقني
ابتسم وبكل برود قالي:
- انتي طالق
وكأني مجرد كوباية ات**رت فاتخلى عنها بكل بساطة، تلت سنين عِشرة هانوا عليه، واستنا أبسط فرصة عشان يتخلى عني، والاسوأ انه اتكلم وقال:
- ياريت يكون طلاق بدون شوشرة عشان انا ممكن اقول في حقك كلام مش حلو
دخلت لميت هدومي ومشيت وانا منهارة في البكاء، هو سهل البشر يتغيروا بالبساطة دي، هو سهل العِشرة تهون على البشر كدا، كل اللي قدرت اقوله وانا ماشية
"حسبي الله ونعم الوكيل فيك"
وروحت أكمل حياتي في شقة أمي، روحت م**ورة وروحي مشروخة من جوة، أمي وقتها قالتلي وكلي الأمر لله يا بنتي وهو هيراضيكي، يمكن وقتها هديت شوية لما عرفت انه شايف وحاسس بيا، وده يكفيني اوي..
وكلها شهور وجت أختي متطلقة هي كمان، بس اختي كانت ع**ي، الست المتسلطة اللي محدش بيسلم من ل**نها، لدرجة اننا كنا بنشفق على جوزها من اللي كانت بتعمله فيه، لدرجة انه جه مرة لأمي يقولها انا تعبت وكان ناقص يبكي..
ست مفترية ياما نصحتها ومخدتش منها غير السخرية بشخصيتي الضعيفة وقلبي الابيض، وطبعا بما انها مخلفة فخدت منه الشقة وهو مشي منها خالص، كان صعبان عليا لدرجة اني دعيت ربنا يتولاه بعد الحياة الصعبة اللي شافها مع اختي..
اختي كلها ايام وباعت الشقة وخدت شقة فوق شقة أمي عشان تبقا قريبة مننا، ومش عارفة ليه وقتها قارنت بيني وبين اختي..
انا اللي بيقولوا عليا بلسم مخلفش واترمي في الشارع م**ورة بعد ما جوزي يدوس عليا واروح لأمي م**ورة من غير أي حاجة
وبين اختي اللي دمرت حياة جوزها وخدت شقته وخلفت منه وبقت مالكة لشقة وهتاخد كمان نفقة تصرف عليها هي وبناتها..
وقتها بكيت وشوفت الدنيا ظالمة اوي، بس محبتش اخوض في تفكيري ده وقولت الحمد لله، يمكن ربنا يهديها ويعوضني خير..
وعدت الايام شبه بعضها لحد ما دخل بيتنا راجل طالب انه يتجوزني، وقتها راودتني مشاعر كتير اوي، جسمي كله اتخشب من ذكرى مش قادرة اتخطاها..
مشهد وانا واقفة وبشوف المحادثة بين جوزي والست دي مش عارفة انساه من ذهني، بس أمي المريضة رحبت بيه اوي واختي كمان فرحت بيه، ولما لمحت لأمي اني مش هقدر اخوض تجربة جديدة بكت وقالتلي انها عايزة تطمن عليا قبل ما تموت، قالتلي لو كانت اختك مكنتش خوفت، اختك تعرف تاكل الدنيا، اما انتي فالدنيا هتهرسك لما اموت..
وعشان دموع امي الغالية قررت اخوض تجربة بروح مشروخة، كان مطلق ومعاه بنت وولد، وحسيت ان يمكن يكون ده عوض ربنا ليا، واعتبر انهم ولادي واعيش معاه، وفعلا عملنا زفة بسيطة خالص واتجوزت في شقته القريبة من شقة أمي..
وحاولت احيي روح الست جوايا من تاني عشانه، اهتم بولاده واحاول اشيل عنه عبئ الحياة، مرة بالهزار ومرة بالدلع ومشيت الحياة عادي..
بس كان فيه عدو قديم متربص بيا، عدو اسمه الدنيا، واتعاد الشريط من تاني وبدأت أحس ان جوزي بدأ يتغير معايا، ومع كل موقف كانت فيه قبضة غريبة بتمسك قلبي، كنت بحاول اتجاهل الشعور ده، وبحاول اتناسى ذكرى عمالة تنهش في روحي من جوة..
لحد ما في يوم أمي تعبت وقررت أروح لها وابات معاها كمان، عرفت جوزي بالموضوع وروحتلها، المسافة كانت قريبة، عشر دقايق مشي بس، كانت تعبانة أوي وقتها، دورت على اختي ملقتهاش، تلاقيها فوق في شقتها، واحدة جاحدة من يومها..
قعدت مع أمي اللي كانت بتتكلم بطريقة اللي بقا شايف الموت، اللي خلاص بيوصي قبل تنتهي حياته، ووسط همي وخوفي على أمي تليفوني رن..
كانت جارتي، أول ما رديت عليها لقيتها بتقولي:
- انا سامعة صوت واحدة مع جوزك في شقتك
جسمي اتصعق زي الممسوس أول ما سمعت كلامها، قعدت على الكرسي مش قادرة اقف، جسمي بيترعش وحاسة بخوف رهيب، أمي بصتلي وسألتني مالك، صوتي مخرجش حتى، فضلت واقعة لدقايق في دوامة أفكار كبيرة..
لا لا ممكن يكون صوت التلفزيون
طيب هو هيعمل كدا ليه ؟؟
يمكن تكون اخته
يمكن الست دي عايزة توقع بيني وبين جوزي
ايوة هي عايزة كدا، وانا هروح وهثبت لها ان جوزي راجل محترم..
لبست هدومي وجريت في الشارع، كنت زي المجنونة اللي بتدور على ابنها التايه في الشارع، الطريق كان طويل اوي لأني كنت عاوزاه ينتهي بسرعة، ووصلت العمارة، وطلعت لشقتي..
كان فيه **ت غريب، يارب، يارب مش هقدر اتحمل
فتحت الباب بالمفتاح ودخلت بهدوء شديد، كانت كل حاجة هادية، لدرجة اني كنت خلاص هاخد نفس طويل، بس سمعت صوت ضحكة واحدة جاية من اوضة النوم..
واتشليت مكاني، قلبي رجع يدق بعنف وجسمي يترعش، لا لا مش هقدر، قربت وانا كاتمة نفسي وبحاول منهارش في الأرض ناحية الاوضة، وسمعت صوته بيضحك وبيقول:
- طول عمرك ش*ية يا منى
منى مين ؟؟
ريقي نشف وعنيا جحظت في رعب، وفتحت الباب، وكانت صدمة العمر، دي مش محادثة تليفون، ده جوزي مع أختي على السرير اللي بنام عليه..
وقفت ابصلهم وانا في حالة صدمة رهيبة، حاسة اني اتشليت مكاني، كل اللي بيصرخ هو عقلي لأنه مش مصدق اللي شايفه، وشافوني الاتنين..
واتكرر الموضوع، مفيش أي نظرات خوف أو تأنيب ضمير، كانت نظرات بجاحة وسخرية، أختي لبست هدومها بكل هدوء وهو وقف يبصلي باستفزاز..
كنت فاقدة النطق، فاقدة الحركة، عنيا هتخرج من مكانها ودموعي بتسيل في **ت، واتكلمت اختي بكل برود وقالت:
- ده حال الدنيا يا سوزان، وأتمنى تكوني واعية كدا لإن ده بيحصل عادي
ابتسم هو عشان يقول:
- انا هعملك اللي انتي عايزاه حتى لو عايزة تطلقي
عشان تضحك منى وتقول:
- ايوة طلقها ونتجوز انا وانت
ووقعت من طولي وقتها..
.......
فوقت عشان الاقي نفسي في الشقة لوحدي، معرفش هو ودى ولاده فين ولا كنت بفكر في ده، قوومت زي الم**ورة لميت هدومي ورجعت لامي، أمي اللي كانت بتحتضر، ومع احتضارها حست بيا، حضنتني وهي بتموت وكل اللي قالته:
"ربنا هيعوضك وهيجازي الظالم يابنتي، وكلي أمرك ليه وخلي بالك من نفسك"
ومفيش يومين وماتت أمي، ووقعت انا في غيبوبة سودة، كنت زي المضروبة بألف خنجر في جسمها، فضلت اسبوع عايشة زي الجثة اللي بتتحرك، لحد ما جوزي طلقني، واختي جابت مشتري للشقة وجابتلي نصيبي منها، وقررت اهرب من حياتي كلها..
ولقيت نفسي بقارن نفسي بيها تاني، هي البجحة اللي خدت جوزي وحياتي، وانا الطيبة اللي خدت فوق دماغي من تاني، وكأن الدنيا بتحترم القذر وبتدوس على المحترم..
وسافرت لمحافظة تانية وأجرت شقة فيها، ويوم بعد يوم لقيت شغل في محل ملابس، وقررت اكمل حياتي بعد ما عملت بوصية امي ووكلت ربنا على كل حاجة..
وبعد شهر لقيت صاحب المحل بيعرض عليا الجواز، ويمكن دي كانت أول مرة اثور، اثور على الدنيا كلها من خلاله، شتمته وهزقته وسبت المحل كله..
وقعدت يومها ابكي في البيت بكل حرقة، ولقيت رسالة جتلي منه على الواتس، كان مكتوب فيها ده:
"يشهد ربنا اني حبيتك من قلبي، واتمنيتك زوجة ليا بعد موت مراتي، وايا كان اللي حصل وعد مني مش هفاتحك في الموضوع ده تاني بس ارجعي للشغل، بس ليا طلب واحد، وكلي ربنا ما بينا وصلي استخارة"
وبكيت اكتر واكتر، ولقيت نفسي على المصلية منهارة من البكاء بدعي ربنا وبطلب منه المدد والصلاح، ونمت يومها على المصلية بدموعي..
صحيت تاني يوم حاسة براحة نفسية غريبة، كأني لسة مولودة من جديد، وقررت اختار اللي الهمني بيه ربنا، وافقت على الجواز منه، مكنتش هستحمل **رة جديدة بس اتنازلت واستسلمت لاختيار ربنا..
وليلة فرحي قالي جوزي وهو مبتسم:
"انا مش عايز منك أي حاجة انهاردة غير انك تحكيلي، ويشهد ربي اني هعوضك عن كل اللي فات"
وفضلت ليلة كاملة ابكي واحكي كل حاجة بالتفصيل، وفي النهاية قالي:
"ما خاب من وكل ربه"
وبعد اسبوع بتصفح الفيس بوك وكانت الفاجعة، فضيحة كبيرة حصلت لستات كتير اوي منهم اللي متجوزة واللي مطلقة، والفضيحة كانت عبارة عن ان شخص ما كان بيجبهم شقته ويعمل معاهم الفاحشة ويصورهم، وكانت الصدمة لما لقيت صوره مغرقة الانترنت..
عارفين كان مين ؟
كان جوزي اللي شوفته مع أختي، والصدمة الأكبر لما لقيت اختي اسمها موجود ضمن الستات الكتير المتصورين منه، وعرفت ان كل اللي اتصور اتقبض عليه، وان اختي اتفضحت فضيحة كبيرة في المنطقة لأنه متجوزهاش، بيوت اتخربت في الفضيحة دي وناس سمعتها بقت في التراب..
بس المثير للشفقة ان الناس اطلقوا عليه لقب معناه انه قوي ج*سيا، وانه جامد عشان عمل كل ده مع ستات كتير، ولا كأنه زاني قذر يستحق الموت..
يومها جالي جوزي مبتسم وقالي:
- شوفتي ربنا جبلك حقك ازاي، وانه بعدك خالص عن أشخاص كانوا هيدمروا سمعتك
وقتها بس خدت نفس عميق اوووي، وقتها حسيت ان رحمة ربنا بتطبطب عليا، انا في بيت جوزي مرتاحة، واختي في القسم بيتحقق معاها وواقعة في فضيحة دمرت حياتها..
والأغرب ان في نفس اليوم كلمني ناس جيراني من ايام جوزي الأول، قالولي ان جوزي متهم بجريمة قتل، لأنه قتل مراته الجديدة، وابتسم جوزي اكتر وقالي، صدقتي بقا ان ربك اسمه العدل، واوعى تفتكري ان ده حقك..
انتي صبرتي، وربك قال
"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"
وربك هيجازيكي خير كبير، ابتسمي بس وكملي حياتك، واوعى تتغيري، وفي النهاية لقيته بيعا**ني وبيقولي:
"يا ام ضحكة حلوة"
بعد ماخلص ثائر كتابة قصة قصيرة ناتجة عن تفكيره في اخر الخذلان وعن نتيجة الصبر والاحتساب وكتبها علشان يساعد نفسه انه يفضل متفائل ان برغم كل المشاكل اللي البني دم بيكون متخيل انها مش هتعدي او ان الدنيا وقفت ومش هتمشي تاني او ان خلاص مفيش امل للأحسن بيكون دايما ربنا موجود يساعدك على تخطى اذمتك مش بس كده كمان بيعوضك عن اي ظلم او حتى تأخير حصل لحد ماوصلت للي كان نفسك فيه ربنا بس بيختبر صبرنا علشان يشوف قوة التحمل واصلة لأي درجة وكل ما كان ايمانك وقوة احتمالك اقوى من الطبيعي كل ما تكون متأكد ان عوض ربنا ليك هيكون احلى من اللي في خيالك
وفي الوقت اللي قاعد ثائر بيعيد قرأة اللي كتبه ويبتسم رن تليفونه ب رقم دولي غريب وده اللي خلاه متأكد انه صديق باباه
ثائر: الو
المتصل بيتكلم عربي كويس: الو..ثائر ..انا ادوارد
صديق شامل ..بلغنى انك عندك علم ب اتصالي
ثائر: طبعا بلغني ..اتشرفت بحضرتك ي استاذ ادوارد ومبسوط اوى ان حضرتك بتتكلم عربي كويس
ادوارد بيضحك: مصر دى عيشت فيها كتير بلد بحبها علشان كده اول شامل م اقترح عليا ان فكرة اول انتاج ليا ولشركتى تكون عن طريق مؤلف مصري انا مفكرتش ووافقت علطول وتحمست اكتر لما عرفت ان المؤلف ده هيكون ابن صديقي اللي بثق فيه وفي ارائه واكيد ابنه كمان اهل للثقة
فرح ثائر جدا بالكلام وقال: اشكر حضرتك جدا على ذوقك ورقيك ويسعدنى اننا نتعرف على بعض بعيد عن فكرة العمل حتى
ادوارد: قريب جدا ان شاء الله انا كمان سعيد بمعرفتك لكن بعد اذنك ياثائر هحتاج منك تبعتلي بروڤة ل اي سيناريو انت كتبته محتاج اخد فكرة عن اسلوبك في الكتابة
لأن ده اللي هيحدد اذا كنت هقدر انزل مصر قريب نتفق على مشروعنا الجديد او ايه اللي هيتم
ثائر بحماس: اه طبعا انا لسه حالا كنت بكتب شواية خواطر اكيد هى مش فكرتي الاساسية عن اول عمل هشتغل عليه لكن كانت نتيجة احساسي بالتفاؤل لما بابا كلمنى وبلغني عن فكرة حضرتك في دخول عالم الانتاج والسنيما وفكرة ان اول عمل ليا ممكن يكون مع منتج اجنبي دى حاجة خلتنى احس ب طاقة رهيبة علشان كده كتبت اللي حسيت بيه
ادوارد: يسعدنى التفاؤل بتاعك اللي خلاني اتحمس اكتر انى اقرالك اعمال و اكيد هتكون فرصة كويسة لو اتفقنا سوا
هقفل معاك دلوقتي وابعتلك الايميل بتاعي في مسدج على تليفونك وانت علطول ابعتلي الخواطر بتاعتك وهقراها واكلمك اقولك رأيي بمنتهى الصراحة والحيادية وبدون مجاملات
ثائر: اشكر حضرتك جدا وبعيد عن الشغل هيهمني جدا ويفرق معاية رأيك ب الاخص في فكرة وليدة احساس مفاجئ
قفل فعلا ثائر مع ادوارد وهو معنوياته مرتفعة جدا وزادت اكتر وزاد حماسه بمجرد ما رن تليفونه بصوت رسالة فتحها شاف ايميل ادوارد مستناش يفكر اذا كان فعلا محتاج يبعت اخر حاجة كتبها ولا هو محتاج يبعتله حاجة من الحاجات المهمة بالنسباله واللي حاططها تحت بند اعمال المستقبل
بعد لحظات قرر انه يبعتله اخر حاجة كتبها لأنه مش هيقدر يستنى فترة طويلة على رد ادوارد ولأن الاعمال المكتوبة قبل كده كلها كانت طويلة وهو مش هيقدر يستنى قرر يبعت اخر فكرة هو كتبها لأن كمان كان فيها احساسه وفرحته بفكرة ان فيه امل انه يحقق حلمه وبعت القصة ل ادوارد واستنى الرد
واتفاجئ ثائر بعد نص ساعة بمكالمة من رقم ادوارد وكان قلب ثائر بيدق مع رنات التليفون .