وبعد الانتهاء من العشاء قام بتشغيل أغنية هادئة ثم أمسك بيدها وتمايل معها عليها ، وهو يعلمها كيف ترقص وتستجيب له ، ثم حملها بذراعه اليمين وادار بها وهو يضمها إليه بقوة ، ثم وضعها على الأرض وادارها حول نفسها عدة مرات ، ثم أحاطت خسرها بيديه وهي وضعت يديها على كتفيه ، والتصق أنفه بأنفه مغمض عيناه وهي تستنشق عطره المفضل لديها ، لم يشعرون بنفسهم وكأن كل شيء توقف من حولهم ، وهم ليسوا على الأرض ، فهم الأن فوق نجمة من النجوم الامعة وما تبقى من النجوم يديرون حولهم ، والسعادة تغمرها من كل جانب ، وليس جسدها فقط الذي يتمايل على أنغام الموسيقى بل قلبها ايضا ، كل نبضه تخبر ذاك العاشق أنه له ، نعم تنبض من أجله ومن أجل عيناه الجميلتين ، التي ذابت داخلهما كفراشة احتوتها وردة برحيقها الرائع ..
توقفوا عن الرقص مع انتهاء الموسيقى ثم أحاط وجنتيها بيديه ورفع رأسها إليه ، لتنظر إليه بعينين لامعتين بفضل الحب والسعادة التي لم تحلم بها قط ، ولكن تخاف من لا تكمل سعادتها ، فيما استند جان بجبينه على جبينها وقال بحب :
-لقد ثملت بـ حبك يا فتاتي .. ولن استطيع العيش بـ دونك
لتمسك بمع** يده وتقول بهيام :
-وأنا ايضا أحبك كثيرا .. أنت تسكن في اوردتي بدلا من دمائي
قبلها على جبينها بحنان ثم هبط بقبلاته إلى انفها ، ثم أخذ قبلته الأولى من شفاها ليشعر انه حقا على قيد الحياة ، رجل يتنفس مثل باقي البشر ، يشعر بكل شيء حوله ، يحب بل يعشق الحياة من أجل فتاته ، وعندما شعر أنه مستسلمة له تعمق بقبلاته أكثر وبادلته بقبلاتها ، لتخبره أنها تحبه كثيرا بتلك القبلة التي طالما حلم بها ذاك العاشق ، وأخيرا اعطت له الفرصة يتذوق تلك الشفاه ويمتص رحيقها إليه ، ليشعر وكأنها تنقبل روحها إلى جسده ليكونن شخص واحد في جسد واحد وليس اثنان ، ثم ابتعد عنها للحظات يلتقط أنفاسه الساخنة التي تلفح وجهها ثم عاد بتقبيلها مرة أخرى ، وبعد لحظات من الشعور بال
***ة والحياة ابتعد عنها ليعطي لها مجالا لالتقاط أنفاسها ، ثم حملها على ذراعه وخرج بها إلى البحيرة وجلسوا بجوار بعضهم ، ماسكا بيدها ويقبلها على اناملها برقة ، ويهمس لها بكثير من كلمات الحب ، ثم أحاط كتفها وضمها إلى ص*ره ، لتستمع إلى نبضات قلبه التي تخبرها أنه بحبها حبا يعجزن كتاب الشعر عن وصفة
***
في الصباح جلست أوجيني على حافة الفراش أمام والدتها لتمشط شعرها وهي شاردة فالرجل الذي عشقته منذ نعومة أظافرها ، قلبها حقا يؤلمها كثيرا وهي لا تستطيع أن تتحكم في قلب إنسان حتى تجبره أن بحبها ، فالحب يأتي دون أذن ، وهو لم يعشقها هي وعشق أديل الخادمة ، وعندما ما تذكرت ما رأته واستمعت إليه في الأمس وجدت نفسها تبكي وأطرقت رأسها ..
فتوقفت والدتها عن تمشيط شعرها وتسألت بقلق :
-ما بكِ عزيزتي ؟!
لترد عليها بنبرة بكاء مؤلمه :
-أعشق انسان يعشق غيري يا أمي
نهضت من مكانها لتجلس أمامها ومسحت دموعها ، ثم رفعت رأسها إليها وقالت بتأكيد :
-جان سيتزوجك قريبا يا ابنتي .. لا تقلقي .. واتركي يبعث مع فتاة المزرعة فأنتِ له في النهاية
-ولكن هو لم يحبني يا أمي
قبلتها على جبينها بحنان ثم نظرت إليها بابتسامة خفيفة قائلة :
-سيحبك يا عزيزتي .. ومن لا يحبك يا جميلتي ؟
ازدردت ل**بها الممزوج بالدموع ثم قالت بحزن :
-لا اود الزواج من رجل لا يحبني ..
ثم نهضت متجه نحو النافذة وقامت بفتحها لتنظر إلى الخارج بعمق متابعة :
-أريد الحب مثل الفتيات .. أحلم يا أمي برجل يحبني يكون سعيد معي .. ويشتاق لي
شعرت بالحزن على حال ابنتها الجميلة المدللة ولكن هونت عليها ببعض الكلمات ولكن لن تستمع إليها ، ونظرت إلى السماء الزرقاء وتتابع السحاب وهو يتحرك ببطء ليقابل سحابة أخرى ، فهي مثل هذه السحابة تسير ببطء شديد ولكن الفرق انها لم تصل إلى سحابة أخرى ، ولن تقابل من يحبها ويهون عليها ..
دقات الباب قاطعت حديث والدتها ونظرت إليه تأذن بالدخول ، ليدخل توماس الذي يبدو عليه الغضب الشديد وتقدم نحوها وهو يقول بحده مفرطة :
-لقد رأيت جان للتو ومعه فتاة المزرعة .. مرتدية فستان سواريه اللعينة
استمعت إلى حديث ش*يقها والتفتت لتنظر إليه في دهشة ، وطلبت منه أن يعيد حديثه لينظر إليها ويعيد حديثه مجددا ، لتشعر أوجين بالصدمة وكأن قدميها ليست على الأرض ولهذا جلست على الاريكة مسرعة قبل أن تسقط ، فيما قال توماس بحنق :
-سأخبر عمي دانييل بكل شيء .. ليطرد تلك الفتاة اللعينة من هنا
تشبثت أوجين في ثيابها بقوة والدموع تهبط على وجنتها في **ت ، وأفكار مجنونة تدور في رأسها ، ماذا كان يفعل جان معها ؟! ، قضى معها الليلة بأكمله ؟! ، أجابت على الأسئلة لتشعر بألم حاد في ص*رها ثم وضعت يدها على وجهها تبكي
فيما خرج توماس وهبط إلى الطابق السفلي ينتظر عمه حتى يستيقظ ، وأخذ البهو ذهابا وإيابا لدقائق معدودة ، وجاء الأمن ليخبره أن أحدهم يريد مقابلة أديل ، فضيق عيناه قليلا ثم خرج إلى ذاك الشخص الذي هو كيفن ، فتقدم توماس نحوه و وقف يصافحه ، ثم تحدث كيفن بحده :
-أديل ابنة عمي
ليبتسم بخفة ثم تسأل :
-يمكنني التحدث معك لدقائق
وافق كيفن واستقلوا سيارة توماس وغادر القصر ..
أما في الداخل كانت أديل فد بدلت الفستان بثياب الشغل ، وعيناها يبدو عليها النعاس ، فهي نعست لنصف ساعة تقريبا ، استمعت إلى صوت دقات الباب فارتدت رابطة رأسها ثم فتحت الباب على الفور لتجد السيدة مكفي تقول بقلق :
-أديل لقد قلقت عليكِ .. لم تتأخري يوما على شغلك
اطرقت رأسها متمته بالاعتذار ثم ذهبت معها إلى المطبخ ، وبدأت في تحضير الفطار وهي تغمض عيناها وغير منتبه بالمرة ، فقلة النوم يجعل ال*قل مشتت ويرهق البدن ، ثم حملت صينية الطعام الكبيرة واتجهت نحو الغرفة ، لتضع الأطباق بشكل منظم ، ولم تستطيع وضع ما تبقى من الاطباق و استندت برأسها على المقعد مغمض العينين ..
وقد استيقظ الجميع وأصر جوزيف أن يتناول الفطار مع جان النعسان ، وأمسك بيده ساحبا ذاك النعسان خلفه ، فيما خرجت أوجين من غرفتها لترى جان الذي يترنح في يده ش*يقة ، وعلمت انه كان مستيقظا طوال الليل ، والذي جعلها تضايق أكثر عندما دلفت إلى الغرفة لتجد أديل على ذاك الوضع ، هي الأخرى لم تنم طوال الليل ، فيما دخل جوزيف خلفها وتعجب من أديل النائمة ، ثم نظر إلى ش*يقة ليندهش أكثر ، ثم سحب مقعد إلى جام ليجلس عليه واضعا رأسه على الطاولة ، ثم وقف بجوار أديل مناديا عليها ولم تجيب عليه ، فربت على كتفها عدة مرات لترفع رأسها بفزع ، ثم نظرت حولها بلهفة ثم عادت بالنظر إليه متمته بالاعتذار ، وأكملت عملها ليلفت نظرها جان النائم مستند إلى الطاولة ، و وجدت نفسها تبتسم ابتسامة خفيفة مما لاحظت أوجين وجلست على المقعد المقابل إلى جان ..
فيما انتهت أديل وخرجت فورا ثم جلس جوزيف بجوار ش*يقة ينظر إليه بابتسامة خفيفة على ثغره ، فقد شك في شيء ما ثم لكزه عندما دخل ما تبقى من العائلة وكل منهم يتناول الطعام في **ت ، وجان لا يستطيع التفكير وأكل القليل فقط ثم تناول القليل من الماء ونهض ليغادر ، فنظر جوزيف إليه مقطب جبينه ثم انهى طعامه ونهض ليلحق بش*يقة ..
فيما فتح جان باب الغرفة ودخل ليجد ش*يقة يدخل معه وأغلق الباب ، فتركه والقى بجسده المرهق على الفراش ، فيما جلس جوزيف بجواره وتسأل :
-ما علاقتك بـ أديل ؟!
ليرد عليه بنعاس واضح :
-أحبها يا أخي كثيرا .. وقضيت معها ليلة أمس أسفل السماء المظلمة الامعة بالنجوم الصغيرة
ارتفع حاجبيه مندهشا ثم نظر إليه للحظات حتى غطى جان في نوم عميق ، فقبله على رأسه بحنان ثم قال :
-حسنا جان بك .. سنتحدث فور استيقاظك
*** يتبع