-استطعت أن أخرج جدتي من المنزل ، واستطيع أن أخرجكم جميعا
أخذ ش*يقة بتلابيبه ورفع يده وكاد ليض*به ولكن أمسك والده بيده وابعدهم عن بعض ، ثم تساءل بحنق :
-لم اوافق على زواجك من ابنة أخي الوحيدة .. هي تستحق الأفضل منك بكثير
ثم تطلع إليه باشمئزاز فضحك كيفن ساخرا ثم توقف عن الضحك ينظر إلى عمه ديفيد بوقاحة قائلا :
-نعم كما قال أبي .. تستحق الأفضل .. تستحق جان بك أورليان .. رأيتهم اليوم معا واستقلت سيارته الخاصة .. ابنتك ستجلب لك العار مع ذاك الحقير جان .. وستعود إليك م**ورة مخدوعة .. ومهما حاولت أن تزوجها إليه .. سيرفضون لأنهم عائلة أورليان .. ولم يسمحوا لخادمة أن تكوم من العائلة
ثم تركها وذهب وهو يعطي لهم كلمته الأخيرة ، وهي أنه يود الزواج منها حتى لا تجلب لهم العار وتبقى حديث القرية ، بينما وقعت كلمات كيفن على رأس عمه ديفيد كالصخرة التي وقعت من أعلى جبل فوق رأسه ، وشعر أنه غير متوازي ليمسك به أبراهام وساعده على الجلوس على الاريكة ، فيما تناولت كانيا كوب ماء ومدت يدها به إليه ليأخذه وتناول الكثير من المياه ، ثم نظر إلى أبراهام وطلب منه أن يذهب إلى قصر عائلة اورليان ويعود ومعه أديل ، فقال ش*يقة الأكبر :
-لا تقلق على ابنتك يا أخي .. فكيفن يتحدث بالكذب دائما
لينظر إليه بوهن وقلق على ابنته الوحيدة قائلا بصوت مبحوح :
-لابد أن اطمئن على ابنتي يا أخي
بعد عودتهم إلى المنزل معا ، تحدثت جين مع صديقتها جوليا لتخبرها أن والدها قد غادر باريس ، ف*نهدت بهدوء ثم انهت معها المكالمة وخرجت لتهبط إلى الطابق السفلي ، و وجدت جوزيف يشاهد التلفاز ولكن يبدو عليه شاردا ، لأنه لم ينتبه من جين التي جلست على نفس الاريكة ولكن بعيدا عنه قليلا ، و وجدت نفسها تفكر به كثيرا وتسأل نفسها ، ما علاقته بـ تالة ، فقد رأتهم اليوم وهم يتبادلون العناق ، وايضا رأتهم يخرجون من الشركة معا ..
بالرغم من انها تعمل منذ سنتين في الشركة ، ولكن لم تنتبه من جوزيف كل ما كان يهمها شغلها فقط ، ولكن الأن كل ما يهمها جوزيف ، وتود البقاء معه هنا دائما ، بعيدا عن القرية والزواج التي أجبرت عليه من قبل والديها ، وجدت نفسها تنظر إليه بعينين لامعتين من الحب ، ثم وجدت نفسها تسأل بفضول :
-ما علاقة بـ تالة ؟!
ليفيق من شروده على ذاك السؤال الغير متوقع ، وأجاب عليها دون أن ينظر إليها :
-تالة من إحدى موديلات الشركة المجتهدين .. واحملها مسؤولية الشركة
شعرت بالحزن وتساءلت بنبرة حزينة :
-لهذه الدرجة تثق بها ؟!
تجاهل الاجابة على ذاك السؤال ونظر إليها مقطب جبينه بغيرة واضحة متسائلا :
-أنتِ تحبين بيير ؟! .. الفوتو جراف ؟
عقدت حاجبيها متعجبة ثم أجابت عليه بهدوء :
-لا .. فقط صديق
-لقد رأيته اليوم وهو يقابلك بالعناق وأنتِ ايضا
قذفها من فمه بعنف ، لتجد نفسها تبتسم ابتسامة خفيفة ، ثم تن*دت قائلة :
-عانقني لأنه لم يراني منذ مدة
حدق بها للحظات مما جعلها تتعجب كثيرا من نظراته التي لم تفهمها بعد ، ثم تلاشت النظر بعيدا عن تلك النظرات ولا يزال يحدق بها بحنق ، قلبة يعلم لما ينظر إليها بحنق ، لأنه يغار عليها كثيرا ، وقد بدأ ينبض بحبها وبعيونها ، ولكن هو لم يستمع إلى قلبه أبدا متعجبا من نظراته إليها ، ومتعجبا من نفسه أكثر لأنه اهتم وسألها عن بيير ..
قاطع أفكاره صوت جرس الباب فنظروا إليه ثم نهض جوزيف من مكانه متجه نحوه ، و وفتح الباب ليجد فيليب هو الطارق ، رحب به وادخله ثم أشار إلى غرفة المعيشة ليأتي معه ، فمضى فيليب خلفه وهو ينظر إلى جين التي تنظر إليه وهي لم تعرفه ، ولكن فيليب يعرفها جيدا وتعجب من وجودها في منزل جوزيف ..
دخلوا إلى غرفة المعيشة وفتح فيليب الحاسوب الخاص به ، ثم فتح الإعلان التي تم تصويرة ، ليتطلع جوزيف إليه بتدقيق وكلما انتهى كان يعيده مجددا حتى اوقف الفيديو بنفسه ، لينظر إلى فيليب بجمود قائلا :
-أعرض الإعلان على ارنو .. ورأيه مثل رأي تماما
ليميل فيليب بشفتيه جانبا متذمرا بفضل حديث جوزيف ، ثم أغلق الحاسوب وهو يومئ برأسه ثم تسأل بتأفف :
-ألا يعجبك تقيمي جوزيف بك ؟!
-يعجبني .. ولكن ارنو يفكر مثلي تماما
ليبتسم بخفة ساخرا مما علم جوزيف انها ابتسامة ساخرة ، ثم صافح فيليب متمتما بالشكر على مجهوده الرائع ، ثم تناول فيليب الحاسوب وخرج ليرى جين لا زالت جالسة مكانها ، فتوقف عن السير وتبادلت نظراته بينها وبين غرفة المعيشة ، حتى خرج جوزيف الذي تعجب من وقوف فيليب ، فيما تابع فيليب السير بمجرد أن رأى جوزيف وخرج من المنزل ..
-لماذا كان ينظر لي هكذا ؟!
تسألت بنبرة خوف هادئة ، بفضل نظرات فيليب التي داخلها بعض اللؤم ، وشعرت بالخوف من أن يكون ذاك الرجل من القرية ويعرفها ويعرف أهلها ، والذي هدأها الأن قليلا ، تذكرت انها ستغادر هذا المنزل في الصباح الباكر ، بينما اجاب جوزيف عليها متصنع اللامبالاة :
-من المحتمل أن يكون معجب بكِ
ارتفع حاجبيها قليلا في دهشة ، فيما صعد جوزيف إلى غرفته دون أن يودعها كعادته كل ليلة ، وهذا جعلها تتعجب أكثر ولم تعلم أن سبب تذمر جوزيف منها هو الغيرة ، نعم غار عليها كثيرا من بيير ، ولا زالت صورة عناقهم في رأسهم وحاول بشتى الطرق أن ينزع تلك الصورة اللعينة من رأسه ولكن بلا جدوى ، ظل يتململ على فراشة وكانت عادته بمجرد أن يضع رأسه على الوسادة يغط في نوم عميق ، ولكن الأن رأسه مشغولة وأفكاره مشتتة ، الحب يجعل السهر رفيق للقلب ، ولا يجعل العيون تنام بسهولة ، لابد من التفكير في من يحب القلب أولا ثم النوم الغير مستقر
..
في الصباح الباكر وصل دانييل بك إلى باريس ، و صف السائق السيارة بجوار شركة جوزيف ، وانتظر حتى وصل ارنو بسيارته وعلى الفور ترجل دانييل بك من سيارته ، و وقف حتى ترجل ارنو وجاء يدخل الشركة استمع إلى صوت ينادي ، فالتفت إليه ليجد نفسه مبتسما ثم تقدم نحوه وصافحة بحرارة ثم عانقه مشتاقا له ، وبعد لحظات من تبادل السلام بينهم أخذ ارنو إلى سيارته ، وتسأل بحده :
-أين صديقك جوزيف ؟! .. أعلم انك تعلم أين هو !
ضغط ارنو على شفتيه بأسف ، فأخبره صديقة في السابق ألا يخبر أحد من العائلة بمكان ذاك المنزل ، الذي يعلم ش*يقة جان فقط ، ض*به دانييل بك على كتفه بخفة ليفيق ارنو من شروده ثم حرك رأسه بالنفي على أنه لم يعلم ، فأخرج من جيب سرواله مسدس ، وضعه على رأسه ارنو التي اتسعت عيناه قليلا ، وهو يقول بصوت عنيف :
-اذا لم تخبرني .. سأنتظر جوزيف هما واقتلكم معا
ليبتسم ارنو وتناول ذاك المسدس من يده وقام بفحصه ليجده خالي من الرصاص ، فأخبره أنه يمتلك الكثير من الرصاص ثم تابع بحده :
-تحدث يا ارنو وأخبرني بمكانه
-ولكن أنا لم أعلم ..
قاطع حديثه بأخذ تلابيبه بعصبية قائلا :
-تعلم يا ارنو كما يعلم جان ابني .. ولكن اردت أن اعلم منك .
تن*د ارنو بهدوء ثم أخبره بعنوان المنزل ليتركه والد جوزيف ثم تناول المسدس وطلب من السائق أن يذهب ، فاستأذن ارنو وترجل من السيارة ، وظل واقفا حتى غادر ثم تناول هاتفه واتصل على جوزيف ، الذي لم يجيب عليه حتى انتهت المكالمة ، فزفر ارنو وهو يتصل به مجددا ضاغطا أسنانه بقوة ..
كانت جين تخرج من الغرفة مستعده لمغادرة المنزل ، واستمعت إلى صوت رنين هاتف جوزيف ولم يجيب ، فوقفت أمام الباب للحظات ولا زال الهاتف يرن فتذكرت أنه لا زال نائما ، ففتحت الباب ببطء ونظرت إلى الفراش لم تجده ، فعقدت حاجبيها قليلا ودخلت متجه نحو الهاتف الذي فوق الاريكة التابعة للفراش ، ثم تناولت الهاتف ونظرت إلى شاشته التي تضيء باسم ارنو ، فيما خرج جوزيف من المرحاض يجفف ص*ره العاري وتفاجأ بوجود جين التي لم تنتبه له هنا ، ثم تقدم نحوها و وقف خلفها لتشعر به والتفتت بلهفة خوف لتنصدم في ص*ره ، ورأت المياه تتساقط من شعره إلى عنقه حتى ص*ره واستنشقت رائحة عطر استحمامه الخاص ، فيما تناول جوزيف الهاتف من يدها لتفيق من شرودها وتنظر إليه باضطراب قائلة :
-أسفه .. سمعت صوت الهاتف ولم تجيب تذكرت نائما
*** يتبع