الحلقه الاولي..
كتاب الفجار..
ـ أسما السيد..
الابيض يليق بك
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمه..
قا**ها بمنتصف طرق، منتصف أحلام، ضياع ، وفراق، الاختيار صعب، والنتائج غير مُرضيه، كُل يحارب بدربٍ يشبه حياته..
هل يلتقي الدربان؟؟
والآخر...عشقها كفرض ..وتخلي عنها بكل كبرياء..أحبته هي كما لم تحب من قبل..وكيف لا تعشقه، وهو من رباها علي يديه...
الحب لعنه..وكل من ابتلي به..عاني المرار..
(الفصل الاول.)
«يقع الطيبون بطريق الطيبات..ويلتقي كل عزيز بعزيز مثله قُدر له منذ أول صرخه بالحياه، فقط ما يختلف هو طريقة لقيانا معاً بدرب الحياه..ولكن بالنهايه..يلتقيا..وتستمر الحياه»
انا شيار..إسمي غريب أعلم..ولكن هذا ما تبقي لي من تلك الليله المشؤمه التي وجدوني بها هؤلاء الذي اعيش بينهم..
حينما كنت إبنة العام ونصف..كما يقولون..أبكي بجانب شجرة التوت بإحدي الحدائق القريبه من هنا..
اتممت الثامنه عشر من عمري منذ شهرين..وبعد مرار من إقناع أبي وأمي أو من تربيت على أيديهم.. ليدعوني أعمل بأي شيء إلا السرقه كما يفعلون بالمواصلات، والشحاذه بإشارات المرور.. تركوني بعد كم لا بأس به من الض*بات.. أعمل كنادلة بإحدى الحانات الليله...حيث المال الكثير كما يزعمون..ولربما أقع بطريق أحد الأثرياء..وأنتشلهم من القاع
مساكين..
لا يعلمون كم اكره هؤلاء، واكره نظراتهم الشهوانيه لجسدي..
ولكن ماذا افعل مجبره..ولا أملك خيار؟
بت أحمل علي عاتقي مسؤلية عائله..
إعاقة والدي عادل بحادث سير..وطفلين صغار..بعمر العاشره..
وام رغم قسوتها الظاهره..في بعض المواقف حنون لا ادعاء…
باتت مسؤليتهم لزاماً علي..فأنا لن ادع اشقاءي يعيشون علي الفتات..ويمدوا أيديهم للآخري لياخذوا الفتات.. كما تأمرهم تلك الحرباء.
اشقاءي ليس لهم ذنباً، وليس لي أيضاً ذنب..انها اقدارنا التي قد كتبتها الله لنا..فلنرضي..
ورغم كوني عاجزه عن شكره في الكثير من الاحيان..أنا ممتنه لبقاءي للان علي قيد الحياه..
فالف حمداً وشكراً لله..
وقفت شيار امام المرآه..تضع اللمسات الاخيره علي وجهها..وتعدل من شعرها..
اقتربت مهجه والدتها تنظر لها بإنبهار..هاتفه بصدق..
ـ ما هذا يا شيار..لقد اصبحت كما إسمك تماماً بذاك الثوب الأبيض( ملكة الجمال والبهاء..)
ارتسمت بسمه ساخره علي وجه شيار..وهي تسألها بتهكم..
ـ أي جمال وأي بهاء يا مهجة كفاكِ سخريه..كم تريدين من مال؟
هتفت مهجه سريعاً..رغم معاملاتها الجافيه لها ببعض الاحيان..الا انها لا تنكر انها تحبها..ولكن تحب المال اكثر..لذا فلا حاجه للادعاء..
ـ أي شيء يا شيار..نحن جياع..
اخرجت شيار بعض الاموال من حقيبتها ونظرت لهم بحسره..المال يذهب سدي لا بركه به..كأنه إرث حرام..
لململت حقيبتها، وتلمست مع**ها تبحث عن ذاك السوار المتبقي لها من الماضي..تحتفظ به بإستماته..كلما كبرت عاماً تذهب للصائغ لتزيده اتساعاً..حتي يلتف علي مع**ها..
لقد اخبرتها والدتها انه كان ملتفاً علي مع**ها صغيره.. بإسمها ذاك.. فلم يريدوا تبديله لعله يأتي اليوم وتعود من خلاله لعائلتها..
تجمعت الدموع بعيونها.. وسرعان ما لملمت شتات نفسها وهمت بالخروج..
ولكن اوقفها صوت والدتها..
ـ انتِ جميله يا شيار بكل حالاتك..أعلم أننا كنا لكِ اسوء اختيار..لكننا احببناكي..وهذه كانت حياتنا وستبقي..نشأنا علي هذه الحياة..سامحينا ياابنتي..واعلمي انه لم يكن هناك اختيار..حتي لوجودك بيننا..
فقط لا تأخذي أشقاءك يوماً بذنبنا..
ـ ماذا تقصدين..منذ متي وانا أفعل ذلك؟
ـ أعلم انك لا تفعلي..ولكن لتكن هذه وصيتي ياابنتي لكي..
زفرت شيار بهم..وهي تقترب وتحاوطها بذراعيها..
ـ أعدك ياامي..لا تقلقي أبداً..
فقط ادعي لي..ان تمر هذه الليله أيضاً كمثيلاتها..بلا مشاكل مع رواد ذاك المكان القذر..
رفعت مهجه رأسها سريعاّ تمسك برأس ابنتها.. ولاول مره.. مردفه بحديث قاطع.
ـ اسمعي يا شيار..نحن فقراء.وربما حقراء الطبع والطباع..لكننا لا نفرط بشرفنا ابداً..لا تحني رأسك لرجل..ولا لشابٍ..دافعي عن شرفك بكل استماته..انتِ تستحقين الافضل..ان لم يكن بالحلال..لا تنحني...
شيار بابتسامه ساخره..
ـ حلال؟
من سيتزوج بفتاة مثلي يا أمي..تعمل بملهي ليلي، وبلا نسب..ابنة حرام..
غصة مؤلمه تكونت بحلقها..ومهجه ترمقها بحزن وندم..فهم طوال سنوات يخبروها هذا الحديث..
ودت مهجه لو اخبرتها بما تحمله بقلبها، وتخفيه عنها منذ سنوات..لتريح ضميرها وترتاح..ولكن كالعاده **تت..واكتفت بحديث باهت بارد..لم تستمع له شيار..
ـ لست إبنة حرام..أنتِ
رحلت شيار تخطو كمن يخطو للموت..تشعر بغصه بحلقها، وقبضة قويه بص*رها..
لم تنتبه حتي لكلمات تلك التي شرعت تبكي ندماً..مردفه بندم يأتيها بين الحين والآخر ...ندم لحظي لا يدوم لسويعات..
ليت الامر كان بيدي...ياليت يعود بنا الماضي..وما كنت لأفعل ذلك ياشيار..ولكنه حكم القدر يافتاه..وما علينا ألا الرضا ..بالقضاء والقدر.
___________
تبكي بنحيب كما كل يوم ...تنظر لطفليها وكأنهم الدنيا ..
ذاكرتها تأبي أن تطيعها وتنسي..كم تتضرع لله أن تنسي ويلهمها الله كل الصبر والسلوان علي ماصابها..وعلي ماضيها الأليم..وعلي حلم خلق ووأد كما لم يكن من الأساس .
اه حارقه زفرتها ...علها تلفظ ذاك الكم الحارق من الالم من ص*رها وترتاح..
ولكن ... هيهات...واتتها صرخته ...كما العاده…
كارمن….
صرخة شقت الليل الحزين..سمع صداها ذاك الذي انتفض علي فراشه يدلك ص*ره بألم وهو يلفظ اسمها ….
كارووو…
---------------
ممنوع النقل والاقتباس
تفاعلوا رجاءً خلوني انزل التاني...
يتبع